المقدمة:
ركَّزت الصحف الإسرائيلية خلال شهر أكتوبر 2025م على رَصْد التحديات الجيوسياسية والدبلوماسية في القارة الإفريقية، باعتبارها قضية حيوية تمسّ النفوذ والمصالح الإسرائيلية، وتُظهر المقالات التي وردت هذا الشهر بالصحف والمواقع الإخبارية العبرية مسارات هذا الاهتمام.
وعلى سبيل المثال: قضية حالة العداء المتزايد في جنوب إفريقيا، ولا سيما الموقف الرسمي الذي تَعُدّه من المواقف شديدة العدائية، ودلَّلت على ذلك بموقف حفيد نيلسون مانديلا، زويلوليلي مانديلا، الذي تحوَّل إلى رمز للمعارضة المناهضة لإسرائيل، وكذلك الموقف الرسمي لجمعية الأطباء الجنوب إفريقية التي قررت قطع علاقاتها المهنية بإسرائيل، رغم المساعدات الإسرائيلية الضخمة في أثناء أزمة كورونا، وتناولت القرار من زاوية أنه أشبه بـ”النفاق”.
الصراع المتصاعد بين إثيوبيا وإريتريا في القرن الإفريقي، كان حاضرًا أيضًا؛ حيث تُحذر أديس أبابا من تحضيرات إريترية للحرب بدعم من فصيل متطرّف، بالتزامن مع رغبة إثيوبيا في الوصول إلى البحر الأحمر، الممر المائي الإستراتيجي الذي يُهدّد عدم استقراره الأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
الصحافة الإسرائيلية تابعت عن كثب التطورات العسكرية في مدغشقر، وصعود العقيد مايكل راندريانيرينا، من السجن إلى القصر عبر انقلاب، وهو ما يُفسَّر ضمن سياق أوسع لتزايد ظاهرة الانقلابات العسكرية في إفريقيا، وترى أن هذه الظاهرة تُبرز المخاوف من عدم التزام الجيش بالتعهدات الانتخابية، ما يُبقي المنطقة في حالة من عدم اليقين.
في المجمل، تُظهر المقالات تركيزًا إسرائيليًّا على رَصْد وإدارة المخاطر الناتجة عن العداء الدبلوماسي في جنوب القارة، كما تقول، والصراع الإستراتيجي حول الممرات المائية في الشرق، والاضطراب السياسي والعسكري في مناطق النفوذ الإفريقي كالتالي:
في المقال الأول المنشور بصحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 6 أكتوبر 2025م، يقول الكاتب إيتمار آيخنر: إن حفيد نيلسون مانديلا، زويلوليلي، الذي أصبح صوتًا بارزًا ضد إسرائيل، اعتُقِلَ أخيرًا خلال مشاركته في أسطول بحري نحو غزة، وكان قد عارَض سابقًا تلقّي جنوب إفريقيا مساعدات إسرائيلية لمتضرري الفيضانات، ويضيف أن جمعية الأطباء في جنوب إفريقيا قطعت علاقاتها بالكامل مع الأطباء الإسرائيليين بسبب الحرب في غزة، وهو قرار وصفته السفارة الإسرائيلية بـ”النفاق السريري”، بالنظر للمساعدات التقنية والطبية التي قدَّمتها إسرائيل خلال أزمة كورونا.
وفي المقال الثاني بموقع قناة أخبار 12 العبرية بتاريخ 9 أكتوبر 2025م، يرصد الكاتب آساف روزنتسفيغ تصاعد التوتر بين إثيوبيا وإريتريا بعد تحذير إثيوبي للأمم المتحدة من استعدادات إريترية لشنّ حرب عبر التعاون مع فصيل متطرف من جبهة تحرير تيغراي (TPLF)، بهدف زعزعة استقرار إثيوبيا ومنعها من الوصول إلى البحر الأحمر، وكيف أن أديس أبابا ترى في هذه التحركات حربًا غير مباشرة؛ لعرقلة خطط إثيوبيا للوصول لموانئ البحر الأحمر.
وفي المقال الثالث بموقع واللا العبري، بتاريخ 18 أكتوبر 2025م، يتطرّق الكاتب غاي ألستر لحاكم مدغشقر الجديد، ويسرد أن العقيد مايكل راندريانيرينا، القادم من وحدة نخبوية عسكرية، أطاح بالرئيس أندري راجولينا في انقلاب، بعد انحيازه للمحتجين الغاضبين من الأوضاع الاقتصادية والفساد، ويرى أن هذا التطور يأتي رغم أن راندريانيرينا نفسه كان سجينًا قبل أشهر بتهمة التمرد، وكيف أنه وصف نفسه بأنه “خادم الشعب”، ويُروِّج للسيادة الوطنية عبر رَفْض استخدام اللغة الفرنسية، لكنّه يتولى السلطة في بلد يعيش أغلب سكانه تحت خط الفقر.
طرد حفيد مانديلا: رابطة الأطباء بجنوب إفريقيا تقطع علاقتها بإسرائيل: “نفاق سريري”[1]
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، عبر الكاتب إيتمار آيخنر، بأن حفيد الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، الذي وصل أخيرًا إلى قطاع غزة على متن أسطول بحري، وأصبح من أبرز الأصوات المناهضة لإسرائيل، لا يزال محتجزًا لديها (مع مراعاة تاريخ النشر).
وفي خطوة مفاجئة، أعلنت جمعية الأطباء في جنوب إفريقيا عن قطع جميع علاقاتها المهنية مع إسرائيل، على الرغم من المساعدات الكبيرة التي قدَّمتها تل أبيب لبريتوريا خلال أزمة جائحة كورونا. وقد سارعت السفارة الإسرائيلية بالرد، مهاجمة قرار الجمعية، وشدَّدت على أن التقنيات الإسرائيلية هي التي حمت المستشفيات التي تُديرها الجمعية.
وأشار “آيخنر” إلى أنه من بين الشخصيات البارزة التي كانت على متن الأسطول البحري الأخيرة التي احتجزتها إسرائيل هو زويلوليلي مانديلا، حفيد نيلسون مانديلا وعضو البرلمان السابق عن الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا. وذكر أن زويلوليلي اعتنق الإسلام قبل حوالي عقد بعد زواجه من زوجته الرابعة ذات الأصول المسلمة، وتحوَّل بعدها إلى أحد أبرز الأصوات المناهضة لإسرائيل؛ حيث استضاف في جوهانسبرغ ممثلين عن حركة حماس بعد شهرين فقط من هجمات السابع من أكتوبر.
وسرد المقال حادثة سابقة حدثت الشهر الماضي؛ حيث قدمت وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر وكالة المساعدات “ماشاف”، مساعدة إنسانية لمتضرري الفيضانات في إقليم الكاب الشرقية، وهي مساعدة عارضها بشدة حفيد مانديلا نفسه، زاعمًا أن “أيدي مُوفِّري المساعدة مُلطّخة بالدماء”، وذلك رغم أن الفيضانات أودت بحياة 103 أشخاص، وتركت الآلاف بلا مأوى.
على النقيض، ذكر “آيخنر” أن الملك الذي يحكم قبيلة الخوسا (ثاني أكبر قبيلة في جنوب إفريقيا، وينتمي إليها نيلسون مانديلا)، تجاهل الضغوط التي مارسها عليه حفيد مانديلا لرفض المساعدة، بل وزاد على ذلك بتقديم شكر علني لإسرائيل في مقابلات إعلامية، منتقدًا في الوقت ذاته حكومة بلاده لإهمالها السكان في الوقت الذي تُقدّم فيه إسرائيل يد العون.
ونقل الكاتب عن ممثل وزارة الخارجية ديفيد سارانغا قوله آنذاك: “جئت إلى هنا كرمز للصداقة طويلة الأمد، وتحدثنا مع الملك عن قيمة إصلاح العالم، وأعربت عن استعدادنا لمشاركة خبرة إسرائيل في مجالات المياه والزراعة”.
وفي تطور وصفه المقال بأنه “مظهر آخر من مظاهر النفاق”، قررت جمعية الأطباء في جنوب إفريقيا قطع جميع العلاقات مع نظرائهم الإسرائيليين بسبب الحرب في غزة، على الرغم من المساعدات الضخمة التي قدّمتها إسرائيل للبلاد في أثناء جائحة كورونا. وطالبت المنظمة في قرارها بالوقف الفوري لجميع العلاقات المهنية وتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الطبي العالمي، بفعل الأزمة الإنسانية الخطيرة في غزة، وقالت: إن “السلوك الإسرائيلي يتعارض مع الأخلاق الطبية الدولية”.
وانتقدت السفارة الإسرائيلية في جنوب إفريقيا هذا القرار بشدة في منشور عبر الإنترنت، وكتبت: “هل قطعت جمعية الأطباء في جنوب إفريقيا علاقاتها الآن مع أطباء إسرائيل؟ هذا مضحك -فخلال كورونا، ساعد بحث إسرائيلي في تتبُّع السلالة الجنوب إفريقية، وأجرت شركات إسرائيلية تجارب لقاحات في جنوب إفريقيا، والتقنية الإسرائيلية حمت مستشفيات جنوب إفريقية… مستوى النفاق السريري”.
كما زعمت السفارة بأن الجمعية تجاهلت في بيانها ذكر “48 رهينة إسرائيلية محتجزين لدى حماس في غزة، دون إمكانية الوصول إلى علاج طبي”، مشيرة إلى أن أحد هؤلاء الرهائن هو دانيال بيرتس، وهو من أصل جنوب إفريقي (مراعاة تاريخ النشر).
وختم المقال بالإشارة إلى أن حكومة جنوب إفريقيا معروفة بموقفها العدائي تجاه إسرائيل؛ حيث رفعت دعوى قضائية ضدها أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وهي إجراءات لا تزال مستمرة.
وعلى الرغم من الموقف الحكومي، يزعم “آيخنر” أن الرأي العام في جنوب إفريقيا يحمل مشاعر إيجابية تجاه إسرائيل؛ حيث أشار استطلاع نُشِرَ في مايو الماضي إلى أنها ضمن أفضل 10 دول يحمل فيها الرأي العام هذا التوجُّه.
مخاوف من اندلاع حرب تاريخية: إثيوبيا تُطلق اتهامات خطيرة بحق إريتريا[2]
وفقًا لما ورد في مقالة الكاتب آساف روزنتسفيغ، بموقع قناة أخبار 12 العبرية؛ فقد أصدرت الحكومة في أديس أبابا تحذيرًا خطيرًا بشأن استعدادات إريترية للحرب، كجزء من محاولة لزعزعة الاستقرار الإثيوبي. المقالة التي استندت إلى معلومات نُشرت في وسائل الإعلام الإثيوبية، تفيد بأن وزير الخارجية الإثيوبي، غديون تيموثيوس، وجَّه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، زعم فيها أن إريتريا تتعاون مع فصيل متطرف من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (TPLF)، وتخطط لشنّ حرب ضد إثيوبيا بالتعاون معه.
محتوى الرسالة يُظْهِر أن هذا التعاون أصبح أكثر وضوحًا في الأشهر الأخيرة، ويهدف بشكل رئيسي إلى توجيه ضربة استباقية ضد محاولات إثيوبيا للوصول إلى البحر الأحمر، وهي منطقة إستراتيجية تُشكِّل بؤرة صراع متزايد بين البلدين. لم تسيطر إثيوبيا على أيّ شريط ساحلي منذ استقلال إريتريا في عام 1993م، وهو وضع تراه أديس أبابا “إشكاليًّا وغير طبيعي”.
ويشير روزنتسفيغ إلى أنه إذا صحت مزاعم تيموثيوس، فإنها تُعتبر في الواقع حربًا غير مباشرة تشنّها إريتريا ضد حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد”. والهدف على الأرجح هو إحباط احتمال شن إثيوبيا لعملية عسكرية للسيطرة على الموانئ الإريترية. يأتي هذا التوتر بعد حرب حدودية دامية بين البلدين في الفترة 1998- 2000م، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف، وبعد تدهور العلاقات مرة أخرى منذ التقارب القصير الذي حدث مع تولي آبي أحمد منصبه في عام 2018م.
يزعم وزير الخارجية الإثيوبي في رسالته أن إريتريا وفصيل متطرف من الـTPLF يُموّلان، ويُنظّمان، ويُوجّهان جماعات مُسلّحة تعمل داخل مناطق مختلفة في إثيوبيا، لا سيما في منطقة أمهرة، هناك حيث تعمل ميليشيات “فانو”، وهي في صراع عنيف ومباشر مع الحكومة الفيدرالية.
ويكشف مضمون الرسالة أن حكومة إريتريا وفصيل الـTPLF، الذي يتزعمه دبرصيون جبريمايكل، الذي قاد القتال ضد الحكومة الإثيوبية في 2020- 2022م، يستعدان بنشاط للحرب في إثيوبيا. وتفيد الرسالة بأن حادثة وقعت في سبتمبر بمدينة ولاديا في أمهرة، شهدت مشاركة مباشرة لمقاتلين من الـTPLF إلى جانب نشطاء “فانو”، في محاولة للسيطرة على المدينة، بدعم من الحكومة الإريترية.
وعلى خلفية التوتر، ينقل روزنتسفيغ عن رئيس إثيوبيا، تاي أتسكي سيلاسي، قوله هذا الأسبوع أمام البرلمان: إن “البحر الأحمر ونهر النيل هما مصدران مائيان هائلان، وحيويان لوجود دولتنا”. وأثارت هذه التصريحات ردًّا حادًّا من وزير الإعلام الإريتري، يماني جبري ميسكل، الذي وصف التصريح بأنه “مثير للشفقة ومحرج”، وادعى أن “هوس إثيوبيا بهذا الموضوع غريب ومثير للتساؤل بكل المقاييس”.
في الختام، يرى الكاتب أن إثيوبيا تُواجه تحديًا أمنيًّا مزدوجًا وخطيرًا: مخاوف حقيقية من اندلاع صراع عسكري متجدد مع إريتريا خارجيًّا، بالتزامن مع تزايد الصراعات الداخلية في منطقة أمهرة، ما يُهدِّد بتقويض استقرار الحكومة المركزية.
من السجن إلى القصر الرئاسي: هذا هو الحاكم العسكري الجديد لمدغشقر[3]
يروي الكاتب غاي ألستر في مقالته المنشورة بموقع واللا العبري، قصة العقيد مايكل راندريانيرينا، الذي قاد الانقلاب ضد الرئيس راجولينا، وخروجه بسرعة مذهلة من ظلال وحدة النخبة بالجيش إلى سُدَّة الحكم، ويقول: إن راندريانيرينا يصف نفسه بأنه “خادم الشعب”، وينأى بنفسه عن تأثيرات القوة الاستعمارية السابقة فرنسا، لكن السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه هو: هل سيترك مقعده حقًّا كما وعد؟
ويتابع “ألستر”، حتى نهاية الأسبوع الماضي، لم يكن الكثيرون في مدغشقر قد سمعوا عن العقيد مايكل راندريانيرينا، لكن في غضون أيام قليلة فقط، تحوَّل من قائد غامض لوحدة نخبوية إلى أقوى رجل في الدولة، أو الجزيرة الواقعة قبالة سواحل إفريقيا.
الطريق إلى سلطته مُهِّدت يوم السبت، عندما أعلن بصفته قائد وحدة النخبة CAPSAT، وقوفه إلى جانب المتظاهرين ضد الرئيس أندري راجولينا، ورافقهم إلى وسط العاصمة أنتاناناريفو.
ومن هنا، يصف “ألستر” تسلسل الأحداث الدرامية، بقوله: تزايدت عُزلة الرئيس حتى اضطر للفرار من البلاد، على الأرجح على متن طائرة عسكرية فرنسية، ومن مخبئه، حاول راجولينا إيقاف الجمعية الوطنية التي اجتمعت للتصويت على إقالته، لكن دون جدوى؛ بعد أن تجاهلت الجمعية أمره بحلّها وصوَّتت بالإجماع ضده.
وبعد فترة وجيزة، وقف العقيد راندريانيرينا (51 عامًا) أمام القصر الرئاسي الفارغ، وأعلن للعالم أن وحدته تسيطر على السلطة. وفي محاولة لرسم ملامح القائد الجديد، يوضح الكاتب ألستر أن القليل جدًّا هو المعلوم عن زعيم الوحدة العسكرية الأقوى في المستعمرة الفرنسية السابقة، وأن ما هو معروف عنه أنه وُلِدَ في بلدة سيفوهيبوتي جنوبي مدغشقر، وفيما بعد، شغل منصب حاكم الإقليم بين عامي 2016 و2018م.
جدير بالذكر أن راندريانيرينا كان ينتقد الرئيس راجولينا، رجل الأعمال الذي استولى على السلطة بانقلاب عام 2009م بشدة، أما نقطة التحول الأكثر درامية في حياة العقيد فكانت في نوفمبر 2023م، حين سُجِنَ دون محاكمة بتهمة التخطيط للتمرد، بيد أن الضغط الشعبي، والاتهامات التي أطلقها طلاب وسياسيون بأن اعتقاله كان سياسيًّا، أدَّت إلى الإفراج عنه في فبراير التالي.
وقبل ساعات قليلة فقط من إعلانه سيطرته، قال راندريانيرينا لشبكة BBC: إنه مجرد “خادم للشعب”، فيما يصفه الصحفيون الذين التقوه بأنه يتمتع بكاريزما وثقة بالنفس ولطف، بعيدًا عن الغرور.
الكاتب الإسرائيلي يبرز أيضًا موقفه المتشدد من العلاقة مع فرنسا، وكتب أنه عندما عُرض عليه الإجابة بالفرنسية، رد بتساؤل: “لماذا أتحدث بالفرنسية؟ لماذا لا أتحدث بلغة شعبي، الملغاشية؟” مضيفًا أنه لا يحب تمجيد لغة الاستعمار.
ومضى الكاتب قائلًا: إن الحاكم الجديد حدَّد أولويته الأولى بالرفاهية الاجتماعية، وهي قضية مُلِحَّة في بلد يعيش فيه حوالي 75% من السكان تحت خط الفقر، وأن هذا الفقر المدقع كان سبب اندلاع الاحتجاجات التي تطوَّرت سريعًا إلى مطالب بإسقاط الرئيس.
وأعلن الحاكم العسكري الجديد صراحةً أن الجيش سيحكم لمدة عامين تقريبًا إلى جانب حكومة مدنية مؤقتة، على أن تُجرَى بعدها انتخابات عامة، لكنّ الكاتب يتحدث عن مخاوف مشروعة تنتاب المنتقدين، بألَّا يتخلى الجيش عن السلطة بهذه السرعة، على غرار انقلابات إفريقية أخرى.
ويسرد الكاتب روح الشارع؛ فبينما هلَّل الشباب لسقوط راجولينا، عبَّر البعض عن قلقهم من سرعة تدخل الجيش، فعلى سبيل المثال، أكدت ميوتي أندريانا مبينينتزوا، وهي طالبة تبلغ من العمر 18 عامًا، أن “هذه مرحلة واحدة… أهدافنا لم تتحقق بعدُ”، مضيفةً أن الهدف هو حكومة “قريبة من الشعب”.
وختم بالإشارة إلى أن جذور عدم الاستقرار تكمن في التركيبة السكانية الشابة والفقر المدقع؛ حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في البلاد بنحو النصف بين عامي 1960 و2020م، رغم كونها مُصدِّرة لسِلَع ثمينة.
…………………………….
[1] إيتمار آيخنر، “حفيد منديلا سيُطرد: جمعية طبية جنوب إفريقية تقطع علاقاتها مع إسرائيل، نفاق طبي”، صحيفة يديعوت أحرونوت (الأراضي المحتلة)، 6 أكتوبر 2025م، على الرابط (بالعبرية):
https://www.ynet.co.il/news/article/r1astvwale#google_vignette
[2] آساف روزنتسفيغ، “مخاوف من اندلاع حرب تاريخية: إثيوبيا تُطلق اتهامات خطيرة بحق إريتريا”، قناة أخبار 12 (الأراضي المحتلة)، 9 أكتوبر 2025م، على الرابط (بالعبرية):
https://www.mako.co.il/news-world/2025_q4/Article-af154d3a208c991026.htm
[3] غاي ألستر، “من السجن إلى القصر الرئاسي: هذا هو الحاكم العسكري الجديد لمدغشقر”، موقع واللا (الأراضي المحتلة)، 18 أكتوبر 2025م، على الرابط (بالعبرية): https://news.walla.co.il/item/3785813











































