أدى محمد إدريس ديبي اليمين رئيسا لجمهورية تشاد في مراسم أقيمت بحضور وفود إفريقية وعربية ومبعوث للرئيس الفرنسي، وذلك بعد 3 سنوات أمضاها في الحكم بصفته قائدا للمجلس العسكري.
وقال ديبي في خطابه بعد أداء اليمين إن بلاده ستواصل حماية أمنها وفق سياسة تقوم على التعاون مع الدول الأخرى، وخاصة المجاورة، من أجل مكافحة الإرهاب، وفق تعبيره.
وأوضح أن “أمن أي دولة لا يتحقق الآن بحراسة حدودها فقط. تضعضع الأمن في دولة مجاورة سيؤثر على أمننا الداخلي”.
وفي الشأن الداخلي، تعهد ديبي بمكافحة الفساد، وبتخصيص 70% من إيرادات البلاد للإنفاق على قطاعات التعليم والصحة وبناء المرافق العامة.
وحرص المنظمون على وضع لافتات كتب عليها “محمد إدريس ديبي، أول رئيس للجمهورية الخامسة”، في قصر الفنون والثقافة في إنجمينا، حيث أقيمت المراسم، وفي الشوارع المحيطة.
وحضر الاحتفال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني -الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي– وزعماء دول إفريقية أخرى من بينها نيجيريا وغينيا وإفريقيا الوسطى.
وحضر أيضا مبعوث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إشارة رمزية بأن فرنسا -المستعمر السابق لتشاد- أقرت بما أفرزته الانتخابات التي أجراها ديبي. وقد هنأ ماكرون الرئيس التشادي في اتصال هاتفي قبل التنصيب.
وغاب عن التنصيب ممثلو مفوضية الاتحاد الإفريقي التي نشرت بيانا قالت فيه إن الانتخابات التي أجريت في تشاد في السادس من مايو الجاري لم تلتزم بقرارات مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي بشأن منع أعضاء المجلس العسكري ومسؤولي السلطة الانتقالية من الترشح في الانتخابات. وأشار بيان المفوضية إلى أن الموقف من الانتخابات في تشاد يحدده مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي. وقد أقر المجلس الدستوري فوز ديبي بالانتخابات من الجولة الأولى، بنسبة 61% من أصوات الناخبين.
ويمثل تنصيب ديبي خاتمة للمرحلة الانتقالية التي استمرت 3 سنوات، بدءا من توليه رئاسة المجلس العسكري إثر إعلان مقتل والده الرئيس إدريس ديبي في المعارك مع الحركات المسلحة. وتعهد محمد إدريس ديبي بتسليم السلطة إلى المدنيين والعودة إلى نظام الحكم الدستوري في مدة أقصاها 18 شهرا، لكن تم حل المجلس العسكري وتمديد الفترة الانتقالية سنتين إضافيتين، واصل فيهما ديبي حكم البلاد، إلى أن تم الاستفتاء على دستور جديد في ديسمبر 2023 وتنظيم الانتخابات الرئاسية خلال الشهر الجاري.