قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    الكونغو تصف الوضع المالي بالحرج وتتعهد بتخفيف أعباء الديون

    بين عِبْء المديونية وتحديات الأمن الغذائي:هل تنجح مُبادَلة الديون بالغذاء في كينيا؟

    هل يلتهم “الذكاء الاصطناعي” الوظائف الإفريقية؟

    هل يُشكِّل دَمْج اللغات الإفريقية في الذكاء الاصطناعي مسارًا تحويليًّا من التهميش للتمكين؟

    جنوب إفريقيا تسعى إلى تمديد قانون “أجوا” لمدة 10 سنوات أخرى

    العلاقات التجارية الإفريقية الأمريكية ما بعد (أغوا)..التداعيات والإستراتيجيات المتاحة

    التجارة الدولية في الحمير وتداعياتها السلبية على إفريقيا جنوب الصحراء

    التجارة الدولية في الحمير وتداعياتها السلبية على إفريقيا جنوب الصحراء

    المؤسسات الأكاديمية الغربيّة وإنتاج المعرفة حول إفريقيا

    المؤسسات الأكاديمية الغربيّة وإنتاج المعرفة حول إفريقيا

    تحوُّلات واشنطن في القرن الإفريقي: الابتعاد عن حافة الهاوية

    تحوُّلات واشنطن في القرن الإفريقي: الابتعاد عن حافة الهاوية

    قطاع الاستعانة بمصادر خارجية في إفريقيا جنوب الصحراء: الحجم والفرص والتحديات والآفاق

    قطاع الاستعانة بمصادر خارجية في إفريقيا جنوب الصحراء: الحجم والفرص والتحديات والآفاق

    احتراق غزة واختراق إفريقيا: الوجه المتحوّل للصهيونية العالمية

    احتراق غزة واختراق إفريقيا: الوجه المتحوّل للصهيونية العالمية

    هجمة الصين المرتدة في إفريقيا و المأزق الأمريكي

    هجمة الصين المرتدة في إفريقيا و المأزق الأمريكي

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    نيجيريا ترفض تصنيف الولايات المتحدة لها كدولة منتهكة للحريات الدينية

    تأثير اليمين الديني المتطرف على توجُّهات أمريكا تجاه القارة الإفريقية

    هل ستتدخل الولايات المتحدة عسكريًّا في نيجيريا؟

    هل ستتدخل الولايات المتحدة عسكريًّا في نيجيريا؟

    ولاية واتارا الرابعة: قراءة في مآلات النظام السياسي الإيفواري

    ولاية واتارا الرابعة: قراءة في مآلات النظام السياسي الإيفواري

    الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار2025: سؤال المشروعية واستراتيجية المعارضة

    بين الأمن والسياسة:  قراءة في دوافع اتفاقية الدفاع بين إثيوبيا وكينيا وتداعياتها المستقبلية

    بين الأمن والسياسة: قراءة في دوافع اتفاقية الدفاع بين إثيوبيا وكينيا وتداعياتها المستقبلية

    جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

    مدغشقر ما بعد راجولينا: ولادة نظام أم عودة الفوضى؟

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    تصدُّع التكامل الإقليمي: دلالات وتحوُّلات قمة “الإيكاس” الاستثنائية السابعة

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    من المستطيل الأخضر إلى دوائر النفوذ: دراسة عن الفساد الكروي بالقارة الإفريقية

    من المستطيل الأخضر إلى دوائر النفوذ: دراسة عن الفساد الكروي بالقارة الإفريقية

    دراسة تحليلية للإنتخابات الرئاسية في تنزانيا 2025

    دراسة تحليلية للإنتخابات الرئاسية في تنزانيا 2025

    قراءة في تقرير نبض إفريقيا (أكتوبر 2025م)  “سُبُل خَلْق فُرَص العمل في إفريقيا”

    قراءة في تقرير نبض إفريقيا (أكتوبر 2025م) “سُبُل خَلْق فُرَص العمل في إفريقيا”

    الكاميرون تعتقل شخصيات معارضة قبيل إعلان نتائج الانتخابات

    دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في الكاميرون 2025

    تجارة النفايات الإلكترونية في إفريقيا: مكبّ العالم الرقمي الجديد

    تجارة النفايات الإلكترونية في إفريقيا: مكبّ العالم الرقمي الجديد

    لماذا تتنافس شركات الأسلحة الأوروبية على السوق الإفريقية؟

    تحليل اتجاهات الإنفاق العسكري في إفريقيا جنوب الصحراء وأثره على الأمن الإقليمي

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    فرنسا تحتضن إفريقيا الناطقة بالإنجليزية.. مفارقة الافتراس

    فرنسا تحتضن إفريقيا الناطقة بالإنجليزية.. مفارقة الافتراس

    إعادة تخصيص المعادن في غرب إفريقيا:  مصدر جديد للسيادة الاقتصادية

    إعادة تخصيص المعادن في غرب إفريقيا: مصدر جديد للسيادة الاقتصادية

    السلب التاريخي وأزمة الدولة القومية في إفريقيا

    السلب التاريخي وأزمة الدولة القومية في إفريقيا

    قتلى وجرحى في واقعتي تدافع على مساعدات خيرية بنيجيريا

    نيجيريا: ما مصدر اتهامات اضطهاد المسيحيين؟

    التعاون بين الدول الإفريقية في مجال الفضاء يُشكّل فرصًا واعدة للقارة

    التعاون بين الدول الإفريقية في مجال الفضاء يُشكّل فرصًا واعدة للقارة

    تحديات التحالف الأمني ​​بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر

    ضرورة تفكيك الاقتصادات غير الشرعية التي تخدم الإرهاب في منطقة الساحل

    الاقتصاد الإيفواري في عهد الحسن واتارا: نجاح اقتصادي كلي في ظل تحديات اجتماعية مستمرة

    الاقتصاد الإيفواري في عهد الحسن واتارا: نجاح اقتصادي كلي في ظل تحديات اجتماعية مستمرة

    الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار: هل أضاعت المعارضة المنقسمة فرصة التجديد السياسي؟

    الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار: هل أضاعت المعارضة المنقسمة فرصة التجديد السياسي؟

    تدخُّل ترامب في صراع سد النهضة… هل يؤدي إلى نتائج عكسية؟

    تدخُّل ترامب في صراع سد النهضة… هل يؤدي إلى نتائج عكسية؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    الكونغو تصف الوضع المالي بالحرج وتتعهد بتخفيف أعباء الديون

    بين عِبْء المديونية وتحديات الأمن الغذائي:هل تنجح مُبادَلة الديون بالغذاء في كينيا؟

    هل يلتهم “الذكاء الاصطناعي” الوظائف الإفريقية؟

    هل يُشكِّل دَمْج اللغات الإفريقية في الذكاء الاصطناعي مسارًا تحويليًّا من التهميش للتمكين؟

    جنوب إفريقيا تسعى إلى تمديد قانون “أجوا” لمدة 10 سنوات أخرى

    العلاقات التجارية الإفريقية الأمريكية ما بعد (أغوا)..التداعيات والإستراتيجيات المتاحة

    التجارة الدولية في الحمير وتداعياتها السلبية على إفريقيا جنوب الصحراء

    التجارة الدولية في الحمير وتداعياتها السلبية على إفريقيا جنوب الصحراء

    المؤسسات الأكاديمية الغربيّة وإنتاج المعرفة حول إفريقيا

    المؤسسات الأكاديمية الغربيّة وإنتاج المعرفة حول إفريقيا

    تحوُّلات واشنطن في القرن الإفريقي: الابتعاد عن حافة الهاوية

    تحوُّلات واشنطن في القرن الإفريقي: الابتعاد عن حافة الهاوية

    قطاع الاستعانة بمصادر خارجية في إفريقيا جنوب الصحراء: الحجم والفرص والتحديات والآفاق

    قطاع الاستعانة بمصادر خارجية في إفريقيا جنوب الصحراء: الحجم والفرص والتحديات والآفاق

    احتراق غزة واختراق إفريقيا: الوجه المتحوّل للصهيونية العالمية

    احتراق غزة واختراق إفريقيا: الوجه المتحوّل للصهيونية العالمية

    هجمة الصين المرتدة في إفريقيا و المأزق الأمريكي

    هجمة الصين المرتدة في إفريقيا و المأزق الأمريكي

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    نيجيريا ترفض تصنيف الولايات المتحدة لها كدولة منتهكة للحريات الدينية

    تأثير اليمين الديني المتطرف على توجُّهات أمريكا تجاه القارة الإفريقية

    هل ستتدخل الولايات المتحدة عسكريًّا في نيجيريا؟

    هل ستتدخل الولايات المتحدة عسكريًّا في نيجيريا؟

    ولاية واتارا الرابعة: قراءة في مآلات النظام السياسي الإيفواري

    ولاية واتارا الرابعة: قراءة في مآلات النظام السياسي الإيفواري

    الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار2025: سؤال المشروعية واستراتيجية المعارضة

    بين الأمن والسياسة:  قراءة في دوافع اتفاقية الدفاع بين إثيوبيا وكينيا وتداعياتها المستقبلية

    بين الأمن والسياسة: قراءة في دوافع اتفاقية الدفاع بين إثيوبيا وكينيا وتداعياتها المستقبلية

    جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

    مدغشقر ما بعد راجولينا: ولادة نظام أم عودة الفوضى؟

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    تصدُّع التكامل الإقليمي: دلالات وتحوُّلات قمة “الإيكاس” الاستثنائية السابعة

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    من المستطيل الأخضر إلى دوائر النفوذ: دراسة عن الفساد الكروي بالقارة الإفريقية

    من المستطيل الأخضر إلى دوائر النفوذ: دراسة عن الفساد الكروي بالقارة الإفريقية

    دراسة تحليلية للإنتخابات الرئاسية في تنزانيا 2025

    دراسة تحليلية للإنتخابات الرئاسية في تنزانيا 2025

    قراءة في تقرير نبض إفريقيا (أكتوبر 2025م)  “سُبُل خَلْق فُرَص العمل في إفريقيا”

    قراءة في تقرير نبض إفريقيا (أكتوبر 2025م) “سُبُل خَلْق فُرَص العمل في إفريقيا”

    الكاميرون تعتقل شخصيات معارضة قبيل إعلان نتائج الانتخابات

    دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في الكاميرون 2025

    تجارة النفايات الإلكترونية في إفريقيا: مكبّ العالم الرقمي الجديد

    تجارة النفايات الإلكترونية في إفريقيا: مكبّ العالم الرقمي الجديد

    لماذا تتنافس شركات الأسلحة الأوروبية على السوق الإفريقية؟

    تحليل اتجاهات الإنفاق العسكري في إفريقيا جنوب الصحراء وأثره على الأمن الإقليمي

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    فرنسا تحتضن إفريقيا الناطقة بالإنجليزية.. مفارقة الافتراس

    فرنسا تحتضن إفريقيا الناطقة بالإنجليزية.. مفارقة الافتراس

    إعادة تخصيص المعادن في غرب إفريقيا:  مصدر جديد للسيادة الاقتصادية

    إعادة تخصيص المعادن في غرب إفريقيا: مصدر جديد للسيادة الاقتصادية

    السلب التاريخي وأزمة الدولة القومية في إفريقيا

    السلب التاريخي وأزمة الدولة القومية في إفريقيا

    قتلى وجرحى في واقعتي تدافع على مساعدات خيرية بنيجيريا

    نيجيريا: ما مصدر اتهامات اضطهاد المسيحيين؟

    التعاون بين الدول الإفريقية في مجال الفضاء يُشكّل فرصًا واعدة للقارة

    التعاون بين الدول الإفريقية في مجال الفضاء يُشكّل فرصًا واعدة للقارة

    تحديات التحالف الأمني ​​بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر

    ضرورة تفكيك الاقتصادات غير الشرعية التي تخدم الإرهاب في منطقة الساحل

    الاقتصاد الإيفواري في عهد الحسن واتارا: نجاح اقتصادي كلي في ظل تحديات اجتماعية مستمرة

    الاقتصاد الإيفواري في عهد الحسن واتارا: نجاح اقتصادي كلي في ظل تحديات اجتماعية مستمرة

    الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار: هل أضاعت المعارضة المنقسمة فرصة التجديد السياسي؟

    الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار: هل أضاعت المعارضة المنقسمة فرصة التجديد السياسي؟

    تدخُّل ترامب في صراع سد النهضة… هل يؤدي إلى نتائج عكسية؟

    تدخُّل ترامب في صراع سد النهضة… هل يؤدي إلى نتائج عكسية؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

الأزمات الجيوسياسية في جمهورية مالي في إطار القانون الدولي الإقليمي والقاري: نقد وتحليل

فبراير 6, 2022
في تقارير وتحليلات, سياسية
A A
الأزمات الجيوسياسية في جمهورية مالي في إطار القانون الدولي الإقليمي والقاري: نقد وتحليل

د. موري دوكوري أبوبكر سومارورو

أستاذ جامعي ومحاضر القانون الدولي بكلية الدراسات العليا للشؤون والسياسات الدولية في جامعة كوتنتون وكلية الدراسات العليا في جامعة إي أم يو في ليبيريا

اقرأ أيضا

قطاع الاستعانة بمصادر خارجية في إفريقيا جنوب الصحراء: الحجم والفرص والتحديات والآفاق

احتراق غزة واختراق إفريقيا: الوجه المتحوّل للصهيونية العالمية

هجمة الصين المرتدة في إفريقيا و المأزق الأمريكي

خلفية الأزمة السياسية في جمهورية مالي:

بدأت الاضطرابات الأخيرة في جمهورية مالي بانقلاب عام 2012م الذي أطاح بالرئيس أمادو توماني توري، نفَّذه جنود معارضون لما اعتبروه ردّ فعل ضعيف على التمرد الانفصالي المتزايد مِن قِبَل متمردي الطوارق في شمال البلاد.

وازدادت قوة المتمردين المسلحين بسبب تدفُّق الأسلحة من ليبيا المجاورة في أعقاب زعزعة الأمن في ذلك البلد نتيجة مقتل معمر القذافي ضمن ثورات ما يسمى بالربيع العربي عام 2011م.

وبعد الفترة الانتقالية، تم انتخاب إبراهيم أبو بكر كيتا في عام 2013م بتفويض لمتابعة محادثات السلام مع الانفصاليين. ووقَّع اتفاقًا في 2015م مع بعض الجماعات المتمردة، والذي منح الشمال ذا الكثافة السكانية المنخفضة حُكمًا ذاتيًّا أكبر، لكن انتقد هذه المبادرة بعض الخبراء لعدم اشتمالها على فصائل مسلحة أخرى.

استغلت هذه الجماعات المتطرفة -بعضها مرتبط بالقاعدة وتنظيم الدولة (داعش)- فوضى تمرد الطوارق لشن هجماتها الخاصة، وكذلك الميليشيات المحلية التي تشكلت للدفاع عن نفسها في ظل تدهور الوضع الأمني.

أدت إعادة انتخاب كيتا لمأمورية ثانية في 2018م، التي وُصِفَتْ بانخفاض تصويت الناخبين ومزاعم التزوير، ما أدَّى إلى تفاقم الإحباط المتزايد بين الجمهور، ولا سيما الشباب في البلاد.([1])

جدير بالذكر أن حركة خمسة يونيو المعارضة The 5 June Movement التي استوعبت شعبية كبيرة في الدولة تحت تنظيم الأحزاب المعارضة؛ بسبب تدهور الاقتصاد والوضع الأمني، وادعاء التزوير وعدم الشفافية في الانتخابات التشريعية في مارس عام 2020م رغم تفشّي فيروس كورونا، ولا سيما بعدما ألغت المحكمة الدستورية 31 من نتائجها، القرار الذي منح حزب إبراهيم كيتا المخلوع 10 مقاعد برلمانية أخرى، مما جعله الكتلة الأكبر في السلطة التشريعية من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى المظاهرة وبالتالي إلى الانقلاب على حكومة كيتا 18 أغسطس 2020م([2]).

 وفي الأسطر التالية، ستُسلّط المقالة الضوء على مواقف قانونية وتشريعية دولية من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (منظمة دولية إقليمية – الايكواس) ومنظور الاتحاد الإفريقي (منظمة دولية قارية).

الإيكواس من التأسيس إلى أزمة جمهورية مالي السياسية:

المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أو الإيكواس، هي مُنظمة دولية سياسية واتحاد اقتصادي إقليمي يتكون من خمس عشرة دولة تقع في منطقة غرب إفريقيا. تُغطّي هذه البُلدان مُجتمعةً مساحة 5,114,162 كيلومتر مربع.

تاريخيًّا، تعود فكرة إقامة تأسيس المجموعة الاقتصادية بين دول غرب إفريقيا إلى خمسينيات القرن الماضي، وقد ترجمها الاتحاد الجمركي الذي قام عام 1959م بين فدرالية مالي (السنغال ومالي) وبين دول الوئام الأربعة، وهي بوركينا فاسو (فولتا العليا سابقًا)، وبنين (داهومي سابقًا) والنيجر وساحل العاج.

وعند حصول دول المنطقة على استقلالها من القوى الاستعمارية الأوروبية، ظهرت فكرة تأسيس منظمة للتعاون الاقتصادي والسياسي معًا. فكانت النواة الأولى مبادرة رئيس ليبيريا الأسبق السيد/ وليام تومبان في 1964م إلى إقامة منظمة تعاون لدول المنطقة، وأثمرت هذه الدعوة في العام التالي عن توقيع اتفاق للتعاون البيني بين ليبيريا وساحل العاج وغينيا وسيراليون، بيد أنَّ المشروع أخفق. وفي عام 1972م بُعث المشروع مجددًا على يد الرئيس النيجيري السيد يعقوب كون، والتوغولي السيد نياسينغبي أياديما، فقاما بجولة طويلة في 12 دولة إفريقية لإقناع قادتها بالانخراط في المشروع. وفي إطار ذلك تم تأسيس المجموعة في 25 مايو 1975م بموجب اتفاقية لاغوس، وتتخذ من أبوجا عاصمة نيجيريا مقرًّا لها([3]).

واللغات الرسمية للمنظمة هي الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية. تضُم المجموعة 15 دولة عُضوًا؛ وهي: الرأس الأخضر وغامبيا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والسنغال وسيراليون وبنين وبوركينا فاسو وغانا وساحل العاج والنيجر ونيجيريا وتوغو، وقد انضمت كُلّ هذه الدول إلى المجموعة في دورتها التأسيسية في مايو 1975م، باستثناء الرأس الأخضر التي انضمت سنة 1976م. كانت موريتانيا دولة عُضوًا في المجموعة إلى غاية عام 2000م، حين انسحبت عضويتها من المجموعة، وقد أبدت نيتها العودة إلى الكتلة، ولكن لا تزال تحت النقاش.

وللإيكواس قوانين واتفاقيات حيال الانتخابات والانقلابات في دول الأعضاء. وجمهورية مالي من موقّعين ومُلزمين بهذه الاتفاقيات، الأمر الذي جعل المنظمة تتَّخذ موقفًا من الانقلاب على رئيس جمهورية مالي الراحل إبراهيم أبو بكر كيتا، وبالأخص فرض العقوبات السياسية والتجارية والاستراتيجية الصارمة نتيجة اجتماع قادة دول المجموعة الأخير في أكرا، عاصمة غانا ٩ يناير ٢٠٢٢م. وذلك بعدما اقترحت السلطات الانتقالية في مالي إجراء انتخابات في ديسمبر 2025م بدلًا من فبراير، كما تم الاتفاق عليه في الأصل بين المجموعة وبين الحكومة المالية ([4]).

قوانين الإيكواس تجاه الأزمة:

بعيدًا عن العواطف السياسية والجيواقتصادية للوضع السياسي والأزمة الحالية في جمهورية مالي، فإنّ هناك قوانين دولية وإقليمية موقَّعة من دولة مالي، وتستخدمها المجموعة لتحديد مصير الحالة السياسية في الدولة. فمن تلكم الالتزامات الدولية لمالي هو بروتوكول بشأن الديمقراطية والحكم الرشيد للإيكواس 2001م.

حسب القسم الأول البند (١) مبادئ التقارب الدستوري من البروتوكول، والذي ينص ما يلي: (ب) يجب أن يتم كل وصول إلى السلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، (ج) عدم التسامح المطلق مع السلطة التي يتم الحصول عليها أو الحفاظ عليها بوسائل غير دستورية. فبناءً على هذه البنود وغيرها حصل من بداية أزمة مالي السياسية عدم التفاهم وتفاقم الأمر بين المجموعة بين العسكريين؛ إذ إنّ الرئيس الراحل المخلوع كان منتخبًا من كل الشعب لمأمورية كانت سارية، ومن ثَمَّ فإن وصول العسكريين إلى السلطة لم تكن شرعية حسب التزامات جمهورية مالي الإقليمية([5]).

قوانين الاتحاد الإفريقي حيال الانقلابات والتغيرات غير الدستورية للحكومات الديمقراطية:

منذ الاستقلال، عانت معظم الدول الإفريقية من انقلابات. شهدت إفريقيا أكثر من ٢٠٠ انقلاب عسكري ناجح أو الذي تم إحباطه منذ عام 1960م. من ثمانينيات القرن الماضي إلى السنوات الأخيرة، كانت وصارت الانقلابات هي الأكثر شيوعًا كشكل من أشكال التغيير الحكومي كما حصل في جمهورية مالي وغينيا كوناكري وبوركينا فاسو مؤخرًا.

مواجهة مثل هذه التغيرات غير الدستورية دفع القادة الأفارقة إلى اتخاذ إجراءات على المستوى القاري، من أجل إنهاء التقليد الذي لكل أولئك الانقلابيين من الاستيلاء على السلطة. في عام 2000م سلف الاتحاد الإفريقي، منظمة الوحدة الإفريقية (OAU)، اعتمدت إعلان لومي بشأن إطار استجابة منظمة الوحدة الإفريقية لعدم الدستورية تغييرات الحكومة، والتي حددت أربع حالات: ١) انقلاب عسكري. ٢) تدخل المرتزقة. ٣) استيلاء الجماعات المسلحة المنشقة وحركات التمرد على السلطة؛ و٤) رفض الحكومة الحالية التنازل عن السلطة بعد انتخابات حرة ونزيهة ومنتظمة.

تألفت العقوبة الجديدة من تعليق عمل البلاد المعنية من منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليًا). وأُعيد التأكيد على هذا النظام في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي الذي يتضمن من بين مبادئه الحاكمة: “إدانة ورفض التغييرات غير الدستورية للحكومات”. تنص المادة ٣٠ منه على أن “الحكومات التي تصل إلى السلطة من خلال وسائل غير دستورية لا يسمح لها بالمشاركة في أنشطة الاتحاد”.

وحسب إعلان لومي الصادر في يوليو 2000م بشأن إطار عمل استجابة منظمة الوحدة الإفريقية للتغييرات غير الدستورية للحكومات “عندما يحدث تغيير غير دستوري كما هو منصوص عليه في تعريف التغيير غير الدستوري أعلاه، في إحدى الدول الأعضاء؛ ينبغي للرئيس الحالي لمنظمة الوحدة الإفريقية وأمينها العام، نيابةً عن منظمتنا، إدانة هذا التغيير على الفور وعلنًا، والحث من أجل العودة السريعة إلى النظام الدستوري.

كما ينبغي للرئيس الحالي والأمين العام أن يوجهوا تحذيرًا واضحًا لا لبس فيه إلى مرتكبي التغيير غير الدستوري بأنه لن يتم، تحت أي ظرف من الظروف، التسامح مع أعمالهم غير القانونية أو الاعتراف بها مِن قِبَل منظمة الوحدة الإفريقية.

وفي هذا الصدد، ينبغي على الرئيس الحالي والأمين العام أن يحثا على اتساق الإجراءات على المستويات الثنائية، وفيما بين الدول، والإقليمية الفرعية والدولية. وبعد ذلك يجتمع الجهاز المركزي، على وجه الاستعجال، لمناقشة هذه المسألة”.

وحسب المادة (٢٥) (١) من الميثاق الإفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم “عندما يلاحظ مجلس السلم والأمن أنه كان هناك تغيير غير دستوري للحكومة في دولة عضو، وفشلت المبادرات الدبلوماسية، يجب أن توقف تلك الدولة عن ممارسة حقها في المشاركة في أنشطة الاتحاد وفق أحكام المادتين 30 من القانون التأسيسي، ويجب أن يصبح التعليق ساري المفعول على الفور”.

وجمهورية مالي من أعضاء هذه المنظمات والمواثيق، ومن ثَم يتوجب على الاتحاد الإفريقي التنديد بالانقلاب فيها، وأخذ الإجراءات اللازمة ضد مالي وفق الاطار القانون الدولي القاري الذي ألزمت دولة مالي نفسها بها.

التبعات الأمنية الاستراتيجية والجيوسياسية والإنسانية لأزمة جمهورية مالي على المنطقة:

إنّ مما لا يمكن تجاهله ألبتة هو وجود تبعات أمنية واستراتيجية وسياسية ناتجة ونابعة ومتفرعة عن الأزمة في جمهورية مالي على منطقة الإيكواس خصوصًا، وعلى القارة الإفريقية عمومًا.

وفيما يلي  جملة من تلك التبعات:

أولًا: التبعات الأمنية الاستراتيجية:

فمن منطلق هذه الأزمة في أواخر أيام فترة حكم رئيس توماني توري عام ٢٠١٢م، ومع نهايات وآثار الربيع العربي في دولة ليبيا المجاورة، ظهر تهديدان رئيسيان في الدولة:

الأول: هو ظهور حركة الانفصاليين من جماعات الطوارق المتمردة في شمال مالي الذي يشكل ٦٦٪ من الأراضي المالية. فقبل الظهور الأخير للجماعة عام ٢٠١٢م كانت دولة جزائر قامت بمحاولات للوساطة بين الحكومة المركزية المالية والأزواد في شمال البلاد، ولكن لم تُؤت أُكُلها بعد([6]).

والثاني: ظهور جماعات متسلحة إرهابية منتسبة إلى القاعدة وداعش. فلا شك أنّ فرض العقوبات من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الصارمة مُغذٍّ ومقوٍّ لكلتا الجماعتين المتحالفتين ضد الحكومة المركزية في الدولة. وقد يُشكِّل ذلك خطرًا استراتيجيًّا لمنطقة غرب إفريقيا كلها، ولا سيما مِن قِبَل الجماعات الإرهابية.

ثانيًا: التبعات الإنسانية:

لا يمكن ألبتة انفكاك الأزمات السياسية في جمهورية مالي -ومع فرض العقوبات عليها- عن التبعات الإنسانية والغذائية والانتهاكات الحقوقية في دولة مالي ودول الجوار في منطقة الإيكواس. فبسبب زعزعة الأمن في البلد، تشير بعض التقارير إلى أنَّ هنا أكثر من ١٩ مليون شخص متضرر من الحروب والهجمات الإرهابية([7]).

كما أن الدولة غير ساحلية ولا يوجد بها ميناء، ولذا فهي تعتمد على دول الجوار؛ السنغال، كوت ديفوار، غينيا كوناكري وبوركينا فاسو لاستيراد البضائع والسلع الأساسية كالغذاء.

وعليه، فسبب الأزمة السياسية الناتجة عن الانقلاب على الرئيس الراحل إبراهيم كيتا، والتي دعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) لفرض العقوبات الجيوسياسية والاقتصادية على جمهورية مالي.

ولا شك، أنّ هذه القرارات تسبّب خطرًا إنسانيًّا على المدنيين والمواطنين في مالي من حيث ندرة السلع الأساسية وتضييق الخناق على التصدير الذي يوفّر الدخل لجملة كبيرة من الشعب، ولا سيما من مجال تعدين الذهب وغيره. لهذا كان من الأحسن مراعاة ظروف المدنيين، وذلك بعدم إغلاق الحدود للسلع الأساسية من دول الجوار التي تستند عليها مالي للاستيراد.

ثالثًا: التبعات الجيوسياسية:

من الآثار الناجمة عن أزمة مالي وفرض العقوبات عليها من الإيكواس التبعية الجيوسياسية. وذلك أنّ الديمقراطية التي تمتعت بها دولة مالي نسبيًّا من فترة حكم الرئيس ألفا عمر كوناري (١٩٩٢-٢٠٠٢م) إلى فترة حكم الرئيس توماني توري وإلى فترة حكم إبراهيم كيتا قد تحدت بسبب المشكلات السياسية في الدولة. من حيث التحليل الجيوسياسي، قد ترجع المنطقة إلى فتراتها الداكنة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي مِن قِبَل العسكريين كما حصلت في نيجيريا وغانا وليبيريا في بداية الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وفي غينيا كوناكري لما توفي رئيسها السابق الجنيرال لنسنا كوناتي عام ٢٠٠٨م، فتولى الحكم بدون العمل بالدستور كابيتن موسى داديس كمارى بدلاً من رئيس البرلمان الذي كان من المفروض أن يقود الدولة إلى الانتخابات حسب دستور دولة غينيا.

والدليل على هذا أنّ العسكريين تولوا الحكم في جملة من الدول الإفريقية خارج نطاق الشرعية خلال السنوات الثلاث الأخيرة. فمثلاً في تشاد لما اغتيل رئيسها السابق إدريس ديبي، وفي غينيا كوناكري كما تم الانقلاب على رئيس ألفا كوندي مِن قِبَل الكولونيل ممادي دومبويا في سبتمبر ٢٠٢١م، وحصل قريبًا في بوركينا فاسو الانقلاب على الرئيس روك مارك كابوري بقيادة الكولونيل بول هنري سانداغو داميبا([8])، من امتداد حوادث استيلاء العسكريين على السلطة في كلٍّ من مالي وغينيا في المنطقة خلال عامي ٢٠٢٠-٢٠٢١م بدون دستورية وشرعية وفق القوانين الدولية وحتي المحلية.

فالفشل في حلّ الأزمة السياسية الذي أدَّى إلى الانقلاب يهدد الديمقراطية والدستورية في المنطقة. وقد يعود ذلك إلى عدم ثقة الشعوب الإفريقية في مبادئ الديمقراطية الغربية بحذافيرها. فقد يلاحظ من المحادثات السياسية الإفريقية أنّه يتوجب وينبغي خلق نظام سياسي ملائم للعادات والتقاليد الإفريقية، والتي تسرع عجلة النمو الاقتصادي والنهضوي.

ورغم أنَّ الانقلابات الأخيرة في المنطقة تنافي دساتيرها المحلية ومواثيقها الدولية والإقليمية، لكن يُلاحظ أنَّ جملة كبيرة من الشعوب يؤيدونها بدعوى أنَّ القادة والسَّاسة لا يسعون إلا لمصلحة الغرب، وبالأخص فرنسا اختفاء تحت ستار الديمقراطية.

خلاصة القول: إن حالة مالي السياسية لا تختلف كثيرًا عن دول المنطقة. فجيوسياسيًّا، إذا لم تُعالَج المشكلة بالحنكة والذكاء السياسي قد يتكرر ما حصل فيها –دولة مالي– في كثير من دول القارة أو ينشئ ما قد أسميه الحركة “البنيإفريقية الجديدة” القائمة ضد النظام الديمقراطي الغربي، وإيجاد البدائل الاقتصادية والسياسية للقارة أو انتفاضة الصيف الإفريقي محاذية لانتفاضة الربيع العربي عام ٢٠١٠م والتي حركت السياسات والحكومات في العالم العربي بسبب تفشّي الفساد الإداري ونهب ثروات الشعب وعدم توزيع الفرص والموارد الوطنية بالعدل.

نقد وتحليل مواقف الإيكواس والردود الفعلية:

مع وقوع الانقلاب في جمهورية مالي، اتخذت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قرارات ضد حكومة الانتقالية في الدولة، ولكن فرض العقوبات الصارمة الأخيرة النابعة من الاجتماع الاستثنائي في أكرا عاصمة غانا حركت مشاعر جملة كبيرة من الماليين والأفارقة عليها بأسباب؛ منها ما يلي:

 الأول: عدم مراعاة الإيكواس التبعات الإنسانية للعقوبات؛ فإغلاق الحدود البرية والبحرية وتجميد الحسابات الحساسية للدولة لها عواقب إنسانية وإن لم تكن مقصودة بذاتها.

 الثاني: الإيحاء والادعاء من بعض المحليين السياسيين الأفارقة وغيرهم بأنّ المقصود من قرارات الإيكواس وعقوباتها الصارمة على مالي إنما هو إملاء من فرنسا على حلفائها وعملائها الساسة في المنطقة، ولا سيما من كوت ديفوار وبوركينا فاسو والتي أطيح برئيسها مؤخرًا بعد قرارا الإيكواس المؤيد منه ضد مالي.

ومن جانب آخر، ينتقد قرار المجموعة الاقتصادية (الإيكواس) بأنّها فشلت من حماية الديمقراطية فور الانقلاب على إبراهيم كيتا بعقوبة شديدة ليرجع الحكم إلى المدنيين فورًا، وإنما كان هناك مجاملات سياسية على حساب الدستورية والديمقراطية. بمعنى أنه كان من الواجب على المجموعة أخذ التدابير الاستباقية من أول وهلة إشعار حدوث الانقلاب في الدولة بدلاً من الانتظار حتى وقع الفأس على الرأس وصُبّ الماء على الأرض وسال.

فعلى الإيكواس الاهتمام بالدستورية في الدول الأعضاء؛ فتغير النظام الدستور والتلاعب به لتمديد مأموريته كما حصل في غينيا كوناكري مِن قِبَل حكومة ألفا كوندي المخلوع وكوت ديفوار من إدارة الحسن واتارا من دواعي زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتالي إعطاء فرصة للعسكر للانقلابات إذا اضطر الأمر لذلك بسبب عدم رضا الشعب بالسياسة والاقتصاد. وبالإضافة إلى الدستورية، ينبغي للإيكواس محاربة الفساد وتشجيع التنمية وخلق فرص العمل للشباب، وإلا ستموت مفاهيم الديمقراطية الضيقة التي تدور حول ذهاب رئيس بعد فترته الدستورية، وانتخاب آخر بدون حقيبة اقتصادية وتنموية ملموسة.

الخاتمة:

يمكن القول في إطار القانون الدولي الإقليمي والمتمثل في اتفاقيات الإيكواس بأنَّ فرض العقوبات على الحكومات العسكرية الانتقالية، ولا سيما التي جاءت إلى السلطة عن طريق الانقلاب على الدستورية والشرعية كان وفق النظام والتزامات جمهورية مالي نفسها في مواثيق المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عن الحكم الرشيد. فمثلاً بروتوكول بشأن الديمقراطية والحكم الرشيد للإيكواس 2001م ينص القسم الأول البند (١) مبادئ التقارب الدستوري من البروتوكول والذي ينص ما يلي: (ب) يجب أن يتم كل وصول إلى السلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة وشفافة (ج) عدم التسامح المطلق مع السلطة التي يتم الحصول عليها أو الحفاظ عليها بوسائل غير دستورية. فبناءً على هذه البنود وغيرها حصل من بداية أزمة مالي السياسية عدم التفاهم، وتفاقم الأمر بين المجموعة بين العسكريين؛ إذ إنَّ الرئيس الراحل المخلوع كان مُنْتَخبًا من كل الشعب لمأمورية كانت سارية، ومِن ثَمَّ وصول العسكريين إلى السلطة لم تكن شرعية حسب التزامات جمهورية مالي الإقليمية.

ولكن حدة العقوبات تسبّب التبعات الإنسانية؛ نظرًا لطبيعة وطوبوغرافية دولة مالي، فإغلاق حدودها مع دول الجوار التي تعتمد عليها كثيرًا للاستيراد لعدم احتوائها موانئ بحرية ليتضرر بها الشعب الذي ليس له ذنب في الأزمة. كما يشار إليه بأنَّ رد فعل الإيكواس خلال الأزمات دون وضع القرارات الصارمة لتفاديها من أهم عوامل الأزمات الجيوسياسية في المنطقة.

وعلى قادة وساسة دول المنطقة الدمج بين الديمقراطية المعنوية والديمقراطية الحسية. فالديمقراطية المعنوية تتكون في تعددية الأحزاب والالتزام بالمأموريات المسموحة في الدساتير، وذلك بنقل الحكم سلميًّا من رئيس إلى رئيس، بينما الديمقراطية الحسية تتمثل في محاربة الفساد، وخلق فرص العمل وبناء البنى التحتية، وتطوير أنظمة التعليم الرعاية الصحية، بالإضافة إلى سيادة القانون وغيرها. فعند غياب هذه الأسس، ستظل هناك الأزمات السياسية، وسيجد العسكريون فرصة الانقلاب بدعوى الثورية وإصلاح النظام، وسيؤيدهم الشعب لأنه لا يريد إلا الاستقلال الاقتصادي والتنموي اللذين لا يأتيان إلا بالديمقراطية المعنوية والحسية معًا.

الهوامش والإحالات:


[1] Clair Felter & Natalie Bussemeker, What To Know about the Crisis in Mali (2020) Council on Foreign Relations, https://www.cfr.org/in-brief/what-know-about-crisis-mali

[2] Aljazeera, What has caused Malian Political Crisis (2020) https://www.aljazeera.com/news/2020/8/18/explainer-what-has-caused-malis-political-unrest

[3]– الموسوعة الإفريقية : الإيكواس فرضت العقوبات على مالي …. تعرف عن المنظمة التي تقود غرب إفريقيا (٢٠٢٢) الجزيرة ، https://tinyurl.com/2p97xx8d

[4] France 24, West African bloc slaps tough new sanctions on Mali over election delay (2022), https://www.france24.com/en/africa/20220109-mali-s-ruling-junta-submits-new-timeframe-for-return-to-civilian-rule

[5] ECOWAS Protocol on Democracy and Good Governance (2001) https://www.ohchr.org/EN/Issues/RuleOfLaw/CompilationDemocracy/Pages/ECOWASProtocol.aspx.

[6]– سيدو أحمد ولد الأمير ، أزمة شمال مالي…. والاحتمالات المفتوحة ( ٢٠١٢) https://studies.aljazeera.net/en/node/3479

[7] World Vision, Mali Conflict Explained Fact, (2020) https://www.worldvision.org/disaster-relief-news-stories/mali-conflict-facts

[8] – انقلاب عسكري يطيح برئيس بوركينا فاسو والأمم المتحدة تندد (2022) DW https://tinyurl.com/yzsrfxt9

 

ShareTweetSend

مواد ذات صلة

معرض الحجم الحقيقي لإفريقيا يُعيد اكتشاف إرث القارة ويتحدَّى التابوهات السائدة

معرض الحجم الحقيقي لإفريقيا يُعيد اكتشاف إرث القارة ويتحدَّى التابوهات السائدة

أكتوبر 21, 2025
أنظمة الدفع والتسوية والاستدانة في إفريقيا جنوب الصحراء: بين الواقع والمأمول

أنظمة الدفع والتسوية والاستدانة في إفريقيا جنوب الصحراء: بين الواقع والمأمول

أكتوبر 19, 2025
مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

الأذرع الروسية الثلاثة: التنافس على ترويكا الساحل

أكتوبر 15, 2025
جنوب إفريقيا تتواصل مع “حماس” وتبحث توصيل المساعدات الإنسانية إلى فلسطين

هل يجب على إفريقيا أن تتوقف عن الاستعانة بمصادر خارجية لتغيير مستقبلها؟

أكتوبر 14, 2025
شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

أكتوبر 13, 2025
التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

أكتوبر 8, 2025

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

كوت ديفوار تغلق جميع الاتحادات الطلابية بعد مقتل طالبين ومزاعم بممارسة الاغتصاب والتعذيب

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

الانتخابات التشريعية في السنغال: الرهانات في مبارزة عن بُعْد بين عثمان سونكو وماكي سال

أكتوبر 21, 2024

صناعة الطباعة في إفريقيا جنوب الصحراء وعوامل دَفْعها

أكتوبر 6, 2024

الاتحاد الإفريقي والشراكات في مجال إصلاح قطاع الأمن

أكتوبر 22, 2024

صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

أكتوبر 20, 2024

السلب التاريخي وأزمة الدولة القومية في إفريقيا

نوفمبر 11, 2025

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.