Abstract: This article is a historical overview of the Ethiopianism concept and its manifestations in a three Dimensional perspective, namely: Religious, Cultural and Political. In this regard, this article provided a historical perspective of the emergence of the Ethiopianism since the emergence of the “Ethiopia” in the Biblical verse (Psalms, 68:31), to its adoption by the various African movements and individuals as a refusal of the European/white supremacist ideology and attitudes towards black people and their culture. This paper concludes that the Ethiopianism concept and ideology has encompasses all the African national movements in the recent history, such as the Independent Churches, the Anti-Colonial movements, the Pan African, the Rastafarian movements, etc.
الملخص: «الإثيوبيانية» هي مصطلحٌ دلالي، ارتبط بعدة حركات دينية وثقافية وسياسية وقومية، في ظروف استثنائية مرّت بها القارة الإفريقية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، تقاطرت معها الكتابات والتصنيفات والمناقشات في حينه، كانت تهدف للردّ على الادعاءات الإمبريالية التي ادعت تخلّف شعوب القارة وتفوّق العرق الأبيض، ومن ثمّ كانت تلك المرحلة مهمّة في تاريخ تطور الهُويّة الإفريقية. وعلى الرغم من توظيف العمليات التبشيرية في المشروع الإمبريالي؛ فقد تمّ التوظيف نفسه من قِبَل الأفارقة من المبشرين القوميّين. وفرت «الإثيوبيانية» إطاراً عنصريّاً ودينيّاً وأخلاقيّاً لفَهْم التفاوت العرقي الذي نشأ في ظلّ نظام العبودية في أمريكا ما قبل الثورة، وانتشرت بعد ذلك في منطقة البحر الكاريبي، وأوروبا، وإفريقيا. وفي جاميكا نمت جذور الإثيوبيانية العميقة، حيث أنجبت الجزيرة العديد من الجماعات المؤيدة للسود والمؤيدة لإفريقيا. لتصبح الإثيوبيانية- فيما بعد- بمثابة قطب أقامت حوله العديد من المجموعات الاجتماعية الجديدة أيديولوجياتها من معتقداتٍ ووعي، لتتجلّى هذه الأيديولوجية الإثيوبيانية في الممارسة بطُرقٍ مختلفة. ولتصبح الإثيوبيانية فيما بعد مظلة لعدة مفاهيم وحركات دينية وثقافية وسياسية ذات علاقة بالهوية الإفريقية، مثل: العودة إلى إفريقيا، والكنائس المستقلة، والقومية الزنجية، والجامعة الإفريقية، والقوة السوداء، والزنوجة... فقد كانت الإثيوبيانية واسعة الانتشار عميقة الجذور. بالإضافة إلى ذلك؛ فقد اختلط الفكر القومي الإفريقي- الذي كان سائداً في القرن التاسع عشر- بالفكر الديني المسيحي، فقد كان المشروع التبشيري المسيحي وقتها متأثراً بدعاوى التمدُّن والتحضُّر ونشر الثقافة الإنسانية المادية، فكان مصطلح «الإثيوبيانية» إفرازاً طبيعيّاً لهذا الفكر القومي والديني معاً، فقد تشابك هذا المصطلح مع بعض المصطلحات الأخرى- في مرحلةٍ تالية- كالراستفارية في جاميكا، والإثيوبية المحلية التي تشكلت في دولة إثيوبيا خلال فترة حكم هيلا سلاسي (حكم 1930-1974م)؛ ومن هنا تأتي أهمية تناول هذا المصطلح من الناحية التاريخية والسياسية، ومحاولة فَهْم دوافعه وأسباب ظهوره، ومدى ارتباطه بحركات القومية الإفريقية.