في أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس أندريه راجولينا، تشهد مدغشقر مرحلة انتقالية متوترة تتقاطع فيها تطلعات الشباب مع حسابات الجيش. فقد قاد العقيد مايكل راندريانيرينا الانقلاب بعد احتجاجات واسعة قادها جيل الشباب المعروف باسم “جيل زد” ضد تردي الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وارتفاع الأسعار، قبل أن تتحول إلى حركة سياسية تطالب بتغيير شامل للنظام.
أدى راندريانيرينا اليمين رئيسًا مؤقتًا متعهدًا بإدارة البلاد عبر حكومة مدنية عسكرية مشتركة لمدة عامين تمهيدًا للانتخابات، غير أن شباب “جيل زد” الذين أطلقوا شرارة الاحتجاجات يبدون حذرين من أن تتحول الوعود إلى شكل جديد من الحكم العسكري.
تقول أوليفيا رافيتيسون، إحدى قيادات الحركة الشبابية: “كنا نناضل من أجل تغيير النظام، لا من أجل استبدال رئيس بآخر“، فيما يؤكد آخرون أن مطالبهم لم تتحقق بعد، وعلى رأسها توفير الخدمات الأساسية وفرص العمل وتحسين مستوى المعيشة.
ورغم أن البعض يرى في تدخل الجيش خطوة مؤقتة لحماية الاستقرار بعد فرار الرئيس السابق، فإن آخرين يخشون أن يؤدي ذلك إلى إعادة إنتاج نمط الحكم العسكري الذي عانت منه البلاد لعقود.
وبينما يبلغ متوسط عمر سكان مدغشقر 19 عامًا فقط، يصر شبابها على أن المرحلة المقبلة يجب أن تُبنى على مشاركتهم الفاعلة في صياغة مستقبل البلاد، ملوحين بالعودة إلى الشوارع إن شعروا بأن أصواتهم أُقصيت مرة أخرى.