قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    عين على إفريقيا (18-27 ديسمبر 2023م): إفريقيا بين التطلع لدور دوليّ والأزمة الاقتصادية وحلول الشراكات

    التأشيرات الذهبية في إفريقيا جنوب الصحراء: آلية جديدة لجذب الاستثمار

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    انقسام حكومة جنوب إفريقيا بشأن اتفاقية تأشيرة أوكرانيا

    التوغُّل الأوكراني في إفريقيا: أدواته وتداعياته على منظومة الأمن والاستقرار في القارة

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    مقارنة في مسارات الانتقال السياسي بدول الساحل: النيجر دراسة حالة

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    الجنايات الدولية تعتزم إغلاق مكتبها في الكوت ديفوار خلال 2025

    انسحاب دول الساحل من المحكمة الجنائية الدولية: ما أسباب الجدل المستمر حول دورها وشرعيتها؟

    البحرية السنغالية توقف قاربين للمهاجرين يحملان 272 شخصا

    ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

    البنك الدولي يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء

    التضخم في إفريقيا: أحدث توصيات البنك الدولي تحت المجهر

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    منظمة حقوقية تتهم شرطة أنجولا بارتكاب أعمال قتل وانتهاكات

    تصاعد الاحتجاجات في أنغولا تعكس تراجعًا تاريخيًّا في تأييد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    عين على إفريقيا (18-27 ديسمبر 2023م): إفريقيا بين التطلع لدور دوليّ والأزمة الاقتصادية وحلول الشراكات

    التأشيرات الذهبية في إفريقيا جنوب الصحراء: آلية جديدة لجذب الاستثمار

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    انقسام حكومة جنوب إفريقيا بشأن اتفاقية تأشيرة أوكرانيا

    التوغُّل الأوكراني في إفريقيا: أدواته وتداعياته على منظومة الأمن والاستقرار في القارة

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    مقارنة في مسارات الانتقال السياسي بدول الساحل: النيجر دراسة حالة

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    الجنايات الدولية تعتزم إغلاق مكتبها في الكوت ديفوار خلال 2025

    انسحاب دول الساحل من المحكمة الجنائية الدولية: ما أسباب الجدل المستمر حول دورها وشرعيتها؟

    البحرية السنغالية توقف قاربين للمهاجرين يحملان 272 شخصا

    ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

    البنك الدولي يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء

    التضخم في إفريقيا: أحدث توصيات البنك الدولي تحت المجهر

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    منظمة حقوقية تتهم شرطة أنجولا بارتكاب أعمال قتل وانتهاكات

    تصاعد الاحتجاجات في أنغولا تعكس تراجعًا تاريخيًّا في تأييد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

إفريقيا في خريطة الفينيسي فرا ماورو Fra Mauro (1460م)

د. محمد عبد الكريم أحمدبقلم د. محمد عبد الكريم أحمد
مارس 26, 2025
في قراءات تاريخية, مميزات
A A
إفريقيا في خريطة الفينيسي فرا ماورو Fra Mauro (1460م)

“لقد بات العالم أجمع مضمارًا لعمل صانع الخرائط الفينيسي فرا ماورو”

جيمس كوان- رواية “حلم صانع خرائط”([1])

لم تكن مدينة البندقية (فينيسيا) الإيطالية غائبة عن حركة الكشوف الجغرافية التي ارتادتها البرتغال في القرن الخامس عشر، وكما كان لهذه الحركة تداعيات على موقع البندقية وعالم البحر المتوسط في نظام التجارة العالمية، فإن هذا العالم نفسه كان رافدًا حقيقيًّا ومهمًّا لتطور المعرفة “البرتغالية” بأعالي البحار ومجمل حركة الكشوف التي استمرت قرونًا عدة. واستقبلت البندقية، وبقية مدن إيطاليا في عصر النهضة بشكل أبرز، عددًا من “مسيحيي الشرق” ممن نقلوا معهم معارف وعلومًا تم تطويرها في ظل ظروف مواتية.

ومن هؤلاء يبرز اسم رسَّام الخرائط الشهير “فرا ماورو Fra Mauro” الأرمني الأصل، والذي تمكَّن في العام 1460م تقريبًا من وضع خريطة مذهلة -بمقاييس معرفة ذلك العصر- للعالم. جسَّدت خريطته معرفة أكبر بإفريقيا، ولا سيما شرقها، وفي القلب منه مملكة “القديس يوحنا” التي قصد بها الحبشة أو دولة إثيوبيا الحالية وتخومها.

البندقية وكشف العالم: عملية مستمرة؟

ثمة مفارقة تاريخية ملحوظة في وضع خريطة فرا مارو في نفس عام وفاة الأمير هنري الملاح (1460م)، بعد أن وصل البحَّارة البرتغاليون بالفعل منذ عقود لجزر كيب فيرد، ويمرون منها إلى سيراليون. وعند هذه المرحلة توجَّهت السياسة البرتغالية إلى نقطة تحوُّل مهمة بهدف ريادة طريق التجارة الأوروبية إلى الهند للسيطرة على تجارة التوابل عند مصدرها مرورًا بالسواحل الإفريقية. وجرت مشاورات، في سياق هذه الإستراتيجية، بين لشبونة وأهم منافسيها: البندقية وفلورنسا، اللتين كانتا تهتمان أيضًا بالتجارة.

ومن الواضح بدء البحارة في شبه الجزيرة الأيبيرية (منذ مطلع القرن الخامس عشر) السفر المكثّف إلى الشرق ثم العودة بروايات مفصلة عن رحلاتهم الموسعة أدَّت إلى تراكم معرفة دقيقة عن الشرق وأحواله ومسارات الوصول البحري له. وعلى سبيل المثال نعرف مِن نقش على خريطة مارتن بيهايم M. Behaim بتاريخ العام 1492م عودة بارثولوميو الفلورنسي من رحلات موسعة في الشرق في العام 1424م، وأنه ربط تجارته بالبابا يوجين الرابع Eugene IV. وأن التجارة كانت تنقل للتجار المسلمين عند عدن، والذين كانوا يقومون بدورهم بنقلها إلى القاهرة والإسكندرية على امتداد طريق وصفه ماركو بولو Marco Polo، ثم يتولى تجار إيطاليون، وأغلبهم من البنادقة، نقلها إلى البندقية وحملها عبر جبال الألب إلى فرانكفورت و”البلاد المنخفضة”. وبعدها بنحو 20 عامًا قدم رحالة آخر عائد من الشرق وهو نيقولو كونتي Nicolo Conti -الذي تنكَّر في زي تاجر فارسي- سردًا مفصلًا لما رآه خلال سنوات إقامته الطويلة في الشرق، ووضع نصّ هذه المشاهدات في مؤلف بعنوان “بوجيو براتشيوليني  Poggio Bracciolini” الذي سجّل نتائج رحلات كونتي في حولياته.

وشملت زياراته طرق التجارة من هرمز إلى ساحل المالابار وجنوبي الهند، ثم إلى جاوا، ومن مصادر مماثلة لكونتي تمكَّن “كوزموجرافيون” cosmographers (علماء جغرافيا الكون) مثل باولو توسكانيلي Paolo Toscanelli ورسامو خرائط مثل فرا ماورو من مورانو Fra Mauro of Murano من إرساء تصوُّر أكثر دقة للأراضي الشرقية، وتمرير المعلومات إلى البرتغاليين.

وخلال السنوات 1456-1460م كان فرا ماورو يتلقَّى راتبًا من التاج البرتغالي خلال عمله على خريطة كبيرة للعالم، وأُرسلت هذه الخريطة إلى لشبونة، لكنها اختفت بعد ذلك، لكن يمكن رؤية نسخة رائعة لها في مكتبة مارشيانا الوطنية Biblioteca Nazionale Marciana في البندقية، ومع اعتماده بالأساس على وصف ماركو بولو لشرقي آسيا وشبه القارة الهندية وكثير من المعلومات التي سردها كونتي من قبيل ما رواه عن ثروات جاوا والجزر الشرقية Sandai et Bandan فقد شملت تفاصيل من مصادر أخرى طريقًا تجاريًّا بين بورما والصين والمالديف وأندامان Andaman تم الحصول عليها من اتجاهات الإبحار العربية. وبخصوص معضلة كيفية الوصول إلى هذا “العالم الجديد” كان فرا ماورو متفائلًا للغاية؛ فقد رسم إفريقيا على شكل مثلث مع توجُّه طرفها الجنوبي نحو الشرق، إلى جنوب جزيرة مدغشقر. ووضع على سواحلها الشرقية عدة مدن من مقديشو إلى سفالة (بموزمبيق الحالية)، ورأى أنه ليست ثمة صعوبة تُذْكَر في الإبحار من المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهندي؛ الأمر الذي شجَّع البرتغاليين على المضي قدمًا في خطط الوصول إلى الهند بالدوران حول القارة الإفريقية([2]).  

ومن أولى الخرائط التي وصفت إثيوبيا الحديثة، بحسب دراسة مهمة قام بها كريستوفر كلافام C. Clapham (2007)، هي خريطة الراهب الفينيسي فرا ماورو Fra Mauro والتي رسمها في العام 1460م، والتي يمكن اعتبارها خريطة عامة للإقليم (حوض النيل الشرقي أو القرن الإفريقي) لاكتظاظها بأسماء وتفاصيل بالغة التعقيد والتشابك (ويصعب تحديد قدر كبير منها حسب قراءة كلافام للخريطة). وإن كانت تتضمَّن أسماء معروفة مثل (مدن) أكسوم، وهاماصين Hamasen، وباجمدر Bagemder، وسيمين Simien، وأمهرا، وواج Wag، وكذلك بحيرة زواي Zwai وبركان زوقالا Zuqala (أو زياقوالا Xiaquala). وكان الأمر الأكثر أهمية في هذه الخريطة إشارتها بوضوح إلى مسار أباي Abbay في شكل نهر متسع يجرب بداية جنوبًا، ثم ينحني دائريًّا نحو الغرب والشمال. ويشير ذلك التحديد على قدر من المعرفة الأصيلة بالإقليم وانتقالها سريعًا إلى جنوبي أوروبا في ذلك الوقت (منتصف القرن الخامس عشر على أقل تقدير)؛ غير أنه لا توجد شواهد بعدُ على اعتماد هذه الخريطة على خرائط مماثلة سابقة بشكل مباشر، لا سيما أن الأوروبيين لم يستطيعوا التوصل بدقة لمسار نهر أباي (النيل الأزرق) إلا بعد قرنين من تاريخ وضع خريطة فرا ماورو مما يثير تساؤلات حول مصادر معرفة ماورو بشكل جدي، ويمكن معه وضع افتراضات بوجود نصوص أو خرائط أو روايات وثيقة الصلة أمكنه الاعتماد عليها([3]).  

وثمة ملاحظة أولية ومهمة، وهي أن “فرا ماورو” لم يكن لديه شكّ في تزايد المعرفة منذ عهد بطليموس الجغرافي، وأن مثل هذا التقدُّم سيستمر. كما أنه علم أنه بالرغم من جُلّ عنايته بإظهار البحر المتوسط فإن حدوده لا تزال بحاجة إلى تحسين يراعي الدقة؛ وعلَّق على الامتدادات الشمالية الكبيرة، كما عمد في رسم المحيط الهندي والصين (وبحر الشمال أيضًا في أوروبا) إلى ذِكْر الجزر المتفرقة قرب سواحلها، وإن لم يكن يعرف موقعها على وجه الدقة، كما أنه علق لاحقًا بشكل مُوسَّع على الكشوف البرتغالية في إفريقيا، مؤكدًا أنه لم يتحصل بعدُ على أيّ خرائط لهذه الكشوف.

ولقد كان واضحًا لفرا ماورو أن السفن البرتغالية التي تبحر شرقًا حول إفريقيا يمكنها أن تصل إلى الهند. وكانت كافة التقارير البرتغالية حول تلك الكشوف بمحاذاة ساحل إفريقيا الغربي، ورواية شخص موثوق به حدَّثه عن رحلة طويلة بمحاذاة ساحل شرق إفريقيا، والتي تدعمها سردية يودوكيوس التي دوَّنها بومبونيوس ميلا Pompnius Mela بأن يودوكيوس، انطلاقًا من خليج شبه الجزيرة العربية قد أبحر حول ساحل إفريقيا بالكامل حتى كاديز Cadiz ووصولًا إلى مضيق جبل طارق ([4]).   

الخريطة ومملكة القديس يوحنا ([5]):

في الغالب أقدم “فرا ماورو” على وضع خريطته عقب عودة الرحالة الفينيسي ألفيس دا كاداموستو Alvise da Cadamosto إلى البرتغال في العام 1456م، حاملًا معه معلومات عن خط ساحلي يتمدد شرقًا في جوار Rio Grande، وربما كانت الإشارة إلى وجود طريق بحري قصير يصل إلى الهند مباشرة دافعًا لدوم ألفونسو الخامس Dom Alfonso V للتحمُّس لوضع خريطة للعالم تضم أحدث المعارف الجغرافية التي تم تحصيلها.

وتوجَّه بناء على اقتراح من كاداموستو الذي كان على علم ببدء مُواطنه الفينيسي فرا ماورو مُؤخرًا في وضع خريطة عالم حديثة لصالح حكومة البندقية. “ووجَّه دوم ألفونسو خطابًا إلى مجلس الشيوخ الفينيسي طالبًا منه نسخة (من الخريطة)، وعارضًا في المقابل تقديم معلومات عن جميع الاكتشافات الجديدة التي قام بها البرتغاليون أو تلك المُترقَّب قيامهم بها. وقد قبلت البندقية الاقتراح”. وعمل فنانون بقيادة فرا ماورو وأندريا بيانكو Andrea Bianco على نسخ خريطة العالم وتصويبها قدر الممكن قبل نقلها إلى ألفونسو في لشبونة في أبريل من العام 1459م([6]). 

كما مُثِّلت مصر في خريطة فرا ماورو والنسخة المعدلة (المنسوبة لبيانكو والتي تحمل اسمه في بعض الأدبيات) بوضع أهرامات فوق موقعها تشبه تلك التي كانت موجودة في خريطة أخرى، وهي خريطة Callapoda تحت اسم piramindes. ورُسم في الخريطتين خط من القاهرة على امتداد مسار النيل لكن خريطة Callapoda فقط هي التي تضمَّنت اسمًا للخط Cholona idololatria([7]).

الاستجابة الحبشية: الجغرافيا في خدمة الأيديولوجيا

بالتزامن مع ذيوع خريطة “فرا ماورو” في عالم البحر المتوسط وما وراءه، وصل إلى روما في العام 1481م وفد حبشيّ لمناقشة سُبل دعم العلاقات بين الغرب الأوروبي والمملكة الحبشية “الأرثوذكسية”؛ وعلا مجددًا نبأ وجود مملكة القس يوحنا في الحبشة بعد تراجع رواية وجودها في الشرق الأقصى التي كانت سائدة في القرن الثاني عشر؛ وربما كانت المعرفة الأوروبية بالحبشة قائمة على تراكم تاريخي واضح، غير أن رواية مملكة القس يوحنا تظل في جوهرها أداة لتفسير الاهتمام “المسيحي” بإثيوبيا؛ وناقش هذه المسألة، والتي تفيد في إدراك العلاقة التبادلية بين الكشوف الجغرافية وحركة رسم الخرائط وتفسير إرهاصات الاستعمار الأوروبي وسياساته في إفريقيا منذ نهاية القرن الخامس عشر من نواحٍ عدة، فصل هام عن الوفد الإثيوبي الذي زار روما، وتطرق إلى تفنيد رواية المملكة بتأكيده أن شعبية أسطورتها تصاعدت في القرن الثاني عشر عندما قامت بعض قبائل “كارا خيتاي Kara Khitai” بإبادة الجيش السلجوقي الكبير في سمرقند (في أوزبكستان الحالية)؛ الأمر الذي كان حدثًا مذهلًا في أعين الأوروبيين؛ لأن الأُسَر المالكة الأوروبية نفسها بذلت قصارى جهدها دون جدوى في مواجهة السلاجقة، الذين كانوا قد استولوا على الأناضول في وقت سابق، وكانوا على وشك إسقاط الدويلات الصليبية في المشرق العربي. وبالتأكيد لم تكن “كارا خيتاي” هنودًا، لكنهم كانوا على مقربة من الهند بحسب التصور الأوروبي؛ وحيث إن الهند هي البلد المعروف يقينًا لأوروبا الغربية فيما وراء بلاد فارس؛ فقد ربط الأوروبيون على الفور بين القديس توماس (الذي توجَّه شرقًا لنشر المسيحية في القرن الأول للميلاد)، وأنه لا بد أن تكون هناك جماعة مسيحية كبيرة قادرة على تحدّي المسلمين([8]).

وهكذا فإن تصوير القس يوحنا على أنه مَلك إفريقي كان رواية بديلة لعدم ثبوت قيام مملكته في وسط آسيا كان بمثابة المبرر اللائق -ضمن مسوغات أخرى- لاستمرار الحملات الصليبية ضد المماليك في مصر. وعلى سبيل المثال أكد رحالة وطبيب إيطالي يدعى فيليب (وسبق له زيارة مصر وفلسطين) للبابا ألكسندر الثالث في العام 1177م وجود ملك إثيوبي/ حبشي يريد تعلم العقيدة الكاثوليكية وبناء كنيسة في روما، وإرسال بعثة كاثوليكية في دولته “للتبشير بين الإثيوبيين” (ربما في إشارة غير مباشرة إلى نخبوية اعتناق المسيحية في الحبشة حينذاك). وتساءلت المؤرخة وعالمة الآثار الفرنسية جاكلين بيرين Jacqueline Pirenne (المتخصصة في آثار شبه الجزيرة العربية وإثيوبيا) عمَّا إذا كانت أول “نسخة” إفريقية من القس يوحنا تتطابق مع الملك الإثيوبي Yimrehane-Kristos الذي يدور بدء عهده حول الفترة 1170-1173م. وبالفعل كان Yimrehane-Kristos واعظًا قبل تتويجه ملكًا، وأنه ظل حريصًا على عقد القداس حتى بعد تنصيبه ملكًا. علاوةً على ذلك فإن الحوليات الرسمية لعهده أوردت إرساله سفارة مزودة بهدايا ثمينة إلى “ملك مصر”. وقد أكد المؤرخ المصري المقريزي (1364-1442م) أمر هذه السفارة بذكره أن صلاح الدين الأيوبي قد استقبل مبعوثين من مَلك إثيوبي لم يتم ذِكْر اسمه في العام 1173م([9]).         

وانطلاقًا من هذه الفرضية المهمة يتم طرح تساؤل لا يقل أهمية عن: كيف تم نقل رواية القس يوحنا من الهند في الشرق الأقصى (حينذاك) إلى إثيوبيا في أقصى الجنوب؟ ويرى مؤلفو الفصل أنه عندما تلقى المسلمون والأتراك هزيمة قاسية على يد المغول في القرن الثالث عشر كان هناك عدد من الأوروبيين الذين كانت لديهم قناعة أن جنكيز خان كان في الواقع هو القس يوحنا. وسرعان ما تم استبعاد هذه الفرضية بعد بدء المغول في ذبح المسيحيين الأرثوذكس في كييف ونوفجورود Novgorod، وأعداد كبيرة من المسيحيين الكاثوليك في المجر وبولندا. وبعد تمكُّن المغول من إرساء إمبراطورية مستقرة في نهاية توسعاتهم بدأ الملوك الأوروبيون في إرسال السفارات شرقًا لاستكشاف الأراضي المجهولة حينذاك وربما بعضها من أجل الوصول إلى (مملكة) القس يوحنا خلال رحلاتهم. لكنَّ جميع من عادوا من الشرق أكدوا حقيقة واحدة ومحل إجماع فيما بينهم وهي أنه ليس هناك مملكة للقس يوحنا في الشرق وأن الأهالي هناك لم يسمعوا عن اسمه من قبل.

وفي الوقت الذي فقد فيه تخيُّل وجود مملكة مسيحية قوية في الهند مصداقيته؛ ترك المغول فراغًا سياسيًّا هائلًا في “الشرق الأوسط”، وهو الفراغ الذي ملأته سلطنة المماليك في مصر، لا سيما بعد قدرة المماليك على صد التوسعات المغولية بعد معركة عين جالوت (1260م)، وهو ما جعل الأوروبيين ينظرون بتشكك كبير لمصر باعتبارها التهديد الأكبر في الشرق الأوسط، وأن القاهرة، وليست دمشق أو بغداد، هي التي ستكون قِبْلة هجومهم؛ ومع هذا التحوُّل الواضح تغيَّر موقع مملكة القس يوحنا (في الذهنية الأوروبية) من الهند إلى إثيوبيا، وهو أمر لم يكن يُمثِّل تناقضًا جغرافيًّا بالنسبة للأوروبيين في العصور الوسطى وقتها؛ لأنهم كانوا يتصورون ارتباط الهند بإفريقيا عبر شريط برّي ضيق في الجنوب، كما يتضح أيضًا من خريطة فرا ماورو([10]).     

خلاصة:

يمكن القول: إن منطق تغيير موقع مملكة القس يوحنا إلى الحبشة، بناء على خرائط متنوعة أبرزها خريطة فرا ماورو، كان مرتبطًا بعدة أحوال؛ منها ضرورة توفر مساحة ملائمة لبسط حكمه، وأن وجود حليف (للغرب المسيحي) في الشرق الأقصى لن يكون ذا فائدة بقدر وجود هذا الحليف في ظهير “العالم العربي” ومصر. كما أنه من الأهمية بمكان النظر لفكرة مملكة القيس يوحنا من الناحية الأيديولوجية؛ إذ ليست ثمة مصادفة في أن تحديد موقع المملكة يأتي دائمًا خلف حدود دول معادية. ولربما كانت وظيفة الفكرة خلق صورة أن الإسلام يحاصره عالم مسيحي أكبر، ومِن ثَم يمكن التعامل معه ومواجهته كدخيل. وبغض النظر عن هذا التحليل الذي له وجاهته، فإن الأمر بات محل مبالغات عبثية في أغلبها بوجود حليف ديني: وهو الإمبراطور الإثيوبي الذي سيحشد مليون جندي حبشي جاهزين للقتال، ويجلب ذهبًا لا يجلبه أحد على الإطلاق([11])، وهو سياق يمكن ملاحظته بدرجة تحليل مغايرة في “مشهد السياسات الدولية” الراهن في إفريقيا.  

…………………………

[1] Cowan, James, A Mapmaker’s Dream: The Meditations of Fra Mauro, Cartographer to the Court of Venice, Warner Books, New York, 1996.

[2] Crone, G. R. The discovery of the East, Hamish Hamilton, London, 1972, pp. 16-7.

[3] Clapham, Christopher, The European Mapping of Ethiopia, 1460-1856, Journal of Ethiopian Studies, June-December 2007, Vol. 40, No. 1/2, Festschrift Dedicated in Honour of Prof. Richard Pankhurst & Mrs. Rita Pankhurst (June-December 2007), p. 294.

[4] Vogel, Klaus A., Fram Mauro and the modern Globe, Globe Studies, 2011 (for 2009/2010), No. 57/58, PAPERS, READ AT THE 11TH CORONELLI SYMPOSIUM, VENICE 2007, AND OTHER PAPERS (2011 (for 2009/2010)), p. 84.

[5] – قدم تشارلز نويل C. E. Nowell دراسة تاريخية هامة للغاية عن النقاشات التاريخية حول إفريقية الملك القس يوحنا، افتتحها بملاحظة هامة وهي أنه سواء أكان القس يوحنا حقيقة أم أسطورة فإنه مثَّل في الفترة من القرن الثاني عشر حتى ما بعد الكشوف الأوروبية للأمريكيتين “جزءًا راسخًا من نمط الفكر الأوروبي” في تلك الفترة، ولاحظ أنه بات مشهورًا في أوروبا بين ليلة وضحاها بعد نبأ إرساله خطابًا في العام 1165 للإمبراطور البيزنطي مانويل كومنينوس Manuel Comnenus، وتم نقل الخطاب لفريدريك بارباروسا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ووصف القس يوحنا نفسه في الخطاب (حال أصالته وموثوقيته) بأنه يحكم “في الهند” التي لم تكن تمثل للأوروبيين حتى ذلك الوقت (1165م) سوى أرض تقع إلى الشرق من أوروبا، وأن بلاده التي يحكمها ترفل في الثروات النباتية والحيوانية والمعدنية. ثم لاحظ “نويل” أن من أثار مسألة “إثيوبية” القس يوحنا في العصر الحديث هو المؤرخ الروماني قنسطنطين مارينيسكو Constantine Marinescu الذي أعلن في العام 1923م حسم مسألة القس يوحنا بأنه إفريقي، وأنه ملك إثيوبيا التي تحولت بدورها لاعتناق المسيحية بداية من القرن الرابع الميلادي، والتي لم تعد تتصل بأوروبا بعد الغزو العربي لمصر والسودان. وإنه رغم العزلة الإثيوبية -بحسب مارينيسكو- فقد استمرت شائعات لدى “الغرب” بأنه ثمة حاكم مسيحي فيما وراء حدود العالم الإسلامي. فيما أكد نويل أن الفكرة المبالغ فيها عن إثيوبيا مع الافتقار لأي أسس جغرافية واضحة (كحدود للإمبراطورية أو الدولة الحبشية مثلًا) قد اتخذ شكلًا عامًّا في العقل الغربي حتى باتت صورة مملكة القس يوحنا راسخة لديه، راجع بالتفصيل:

  • Nowell, Charles E. The Historical Prester John, Speculum, Jul., 1953, Vol. 28, No. 3 (Jul., 1953), pp. 435-445

[6] Kimble, George H. Portuguese Policy and Its Influence on Fifteenth Century Cartography, Geographical Review, Vol. 23, No. 4 (Oct., 1933), p. 657.

[7] Ratti, Antonio, A Lost Map of Fra Mauro Found in a Sixteenth Century Copy, Imago Mundi, 1988, Vol. 40 (1988), p. 81.

[8] Konstantin Winters, Katharina Ritter, and Philipp Stenzig, Paride de Grassi’s Account of the 1481 Ethiopian Delegation to Rome (in: Stanislau Paulau, Martin Tamcke, editors, Ethiopian Orthodox Christianity in a Global Context: Entanglements and Disconnections), Brill, London, 2022, p. 64.

[9] Donvito, Filippo, The Legend of Prester John, Medieval Warfare , 2013, Vol. 3, No. 6, THEME – Myths and legends in the Medieval world (2013), p. 37.

اقرأ أيضا

احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

الشعر الإفريقي المقاوم: من جمال الفن إلى وقود الثورة

عين على إفريقيا (2- 5 أكتوبر 2025م) إفريقيا واحتجاجات الجيل زد: ما بعد مدغشقر؟

[10] Konstantin Winters, Katharina Ritter, and Philipp Stenzig, Paride de Grassi’s Account of the 1481 Ethiopian Delegation to Rome (in: Stanislau Paulau, Martin Tamcke, editors, Ethiopian Orthodox Christianity in a Global Context: Entanglements and Disconnections), Brill, London, 2022, pp. 64-5.

[11] Ibid, pp. 65-6 واعتمد بالأساس على تحليلات معمقة وردت في:

  • Eric Taylor, Waiting for Prester John. The Legend, the Fifth Crusade, and Medieval Christian Holy War (Master Thesis, University of Texas at Austin, 2011).
كلمات مفتاحية: الفينيسي فرا ماوروخريطةفينيسيا
ShareTweetSend

مواد ذات صلة

عين على إفريقيا (18-27 ديسمبر 2023م): إفريقيا بين التطلع لدور دوليّ والأزمة الاقتصادية وحلول الشراكات

التأشيرات الذهبية في إفريقيا جنوب الصحراء: آلية جديدة لجذب الاستثمار

أكتوبر 6, 2025
الجنايات الدولية تعتزم إغلاق مكتبها في الكوت ديفوار خلال 2025

انسحاب دول الساحل من المحكمة الجنائية الدولية: ما أسباب الجدل المستمر حول دورها وشرعيتها؟

أكتوبر 6, 2025
صدور العدد السادس والستين من مجلة “قراءات إفريقية”

صدور العدد السادس والستين من مجلة “قراءات إفريقية”

أكتوبر 5, 2025
جنوب إفريقيا تستدعي السفير الإسرائيلي لتوبيخه رسميًا

عين على أفريقيا ( سبتمبر 2025) : إفريقيا وفلسطين: ماضٍ نضالي ومصير على المحك

سبتمبر 30, 2025
البحرية السنغالية توقف قاربين للمهاجرين يحملان 272 شخصا

ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

سبتمبر 28, 2025
بين لعنة الموارد وفرص التنمية:  قراءة في “التقرير الإفريقي لحوكمة الموارد الطبيعيّة لعام 2025م”

بين لعنة الموارد وفرص التنمية: قراءة في “التقرير الإفريقي لحوكمة الموارد الطبيعيّة لعام 2025م”

سبتمبر 25, 2025

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

صدور العدد السادس والستين من مجلة “قراءات إفريقية”

صدور العدد السادس والستين من مجلة “قراءات إفريقية”

أكتوبر 5, 2025

صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

أكتوبر 20, 2024

الاتحاد الإفريقي والشراكات في مجال إصلاح قطاع الأمن

أكتوبر 22, 2024

صناعة الطباعة في إفريقيا جنوب الصحراء وعوامل دَفْعها

أكتوبر 6, 2024

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

الانتخابات التشريعية في السنغال: الرهانات في مبارزة عن بُعْد بين عثمان سونكو وماكي سال

أكتوبر 21, 2024

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.