أعلن المجلس الدستوري الكاميروني يوم الإثنين الموافق 27 أكتوبر 2025 عن فوز الرئيس بول بيا البالغ من العمر 92 عاما في انتخابات الرئاسة التي شهدتها البلاد يوم 12 أكتوبر بنسبة 53.66% ، ليستمر في السلطة لولاية رئاسية جديدة مدتها سبع سنوات ، علي الرغم من كونه أكبر رئيس دولة سنا في العالم , ويقود دولة يبلغ متوسط أعمار سكانها 18 عاما أغلبهم حالمين بالتغيير والإصلاح دون جدوي .
كما أن الرئيس بول بيا الذي يحكم الكاميرون منذ 43 عاما حتي الآن يعد ثاني أطول رئيس جمهورية بقاء في السلطة بعد رئيس غينيا الاستوائية الحالي تيودورو أوبيانج، وكعادة حكام دول إقليم وسط أفريقيا المتشبثين بالسلطة حتي الموت لم يحقق هؤلاء القادة لشعوبهم أية انجازات تذكر ، بل زادت سياساتهم القمعية وسوء إدارتهم لمقدرات البلاد من حالة الفقر والمعاناة الشعبية .
ومع تصاعد الرغبة الشعبية في وضع حد للنظام السياسي الحاكم في الكاميرون ، ورفض مشروع الولاية الثامنة للرئيس الكاميروني بول بيا إلا أنه استطاع الفوز في هذه الانتخابات التي شككت قوي المعارضة في مصداقيتها وادعت أنها مزورة ، بل طالب البعض بإعادة إجراء الانتخابات من جديد , وفي ظل حالة الانسداد السياسي التي تعيشها الكاميرون وفشل كل محاولات التغيير السلمي عن طريق صناديق الانتخابات يتطلع البعض إلي حدوث تغير راديكالي من خلال الثورة الشعبية أو تدخل المؤسسة العسكرية في الكاميرون لوضع حد لهذا النظام وهو ما ستكشف عنه الأيام المقبلة بعد تصاعد الضغط الشعبي علي النظام واندلاع احتجاجات شعبية رافضة لنتائج الانتخابات.
ومن خلال هذه الدراسة يمكن تحليل هذه الانتخابات الرئاسية، مع عرض السيناريوهات المستقبلية للمشهد السياسي في الكاميرون وذلك وفقا للنقاط التالية :
أولا : النظام الانتخابي لاختيار رئيس الجمهورية:
توضح نصوص الدستور الكاميروني وفقا لآخر تعديلاته التي أدخلت عليه في عام 2008 ونصوص قانون الانتخابات النظام الانتخابي المتبع لاختيار رئيس الجمهورية وهو ما يتمثل فيما يلي:
1-مدة ولاية الرئيس :
وفقا للمادة 6 من الدستور الكاميروني فقد تم تحديد مدة ولاية الرئيس بسبع سنوات , مع جواز إعادة انتخابه لمدد تالية دون أي قيود , حيث الغت التعديلات الدستورية التي أجراها نظام الرئيس بول بيا قيود المدد الرئاسية مما سمح له بالترشح لولايات رئاسية متوالية بلغت 8 ولايات حتي الآن([1]) .
2-طريقة الاقتراع ونظام الفوز :
أشارت المادة 6 من الدستور أيضا إلي أن الرئيس ينتخب بالاقتراع العام المباشر والسري بأغلبية الأصوات المدلى بها , أي أنه يتم انتخاب المرشح الذي حصل علي أعلي عدد من الأصوات في الانتخابات من الجولة الأولي دون حاجة إلي إجراء جولة انتخابية ثانية أو الحصول علي الأغلبية المطلقة من الأصوات الصحيحة للناخبين , وهو ما يعزز من فرص فوز مرشح النظام ويضمن خسارة منافسيه في ظل تبني نموذج الهندسة الانتخابية للانتخابات وقوانينها , حيث يعتمد النظام علي تبني الفوز بنظام الأغلبية النسبية أو ما تعرف بالأغلبية البسيطة التي تمنح الفوز لمن يحصل علي أكثر عدد من أصوات الناخبين , وهي تختلف عن الأغلبية المطلقة التي تستلزم حصول المرشح علي أكثر من 50% + 1 من أصوات الناخبين , وإذا لم يحصل أحد من المرشحين علي تلك النسبة تحدث جوله ثانية للانتخابات , فضلا عن وجود ما يعرف بالأغلبية العظمي أو المؤهلة والتي تشترط الوصول إلي نسبة محددة من الأصوات لإقرار القرار مثل ثلثي أو ثلاثة أرباع الأصوات . ([2])
كما أشارت الفقرة الثالثة من المادة 6 من الدستور إلي أن الانتخابات تجري قبل 20 يوما علي الأقل و 50 يوما علي الأكثر من موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الموجود في منصبه , وأضافت الفقرة الرابعة أنه في حالة شغور منصب رئيس الجمهورية بسبب الوفاة أو الاستقالة أو العجز الدائم الذي يقرره المجلس الدستوري يمارس رئيس مجلس الشيوخ مؤقتا مهام رئيس الجمهورية تلقائيا إلي حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية , وإذا تعذر عليه تولي المنصب يتولى نائب رئيس مجلس الشيوخ المنصب . ([3])
ثانيا : شروط الترشح لانتخابات الرئاسة:
يوجد مجموعة من الشروط اللازمة للترشح في انتخابات الرئاسة بالكاميرون أشارت إليها الفقرة الخامسة من المادة 6 من دستور الكاميرون , وكذلك أشارت مواد الفصل الثالث من قانون الانتخابات الكاميروني لشروط الأهلية الواجب توافرها للترشح ويمكن ذكرها فيما يلي :
1-أن يكون المرشح مواطنا كاميرونيا من حيث الأصل بالولادة
2-أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية .
3-أن يكون راغب الترشح يبلغ من العمر 35 عاما أو أكبر عند تاريخ الانتخابات .
4-أن تثبت إقامته في الكاميرون لمدة لا تقل عن 12 شهرا متواصلة .
5-أن يكون اسم راغب الترشح مسجل في السجل الانتخابي .
6-أن يقدم راغب الترشح طلب ترشحه من خلال إعلان يحمل توقيعا مصدقا , ويجوز للشخص أن يترشح تحت مظلة حزب سياسي كما يجوز أن يترشح بشكل مستقل بشرط أن يدعم طلب ترشحه من قبل 300 شخصية بارزة علي الأقل من جميع مناطق البلاد , بواقع 30 توقيع عن كل منطقة , وأن الشخصيات المؤهلة لمنح تلك التوقيعات هم أعضاء الجمعية الوطنية أو أعضاء مجلس الشيوخ , أو أعضاء مجالس المناطق أو أعضاء المجالس البلدية , كما أن المرشح الذي يرشحه حزب سياسي غير ممثل في الهيئات السابقة يجب أن يستوفي شروط الترشح الخاصة بالمرشح المستقل , ويجب علي الشخصيات المؤهلة لمنح التوقيعات أن توقع علي أوراق المرشح , ويتم التصديق عليها من قبل السلطات الإدارية ذات الاختصاص الإقليمي , ولا يجوز لأي شخصية مؤهلة أن توقع إلا مرة واحدة لمرشح واحد , وذلك وفقا لأحكام المادة 121 من قانون الانتخابات . ([4])
7-إيضاح الاسم كاملا , وتاريخ ومكان الميلاد , والمهنة , ومكان الإقامة , والشعار , واللقب المختار في أوراق الترشح , حسبما تحدد المادة 122 من قانون الانتخابات .
8-تقديم نسخة مصدقة من شهادة ميلاد المرشح لا يتجاوز تاريخ صدورها ثلاثة أشهر , وتقديم أوراق التقديم والترشيح المقدمة من الحزب الداعم للترشح , وكذلك تقديم إقرار يتعهد فيه المرشح بالالتزام بالدستور بشرف , بجانب تقديم شهادة عدم محكومية وهي تعادل صحيفة الحالة الجنائية التي تثبت عدم وجود قضايا جنائية علي المرشح بشرط ألا يتجاوز تاريخ صدورها ثلاثة شهور , مع تقديم شهادة ضريبية أو الإعفاء الضريبي , وشهادة الجنسية .
9-دفع وديعة مالية قدرها 30 مليون فرنك أفريقي في خزينة الدولة .
ثالثا : خريطة الانتخابات , وقائمة المرشحين , والحملة الانتخابية :
أ-خريطة الانتخابات :
1-مواعيد الانتخابات :
لقد تم تحديد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية لتكون يوم الأحد الموافق 12 أكتوبر 2025 , وذلك بموجب مرسوم صادر من الرئيس بول بيا بتاريخ 11 يوليو 2025 , كما تم تحديد موعد تقديم طلبات الترشح ليكون ما بين الفترة من 11 إلي 21 يوليو 2025 , وكذلك تم تحديد يوم 13 أغسطس ليكون الموعد الأقصى لنشر قائمة المرشحين , كما تم تحديد موعد الحملة الانتخابية ليكون ما بين 27 سبتمبر إلي 11 أكتوبر 2025 , وأخيرا تم تحديد موعد إعلان النتائج النهائية من قبل المجلس الدستوري ليكون في موعد أقصاه يوم 27 أكتوبر 2025 , وبعد ذلك يتم أداء اليمين الدستورية للرئيس المنتخب في موعد أقصاه 11 نوفمبر 2025 . ([5])
2-الجهات المنظمة للانتخابات :
تعد هيئة الانتخابات الكاميرونية (ELECAM) هي الهيئة المسؤولة عن التنظيم المادي واللوجستي وإدارة العملية الانتخابية في الكاميرون , ويقع مقر هذه الهيئة الرئيسي في العاصمة ياوندي , ويتولى إدارة هذه الهيئة مدير عام , ويعاونه نائب له , ويتم تعيين المدير العام والمدير العام المساعد بمرسوم من قبل رئيس الجمهورية لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد , وتتمثل مهام الهيئة في تحديث السجل الانتخابي الوطني , والاشراف علي توزيع بطاقات الناخبين , تصميم وطباعة الوثائق الانتخابية , مراقبة العمليات الانتخابية , ومراقبة نتائج مراكز الاقتراع والوثائق المتعلقة بها , وتتكون هذه الهيئة من عدة هياكل أبرزها المجلس الانتخابي وهو يتولى مهام الإشراف والرقابة علي الانتخابات , ويضم 18 عضو , يتم تعيينهم بموجب مرسوم رئاسي , والمديرية العامة والتي تتولي المهام التنفيذية لإدارة وتنظيم الانتخابات , كما أن وزارة الإدارة الإقليمية تقوم بدعم هيئة الانتخابات ماديا وفنيا وتساعدها في تنظيم العملية الانتخابية , بينما يقوم المجلس الدستوري بإعلان النتائج النهائية , والفصل في الطعون والشكاوي الانتخابية المقدمة إليه . ([6])
ب-قائمة المرشحين :
لقد تم تسجيل عدد تاريخي من طلبات الترشح للانتخابات خلال الفترة من 12 إلي 21 يوليو 2025 , بلغت 83 طلبا قدمت إلي هيئة الانتخابات الكاميرونية (ELECAM) , من بينها طلبات مقدمة من 56 مرشح تم رعايتهم من قبل أحزاب سياسية معترف بها داخل الكاميرون , ويتجاوز هذا العدد الكبير من طلبات الترشح عدد طلبات الترشح التي تم تسجيلها في انتخابات 2018 والتي بلغت 29 طلبها حينها , وذلك علي الرغم من الشروط المالية والتنظيمية المتزايدة في هذه الانتخابات , ومن بين هذا العدد الهائل من طلبات الترشح أعلنت هيئة الانتخابات يوم 26 يوليو 2025 عن قبول ملفات 13 مرشح فقط , وذلك بمقر المجلس الانتخابي بحضور ممثلين عن الأحزاب السياسية والمرشحين المستقلين والمجتمع المدني والشركاء الدوليين والصحافة , وعقب إعلان القائمة التمهيدية للمرشحين كان من المسموح به قانونا الطعن علي قرارات المجلس الانتخابي أمام المجلس الدستوري من قبل المرشحين المرفوضين خلال 72 ساعة , حيث تم رفض طلبات ترشح 70 مرشح , وعقب فحص المجلس الدستوري للطعون تم صدور القائمة النهائية للمرشحين وذلك يوم 5 أغسطس 2025 , والتي لم تختلف عن القائمة التي أقرها المجلس الانتخابي في البداية سوي أن المجلس الدستوري ألغي ترشيح هيلير ماركير دزيبان الذي تم إدراج اسمه في القائمة التمهيدية للمرشحين , ليقتصر السباق الانتخابي علي عدد 12 مرشح بينهم امرأة واحدة و 11 رجل , وكلهم مدعومين حزبيا . ([7])
ويمكن الحديث عن الخلفية التاريخية والسياسية لهؤلاء المرشحين فيما يلي :
1-الرئيس الحالي بول بيا : وهو المنافس الأقوى في هذه الانتخابات , مدعوما من حزب الحركة الديمقراطية الشعبية الكاميرونية (CPDM) الحزب الحاكم في الكاميرون , وقد تولي الرئيس بول بيا السلطة في عام 1982 , وفاز في كافة الانتخابات الرئاسية التي نظمت في الكاميرون منذ ولايته الأولي حتي الآن , ورغم الدعوات المتزايدة التي وجهت له لعدم الترشح في الانتخابات بسبب كبر سنه وشيخوخته لبلوغه سن 92 واقترابه من سن 93 في فبراير المقبل فقد رفض هذه الدعوات , وأعلن أن الأفضل لم يأت بعد , مصرا علي الاستمرار في السلطة .
2-عيسى تشيروما باكاري : ويعد هو المرشح الثاني في السباق الرئاسي , ويبلغ من العمر 76 عاما , وينحدر من منطقة غاروا الواقعة في شمال الكاميرون , وينتمي إلي مجموعة الفولاني الإثنية , وكان يعمل وزيرا للتشغيل والتدريب المهني في الكاميرون منذ عام 2019 حتي استقالته من الحكومة في يونيو الماضي معلنا ترشحه للانتخابات الرئاسية تحت راية حزب جبهة الانقاذ الوطني الكاميروني FSNC)) , كما عمل كذلك وزيرا للاتصالات , ووزيرا للنقل سابقا , كما أنه سجن لمدة ست سنوات دون محاكمة باعتباره من النخبة الشمالية التي اتهمت بأنها تقف وراء محاولة الانقلاب العسكري التي تمت في عام 1984 , ويذكر أن بعض الشخصيات والأحزاب السياسية في الكاميرون اختارته ليكون مرشحا توافقيا للمعارضة , وقد أعلن المرشح تشيروما خلال استقالته أنه لم يعد قادرا علي التواصل مع رئيس الدولة , معلنا أنه لم يعد يحكم الكاميرون , كما يحظي تشيروما أيضا بدعم العديد من النخب الشمالية التي تطالب بعودة السلطة إلي شمال الكاميرون الغني بالأصوات موطن أحمدو أهيجو أول رئيس للكاميرون والذي استقال من منصبه في عام 1982 بعد بقائه في السلطة لمدة 22 عاما .
3- بيلو بوبا مايغاري : وهو يبلغ من العمر 78 عاما , وينتمي إلي المنطقة الشمالية , وقد كان عضوا في الحكومة , حيث شغل عدة مناصب وزارية سابقة أخرها منصب وزير السياحة والترفيه والذي شغله لمدة 14 عاما حتي استقالته منه في يوليو 2025 , كما تولي في الثمانينات منصب رئيس وزراء الكاميرون , وترشح للرئاسة في عام 1992 وبعد حصوله علي المركز الثالث طعن في فوز الرئيس بول بيا بالانتخابات , ويترشح مدعوما من الحزب الذي يتولى رئاسته , حزب الاتحاد الوطني للديمقراطية والتقدم (UNDP) .
4- بيير كويمو : وهو صاحب مسيرة سياسية طويلة , مولود في بافانغ بالمنطقة الغربية , ويبلغ من العمر 69 عاما , وقد تولي سابقا منصب رئيس الجمعية الوطنية , كما تولي كذلك منصب نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الاجتماعية (SDF) سابقا , وقد ترشح في هذه الانتخابات مدعوما من اتحاد الحركات الاشتراكية (UMS) .
5- جوشوا أوسيه : وهو يبلغ من العمر 56 عاما , وينحدر من منطقة الجنوب الغربي الناطقة بالإنجليزية , وقد ترشح للانتخابات الرئاسية في 2018 وحصل فيها علي المركز الرابع , ويترشح في هذه الانتخابات تحت راية حزب الجبهة الديمقراطية الاجتماعية (SDF) , كما شغل أيضا عضوية الجمعية الوطنية الكاميرونية , وهو يدعو إلي عودة النظام الفيدرالي في الكاميرون من جديد .
6- باتريشيا هيرمين توماينو : وهي المرأة الوحيدة التي قبلت أوراق ترشحها لهذه الانتخابات من بين سبعة نساء قدموا أوراق ترشحهم للانتخابات , وتبلغ هذه السيدة من العمر 56 عاما , وهي عضوة سابقة في البرلمان , ورئيسة بلدية فومبان , وتتولي رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي للكاميرون (UDC) بعد وفاة زوجها في عام 2020 , وقد دعت إلي إعلان فومبان في أغسطس 2025 الذي دعا إلي اختيار مرشح معارضة توافقي ببرنامج انتخابي مشترك .
7-جاك بوغا هاغبي : وهو في سن الخمسين من عمره , وقد عمل خبيرا اقتصاديا لأكثر من 20 عاما في صندوق النقد الدولي , وهو مرشح تحت راية حزب حركة المواطنين الوطنيين الكاميرونيين (MCNC) , وهو يدعو إلي إصلاح مؤسسي شامل ، ونظام أقل رئاسية ومركزية ، وعلى الصعيد الاقتصادي ، يدعو إلى الخروج من عملة الفرنك الأفريقي ، ويدعم تعزيز منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA).
8-سيرج إسبوار ماتومبا : ويبلغ من العمر 46 عاما , وهو رجل أعمال وعضو في المجلس البلدي في دوالا العاصمة الاقتصادية للكاميرون , وهذه المرة الثانية التي يترشح فيها للانتخابات الرئاسية بعد ترشحه في عاما 2018 , ويترشح مدعوما من حزب الشعب المتحد من أجل التجديد الاجتماعي (PURS) .
9-كابرال ليبي : ويبلغ من العمر 45 عاما وهو مرشح رئاسي سابق في انتخابات 2018 , حيث جاء في المركز الثالث , وهو صحفي وزعيم طلابي سابق , وقد ترشح مدعوما من حزب المصالحة الوطنية الكاميروني (PCRN) , وذلك بعد معركة قانونية طويلة على رئاسة الحزب .
10- حيرام ليودي: ويعد أصغر مرشح في الانتخابات , حيث يبلغ عمره 38 عاما , وهو مهندس ورائد أعمال , وتم ترشيحه من قبل حزب الجبهة الديمقراطية الكاميرونية (FDC) , وقد أعلن عن مشروعه الرئاسي القائم علي أسس الليبرالية الاجتماعية , كما وجه الدعوة إلي تشكيل ائتلاف قوي من المعارضة لطي صفحة عهد الرئيس بيا , وتأسيس حياة سياسية جديدة في الكاميرون .
11- أكيري مونا : ويبلغ من العمر 73 عاما , وهو أحد سكان مقاطعة مومو الواقعة في شمال غرب البلاد الناطقة بالإنجليزية , كما أنه نجل رئيس الوزراء السابق سالومون مونا , وكان رئيسا لنقابة المحامين في الكاميرون , كما شغل أيضا منصب رئيس منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية في الكاميرون , وهو مترشح برعاية حزب يونيفيرس (UNIVERS) , وقد تقدم هذا المرشح بالتماس للمجلس الدستوري بعدم أهلية الرئيس بول بيا لمنعه من الترشح بسبب كبر سنه وتدهور حالته الصحية لكن المجلس رفض التماسه , وقد أعلن هذا المرشح يوم 28 سبتمبر عن دعمه للمرشح بيلو بوبا مايغاري .
12- أتيكي سيتا كاكستون: وهو من مواليد مبينغوي الواقعة شمال غرب البلاد في المناطق الناطقة بالإنجليزية التي تعاني من الأزمة الانفصالية , ويبلغ من العمر 39 عاما , وهو مرشح مدعوم من حزب التحالف الليبرالي (PAL) , وتعد هذه أول انتخابات رئاسية يخوضها بعد مسيرة مهنية في منظمات المجتمع المدني , ورغم استمراره في الترشح أعلن عن دعمه للمرشح بيلو بوبا مايغاري يوم 27 سبتمبر قبل اجراء الانتخابات . ([8])
وفيما يتعلق بالمرشحين الذين رفضت ملفات ترشحهم من قبل المجلس الانتخابي والمجلس الدستوري فقد قدم بعضهم طعون أمام المجلس الدستوري بلغت نحو 35 طعنا ضد قرارات المجلس الانتخابي , غير أنها جميعا قوبلت بالرفض , ويرجع ذلك الرفض لعدة أسباب متنوعة تتمثل في نقص أوراق الترشح وعدم اكتمالها , أو عدم دفعة الوديعة المالية اللازمة للترشح والتي يري البعض أنها كبيرة جدا ولا يقدر بعض المرشحين علي دفعها , وبالتالي كانت حاجز بينهم وبين الترشح للانتخابات .
ولعل أبرز المرشحين الذين رفض المجلس الدستوري طعونهم موريس كامتو زعيم المعارضة , ورئيس حزب حركة النهضة الكاميرونيةMRC) ) وهو محامي وأستاذ قانون يبلغ من العمر 71 عاما , تولي سابقا عضوية لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة , كما تولي منصب وزير العدل في بلاده حتي استقال منه في 2011 , وقد ترشح في انتخابات الرئاسة 2018 .
وحل في المركز الثاني بعد بول بيا , لكنه طعن في النتائج وأعلن نفسه فائزا بالانتخابات , ونظرا للاحتجاجات القوية من قبل أنصاره فقد تم اعتقاله هو ونحو 200 شخص من أنصاره في يناير 2019 , حيث أودعوا في سجن كوندينجوي شديد الحراسة , وفي أكتوبر 2019 تم إطلاق سراحه بعد انتهاء الحوار الوطني في البلاد , وبعد ترشحه للانتخابات الرئاسية الحالية تم استبعاده من قبل المجلس الانتخابي بحجة أن حزبه غير مؤهل لتقديم مرشحين في الانتخابات الرئاسية بعد مقاطعته للانتخابات التشريعية والبلدية التي أجريت في 2020 , رغم أنه ترشح تحت راية حزب الحركة الأفريقية من أجل الاستقلال الجديد والديمقراطية ( (Manidem, ليهرب من هذه الخلافات القانونية , إلا أنه تم ترشيح ديودوني يبغا تحت راية الحزب , ليصبح هناك اثنين من المرشحين تحت راية حزب واحد , وهو أمر محظور بموجب قانون الانتخابات , وقد تم اتهام وزارة الإدارة الإقليمية في الكاميرون بأنها هي من قامت بهذه المؤامرة من أجل منع ترشيح كامتو بعد أن قامت بتغير اسم رئيس الحزب وفريق قيادته علي موقعها الالكتروني ومنحت ديودوني بيغا منصب رئيس الحزب وسمحت له بالترشح في الانتخابات , وفي 5 أغسطس 2025 تم رفض طعن كامتو من قبل المجلس الدستوري بصورة نهائية , وبذلك تم منعه رسميا من خوض الانتخابات الرئاسية , وهو ما كان محلا لنقد الحكومة من قبل أحزاب وشخصيات المعارضة الرئيسية في البلاد . ([9])
ج-الحملة الانتخابية :
أجريت الحملة الانتخابية خلال موعدها المحدد ما بين 27 سبتمبر إلي 11 أكتوبر 2025 , حيث قام الحزب الحاكم بالترويج لمرشحه الرئيس بول ليا , وتم إرسال أعضاء الحكومة إلي مناطق البلاد المختلفة لدعوة الناخبين لانتخابه , كما أنتجوا فيديو بالذكاء الاصطناعي يروج لإنجازات الرئيس بيا خلال فترة حكمه , وفي يوم 7 أكتوبر ظهر الرئيس بيا علنا في مدينة ماروا الواقعة في أقصي شمال البلاد الموالي له سياسيا , وبصحبته زوجته شانتال بيا المعروفة بالمرأة ذات الشعر الأحمر التي يري البعض أنها هي الحاكمة الفعلية للبلاد , وتتحكم في تعينات المسؤولين , في ظل ضعف زوجها وتراجع حالته الصحية , بل يري البعض أنها تطلع إلي حكم البلاد في حالة رحيل بيا سواء بصورة مباشرة أو من خلال اختيار أحد أتباعها ليكون حاكما شكليا تديره هيا من وراء الستار , وقد شارك الرئيس وأنصاره في تجمعهم الانتخابي في هذه المدينة بعد عودته من رحلته الخاصة إلي أوروبا والتي استمرت لمدة 10 أيام , حيث جدد الدعوة إلي إعادة انتخابه , تاركا المجال لوزرائه لإكمال برنامج الحملة الانتخابية في باقي مدن البلاد , وقد فسرت زيارته إلي هذه المدينة تحديدا لكونها تمتلك نسبة كبيرة من الأصوات , كما أنه يسعي إلي تسوية الخلافات المتصاعدة مع أنصاره وحلفائه في الشمال بعد انتقادهم لأسلوب حكمه للبلاد , مع ترشح بعض المرشحين الأقوياء من شمال البلاد , وقلقه من تأثير ترشحهم علي النسبة التي سيحصل عليها في الانتخابات عن ذي قبل . ([10])
وخلال الحملة الانتخابية للرئيس بيا قامت ابنته بيرندا بيا المقيمة في سويسرا بنشر مقطع فيديو علي منصة تيك توك دعت خلاله إلي عدم التصويت لوالدها في الانتخابات قائلة , ” لا تصوتوا لبول بيا ليس لأجلي بل لأنه جعل كثيرين يعانون , آمل أن نحصل علي رئيس آخر ” وهو ما سبب حالة من الجدل بسبب معارضتها لوالدها , رغم أن ابنته هذه التي تبلغ من العمر 27 عاما معروف عنها أنها تحظي بحياة مرفهة من خلال نشر صورها أمام سيارات رولز رويس , وارتداء ساعة روليكس مرصعة بالألماس , بجاني سفرها عن متن طائرات خاصة , وربما يرجع موقفها هذا بسبب إعلان شذوذها الجنسي ورفض الحكومة في الكاميرون لهذه الخطوة بسبب حظر الشذوذ الجنسي في الكاميرون . ([11])
رابعا : إجراء الانتخابات , وتحليل النتائج :
أ-اجراء الانتخابات :
لقد أجريت العملية الانتخابية في موعدها المحدد يوم الأحد الموافق 12 أكتوبر 2025 , وقد دعي للمشاركة فيها نحو 8 مليون ناخب داخل وخارج البلاد , موزعين علي نحو 31 ألف مركز اقتراع , فتحت أبوابها في تمام الساعة الثامنة بتوقيت ياوندي وأغلقت أبوابها في تمام الساعة السادسة مساء , ورغم إجراء الانتخابات في جو هادئ نسبيا إلا أنها كانت مشحونة بالتوتر بسبب استبعاد زعيم المعارضة كامتو من الترشح للانتخابات , وكذلك رفض الرئيس بيا التخلي عن الترشح للولاية الثامنة رغم المطالب الشعبية والشبابية التي دعته لترك السلطة , والتشكيك في حالته الصحية وقدراته العقلية وبالتالي عدم أهليته لإدارة شؤون البلاد , كما أن الانفصاليون في المناطق الناطقة بالإنجليزية في الشمال الغربي والجنوب الغربي في البلاد حاولوا تعطيل العملية الانتخابية من خلال منع السكان من المشاركة في الانتخابات .
وعموما فإن العملية الانتخابية جرت في ظل حالة من الهشاشة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعود أسبابها إلي حالة الانسداد السياسي وهيمنة جيل الشيوخ وكبار السن علي المشهد السياسي في البلاد , حيث توصف الكاميرون ومؤسساتها الحاكمة الآن بأنها دولة الشيخوخة المؤسسية , حيث أصبح الشيوخ الذين يحتاجون إلي الذهاب لدور رعاية المسنين جوهر السلطة في الكاميرون , وذلك يتضح من تولي مجموعة من الشخصيات المسنة التي يتراوح عمرها ما بين الثمانين والتسعين أعلي المناصب المدنية والعسكرية في البلاد , ومن بين تلك الشخصيات رئيس الدولة بول بيا البالغ من العمر 92 عاما ويحكم البلاد منذ عام 1982 , ومارسيل نيات رئيس مجلس الشيوخ البالغ من العمر 91 عاما , وكافاي جبريل رئيس الجمعية الوطنية البالغ من العمر 85 عاما , وأدولف موديكي المدير العام للشركة الوطنية للهيدروكربونات (SNH) وهي شركة النفط والغاز الحكومية , وهو يبلغ من العمر 86 عاما , ولا يختلف المشهد داخل المؤسسة العسكرية والأمنية والقضائية , فمثلا لا يزال مارتن مبارغا البالغ من العمر 93 عاما يعمل كرئيس لجهاز الشرطة برتبة وزير ومستشار للرئيس , كما يشغل رينيه كلود ميكا البالغ من العمر 89 عاما منصب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الكاميروني , كما يشغل كليمنت أتانجانا البالغ من العمر 84 عاما منصب رئيس المجلس الدستوري في الكاميرون وهو الهيئة المسؤولة عن اعلان النتائج النهائية للانتخابات , وفي ظل هذه الشيخوخة المؤسسية تتصاعد دعوات انهاء ظاهرة شيخوخة السلطة في الكاميرون وخاصة لدي الشباب وهو ما تجلي في قيام بعض الفنانين من إصدار أغاني تنادي الرئيس بترك السلطة مثل المغني الكاميروني لونغيه الذي أطلق أغنية يقول فيها ” أبي أنت متعب آسف استرح ” , بجانب أغنية المغني الشاب ساتلايت ليكينج الذي يقول فيها ” يا رجل يا عجوز , عليك أن تتركنا , نحن متعبون , نريد التغيير ” , وهذه الأغاني الثورية تعبر عن نبض الشارع الكاميروني ورغبته في التغير وتطلعه إلي الحرية والانعتاق من الاستعمار الداخلي , والتحرر من حكم الأوليجارشية الحاكمة في الكاميرون . ([12])
ب-تحليل النتائج :
أعلن المجلس الدستوري الكاميروني برئاسة كليمنت أتانجانا يوم الاثنين الموافق 27 أكتوبر 2025 النتائج النهائية للانتخابات , حيث أعلن عن فوز الرئيس بول بيا بولاية رئاسية ثامنة , بعد حصوله علي نسبة 53.66% من أصوات الناخبين والتي تعادل نحو 2.47 مليون صوت , كما أضاف المجلس الدستوري أن الرئيس بول بيا فاز في العديد من المناطق الانتخابية الهامة ومن أبرزها موطنه في جنوب البلاد , ومنطقة الجنوب الغربي , ومنطقة الشمال الغربي , ومنطقة أقصي الشمال , ومنطقة الوسط , ومنطقة الشرق , بينما فاز منافسه الرئيسي عيسي تشيروما في منطقة الساحل , ومنطقة الشمال , ومنطقة الغرب , ومنطقة أداماوا , وفقا للنتائج الرسمية , وفيما يتعلق بنسبة المشاركة فقد أعلن المجلس الدستوري أنها بلغت 57.76% . ([13]) ويمكن عرض نتائج الانتخابات من خلال الجدول التالي :

المصدر : من إعداد الباحث وفقا للنتائج التي أعلنها المجلس الدستوري الكاميروني
ووفقا للجدول السابق نجد أن الوزير السابق والمنافس القوي عيسي تشيروما جاء في المركز الثاني بعد حصوله علي نسبة 35.19% من الأصوات , والتي تعادل نحو 1.622 مليون صوت , بينما حل كابرال ليبي في المركز الثالث حيث حصل علي نسبة 3.14% , وتلاه بيلو مايغاري في المركز الرابع حيث حصل علي نسبة 2.45% , بينما حلت المرشحة باتريشيا هيرمين توماينو في المركز الخامس بعد حصولها علي نسبة 1.66% , ثم جاء جوشوا أوسيه في المركز السادس بعد حصوله علي نسبة 1.21% . بينما لم يتجاوز باقي المرشحين الباقين نسبة 1% لكل مرشح منهم .
وتحليلا للنتائج نجد أن هناك عدة عوامل ساهمت في إعادة فوز بول بيا بولاية رئاسية ثامنة تتمثل فيما يلي :
1-هيمنة الحزب الحاكم علي العملية الانتخابية برمتها , وخاصة أن المجلس الدستوري الذي يفصل في الطعون الانتخابية ويمتلك صلاحية إعلان النتائج النهائية ينتمي عشرة من أعضائه الأحد عشر إلي الحزب الحاكم , وهو ما يشكك في نزاهة العملية الإنتخابية برمتها بداية من عملية تسجيل الناخبين التي شكك فيها زعيم المعارضة موريس كامتو الذي تم منعه من الترشح للانتخابات بعد رفض أوراق ترشحه ورفض الطعون المقدمة منه من قبل المجلس الدستوري , مرورا برفض المجلس كذلك للطعون التي قدمت من مرشحي الانتخابات والذين طالبوا خلالها بإلغاء الانتخابات كليا أو جزئيا بسبب عمليات تزوير والمخالفات واسعة النطاق , وهو ما لم يقبله المجلس الدستوري الذي اعتمد النتائج التي تفيد بفوز بول بيا لولاية رئاسية ثامنة . ([14])
2-انقسام المعارضة وتشتتها , وعدم قدرتها علي اختيار مرشح واحد قوي قادر علي منافسة النظام الحاكم بقيادة بول بيا , وقد زاد هذا التشتت بعد استبعاد ترشح موريس كامتو من الانتخابات , مع تزايد المطامع الشخصية من قبل قادة الأحزاب في السلطة , وسعيهم لتحقيق المصالح الشخصية علي حساب المصالح العليا للشعب البائس المقهور , المتطلع إلي تغير النظام , أملا في حياة جديدة ربما تكون أفضل بعيدا عن حكم عشيرة بول بيا , كما أن النظام الحاكم ساهم بصورة واضحة في إضعاف الأحزاب السياسية في الكاميرون وعمل علي تشتيتها وخير دليل علي ذلك حظر التحالف السياسي من أجل التغيير (APC) في مارس 2024 واعتباره حركة سرية غير قانونية , وذلك بعد أن ضم عدة أحزاب وأصبح بمثابة ائتلاف قوي للمعارضة كان من المتوقع أن يدعم زعيم المعارضة في انتخابات الرئاسة الحالية ضد مرشح الحزب الحاكم بول بيا . ([15])
3-التضييق الأمني علي أنصار المعارضة والصحفيين وأعضاء المجتمع المدني , وترهيبهم , وتقديمهم للمحاكم العسكرية , مع غلق وسائل الإعلام المعارضة , والمستقلة , وهو ما خلق مناخا من القمع والترهيب , أسفر عن تراجع الحريات وعزز من القبضة الأمنية خلال الانتخابات , مما ساهم في انفراد النظام بإدارة العملية الانتخابية وهندستها بما يضمن استمرارية النظام .
خامسا : المواقف الداخلية والخارجية من الانتخابات :
تباينت ردود الفعل من نتائج الانتخابات الرئاسية ما بين مرحب بالولاية الثامنة للرئيس بيا , وبين رافض ومشكك في نتائج الانتخابات , داعيا إلي إعادة العملية الانتخابية من جديد , ويمكن عرض أبرز المواقف فيما يلي :
أ-المواقف الداخلية :
1-موقف الحزب الحاكم : لقد أعرب رئيس الكاميرون بول بيا عن شكره للناخبين علي التصويت له مرة أخري من خلال بيان قام بنشره بعد ساعات من إعلان فوزه ودعا إلي السلام وبناء الكاميرون الموحدة والمزدهرة والمسالمة , وكذلك رحب حزب الحركة الديمقراطية الشعبية الكاميرونية (CPDM)الحزب الحاكم في الكاميرون وأنصاره بفوز الرئيس بيا بولاية رئاسية جديدة , مؤكدين علي دعمهم له خلال المرحلة المقبلة , كما انتقدوا تصريحات مرشح المعارضة عيسي تشيروما معتبرين أنها بمثابة تهريج سياسي , وعلامة انفصام في الشخصية , كما قامت الحكومة قبيل إعلان النتائج بحظر التجمعات العامة ومنع استخدام الدراجات النارية في عدة مدن اعتبارا من يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025 , كما تم نشر قوات الأمن بصورة مكثفة للتصدي لاحتجاجات المعارضة التي تتهم النظام بتزوير الانتخابات .
وفي ذات السياق حاول النظام الحاكم تهدئة ردود الفعل المشككة في نتائج الانتخابات وخاصة ردود فعل المرشح عيسي تشيروما حيث أشارت مجلة جون أفريك الفرنسية أن الرئيس بول بيا قام بالتواصل مع عيسي تشيروما خصمه الرئيسي في هذه الانتخابات لعقد اتفاق معه يمنحه بموجبه منصب رئيس وزراء الكاميرون لكنه رفض هذا العرض . ([16])
ومن جانبه ندد وزير الإدارة الإقليمية بدعوات التظاهر معتبرا أنها مشروع تمرد يسعي إلي خلق الظروف لإحداث أزمة أمنية في البلاد , وفي محاولة للسيطرة علي الموقف تم اعتقال اثنين من رؤساء الأحزاب الداعمة لتشيروما , بجانب قطع الإنترنت عن العديد من مناطق البلاد لمنع انتشار دعوات الاحتجاج .
2-موقف المعارضة : أعرب قادة المعارضة وعلي رأسهم المرشح المعارض عيسي تشيروما عن رفضه للنتائج الانتخابية , معتبرا أنها مزورة , وبمثابة مسرحية هزلية , ولا تتفق مع احصاءات الأصوات التي قام بها أنصاره , حيث ادعي أنه هو الفائز في الانتخابات , وقام بنشر محاضر الانتخابات التي تمنحه تقدما كبيرا علي باقي المرشحين , كما زعم أنه من بين 58 ولاية في البلاد حصل علي أصوات 18 ولاية استراتيجية , تمثل وحدها ما يقرب من 80% من إجمالي الناخبين علي المستوي الوطني , مما يجعله الفائز في الانتخابات من وجهة نظره , حيث ادعي أنه الفائز في الانتخابات بعد حصوله علي نسبة 54.8% , مقابل حصول الرئيس بول بيا علي نسبة 31.3% وبالتالي خسارته في الانتخابات . ([17])
كما وجه خطابا إلي الرئيس بيا داعيا إياه إلي ترك السلطة , كما دعا أيضا الشعب الكاميروني إلي التظاهر , رافضا النتائج التي أعلنها المجلس الدستوري واصفا إياها بالمزورة , كما وقع إطلاق نار بالقرب من منزل عيسي تشيروما في منطقة غاروا معقل المعارضة , وتم اعتقال بعض الصحفيين , بجانب محاصرة منزل عيسي تشيروما , والاعتداء علي أنصاره حيث قتل أربعة أشخاص خلال الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات , كما تجمع العشرات من أنصاره في مدينة دوالا العاصمة الاقتصادية للبلاد واشتبكوا مع قوات الأمن التي ردت عليهم بالذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع .
كما أدان أنيسيت إيكاني زعيم حزب الحركة الأفريقية من أجل الاستقلال الجديد والديمقراطية ( (Manidem نتائج العملية الانتخابية , متهما الحزب الحاكم بتزوير النتائج بصورة فاضحة , وذلك بعد حصول الرئيس بيا علي نسبة 98% من الأصوات في منطقتي الشمال الغربي والجنوب الغربي وهي مناطق لا يتم التصويت فيها إلا بنسب ضعيفة بسبب الحرب التي تشهدها منذ 9 سنوات , كما أشار إلي وجود بعض اللجان تجاوز فيها عدد الأصوات عدد الناخبين المسجلين , معتبرا أن إعلان فوز بول بيا , بمثابة تحريض علي الثورة , وقد تم القبض علي أنيسيت إيكاني , وجوكام تشاميني لدورهما الكبير في دعم تشيروما , بجانب القبض علي الأكاديمي الشهير أبا أويونو لدعمه القوي للمعارضة كذلك . ([18])
وفي ذات السياق فقد تم تقديم 11 طعن إلي المجلس الدستوري ضد نتيجة الانتخابات , حيث طالب البعض بإلغاء جزئي أو كلي لنتائج الانتخابات , غير أن طلبات الإلغاء هذه اعتبرت غير مقبولة شكلا ولا أساس لها من الصحة , رغم الادعاءات بحدوث حشو لصناديق الاقتراع , وتصويت متكرر مما يؤثر علي نزاهة الانتخابات .
3-المواقف الشعبية : لقد جاء المزاج الشعبي العام رافضا لإعادة انتخاب الرئيس بول بيا لولاية رئاسية ثامنة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية , وارتفاع معدلات البطالة التي تقترب من 74% , حيث يبحث الشباب الذين يمثلون نحو 60% من سكان البلاد عن فرصة للتغيير , ولهذا انطلقت الاحتجاجات الشعبية في العديد من مدن البلاد الأساسية بداية من ياوندي العاصمة الإدارية , إلي دوالا العاصمة الاقتصادية , ومرورا بغاروا المدينة الرئيسية في الشمال ومعقل المعارضة , فضلا عن مدينة ماروا , ونغاونديري , وبافوسام , حيث خرجت الحشود إلي الشوارع بأعداد هائلة في ظل تواجد أمني مكثف , مع وجود اشتباكات عنيفة في بعض المناطق , وسقوط العديد من القتلى , والذي يقال أن عددهم ارتفع إلي سبعة حتي الآن , كما اشتعلت النيران في مقر الحزب الحاكم في منطقة دشانغ غرب البلاد , بجانب اندلاع موجة من الاعتقالات تجاه المعارضة وخاصة في مدينة ماروا شمال البلاد , بينما تستمر الاحتجاجات الرافضة للنتائج من قبل قطاع كبير من الشعب الذي يردد بعضه عبارة ” الشيطان خير من استمرار بول بيا ” , تعبيرا عن سخطهم من بقائه في السلطة علي مدار 43 عاما حتي الآن , وخاصة بعد أن بلغ معدل الفقر في الكاميرون نحو 37.7% وهو ما يعني أن نحو 10 مليون شخص يعيشون تحن خط الفقر , بينما يعبش 23% من السكان في فقر مدقع . ([19])
4-موقف الكنيسة : تلعب الكنيسة في الكاميرون دورا في المشهد السياسي حيث دعا الأساقفة الكاثوليك إلي التهدئة ووقف حالة التوتر في البلاد وناشدوا الجميع بضبط النفس , كما دعوا إلي نزاهة الانتخابات , ورغم ذلك يوجد هناك حالة من الانقسام داخل الكنيسة علي النظام , حيث توجد أصوات كنسية تدعو إلي مغادرة بول بيا المشهد , وتتهم نظامه بالفساد , وتدعو إلي تداول السلطة سلميا . ([20])
ب-المواقف الخارجية :
نظرا لحالة التوتر التي شهدتها الكاميرون في أعقاب العملية الانتخابية وإعلان نتائج الانتخابات , ورفضها من قبل المعارضة , فقد كانت أغلب المواقف الخارجية متمثلة في الدعوة إلي ضبط النفس , حيث دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلي ضبط النفس والمطالبة بالتحقيق في أعمال العنف التي انتشرت في البلاد وأسفرت عن مقتل عدد من المحتجين , بجانب اعتقال عشرات المعارضين دون سند قانوني , كما أطلق كل من رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي , ورئيس بعثة المراقبة التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا المراقبين للانتخابات , دعوات لضبط النفس واحترام الإطار الدستوري للبلاد , ومن جانب سفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدون لدي الكاميرون فقد قرروا مقاطعتهم لجلسة إعلان النتائج التي أعلنها المجلس الدستوري . ([21])
سادسا : السيناريوهات المستقبلية للمشهد السياسي في الكاميرون:
في ظل حالة السخط والاحتجاجات التي تشهدها الكاميرون عقب الانتخابات الرئاسية التي توجت بفوز الرئيس بول بيا بولاية رئاسية ثامنة مرفوضة من أغلب فئات الشعب الكاميروني , خاصة في ظل تراجع حالته الصحية , واتهام زوجته وأسرته بإدارة شؤون البلاد , مع تراجع الأوضاع الإقتصادية والأمنية , واستمرار حالة الانسداد السياسي في البلاد , يمكن استشراف مستقبل المشهد السياسي في البلاد فيما يلي :
السيناريو الأول : قدرة النظام علي انهاء الأزمة التالية للانتخابات وبقاء الرئيس بول بيا في السلطة :
وذلك عن طريق زيادة القبضة الأمنية والتنكيل بالمعارضين ومحاكمتهم وإيداعهم في السجون والمعتقلات , وبالتالي اسكات صوت المعارضة واحتواء الاحتجاجات , وعلي رأسها صوت زعيم المعارضة الخاسر في الانتخابات عيسي تشيروما مثلما حدث مع زعيم المعارضة موريس كامتو عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2018 , وبالتالي يضمن الرئس بول بيا بقاؤه في السلطة حتي وفاته فيها خلال سنوات , نظرا لأنه من المستبعد أن يكمل ولايته الحالية لاقترابه من عمر الثالثة والتسعين , وتراجع حالته الصحية , ولهذا من المتوقع أن يسعي إلي اختيار خليفة له خلال الفترة المقبلة , ومن المتوقع أن يسعي إلي توريث السلطة لنجله فرانك بيا الذي انجبه من زوجته الأولي الراحلة , وذلك في حالة مباركة زوجته الثانية شانتال بيا التي تسعي إلي تولية ابنها كذلك أو حتي توليها السلطة مباشرة إذا سمحت لها الظروف بوصفها الحاكمة الفعلية للبلاد كما يشاع في الكاميرون أو حتي منح السلطة لأحد المقربين منها في حالة تعذر وصولها هي أو نجلها للمنصب , بحيث تتحكم في إدارة البلاد من وراء الستار كما تفعل الآن , وليس من المستبعد أن يتم إجراء تعديلات دستورية تعزز من هذه العملية , والتي يمكن أن تتم من خلال تولية فرانك بيا نجل الرئيس كنائب للرئيس علي أن يحق له إكمال فترة ولايته في حالة موت الرئيس أو تنازله عن السلطة , وبذلك يصبح الانتقال دستوريا ويضمن استمرارية النظام .
السيناريو الثاني : حدوث انقلاب عسكري ناعم يزيح الرئيس بول بيا ويسمح ببقاء النظام :
حيث أنه في حالة تصاعد الاحتجاجات الشعبية الرافضة لنتائج الانتخابات من الممكن أن يقوم قادة النظام بعزل الرئيس بول بيا حفاظا علي مصالحهم الشخصية وضمانا لاستمرارية النظام , ودخول البلاد في مرحلة انتقالية تسفر عن إعادة تغير الوجوه داخل المشهد السياسي في الكاميرون مع بقاء أركان النظام كما هي .
السيناريو الثالث : حدوث انقلاب عسكري راديكالي تصحيحي :
فمع تصاعد الاحتجاجات الشعبية وانتقال شرارة جيل زد إلي الكاميرون علي غرار جيل زد في مدغشقر , وكذلك تطلع البعض إلي حدوث تغير راديكالي في الكاميرون علي غرار التغيرات التي حدثت في مالي وغينيا وبوركينا فاسو والنيجر والجابون من خلال انقلابات عسكرية قادها شباب الضباط , يمكن أن يتكرر هذا السيناريو في الكاميرون من خلال قيام مجموعة من القيادات العسكرية الشابة بالانقلاب العسكري علي النظام وتفكيكه وعزل الرئيس بيا , وحل الحزب الحاكم , ومحاكمة النخب الفاسدة التي نهبت مقدرات البلاد , وذلك تحت دعوي انحيازها للمطالب الشعبية , ولكن هذا السيناريو يحتاج إلي دعم خارجي من فرنسا أو روسيا لكونهما من القوي الدولية الداعمة لنظام بول بيا وترتبطان معه بمصالح قوية رغم تعارض مصالح فرنسا مع روسيا , لكن ليس من المستبعد أن تقوم أحدي الدولتين بتمويل الانقلاب ليخلو لها الجو كاملا بالكاميرون وتعزز من مصالحها الجيوسياسية في المنطقة , ومن المتوقع أن تلعب روسيا هذا الدور كما فعلت في العديد من دول الساحل الأفريقي .
خاتمة:
في ختام هذه الدراسة يمكن القول أن مستقبل التغير السياسي في الكاميرون يستبعد أن يتم من خلال انتقال سياسي سلمي للسلطة , ولهذا فإن شعار ” الانقلاب هو الحل ” , يمكن أن يكون هو شعار المرحلة المقبلة في الكاميرون وفقا لمجريات الأحداث التي تشهدها الكاميرون , فالنظم المتشبثة بالسلطة التي ترفض تداولها بصورة سلمية , وتقوم بهندسة العملية الانتخابية لتضمن لنفسها الفوز فيها , من المستبعد أن تبادر وتقوم بإحداث انتقال ديمقراطي سلمي للسلطة , يلبي تطلعات شعوبها , ولهذا فإن الانقلاب العسكري التصحيحي يكاد يكون هو الخيار الأقرب لوضع حد للنظام في الكاميرون , ورغم التداعيات السلبية للانقلابات العسكرية وما يليها من دخول البلاد في دوامة سياسية جديدة وانتقال البلاد للحكم العسكري المباشر الذي غالبا ما يتشبث قادته بالسلطة ويماطلون في تركها , لكن ربما يكون هناك انفراجه تالية لسقوط النظام تتمثل في كتابة دستور جديد للبلاد , وإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية ومحلية , وعقد مؤتمر للمصالحة السياسية يسعي إلي تسوية الأزمة الانفصالية في البلاد , مع تعيين حكومة تكنوقراط تضع برنامجا يركز علي حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد .
…………………………
الإحالات والهوامش :
([1])-Jean-Pierre Tuquoi ; ” Paul Biya modifie la Constitution camerounaise pour rester au pouvoir ” , at , https://www.lemonde.fr/afrique/article/2008/04/11/paul-biya-modifie-la-constitution-camerounaise-pour-rester-au-pouvoir_1033479_3212.html , 11/4/2008 .
([2])-” Constitution de la République du Cameroun, version du 18 janvier 1996
, Version modifiée en 2008 ” , at , https://mjp.univ-perp.fr/constit/cm1996.htm .
([4])-Yerima Kini Nsom ; ” Who Qualifies To Run The Presidential Race In Cameroon?” , at , https://thepostnpcameroon.com/who-qualifies-to-run-the-presidential-race-in-cameroon , 15/7/2025 .
([5])-” Voici le calendrier de la présidentielle 2025 ” , at , https://actucameroun.com/2025/07/14/voici-le-calendrier-de-la-presidentielle-2025 , 14/7/2025.
([6])-” Présidentielle 2025 au Cameroun : tout ce qu’il faut savoir sur le scrutin du 12 octobre ” , at , https://news.abidjan.net/articles/744435/presidentielle-2025-au-cameroun-tout-ce-quil-faut-savoir-sur-le-scrutin-du-12-octobre , 12/9/2025.
([7])-” Cameroun : 13 candidats retenus pour la présidentielle du 12 octobre ” , at , https://africa24tv.com/cameroun-13-candidats-retenus-pour-la-presidentielle-du-12-octobre , 26/7/2025.
([8])-Qui sont les candidats à l’élection présidentielle au Cameroun? , at , https://www.rfi.fr/fr/afrique/20250927-pr%C3%A9sidentielle-au-cameroun-les-douze-candidats-en-lice , 27/9/2025 .
([9])-” Présidentielle au Cameroun : le Conseil constitutionnel rejette définitivement la candidature de Maurice Kamto ” , at , https://www.lemonde.fr/afrique/article/2025/08/05/presidentielle-au-cameroun-le-conseil-constitutionnel-confirme-le-rejet-de-la-candidature-de-maurice-kamto_6626870_3212.html , 5/8/2025.
([10])-Christophe Châtelot ; ” Election présidentielle au Cameroun : l’étrange meeting de Paul Biya, chef d’Etat « à l’infini » ‘ , at , https://www.lemonde.fr/afrique/article/2025/10/08/election-presidentielle-au-cameroun-l-etrange-meeting-de-paul-biya-chef-d-etat-a-l-infini_6645325_3212.html , 8/10/2025.
([11])-” La fille de Paul Biya défie son père sur TikTok et secoue le Cameroun” , at , https://www.zonebourse.com/actualite-bourse/la-fille-de-paul-biya-defie-son-pere-sur-tiktok-et-secoue-le-cameroun-ce7d5bdfdb8af623 , 3/10/2025 .
([12])-” Le Cameroun est devenu un « État-Ehpad ” , at , https://afriquexxi.info/Le-Cameroun-est-devenu-un-Etat-Ehpad , 6/10/2025.
([13])-” Paul Biya réélu avec 53,66% des voix (Conseil constitutionnel)” , at , https://actucameroun.com/2025/10/27/presidentielle-2025-au-cameroun-paul-biya-reelu-avec-5366-des-voix-conseil-constitutionnel , 27/10/2025.
([14])-” Les résultats imminents de la présidentielle font craindre une instabilité politique au Cameroun ” , at , https://www.bbc.com/afrique/articles/cp85vr8l0n4o , 22/10/2025 .
([15])-Yves Plumey Bobo ; ” Cameroon 2025: Duelling opposition still can’t agree on candidate ” , at , https://www.theafricareport.com/389959/cameroon-2025-duelling-opposition-still-cant-agree-on-candidate , 31/8/2025.
([16])-” Présidentielle au Cameroun : comment Paul Biya a proposé la primature à Issa Tchiroma Bakary ” , at , https://www.jeuneafrique.com/1733206/politique/presidentielle-au-cameroun-comment-paul-biya-a-propose-la-primature-a-issa-tchiroma-bakary , 22/10/2025 .
([17])-Christian Eboulé ; ” Présidentielle au Cameroun: entre tensions post-électorales et annonce non officielle de résultats, l’attente se poursuit ” , at , https://information.tv5monde.com/afrique/presidentielle-au-cameroun-entre-tensions-post-electorales-et-annonce-non-officielle-de-resultats-lattente-se-poursuit-2794887 , 21/10/2025 .
([18])-” Présidentielle au Cameroun: deux des principaux soutiens d’Issa Tchiroma Bakary arrêtés à Douala ” , at , https://www.rfi.fr/fr/afrique/20251025-pr%C3%A9sidentielle-au-cameroun-deux-des-principaux-soutiens-d-issa-tchiroma-bakary-arr%C3%AAt%C3%A9s-%C3%A0-douala , 25/10/2025 .
([19])-Paul Njie ; ” Four killed in Cameroon protests as results due in contested election ” , at , https://www.bbc.com/news/articles/cly4x9n0yvno , 27/10/2025.
([20])-Vinciane Joly ; “Au Cameroun, l’Église catholique, force d’opposition divisée face au régime ” , at , https://www.la-croix.com/religion/au-cameroun-l-eglise-catholique-force-dopposition-divisee-face-au-regime-20251010 , 10/10/2025 .
([21])-” Western chancelleries boycott election results announcement ” , at , https://www.africaintelligence.com/central-africa/2025/10/27/western-chancelleries-boycott-election-results-announcement,110540720-art , 27/10/2025.










































