قراءة تحليلية للقمة الأولى لمجموعة العشرين في إفريقيا: جوهانسبرج 2025م

 تمهيد: 

        اختتمت قمة العشرون في جوهانسبرغ، بجنوب إفريقيا، أعمالها؛ حيث انعقدت يومي 22 و23 نوفمبر 2025م، وهي الاجتماع العشرون لرؤساء دول وحكومات المجموعة، وهي أول مرة تُعقَد في القارة الإفريقية. بالقرب من بلدة سويتو، التي كانت في السابق موطنًا لنيلسون مانديلا. وذلك وسط تحديات جيوسياسية، واقتصادية وسياسية متداخلة، تبلورت من خلال تشابك عدة أزمات دولية؛ بدايةً من موقف جنوب إفريقيا من الحرب على غزة، مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية، فضلًا عن الحروب التجارية القائمة. 

        ألقت تلك التوترات بظلالها على القمة؛ حيث غاب عنها سبعة زعماء؛ من بينهم رؤساء الاقتصادات الكبرى، فضلًا عن شغور مقعد الولايات المتحدة، التي سوف تتسلم رئاسة القمة لعام 2026م.

        وقد ركزت القمة على القضايا التي تخص الجنوب العالمي، وهو ما تم التعبير عنه في شعار القمة التي كان حملت عنوان “التضامن والمساواة والاستدامة”.

     أحاول من خلال تلك المقالة تناول أبرز التحديات السابقة للقمة، مرورًا بأجندتها وبرنامجها، وأبرز مخرجات القمة؛ من خلال النقاط التالية:

• أولًا: أبرز التحديات التي سبقت القمة وانعكاساتها.
• ثانيًا: برنامج عمل القمة وأبرز القضايا التي ركّزت عليها.
• ثالثًا: مخرجات قمة العشرين بجوهانسبرج.
• رابعًا: تقييم القمة والمجموعة.

أولًا: أبرز التحديات التي سبقت القمة وانعكاساتها

     واجهت قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ العديد من التحديات الكبيرة التي سبقت انعقادها. وتمحورت هذه التحديات في المقام الأول حول المقاطعات الدبلوماسية، ومجالات اهتمامها، والاحتجاجات المخطَّط لها.

1- الخلافات الدبلوماسية والاختلافات حول أجندة القمة

      شكَّلت الأجندة نفسها تحديًا؛ إذ سعت جنوب إفريقيا، بصفتها الدولة المضيفة، إلى التركيز على القضايا التي تؤثر على دول الجنوب العالمي، مثل التفاوتات الاقتصادية، وتحسين تمويل التنمية، والقدرة على الصمود في وجه الكوارث المناخية، وإعادة هيكلة الديون، والوصول إلى المعادن الأساسية. وقد قُوبِلَت العديد من هذه الأولويات، ولا سيما التركيز على تغيُّر المناخ والتفاوت العالمي، بمقاومة من الإدارة الأمريكية، التي سبق أن أعربت عن معارضتها لها.

       تريد جنوب إفريقيا، من القادة الموافقة على تقديم المزيد من المساعدات للدول الفقيرة للتعافي من الكوارث المرتبطة بالمناخ، وتخفيض أعباء ديونها الخارجية، والانتقال إلى مصادر الطاقة الخضراء، وتسخير ثرواتها المعدنية الحيوية؛ كل ذلك في محاولة لمواجهة اتساع فجوة التفاوت العالمي.

        وذلك في الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض أن الدور الوحيد الذي ستلعبه الولايات المتحدة في القمة سيكون بحضور ممثل من سفارة الولايات المتحدة في جنوب إفريقيا حفل التسليم الرسمي في ختام القمة لتسلُّم رئاسة المجموعة. الأمر الذي رفضته حكومة جنوب إفريقيا واعتبرته إهانة.^([1]) حتى تقرر في نهاية المطاف، بحسب وسائل الإعلام، تسليم رئاسة المجموعة في مراسم منفصلة تُعقَد بعد أسبوع من اختتام الأعمال الرسمية، وذلك في مقر وزارة الخارجية، في إجراءات وُصِفَتْ بأنها أقل مستوى من المراسم المعتادة.^([2])

         ويهدف التزام جنوب إفريقيا بهذه القضايا، -المتجذرة في فلسفة “أوبونتو”، وموضوع “التضامن والمساواة والاستدامة”- إلى سدّ الفجوة بين الشمال والجنوب العالميين.^([3])

    وفي كلمته الافتتاحية للقمة، قال رامافوزا: “كان هناك إجماع واتفاق ساحق على أن إحدى المهام الأخرى التي يجب أن نضطلع بها منذ البداية هي… اعتماد إعلاننا”.^([4]) على الرغم من شكوى جنوب إفريقيا بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا عليها لتخفيف حدة الوثيقة الختامية إلى بيان أحادي الجانب من الدولة المضيفة.^([5])

     وكان الرئيس الأمريكي قد ندَّد بقيادة جنوب إفريقيا للمجموعة، وأعلن عدم حضوره، مشيرًا إلى مزاعم بالتمييز ضد الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا، وزعمه بـ”إبادة جماعية” للمزارعين البيض. وكتب ترامب، وهو يروي مزاعمه مجددًا: “إنه لأمر مُخْزٍ تمامًا أن تُعقَد قمة المجموعة هناك. ولن يحضر أيّ مسؤول حكومي أمريكي طالما استمرت هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان. وقد هدَّد هذا الخلاف الدبلوماسي بإلقاء ظلاله على جدول أعمال القمة، وتقويض مكانة جنوب إفريقيا كمضيفة.

2- غيابات بارزة

     لم يحضر أيضًا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، حليف ترامب، القمة، لكنّه أرسل وزير الخارجية بابلو كيرينو. ولم يُفْصِح ميلي عن سبب انسحابه. كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية في 14 نوفمبر أن الرئيس شي جين بينغ ألغى حضوره القمة، وسيمثله بدلاً منه رئيس الوزراء لي تشيانغ. ولم تُفصح الوزارة عن السبب، كما أعلن الكرملين في أكتوبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر الاجتماع، وسيرسل بدلاً منه نائبه، مكسيم أوريشكين. ويُذكَر أن بوتين مطلوب بموجب مذكرة توقيف دولية أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وبصفتها دولة مُوقِّعة على المذكرة، فإن جنوب إفريقيا مُلزمَة قانونًا باعتقاله إذا وطئت قدمه البلاد. كما ألغى الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو زيارته بعد اختطاف 25 فتاة من مدرستهن وسط أزمة أمنية في البلاد. وأعلنت الحكومة المكسيكية أن رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم لن تحضر بسبب مواعيدها المقررة في البلاد. ويمثلها عادةً وزير الخارجية خوان رامون دي لا فوينتي في الخارج. ^([6])

      تعني هذه الغيابات أن أيًّا من أكبر اقتصادين عالميين (الولايات المتحدة والصين) لم يكن ممثلاً مِن قِبَل كبار قادته، ولم تُرْسِل سبع دول من الدول الأعضاء التسع عشرة في مجموعة العشرين رؤساء دولها أو حكوماتها.

3- الاحتجاجات المخطط لها والتوقعات المنتظرة

        أضافت الاحتجاجات المخطط لها طبقة أخرى من التعقيد إلى استعدادات القمة. وخططت منظمات مختلفة، بما في ذلك المدافعات عن حقوق المرأة، وجماعات العمل المناخي، والجماعات المناهضة للهجرة، لمظاهرات حول المطار ومقر انعقاد القمة. جدير بالذكر أن منظمة “نساء من أجل التغيير” دعت إلى إغلاق وطني احتجاجًا على ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة وقتل الإناث في جنوب إفريقيا. كما نظّم ناشطون في مجال تغيُّر المناخ وعدم المساواة في الثروات قمة بديلة، مُندِّدين باجتماع مجموعة العشرين باعتباره “من أجل الأغنياء”. إضافةً إلى ذلك، خططت نقابة “تضامن”، وهي نقابة تمثل الأقلية البيضاء الأفريكانية في جنوب إفريقيا، لاحتجاجات ضد التهميش المزعوم. وقد سلَّطت هذه الاحتجاجات الضوء على المخاوف المحلية والعالمية، مما زاد من الضغط على الدولة المضيفة خلال الحدث البارز. ^([7])

    كما حثَّت مجموعة العشرين المدنية، وهي المجموعة الرسمية المعنية بمشاركة المجتمع المدني في مجموعة العشرين، أن يُدمج المندوبون في قمة رؤساء الدول المقبلة في جوهانسبرغ أصوات المجتمع المدني في عملية صنع القرار في مجموعة العشرين. في إعلانها السياسي، مطالبة بإجراء إصلاحات شاملة في خمس ركائز أساسية: العدالة الاقتصادية، والعمل المناخي، والتكنولوجيا والسيادة الثقافية، واقتصادات الغذاء والرعاية، والمشاركة المدنية. ونص إعلانها على أن “رفاهية الناس وصحة الكوكب يجب أن تكونا في صميم الأجندة الاقتصادية العالمية. ويحثّ الإعلان قادة العالم على رفض النماذج الاقتصادية الاستخراجية التي تُضعف الموارد المحلية، والاعتراف بنظم المعرفة المحلية والأصلية كمحركات للمرونة المناخية والاقتصادية، وترسيخ العدالة في الهجرة العالمية والحوكمة البيئية.

     يُحدد إعلان مجموعة العشرين للمجتمع المدني قائمة طويلة من المطالب التي تعكس أولويات أكثر من 3000 منظمة مجتمع مدني تمثلها المجموعة عالميًّا. من بين مطالبها الرئيسية: إصلاح المؤسسات المالية العالمية، بما في ذلك دعواتٌ إلى حوكمة ديمقراطية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي تعكس بشكل أفضل الثقل الاقتصادي واحتياجات التنمية في بلدان الجنوب العالمي. كما يحثّ الإعلان على إلغاء شامل للديون وإنشاء آليات تقودها الأمم المتحدة لإدارة الديون السيادية.

       وفيما يتعلق بالمناخ، تدعو مجموعة العشرين للمجتمع المدني إلى انتقال مُحدَّد زمنيًا بعيدًا عن الوقود الأحفوري، يرتكز على العدالة المناخية، ويسترشد بخطط انتقال عادلة تُحددها المجتمعات. كما يدفع الإعلان نحو الاعتراف بالاقتصاد غير الرسمي وإضفاء الطابع الرسمي عليه، مطالبًا بحماية شاملة للعمال، وضمانات عمل لائق، وشبكات أمان اجتماعي، لا سيما للشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة والعمال المهاجرين.

       ولضمان المشاركة الديمقراطية، تدعو مجموعة العشرين للمجتمع المدني إلى حماية الحيّز المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتقترح إنشاء فريق عمل دائم للمساواة بين الجنسين في مجموعة العشرين لتعزيز تمثيل المرأة وقيادتها في جميع القطاعات.^([8])

     ويرى المتفائلون بأن وراء كل هذه الدبلوماسية، ثمة سبل حقيقية يمكن من خلالها للقرارات المتخذة في هذا الاجتماع أن تُشكل حياة الناس العاديين في جميع أنحاء إفريقيا. من بينها تحقيق الأهداف التالية: ^([9])

• ائتمان أقل تكلفة وضغط ديون أخفّ.
• تمويل أكبر للوظائف والشركات الصغيرة.
• فرص عمل ودعم الشركات الصغيرة.
• فرص تجارية أكثر عدالة.
• إجراءات أقوى بشأن تغيُّر المناخ.
• دعم الوصول الرقمي والتكنولوجي.
• دعم أفضل للرعاية الصحية.

ثانيًا: برنامج عمل القمة وأبرز القضايا التي ركزت عليها

        انعقدت القمة في مركز جوهانسبرغ للمعارض وتبنت جنوب إفريقيا، التي تولت رئاسة المجموعة في الفترة من 1 ديسمبر 2024 إلى نوفمبر 2025م، مؤكدةً على التعاون والفرص العادلة والتنمية طويلة الأجل. وواصلت هذه الرئاسة نهج قيادة دول الجنوب العالمي، بعد إندونيسيا (2022م)، والهند (2023م)، والبرازيل (2024م)؛ حيث وضعت جنوب إفريقيا أولويات دول الجنوب الإفريقي والعالمي في صميم جدول الأعمال.

      خصصت الحكومة حوالي 38.7 مليون دولار للتحضيرات لفعاليات القمة.^([10]) والتي شهدت مشاركة أكثر من 2000 مندوب من جميع أنحاء العالم لمناقشة قضايا التنمية، والاستثمار والأعمال، والتجارة، وغيرها. وقاد رؤساء فِرَق العمل والرؤساء المشاركون التوصيات الفنية، بدعم من أكثر من 1400 خبير من 25 دولة و16 قطاعًا.^([11])

       كما حضر القمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وعلى الرغم من غياب عدد من الشخصيات البارزة، أكدت 42 دولة ومؤسسة مشاركتها، وهو ما وصفه وزير الخارجية رونالد لامولا بأنه “نجاح” لرئاسة جنوب إفريقيا. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء جوهانسبرغ، مع نشر 3500 ضابط شرطة إضافي لحماية الوفود الزائرة.^([12])

         ويهدف شعار القمة إلى البناء على جهود الرئاسات السابقة لدول الجنوب العالمي، ودفع أجندة موجهة نحو التنمية؛ حيث اشتملت أولوياتها الرئيسية على^([13]):

• النمو الاقتصادي الشامل، والتصنيع، والتوظيف، والحد من عدم المساواة.
• الأمن الغذائي.
• الذكاء الاصطناعي والابتكار من أجل التنمية المستدامة.

وذلك من خلال التركيز على القضايا التالية: ^([14])

• معالجة التفاوتات الاقتصادية، وتحسين تمويل التنمية للدول الهشَّة.
• زيادة الإنفاق على تعزيز القدرة على مواجهة الكوارث المناخية.
• رفع حجم التمويل المناخي من الدول الغنية إلى الفقيرة.
• تحسين إعادة هيكلة الديون وتخفيفها للدول الفقيرة.
• حماية المجتمعات المحلية والدول المُصدِّرة للمعادن الحيوية وسط تنافس القوى الكبرى على الموارد الإفريقية.

      ساعيةً إلى بناء مستقبل شامل، متمحور حول الإنسان، ومُوجّه نحو التنمية، من خلال التضامن، وتعزيز المساواة في المعاملة والفرص للجميع، وضمان تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بالأجيال القادمة من خلال الاستدامة.

    بالنظر إلى الوضع العالمي الراهن، ترى جنوب إفريقيا أن على مجموعة العشرين تعزيز ما يلي ^([15]):

1. اتخاذ إجراءات لتعزيز القدرة على الصمود في وجه الكوارث والاستجابة لها. داعيةً المجتمع الدولي، بما في ذلك المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية والقطاع الخاص، إلى توسيع نطاق إعادة الإعمار بعد الكوارث.
2. اتخاذ إجراءات لضمان استدامة ديون الدول منخفضة الدخل. بناءً على مبادرات مجموعة العشرين التي اتُخذت في السنوات الأخيرة، سعت جنوب إفريقيا إلى طرح حلول مستدامة لمعالجة العجز الهيكلي المرتفع وتحديات السيولة، وتقديم تخفيف أعباء الديون للاقتصادات النامية. كما سعت إلى ضمان عدالة وشفافية التصنيفات الائتمانية السيادية، ومعالجة أقساط المخاطر المرتفعة للاقتصادات النامية.
3. حَشْد التمويل اللازم لتحقيق انتقال عادل في مجال الطاقة. من خلال التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة جودة وكمية تدفقات تمويل المناخ إلى البلدان النامية. ويشمل ذلك تعزيز بنوك التنمية متعددة الأطراف، وتعزيز وتبسيط الدعم المقدم لمنصات البلدان، مثل شراكة التحول العادل في مجال الطاقة، والاستفادة من رأس المال الخاص بفعالية أكبر.
4. العمل على تسخير المعادن الأساسية لتحقيق نمو شامل وتنمية مستدامة. ومع تسارع استخراج المعادن لتلبية احتياجات التحول في مجال الطاقة، من الضروري ضمان أن تكون البلدان والمجتمعات المحلية التي تتمتع بهذه الموارد هي الأكثر استفادة. وستستخدم جنوب إفريقيا رئاستها لمجموعة العشرين لدعم استخدام المعادن الأساسية كمحرك للنمو والتنمية في إفريقيا.

ثالثًا: مخرجات قمة العشرين بجوهانسبرج وبيانها الختامي

     اختُتمت القمة باعتماد إعلان القادة على الرغم من مقاطعة الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى. وقد تناول الإعلان أبرز التحديات العالمية الحرجة، بما في ذلك أزمة المناخ، وتخفيف أعباء الديون عن الدول النامية، والقضايا الجيوسياسية. وتشمل النتائج والأولويات الرئيسية لقمة جوهانسبرغ ما يلي:

1-اعتماد إعلان القادة: في خطوة دبلوماسية بارزة، اعتمد قادة مجموعة العشرين إعلانًا شاملًا في بداية القمة، مما يشير إلى دعم جماعي قوي لأجندة جنوب إفريقيا. كان هذا الاعتماد المبكر أمرًا غير معتاد، وقد حدث على الرغم من مقاطعة الولايات المتحدة ومعارضتها لإصدار إعلان رسمي.^{([16]) ([17])}

         تناول الإعلان الختامي أزمة المناخ وتحديات اقتصادية وجيوسياسية، رغم مقاطعة الولايات المتحدة ويُنظَر إلى إدراج قضية المناخ في الإعلان على أنه تجاهل لموقف الرئيس الأمريكي، الذي يشكّك في التوافق الكبير بين العلماء على أن الاحتباس الحراري العالمي ناجم عن الأنشطة البشرية. كما انسحبت الأرجنتين من المفاوضات في اللحظة الأخيرة، مُعربةً عن تحفُّظها على الإشارات الواردة في الوثيقة بشأن الصراع في الشرق الأوسط، والتي دعت إلى “سلام عادل وشامل ودائم في الأرض الفلسطينية المحتلة”.^([18])

          وقد دعا الإعلان المكون من 122 نقطة إلى تعزيز التعددية ودعم الحوكمة العالمية العادلة. مؤكدًا على الحاجة إلى معالجة التحديات العالمية من خلال التعاون متعدد الأطراف، داعيًا إلى تقديم دعم أقوى للدول النامية لتعزيز النمو الشامل والتنمية المستدامة.^([19])

2-التركيز على تغيُّر المناخ والطاقة المتجددة: أكد الإعلان على خطورة تغيُّر المناخ والحاجة إلى إستراتيجيات أفضل للتكيُّف. وأشاد بالأهداف الطموحة لتعزيز الطاقة المتجددة وأشار إلى مستويات خدمة الديون العقابية التي تواجهها الدول الفقيرة. وقد اعتُبِرَ هذا بمثابة توبيخ مباشر للإدارة الأمريكية، التي أشارت إلى أنها ستُعارض أيّ إشارة إلى تغيُّر المناخ في الإعلان.

       وأكَّد الإعلان مجددًا التزام مجموعة العشرين بهدف 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس، وأيَّد أهدافًا طموحة للطاقة، بما في ذلك مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة العالمية ومضاعفة تحسينات كفاءة الطاقة بحلول عام 2030. ومن النقاط البارزة مبادرة Mission 300، التي تهدف إلى توصيل 300 مليون إفريقي بالكهرباء بحلول نهاية العقد. ^([20]) كما دعت الصين إلى تسريع تنفيذ اتفاقيات التنوع البيولوجي والمناخ وشراكات أقوى في مجال الطاقة الخضراء ^([21]).

3-تخفيف عبء الديون والمرونة الاقتصادية: كانت استدامة الديون ركيزة قوية للإعلان. أعرب القادة عن قلقهم العميق إزاء مضاعفة مدفوعات الفوائد من الدول منخفضة الدخل خلال العقد الماضي، مما يعيق قدرتها على الاستثمار في الخدمات الأساسية والتكيُّف مع تغيُّر المناخ. وأكدت المجموعة التزامها بالإطار المشترك لمعالجة الديون، معترفةً بالحاجة إلى إعادة هيكلة أكثر توقيتًا وشفافية وتنسيقًا. وأطلق وزراء مالية مجموعة العشرين إطار العمل مع إفريقيا (2025- 2030م) لتعزيز التنسيق المالي والاستثمار والمرونة في جميع أنحاء القارة.

4-القضايا الجيوسياسية والقانون الدولي: أكد الإعلان التزام مجموعة العشرين بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وأدان القادة الهجمات على المدنيين والبنية التحتية، وسلطوا الضوء على التكاليف الإنسانية للصراع، ودعوا إلى “سلام شامل وعادل ودائم” في أوكرانيا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وفلسطين. ^{([22]) ([23])} وذكرت الوثيقة تحديدًا “الأرض الفلسطينية المحتلة” في سياق العمل من أجل سلام عادل وشامل ودائم. ^([24])

5-الأجندة الإفريقية وقيادة الجنوب العالمي: استغلت جنوب إفريقيا، بصفتها أول دولة إفريقية تستضيف قمة مجموعة العشرين، رئاستها للدعوة إلى دعم الاقتصادات النامية في إفريقيا والجنوب العالمي وحشد الدعم لها. وعكَس شعار القمة، نية جنوب إفريقيا البناء على جهود رئاسات مجموعة العشرين السابقة للجنوب العالمي. واحتفى الإعلان بالدور الموسّع للاتحاد الإفريقي كعضو كامل العضوية في مجموعة العشرين.

6-المعادن الأساسية والتصنيع: إدراكًا للدور الحاسم لإفريقيا في التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، اعتمدت القمة إطار المعادن الأساسية. يهدف هذا الإطار إلى توجيه التنمية الشفافة والمستدامة لسلاسل قيمة المعادن، ويؤكد الحق السيادي للدول الغنية بالمعادن في السعي إلى الاستفادة المحلية والتصنيع. وأكدت البرازيل على أن المعادن الحيوية يجب أن تكون بمثابة محركات للتنمية التكنولوجية والنمو الصناعي السيادي، داعيةً إلى ألَّا تقتصر الدول الغنية بالموارد على كونها موردًا للمواد الخام.  كما ركزت إندونيسيا على أمن المعادن الحيوية، معتبرةً إياه ضروريًّا للتقدم التكنولوجي العالمي والتحول الاقتصادي العادل.^([25])

7-تمكين الشباب والمساواة بين الجنسين: وضعت جنوب إفريقيا تمكين الشباب والمساواة بين الجنسين في صميم رئاستها. اعتمد الإعلان هدف خليج نيلسون مانديلا لخفض نسبة الشباب غير الملتحقين بالعمل أو التعليم أو التدريب بنسبة 5% بحلول عام 2030. كما أيَّد القادة هدف بريسبان-إيثيكويني المُحدّث، مُلتزمين بتقليص فجوة المشاركة في سوق العمل بين الجنسين بنسبة 25% بحلول عام 2030، ومُشجعين الجهود المبذولة لتضييق فجوة الأجور بينهما بنسبة 15% بحلول عام 2035م.

8-إصلاح مجلس الأمن: أبرز الإعلان إصلاح مجلس الأمن بشكل بارز؛ حيث دعا القادة إلى هيئة أوسع وأكثر تمثيلاً تُعطي صوتًا أكبر للمناطق الأقل تمثيلاً، بما في ذلك إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.^([26]) كما رحَّب الإعلان بإنشاء الكرسي الخامس والعشرين في المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي لتعزيز صوت وتمثيل بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وأكد القادة على ضرورة تعزيز تمثيل الدول النامية وصوتها في صنع القرار داخل بنوك التنمية متعددة الأطراف، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.^([27])

9-حوكمة الذكاء الاصطناعي: حددت القمة خطوات منسقة بشأن الذكاء الاصطناعي؛ حيث دعت الهند إلى ميثاق عالمي للذكاء الاصطناعي يركز على الشفافية والسلامة من خلال التصميم، وأعلنت عن استضافتها لقمة تأثير الذكاء الاصطناعي في أوائل عام 2026. وأكَّدت البرازيل على الحاجة إلى إطار دولي لحماية حقوق العمال في ظل مشهد تكنولوجي سريع التغير بسبب الذكاء الاصطناعي. اتفقت مجموعة العشرين بشكل جماعي على تطوير المعايير الدولية للذكاء الاصطناعي الجدير بالثقة. والتزمت المجموعة بتعزيز العمل اللائق وحماية حقوق العمال.^([28])

10-الأمن الغذائي: إدراكًا لتقلُّب أسعار المواد الغذائية؛ دعمت مجموعة العشرين صغار المزارعين وأيدت “نهج أوبونتو” للتغذية واستقرار الأسعار.

رابعًا: تقييم القمة والمجموعة

1-أهمية القمة لإفريقيا

        من الواضح أن قمة جوهانسبرغ حققت نجاحًا، ويظهر ذلك جليًّا من خلال الحضور اللافت من رجال الأعمال من جميع أنحاء العالم. كما أنها تُمثل تتويجًا لعام من الحوارات الشاملة والمنظمة داخل مجتمع الأعمال العالمي، أولًا، حول المقترحات المتعلقة بالسياسات واللوائح التنظيمية المقدمة لحكومات مجموعة العشرين، وثانيًا، حول الخطوات التي يمكن للشركات الفردية والمؤسسية اتخاذها لدعم نمو اقتصادي وتنمية بشرية أسرع وأكثر شمولًا واستدامة. كما كانت مفيدة أيضًا في لفت انتباه المستثمرين الدوليين إلى جنوب إفريقيا وإفريقيا ككل.

        كما أعادت القمة صياغة النقاشات العالمية حول مخاطر الاستثمار في إفريقيا. حيث ساهمت في تغيير طبيعة النقاشات العالمية حول دقة التصنيفات وأوزان المخاطر المناسبة لإقراض البنوك لمشاريع البنية التحتية، مما يُظهر قوة إفريقيا في ظل هذه الظروف العالمية غير المستقرة، في قيادة جدول الأعمال.

        كما ظهر وجود توافق كبير، مثلاً بين توصيات لجنة خبراء مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا وفريق عمل التمويل والبنية التحتية التابع للمجموعة والمعني بالتصنيفات الائتمانية. وأدرج فريق العمل ضمن توصياته ضرورة استكشاف تحسينات في توافر البيانات والمعلومات لدعم تقييمات التصنيفات الائتمانية، وتخصيص رأس المال، وفرص خفض تكلفة رأس المال. وأوزان مخاطر مفرطة على إقراض البنوك لمشاريع البنية التحتية في إفريقيا. وقد أوصت اللجنة بثلاث توصيات رئيسية لتعبئة رأس المال من أجل التنمية الإفريقية: ^([29])

• دعم توسيع مشاريع البنية التحتية القابلة للاستثمار، وتعزيز إعداد المشاريع في مراحلها المبكرة. كما ذكرت، فالعديد من المشاريع تفشل ليس لأنها أفكار سيئة، بل لسوء إعدادها. يجب إدارة الجدوى والحوكمة وتوزيع المخاطر بعناية. ويجب إعطاء الأولوية للبنية التحتية الحيوية في قطاعي الطاقة والقطاع الرقمي. هذه القطاعات بالغة الأهمية لإطلاق العنان للتنمية الاقتصادية والابتكار على نطاق أوسع، وتُمثل مشاريع رائدة وجذابة للمستثمرين من القطاع الخاص.
• ضرورة توسيع التمويل المختلط والشراكات بين القطاعين العام والخاص.
• ضمان تقييم المخاطر الإفريقية بدقة أكبر، حتى يدرك المستثمرون من جميع الأنواع أن الاستثمار في إفريقيا ليس محفوفًا بالمخاطر كما يفترض الكثيرون. وفيما يتعلق بإصلاح الهيكل المالي العالمي الناتج عن عملية مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا، تعمل مجموعة العشرين على تشكيل مناخ الرأي العام تدريجيًّا وتقديم اقتراحات لصانعي السياسات، وذلك من خلال اجتماعات متعددة ضمن مسارات عمل متعددة على مدار العام.

2-تقييم مجموعة العشرين بشكل عام

         قبل 15 عامًا، كانت مجموعة العشرين تُقدَّم باعتبارها “لجنة إدارة العالم”، بعد أن نجحت في قيادة استجابة منسّقة للأزمة المالية العالمية عام 2008م، حينها، شكّل اجتماع كبار الاقتصادات إطارًا نادرًا من التعاون العابر للانقسامات. إلا أن هذا المشهد تغيَّر جذريًّا، فالمجموعة لم تَعُد قادرة على إنتاج توافقات سياسية، بينما يتشكل عالم جديد تتوزع فيه مراكز القوة خارج مظلتها. وترصد تقارير مختلفة أن التراجع ليس عابرًا بل يعكس تحوُّلًا هيكليًّا عميقًا في بنية الحوكمة الدولية. فقمة نيودلهي 2023م لم تستطع صياغة موقف واضح بخصوص الحرب في أوكرانيا، رغم ضغوط الرئاسة الهندية. هذا العجز أعاد تعريف قدرات المجموعة، كاشفًا أنها لم تَعُد قادرة على إدارة الخلافات الجوهرية.

       وتؤكد المؤسسات البحثية أن التنوع الذي كان عنصر قوة في المجموعة تحوّل إلى مصدر تعقيد، فالتناقض بين الرؤى الاقتصادية والسياسية يجعل صياغة قرارات جامعة أمرًا عسيرًا.

      وتكشف المقارنة بين الوعود والنتائج على الأرض بوضوح أن مجموعة العشرين لم تَعُد قادرة على تحويل التوافقات الخطابية إلى خطوات ملموسة، فعلى سبيل المثال:

• المناخ.. بين التعهدات والإنفاق الأحفوري: تشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن دول المجموعة مسؤولة عن ثلاثة أرباع الانبعاثات العالمية. وأن الدول نفسها أنفقت 3.3 تريليونات دولار على دعم الوقود الأحفوري بين 2015 و2021م، أي أن السياسات الوطنية تسير في الاتجاه المعاكس تمامًا لتعهداتها في قمم العشرين.
• فجوات الديون العالمية: بحسب تقرير عدم المساواة داخل مجموعة العشرين لعام 2025م، فإن مبادرة “الإطار المشترك” لتخفيف عبء الديون أسفرت عن نتائج محدودة للغاية، ولم تشمل سوى عدد صغير من الدول رغم توسع أزمة الديون لتشمل أكثر من 50 دولة.
• التجارة والحمائية: تفيد منظمة التعاون الاقتصادي بأن الإجراءات الحمائية ارتفعت 5 أمثال منذ 2020م، وأن سلاسل الإمداد العالمية أصبحت أكثر قومية. وتذكر المنظمة أن التعهدات المتكررة برفضها أصبحت “خطابًا بلا تطبيق”.
• وتشير تحليلات إلى أن الفراغ الذي يخلّفه تراجع مجموعة العشرين لا يبقى شاغرًا، بل تسارع إلى ملئه تكتلات ومؤسسات وأنماط تعاون جديدة، وصعود المؤسسات العابرة للحدود، ويتفق الباحثون على أن العالم يدخل مرحلة انتقالية يتراجع فيها نموذج القيادة الموحدة، ويحل محلّه نظام متعدد الأقطاب يفتقر لجهة تنسيق مركزية. ^([30]) 

ختامًا:

          وسط توترات دبلوماسية، وصراعات سياسية وتجارية، ومطالب واحتجاجات، وغيابات بارزة؛ اختتمت أول قمة لمجموعة العشرين في القارة الإفريقية بجنوب إفريقيا، (والتي حملت شعار “التضامن والمساواة والاستدامة”) أعمالها. والتي يرى المتفائلون بأنها عبّرت عن مطالب الجنوب العالمي، وإن كان نظريًّا، وتحدَّت مقاطعة الولايات المتحدة وبعض حلفائها لبيانها الختامي، مطالبة بتعزيز التعددية ودعم الحوكمة العالمية العادلة، ساعية لردم فجوة التفاوت العالمي.

       اعتزمت جنوب إفريقيا إلى حشد الدعم للاقتصادات النامية في إفريقيا والجنوب العالمي وذلك من خلال الضغط من أجل زيادة الإنفاق على الصمود في وجه الكوارث المناخية والاستجابات لها، وزيادة تمويل المناخ من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة، وتحسين إعادة هيكلة الديون وتخفيف أعباء الديون عن الدول الفقيرة، وإعطاء الأولوية للمجتمعات المحلية في السباق العالمي على المعادن الأساسية، فضلاً عن تحديات عالمية أوسع نطاقًا؛ مستهدفةً إقناع القادة بالالتزام الجماعي بمعالجة قضايا مثل التفاوتات الاقتصادية وتحسين تمويل التنمية للدول الضعيفة.

         ويظهر ذلك النجاح من خلال اجتذابها للكثير من قادة الأعمال، وإعادة صياغة النقاشات العالمية حول القضايا المحورية، ولفت انتباه المستثمرين للقارة.

       بينما يرى الرأي الآخر، بأن المجموعة لم تعد قادرة على إنتاج توافقات سياسية، بينما يتشكل عالم جديد تتوزع فيه مراكز القوة خارج مظلتها، فضلًا عن عدم قدرتها على تحويل التوافقات الخطابية إلى خطوات ملموسة، كقضايا المناخ والديون والتجارة.

       غير أن الرأيين يبشران بعصر جديد، برزت فيه القارة الإفريقية كلاعب رئيسي على الساحة العالمية في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية، مطالبة بحقوقها بعد ثبات طويل. وهو ما يدفع في نهاية المطاف نحو تعزيز التعددية، ودعم الحوكمة العالمية العادلة مرة ثانية.

……………………………..

[1] ) The Associated Press, Africa’s first G20 summit opens with an ambitious agenda and a U.S. boycott.22/11/2025.at: https://www.nbcnews.com/world/africa/south-africa-first-g20-summit-agenda-us-boycott-rcna245297

[2] ) https://www.alaraby.com/news/%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%AA-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7

[3] ) weforum, what is the G20 and why does it matter? Nov 19, 2025.AT: https://www.weforum.org/stories/2025/11/g20-summit-what-you-need-to-know/

[4] )CNN, G20 summit in South Africa adopts declaration despite US boycott, opposition 22/11/2025. AT: https://edition.cnn.com/2025/11/22/africa/g20-south-africa-us-boycott-intl

[5] ) GERALD IMRAY, MICHELLE GUMEDE AND MOGOMOTSI MAGOME, Leaders adopt a declaration at the start of South Africa’s G20 summit despite US opposition.22/11/2025.at: https://apnews.com/article/g20-south-africa-summit-johannesburg-trump-995b8771ae64f874b74f0e01a70f8e78

[6] ) Shola Lawal, G20 summit in South Africa: Who’s attending and what’s on the agenda?.22/11/2025.at: https://www.aljazeera.com/economy/2025/11/22/g20-summit-in-south-africa-whos-attending-and-whats-on-the-agenda

[7] ) Shola Lawal.Op.cit.

[8] ) Lennox Yieke, Civil society pushes bold agenda at G20 –But will leaders listen?.at: https://african.business/2025/11/politics/civil-society-pushes-bold-agenda-at-g20-but-will-leaders-listen

[9] ) Kwabena Adu Gyamfi, How the G20 summit could benefit ordinary Africans.at: https://www.africanews.com/2025/11/21/how-the-g20-summit-could-benefit-ordinary-africans/

[10] ) Ilma Athar Ali, G20 Summit 2025: What is South Africa’s budget for preparations and security?.at: https://www.wionews.com/photos/g20-summit-2025-what-is-south-africa-s-budget-for-preparations-and-security-1763807894825

[11] ) Dianna Games, Sim Tshabalala: The B20 has created enormous value for Africa.at: https://african.business/2025/11/finance-services/sim-tshabalala-the-b20-has-created-enormous-value-for-africa

[12] ) العين الإخبارية، انطلاق قمة العشرين بمشاركة 42 دولة ومؤسسة… دورة تاريخية وحضور إماراتي مؤثر، على الرابط: https://al-ain.com/article/1763800780

[13] ) https://www.g20.org.za/g20-presidency/

[14] ) موقع الجزيرة نت، انطلاق قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ وأمريكا أبرز الغائبين، 22/11/2025.

[15] ) https://www.g20.org.za/g20-presidency/

[16] ) cnbc, G20 summit in South Africa adopts declaration despite U.S. boycott, opposition.22/11/2025.at: https://www.cnbc.com/2025/11/22/g20-south-africa-sees-consensus-for-summit-declaration-despite-us-boycott.html

[17] ) Seth Thorne, The adopted G20 declaration that the US was hoping would never happen.at: https://newsday.co.za/international/11520/inside-the-g20-declaration-that-the-us-was-hoping-would-never-happen/

[18] ) https://www.aljazeera.net/news/2025/11/22/%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8020-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF-%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%A7

[19] ) https://english.news.cn/20251123/39f69fb610a54e03b76863345794c40b/c.html

[20] ) Seth Thorne, Op.cit.

[21] ) Tvbrics, G20 concludes 2025 summit with unified commitments on climate action and empowering Global South.23/11/2025.at: https://tvbrics.com/en/news/g20-concludes-2025-summit-with-unified-commitments-on-climate-action-and-empowering-global-south/

[22] ) Seth Thorne, Op.cit.

[23] ) زينب بنت أربيه، قمة مجموعة الـ20 تختتم أعمالها في جوهانسبرغ.. وهذه مخرجاتها. 23/11/2025. متاح على الموقع: https://www.ajnet.me/video/2025/11/23/%D9%82%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8020-%D8%AA%D8%AE%D8%AA%D8%AA%D9%85-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A

[24] ) cnbc, Op.cit.

[25] ) Tvbrics, Op.cit.

[26] ) Seth Thorne, Op.cit.

[27] ) thehindu, G20 summit LIVE: Leaders underline need to better developing nations’ representation in decision-making of MDBs like World Bank, IMF.at: https://www.thehindu.com/news/international/g20-summit-south-africa-us-boycott-pm-modi-visit-live-updates-november-23-2025/article70313568.ece

[28] ) Tvbrics, Op.cit.

[29] ) Dianna Games, Op.cit.

[30] ) أحمد أبو الطرابيش، العالم يفلت من يد مجموعة العشرين وقوى جديدة تتولى القيادة. موقع الجزيرة نت.