الباحث: يوسف عثمان
الجامعة الإسلامية العالمية الإندونيسية
الملخص:
يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل جهود علماء «كانو» في تفسير القرآن الكريم عبر التاريخ، مركّزًا على دورهم في نشر الفهم الصحيح للكتاب العزيز بين المجتمعات الناطقة بالهوسا. وقد استهل الباحث عمله بتمهيد يتناول مفهوم التفسير وفوائده، وتاريخ دخول الإسلام إلى مدينة «كانو» وما شهده المجتمع من تفاعل ثقافي وديني أسهم في نشوء علم التفسير وتطوّره.
كما عرض العوامل التاريخية والعلمية التي حافظت على استمرارية التفسير رغم التحديات التي فرضها الاستعمار، من خلال البعثات العلمية، والدورات التعليمية، والمراكز المتخصصة.
ركّز البحث على شخصيتين بارزتين هما: الشيخ جعفر محمود آدم والدكتور محمد الثاني عمر موسى ريجير ليمو؛ لما كان لهما من أثر بارز في الساحة العلمية والدعوية عبر التدريس، والدروس التفسيرية، والتأليف بلغة الهوسا. وقد تميز منهجهما بالاعتماد على تفسير القرآن بالقرآن، والسنة الصحيحة، والآثار السلفية، مع تجنُّب الإسرائيليات والأحاديث الضعيفة، وربط النص القرآني بواقع الناس، وإضافة إرشادات تربوية ووعظية.
كما تناول البحث أصناف المفسرين في «كانو» مبرزًا الفروق بين الراسخين في العلم وغير المُؤهّلين الذين أحدثوا اضطرابًا في الساحة التفسيرية.
خلصت الدراسة إلى أن مدينة «كانو» تُمثّل مركزًا رائدًا في مجال التفسير، وأن جهود علمائها أسهمت في تعزيز الوعي الديني والاجتماعي.
وأوصى الباحث بضرورة تكثيف الدورات التأهيلية للمفسرين، وإنشاء لجان علمية لضبط ساحة التفسير، ودعم نشر التفاسير بلغة الهوسا، إضافة إلى سنّ قوانين تَحُدّ من تدخل غير المؤهلين في هذا المجال.
المقدمة:
لما كان القرآن الكريم دستورًا للأمة الإسلامية تقوم عليه الحياة، ويُستنبط منه الأحكام الشرعية؛ وجب على الأمة إيجاد مَن يتصدى لبيان وإيضاح ما احتوى عليه، فنتج من ذلك اهتمام الناس بالقرآن في بلاد غرب إفريقيا قراءةً وفهمًا، حتى قيل: “إن القرآن نزل بالحجاز، وقُرئ بمصر، وحُفظ بالمغرب”([1])، –والمغرب اسم يُطلق في القديم على كل البلاد الموجودة في غرب إفريقيا حاليًّا-، فكان من العادات القديمة لأهل بلاد الهوسا إقامة مجالس التفسير في شهر رمضان لمدارسة كتاب الله تعالى، -كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارسه مع جبريل([2])– وتذكير الناس بربهم، ودعوتهم إلى تدبُّر كلام الله، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
ويرجع البدء بهذا العمل في مدينة «كانو» إلى عهد أمير «كانو» علي ياجي، وصارت سُنّة متَّبعة إلى يومنا هذا، وقد أسهم في هذا النظام أجِلَّة من العلماء الربانيين، وعلى هذا الأساس يقوم الباحث بتتبُّع جهود أعلام علماء «كانو» في التفسير في العصر الحاضر.
أسباب اختيار هذا الموضوع:
دفعتني عدة أسباب لاختيار هذا الموضوع؛ منها: خدمة كتاب الله تعالى لتعلُّق الموضوع به، وهو خير مخدوم مما يُقرأ على وجه البسيطة. ثم السعي إلى إبراز دور علماء «كانو» في تفسير كلام الله، وأشهر أعلامه في العصر الحاضر، ولأن الموضوع متعلّق بمسقط رأسي.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى تحقيق عدة أهداف؛ من أهمها: الوقوف على مناهج أعلام التفسير من علماء «كانو» ومحاولة الموازنة بين مناهجهم، ثم معرفة جهود علماء «كانو» في مجال التفسير.
مشكلة البحث:
تكمن مشكلة البحث في عدم اشتهار الشخصيات البارزة في مجال التفسير من علماء «كانو» في العصر الحديث، وكون جهود علماء «كانو» في التفسير بين أوساط طلبة العلم ليست مشهورة، ثم معرفة ما لعلماء «كانو» من الإثراء العلمي في مجال التأليف.
حدود البحث:
ينحصر هذا البحث في إطارين اثنين؛ إطار التعريف بمدينة «كانو» وبأبرز الأعلام في التفسير، مع بيان ما لهم من جهود مشكورة في دفع عَجَلة تفسير كتاب الله في البلد.
مناهج البحث:
يقوم هذا البحث على المنهج التاريخي؛ وذلك من خلال تتبُّع تاريخ مدينة «كانو» وتاريخ المفسرين البارزين في المدينة خلال العصر الحاضر. والمنهج الاستقرائي من خلال استعمال كل وسيلة تُوصّلني إلى المعلومات حول الموضوع من مقابلة أو استبيان. ثم المنهج الوصفي التحليلي وذلك بوصف بعض الظواهر المتعلقة بالموضوع وتحليلها.
دراسات سابقة:
بعد التتبُّع والاستقصاء في البحث عن دراسة سابقة عن الموضوع؛ أخبرني الدكتور محمد الثاني عمر موسى ريجير أن هناك بحثًا بنفس العنوان قدَّمه أحد الطلاب في جامعة بايرو قسم الدراسات الإسلامية لنيل درجة العالية -الدكتوراه؛ إلا أن بحثي يختلف عن بحثه في عدة جوانب بحسب ما أخبرني الدكتور.
1-لا أتطرق إلى مَن تناولهم الباحث السابق.
2-التركيز أكثر على علماء أهل السنة لتجدُّد الجهود التفسيرية مِن قِبَلهم.
صعوبة البحث:
واجهتني صعوبات خلال البحث في الموضوع، منها ما يأتي:
1-عدم توافر المصادر المطبوعة على شبكة الإنترنت في الموضوع.
2-صعوبات الوقوف على مصادر تناولت تاريخ الشخصيات المدروسة في الموضوع.
3-كون التفاسير مترجمة إلى اللغة هوسا.
خطة البحث
يشتمل البحث على مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث، وخاتمة مع أهم نتائج البحث والتوصيات.
أما المقدمة ففيها أسباب اختيار الموضوع وأهدافه ومشكلته ومناهجه وصعوبته وخطته.
التمهيد، ويحتوي على ثلاث نقاط:
النقطة الأولى: مفهوم علم التفسير وفوائده.
النقطة الثانية: التعريف بمدينة «كانو» وتاريخ دخول الإسلام فيها.
النقطة الثالثة: مظاهر الثقافات الموجودة في مدينة «كانو».
المبحث الأول: نشأة علم التفسير في مدينة «كانو» وعوامل تطوره، وطرق انتشاره، وأهم مراكزه.
المبحث الثاني: من الأعلام البارزة في تفسير القرآن الكريم من علماء «كانو» في العصر الحاضر.
المبحث الثالث: مناهج أعلام المفسرين في مدينة «كانو» في العصر الحاضر.
الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث مع التوصيات.
وأضفت في الأخير قائمة المصادر والمراجع.
التمهيد:
النقطة الأولى: مفهوم علم التفسير وفوائده
التفسير في اللغة من: الفسر: البيان. فسَّر الشيء يفسِّره، بالكسر، ويفسره، بالضم، فسرًا، وفسره: أبانه، والتفسير مثله. ومنه قول الله -عز وجل-: { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (سورة الفرقان: الآية 33)، والفسر: كشف المغطَّى، والتفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل([3]).
واصطلاحًا: علم يُبحث فيه عن أحوال القرآن المجيد، من حيث دلالته على مراد الله تعالى، بقدر الطاقة البشرية([4]).
ولعلم تفسير القرآن الكريم فوائد جمّة؛ لتعلُّقه بأشرف كتاب أُنزل على البشرية، منها أنه طريق للتوصل إلى فهم معاني القرآن فهمًا صحيحًا([5])، ثم العمل بما فيه، وذلك أن الله ما أنزل القرآن إلا من أجل العمل. ومن الفوائد أيضًا: تذوق النص القرآني؛ حيث إن المفسرين يهتمون ببيان وجوه الإعجاز البياني والعلمي للقرآن الكريم، مما يدل على قدر هذا الكتاب، والتفسير يُبيّن مرونة الشريعة الإسلامية، ومناسبتها لكل زمان ومكان.
النقطة الثانية: التعريف بمدينة «كانو» وتاريخ دخول الإسلام فيها
تُعدّ مدينة «كانو» واحدة من أكبر ممالك الهوسا السبع([6]) قديمًا، وهي حاليًّا إحدى الولايات الشمالية ضمن جمهورية نيجيريا الفيدرالية. تتميز المدينة بأغلبية مسلمة وأراضٍ خصبة ملائمة للزراعة. تحدّها من الشمال الغربي مدينة كشينا، ومن الشمال الشرقي مدينة جيغاوا التي انفصلت عنها في عام 1991م، ومن الجنوب مدينة كادونا، ومن الشرق مدينة بوتشي([7]).
تحتل مدينة «كانو» مكانة بارزة في مجال التجارة، حتى إن شعارها يُعرف بمركز التجارة. يبلغ عدد سكانها، وفقًا للإحصائيات الأخيرة، بين 15 إلى 16 مليون نسمة([8]). وتُعدّ لغة الهوسا اللغة الأساسية للتخاطب بين أفراد المجتمع، بينما تُعتبر اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للدولة. أما اللغة العربية فتتوسط بين هاتين اللغتين بشكل ملحوظ.
كانت مملكة «كانو» في القديم مملكة وثنية؛ حيث كان سكانها يعبدون صنمًا يُدعى “ظُنْبُرْ بُرَا”، وكان يُشرف على معبد الصنم راهب يُدعى “بَرْبُوشِي”، الذي كان يقيم على تلّة “دَالَا”، ولا ينزل إلا مرة في العام. فجاء “بَغَوْدَا” في عام 999م إلى 1063م فاستولى عليهم، وبقي الحكم في بنيه إلى مستهل القرن التاسع عشر.([9])
ومن الصعب جدًّا تحديد الوقت الدقيق لدخول الإسلام إلى «كانو» لكن يُروى أن الملك الحادي عشر، “عَلِي يَاجِي طَنْ ظَمِيَا” كان أول مَن اعتنق الإسلام في القرن الخامس عشر على يد وفود من علماء “وَانْغَرَا([10]). وبفضل هذا التحول أصبحت «كانو» مركزًا دينيًّا وأُقيمت المساجد، وتأسست المجالس العلمية، وعُيِّن القضاة والمؤذنون. وقد أشار بعض المؤرخين إلى أن الإسلام كان موجودًا في «كانو» قبل وصول هذه الوفود، في عهد الملك “مُحَمَّد الرُمْفَا”، لكنه يُمارَس بشكل تقليدي غير منظم. ومع مجيئهم هُذِّب على يد المتخصصين.([11]) حتى إن الملك “عَلِي يَاجِي طَنْ ظَمِيَا” اتخذ أحد الشيوخ صديقًا ومستشارًا أمينًا، فكان يُوجّهه في شؤون الحكم وأمن الدولة، وتُعدّ هذه المرحلة من العوامل التي أسهمت في انتشار الثقافة الإسلامية والعلمية في «كانو».
النقطة الثالثة: مظاهر الثقافات الموجودة في مدينة كانو
كما سبقت الإشارة إلى أن مدينة «كانو» تُعدّ مركزًا رئيسيًّا للتجارة في نيجيريا بشكل خاص وغرب إفريقيا بشكل عام. وقد جعلها هذا الموقع التجاري المهم وجهةً للعلماء القادمين من مختلف أنحاء العالم، فكان سُكّانها يولون اهتمامًا كبيرًا بالعلماء الوافدين، فيتعلمون منهم أمور دينهم وما يُعينهم على تحسين حياتهم الدنيوية. ومن أبرز العلماء الذين زاروا «كانو» الإمام الشيخ محمد عبد الكريم التلمساني، والإمام السيوطي، الذي زارها وقت زيارته للولايات المجاورة لها في إحدى رحلاته، عام 1473م، مما أدى إلى اعتماد علماء «كانو» تفسير الجلالين كمرجع أساسي للقراءة والتدريس.([12])
هذا الاهتمام بالعلم والعلماء يُبرز مكانة كانو؛ حيث ازدهرت فيها الحركة العلمية، مما جعلها نقطة جذب لطلاب العلم والتجار على حد سواء.
المبحث الأول:
نشأة علم التفسير، وعوامل تطوره، وطرق انتشاره، وأهم مراكزه في مدينة كانو
يرجع نشأة علم التفسير في مدينة «كانو» إلى دخول الإسلام فيها؛ حيث اعتنى أهلها بالعلوم الإسلامية عمومًا اعتناءً بالغًا، إلى أن جاء الاستعمار فتدهور التعليم الإسلامي على يد المستعمرين منذ أن وطئت أقدامهم أرض «كانو» وأدى ذلك إلى تراجع اهتمام الطلاب بالمواد الإسلامية، وانصرافهم نحو العلوم الحديثة، استمر هذا الوضع إلى أن حصلت نيجيريا على الاستقلال عام 1960م.([13])
رغم هذه الظروف الصعبة التي فرضها الاستعمار، بذل بعض علماء «كانو» جهودًا جبّارة تجاه علم التفسير، فسعوا سعيًا حثيثًا للاعتناء به، ذلك من خلال العوامل الآتية:
1-البَعثات التعليمية: بعد الاستقلال، قامت بعض الحكومات بإرسال بَعثات تعليمية إلى الخارج، وأسهمت في رفع مستوى التعليم الديني والعلمي.([14])
2-المِنَح الجامعية: أُتيح للطلاب فرصة الدراسة في الجامعات الإسلامية بالخارج، مثل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة؛ حيث حصل حوالي 20 طالبًا على منحة دراسية في تخصصات العلوم الإسلامية([15]).
3-دورات علمية محلية: من بين هذه الأنشطة، الدورة التي أقيمت في جامعة بايرو التي تم استقبال نخبة من العلماء لإقامة دورات تدريبية في اللغة العربية والدراسات الإسلامية برئاسة الشيخ علي بن محمد ناصر الفقيه، المسؤول عن شؤون المكتبات، ساعدت هذه الدورات في رفع مستوى الطلاب الجادين.
وبفضل هذه الجهود، استمر العلم في التطور في مدينة «كانو» وأصبحت مركزًا مهمًّا للعلم والتفسير في نيجيريا؛ حيث حافظ العلماء على نشر العلوم الدينية رغم الصعوبات.
وأما تأسيس علم التفسير في «كانو» بشكل أخص فيرجع إلى عصر وفود علماء “وَانْغَرَا” إليها، وذلك في عهد الملك “عَلِي يَاجِي طَنْ ظَمِيَا” في القرن الثالث عشر الميلادي([16]).
كان الشيخ عبد الرحمن الزيتي يهتم بتفسير كتاب الله تعالى في أرض «كانو» لمّا وجَد من حرص أهلها على تعلم القرآن الكريم وفهمه.
وفي العصر الذهبي لمملكة «كانو» قام الشيخ عبد الكريم المغيلي التلمساني بابتكار نظام جديد في تعليم القرآن وعلومه، عُرف باسم “نظام البر”([17]).
وفي عهد الملك “بَاوَا مُحَمَّدُ رُمْفَا” (1660- 1700م)، وفد إلى «كانو» داعية يُدعى الشيخ عبد الله، وكان يُفسّر القرآن بعد صلاة الفجر يوميًّا حتى اشتهر بعلمه، فاستدعاه الملك، فأجزل له العطاء وأسكنه قصره، مما مكَّنه من التوسع في تفسير القرآن وتعليمه.([18])
وقد استفاد علماء «كانو» كثيرًا من جهود آل فوديو من خلال مؤلفاتهم في تطوير ملكاتهم التفسيرية، مما جعل مدينة «كانو» مركزًا علميًّا بارزًا في هذا المجال.
وتوجد أيضًا جهود إضافية من بعض المشايخ في مجال التفسير، ومن أبرزهم:
1-الشيخ ناصر الكبرى: ألَّف كتابًا في التفسير بلغة الهوسا، وأسماه بـ”إحسان المنان في إبراز خبايا القرآن إلى كل حواري من فقراء الزمان”، في أربعة مجلدات.
2-الشيخ رابع بن يونس الإلياسوي، ألّف نحو 30 كتابًا في علوم القرآن، والقراءات([19]).
3-الشيخ علي الكوساني، الذي ألّف كتابًا عن التفسير لكنه لم يُكمله.
طـرق انتشار التفسير في مدينة «كانو» وأهـم مــراكزه.
تنوعت طرق انتشار التفسير في مدينة «كانو» ومن أهم هذه الطرق ما يأتي:
1-المساجد: يحضرها المستمعون للتفسير ممن كان قريبًا منها والحريصين من طلبة العلم وقت إلقائها.
2-المعاهد: يكون هذا غالبًا للطلبة الذين يدرسون الدراسات الإسلامية على اختلاف مراحلهم العلمية.
3-دور العلماء: هذه تخص طلبة العلم الجادين الذين يُعَدَّون غالبًا للتعليم أو ليخلفوا المشايخ في حلقاتهم وقت غيابهم.
4-القنوات الإذاعية والتلفيزيونية: يقوم بعض المحسنين من الأغنياء بشراء ساعات البث، فتنشر في أوقات مخصوصة فيَصل إلى أقطار مختلفة وينتفع الناس بذلك.
5-الشبكة العنكبوتية: يتولى ذلك شبان مخلصون، فينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة.
وأما مراكز التفسير في مدينة كانو؛ فيعسر حصرها لكثرتها، ومن أهمها ما يأتي:
1-مركز عثمان بن عفان للوقف الإسلامي “غَدَنْ قَيَا”: وهو مركز بناه أحد المخلصين، ويحتوي على مسجد ومدرسة ومكتبة…، ويُلقي فيه الدكتور محمد الثاني عمر تفسيره كل جمعة، وهناك أنشطة دينية أخرى تقام فيه.
2-مركز الفرقان في جي نسروا “ج ر أ”: هو مركز بناه أحد المخلصين، ويحتوي على مسجد ومدرسة ومكتبة…، ويلقي فيه الدكتور بشير علي عمر تفسيره فيه كل سبت، وتقام فيه دروس أخرى.
3-جامع الطريقة القادرية بجانب القصر الملكي: هو مسجد بناه زعيم الطريقة القادرية الشيخ ناصر كبرى، وتلقى فيه دروس دينية.
4-مسجد أمير «كانو» بالقصر الملكي: هو مسجد بُني منذ عهد الملك محمد رمفا، في القرن الخامس عشر الميلادي، وتلقى فيه دروس دينية.
المبحث الثاني:
من الأعلام البارزة في تفسير القرآن الكريم من علماء كانو
إن الكلام عن الأعلام البارزة التي أسهمت في مجال التفسير في مدينة «كانو» أمر يطول جدًّا، لذا سيقتصر هذا البحث على أبرز الأعلام المشهورين في العصر الحاضر، بدءًا بالشيخ جعفر محمود آدم، ثم الشيخ الدكتور محمد الثاني عمر ريجير ليمو.
1-الشيخ جعفر محمود آدم
هو أبو سالم جعفر بن محمود بن آدم بن نوح الدوري مولدا الكانوي نشّا، وُلد عام 1961م، بدأ الشيخ عنايته بالقرآن الكريم في سنّ مبكرة، ومنَّ الله عليه بحفظه حفظًا متقنًا، وكتبه غيبًا على طريقة المغاربة([20]). ثم توجَّه إلى طلب العلوم الأخرى، فقرأ على مالم([21]) محمد شيخ، ومالم عيسى طن لامي، ومالم صحابي أرزي، وغيرهم من علماء «كانو» ثم رحل إلى مكة والمدينة والسودان وغيرها من البلدان؛ طلبًا للعلم.
وللشيخ مشاركات إيجابية في المسابقات القرآنية داخل نيجيريا وخارجها؛ لتمتعه بحفظ متقن للقرآن الكريم.
لم يلتحق الشيخ بالدراسة النظامية في صِغَره؛ لانشغاله بحفظ القرآن الكريم، وبعد ما أتم الحفظ، التحق بالمدرسة الثقافية لمكافحة الأمية في عام 1980م، واستمر فيها حتى عام 1984م. ثم قُبِلَ في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1989م، في كلية القرآن والدراسات الإسلامية، وكان من الطلاب المتميزين. ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة إفريقيا في السودان، ثم سجل لدرجة الدكتوراه في جامعة عثمان بن فوديو صوكوتو نيجيريا، حتى تم اغتياله -رحمه الله- عام 2007م([22]).
قبل أن يلتحق الشيخ بالجامعة كانت له دروس يُلقيها في المساجد وفي الحلقات، وبعد عودته من المدينة المنورة، واصل السير في الحَقل الدعوي والتعليمي، واحتلت دروسه في التفسير مكانة خاصة بين دروسه([23]).
كان للشيخ مجالس عديدة لتفسير القرآن الكريم في مدينة «كانو» وفي بعض الولايات في شمال نيجيريا، منها: مجلس التفسير في مسجد “تُرَايُومْب” في شهر رمضان، وهو أول مجلس عقده الشيخ للتفسير، وذلك قبل أن يلتحق بجامعة المدينة، وله أيضًا مجلس التفسير في مسجد شارع بيروت خلال كل أسبوع، واستمر المجلس حتى أتم تفسير القرآن الكريم([24]) فيه عام 2006م([25]).
كما قدَّم تفسيرًا أسبوعيًّا بمسجد عثمان بن عفان للوقف الإسلامي من عام 1997م، يلقيه بعد صلاة مغرب يوم الجمعـة، وكـان يتبع العادات التقليدية في بلاد الهوسا التي تتمثل في قراءة الآيات المـراد تفسـيرها، فيقوم بالترجمة والشرح والتعليق بعد ذلك لمدة ساعة ونصف في كل جلسة. ويحضـر هذا المجلس جمّ غفير من الناس، وبقي الأمر على هذه الحال حتى وفاته، وهو في تفسير سورة الحجرات.
وفي مدينة “مَيْدُغُرِي” بدأ التفسير بجامع الحاج محمد “إِنْدِمِي” عام 1994م في شهر رمضان، وأتم ختمة التفسير فيه عام 2001م، ثم عاد ليقوم بالختمة مرة أخرى، ولكن حالت المنية بينه وبين غرضه، ووقف في آخر سورة التوبة، وكان تفسير ميدغري أشهر تفاسيره وأحبها إليه كما صرح هو بنفسه في أحد الأشرطة التفسيرية؛ وذلك لوجود كوكبة من الحفظة الذين تدوّي أصواتهم عندما يستشهد الشيخ بالآيات القرآنية.
فلقي هذا التفسير قبولًا هـائلًا من الناس والعلماء وطلاب العلم وأرباب الحكومات السياسية، وغيرها، وأصحاب التجارة في مدينة ميدغري وخارجها.
وهو كذلك قدّم دروسًا في التفسير بمدينة بوتشي، وكان يقتصر في هذا الدرس على انتقاء السور التي يُريد تفسيرها.
وفي الأخير فإن جهوده في التفسير حظيت بقبول واسع من الناس بمختلف طبقاتهم، وكان لها أثر عميق في نشر العلم الشرعي وتعزيز الفهم الصحيح للقرآن الكريم؛ رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته.
2-الشيخ الدكتور محمد الثاني عمر ريجير ليمو
هو الشيخ الدكتور محمد الثاني عمر موسى ريجير ليمو، من مواليد عام 1970م بحي الغراب بالمملكة العربية السعوديّة، بيد أنه تعلّم في المراحل التعليميّة الأولى في مدينة «كانو» بالكُتّاب، ولم يسجّل في المدارس النّظامية مبكرًا، ألحقه الشّيخ حمزة “أَدَكَاوَا” بمدرسة ابتدائية في حي (كُورْنَا أَسَبي)، فنقل إلى مدرسة فقراء المسلمين للتاجر عبد الله (طَنْ بَتَّا)، ثم إلى مدرسة الدروس الإسلامية العالية الثانوية بشاهوشي، وانتقل بعدها لدراسة المرحلة الثانوية في كليّة معلمي اللّغة العربية، بغوالي، «كانو» وتخرّج فيها عام 1989م، والتحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة عام 1990م فدرس من المرحلة الجامعية حتى الدكتوراة بكلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية التي طالما حلم بها وتمناها، وكان متفوقًا دائمًا، ورجع إلى «كانو» عام 2005م([26]).
وكان الشيخ يشارك في الساحة الدعوية قبل التحاقه بالجامعة مشاركة إيجابية، ولما عاد أقام برامج دعوية وعلمية مختلفة داخل «كانو» وخارجها، ويهمنا بهذا الصدد البرامج المتعلقة بالتفسير، ومن أهمها ما يلي:
درس أسبوعي بمسجد عثمان بن عفان في كل يوم جمعة: بدأ بالتفسير فيه إثر مقتل الشيخ جعفر محمود آدم، فأسند إليه هذا المجلس فأجاد وأفاد، والمجلس ما يزال مستمرًّا، بدأ بالتفسير فيه من سورة البقرة، وتم تفسيرها في أكثر من مائتي وخمسين درسًا، وفي تفسير آل عمران وقف عند الآية 104 يوم الجمعة الموافق 22\11\2024م.
بالإضافة إلى درس سنوي بمسجد “إِنْدِمِي” في مدينة برنو ميدغري يوميًّا في شهر رمضان، وهو مجلس كان يقيمه الشيخ المرحوم، فخلفه الدكتور بعد وفاته، عام 2007هــ، ودام هذا الدرس مدة ثلاث سنوات، ثم انقطع لأسباب أمنية فنقل إلى بوتشي، بدأ بالتفسير فيه حيث وقف الشيخ جعفر محمود آدم بداية سورة يونس حتى وصل إلى آخر سورة الحجر.
ودرس سنوي آخر بمسجد غولاغا في مدينة بوثي يوميًّا في شهر رمضان: واصل الدكتور بالتفسير في هذا المجلس من حيث وقف في مدينة برنو، وما يزال الدرس مستمرًّا، وقد وقف الشيخ في رمضان الماضي في تفسير سورة المؤمنون عند قول الله تعالى: { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ} [سورة المؤمنون: الآية 67].
ودورة سنوية في إعداد المفسرين خاص بالدعاة الذين يُرْسَلون إلى بلدان شتى -على عادات علماء نيجيريا-، لإقامة التفسير في كل رمضان، جاء هذا الدرس نتيجة ما لاحظه الشيخ من الفوضى الشائعة في مجال التفسير خاصة في شهر رمضان؛ حيث يتولى التفسير مَن لا يعرفه، وتُقام هذه الدورة غالبًا عندما يقترب شهر رمضان، ويسهم فيها نخبة من المتخصِّصين في المجال، وقد أثمرت هذه المبادرة ثمارًا يانعة. وألف تفسير القرآن الكريم بلغة الهوسا بــعنوان: “أوضح البيان لمعاني وهدايات القرآن باللغة الهوسا”، وهو تفسير يقع في ستة مجلدات فريد من نوعه، لم يشهد الشعب الهوساوي مثله.
كان أسلوب الشيخ الدكتور في هذا المؤلَّف أسلوبًا دقيقًا؛ حيث يبدأ في تفسير كل سورة بالنقاط الحساسة لها فيذكر اسم السورة، ومكان نزولها، وعدد آياتها، وإن كان هناك خلاف بين المفسرين في أحد النقاط المذكورة تطرق إليه مناقشًا، ثم يَخْلُص إلى الرأي الراجح. ثم يشرع في ذِكْر فضل السورة إن ورد بذلك نص صحيح، وإلا ذكر موضوع السورة، وأهم رسالة تُقدّمها للناس، وما يمكن للناس أن يعتبروه من الدروس والعظات.
وبعد ذلك يورد الآية التي يريد تفسيرها فيترجها ترجمة دقيقة سهلة التناول، ثم يتبعها بالتفسير على طريقة المفسرين القدامى بالمأثور، ويختم بما يستفاد من الآية من دروس.
المبحث الثالث:
أصناف المفسرين ومناهجهم في مدينة كانو
إن أصناف المفسرين في نيجيريا عامة، وفي مدينة «كانو» خاصة، تتنوع بناءً على مشاربهم، ويمكن تقسيم هؤلاء المفسرين إلى الأصناف التالية:
الصنف الأول: هؤلاء هم الذين يتميزون بمعرفة عميقة بعلم التفسير، ولديهم إلمام بأحكام الدين والعلوم الشرعية واللغة العربية، فيتحدثون بها ويكتبون بها مؤلفاتهم، هذا الصنف نادر جدًّا، لكنهم يقدّمون تفسيرًا يستند إلى العلم الراسخ بالكتاب والسنة، مما يجعلهم مفيدين للغاية لأمتهم ومجتمعهم. مثل الشيخ جعفر محمود آدم والدكتور محمد الثاني عمر موسى.
الصنف الثاني: هم الذين اقتصروا على تفسير الجلالين دون إضافة أو شرح جديد، وتفسيرهم أشبه بترجمة حرفية لعبارات الجلالين، دون التطرُّق إلى شرح المضامين أو تحليل الجمل، هؤلاء المفسرون أقل ضررًا ممن يفسرون القرآن بآرائهم وأهوائهم، لكنهم أيضًا أقل نفعًا من الصنف الأول.
الصنف الثالث: هم الذين يعتمدون على الجلالين مع حاشية الصاوي، ويقتصرون على ترجمة الحاشية دون نقد أو تمحيص. وغالبًا ما يتضمن تفسيرهم قصصًا ضعيفة، وأحاديث موضوعة، وأسباب نزول غير صحيحة، هذا الصنف يكثر بين غلاة المتصوفة.
الصنف الرابع: هم الذين يعتمدون على الجلالين ويترجمون كلمات القرآن ترجمة سطحية غامضة، دون تدبُّر لمعاني الآيات وتأملها، وإن وُجِدَ منهم بعض التدبر، فهو غالبًا منحاز ضد عقيدة أهل السنة والجماعة ومُوجّه لنشر التصوف المغالي، مثل الشيخ قريب الله الشيخ ناصر كبرى، ومن عجيب أمرهم أنهم يُنهون تفسير القرآن كاملًا خلال 30 يومًا في رمضان، بمعدل ترجمة جزء يوميًّا خلال ساعتين فقط.
الصنف الخامس: هؤلاء لا يستندون إلى أيّ كتاب أو أصل مُعتمَد في تفسيرهم، بل يعتمدون على آرائهم وأهوائهم، يفسرون الآيات بطرق غير مسبوقة، ويفسرون كلام الله تعالى بما لا يحتمله النص، فيُحرّفون المعاني لتتوافق مع توجهاتهم الباطلة، ومع ذلك تراهم يتفاخرون بعدم الاعتماد على كتب أو أصول، هذا الصنف يسعى لنشر أفكار منحرفة وتحريف كلام الله عن مواضعه لشيخ عبد الجبار الشيخ ناصر كبرى.([27])
الصنف الأخير: فئة من الشباب ظهرت –بفضل تيسير التقنية والانفتاح الرقمي– تتصدر للكلام في معاني القرآن وتفسيره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتمدةً على ثقافة سطحية، أو ترجمات مغلوطة، أو اجتهادات شخصية لا تستند إلى منهج علمي راسخ؛ وكل ذلك طلبًا للشهرة وحب الظهور أمام الناس. يفتح أحدهم الكاميرا، ويتحدث بثقة مفرطة في تفسير آيات عظيمة، دون رجوع إلى أمهات كتب التفسير، أو أقوال السلف الصالح، أو ضوابط اللغة العربية التي لا يُفهَم القرآن إلا بها. بل إن بعضهم يُخضع معاني الآيات لهواه، ويُسقطها على الواقع إسقاطًا متكلّفًا مضللًا، مما يؤدي إلى اضطراب المفاهيم، وبلبلة في فهم الدين لدى عامة الناس.
منهج الشيخ جعفر محمود آدم في تفسير القرآن الكريم
تفسير الشيخ جعفر للقرآن الكريم يتميز بمنهج واضح؛ حيث يقوم على أساس تحديد الآيات المراد تفسيرها من خلال تتبُّع الآيات التي ينوي تفسيرها من أمهات كتب التفسير، مثل: تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير، ومحاسن التأويل لجمال الدين القاسمي، وأضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والتحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور، والجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي، والصحيح المسبور في التفسير بالمأثور للدكتور حكمت بشير ياسين، أحد مشايخه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
ثم يقدم خلاصة ما قرأه من هذه المصادر بإيجاز شديد، مع إضافة إرشادات تربوية وكلمات وعظية تناسب السياق والحالة، ويقوم منهجه وقت العرض على ما يأتي:
- تفسير القرآن بالقرآن.
- تفسير القرآن بالسنة النبوية الصحيحة والآثار السلفية الصحيحة.
- السَّير على منهج السلف الصالح في الآيات المتعلقة بالمسائل العقدية.
- تجنُّب الإسرائيليات والقصص الموضوعة التي شاعت في بعض كتب التفسير.
- التطرق إلى أوجه القراءات بقدر الحاجة.
- الابتعاد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة، خصوصًا عند بيان أسباب نزول الآيات.
- الاعتماد على كتاب الصحيح المسبور لبيان أسباب النزول الصحيحة.
- بيان بعض وجوه الإعراب للآيات عند الحاجة، معتمدًا في ذلك على كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي والتحرير والتنوير لابن عاشور، وكذا يتناول الشعر بإيجاز.
- تناول آيات الأحكام بقدر الحاجة، ولم يكن متعصبًا بل كان يدور مع الدليل.
- ربط الآيات بالواقع: كان الشيخ يسعى دائمًا إلى ربط تفسيره بالواقع الحياتي للناس، ويضيف إرشادات تربوية وكلمات وعظية في تفسيره لبعض الآيات، مما أضفى على تفسيره طابعًا عمليًّا يناسب حياة الناس اليومية، لذا بات تفسيره مرجعًا للعوام والخواص من الناس.
ترك الشيخ جعفر أثرًا كبيرًا في الساحة الدعوية والعلمية، وانتشرت تسجيلات تفسيره على نطاق واسع من خلال الوسائط المسموعة والمرئية والأقراص الإلكترونية([28]).
رحم الله الشيخ، فقد أسهم في نشر الفهم الصحيح للقرآن الكريم وربطه بواقع الناس، مع الالتزام بمنهجية علمية ودعوية واضحة.
وكان الشيخ سعيد هارون هو الذي يساعد الشيخ في قراءة الآيات المراد تفسيرها في جميع مجالسه التفسيرية([29]).
منهج الشيخ الدكتور محمد الثاني عمر موسى في تفسير القرآن الكريم
يقوم منهج الدكتور محمد الثاني عمر موسى ريجير ليمو في تفسير القرآن الكريم على أساس دقيق، يتمثل في تتبُّع جميع كتب التفاسير أو أغلبها، وتقييد أحسن ما يتعلق بالآيات المراد تفسيرها في أوراق بيضاء، ثم يقوم بترجمة ما قرأه القارئ –على عادات مفسري بلاد الهوسا- ترجمة دقيقة، ثم يشرع في عرض كل ما له علاقة بالآية خطوة خطوة، معتمدًا على ما قرأه من المصادر التفسيرية بإسهاب شديد، مما جعله يمكث في تفسير آية واحدة أكثر من شهر، ويهتم خلال عَرْضه بتوجيه إرشادات تربوية وكلمات وعظية تناسب السياق والحالة، ويمكن حَصْر منهجه في النقاط التالية:
- تفسير القرآن بالقرآن، ويدخل في هذا الباب التفسير الموضوعي؛ حيث يتناول كل الآيات التي لها علاقة بالآية التي يريد تفسيرها.
- تفسير القرآن بالسنة النبوية الصحيحة والآثار السلفية الصحيحة، ويمر بأغلب ما جاء فيها.
- السَّير على منهج السلف الصالح في المسائل العقدية، والرد على العقائد الباطلة.
- تجنُّب الإسرائيليات والحكايات والقصص الموضوعة التي شاعت في بعض كتب التفسير.
- التطرُّق إلى أوجه القراءات بشكل موجز.
- الابتعاد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة، خصوصًا عند بيان أسباب نزول الآيات.
- تناول آيات الأحكام بقدر الحاجة، ولم يكن متعصبًا، بل كان يدور مع الدليل حيث دار.
- ربط الآيات بالواقع: كان الشيخ يسعى دائمًا إلى ربط تفسيره بالواقع الحياتي للناس، وأضاف إلى ذلك إرشادات تربوية وكلمات وعظية.
أدَّى الدكتور في هذا المجال دورًا هامًّا، وأثرى المكتبات الإسلامية بتفسير نفيس ترك أثرًا كبيرًا في الساحة الدعوية والعلمية، مما ساعد في نشر الفهم الصحيح للقرآن الكريم وربطه بواقع الناس، مع الالتزام بمنهجية علمية ودعوية واضحة.
وتنشر تسجيلات تفسيره على نطاق واسع من خلال الوسائط المسموعة والمرئية، والوسائل الاجتماعية برعاية لجنة صوت الحق «كانو».
الخاتمة وأهم نتائج البحث:
الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات، بعد انتهائي من إعداد هذا البحث المتواضع، توصلت إلى نتائج عديدة، من أهمها ما يلي:
- من الصعب جدًّا تحديد وقت دقيق لدخول الإسلام إلى مدينة «كانو» بسبب غياب الأدلة التاريخية الواضحة.
- يتمتع سكان مدينة «كانو» بأغلبية مسلمة وثقافة واسعة في مجالي الدين والتجارة، مما أسهم في تطور علوم التفسير فيها.
- كان تفسير القرآن الكريم من العلوم التي حظيت باهتمام كبير من علماء «كانو» منذ زمن بعيد، ويعود الفضل -بعد الله سبحانه وتعالى- إلى الونغراويين.
- للعلماء والمؤسسات التعليمية والحلقات العلمية والبعثات التعليمية دور بارز في تطوير وارتقاء مستوى الناس دينيًّا وأخلاقيًّا واجتماعيًّا.
- يمثل الشيخ جعفر محمود آدم والدكتور محمد ثاني عمر تحولًا إيجابيًّا كبيرًا في مجالس التفسير من خلال تفسيريهما اللذين يخلوان من الخرافات والإسرائيليات والأحاديث الموضوعة.
- دخول بعض غير المؤهلين من علماء «كانو» في مجال التفسير أدى إلى انتشار الفوضى بين المفسرين.
- اهتمام علماء «كانو» قديمًا بتفسير الجلالين، يعود إلى كون السيوطي ممن وفد إلى هذا البلد.
أهم التوصيات:
- تعزيز وتكثيف الدورات التوعوية لتأهيل الراغبين في دراسة وتفسير القرآن الكريم.
- إنشاء لجنة علمية متخصصة لتقييم مَن يتصدى للتفسير وضمان أهليتهم العلمية.
- نوصى بمساعدة العلماء ماليًّا لطباعة الكتب ونشر أقراص التفاسير لتصل إلى المناطق النائية.
- الرجاء من الحكومة وضع قوانين صارمة لمنع غير المؤهلين من التفسير؛ حفاظًا على جناب كتاب الله تعالى.
……………………………………………………………….
[1] – مثل شائع في بلاد إفريقيا.
[2] – صحيح البخاري، 1/6 وصحيح مسلم، 4/73.
[3] – لسان العرب لابن منظور الأنصاري (ت 711هـ) 5/55 الناشر: دار صادر – بيروت الطبعة: الثالثة – 1414هـ.
[4] – مناهل العرفان في علوم القرآن، لمحمد عبد العظيم الزُّرْقاني (ت 1367هـ) 2/133، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الثالثة.
[5] – شرح منظومة التفسير، لأحمد بن عمر بن مساعد الحازمي، دروس صوتية وفُرّغت من موقع الشيخ الحازمي، 2/16.
[6] – ممالك الهوسا السبعة هي: كشينا وزكزك وغوبر وكانو ورانو ودورا وغرن غبس. حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا. صـ40.
[7] – Wikipedia the free encyclopedia
[8] – https://www.worldometers.info/world-population/nigeria-population/&ved=2ahUKEwiCy4nKuf
[9] – حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا – أ.د. شيخو غلادنثي.
[10] – ونغرا هو بلد اشتهر بوفرة الذهب في القرون الماضية. يقع هذا البلد على الضفة الغربية لنهر سنغال، وكان جزءًا من مملكة مالي. وقد هاجر وفد من ونغرا إلى منطقة كانو، ينظر حركة الغة العربية وآدابها في نيجيريا، أ.د. شيخو غلادنثي صـ44، في الهامش.
[11] – حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا – أ.د. شيخو غلادنثي، صـ 47.
[12] – ينظر موجز تاريخ نيجيريا للشيخ عبد الله آدم إلوري، صـ 81-82، نقلاً عن مجلة الرسالة، العدد الثاني صـ 194-195.
[13] – حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا – أ.د. شيخو غلادنثي ص 107- 109 بتصرف.
[14] – المصدر السابق، حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا – أ.د. شيخو غلادنثي، ص 110.
[15] – مجلة الجامعة الإسلامة بالمدينة عدد 32 ص 203- 206. بتصرف.
[16] – بالنظر إلى هذا التاريخ يظهر تعارض بين القول بوفود الونغراويين، فالحاصل أن الوفد وفدوا مرتين ففي المرة جاءوا بالإسلام، بينما في المرة الثانية هذبوه من الخرافات والشركيات”؛ أفاده أ.د. شيخو غلادنثي في كتابه حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا صـ 45.
[17] – ينظر موجز تاريخ نيجيريا للشيخ عبد الله آدم إلوري صـ 81-82، نقلا عن مجلة الرسالة العدد الثاني صـ 194-195. ونظام البر هو نظام إلقاء التفسير في شهر رمضان.
[18] – أوضح البيان لمعاني وهدايات القرآن باللغة الهوسا، للدكتور محمد الثاني عمر موسى، 1/21-24، دار النشر: مركز الإمام البخاري للبحث والترجمة كانو- نيجيريا. الطبعة الأولى، 2020م، 1441هـ.
[19] – دور القرآن الكريم في الحفاظ على اللغة العربية ومستقبلها في نيجيريا، مركز البحوث والدراسات القرآنية، جامعة بايرو كانو، صـ4.
[20] – مجلة الماهر بالقرآن بجامع بايرو كانو نقلاً من كتاب أيامي مع داعية الجيل، ومفسر التنزيل للدكور محمد الثاني عمر موسى ريجير ليمو، صـ7-13 الطبعة الأولى، دار الحكمة للكتاب الإسلامي بتصرف.
[21] – وكلمة ” مالم” تُستخدم في لغة الهوسا بمعنى الشيخ، وتُطلق من العوام احترامًا.
[22] – في صبيحة يوم الجمعة 25/03/1428هـ الموافق 13/03/2007م، تم اغتيال الشيخ على يد بعض المجرمين؛ حيث أطلقوا عليه الرصاص وهو ساجد في الركعة الأولى من صلاته وهو إمام بالناس بمسجد المنتدى بحي طوريي، كانو.
[23] – ينظر في المرجع السابق بتصرف صـ 7- 10.
[24] – ذكر لي أحد تلامذة الشيخ أن تفسير بيروت استقر بعد في يوم الأربعاء أسبوعيًّا، وأما في مسجد عثمان بن عفان ففي يوم الجمعة بعد المغرب. ذكره لي الشيخ محمد عبد السلام “بابن غولي”. عبر الوتساب.
[25]– ينظر مجلة الماهر بالقرآن بجامع بايرو كانو نقلًا من كتاب أيامي مع داعية الجيل ومفسر التنزيل للدكور محمد الثاني عمر موسى ريجير ليمو ط: دار الحكمة للكتاب الإسلامي، بتصرف ص37- 38.
[26] – ينظر أوراق من حياتي للدكتور محمد الثاني عمر موسى بتصرف صـ2-7.
[27] – ينظر مقالة الدكتور محمد الثاني عمر موسى مجالس التفسير في نيجيريا إلى أين ؟! (مجلة قراءات إفريقية – الرياض، العدد السادس 1431هـ). ص7 -10 بتصرف يسير.
[28] – فرغت هذه التفاسير بإشراف الدكتور محمد الثاني عمر موسى ريجير ليمو في مجلدين ضخمين بلغة الهوسا.
[29] – ينظر مجلة الماهر بالقرآن بجامع بايرو كانو نقلاً من كتاب أيامي مع داعية الجيل، ومفسر التنزيل للدكور محمد الثاني عمر موسى ريجير ليمو، صـ12، الطبعة الأولى، دار الحكمة للكتاب الإسلامي.