قال الرئيس الانتقالي المالي، العقيد أسيمي غويتا، إن استعادة النظام الدستوري التي يتطلع إليها الماليون يجب أن يسودها السلام والأمن، ما يجعلها مختلفة عن غيرها.
وفي كلمة توجه بها إلى مواطنيه مساء الأحد بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، تطرق العقيد غويتا بالأخص إلى الإصلاحات المنفذة عام 2023 في قطاعات العدالة والصحة والاقتصاد والتعدين، ملاحظا أن القانون التعديني الجديد وتعزيز الحوكمة بعض من أهم مشاريع سنة 2023 .
وفسر الرئيس الانتقالي المالي أزمة الطاقة السائدة منذ عدة أشهر في البلاد، حيث تتسم بانقطاعات للتيار الكهربائي، “بعدة سنوات من الإدارة السيئة وقصر النظر”، مؤكدا إطلاق أعمال على المدى القصير والمتوسط والبعيد للتخفيف من معاناة السكان وإيجاد حلول دائمة لهذه الأزمة.
وأوضح أن الحكومة انطلقت بلا هوادة في مكافحة الفساد، “حتى لا تذهب الجهود التنموية المبذولة سدى”، مضيفا أن الإجراءات جارية لضمان محاكمة جميع الأشخاص المتورطين في قضايا فساد أمام المؤسسات القضائية.
يشار إلى أن عدة كوادر إدارية وسياسية وفاعلين اقتصاديين يتواجدون حاليا في السجن، على خلفية اتهامهم باختلاس أموال عامة في قضايا مختلفة.
وعلى الصعيد الأمني، أشاد العقيد غويتا بالتزام القوات المسلحة المالية والتصميم الذي أبانت عنه في إدارة عملية “دوغوكولو” الرامية لاستعادة السيطرة على مجمل الأراضي الوطنية بدون أي إقصاء في مالي.
ومع انسحاب القوات الأجنبية، بما يشمل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) التي غادرت البلاد بصورة نهائية يوم 31 ديسمبر 2023 ، عاد الجيش المالي إلى كيدال يوم 14 نوفمبر الماضي، وإلى بلدات أخرى احتلها متمردون وإرهابيون منذ 11 عاما.
وفيما يتعلق بعملية السلام، أكد العقيد غويتا منح الأولوية من الآن فصاعدا للملكية الوطنية من خلال إتاحة كل الفرص لحوار مباشر بين الأطراف المالية حول السلام والمصالحة.
وأضاف أن هذا الحوار ينبغي أن يقتلع جذور الصراعات القبلية والطائفية. ونبه إلى أن “وحدة وسلامة الأراضي الوطنية لن تكون جزء من المحاور المطروحة للنقاش”، معلنا عن تشكيل لجنة، في يناير الجاري، مكلفة بتقديم تقرير، في فبراير، حول تفاصيل هذا الحوار.
كما تطرق العقيد غويتا إلى تحالف دول الساحل، المستحدث مؤخرا من قبل بوركينا فاسو ومالي والنيجر التي تحكمها أنظمة عسكرية، وذلك بهدف محاربة الإرهاب بصورة فعالة وتحقيق تنمية متناغمة.