بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

نجَح الجنرال “بريس أوليجي نجيما”، الذي أنهَى حُكم الرئيس السابق “علي بونجو”، وأطاح بسلالته في أغسطس 2023م، بالفوز في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الجابون بنسبة تقارب 95% من الأصوات، وذلك في 12 أبريل 2024م. ويُعدّ انتخابه حدثًا تاريخيًّا بالنسبة للجابون منذ استقلالها عن فرنسا؛ وذلك لكونه أول رئيس يأتي للبلاد من خارج عائلة بونجو.

يُمثّل انتخاب الرئيس “بريس أوليجي” إعلانًا عن انتهاء المرحلة الانتقالية ودخول البلاد مرحلة رئاسية جديدة تستمر سبع سنوات. خلال الفترة الانتقالية، ساد ترقُّب وحذر بشأن السياسات التي قد يتَّخذها “أوليجي” عندما كان رئيسًا انتقاليًّا للبلاد، لا سيما السياسات الخارجية، وذلك مِن قِبَل الدول الغربية التي تمتلك مصالح في البلاد، وتسعى للحفاظ عليها.

وفور الإعلان عن إزاحة “بونجو”، تنوَّعت المواقف الدولية من جانب الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي؛ حيث اتسمت بالحرص على مراقبة الأحداث على الأرض والتوجُّه نحو حماية مصالحها، بغضّ النظر عن طبيعة النظام السياسي في الغابون وخلفيته.

ولذلك، فإن قضايا السياسة الخارجية المتعلّقة بهذه الدول قد حظيت خلال السنوات الأخيرة باهتمام واضح مِن قِبَل مسؤوليها ومُفكّريها، خاصةً بعد الانقلابات التي شهدتها دول عديدة في القارة، والتي نتج عنها تبنّي هذه الدول سياسات خارجية تقارُبية تجاه المعسكر الروسي ورفض المعسكر الغربي. الأمر الذي يعني أن الرؤية الخاصة بسياسة “أوليجي” الخارجية هي موضع اهتمام قويّ إقليميًّا ودوليًّا، وهو ما تسعى هذه المقالة للإجابة عنه.

أولًا: المبادئ الأساسية لرؤية “نجيما” للسياسة الخارجية

تنطلق مُحدّدات السياسة الخارجية للرئيس الجابوني، “برايس أوليجي نجيما”، من تحرُّكاته التي اتسمت بها الفترة الانتقالية. فقد استند خطابه السياسي خلال تلك الفترة إلى ثلاث ركائز أساسية مترابطة، هي:

• إعادة تموضع الجابون على الساحة الدولية كشريك متعاون، ولكن بصورة مستقلة.
• التحرُّر من التبعية التقليدية.
• انتهاج التعددية في سياسة البلاد الخارجية.

وقد تُرجم هذا الخطاب إلى ثلاثة أهداف رئيسية، هي:

• طمأنة شركائه الإقليميين والدوليين عبر التأكيد على التزامه بالديمقراطية والتعاون المشترك.
• الدفاع عن مشروعية الإجراءات التي اتخذها من خلال الترويج لنَهْج دبلوماسي تعاوني.
• تعزيز استقلال القرار السياسي بما يَمْنحه هامشًا أوسع في التفاوض.

لذلك، يرى “أوليجي” أن وصوله إلى الرئاسة يمثل استكمالًا لما قد بدأه خلال الفترة الانتقالية، وهو نهجٌ يمكن أن يستمر خلال فترة رئاسته الأولى، وسعيه نحو “تصفير” أيّ مشكلات أو خلافات في سياسة الجابون الخارجية.

وبشكل عام، تستند مبادئ السياسة الخارجية للرئيس “نجيما” إلى المحاور التالية:

 1- تنويع الشراكات الإستراتيجية والدبلوماسية:

أعلن “نجيما” أن على الجابون انتهاج سياسة خارجية ترتكز على التعاون متعدد الأقطاب، ما يضع البلاد في موقع الشريك الفاعل لا التابع، في تعاملها مع قوى كبرى مثل فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وهذه الرؤية لا تقتصر على مجرد إدارة العلاقات الدولية فحسب، بل يَعتبرها “نجيما” تحوُّلًا إستراتيجيًّا في الدور الدبلوماسي للبلاد، يجعل منها طرفًا فاعلًا ومؤثرًا في الملفات الإقليمية والدولية؛ وهو ما يعكس رؤية ترتكز على مبادئ السيادة، والتوازن، والانفتاح المدروس على الشراكات العالمية.⁽[1]⁾

لذلك، شهدت فترة إدارته الانتقالية محاولات لتعزيز سياسته الخارجية عبر إستراتيجية دبلوماسية متقدّمة؛ بدأت بحضوره قممًا دولية كبرى، مثل قمة COP28 والقمة السعودية-الإفريقية، بالإضافة إلى لقاءاته مع ممثلي قوى كبرى كفرنسا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والصين. وقد اقترنت هذه التحركات بتعهدات علنية بإعادة الحكم المدني وتنفيذ إصلاحات ديمقراطية شاملة؛ الأمر الذي ظهر في محاولات بأن تمنح الجابون مصداقية لدى الشركاء الدوليين، ويزيد من فرص الاستثمار الخارجي.

ويدرك “نجيما” أهمية إدارة العلاقات التقليدية بحذر، خصوصًا مع فرنسا التي يرتبط بها تاريخ طويل من النفوذ في الغابون؛ حيث يحاول الحفاظ على العلاقات الاقتصادية والثقافية دون إثارة الحساسيات المرتبطة بالتدخل الأجنبي. ويشمل ذلك السعي لإعادة التوازن في العلاقة الفرنسية-الجابونية دون التفريط بالمكاسب الإستراتيجية الناتجة عنها، والتي من بينها تحويل قاعدتها العسكرية الفرنسية إلى معسكر تدريب للقوات الجابونية.

وبناءً على ذلك، ولتحقيق هذا التوازن وامتصاص حالة الغضب الشعبي من النفوذ الفرنسي، اتجه “أوليجي” نحو تعميق العلاقات مع الصين، والالتزام بتعزيز الشراكات الإستراتيجية الثنائية. كما حافظ خلال المرحلة الانتقالية على علاقات “ليبرفيل” مع الغرب؛ بهدف تعزيز حسن النية.

أيضًا، في ظل قيادته للمرحلة الانتقالية، وسَّعت الجابون سلكها الدبلوماسي؛ حيث استقبلت بعثات دبلوماسية وسفراء جُدُدًا بلغ عددهم خلال عامين عشرين سفيرًا، ستة منهم معتمدون لدى الدولة، إلى جانب افتتاح سفارات جديدة، بما في ذلك سفارة للمملكة المتحدة والهند. ويأتي ذلك في ظل توقعات بأن تتخذ دول أخرى، وعلى رأسها صربيا والإمارات، خطواتٍ مماثلة نحو تعزيز حضورها الدبلوماسي.⁽[2]⁾

2- تنويع الاقتصاد عبر الشراكات الخارجية:

في خطابٍ يُشير إلى تبنّي سياسة خارجية تسعى لإظهار الغابون كقوة فاعلة ذات سيادة، أقل خضوعًا للتأثيرات الخارجية، وأكثر حزمًا في تعاملاتها الدولية، وبخاصة الاقتصادية. فقد أعرب الرئيس الجابوني، في أول مقابلة له عقب إعلان فوزه في الانتخابات، عن تطلُّعه لاستعادة كرامة الشعب الجابوني على الساحة الدولية.⁽[3]⁾

ورثت الإدارة الجديدة اقتصادًا يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط والموارد الطبيعية الخام، ويُثقله دَيْنٌ مرتفع. لذلك، يُتوقَّع أن يكون الملف الاقتصادي على رأس أولويات سياستها الخارجية، وذلك من خلال إطلاق مبادرات لجذب الاستثمار، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، والسعي لإبرام اتفاقيات تجارية مُيسَّرة، واستقطاب استثمارات أجنبية^([4]).

كما تسعى الإدارة إلى تنويع الاقتصاد عبر سياسة خارجية تُعطي الأولوية للسيادة الاقتصادية، وإقامة شراكات عادلة في مجال الموارد مع المستثمرين الخارجيين على أساس المنفعة المتبادلة. علاوةً على ذلك، يبدو أن هناك توجّهًا سياسيًّا نحو تأميم الأصول النفطية للبلاد⁽[5]⁾، والتوجه نحو عودة شركة الأخشاب الوطنية في الجابون إلى سيطرة الدولة، هذه الخطوات تهدف لتفعيل السياسة الرامية نحو التنويع الاقتصادي إلى جانب التأكيد على مبدأ إدارة الدولة لاقتصادها مع شركات خارجية.^([6])

3- تعزيز الحضور الإقليمي والدور الأمني:

نجح “نجيما” خلال الفترة الانتقالية في رفع العقوبات التي فرَضها الاتحاد الإفريقي، وعودة بلاده إلى المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا (إيكاس)؛ الأمر الذي سيفتح الباب أمامها للمشاركة بشكل كبير في المناقشات والمبادرات الإقليمية. فلقد حرص الرئيس الجابوني خلال تلك الفترة على الانخراط بنشاط مع القادة والمنظمات الإقليمية في إفريقيا، وحافَظ على المشاركة في القمم والاجتماعات مع قادة دولٍ مثل الكونغو الديمقراطية، والكاميرون، ورواندا.

وفي ذات السياق، فإن الجابون من الدول التي يمكنها أن تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز التعاون الإقليمي في وسط القارة؛ فعلى سبيل المثال، سعى الرئيس الجابوني إلى تعزيز علاقات بلاده مع الرئيس السنغالي، باسيرو ديوماي فاي، لصياغة إستراتيجية للتعاون الإقليمي في غرب ووسط القارة، تتجاوز الانتماءات التقليدية. تركز هذه الشراكة على تعزيز التعاون في مجالات مثل الأمن، والتجارة، والحوكمة، سعيًا في نهاية المطاف إلى الارتقاء بدور كلٍّ من البلدين في الدبلوماسية الإفريقية، والتأثير على السياسات القارية الأوسع.^([7]) كما تسعى الجابون إلى الاستفادة من عضويتها في (الإيكاس) لترسيخ هذا الدور؛ حيث تُعدّ نقطة ارتكاز للتكامل الاقتصادي والسياسي في المنطقة.

وفي سياق متصل، تُعتبر المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (سيماك)، التي تندرج ضمن إطار المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا (إيكاس)، من أبرز الأُطُر التي تعمل بكفاءة نسبية في القارة، وهو ما يفتح المجال أمام الجابون أيضًا للمساهمة في تعزيز هذا النجاح وتوسيع نطاقه، من خلال الدفع نحو تسهيل حرية تنقل الأشخاص أولًا، كمدخل حيوي لتيسير حركة البضائع والخدمات لاحقًا^([8]).

4- محاذاة الجنوب العالمي

في سياق الرؤى السياسية للجنوب العالمي هناك آراء تشير لتوافق بين توجهات السياسة الخارجية للرئيس الجابوني ” نجيما” مع الأهداف الأوسع لدول مجموعة البريكس، التي تدعو إلى التقدم وتحقيق العدالة الاقتصادية في العلاقات الدولية.⁽[9]⁾

مما يعني أنه قد يتجه مستقبلًا نحو الانضمام لهذا التكتل العالمي خاصةً أن الجابون تمتلك موقعًا إستراتيجيًّا ومقدرات اقتصادية تُمكّنها من أن تلعب دورًا إقليميًّا ومحورًا استثماريًّا يُعزّز وجود التكتل في غرب القارة، وهو ما يُشكّل فرصة للرئيس “نجيما” لكي يطرح نفسه داخليًّا وخارجيًّا.

من جهة أخرى، تسعى الجابون لأن تطرح نفسها كمركز ثِقَل إستراتيجي في خليج غينيا وإفريقيا الوسطى، ما يمنحها قيمة تفاوضية عالية في علاقاتها مع القوى الكبرى. إلى جانب ذلك فإن الرئيس الجابوني من المرجّح أنه سيتجه نحو إقامة علاقات قوية مع دول مثل جنوب إفريقيا والمغرب^([10])، إلى جانب تقارُبه مع السنغال ومصر لتعزيز الاستقرار الإقليمي والتكامل الاقتصادي؛ لإعادة تشكيل الدبلوماسية الإقليمية.

وفي السياق الأمني أيضًا من المرجَّح أن يضع الجوانب الأمنية ضمن محاور سياسته الخارجية؛ نظرًا لموقع الجابون في وسط إفريقيا في ظل منطقة تعاني من مشكلات أمنية وقضايا إرهاب فإن التعاون الأمني الجابوني مع الدول الغربية ودول الجوار سيكون محورًا مُهمًّا في سياسة الرئيس الجديد. فغياب أيّ أعمال إرهابية أو عنف داخل البلاد يمثل نجاحًا أمنيًّا يمكن أن تُعزّزه الخلفية العسكرية للرئيس الجديد عبر الدبلوماسية الأمنية، مما يُعزّز من الشراكات الأمنية المتنوّعة في ظل المصالح الدولية لدول روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة في منطقة خليج غينيا^([11]).

ثانيًا: التحديات المتوقعة

تبنّت الجابون سياسة خارجية تهدف إلى تحقيق توازن في العلاقات مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، الصين، فرنسا، وروسيا، مع تعزيز الاستقرار الإقليمي في وسط إفريقيا. وتكتسب هذه المقاربة سلاحًا ذا حدين في ضوء التنافس الجيوسياسي المتصاعد في القارة الإفريقية، خاصةً بمنطقة الساحل وغرب القارة، مما يضع البلاد في مفترق طرق بين مصالح دولية متنافسة وتحديات داخلية. ولذلك هناك مجموعة من التحديات التي يمكن أن تؤثر في شكل السياسة الخارجية للرئيس الجابوني بناء على هذه المقاربة، كالتالي:

1- تحدّي الشرعية السياسية للرئيس داخليًّا:

رغم إعلان الرئيس الجابوني عن الالتزام بالمبادئ الديمقراطية في خطابه الخارجي؛ لتعزيز علاقاته الدولية وجذب الاستثمارات؛ إلا أن هناك استياءً ومخاوف شعبية وتخوفات من بقايا نظام بونجو في النظام السياسي، والذي عبّر عنه نحو (80%) من المواطنين في استطلاع حديث حول مستقبل الديمقراطية في الجابون وعدد من الدول الإفريقية؛ حيث كشفت النتائج عن أن هناك فجوة بين الخطاب والممارسة في الجابون وعدد من الدول الأخرى^([12]).

هذا التناقض، إلى جانب النفوذ المتجذر للتيارات المناهضة للديمقراطية من بقايا نظام بونجو داخل مؤسسات الدولة، يُضْعِف من مصداقية النظام السياسي في أعين الشركاء الدوليين. ونتيجة لذلك، فإن هذا التخوف الداخلي المرتبط بالواقع الخارجي قد يدفع لتأجيل حصول البلاد على استثمارات طويلة الأمد، في ظل تخوف المستثمرين من هشاشة المناخ السياسي. لذا، على القيادة الجديدة أن تُثْبِت مصداقيتها من خلال تنفيذ إصلاحات شفافة وممارسات فِعْلية، تساعد على حلّ القضايا الاقتصادية.

2– تحدي تحقيق التوازن الخارجي:

من المرجّح أن تُواجه السياسة الخارجية للرئيس “برايس أوليجي نجيما” تحديات في سعيه لتحقيق التوازن في علاقاته مع القوى الغربية من جهة والصين وروسيا وغيرها من جهة أخرى. هناك آراء ترى بأن كل ما حدث في أغسطس 2023م هو بمثابة “انقلاب القصر”^([13])، بصياغة فرنسية غربية أمريكية، ويستدل أصحاب هذا الاتجاه بأن العلاقات لم تتغير مع فرنسا والغرب بعد إزاحة “علي بونجو”، وبالتالي فإن السياسة الخارجية للدولة لن تتغير في إطار وجودها في داخل الفلك الغربي، وبخاصة فرنسا، في ظل الحديث عن تقارير أمريكية تتحدث عن أن هناك شُبهات فساد تلحق بالرئيس “نجيما”، وبأنه إحدى الشخصيات المعروفة باستغلال السلطة لتحقيق مكاسب شخصية؛ مما يعني أن هذه الملفات قد تُستخدم من خلف الكواليس للضغط عليه مستقبلًا^([14]).

3- الاعتماد على الاقتصاد التقليدي:

تواجه الجابون، شأنها شأن دول وسط إفريقيا الأخرى، تحدياتٍ جسيمة تتعلق بالحوكمة والتوزيع العادل لمواردها الطبيعية. تاريخيًّا، اتسمت المنطقة بسوء إدارة الثروات من مواردها الوفيرة، مما أدَّى إلى غياب التنمية المستدامة، مما جعل الجابون تعتمد على الصناعات الاستخراجية، وبخاصة النفط الذي لا يزال يمثل عقبة أمام بناء سياسة خارجية اقتصادية قائمة على التنويع الاقتصادي، فعلى سبيل المثال حاولت الحكومة خلال الفترة الانتقالية العمل على تعزيز سياسة توسعية لدعم الأعمال التجارية، وخلق فرص عمل من خلال تعزيز العلاقات الخارجية اقتصاديًّا، ونجحت في تحقيق معدل نمو اقتصادي بنسبة (2.9%) في عام 2024م إلا أنه اعتمد بشكل كبير على استخراج الموارد الطبيعية وصادرات البلاد من المواد الخام كالنفط والأخشاب.

بالإضافة إلى ذلك تعاني البلاد من ارتفاع في مستوى البطالة لمستوى يصل إلى (40%)، وارتفاع حجم الدين العام إلى ما يقارب (80%)، الأمر الذي يدفع الحكومة لتأجيل بعض المشروعات أو الاستثمارات التي تؤتي ثمارها على المدى الطويل^([15])، بالإضافة إلى أن البلاد تعاني من نقص في البنية التحتية القوية التي تمثل عاملًا قويًّا في الجذب الاستثماري. ولهذا، فإن معالجة هذه القضايا بشكلٍ فعَّال سيكون أمرًا حاسمًا لاستقرار البلاد وازدهارها في المستقبل في سياق علاقاتها الخارجية المتطورة.

وفي الختام، على الرغم من أنه للمرة الأولى منذ عام 1967م يُصبح للجابون رئيس من خارج عائلة بونجو؛ إلا أن الشكوك حول طبيعة هذا النظام وهل هو حقًّا نظام سياسي جديد أو إعادة إنتاج لنظام بونجو قد تكون عاملاً مؤثرًا على طبيعة المشهد السياسي في البلاد.

ولكن بشكل عام يمكن القول: إن نجاح السياسة الخارجية للرئيس “بريس أوليجي نجيما” في تحقيق التوازن ما بين الداخل والخارج، وحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت من بين الأسباب التي دفعت بإزاحة الرئيس “بونجو” من السلطة، تتوقف على مدى قدرة القيادة الجديدة في إدارة التوازن ما بين التحالفات التقليدية الاستعمارية والتحالفات الجديدة مع الصين أو روسيا و(دول البريكس) ضمن رؤية قائمة على التنويع الإستراتيجي وتقليل التبعية، وإذا نجحت في ذلك فإن هذا قد يُمكّنها من لَعِب دور محوري في وسط القارة على أقل تقدير.

…………………………………………………….

[1] Paul Melly, Why Gabon’s coup leader is bucking a trend by embracing democracy, BBC, 10 April 2025,at: https://2u.pw/Ro7lk

[2] Gabon military leader Brice Oligui Nguema secures win in presidential election, times of india, Apr 14, 2025,at: https://2u.pw/VyXmr

[3] Gabon military leader Brice Oligui Nguema wins presidential election, Aljazeera, 13 Apr 2025,at: https://2u.pw/15wld

[4] Gabon votes in first presidential election since the 2023 coup, Aljazeera, 12 Apr 2025,at: https://2u.pw/7liip

[5] Nosmot Gbadamosi, Coup Leader Wins Gabon’s Presidential Election, foreign policy, April 16, 2025,at: https://2u.pw/kgZee

[6] Brice Oligui Nguema :Une Transition Qui Remet le Gabon sur les Rails du Développement, Afrique confidentielle, 21 février 2025, https://2u.pw/j6EHY

[7] Senegal and Gabon strengthen ties to reshape regional influence, The West Africa Democracy Radio (WADR),at: https://2u.pw/Tu2Te

[8] Oligui Nguema: A breakthrough or continuity for Gabon?, africanews, 23/04,at: https://2u.pw/fQQHB

[9] Foreign Ministry Spokesperson Guo Jiakun’s Regular Press Conference on April 30, 2025, Ministry of Foreign Affairs, April 30, 2025, May 5, 2025 ,at: https://2u.pw/ZsDW2

[10] « Au Gabon, le système a changé de visage, mais nul ne sait encore s’il a changé de nature », lepoint, 03/05/2025, https://2u.pw/TBhX6

[11] Nosmot Gbadamosi,op.cit.

[12] Michael Pauron, Beyond “sentiment,” the reasons for France’s rejection in Africa, afriquexxi, 13 November 2024,at: https://2u.pw/fiSQv

[13] Gyldas A. Ofoulhast-Othamot, Gabon coup: Bongo’s rule ended by failed promises and shifting, alliances, the conversation, September 1, 2023,at: https://2u.pw/6QSodzVG

[14] – حبيب الله مايابي، الحوار الوطني في الغابون.. هل يُصلح ما أفسدته عائلة بونغو؟، الجزيرة، 2/4/2024م، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/qIQdZ

[15] Gabon’s new president faces tough economic challenges, punchng, 6th May 2025, at: https://2u.pw/ie57I