تنشط عمالة الأطفال في إفريقيا كغيرها من نطاقات العالم الأخرى، وتؤرق -بتدافع أسبابها ومؤشراتها وتداعياتها-، دول القارة ومجتمعاتها وأفرادها، كما تُهدّد اقتصاداتها وتنميتها وسلامها ورأسمالها البشري، وهو ما يظهر بوضوح في إفريقيا جنوب الصحراء التي تُعتبر أكبر حاضنة لعمالة الأطفال في العالم وموطنًا لثلثي أطفاله العاملين، وتتجهز -حال استمرار معدلات عمالة الأطفال نفس الوتيرة- لاستضافة 100 مليون طفل عامل بحلول 2030.
وإزاء ذلك، وضعت دول ومؤسسات القارة جهودًا لمنع وحظر والقضاء على عمالة الأطفال، إلا أن عمالة الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء لا تزال إشكالًا حاضرًا، يستمد بقاءه من عدة ديناميات محفزة: سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتاريخية وأمنية، وينجم عنه مجموعة من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية.
وبصدد ما سبق، تتجه هذه الورقة إلى الإجابة عن ثلاثة تساؤلات مُثارة حول عمالة الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء، ألا وهي: أين تتجه عمالة الأطفال على الصعيدين الدولي والإفريقي؟ وما هي الديناميات الباعثة والمحفزة لعمالة الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء؟ وكيف تتداعى عمالة الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء اقتصاديًّا واجتماعيًّا؟
أولًا: أين تتجه عمالة الأطفال على الصعيدين الدولي والإفريقي؟
طالت عمالة الأطفال نحو 1 من كل 10 من أطفال العالم البالغين نحو 160 مليونًا في 2020م([1])، والمقدرين بنحو 138 مليونًا في 2024م. واستدعت -بمؤشراتها المتسارعة– تحركات دولية وإقليمية ووطنية، شملت عقد اتفاقات وإعلان مواثيق وبرامج وخطط، تحظر وتمنع انتشارها وتعالج آثارها.
كان على رأسها دوليًّا: اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 138 بشأن الحد الأدنى لسن الاستخدام، والتوصية رقم 146 واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182، بشأن حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال واتخاذ إجراءات فورية للقضاء عليها، والتوصية رقم 190، واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 189، بشأن العمل اللائق للعمال المنزليين. والبرنامج الدولي للقضاء على عمل الأطفال في 1992م، واختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2021م عامًا للقضاء على عمالة الأطفال، وتحديد الهدف 8.7 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لإنهاء جميع أشكال عمالة الأطفال بحلول عام 2025م.
ولم تكن إفريقيا –أول وأكثر نطاقات العالم تضررًا من عمالة الأطفال-، بعيدة عن تحركات المواجهة والتصدي؛ فقد وضعت دول ومؤسسات القارة جهودًا لمنع وحظر والقضاء على عمالة الأطفال، تبدو جليًّا بالإضافة إلى حظرها بموجب مواد الميثاق لإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب والميثاق الإفريقي لحقوق الطفل في خطة الاتحاد الإفريقي العشرية “2020- 2030م”، التي تأمل القضاء جميع أشكال عمالة الأطفال بحلول 2030م.([2])
وبدرجة أو بأخرى، ونتيجة لتلك الجهود والتحركات السابقة، تراجعت عمالة الأطفال، وانحصر انتشارها بما يعادل 50% خلال الفترة 2000- 2024م، أو بما يقارب 2% خلال 2020- 2024م؛ ففي الفترة الأولى، انخفضت عمالة الأطفال من 245 مليونًا 138 مليونًا، وتراجعت فيها أعداد الأطفال الذين يعملون في الأعمال الخطرة من 79 مليونًا إلى 54 مليونًا، وفي خلال الفترة الثانية، أحرزت دول العالم تقدمًا تمثل في خفض الإجمالي للأطفال العاملين بنحو 22 مليون طفل عامل، وقللت عدد الأطفال العاملين في أعمال خطرة بأكثر من ذلك؛ 25 مليونًا([3]).
ويعي المتابع لخارطة انتشار عمالة الأطفال وإحصاءاتها وأرقامها أن دول العالم -بخططها وتحركاتها وأطرها- أحرزت تقدمات واعدة، لكنها تقدمات ليست بالدرجة الكافية لتحقيق الهدف العالمي 8.7 بشأن القضاء على عمالة الأطفال بحلول 2025م، وليس بالدرجة المطلوبة لحصر انتشارها ومعالجة آثارها؛ فعمالة الأطفال لا تزال تشكل للعالم بصفة عامة ولإفريقيا جنوب الصحراء بصفة خاصة إشكالًا حاضرًا وهاجسًا يُؤرّق صناع القرار وتحديًا يثقل كاهل الأطفال، ويحول دون تمتعهم بالرفاهية وحقوقهم الإنسانية؛ فخلال 2024م، انخرط ما يقرب من 138 مليون طفل -59 مليون فتاة و78 مليون فتى- في عمالة الأطفال، وهو ما يمثل ما يقرب من 8 في المائة من جميع الأطفال على مستوى العالم، كان من ضمنهم نحو 54 مليون طفل عامل أو حوالي 4 من كل 10 أطفال عاملين في أعمال خطرة من شأنها الإضرار بصحتهم سلامتهم أو أخلاقهم، وقد استضافت الزراعة نحو 61% من عمالة الأطفال مقابل 27% و13% ولقطاع التعدين وقطاع الصناعة على التوالي. ويلزم لتحقيق الهدف 8.7 من أهداف التنمية المستدامة تسريع وتيرة الجهود والسياسات بنحو 11 مرة لتحقيق ذلك بحلول 2030م، أو بنحو 7 مرات لتحقيقه بحلول 2045م، أو بنحو 4 مرات لتحقيقه بحلول 2060م.([4])
وبالنظر إلى إفريقيا جنوب الصحراء، يتضح أن الإحصاءات والأرقام الراهنة تصنفها بأنها الحاضنة الأولى لعمالة الأطفال والموطن الأعلى لنسب الأطفال العاملة؛ فخلال 2024م، سجَّلت إفريقيا جنوب الصحراء انتشار عمالة الأطفال لدى 1 من كل 4 أطفالها، وهم ما تم تقديرهم بحوالي 87 مليون طفل عامل أو بما يقارب ثلثي الأطفال العاملين في العالم، ويتوزع أطفال إفريقيا جنوب الصحراء بنحو 62 مليون طفل في قطاع الزراعة مقابل 8.1 و2.7 مليون طفل عامل في قطاع الخدمات والقطاعات الأخرى على التوالي.
جدير بالذكر أنه في حال استمرار عمالة الأطفال بنفس الوتيرة الحالية، فقد يتجاوز عدد أطفال إفريقيا جنوب الصحراء العاملين نحو 100 مليون طفل عامل بحلول 2030م، وإذا تمكنت إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من الاستمرار في تقليل معدل الانتشار بالوتيرة الحالية، فقد تُخفّض عدد الأطفال في عمالة الأطفال إلى النصف تقريبًا بحلول عام 2060م.([5])
ثانيًا: ما هي الديناميات الباعثة والمحفّزة لعمالة الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء؟
تُحفّز عمالة الأطفال ديناميات عديدة وبواعث انتشار متنوعة: سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وثقافية وتاريخية، وجميعهم متجذرون في القارة الإفريقية، فقد قادت أزمات القارة المتكررة والمركبة من النمو السكاني والفقر المدقع والحماية الاجتماعية المنقوصة وتغير المناخ إلى انخراط نحو 17 مليون طفل إضافي في عمالة الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء خلال الفترة 2020- 2024م([6]).
وبصدد ما سبق، يمكن رصد وتحليل واستعراض الديناميات المحفّزة والباعثة لعمالة الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء على النحو التالي:
1-إشكالات الفقر والدخل المحدود
يأتي الفقر -بدوافعه ونتائجه وتخوفات الوقوع فيه– في مقدمات ديناميات ومحفزات عمالة الأطفال في العالم بصفة عامة، وفي إفريقيا بصفة خاصة؛ حيث يدفع عجز الأُسَر عن تلبية احتياجاتها الإنسانية والأساسية من الغذاء والماء والرعاية الصحية الأُسَر إلى تبني خيار عمالة الأطفال والاعتماد عليهم كأحد عوامل زيادة وتحسين الدخول أو تطوير المشروعات العائلية([7])، وهو ما وثَّقته الأرقام التي أشارت إلى أن دخل الأطفال العاملة يعادل ما بين 25% و40% من دخل الأُسَر، أو الأرقام التي ترى أن 2 طفل من أصل 5 أطفال في البلدان الفقيرة يشاركون في عمالة الأطفال الضارة وفي القارة الإفريقية، لا يثير اعتبار الفقر كمُسبِّب وباعث رئيس لعمالة الأطفال أيّ استغراب لدى الأوساط الأكاديمية والسياسية والشعبية؛ فهي قارة تتعالى بها معدلات الفقر والفقر المدقع وخاصة فقر الأطفال، كما أنها تُعدّ موطنًا لأكثر من 32.1 مليون طفل يتيم وتتجهز لاستضافة 305 ملايين طفل إفريقي فقير أو ما يعادل 50% من أطفال العالم الفقراء بحلول 2030م، ولا يستوفي 90% من أطفالها معيار الحد الأدنى من النظام الغذائي المناسب([8])، ولعل هذا هو ما يدفع الأطفال الأفارقة إلى الانخراط في سوق العمل، كما يظهر ذلك في بلدان مثل الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وجنوب السودان وتنزانيا، وفي الأخيرة؛ حيث يعيش 80% من السكان على أقل من دولارين يوميًّا، ينخرط 25% من أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا في عمالة الأطفال.([9])
2-محدودية الوصول إلى التعليم الجيد
توثق الأدبيات الأكاديميات علاقات اقتران وترابط وثيق بين محدودية الوصول إلى التعليم الجيد والملائم والمعقول وبين انتشار عمالة الأطفال؛ فضعف التعليم يُعدّ سببًا ونتيجة في الوقت ذاته لعمالة الأطفال، بل يُعدّ التعليم الجيد شرطًا مسبقًا لمكافحتها ومعالجة آثارها، وتظهر تلك العلاقة المركبة مع القول بأن أطفال الأُسَر الفقيرة والمناطق النائية غالبًا ما يواجهون تحديات تحول دون وصولهم إلى التعليم الجيد؛ منها: التكلفة المرتفعة ومخاوف السلام والتعليم منخفض الجودة والمدراس البعيدة، وجميعهم عوامل متجذرة في إفريقيا جنوب الصحراء، توثقها حقيقة تمتع المدارس في إفريقيا جنوب الصحراء بأقل من 50% بخدمات الحصول على مياه الشرب والكهرباء وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت ومسؤولية الصدمات الأمنية والمناخية عن تسرب حوالي 98 مليون طفل خارج المدرسة، ومِن ثَم يمكن اعتبار عوائق وصعوبات الحصول على التعليم الجيد تجعل عمالة الأطفال الخيار المفضل لدى الأُسَر والأطفال بشكلٍ يفوق خيارات التعليم والتدريب.([10])
3-صدمات تغيُّر المناخ
يساهم تغيُّر المناخ وما ينتج عنه من تحركات بشرية قسرية ما بين نازحين ومشردين ولاجئين وفئات ضعيفة وهشَّة في عمالة الأطفال؛ إذ يقود تغيُّر المناخ بنتائجه إلى الإضرار بسبل وظروف المعيشة وتقليل الإنتاجية الزراعية والتشريد القسري وتدمير أو تدهور البنية التحتية للخدمات الأساسية؛ فالبنك الدولي، يُقدّر مسؤولية تغيُّر المناخ عن دفع ما بين 32- 132 مليون شخص إلى براثن الفقر المدقع، الأمر الذي يزيد من احتمالية اضطرار الأطفال إلى العمل؛ حيث ستعتمد أُسَرهم على دخلهم أو عملهم الإنتاجي مما يجعل تغير المناخ مسببًا رئيسًا لعمالة الأطفال([11])، وهو أمر قد يبدو أكيدًا في القارة الإفريقية باعتبارها أكثر القارات تأثرًا وتضررًا بشدة بسبب آثار تغير المناخ، ولكونها تخسر ما بين 7 إلى 15 مليار دولار سنويًّا بسبب تغير المناخ، وتضم 5 ملايين نازح بسبب تغيرات المناخ.([12])
4-القبول الثقافي
تشجع مختلف الأعراف والتقاليد الثقافية -بما في ذلك التقاليد والأعراف السائدة في إفريقيا جنوب الصحراء- انتشار عمالة الأطفال؛ باعتبارها متطلبًا مهمًّا لتنمية الشخصية والمهارات، كما تتضمن تقليدًا ثقافيًّا مفاده “على الأطفال أن يحذوا حذو آبائهم، ويتعلموا مهنة معينة لإعالة أُسَرهم، كما يُنظر إلى عمالة الأطفال كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم، كوسيلة لغرس الشعور بالمسؤولية وأسلوب حياة لدى الأطفال، وخاصة في المجتمعات الزراعية الريفية التي تعتمد على الكفاف.
5-تركات الاستعمار
تُرَدّ عمالة الأطفال في إفريقيا جزئيًّا إلى تركات وإرث الحقبة الاستعمارية في إفريقيا؛ حيث عملت سياسات الحكم الاستعماري في إفريقيا، بما في ذلك سياسات بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وهولندا، على ازدهار عمالة الأطفال؛ إذ تشير الأدبيات إلى تفضيل المسؤولين الاستعماريين أنماط الإنتاج التقليدية المنظمة بحسب القرابة في إفريقيا؛ أي توظيف الأسرة للعمل وليس البالغين في المزارع الزراعية الاستعمارية والمناجم وصناعات الخدمات المنزلية، وشمل ذلك توظيف الأطفال في هذه المستعمرات الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا كمتدربين بدون أجر مقابل تعلم حرفة. وكانت القوانين الاستعمارية البريطانية تعرض على السكان الأصليين ملكية بعض الأراضي الأصلية مقابل جعل عمل الزوجة والأطفال متاحًا لاحتياجات الحكومة الاستعمارية مثل المزارع، كما دفعت الضرائب الاستعمارية -مثل ضريبة الرأس (ضريبة على كل شخص)، بما في ذلك من كان في سن الثامنة-، الأسرة إلى إشراك أطفالها في النشاط الاقتصادي لدفع هذه الضرائب ودفع نفقات معيشته، كما كانت البعثات التبشيرية في إفريقيا الممتدة من زامبيا إلى نيجيريا تشترط عمل الأطفال مقابل التعليم الديني.
6-أنماط الإنتاج في إفريقيا
تُسهم أنماط الإنتاج وتركز الأنشطة الاقتصادية على القطاعات التقليدية مثل الزراعة والتعدين في تسارع وتيرة عمالة الأطفال وفي إفريقيا، تستقطب أنشطة وأنماط الإنتاج السائدة في إفريقيا الأطفال العاملين بصورة أكثر من غيرهم؛ ففي إفريقيا جنوب الصحراء؛ حيث يمثل الاقتصاد غير الرسمي نحو 62% من إجمالي الناتج المحلي، ويوفّر وظائف وفرص عمل لما يزيد عن 85% من السكان، أصبح الاقتصاد غير الرسمي هو البيئة الخصبة التي تنمو فيها عمالة الأطفال؛ حيث ينشط الأطفال كفاعلين رئيسين في أنشطة العمالة المنزلية والزراعة والتعدين الحرفي، ويقومون بالبيع في الشوارع مثل منتجات مثل الفول السوداني المسلوق والفواكه ورقائق البطاطس([13]).
ونظرًا لانتشار العمل والإنتاج الزراعي في إفريقيا مقارنة بالخدمات والصناعة؛ جاءت نسبة 85% من الأطفال العاملين في إفريقيا في قطاع الزراعة مقابل 11% و4% لقطاع الخدمات والصناعة على التوالي. وأيضًا، نظرًا لانتشار أنشطة التعدين الحرفي حد اعتماد 10 ملايين شخص في إفريقيا جنوب الصحراء بشكل مباشر أو غير مباشر على التعدين الحرفي؛ ارتبطت عمالة الأطفال الأفارقة بمناجم الذهب والمعادن والنحاس والكوبالت في الدول التي تنتشر بها أنشطة التعدين؛ فدولة مثل مالي -ثالث أكبر مُصدّر للذهب في إفريقيا- يعمل ما بين 20000 و40000 طفل في التعدين الحرفي وفي الكونغو الديمقراطية؛ حيث يمثل التعدين الحرفي 20% من إنتاج التعدين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تنتشر عشرات الآلاف من الأطفال في مواقع المناجم يوميًّا لدعم أسرهم في تلبية احتياجاتهم.([14])
7-تبعات الصراعات والنزاعات
تُعدّ الهشاشة الأمنية هي المعرقل الأول والرئيس لجهود التنمية والسلام، ومِن ثَم تُعتبر أحد المحفّزات الأساسية لعمالة الأطفال؛ فدوليًّا، يصل معدل عمالة الأطفال في البلدان المتأثرة بالنزاعات إلى ضعف المعدل العالمي تقريبًا، وهو ما تكشف عنه وقائع ونتائج الصراعات والاشتباكات في إثيوبيا والسودان والنيجر ومالي وإفريقيا الوسطى والصومال والكونغو الديمقراطية ودولة جنوب السودان، فوسط تلك الصراعات، تنشأ عمالة الأطفال كأحد نتائج عمليات الاقتتال والعنف والاشتباكات المسلحة في إفريقيا جنوب الصحراء التي تزيد الضغط على الأسر المشردة والنازحة إلى دفع أطفالها عمالة الأطفال، بل تجعل الأطفال عرضة وضحايا لأسوأ أشكال عمالة الأطفال من العبودية والاستغلال والاتجار والتجنيد والعمل القسري.([15])
وفي الكونغو الديمقراطية؛ يتعرض الأطفال لانتهاكات العنف والتجنيد والاختطاف مِن قِبَل أطراف الجماعات المسلحة.([16])
وفي الفترة من أبريل 2022م إلى مارس 2024م، أُجبر 4006 أطفال على الانضمام إلى صفوف الجماعات المسلحة، غالبًا عن طريق الاختطاف. وفي مارس 2025م، تم رصد أكثر من 400 طفل في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تم تجنيدهم مِن قِبَل جهات مسلحة في شهري يناير وفبراير 2025م، بعضهم في سن 14 عامًا، وبعضهم تم انتشالهم من المدارس والشوارع، واقتِيدُوا إلى الأدغال؛ لتدريبهم على استخدام الأسلحة رغمًا عنهم.([17])
8-قصور القوانين
رغم ما تبنته القارة -بمؤسساتها ودولها- من سياسات وخطط ومواد قانونية تحظر وتمنع عمالة الأطفال وتعالج آثارها، تبقى سياسات الدول الإفريقية بطيئة في قضائها على عمالة الأطفال مقارنة بمعدل انتشارها؛ إذ توثق الإحصاءات أن تحركات القارة الإفريقية لم تمنع معدلات عمالة الأطفال من الارتفاع المستمر منذ العام 2000م دون انخفاض حتى 2012م؛ لتبدأ القارة تسجل أولى نجاحتها في خفض معدلات عمالة الأطفال، وخلال الفترة 2020- 2024م، خفَّضت إفريقيا جنوب الصحراء معدل انتشار العمالة من 25% إلى 22% فقط، لكنها لا تزال تسجل أعلى معدل عالمي لعمالة الأطفال، ويرد التقدم البطيء في أحد جوانبه إلى قصور التشريعات والقوانين التي تعتمدها غالبية دول افريقيا جنوب الصحراء مثل إثيوبيا وبوتسوانا والكاميرون؛ فتشريعات الأولى لم تُجرّم بعد استخدام الطفل للاستغلال الجنسي التجاري، وتسمح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عامًا بالانخراط في أعمال خطرة، ولا تمتد حماية العمل الخطر إلى النسيج التقليدي، وهو مجال عمل توجد فيه أدلة على أن الأطفال يستخدمون آلات ومعدات وأدوات خطرة، ولا تضع سنًّا إلزاميًّا لإكمال التعليم، أما تشريعات الثانية فلا تضع حدًّا أدنى لسنّ التعليم الإلزامي، ولا تحدّد قائمة بأنشطة العمل الخطرة للأطفال.([18]) في حين أن تشريعات الثالثة لا تحظر استخدام الأطفال في أنشطة غير مشروعة أو تجنيدهم مِن قِبل جماعات مسلحة غير حكومية، ولا تُجرّم استخدام الأطفال في الدعارة أو استخدامهم أو عرضهم أو استغلالهم في عروض إباحية.([19])
ثالثًا: كيف تتداعى عمالة الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء اقتصاديًّا واجتماعيًّا؟
تنظر الرؤى الأكاديمية إلى نتائج وتداعيات عمالة الأطفال من ثلاث زوايا مختلفة؛ فزاوية تَعتبر عمالة الأطفال سيئة، وأخرى تعتبرها جيدة، وثالثة تعتبرها سيئة تمنع أسوأ. ويبدو أن الزاوية الأولى تميل إلى الجانب الأخلاقي الذي يتخوف من أسوأ أشكال عمالة الأطفال مثل الدعارة والتجنيد والعمل في الصناعات الخطرة أو المناجم، والزاوية الثانية، يبدو أنها تأتي متأثرة بالأطروحات الثقافية والمجتمعية التي تعتبر عمالة الأطفال متطلبًا مسبقًا من أجل تكوين خبرة واستقلالية وتنشئة اجتماعية ومكانة اجتماعية للأطفال، بينما تركز الزاوية الثالثة على الدوافع والنتائج الاقتصادية لعمالة الأطفال؛ فهي تعتبر أن بعض النشاط الاقتصادي من جانب الأطفال قد يكون ضروريًّا لبقاء الأسرة، فهو شرّ لا بد منه، وأقل خطورة من المرض أو الموت بسبب ضعف الدخل.
وفي إفريقيا جنوب الصحراء -كغيرها من نطاقات انتشار عمالة الأطفال-، تتعدد التداعيات الناجمة عن عمالة الأطفال على كافة الأصعدة، بما في ذلك الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية، وللإجابة عن الأسئلة التي أُثيرت حول مدى تداعي عمالة الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء اقتصاديًّا واجتماعيًّا، يمكن الإشارة إلى عدد من التداعيات والتهديدات التي تثيرها عمالة الأطفال على النحو التالي:
1-تخلف وتراجع الأداء الاقتصادي
تشير توقعات الأداء الاقتصادي إلى إمكانية تحقيق إفريقيا جنوب الصحراء نموّ اقتصادي بنحو 3.5% مع نهاية عام 2025م، على أن يتسارع أكثر ليصل إلى 4.3% خلال عامي 2026، و2027م([20]).
جدير بالذكر أن التركيبة العمرية لأطفال إفريقيا العاملين تنذر بتداعي خطر لعمالة الأطفال على قدرات إفريقيا الإنتاجية ومساهمتها في النمو الاقتصادي وزيادة ناتجها الإجمالي؛ فالمدقق للقارة الإفريقية، يجد أن 59% من أطفال إفريقيا العاملين هم من الفئة العمرية 5- 11 عامًا مقابل 26% و15% من الفئات العمرية 12- 14 عامًا و15- 17 عامًا، ويدرك أن الأطفال الأفارقة هم الأصغر من أيّ مكان آخر في العالم، وأن ما تحدثه عمالة الأطفال من آثار سلبية لأطفال إفريقيا اليوم، ينعكس بالضرورة على شبابها وقدراتها الإنتاجية مستقبلًا.([21])
فعمالة الأطفال تتوعد إفريقيا مستقبلًا بعمالة غير ماهرة وغير مُدرَّبة ومنخرطة في وظائف بدائية ومنخفضة الأجور وقليلة الاعتماد على التكنولوجيا والابتكار، وضعيفة البنية الصحية والبدنية، ومفتقرة لأساسيات التعليم والمهارات الأساسية، وجميع ما سبق هي عوامل لا يتمكن أطفال اليوم وشباب الغد من المساهمة بشكل منتج في الاقتصاد والتنمية، وهو ما يُهدّد وينذر بتراجع الأداء الاقتصادي، ويهدد الطموح الأول لأجندة إفريقيا الإنمائية “2063م”، وشعاره “إفريقيا مزدهرة قائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة”.([22])
2-تآكل الرأسمال البشري لإفريقيا
يعني رأس مال إفريقيا معرفتها ومهاراتها وقدراتها العلمية والمعرفية والصحية التي يكتسبها أفرادها طول حياتهم، مما يُمكّنهم من تحقيق كامل إمكاناتهم كأعضاء منتجين في المجتمع، وبدون رأسمالها البشري لا تتمكن إفريقيا من الحفاظ على نمو اقتصادي مستدام، أو امتلاك وقوة عاملة منتجة وقادرة على المنافسة.([23])
ويتفق المتابع أن الأطفال الأفارقة البالغين حاليًّا نحو 400 مليون طفل، والمقدرين مستقبلًا بنحو 1 مليار طفل بحلول 2055 هم مُكوّن رئيس لرأسمال إفريقيا البشري والاجتماعي، وهم عجلة القارة الدافعة نحو التنمية والتقدم وتحقيق أهدافها.( ([24]
وبذلك، يمكن القطع بأن عمالة الأطفال أحد العوامل المسؤولة عن تأكل وتراجع جهود تنمية القدرات البشرية لإفريقيا وعدم قدرة إفريقيا على الاستفادة من رأسمالها البشري، وقد يبدو ذلك واضحًا، عند الإشارة إلى بلوغ إفريقيا فقط درجة 0.4 على مؤشر رأس المال البشري الصادر عن البنك الدولي؛ أي أقل من المتوسط العالمي البالغ 0.57، وهذا يعني أن إنتاجية الأطفال المولودين في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لن تتجاوز 40% عند بلوغهم مما كان يمكن أن يكونوا عليه لو تمتعوا بصحة وتعليم كاملين.
3-تغذية الاسترقاق والعبودية وسوء المعاملة
دوليًّا، ينخرط 2 من كل 5 أي 54 مليون طفل في الأعمال الخطرة، ولا شك أن هؤلاء الأطفال هم الأكثر عرضة لأسوأ أشكال العمالة التي تشمل جميع أشكال العبودية أو الممارسات المشابهة للعبودية، مثل بيع الأطفال والاتجار بهم، بما في ذلك التجنيد القسري أو الإجباري للأطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة؛ والاستغلال الجنسي التجاري للأطفال، وفي الأنشطة غير المشروعة، ولا سيما لإنتاج المخدرات والاتجار بها؛ حيث توفر عمالة الأطفال الضارة والخطرة فرصة خصبة لتنامي جميع أشكال أسوأ العمالة.([25])
وفي نيجيريا؛ يشارك ما يقارب من 14 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين خمس وأربع عشرة سنة في شكل من أشكال النشاط الاقتصادي، وتظهر النتائج أن الأطفال يواجهون مجموعة متنوعة من التحديات في أنشطتهم اليومية، وأن طفلاً واحدًا من بين كل 10 أطفال تعرَّض للاغتصاب أو التحرش الجنسي أو الاعتداء في أثناء وجوده في الشوارع لبيع المواد الغذائية والفواكه.([26]) وفي إثيوبيا، ونتيجة انتشار عمالة الأطفال بها، يتم إجبار العديد من الأطفال الإثيوبيين كل عام على الخدمة المنزلية، أو في كثير من الأحيان، على تجارة الجنس أو العمل القسري في الحقول أو المناجم أو مصانع النسيج.([27])
4-تقويض التعليم وزيادة التسرب من المدارس
تتأكل أوقات الأطفال المخصصة للتعليم وتنمية المهارات العقلية والمعرفية؛ نتيجة انخراط الأطفال الأفارقة في العمل سواء بدوام جزئي أو بدوام كلي؛ حيث يقضي الأطفال أغلب أوقاتهم في العمل، ولا يتفرغون لتلقي التعليم، بل قد يتسربون ويتركون المدارس من أجل الذهاب إلى أعمالهم في الزراعة والمناجم، وعلى الصعيد الدولي، يكفي القول: إن 35% من الأطفال العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 5- 14 عامًا هم خارج المدرسة، وأن ما يقرب من ثلث الأطفال في سن التعليم الإلزامي الذين يعملون؛ يتغيبون عن الفصول الدراسية، وأن الأطفال العاملين أقل احتمالًا بنسبة تزيد عن 30% بالنسبة لإتقان مهارات القراءة والحساب والمهارات الأساسية مقارنةً بأقرانهم في نفس العمر الذين لا يشاركون في عمالة الأطفال.
وفي ضوء ذلك، يمكن الربط بين كون 26% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5- 17 عامًا عاملين في إفريقيا جنوب الصحراء، وبين كون 9 من كل 10 أطفال في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لا يستطيعون قراءة جملة بسيطة في سن الثانية عشرة، وهو ما يزيد بسبع مرات عن نظرائهم في أوروبا وآسيا الوسطى، ناهيك عن تسرب نحو 98 مليون طفل خارج المدارس([28]).
وبالنظر إلى تنزانيا، يتضح أن أكثر من ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5- 14 عامًا -أي: ما يقارب ثلاثة ملايين طفل-، يذهبون إلى العمل بدلًا من الالتحاق بالمدارس، ويعملون بدوام كامل في وظائف شاقة في المناجم أو المنازل، وفي منطقة غيتا، يرتبط 96% من حالات التغيب عن الدراسة بعمل الأطفال في التعدين والمحاجر وصيد الأسماك والعمل المنزلي. وبذلك تهدد عمالة الأطفال رصيد إفريقيا من قدراتها على التعلم وتحصيل المعرفة والتفكر، وتهدد هذه الظاهرة بتراجع قدرات إفريقيا العلمية والمعرفية.([29])
5-زيادة الأعباء الصحية
تعاني إفريقيا من 24% من أعباء الأمراض في العالم([30])، ويعي المدقق أنه في حال استمرار عمالة الأطفال ليس بمقدور القارة الإفريقية تحقيق طموحاتها الإنمائية وتطلعاتها إلى مستوى معيشة مرتفع وجودة حياة ورفاهية للجميع وإلى مواطنين أصحاء ومغذيين جيدًا ومنعمين برعاية صحية جيدة؛ حيث تُعدّ عمالة الأطفال مُهدِّدًا رئيسًا ومزمنًا للصحة في إفريقيا؛ فهي تُعرِّض الأطفال في مجال الزراعة للمواد الكيميائية والآلات الخطيرة وتجبرهم على القيام بمهام شاقة لفترات طويلة من الزمن في درجات حرارة شديدة، وتضطرهم في مجال التعدين إلى العمل في آبار عميقة تحت الأرض، لنقل أحمال ثقيلة من الصخور واستخدام مواد كيميائية سامة لفصل المعادن أو المعادن الثمينة عن الخام، وتجبرهم في الشوارع على التعرض لأبخرة العادم وخطر الانجرار إلى أنشطة غير مشروعة([31])، وهو ما يُؤثّر سلبًا بشكل مباشر على صحة الأطفال وسلامتهم، كما يحرمهم من حقهم في النمو ويُعرّضهم لمخاطر صحية مثل أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وتشوهات العمود الفقري. وقد وثقت التقارير الطبية العلاقة بين عمالة الأطفال وفرص الإصابة أمراض التسمم والالتهابات الجلدية وأمراض الرئة المزمنة والسرطانات والحروق والبتر والتشوهات الهيكلية وضعف السمع والبصر ووظائف المناعة وسوء التغذية، وقد قدّرت منظمة العمل الدولية أن هناك 2.78 مليون حالة وفاة مرتبطة بالعمل سنويًّا و374 مليون إصابة ومرض سنويًّا. ويقدر البنك الدولي أن 10% من جميع إصابات عمل الأطفال هي حوادث سحق وبتر وكسور.([32])
6-إحداث تشوهات نفسية وعقلية
يواجه الأطفال العاملون ضغوط المسؤوليات التي تقع على عاتق الكبار، ويتعرض العديد من الأطفال للاستغلال والإيذاء وظروف عمل غير آمنة، ويكتسبون عادات سيئة وغير سليمة، ويتعرضون للتنمر والمضايقات، وتنعكس عليهم آثار وتداعيات تُهدّد الصحة النفسية والعقلية والعاطفية؛ فكثيرًا ما تقترن عمالة الأطفال بأسباب زيادة الإصابة بمشاكل الصحة العقلية والتوتر المزمن واضطرابات القلق والعواقب النفسية طويلة الأمد وتدني تقدير الذات، وحدوث ضعف كبير في شخصية الطفل بشكل يؤثر على تكوين شخصيته وانعزاله وضعف روابطه مع الآخرين، وغالبًا ما يُفقد العمل القسري الأطفال ثقتهم بأنفسهم وقيمتهم الذاتية، ويمتد الضرر النفسي الناجم عن عمالة الأطفال إلى ما بعد مرحلة الطفولة، ليؤثر على الأفراد حتى مرحلة البلوغ. ويؤدي هذا إلى سلسلة من ردود الفعل التي تؤثر على الأسر والمجتمعات لأجيال والأطفال الذين ينشؤون في بيئات ضارة غالبًا ما يشعرون بالعجز والخوف وعدم الكفاءة. وقد تؤثر هذه المشاعر على أساليب تربيتهم وقدرتهم على توفير فرص أفضل لأطفالهم.([33])
7- إدامة الفقر وتدني مستوى المعيشة
غالبًا ما يفتقر الأطفال المنخرطون في عمالة الأطفال إلى الأسس التعليمية الأساسية التي تُمكّنهم من اكتساب المهارات وتحسين فرصهم في حياة عمل كريمة. إذا لم يتمكَّن الشباب من الحصول على عمل آمن، يتمتعون فيه بالحماية الاجتماعية والأجور العادلة والمساواة بين الرجال والنساء، فإن عمالة الأطفال تُؤدي إلى إدامة تضرُّر الأطفال، وتعزيز الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين الأطفال المتعلمين والأطفال العاملين.([34])
وختامًا، يمكن القول: إن عمالة الأطفال في إفريقيا، وفي القلب منها إفريقيا جنوب الصحراء، معضلة مزمنة. دون تجاوزها، لا يمكن تحقيق أيّ من طموحات إفريقيا الواردة في أجندتها الإنمائية “2063م” ذات الصلة بالنمو والتنمية والرفاهية والازدهار والصحة والتعليم والسلام والتنمية البشرية، وذلك لما تنتجه من تداعيات، تنذر إفريقيا بمزيد من التخلف الاقتصادي وتراجع قدراتها الإنتاجية والتعليمية وتآكل رأسمالها البشري والاجتماعي والمعرفي، وتسلب القارة قدراتها على الابتكار والتطوير والتقدم الاقتصادي، وتخلق بيئة خصبة لانتشار الجهل وإدامة الفقر وتفشي الأوبئة والأمراض الصحية والنفسية.
ولأجل إفريقيا خالية من عمالة الأطفال، تحتاج إفريقيا سواء مؤسسات أو دول القارة إلى تكثيف جهودها لمكافحة عمالة الأطفال على أن ينظر الاتحاد الإفريقي وأجهزته ذات الصلة بما في ذلك: اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب واللجنة الإفريقية لحقوق الطفل في نهج القارة لمواجهة عمالة الأطفال وتحديث خطة الاتحاد الإفريقي العشرية ذات الصلة، وإنشاء آلية إفريقية تعني برصد وإحصاء ظاهرة عمالة الأطفال في إفريقيا بصورة دورية، ودعم حكومات إفريقيا جنوب الصحراء تقنيًّا وفنيًّا بما يُمكّنهم من تنفيذ النهج القاري بشأن الحد من عمالة الأطفال، وإدراجه ضمن الخطط والتشريعات الوطنية، كما تحتاج حكومات إفريقيا جنوب الصحراء إلى ترقية برامج الحماية الاقتصادية والاجتماعية لتشمل الأطفال القابعين في النطاقات المتأثرة بالصراع وتغير المناخ والفقر والنزوح، كما تحتاج إلى تدشين حملات توعوية وتثقفية لتصحيح الصورة النمطية الخاطئة التي تعتبر عمالة الأطفال بديل للتعليم وسبيل لتعزيز الدخول.
……………………………………..
[1]World Day Against Child Labour12 June: 2025: Progress is clear, but there’s more to do: let’s speed up efforts! UN, access ate July 2025, https://bitl.to/4txQ
[2] Child labor: Facts, FAQs, and how to help, World Vision, access ate July 2025, https://bitl.to/4txR
[3] – تعهّد العالم بإنهاء عمالة الأطفال بحلول 2025م: فلماذا لا يزال 138 مليون طفل يعملون؟، الأمم المتحدة، يونيو 2025م، https://news.un.org/ar/story/2025/06/1142286
[4]Despite progress, child labour still affects 138 million children globally, ILO, 11 June 2025, https://bitl.to/4ugs
[5] Child labor on the rise, ILO says, UNICEF, 12 juin 2023, https://www.dw.com/en/child-labor-on-the-rise-ilo-says/a-65894251
[6] Child labor on the rise, ILO says, D&W, June 12, 2023, https://bitl.to/4txU
[7]How child labour affects children around the world, CHILDFUND, June 11, 2021, https://bitl.to/4txV
[8]New report shows an estimated 35 million children in Africa are without parental care, SOS, 10 November 2023, https://shorter.me/VRKQ9
[9] Escaping child labor in Tanzania, AFD, February 7 2025, https://www.afd.fr/en/escaping-child-labor-tanzania
[10]Education Cannot Wait Interviews Professor Mohammed Belhocine, Commissioner for Education, Science, Technology and Innovation within the African Union, RW, March 2024, https://shorter.me/rAOA6
[11] Climate change profoundly affects child labour, ILO research finds, ILO, 1 December 2023, https://bitl.to/4txY
[12] – البنك الإفريقي للتنمية، تقرير جديد يُظهر الحاجة إلى مزيد من الإجراءات إذا أرادت إفريقيا تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخطة 2063، https://www.afdb.org/ar/akhbar-wa-ahdath/balaghat-sahafyah/57440
[13]Formalizing Africa’s Informal Sector Through the AfCFTA: An Opportunity for Economic Transformation, JPIA, Sept. 11, 2023, https://bitl.to/4ugv
[14] DRC: Cobalt mines, child labour and the green transition, Save the Chlidren, November 2024, https://bitl.to/4txZ
[15] back to newsWhy does child labour happen? Here are some of the root causes, ECLT, https://www.eclt.org/en/news/child-labour-causes
[16] UNICEF DR Congo Humanitarian Situation Report No. 4 (Upsurge in Conflict), 30 April 2025, https://gogl.to/3faP
[17] UN experts urge immediate action to protect children against trafficking for recruitment and use in hostilities in DRC, 26 March 2025, https://gogl.to/3fad
[18] Child Labor and Forced Labor Reports “: Botswana, Bureau of International Labor Affairs, https://www.dol.gov/agencies/ilab/resources/reports/child-labor/botswana
[19] Child Labor and Forced Labor Reports: Cameroon, access date July 2025, https://www.dol.gov/agencies/ilab/resources/reports/child-labor/cameroon
[20] The World Bank in Africa, The World Bank, Access date July 2025, https://www.worldbank.org/en/region/afr/overview
[21] Statista, African countries with the highest Gross Domestic Product (GDP) in 2024, 24 April 2025, https://l.muz.kr/ND6
[22] Our Aspirations for the Africa We Want, AU, Access date 27 May 2025, https://l.muz.kr/BbN
[23] À propos du Projet pour le capital humain, banquemondiale, access date July 2025, https://bitl.to/4ugz
[24]The situation of children in Africa, WWO, access date July 2025, https://worldwithoutorphans.org/about/africa
[25] Modern slavery – The slave children of the 21st century, Humanium, June 19, 2015, https://bitl.to/4uh3
[26] Why Nigerian women in Oyo state use child domestic workers, the Conversation, October 27, 2019, https://bitl.to/4txX
[27] Realizing Children’s Rights in Ethiopia, Humanism, Access February 27, 2024, https://shorter.me/tl0wJ
[28] A generation left behind: Number of out-of-school children in Africa still on rise, development Aid, Jan 7, 2025, https://bitl.to/4uh4
[29] Tanzania can’t stop child labor without fixing its school system, the conversation, March 30, 2016, https://bitl.to/4txc
[30] Celebrating 75 years of commitment to public health in Africa, WHO, https://l.muz.kr/RyE
[31] UN calls for faster action on child labour as world misses goal of ending the practice by 2025, ILO, 15 May 2025, https://bitl.to/4txb
[32] DRC: Cobalt mines, child labour and the green transition, Save the children, 4 Nov 2024, https://bitl.to/4txZ
[33] The long-term effects of child labour on mental and physical health, UKCRY, January 9, 2025, https://bitl.to/4uhF
[34] New report shows an estimated 35 million children in Africa are without parental care, SOS, 10 November 2023, https://shorter.me/VRKQ9