قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    انقسام حكومة جنوب إفريقيا بشأن اتفاقية تأشيرة أوكرانيا

    التوغُّل الأوكراني في إفريقيا: أدواته وتداعياته على منظومة الأمن والاستقرار في القارة

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    المعارضة الأوغندية: استقبال مرحّلي أميركا تفوح منه رائحة الفساد

    تدخُّل أوغندا في جنوب السودان وفرض حالة اللادولة

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    مقارنة في مسارات الانتقال السياسي بدول الساحل: النيجر دراسة حالة

    أسطول بحري للجيش الصيني يقوم بزيارة نادرة لـ نيجيريا

    هل تتَّجه الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في إريتريا؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    البحرية السنغالية توقف قاربين للمهاجرين يحملان 272 شخصا

    ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

    البنك الدولي يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء

    التضخم في إفريقيا: أحدث توصيات البنك الدولي تحت المجهر

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    منظمة حقوقية تتهم شرطة أنجولا بارتكاب أعمال قتل وانتهاكات

    تصاعد الاحتجاجات في أنغولا تعكس تراجعًا تاريخيًّا في تأييد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    انقسام حكومة جنوب إفريقيا بشأن اتفاقية تأشيرة أوكرانيا

    التوغُّل الأوكراني في إفريقيا: أدواته وتداعياته على منظومة الأمن والاستقرار في القارة

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    المعارضة الأوغندية: استقبال مرحّلي أميركا تفوح منه رائحة الفساد

    تدخُّل أوغندا في جنوب السودان وفرض حالة اللادولة

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    مقارنة في مسارات الانتقال السياسي بدول الساحل: النيجر دراسة حالة

    أسطول بحري للجيش الصيني يقوم بزيارة نادرة لـ نيجيريا

    هل تتَّجه الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في إريتريا؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    البحرية السنغالية توقف قاربين للمهاجرين يحملان 272 شخصا

    ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

    البنك الدولي يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء

    التضخم في إفريقيا: أحدث توصيات البنك الدولي تحت المجهر

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    منظمة حقوقية تتهم شرطة أنجولا بارتكاب أعمال قتل وانتهاكات

    تصاعد الاحتجاجات في أنغولا تعكس تراجعًا تاريخيًّا في تأييد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

بنية الشخصية في الروايات النيجيرية العربية .. “ادفع بالتي هي أحسن” لجميل عبد الله الكنوي نموذجًا

أبريل 10, 2019
في ثقافة وأدب
A A
بنية الشخصية في الروايات النيجيرية العربية .. “ادفع بالتي هي أحسن” لجميل عبد الله الكنوي نموذجًا

علي إسحاق نمدي (*)

تسعى هذه الدراسة إلى النظر في كيفية بناء الشخصية “Characterization” في الروايات النيجيرية المكتوبة باللغة العربية، ويشمل ذلك استكشاف الطرق الفنية التي يتبعها كُتَّاب الروايات النيجيرية العربية في رسم الشخصيات، وبناء أبعادها الخارجية، والظاهرية، والاجتماعية؛ فالشخصيات الروائية هي العمدة التي يَنبني عليها العمل الفني الروائي، وعن طريقها يتمكن الأديب من إرسال أفكاره، وبيان مواقفه، وتوضيح أيديولوجياته، مختفيًا وراء الستار الفني. وقد اخترنا في هذا المقام رواية “ادفع بالتي هي أحسن” التي ألفها الدكتور جميل عبد الله الكنوي لتكون نموذجًا لدراستنا؛ فهي إحدى الروايات النيجيرية العربية التي حظيت بالقبول والرواج في نيجيريا وغيرها من البلاد الإفريقية المهتمة باللغة العربية والثقافة الإسلامية، وقد وضعت ضمن النصوص الأدبية المقررة(1) للحصول على الشهادة الثانوية في مادة اللغة العربية في نيجيريا وفي غرب إفريقيا.

الشخصية الروائية  

 الشخصية مشتقة من الشخص وهو الإنسان وغيره مما له جسم، قال ابن منظور “الشَّخْص: كلُّ جِسْمٍ لَهُ ارْتِفَاعٌ وَظُهُورٌ، وكل ما رأيت جسمانه فقد رأيت شخصه”(2) ، والشخصية “Character” في الأدب الحديث هي “أحد الأفراد الخياليّين أو الواقعيّين الذين تدور حولهم أحداث القصّة أو المسرحيّة”(3). ويُرَاد بها في علم النفس “Personality” “مجموعة الصِّفات التي تُميِّز الشَّخص عن غيره”(4).

ويقول زيتوني عن الشخصية الروائية إنها: “كلّ مشارك في أحداث الحكاية، سلبًا أو إيجابًا، أما مَن لا يشارك في الحدث فلا ينتمي إلى الشخصيات، بل يكون جزءًا من الوصف”(5).

“والشخصية الروائية هي، غالبًا، كائن مصنوع من صفات بشرية وأعمال بشرية. لهذا تتشابه الشخصية الروائية والكائن البشري، ولهذا أيضًا تختلف الشخصيات الروائية الواحدة عن الأخرى في الصفات والأعمال والأدوار والأهمية كما يختلف أفراد البشر”(6).

وعَدَّ رولان بارت (R. Barthes) الشخصية الروائية كائنات من ورق تتخذ شكلاً دالاً من خلال اللغة، وأنها نتاج عمل تأليفي، فهي ليست كائنًا جاهزًا ولا ذاتًا نفسية، بل هي بمنزلة دليل (sign) له وجهان: دال (signifier)، ومدلول (signified)(7).       

وأما بنية الشخصية فهو مصطلح يستعمله النقاد للدلالة على تصوُّر افتراضي مُستنتَج من المظاهر السلوكية المستكشَفَة عن تصرُّفات البطل أو الشخصية الموجودة في القصة أو الرواية(8) ، وتتميز الشخصيات عن سواها من حيث تلك البنية، فهي كالبصمة الوجهية التي يمتاز بها الشخص عن غيره.

أنواع الشخصية الروائية:

تتنوع الشخصية الروائية عند النقاد إلى أنواع عديدة، ولكن تصنيفها يرجع إلى أطوارها عبر العمل الروائي، ولذلك توجد ضروب مختلفة للشخصيات كالشخصية المدورة التي تصاديها الشخصية المسطحة، وكالشخصية المركزية التي تصاديها الشخصية الثانوية والشخصية الخالية من الاعتبار، وكالشخصية الإيجابية التي تصاديها الشخصية السلبية(9) ، وكالشخصية النامية التي تصاديها الشخصية الثابتة، وغير ذلك.

تلك من المصطلحات التي يصادفها قارئ النصوص النقدية التي تعالج الكتابات الروائية، وإن كانت تلك المصطلحات تكاد تعطي معنًى واحدًا، إلا أن لكلِّ ناقد سببه في استخدام مصطلح دون غيره، وهناك منظور دلالي حمله على اختيار ذلك المصطلح. وبالتالي تكون تلك المصطلحات متقاربة في دلالاتها، ومتفرقة في بعض ما تشير إليه، وما تحمله من المعاني.

فالشخصية المدوَّرة أو المستديرة كما يشير اسمها هي: الشخصية المركبة المعقدة التي لا تستقر على حال، ولا تصطلي لها نار، ولا يستطيع المتلقي أن يعلم مسبقًا ماذا سيؤول إليه أمرها؛ لأنها متغيرة الأحوال، ومتبدلة الأطوار، فهي في كل موقف على شأن(10).

وأما الشخصية المسطحَّة فهي “البسيطة التي تمضي على حال لا تكاد تتغير ولا تتبدل في عواطفها ومواقفها وأطوار حياتها بعامة”(11).

وأما الشخصية النامية والإيجابية فتعادل “الشخصية المدورة” كما أن الشخصية الثابتة والسلبية تعادل الشخصية المسطحة(12).

وهكذا، فالروائيون يختلفون في خلق الشخصيات، وفي توزيعها في الرواية لتقوم بأدوارها المختلفة، وهي التي تقوم بتنفيذ ما يمليه خيال الروائي من الأحداث، فهي التي تتحرك في الرواية، وتتقبل ما يُفرَض عليها من الأحكام.

الروايات النيجيرية العربية

يُقْصد بها الروايات التي يكتبها أدباء نيجيريا الذين تثقفوا بالثقافة العربية ممن درسوا داخل البلاد أو خارجها؛ فهي روايات إفريقية من حيث موطنها، ونيجيرية من حيث جنسيتها، وعربية من حيث لغتها، فمن كان يبحث عن خصائص الحياة الأدبية والاجتماعية والثقافية والسياسية في نيجيريا خاصة، وفي إفريقيا عامة، فله أن يراجع تلك الروايات إضافة إلى أخرى مكتوبة باللغات المحلية والأوروبية، كما يَحْسُن بمن يبحث عن الأدب العربي في إفريقيا أن يراجعها ليكتشف مدى تمكُّن الأفارقة من الكتابة باللغة العربية التي يعتقدون أنها لغتهم بما أنهم مسلمون، وقد أصبحت من ثقافتهم بعد دخولها في إفريقيا منذ ما يربو على ألف سنة.

اقرأ أيضا

تطوُّر الأدب الإفريقي المكتوب بالعربية في تشاد: قراءة في السمات والتأثيرات

أدب الزولو… من الانغماس في التاريخ إلى التصدّي للقضايا الاجتماعية المعاصرة

حوار الحضارات: الفنّ الإفريقي وتأثيره في تطوُّر الفن الغربي

ومن الروايات النيجيرية المكتوبة باللغة العربية: رواية “مذكرات إمام وخطيب في مناخ جامعي” للأستاذ الدكتور محمد أول أبوبكر عام 1994م، ورواية “لماذا يكرهوننا؟” للأستاذ ثالث مَيْ أُنْغُوَا دُرُمِنْ إِيَا عام 2003م، ورواية “ادفع بالتي هي أحسن” للأستاذ جميل عبد الله الكنوي عام 2004م، ورواية “خادم الوطن” للأستاذ حامد محمود إبراهيم الهجري عام 2008م، ورواية “أهل القرى” للأستاذ أحمد أبوبكر عبدالله عام 2014م، وغيرها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ليس كل ما يُطلَق عليه “رواية” مما كُتِبَ باللغة العربية في نيجيريا يستحق تلك التسمية؛ فبعضها عبارة عن قصص قصيرة، أو سِيَر ذاتية، أو مقالات أدبية لا تتصف بالخصائص الفنية الروائية، وفي هذا نشر الأستاذ حسين لون بللو مقالة في موقع مجلة “قراءات إفريقية” ليبرز ما ينقص بعض ما يطلق عليه اسم الرواية من الخصائص الفنية من بين السرديات النيجيرية؛ بناء على معطيات النقد الأدبي الحديث(13).

كما يرى باحث آخر أن غالب تلك الروايات يتَّسم بالضعف؛ من حيث التهافت في العبارات، والتكلف في المُحَسِّنات، والركاكة في الأساليب، والأخطاء الإملائية والنحوية والمطبعية(14). ولكنه أشار إلى أن هناك نماذج حية من تلك الأعمال الروائية، ويفسر وجودها ببشرى بمستقبل زاهر للرواية النيجيرية المكتوبة باللغة العربية(15). 

ومهما يكن من أمر فالروايات النيجيرية تقوم بدور فعَّال في نشر الثقافة العربية والإسلامية في نيجيريا، وفي غيرها من البلاد الإفريقية أمثال النيجير، ومالي، وبركينا فاسو، وغيرها، وهي تتميز بمميزاتها الفنية من حيث استخدام اللغة والفضاء الروائي ورسم الشخصيات وغير ذلك، كما تقدم صورة واقعية عن المجتمع النيجيري بما يجري فيه من العادات والتقاليد، والحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.  

رواية “ادفع بالتي هي أحسن”

رواية نيجيرية عربية، تحكي قصة خِرِّيج من جامعة بَايَرُو بكَنُو (بشير)، له خطيبة يحبها وتحبه (سارة)، ففرض عليهما الزمان أن يفترقا عن بعضهما لسنة كاملة، يقضيها بشير للخدمة الوطنية اللازمة في مدينة إِبَادَن، وبعد سفره خانته خطيبته فتركته وتزوجت من صديقه تاجو (Tajo)، وبعد فراغ بشير من الخدمة الوطنية انخرط في التجارة، فأعطاه أحد زبائنه شيكًا يحتوي على مبلغ كبير من المال ليوصله إلى تاجو، فرأى بشير أن تلك الفرصة السانحة لينتقم من تاجو وسارة؛ وهو يعلم أنهما يعيشان في ضنك؛ لأن الفقر المدقع كان يشدد وطأته عليهما، ولكنه سمع نصيحة من خطيب جمعة بأحد الجوامع يذكر أهمية أداء الأمانة، ويوضح أنه يجب على الإنسان أن يؤدِّي أمانةَ مَن ائتمنه، ولا يجوز أن يخون مَن خانه، فبعد سماع النصيحة أوصل المال إلى تاجو، وسامحه وزوجه، فعادت الحياة بينهما كما كانت، وتزوج من فتاة أخرى من إبادن (نبيلة) تحبه من كل قلبها، بل هي التي صرحت له بحبه بنفسها، وهي أجمل وأعلم وأفضل من سارة، فتزوجها، وبذلك كان بشير قد دفع السيئة الصادرة عن تاجو وسارة بالتي هي أحسن، فأصبح بعدما كانت بينه وبينهما عداوة كأنه وَلِيُّهما الحميم، وهذا وفق قوله تعالى: “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”(16).  

نبذة عن ترجمة المؤلف:

مؤلف هذه الرواية هو الدكتور جميل عبدالله الكنوي، من مواليد السبعينيات في القرن العشرين الميلادي، ولد بقرية تسمى لمبو ((Lambu تحت حكومة توفا (Tofa) المحلية بولاية كنو (Kano) في شمال نيجيريا(17).

بدأ حياته العلمية على يد أبويه في سن الصغر ثم أُلحق بالمدارس النظامية على النحو التالي:

أولاً: المرحلة الابتدائية في مدرسة آدم نمأجي، بحارة واروري، كنو.

ثانيًا: المرحلة الإعدادية والثانوية في كلية إعداد معلمي اللغة العربية بغوالي، كنو.

ثالثًا: مرحلة الدبلوم في جامعة بايرو، كنو.

رابعًا: المرحلة الجامعية في الجامعة الإسلامية بالنيجر.

خامسًا: مرحلة الماجستير في جامعة بايرو، كنو.

سادسًا: الدكتوراه في جامعة بايرو، كنو(18).

وعمل في الحقل الأكاديمي على النحو التالي:

أولاً: مدرسًا للغة العربية في محافظة بثي (Bichi) تحت مشروع الخدمة الوطنية.

ثانيًا: مدرسًا للغة العربية تحت وزارة التربية والتعليم، بولاية كنو.

ثالثًا: محاضرًا في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والدراسات الإسلامية، جامعة بايرو، كنو.

وله مؤلفات كثيرة، منها: رواية “ادفع بالتي هي أحسن”، الديوان الشعري، مسرحية “عالم الشهادة” وغيرها، وما زال يحاضر بجامعة بايرو، ويخرج مؤلفات من حين لآخر في اللغة العربية وآدابها.  

الشخصيات في رواية “ادفع بالتي هي أحسن”:

يمكن النظر في شخصيات هذه الرواية عبر النقاط التالية:

أولاً: من حيث الكمية:

تذخر رواية “ادفع بالتي هي أحسن” بعددٍ كبير من الشخصيات، فعدد شخصياتها يزيد على عشرين، مثل: بشير، وعلي، والسنوسي، وتاجو، وسارة، ونبيلة، ومريم، وغالي، والحاج نمدي، والحاج إيلو، والخولي، وفنمي، ومالم إيدي، وعباس (الغلام)، وتندي، وكولاولي، وسودة، ومامي آمنة، والحاج عبد الهادي طن سالو، والحاج عيسى، والحاج إبراهيم، والحاج عبد الكريم، وغيرها.

ويلاحظ على شخصيات هذه الرواية أنها كثيرة فوق اللازم؛ لأن أغلبها تظهر لتؤدي دورًا واحدًا ثم تختفي، ولا يوجد لها أثر بعد ذلك، أمثال شخصيات: الحاج إدريس، والخولي، ومالم إيدي Mallam Idi، وعباس (الغلام)، وتندي Tunde، وكولاولي Kolawole، وسودة، كل هذه الشخصيات ظهرت مرة واحدة في الرواية، ثم لم يجد القارئ لها أثرًا بعد ذلك. فمثلاً شخصية مالم إيدي لم تقم بشيء سوى فتح البوابة لبشير، وعباس لم يفعل شيئًا غير دعوة سارة لتخرج من البيت حين زارها بشير، وهكذا.

ثانيًا: من حيث التعريف:

تضم هذه الرواية شخصيات معروفة بأسمائها، وتقوم بأدوارها كما أرادها الروائي أن تقوم بتلك الأدوار، ولا يكاد القارئ يجد شخصية ذكرت من غير أن تعيَّنَ بالاسم سوى شخصية الخولي.

وهناك شخصيات موجودة بأسمائها في هذه الرواية ولكن لا تقوم بأدوار ملموسة، أمثال شخصية: مستر مي (Mr. Mai)، وثندو (Chindo)، أوكونكو (Okwonko)، وفيدلس (Fidelis)، وأوديلي (Odili)، وثاني فنتوا (Funtua)، ومستر طن أريوا (Mr. Dan’arewa). فكل أولئك الشخوص ذكروا على أنهم زملاء لبشير أثناء دراسته في الجامعة، وسيلتقي بهم في ملتقى الخريجين، ثم لم يُذْكروا بعد ذلك كما لم يمر لهم ذكر من قبل، ولكن ذكر أسمائهم يشير إلى أنواع زملاء بشير في الدراسة، فهم من مختلف القبائل النيجيرية، اليوربا، وإيبو، وكانوري، وغيرها.

ثالثًا: من حيث النوع:

تحتوي هذه الرواية على شخصيات مدورة ومسطحة كما يأتي:

فأما الشخصية المدورة، فتتمثل في شخصية بشير، الخريج الجامعي الذي أُرْسِلَ إلى إبادن للخدمة الوطنية، فذهب تاركًا وراءه حبيبته التي يحلم بالعيش معها طوال عمره، ثم تخونه فتتزوج من صديقه.

وكان الراوي يسرد ما كان يجري حول هذه الشخصية، ويُحدّث المسرود له بِما له علاقة بها، وأما الأحداث التي لا تتصل بهذه الشخصية، فقد يهملها ولا يُطلع عليها المسرود له، ويجد القارئ أن السارد يترك الأماكن التي لا تعيش فيها هذه الشخصية، أو يترك الأماكن التي لا علاقة لِمَا يجري فيها بهذه الشخصية. فمثلاً منذ أن غادر بشير مدينة كنو إلى إبادن للخدمة الوطنية، وكان ذلك في الصفحة الواحدة والثلاثين ” وانطلقت السيارة، ولكن سارة لم تنطلق، بل وقفت ترقب أشعة السيارة الخلفية الحمراء من بعيد..(19) ” ، تحول خط السرد إلى الحديث عن إبادن، وما جاورها؛ لأن بشيرًا صار يعيش هنالك :” تأقلم بمدينة إبادن – أصبح يجول أعزل من كل سلاح يواجه به جيوش الأمطار والعواصف والبرد، بدأت الخدمة تسير المسار المرجو، فلم يواجه مقدمه تلك المشاكل اللوجستية التي كثيرًا ما يعانيها الخادم في مبدأ خدمته، فقد نزل ببيت صديق أسرته، ورفيق أبيه بجامعة أكسفورد الحاج عبد الكريم…“(20) ، فلم يعد السارد إلى الحديث عن مدينة كنو وما يجري فيها إلا في الصفحة الستين، وذلك حين اتصل بشير بأسرته من إبادن، فتحدث مع مامي آمنة:

“- السلام عليكم من المتحدث؟ … بشير

انبسطت أسارير وجهها

– كيف حالكم؟ أرجو كل شيء على ما يرام… كيف الحاج عبد الكريم وحاجيا لامي؟...(21)“.

والباحث في السمات التي تثبت كون شخصية بشير شخصية مدورة، يجد ذلك في كونه يحب التطلع في أمور كثيرة، أو الفضول؛ فلم يمكث كثيرًا في إبادن حتى ذهب إلى جامعة إبادن كي تطأ قدماه تراب أولى جامعة في نيجيريا، وكذلك في ذهابه إلى ” بهو مافو الذي كان بمثابة دار البلدية من عهد المستعمر البريطاني“(22) ، وكذلك ذهابه إلى دار “كاوكاو“، وكل ذلك لإشباع فضوله.

وكذلك تظهر سمة الشخصية المدورة في شخصية بشير عندما اضطرب اضطرابًا شديدًا قبل اتخاذ قراره في نبيلة؛ تلك الفتاة الجميلة المثقفة التي أظهرت له الحب بكل إخلاص، فكان ينظر في جمالها وثقافتها وثراء أهلها، ثم يتذكر سارة حبيبته الأولى وما قدمت له من تضحيات، وما أظهرت له من حب خالص، ولكنه أخيرًا، فضَّل الوفاء على الخيانة، فتمسك بسارة وترك نبيلة وجمالها وثقافتها ” إذا به يندفع مسوقًا بالعواطف ليمد الجمال بأسلحة فتاكة كاد يقضي بها على الحب، لولا تدخل وسيط الضمير زاجرًا “العهد يا بشير! أين المواثيق؟!“(23).

وبلغ كون هذه الشخصية مدورة حدّ أن المتلقي لا يستطيع أن يخمن ما تقوم به مستقبلاً، كما أنه لا يحيط بأطوارها وأمزجتها، فبشير الذي تخرج من الجامعة في كنو، وذهب إلى إبادن للخدمة الوطنية، ينتهي من الخدمة ثم يتزوج من فتاة في إبادن بعدما انخرط في الشؤون التجارية، ولم يَسْعَ إلى طلب الوظيفة الحكومية أو ما شابهها، وكذلك تظهر تلك السمة في كونه يُقَرِّبُ صديقه الذي خانه وتزوج من حبيبته “سارة” فيصيِّرَه صديقًا حميمًا.  

وأما الشخصيات المسطحة في هذه الرواية، فكثيرة جدًّا، فكل من شخصية: السنوسي صديق بشير، وغالي صاحبه في إبادن، ونبيلة حبيبته الثانية، والحاج عبد الكريم الذي نزل عنده في إبادن، وغير أولئك كانوا ضمن الشخصيات المسطحة؛ لأن الأحداث التي كانت تصدر منهم لم يصبها شيء من التطور أو التحول منذ بداية الرواية حتى نهايتها.

فمثلاً السنوسي كان صديقًا لبشير منذ بداية الحكاية، حتى ” بلغ ترابطهما أن تَوَهَّمَ معظم الناس أنهما ابنا عمومة...“(24) ، وظل هكذا وفيًّا لصديقه مطلعًا له على ما يفيده أثناء غيابه عن بلده، بل هو الذي أخبره بخيانة حبيبته الأولى سارة، وصديقه تاجو. فهو لم يتحول عما عهده عليه القارئ.

رابعًا: من حيث التقديم:

يمكن القول بأن الروائي لم يهتم بتقديم الشخصيات في هذه الرواية، فحين كان بعض الروائيين يبذلون جهدًا كبيرًا في وصف الشخصيات، وشرح أحوالها، ويملؤون صفحات في ذلك قبل الخوض في حكي ما تقوم به من الأدوار، يجد قارئ هذه الرواية أن الراوي يدخل مباشرة في الحكي، ويهمل تقديم وشرح حال الشخصية، بل إنما يدرك المتلقي أحوال الشخصيات في هذه الرواية عن طريق ما يصدر عنها من الأدوار.

ويرى بعض الدارسين أن تقديم الشخصيات مهم جدًّا في الحكي؛ “لأن استجابة المتلقي للشخصية الروائية وتقبله لها، يتوقف –بالدرجة الأولى– على تقديم الشخصية تقديمًا مشوقًا”(25).

ولكن بعضًا يسيرًا من الشخصيات قد حصل على شيء من التقديم في هذه الرواية، مثل شخصية الحاج عبد الكريم، فقال عنه الراوي: ” كان من مشاهير أثرياء مدينة إبادن، يسكن حي سابو، ويمتلك عقارات في أحياء أخرى، رجل رحب الصدر، حلو الحديث، طليق الوجه واليد، لا يمايز بين بشير وغالي، يجالسهما في أوقات فراغه، ويحادثهما في أمور الحياة وتجاربها، ويفيض بهما في معاطف التاريخ، وتقلبات الحياة، وانقلاب موازين العصر“(26) ، فهذا وصف وتحليل نفسي وفكري واجتماعي لهذه الشخصية، ولكن يلاحظ على الروائي أن هذا ليس تقديمًا فنيًّا كافيًا لهذه الشخصية؛ كما أنها لا تقوم بأدوار أساسية في الرواية، بل ربما لا يشعر المتلقي بعدم وجودها لو حُذِفَتْ من الرواية.

فيلاحظ على هذه الرواية عدم الاهتمام الكافي بتقديم الشخصيات الأساسية كشخصية بشير وتاجو وسارة وغيرها، فلا يكاد القارئ يكتشف عن أبعادها الفسيولوجية، والنفسية، والاجتماعية إلا شيئًا يسيرًا.

خامسًا: من حيث الطبقة:

تحتوي هذه الرواية على شخصيات مختلفة ومتباينة طبقيًّا، فبعضها ينتمي إلى الطبقة العليا أمثال والد بشير وصديقه الحاج عبد الكريم اللذين درسا في جامعة أُكْسْفُورْدَ بإنجلترا، ثم صارا تاجرين على المستوى الوطني، ويبدو من خلال هذه الرواية أن أصحاب الطبقة العليا يتمتعون برغد العيش والتعليم المتميز في نيجيريا، ولم يدرس بشير خارج البلاد وهو بطل الرواية، وذلك ليتمكن من معرفة بلاده، وليتكيف مع بني جلدته، وهذا ما مهَّد له الطريق ليصبح تاجرًا على مستوى الدولة.

وتوجد كذلك شخصيات تنتمي إلى الطبقة الدنيا في الرواية، مثل مالم إيدي (الحارس)، وفنمي السكرتيرة، وغيرهما. واستخدم الكاتب العلاقة بين أبناء الطبقتين العليا والدنيا ليوضح ما ينبغي أن يكون من احترام متبادل، وعيشة بالمعروف، ويبرز ذلك فيما كان بين بشير وبين الخولي، وما كان بين مالم إيدي وأهل أسرة بشير، وغير ذلك.

خاتمة:

من خلال هذه الجولة القصيرة تبيَّن أن لبنية الشخصيات الروائية أهمية كبيرة، وأن لها تقنيات متعددة ينظر الكاتب فيما يساعده منها في إيصال فكرته فيستخدمه في روايته، وتبين كذلك أن للشخصيات مواقع متباينة في البناء الروائي، فبعضها محورية تدور حولها الحكاية، كما أن بعضها ثانوية لا تؤثر كثيرًا في سير الحدث.

ويبدو من خلال هذه الجولة أيضًا أن الروايات النيجيرية العربية تختلف اختلافًا واضحًا من حيث احتوائها على العناصر الفنية الروائية، وإن كان اسم أو مصطلح الرواية يُستخدم في كافتها إلا أن بعضًا منها لا يتَّسم بالمكونات الروائية الفنية، ومع ذلك فهي تقوم بدور فعَّال في تقدم اللغة العربية وآدابها في هذه البلاد.

وتمتاز رواية “ادفع بالتي هي أحسن” بطريقتها السردية في رصد الشخصيات من حيث الكمية، والتعريف، والنوع، والتقديم، والانتماء إلى الطبقة الاجتماعية، وهي تقدم صورة فنية واقعية للمجتمع النيجيري بجوانبه المختلفة.

الاحالات والهوامش:

(*) أكاديمية الشيخ أبي بكر جومي، أسوكورو، أبوجا

(1) ينظر، منهج مجلس غرب إفريقيا للامتحانات 2016م (West African Examination Council Syllabus 2016)، ومنهج المجلس الوطني للامتحانات 2016م (Nigerian Examination Council Syllabus 2016)، مادة اللغة العربية  

(2) ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي الإفريقي، لسان العرب، ط3، دار – صادر، بيروت، 1414هـ، ج7، ص:45

(3) أحمد، مختار عبد الحميد عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، 1429هـ – 2008م، ج2، ص1174.

(4) المرجع السابق نفسه والصفحة.

(5) زيتوني، لطيف، معجم مصطلحات نقد الرواية، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، 2002م، ص:113.

(6) المرجع السابق نفسه، ص:100

(7) المرجع نفسه، ص:107.

(8) ينظر، حجازي، سمير سعيد (دكتور)، قاموس مصطلحات النقد الأدبي المعاصر، الطبعة الأولى، دار الآفاق العربية، القاهرة، 1421هـ/2001م، ص:124.

(9) مرتاض، عبد الملك، في نظرية الرواية – بحث في تقنيات السرد، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، سلسلة عالم المعرفة، العدد:240، 1998م، ص:99.

(10) المرجع السابق نفسه، ص:101.

(11) المرجع نفسه، ص:99.

(12) ينظر، المرجع نفسه، ص:101-102.

(13) بللو، حسين لون، إشكاليات تجنيس السرديات العربية النيجيرية، مقالة منشورة في موقع مجلة قراءات إفريقية، www.qiraatafrican.com

(14) بلاربي، أبوبكر صديق، قضايا الشكل والمضمون في رواية “مذكرات إمام وخطيب في مناخ جامعي ورواية “السيد الرئيس” لحامد محمود الهجري – دراسة نقدية -، بحث تكميلي مقدم إلى كلية اللغة العربية والعلوم الإنسانية، بالجامعة الإسلامية بالنيجر، للحصول على درجة الماجستير، 2016م، ص:36.

(15) المرجع السابق، ص:36.

(16) سورة فصلت، الآية:34.

(17) آدم، جميل بلا، التناص الإسلامي في شعر جميل عبد الله الكنوي، رسالة ماجستير مقدمة إلى قسم اللغة العربية بكلية العلوم الإنسانية، جامعة عمر موسى يَرْأَدُوَا، كشنه، عام 2016م، ص:35.

(18) المصدر السابق، ص:35.

(19) الكنوي، ادفع بالتي هي أحسن، ص:31.

(20) المصدر السابق نفسه، ص:32.

(21) المصدر نفسه، ص:60.

(22) المصدر نفسه، ص:35.

(23) المصدر نفسه، ص:73.

(24) المصدر السابق نفسه، ص:2.

(25) عبد العزيز، ربيع، مرايا السرد، مكتبة الآداب، القاهرة، 1431هـ – 2010م، ص:9.

(26) الكنوي، ادفع بالتي هي أحسن، ص:32.

ShareTweetSend

مواد ذات صلة

الأدب الإفريقي بين دور المُؤلّف ومشكلات المترجم

الأدب الإفريقي بين دور المُؤلّف ومشكلات المترجم

يوليو 20, 2025
اللغة العربية في إريتريا… صراع هوية ووجود!

اللغة العربية في إريتريا… صراع هوية ووجود

أبريل 14, 2025
إشكالية اللغة في الفلسفة الإفريقية

إشكالية اللغة في الفلسفة الإفريقية

مارس 13, 2025
اللغة العربية في إريتريا… صراع هوية ووجود!

اللغة العربية في إريتريا… صراع هوية ووجود!

فبراير 20, 2025

تشكّل المشهد اللغويّ وقضاياه في ناميبيا في مرحلتي الاستعمار والاستقلال

أكتوبر 16, 2024
طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

شِعْر المرأة الإفريقية المكتوب باللغة العربية…أسماء بنت الشيخ عثمان بن فودي أنموذجًا

أكتوبر 2, 2024

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

أكتوبر 20, 2024

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

صناعة الطباعة في إفريقيا جنوب الصحراء وعوامل دَفْعها

أكتوبر 6, 2024

الاتحاد الإفريقي والشراكات في مجال إصلاح قطاع الأمن

أكتوبر 22, 2024

الانتخابات التشريعية في السنغال: الرهانات في مبارزة عن بُعْد بين عثمان سونكو وماكي سال

أكتوبر 21, 2024

ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

سبتمبر 28, 2025

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.