أقام الرئيس المنتهية ولايته غزالي عثماني الذي يسعى إلى ولاية رئاسية ثالثة أول مهرجان انتخابي في ملعب لكرة القدم في مسقط رأسه ميتسودجي قبل بضع أسابيع من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية والمقررة في 14 يناير في جزر القمر ذلك الأرخبيل الواقع في المحيط الهند.
وفي خطابه، كرّر غزالي الذي ارتدى للمناسبة بزة زرقاء تتناسب مع اللون الخاص بحزب اتفاقية تجديد جزر القمر، شعار “الضربة القاضية” الذي تكرر أيضا في أغنية مخصصة للحملة. وقال عثماني معتلياً المسرح “سنواصل بناء البلد”.
وحضر نور الفتح غزالي النجل الأكبر للرئيس، المهرجان الانتخابي مرتدياً قميص بولو أزرق عليه صورة المرشح الرئاسي. ونور الذي يتولى منصب مستشار خاص للرئيس منذ 2019، عُيّن منذ أسابيع نائباً للأمين العام للجنة المعنية بتمويل الحملة الانتخابية.
وقال مدير حملة عثماني الانتخابية “يتم الحديث عن تزوير في كل بلد تُجرى فيه انتخابات. وجزر القمر ليست استثناءً”، مضيفاً “أنا متأكد من أننا سنفوز. ونعمل على تعبئة مواطني جزر القمر أينما ذهبنا”.
وبرزت خلال الأيام الأخيرة شخصية مثيرة للجدل هي زعيم الحزب البرتقالي محمد داود الذي تبوأ منصب وزير الداخلية بين 2016 و2021 خلال عهد غزالي. وقال داود “أقترح على مرشحي المعارضة الأربعة الآخرين الاتفاق على مرشح واحد فقط”. وأضاف أنه يؤيد “اعتماد القرعة لهذا الغرض”، مبدياً استعداده “لقيادة الحملة الانتخابية للمرشح الذي سيتم اختياره”.
وأعلنت حركة “غزالي ارحل” المدعومة من حزب جوا الذي يتزعمه الرئيس السابق سامبي، عن مرشحها وهو سليم عيسى عبد الله، الذي أكّد في تصريح الأسبوع الماضي أنه “يجسد العلاج الطبي الذي تحتاج إليه البلاد”، ملمحا بذلك إلى عمله جراح عظام.
أما منافسه الأبرز، الرئيس السابق أحمد عبد الله سامبي الذي يحظى بشعبية كبيرة، فيقبع في السجن بتهمة الفساد، وبعد أربع سنوات من الحبس الاحتياطي، حُكم عليه في نوفمبر 2022 بالسجن المؤبد، في ختام محاكمة لاقت تنديداً واسعاً ووصفت بغير العادلة.
وحوكم غيابياً في القضية نفسها زعيم آخر هو نائب الرئيس السابق محمد علي صويلح المقيم في باريس، وبينما يؤيد أحمد عبد الله سامبي الانتخابات، يدعم محمد علي صويلح مقاطعتها.
ومنذ عودته إلى السلطة في 2016 لولاية مدتها خمس سنوات، حكم غزالي الذي يُكمل الخامسة والستين، البلاد البالغ عدد سكانها 870 ألف نسمة بقبضة من حديد. وبعد استفتاء قاطعته المعارضة في 2018، نظم انتخابات مبكرة في مارس 2019 فاز فيها بأكثر من 60% من الأصوات، لكنّ النتائج طُعن بها. وكان عثماني الذي يرئس الاتحاد الأفريقي، أقال في مطلع ديسمبر عضواً في المحكمة العليا هي هاريمية أحمد التي كانت ترأس القسم المعني بالانتخابات.