قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    انقسام حكومة جنوب إفريقيا بشأن اتفاقية تأشيرة أوكرانيا

    التوغُّل الأوكراني في إفريقيا: أدواته وتداعياته على منظومة الأمن والاستقرار في القارة

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    المعارضة الأوغندية: استقبال مرحّلي أميركا تفوح منه رائحة الفساد

    تدخُّل أوغندا في جنوب السودان وفرض حالة اللادولة

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    مقارنة في مسارات الانتقال السياسي بدول الساحل: النيجر دراسة حالة

    أسطول بحري للجيش الصيني يقوم بزيارة نادرة لـ نيجيريا

    هل تتَّجه الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في إريتريا؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

    البنك الدولي يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء

    التضخم في إفريقيا: أحدث توصيات البنك الدولي تحت المجهر

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    منظمة حقوقية تتهم شرطة أنجولا بارتكاب أعمال قتل وانتهاكات

    تصاعد الاحتجاجات في أنغولا تعكس تراجعًا تاريخيًّا في تأييد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    هل يحقّ للولايات المتحدة ترحيل المجرمين الأجانب إلى إفريقيا؟

    هل يحقّ للولايات المتحدة ترحيل المجرمين الأجانب إلى إفريقيا؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    انقسام حكومة جنوب إفريقيا بشأن اتفاقية تأشيرة أوكرانيا

    التوغُّل الأوكراني في إفريقيا: أدواته وتداعياته على منظومة الأمن والاستقرار في القارة

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    المعارضة الأوغندية: استقبال مرحّلي أميركا تفوح منه رائحة الفساد

    تدخُّل أوغندا في جنوب السودان وفرض حالة اللادولة

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    مقارنة في مسارات الانتقال السياسي بدول الساحل: النيجر دراسة حالة

    أسطول بحري للجيش الصيني يقوم بزيارة نادرة لـ نيجيريا

    هل تتَّجه الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في إريتريا؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

    البنك الدولي يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء

    التضخم في إفريقيا: أحدث توصيات البنك الدولي تحت المجهر

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    منظمة حقوقية تتهم شرطة أنجولا بارتكاب أعمال قتل وانتهاكات

    تصاعد الاحتجاجات في أنغولا تعكس تراجعًا تاريخيًّا في تأييد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    هل يحقّ للولايات المتحدة ترحيل المجرمين الأجانب إلى إفريقيا؟

    هل يحقّ للولايات المتحدة ترحيل المجرمين الأجانب إلى إفريقيا؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

أكتوبر 20, 2024
في مميزات, قراءات تاريخية
A A
صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

د. جيهان عبدالرحمن جاد

متخصصة في الشؤون الإفريقية

مقدمة:

تُعدّ ثورة الشيمورنجا واحدةً من أبرز صفحات المقاومة ضد الاستعمار الأوروبي في إفريقيا؛ خاصةً في منطقة الجنوب الإفريقي. هذه الثورة، التي اندلعت في القرن التاسع عشر في زيمبابوي، كانت تجسيدًا للعزيمة والإصرار لدى شعب الشونا في الدفاع عن أرضهم وحريتهم في مواجهة الطموحات الاستعمارية البريطانية.

شهدت مقاومة شعب الشونا ضد الاستعمار البريطاني مرحلتين رئيسيتين: في المرحلة الأولى، خلال تسعينيات القرن التاسع عشر، أطلقوا على حربهم اسم “شيمورنجا”، وقد استلهم شعب الشونا اسم “شيمورنجا”، الذي يعني المقاومة، من أساطير أجدادهم، ليطلقوه على حربهم الطويلة ضد المستعمرين البريطانيين. وفي المرحلة الثانية، خلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، تجددت المقاومة تحت نفس الاسم.

دخول الاستعمار البريطاني إلى أراضي زيمبابوي:

قبل الاستعمار البريطاني، كانت قبيلة الماشونا هي السائدة في زيمبابوي. هذه القبيلة، التي تنحدر من قبائل البانتو، استوطنت المنطقة منذ زمن بعيد، وأقامت حضارات متقدمة. اشتهر الماشونا بمهاراتهم الزراعية والحِرَفية، لكنّهم عانوا من التشتُّت بسبب طبيعة الأرض الجبلية التي أجبرتهم على العيش في تجمعات صغيرة ومتباعدة، مما جعل من الصعب عليهم تحقيق الوحدة السياسية للدفاع عن أنفسهم ضد الغزاة. بالإضافة إلى الماشونا، كانت هناك قبيلة أخرى تعيش في المنطقة، وهي الميتابيلي، وكانت فرعًا من قبيلة الزولو، وقد هربوا إلى هذه المنطقة من البوير في جنوب إفريقيا. تحت قيادة المحارب مزيليكازي، الذي تُوِّج ملكًا عليهم فيما بعد. أصبح الميتابيلي قوة عسكرية هائلة، نفّذت غارات عديدة على المناطق المجاورة([1]).

بدأت الأطماع الأوروبية في إفريقيا تزداد مع اكتشاف الذهب في مناطق مجاورة لمملكة الميتابيلي. ورغم محاولات ملك الميتابيلي، مزيليكازي، الحفاظ على استقلالية مملكته، إلا أن البعثات التنصيرية، التي بدأت عملها في عام 1857م، تمكنت من اختراق المجتمع الميتابيلي. وقد مهَّد هذا التغلغل الطريق أمام التدخل الأوروبي المباشر ووضع مملكة الميتابيلي تحت التهديد المستمر([2]).

توافدت على لوبنجيولا وفود من مختلف الدول الأوروبية، ساعيةً للحصول على امتيازات للتنقيب عن المعادن الثمينة في أراضي الميتابيلي. ازدادت الأطماع الاستعمارية في لوبنجيولا مع تدفق أصحاب الامتيازات الباحثين عن الذهب. استغل سيسيل رودس هذه الفرصة، وأرسل ممثليه إلى بولاوايو عام 1888م لتأمين امتياز حصري لتعدين الذهب في المنطقة. وبنجاحه في الحصول على هذا الامتياز، تمكّن رودس من السيطرة على ثروات لوبنجيولا المعدنية وإبعاد المنافسين، وبدأت حقبة جديدة من الاستعمار([3]).

لتحقيق أهدافه الاستعمارية؛ قرَّر سيسيل رودس تأسيس شركة قوية تحظى بدعم الحكومة البريطانية. وقد نجح في الحصول على موافقة البرلمان البريطاني على تأسيس شركة جنوب إفريقيا البريطانية عام 1889م. وهكذا، حصلت الشركة على صلاحيات واسعة في إدارة أراضي الميتابيلي والماشونا، مما مهَّد الطريق للاستعمار البريطاني للمنطقة([4]).

مع تولّي سيسيل رودس منصب رئيس وزراء مستعمرة الكيب، ازدادت طموحاته الاستعمارية؛ فقد رأى في لوبنجيولا عقبة تَحُول دون تحقيق أهدافه في السيطرة على ثروات المنطقة. ولذلك، قرَّر التخلص من الميتابيلي لتوسيع نفوذه. ولتبرير غزوه لماتابيلاند، ادعى سيسيل رودس أن الميتابيلي يشكّلون تهديدًا على المستوطنين البيض، مما يُبرّر القيام بحملة عسكرية ضدهم. وبذلك، تمكّن من حشد الدعم الشعبي والحكومي للحملة، وبدأ في تجهيز قوة عسكرية كبيرة تضمّ متطوعين من البيض والسود، بالإضافة إلى قوات بوليسية مسلحة، وذلك لضمان السيطرة على المنطقة([5]).

في سبتمبر 1890م، احتلت القوات البريطانية بقيادة رودس أراضي الماشونا دون مقاومة تُذْكَر، وأسَّست عدة حصون لتعزيز سيطرتها على المنطقة. وعلى الرغم من محاولات لوبنجيولا لمنع الحرب، سقطت الماشونا تحت الاحتلال البريطاني، الذين رأوا في الاحتلال حماية لهم من استبداد الميتابيلي. ومع ذلك، استغل البريطانيون هذا الاستسلام لاستغلال شعب الماشونا في الأعمال الشاقة في المزارع ومناجم التعدين([6]).

في عام 1893م، شنَّت شركة جنوب إفريقيا البريطانية هجومًا متعدّد المحاور على قبيلة الميتابيلي، مستفيدةً من التفوق العسكري الكبير. وعلى الرغم من مقاومة الميتابيلي الشرسة، تمكَّنت القوات البريطانية، المدجَّجة بالأسلحة الحديثة، من اختراق دفاعاتهم والسيطرة على عاصمتهم بولاوايو. وبهذا الانتصار، تمكَّنت الشركة من بسط سيطرتها على المنطقة. أمام التفوق العسكري البريطاني، قرَّر لوبنجيولا الانسحاب من مواجهة مباشرة، تاركًا أراضي الميتابيلي وفرارًا إلى الشمال، في اتجاه زامبيا حاليًّا. ولم يُعرف مصير الملك بعد ذلك، وسط شائعات عن انتحاره. وتكبّد الميتابيلي خسائر فادحة في الأرواح وصلت إلى 600 فرد ما بين قتيل وجريح، بينما بلغ عدد قتلى الإنجليز اثنين فقط، بالإضافة إلى ستة جرحى([7]).

أسباب اندلاع ثورة الأفارقة:

كانت هناك عدة أسباب دفعت الأفارقة إلى القيام بالثورة؛ منها: أن استيلاء بريطانيا على أراضي الميتابيلي والماشونا كان جزءًا من سياسة الاستعمار الأوروبي في إفريقيا، والتي كانت تهدف إلى السيطرة على الموارد الطبيعية واستغلال القوى العاملة الرخيصة.

وقد أدَّى هذا الاستيلاء إلى تدمير الهياكل الاجتماعية والاقتصادية التقليدية لهذه الشعوب؛ حيث تم تجريدها من أراضيها ومواشيها التي كانت تمثل مصدر رزقها وهويتها. وقد أدت هذه السياسات الاستعمارية إلى نشوء مقاومة عنيفة مِن قِبَل الميتابيلي والماشونا، الذين دافعوا عن أراضيهم وحرياتهم. ولم تكن هذه المقاومة مجرد صراع عسكري، بل كانت تعبيرًا عن هوية ثقافية عميقة؛ حيث ارتبطت الأرض ارتباطًا وثيقًا بالدين والمعتقدات الشعبية، وكان يُنظَر إليها على أنها موطن الأسلاف ومصدر القوة الروحية.

كما شجعت الشركة البريطانية على هجرة الأوروبيين إلى زيمبابوي، ووعدتهم بأراضي خصبة وثروات معدنية. وقد تم طرد الأفارقة من أراضيهم، وحرمانهم من مصادر رزقهم التقليدية؛ لتمهيد الطريق للمستوطنين الجدد. أدَّت هذه السياسات إلى تدهور حادّ في مستوى معيشة الأفارقة؛ حيث أصبحوا يعتمدون على العمل الزراعي الموسمي بأجور زهيدة. وفي الوقت نفسه، تمتع الأوروبيون بامتيازات واسعة، حيث حصلوا على أفضل الأراضي ودعم حكومي سخي. وقد أدَّت هذه التفاوتات الشاسعة إلى تزايد التوتر والغضب بين الطائفتين، مما مهَّد الطريق لاندلاع صراعات طويلة الأمد([8]).

لم يقتصر الظلم الذي تعرَّض له شعب الميتابيلي على الاستيلاء على أراضيهم ومواردهم، بل امتد إلى جوانب أخرى من حياتهم. فقد فرض المستعمرون عليهم نظام عمل إجباريّ قاسٍ؛ حيث كانوا يجبرون على العمل في المزارع والمناجم دون أَجْر، أو في بناء البنية التحتية التي تخدم مصالح المستعمرين. كما تم تجنيدهم قسريًّا في الجيش. وقد زادت هذه الممارسات القمعية من حدة الاستياء الشعبي، خاصةً بعد أن ضرب الجفاف المنطقة، وتسبَّب في مجاعة واسعة النطاق. اعتقد الميتابيلي أن هذه الكوارث هي عقاب من الآلهة على وجود المستعمرين، مما زاد من عزيمتهم على المقاومة. وعلى الرغم من أن هذه المقاومة واجهت قمعًا شديدًا، إلا أنها تركت إرثًا مهمًّا في تاريخ النضال الإفريقي ضد الاستعمار([9]).

دور الوسطاء الروحيين في ثورة الشيمورينجا:

ارتبطت الهوية الإفريقية ارتباطًا وثيقًا بالدين الإفريقي التقليدي، لم يكن اعتقاد الشونا بالأرواح مجرد معتقدات عابرة، بل كان نظامًا متكاملاً يربط الإنسان بالطبيعة والكون. فكل شيء تقريبًا، من النهر إلى الشجرة، يعتقدون أنه يمتلك روحًا تؤثر في حياتهم اليومية. هذه العلاقة الوثيقة مع عالم الأرواح شكَّلت أساسًا متينًا لهويتهم الثقافية. كانت العلاقة بين الدين والسياسة متشابكة بشكل وثيق في مجتمع الشونا. فكان الزعماء السياسيون يستشيرون الوسطاء الروحيين قبل اتخاذ القرارات المهمة، مما زاد من شرعية حكمهم. وعندما واجه الشونا الاستعمار، تم تفسير الغزو على أنه انتهاك للأرض المقدسة والأرواح، مما حفَّزهم على المقاومة. مع قدوم الاستعمار، واجَه الوسطاء الروحيون تحديات كبيرة؛ حيث حاول المستعمرون تقويض نفوذهم. ومع ذلك، تمكَّن الكثير من الوسطاء من الحفاظ على ممارساتهم سرًّا، واستمروا في لَعِب دَوْر مهمّ في حياة المجتمعات المحلية([10]).

اقرأ أيضا

بين لعنة الموارد وفرص التنمية: قراءة في “التقرير الإفريقي لحوكمة الموارد الطبيعيّة لعام 2025م”

الصحافة الإسرائيلية وجدل متزايد حول الأولويات والقرارات المتعلقة بإفريقيا

قراءة في كتاب “إفريقيا في الاقتصاد العالمي”: رأس المال الهارب، التبعية المالية، وحدود التحرُّر

ولم يكن اعتناق الميتابيلي لديانة الماشونا مجرد تغيير ديني، بل كان تحولاً أيديولوجيًّا ألهمهم بالمقاومة. فمفهوم الإله الأعظم “مليمو Milmu” الذي يوازي “مواري Mwari” عند الماشونا، والذي يرمز إلى القوة والعدالة، وقد حفَّز الميتابيلي على تحدّي القوى الاستعمارية التي اعتبروها تجسيدًا للشر والظلم. بعد أن خلَّف الكهنة ملوك الميتابيلي، أصبحوا القادة الروحيين والسياسيين للشعب. كانوا يستخدمون الدين لتحفيز المقاتلين ورفع معنوياتهم، ووعدوهم بالانتصار بمساعدة الأرواح. أما الوسطاء الروحيون، فكانوا يتواصلون مع أرواح الأسلاف للحصول على التوجيهات والإرشادات، مما زاد من إيمان الشعب بقدسية قضيتهم([11]). وقد أطلق المؤرخون الأوروبيون على هؤلاء الوسطـاء أو الكهنة اسم السفيكيرو([12]).

 ويأتي تشيمينوكا Chaminuka على رأس قائمة أهم الوسطاء الروحيين الذي امتد نفوذه في وسط الماشونا الذي يتلقى منه الأهالي أوامر الإله مواري، والكاهن كاجوبي Kagubi، وكان قائدًا روحيًّا وسياسيًّا بارزًا في غرب أراضي الماشونا. والكاهنة نيهـاندا Nehanda في وسـط وشمـال الماشـونا، امتلكت قوة روحية كبيرة بفضل روح الأسد التي كانت تستحوذ عليها، مما جعلها رمزًا للمقاومة الإفريقية، وكانت تُحرّض الناس على الثورة وتلهمهم بروح القتال، وقد نجحت في تنظيم العديد من الهجمات ضد المستعمرين، والكـاهن مكـواتي بدأ مكواتي حياته العسكرية في صفوف الميتابيلي، ثم انضم إلى كهنة موارى. وبعد الهزيمة التي مُنِيَ بها الأفارقة، استطاع هذا القائد الشجاع أن يُوحِّد شعب الميتابيلي ويقوده في ثورة جديدة([13]).

لم يقتصر دور الكهنة على إقناع الأفارقة بأن الرجل الأبيض هو الذي أنزل عليهم الكوارث، بل كانوا يُفسِّرون هذه الكوارث على أنها عقاب إلهي على الاستعمار. كانوا يرون في النضال ضد المستعمرين فرصة للتكفير عن الذنوب وجلب البركة على البلاد. لم يكن دور الوسطاء الروحيين يقتصر على التنبؤ بهجمات العدو، بل كانوا يلعبون دورًا مهمًّا في رفع معنويات المقاتلين. كانوا يقومون بطقوس خاصة قبل المعارك لتقوية إيمانهم بالنصر، ويؤمنون بأن الأرواح تحميهم وتدعمهم في معركتهم. وكان الوسطاء والفدائيون وجهين لعملة واحدة. بينما كان الفدائيون يقاتلون في الخطوط الأمامية، كان الوسطاء يعملون خلف الخطوط لتزويدهم بالدعم المعنوي والروحي. لقد كانا يمثلان قوة لا تقهر؛ حيث كان الفدائيون يقاتلون بأجسادهم، والوسطاء يقاتلون بأرواحهم([14]).

مقاومة الأفارقة للبريطانيين:

اندلعت شرارة ثورة الشيمورنجا في 20 مارس 1896م، في منطقة الميتابيلي، إثر مقتل شرطي إفريقي تابع لشركة جنوب إفريقيا البريطانية. وقد تصاعدت حدة المواجهات بعد يومين أسفرت عن مقتل سبعة من البيض واثنين من الأفارقة. انتشرت ثورة الشيمورنجا بسرعة في منطقة الميتابيلي؛ حيث قام الثوار بتعطيل الاتصالات مع المركز الإداري في سالسبوري، وشنُّوا هجمات متفرقة باستخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية من رماح وأقواس وسهام. وقد أسهم انضمام عدد كبير من أفراد الشرطة الإفريقية إلى صفوف الثوار في تعزيز قدرات المقاومة.

مع نهاية مارس، بلغ عدد القتلى الأوروبيين حوالي 143 قتيلاً. وفي تطوُّر خطير للأحداث، حاصرت قوات الميتابيلي مدينة بولاوايو في بداية أبريل من العام ذاته، مما اضطر المستوطنين إلى اللجوء إلى التحصينات للدفاع عن أنفسهم، وسط فشل محاولاتهم لوقف تقدم الثوار. وعند علمه بالثورة؛ عاد سيسيل رودس عاجلاً من إنجلترا إلى سالسبوري؛ سعيًا لإعادة السيطرة على الوضع المتدهور. وفي الوقت نفسه، سارعت شركة جنوب إفريقيا البريطانية إلى إرسال قوة عسكرية ضخمة مُؤلَّفة من 2000 جندي أوروبي و600 مقاتل إفريقي لدعم المستوطنين المحاصرين([15]).

استمرت أحداث ثورة الشيمورنجا في الميتابيلي لمدة عشرة أشهر متواصلة، حتى ديسمبر، مما أثقل كاهل الشركة بتكاليف باهظة، وبسبب هذه التكاليف، أعلنت الشركة في يوليو عن اللجوء إلى سياسة العفو العام عن الثوار لتقليص الخسائر وتجنُّب الإفلاس أو تحويل المستعمرة إلى محمية تحت إشراف الحكومة البريطانية. بعد حصار طويل ومُرهق استمر منذ أغسطس، وفشل جميع محاولات التفاوض، اضطرت قبائل الميتابيلي إلى الاستسلام في 13 أكتوبر 1896م، وذلك بعد قبول شروط السلام التي فرضها رودس([16]).

اعتقد شعب الماشونا أن الشركة ستنقذهم من استغلال شعب الميتابيلي، فثاروا ضدهم. ولكنهم سرعان ما اكتشفوا أن الشركة لم تقدم لهم الحرية التي كانوا يتطلعون إليها، بل فرضت عليهم نظام عمل قسري وضرائب جديدة، مما زاد من معاناتهم. وما أن تمكّن رودس من قمع ثورة الميتابيلي حتى وجّه أنظاره صوب ثورة الماشونا التي اندلعت في 15 يونيو 1896م بقتل عاملين أوروبيين في منجم. وفي الوقت نفسه، اغتيل المندوب الحكومي، لتنتشر أعمال العنف بسرعة في أراضي الماشونا؛ حيث هاجم الثوار المستوطنين البيض دون رحمة. ولحماية أنفسهم من الانتقام، تحصَّن الماشونا في قراهم المحصنة.

واستمرت ثورة الماشونا في التصاعد حتى مطلع عام 1897م؛ حيث واجهت القوات الأوروبية مقاومة شرسة. وفي محاولة لقمع الثورة، حاول المستوطنون حصار قلب مناطق الماشونا خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر من نفس العام، إلا أن الثورة استمرت في الانتشار([17]).

استطاع كاجوبي ومكواتي، بقيادتهما الحكيمة، توحيد شعب الماشونا في وجه الاستعمار. فقد تحصَّنا في المناطق الجبلية، وقاوموا المستعمرين لمدة عام كامل، مستخدمين شبكة واسعة من الاتصالات السرية لتبادل المعلومات وصياغة الخطط ([18]).

ويُعتقد أن مكواتي قد أراد إرهاق قوات رودس من خلال إشعال حربين متزامنتين، واحدة مع الميتابيلي والأخرى مع الماشونا. وقد نجح هذا التكتيك إلى حد كبير؛ حيث لجأ الماشونا إلى حرب العصابات، مستغلين التضاريس الوعرة لحماية أنفسهم من الهجمات المباشرة، مما أرهق القوات الاستعمارية. وفي أكتوبر، تمكَّنت القوات الاستعمارية من القبض على كاجوبي بعد أن ارتكبت مجزرة مروعة بحق المدنيين؛ حيث قامت بتفجير الكهوف التي كان الماشونا يختبئون فيها باستخدام الديناميت، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا. بينما لجأت نيهاندا إلى جبال مازوي للاختباء، وتمكَّنت من الإفلات من قبضة البريطانيين حتى ديسمبر عندما قررت الاستسلام. أما كاجوبي فقد أُلقي القبض عليه. وفي النهاية، حُكِمَ على كلا القائدين بالإعدام في 27 أبريل 1898م؛ حيث اتُّهِمُوا بقتل المندوب الوطني وأفراد الشرطة([19]).

الخاتمة:

تعتبر ثورة الشيمورنجا الأولى من أهم أحداث المقاومة ضد الاستعمار في تاريخ زيمبابوي. هذه الثورة كشفت عن إرادة شعبية راسخة في الدفاع عن أرضه وحريته، رغم التفاوت الكبير في القوى العسكرية والتكنولوجية بين الثوار والقوى الاستعمارية. أثبت تاريخ زيمبابوي أن الوحدة بين القبائل هي السبيل الوحيد لمواجهة الاستعمار. فالتعاون بين الماشونا والميتابيلي أرهَق المستعمرين، ورغم الهزيمة المُؤقَّتة، تجدَّد هذا التعاون في النصف الثاني من القرن العشرين لتحقيق الاستقلال. وهذا يدل على أن التحالفات القبلية لم تكن ثابتة، بل كانت تتشكل وتتبدَّل وفقًا للظروف التاريخية.

……………………………………………….

([1]) Palmer, Robin, Land & racial domination in R, Heinemann Books Ltd, London 1977, PP. 8-9.

([2]) Bute, E.L. & Harman, H.J., The Black Handbook the People History and Politics of Diaspora, London 1977, P.93

([3]) Jones, Arthur Keppel, The Occupation of Mashonland, The Canadian Historical Association, 1960, P.75.

([4]) السيد علي أحمد فليفل: جمهورية جنوب إفريقيا 1857-1902م، مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر، القاهرة 1990، صـ 108.

([5]) Samkange, Stanlake, Origins of Rhodesia, Heinemann Books LTD, London 1968, P.58.

([6]) Bute, E.L. & Harman, H.J., Op. Cit., P.176.

([7]) Palmberg, Mai, The Straggle for Africa, translated into English by Andree, E.M.K and (eds.), Zed Press, London 1983, P. 178.  

([8]) Bute, E.L. & Harman, H.J.: Op. Cit., P.176.

([9]) Palmberg, Mai, Op. Cit., PP.179-180.

([10]) Gelfand, M., The Shona Religion, Zambezia Vol. 01 No. 1, 1969, P.38.

([11]) Ranger, Terence, The Death of Chuminuka spirit Mediums Nationalism, P.352.

([12]) تعني حرفيًّا الشخص أو الوسيلة أو الوسيـط الذي تُوحي من خلالـه الآلهة إلى البشـر.

([13]) Palmer, Robin, Op.cit., PP. 12-13.

([14]) Gelfand, M., Op. Cit., P.38.

([15]) Samkange, Stanlake, H.J., Op. Cit., P. 77.

([16]) Sweetman, David, Women Leaders in Africa, Heinenenn Books Inc-, London 1984, P. 78.

([17]) Bute, E.L. & Harman, H.J., Op. Cit. P.176.

([18]) Samkange, Stanlake, Op. Cit., P. 79.

([19]) Palmberg, Mai, Op. Cit., P. 201.

المصدر: قراءات إفريقية
كلمات مفتاحية: الاستعمار البريطانيالشيمورنجاالوسطاء الروحيينثورة
ShareTweetSend

مواد ذات صلة

تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

سبتمبر 24, 2025
الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

سبتمبر 23, 2025
ساموري توري: بونابرت إفريقيا

ساموري توري: بونابرت إفريقيا

سبتمبر 23, 2025
تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

سبتمبر 22, 2025
إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

سبتمبر 22, 2025
التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

سبتمبر 21, 2025

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

صناعة الطباعة في إفريقيا جنوب الصحراء وعوامل دَفْعها

صناعة الطباعة في إفريقيا جنوب الصحراء وعوامل دَفْعها

أكتوبر 6, 2024

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

الاتحاد الإفريقي والشراكات في مجال إصلاح قطاع الأمن

أكتوبر 22, 2024

الانتخابات التشريعية في السنغال: الرهانات في مبارزة عن بُعْد بين عثمان سونكو وماكي سال

أكتوبر 21, 2024

صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

أكتوبر 20, 2024

إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

سبتمبر 22, 2025

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.