الاستشراق الفرنسي بإفريقيا: قراءة نقدية لمرتكزاته وأهدافه

الناشر: مجلة قراءات العدد: التاسع والثلاثون الترقيم الدولية (ISSN) : 2634-131X الصفحات: 86 – 95 الكاتب: أ.د. نفيسة دويدة ـ الجزائر و أ.فتحية بن حميمد ـ الجزائر المقال بصيغة pdf

Abstract:
In this paper we will try to study the French Orientalism, to explain the conditions of its appearance, its objectives, and to focus particularly on its interests in the African continent. Studies on Orientalism in general are many and varied; however, in its part on Africa (especially the sub-Saharan region), they are very limited, and are almost confined to shy attempts if compared to the previous ones.

الملخص:
يُعَدُّ البحث في موضوع الاستشراق بصفةٍ عامّةٍ راهنــاً متجدّداً، تقتضيه التحوّلات المتسارعة بين العالمَيْن الشرقي والغربي، وعليه؛ نحاول في هذه الدراسة تقديم تعريفٍ موجزٍ بالاستشراق الفرنسي، وتبيان ظروف ظهوره، وأهدافه، وتقديم قراءةٍ نقديةٍ في مرتكزاته ودواعي اهتمامه بالقارة الإفريقية. 
ويمكن الإشارة إلى أنّ دواعي اهتمام فرنسا بإفريقيا ظلّت قائمةً على عدّة جوانب أساسية؛ من أبرزها: الحفاظ على المكتسبات السابقة المتمثّلة في مستعمراتها بالشمال الإفريقي، فكان من الحتميّ ربط تلك المستعمرات في الشمال والجنوب؛ وفق أنظمةٍ مدروسة، كان للاستشراق الدَّور الأبرز في وضعها وتهيئتها، ولم يكن عمل الاستشراق الفرنسي متيسّراً؛ لولا تضافر الجهود الرسمية وغير الرسمية لإنجاح المشروع الكولونيالي الفرنسي في المنطقة، وإحكام القبضة على خيراتها. 
قامت مرتكزات العمل الاستشراقي بإفريقيا على عدّة مستوياتٍ متكاملة؛ منها: توظيف الحركة العلمية «التفوقية»، ومبدأ التأريخ لإفريقيا الجديدة (إفريقيا المسيحية) من أجل إنقاذ تلك «الكائنات» الحية (الإنسان الإفريقي). ولم يكن عسيراً من أجل ذلك أن يَتمّ توظيف كلِّ المعارف والمخطوطات التي جمعها وترجمها وحقّقها المستشرقون، وكذلك التعليم الممنهج ونشر اللُّغة الفرنسية. وقد مثّلت الحملات التنصيرية المتواصلة، التي جابت أنحاء القارة الإفريقية، ركيزةً أساسيةً في عمل المستشرقين الفرنسيّين، وذلك لأنّ الدين لطالما اعتُبر موضع التأثير والإخضاع. 
إنّ الاستعمار والاستشراق الفرنسيّين كانَا أكثر تحالفــاً وانسجامــاً ودقّةً في استراتجيتهما المشتركة، وأكثر خطراً وتهديداً في أهدافهما، وأكثر استعماريةً من غيرهما، وبناءً على هذا؛ فقد راهنت فرنسا على مستشرقيها، فكانوا في طليعة الجيوش أدلّاء يقودونها ويراقبونها، ومرافقين لحملاتها، مقدّمين لها الخدمات والخبرات والمعلومات الضرورية. 
وقد تميّز الاستشراق الفرنسي في مجمل توجهاته بالطرح التاريخي الفيلولوجي، وروحه الصليبية التنصيرية، وأهدافه الاستعمارية، ووصايته وهيمنته الثقافية.