قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    الأذرع الروسية الثلاثة: التنافس على ترويكا الساحل

    جنوب إفريقيا تتواصل مع “حماس” وتبحث توصيل المساعدات الإنسانية إلى فلسطين

    هل يجب على إفريقيا أن تتوقف عن الاستعانة بمصادر خارجية لتغيير مستقبلها؟

    شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

    شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    عين على إفريقيا (18-27 ديسمبر 2023م): إفريقيا بين التطلع لدور دوليّ والأزمة الاقتصادية وحلول الشراكات

    التأشيرات الذهبية في إفريقيا جنوب الصحراء: آلية جديدة لجذب الاستثمار

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

    مدغشقر ما بعد راجولينا: ولادة نظام أم عودة الفوضى؟

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    تصدُّع التكامل الإقليمي: دلالات وتحوُّلات قمة “الإيكاس” الاستثنائية السابعة

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    لماذا تتنافس شركات الأسلحة الأوروبية على السوق الإفريقية؟

    تحليل اتجاهات الإنفاق العسكري في إفريقيا جنوب الصحراء وأثره على الأمن الإقليمي

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    رئيس مدغشقر يخطط لـ”حوار وطني” مع إعلان المحتجين عن إنذار نهائي

    مدغشقر.. مرآة جيل متمرد على النخب السياسية الفاسدة

    رئيس وزراء إثيوبيا يتعهد مجددا بتفكيك كل القوات الإقليمية

    بعد محاولتين فاشلتين… هل تنجح إثيوبيا في تحقيق الديمقراطية؟

    من يشكل التحدي الأكبر لـ”بيا” في الانتخابات الرئاسية بالكاميرون؟

    من يشكل التحدي الأكبر لـ”بيا” في الانتخابات الرئاسية بالكاميرون؟

    الجنايات الدولية تعتزم إغلاق مكتبها في الكوت ديفوار خلال 2025

    انسحاب دول الساحل من المحكمة الجنائية الدولية: ما أسباب الجدل المستمر حول دورها وشرعيتها؟

    البحرية السنغالية توقف قاربين للمهاجرين يحملان 272 شخصا

    ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    الأذرع الروسية الثلاثة: التنافس على ترويكا الساحل

    جنوب إفريقيا تتواصل مع “حماس” وتبحث توصيل المساعدات الإنسانية إلى فلسطين

    هل يجب على إفريقيا أن تتوقف عن الاستعانة بمصادر خارجية لتغيير مستقبلها؟

    شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

    شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    عين على إفريقيا (18-27 ديسمبر 2023م): إفريقيا بين التطلع لدور دوليّ والأزمة الاقتصادية وحلول الشراكات

    التأشيرات الذهبية في إفريقيا جنوب الصحراء: آلية جديدة لجذب الاستثمار

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

    مدغشقر ما بعد راجولينا: ولادة نظام أم عودة الفوضى؟

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    تصدُّع التكامل الإقليمي: دلالات وتحوُّلات قمة “الإيكاس” الاستثنائية السابعة

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    لماذا تتنافس شركات الأسلحة الأوروبية على السوق الإفريقية؟

    تحليل اتجاهات الإنفاق العسكري في إفريقيا جنوب الصحراء وأثره على الأمن الإقليمي

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    رئيس مدغشقر يخطط لـ”حوار وطني” مع إعلان المحتجين عن إنذار نهائي

    مدغشقر.. مرآة جيل متمرد على النخب السياسية الفاسدة

    رئيس وزراء إثيوبيا يتعهد مجددا بتفكيك كل القوات الإقليمية

    بعد محاولتين فاشلتين… هل تنجح إثيوبيا في تحقيق الديمقراطية؟

    من يشكل التحدي الأكبر لـ”بيا” في الانتخابات الرئاسية بالكاميرون؟

    من يشكل التحدي الأكبر لـ”بيا” في الانتخابات الرئاسية بالكاميرون؟

    الجنايات الدولية تعتزم إغلاق مكتبها في الكوت ديفوار خلال 2025

    انسحاب دول الساحل من المحكمة الجنائية الدولية: ما أسباب الجدل المستمر حول دورها وشرعيتها؟

    البحرية السنغالية توقف قاربين للمهاجرين يحملان 272 شخصا

    ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

لماذا فشلت الانتفاضات الشعبية في تغيير نظام الحكم في توغو؟

أغسطس 20, 2025
في تقارير وتحليلات, سياسية
A A
المعارضة وجماعات المجتمع المدني تجدد دعواتها لتنظيم احتجاجات شعبية في توغو

اقرأ أيضا

الأذرع الروسية الثلاثة: التنافس على ترويكا الساحل

هل يجب على إفريقيا أن تتوقف عن الاستعانة بمصادر خارجية لتغيير مستقبلها؟

شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

د. خليفة السويح

تُعدّ توغو دولة استثنائية في غرب إفريقيا؛ حيث تشهد منذ استقلالها تكلُّسًا سياسيًّا واستبدادًا متجددًا نجمت عنه أزمة داخلية مستعصية لم تحلّ عقدتها المفاوضات أو الاحتجاجات العنيفة، وحوَّلتها من حلم “سويسرا استوائية”، إلى “قلعة خوف” تحت نظام حكم عائلي مستبد صارم.

يسعى هذا المقال إلى تفكيك آليات تكلُّس السياق السياسي وتجدُّد الاستبداد، وعوامل فشل الانتفاضات الشعبية للإطاحة بنظام عائلة أياديما، ودعائم نظام القمع الراسخ.

صراع مرير ضد الانقلابات:

 يرى المؤرخ التوغولي غودوين تيتي ((Godwin Tété أن تاريخ بلده هو تاريخ انقلابات متتالية[1]. منذ 30 سنة يواكب العالم “مصارعة الذراعين” في توغو، والتي لم تُحْسَم بعدُ بين عشيرة أياديما والمعارضة، بما في فصولها من مقاومة وقمع وضحايا وغرقى ودهاء وإعادة إنتاج للاستبداد.

لم يتغير النظام ولم يفلّ عضد الشارع. شهدت توغو خمس جمهوريات لم يحدث فيها تداول سلمي على السلطة أنتج بلدًا ممزقًا وشعبًا محبطًا فقيرًا ومعارضة فتك بها الخوف والإفساد. أعاد تأسيس الجمهورية الخامسة وتغيير نظام الحكم في توغو من رئاسي إلى برلماني في مايو 2025م زخمًا وحيوية إلى المعارضة التوغولية، وطرح مجددًا السؤال التاريخي لشعب توغو المُنهَك: كيف نتخلَّص من ديكتاتورية عائلة أياديما التي تسيطر على الحكم في توغو منذ 58 سنة؟

إن تاريخ توغو هو تاريخ انقلابات عسكرية ودستورية ومجازر دموية. يتندّر المعارضون في توغو بأن آخر انتخابات نزيهة في بلدهم نظَّمتها الأمم المتحدة سنة 1958م؛ حيث تُوصَف جُلّ الانتخابات بكونها مُزيَّفة فاز فيها الحزب الواحد الحاكم الذي أسَّسه أياديما منذ 1969م، وآخرها الانتخابات البلدية التي أُجريت في17 يوليو 2025م.

يمتاز السياق السياسي في توغو بنظام وراثي عائلي متكلّس، ومعارضة مثخنة بالقمع، ومجتمع فقير عمَّه اليأس، فشلت فيه ديناميات المقاومة والانتفاضات الشعبية في تغيير النظام أو حثّه على إحداث إصلاحات جذرية.

عند نهاية كل جولة من الصراع يكتفي النظام المستبد بتقديم تنازلات مضللة صورية وينبري المجتمع في انتشال جثث ضحايا القمع الوحشي من بحيرة العاصمة لومي.

نظام وراثي متجدّد:

منذ 62 سنة أرسى الجنرال أياديما نظامًا عسكريًّا ديكتاتوريًّا أُسَريًّا معتمدًا مبدأ الوراثة في الحكم. مفتقرًا إلى شرعية نضالية (مثل نكروما في غانا)، أو مسيرة سياسية (مثل هوفوات بوانيي في كوت ديفوار)، أو مسار علمي ومهني مميز (مثل سنغور بالسنغال).

حرص غناسيمبي أياديما على تلافي هذه النقائص، وأكسَب حُكْمه شرعية أسطورية وسطوة متأثرًا بالمارشال موبوتو بالكونغو. وأوحى الجندي السابق في الجيش الاستعماري الفرنسي إيتيان أياديما الذي حارب حركات التحرر في فيتنام والجزائر بأنه بمثابة “إله” ومُصارِع جبَّار وصيّاد ماهر.

انخرطت دُور نَشْر فرنسية عبر كتب ورسوم للأطفال في تكريس تقديس شخصية الحاكم، وحوَّلت صورة الجندي أياديما ذي المظهر الفظّ إلى قائد جذّاب وفذّ!! وصنعت له الدعاية الرسمية تراثًا مزيفًا وصورًا رمزية، وتلاعب أياديما بالمخيال الجمعي وكرَّس التراث الثقافي القبلي مثل طقوس لعبة المصارعة إيفالا والرقص والسحر، وطوَّعه لخدمة نظامه الشمولي.

كان الجنرال ذو القبضة الحديدية يتباهى أمام التوغوليين بأنه لا يمرض ولا يموت، خاصةً بعد نجاته وحيدًا من تحطُّم طائرته الرئاسية في قرية ساراكوا سنة 1974م، والتي اعتبرها معجزة إلهية، لكنَّه فارق الحياة يوم 5 فبراير 2005م في طائرته المُحلّقة بسماء تونس.

ليلة إعلان موت الطاغية تنفَّس التوغوليون الصعداء، ولم تشهد المدن والقرى مظاهر حزن ولوعة فراق وشرب بعضهم الأنخاب احتفاءً بموته[2].

لكن سعادتهم لم تَدُم؛ حيث هندَس الجيش انقلابًا دستوريًّا ونصَّب ابن قائدهم فوري غناسينبي رئيسًا جديدًا. لم يُنفّذ الجيش سوى إرادة إياديما الذي خطَّط ومهَّد منذ صياغة دستور 2002م إلى تنصيب ابنه خلفًا له. كطاغية براغماتي كانت له خيارات توريث عديدة لتعدُّد أبنائه تمثلت في ابنه المفضل آرنست Ernest الذي فتك به المرض، ثم كباتشا kpatcha، لكنَّه كان فظًّا تحوم حوله شبهات عديدة.

انحصر اختياره على فوري Faure الوديع والمتعلم، وخاصةً أنه المشرف على ودائع العائلة وحساباته البنكية في سويسرا، وهو يمتلك مؤهلات مقبولة في الاتحاد الأوروبي الذي عاقب توغو في التسعينيات بعقوبات اقتصادية. كما يمكن تقديمه داخليًّا باعتباره رمزًا لوحدة الشمال والجنوب (أُمّه جنوبية من قبيلة الإيوي).

تولى فوري الحكم إثر حمام دم (500 ضحية سنة 2005م)، وانتخابات شابَها التزوير. رغم مرور 20 سنة من حُكمه إلا أنه لم يُحْدِث تغييرات مهمة في توغو؛ حيث ازداد الفقر والبطالة، ولم يُنْجِز طرقات ولا مستشفيات. نجح فوري في تثيبت نظام سلالي، ولكنّه فشل في تحقيق التنمية. وظلّ مُدجّجًا بحزب حاكم يؤطّر المجال ويُخْضِع المواطنين، وفاز فوري في الانتخابات الرئاسية سنة 2005م و2010م و2015م، وسنة 2020م، في انتخابات سادها التزوير بحسب المعارضة التوغولية.

رغم أن العهدة الرئاسية الثالثة، والرغبة في تمديد الحكم أطاحت بالرؤساء في غرب افريقيا إثر انقلابات عسكرية أو احتجاجات شعبية، لكنّها في توغو أدَّت إلى انقلاب دستوري داخل النظام نفَّذه الرئيس فوري؛ حيث أعلن في 6 مايو 2024م قيام الجمهورية الخامسة، وتم إقرار دستور جديد يضمن له البقاء في السلطة مدى الحياة دون الحاجة إلى خوض الانتخابات، واستحدث له منصب رئيس مجلس الوزراء؛ ليتمتع بسلطات واسعة.

إزاء الجمود والقصور الذاتي للمعارضة أجَّجت وسائل التواصل الاجتماعي الانتقادات المُندِّدة بالانقلاب الدستوري وغلاء المعيشة وارتفاع كلفة الكهرباء، مطالبة بتنحي فوري غناسيمبي. قاد الحراك الشعبي نشطاء من الجالية المهاجرة التوغولية في تيك توك ومدونين أسَّسوا حركة M66 حركة 6 يونيو.

كان المُحرّض الأبرز ضد النظام هو مغني راب شاب يُدعى آمرون Aamron ينتمي إلى إقليم الشمال من قبيلة الكابيي، أدى اعتقاله وإخضاعه عنوة لعلاج نفسي إلى اندلاع احتجاجات شعبية ومواجهات دموية في توغو طالبت بسقوط النظام في أواخر شهر يونيو 2025م. اتهم النظام الحاكم مغني الراب بالجنون مستحضرًا ذاكرة ومخيال وأمجاد مُؤسِّسه الطاغية التي استثمر مخيالًا وذاكرة من الأساطير والموروث حولت أحد الرماة السنيغاليين الرقيب إيتيان أياديما إلى مرتبة الألوهية والقداسة والطوطم لدى الشعب التوغولي.

 كانت نشرات الأخبار تبرز أياديما نازلًا من السماء ومُحلّقًا بين السحب. برع “ربان الأمة” لمدة 38 عامًا في البقاء في السلطة بفضل انقلابين عسكريين واستخدام ممنهج للتزوير الانتخابي ودعم من جيش مخلص، ومن جماعته العرقية الكابيي، وشبكات صداقة وثيقة من الخارج، لا سيما في فرنسا، وسياسة ماهرة في نهب موارد البلاد”[3]. وإلى يومنا الحالي يحتفي الحزب الحاكم بفوري القائد المستنير ويحيطه بهالة من القداسة وعبادة الشخصية[4].

ما يجمع الأب وابنه هو التشبث بالسلطة والقمع الوحشي وتحويل توغو إلى ثكنة عسكرية وسجن مفتوح. ولد القمع الوحشي إحباطًا عامًّا جعل التوغوليين ينتظرون بطلًا مخلصًا من هذا النظام الجامد المتكلس، ومثلما عقدوا آمالهم سابقًا على زعماء المعارضة جان بيار فابر Jean Pierre Fabre ثم تيكبي أتشادام Tikpi Atchadam وفرانسوا بوكوFrançois Boko. لم يفلح هؤلاء بالإطاحة بسلالة غناسيمبي، بل تحالفوا معه واليوم تتَّجه الأنظار هذه الصائفة نحو المغني آمرون[5] وجيل المدونين على أمل التخلُّص من عائلة أياديما. حوَّل الجنرال الملقب “بشجرة الباوباب”، وابنه الشعب إلى مجتمع فقير مُكمَّم الأفواه ومحبط.  حيث تُعدّ توغو بلدًا ثريًّا لكنَّه يُصنَّف ضمن البلدان الأكثر فقرًا ومديونية في العالم؛ إذ يعاني من نُدْرة المرافق الاساسية من كهرباء ومياه صالحة للشرب وطرقات غير مُعبَّدة وندرة المستشفيات. جغرافية الفقر والندرة تشمل كل الأقاليم من الجنوب إلى الشمال وتحوّل توغو إلى محور رئيسي لتهريب المخدرات، فهل ينجح فنان الراب الموصوم من النظام “بالجنون”، وشبان أحياء لومي الفقيرة في الإطاحة بسلالة المحارب أياديما التي ألهمت شخصيته أحد أهم روايات الكاتب الايفواري أحمدو كوروما “في انتظار تصويت الوحوش”[6].

دولة الخوف:

أدى الاستعمال الممنهج للقمع الوحشي وتعزيز آليات عنف الدولة والاغتيالات والتعذيب والاختطاف وإغراق المتظاهرين في بحيرات لومي والإفلات من العقاب وتقييد الحريات إلى تحويل توغو إلى دولة هلع وسجن مفتوح. استمد الجنرال أياديما شرعيته من جرائم وانتهاكات متعددة أبرزها جريمة كبرى هزت إفريقيا المستقلة تمثلت في اغتياله يوم 13 يناير 1963م لأول رئيس لتوغو “سيلفانوس أولميبو” الذي عاقبته فرنسا؛ لأنه بدأ الإجراءات الفعلية لسَكّ عُملة وطنية وفك الارتباط بالفرنك الاستعماري.

أشرف على جريمة الاغتيال السفير الفرنسي في لومي هنري مازوي[7]، وأشاد بمنفذها الجنرال ديغول في أول لقاء له بأياديما. نصح ديغول في هذه المقابلة الرئيس التوغولي بالحزم والصرامة. وفعلًا كرَّس غناسيمبي طيلة 38 سنة من حكم توغو من 1967 إلى 2005م “وجهًا وحشيًّا مُتجهّمًا” حيال الداخل و”وجهًا مبتسمًا سخيًّا” للأجانب[8].

حافَظ الجنرال على حُكمه بدينامية عنف منظّم وغلظة ومؤسسات تجذّر القمع وسلسلة اغتيالات. يذكر المؤرخ التوغولي تيتي غودوين أن بلاده دخلت منذ تولي غناسيمبي مقاليد الحكم في أبريل 1967م بعد الإطاحة بنيكولا غرونتسكي مرحلة ملكية مطلقة حوَّلت التوغو إلى “ليل مظلم من الرعب” و”وادي من الظلام والدموع وصرير الأسنان والرعب الأبيض”[9] طارحًا سؤالًا يُؤرّق إلى يومنا الحالي التوغوليين كيف استطاع هذا الحكم أن يستمر؟

تؤكّد تقارير منظمات حقوق الإنسان على الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن التوغولية والمليشيات والتي تتمثل في الاعتقال الجائر والاحتجاز دون تهمة والتعذيب والإعدام دون محاكمة للمعارضين، إضافةً إلى الاغتيالات والاختفاء القسري.

حوّل الجنرال توغو من حلم “سويسرا استوائية” إلى كابوس، مستلهمًا “القسوة والعنف الشديدين” من الرئيس الكونغولي السابق موبوتو الذي “استلهم منه تأسيس نظام قائم على تقديس القائد وتمجيده والتكالب على نهب موارد البلاد والقسوة والعنف الشديدين”[10].

ويشير المؤرخ الكاميروني آشيل مبيمبي والمفكر الفرنسي جون فرانسوا بايار إلى الطابع الإجرامي والمستبد لحكم أياديما. فقد أبدى فوري الذي استولى على السلطة قسوةً وعنفًا يُضاهي بَطْش والده رغم ملامحه الوديعة؛ حيث قمع المعارضة، ووأد حُلم التوغوليين بالتحرّر عن طريق البطش وتزوير الانتخابات مرتكبًا سنة 2005م “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك الاضطهاد السياسي الوحشي للمعارضين؛ حيث لقي 700 شخص حتفهم وفرَّ حوالي 40 ألفًا إلى بنين وغانا، خوفًا من الانتقام”[11]. ونفّذت في عهده اغتيالات ذات نمط المافيا وعصابات الجريمة المنظمة والتي طالت كبار قادة الجيش وأحد أبرز دعائم حُكمه.

جيش قبلي ميليشياوي:

أشرفت فرنسا على نشأة الجيش التوغولي وتدريبه وتجهيزه، وقد قاد نواته قدماء الرماة السينيغاليين؛ حيث صرح السفير الفرنسي في توغو سنة 2003م معجبًا بـ”أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة المنضبطة والمدربة جيدًا في توغو”[12]. ويعتبر الباحث التوغولي كومي تولابور أن الحزب الحاكم “قوقعة فارغة”، بينما يمثل الجيش العمود الفقري للنظام. ويُقدّر عدد جنود القوات المسلحة التوغولية بـ18 ألف جندي منهم 3 آلاف شرطي، علمًا بأن الحكومة الحالية برمجت رفع عدد الجنود إلى 20 ألف سنة 2025م. وتتم عملية انتداب الجنود على أساس مناطقي قبلي تُقام مراسمها أواخر شهر يوليو في احتفالات مسابقة تقليدية للمصارعة “إيفالا” التي تُنظَّم في شمال البلاد بمنطقة كارا، وتحديدًا في مسقط رأس الجنرال أياديما قرية بيا، تُعطَى فيها الأولوية لشباب قبيلة الكابيي المحاربة التي تنتمي إليها العائلة الحاكمة.

 تتيح لعبة “إيفالا” لشباب الكابيي ذوي التعليم المحدود، الانضمام إلى الجيش التوغولي الذي يتكون أساسًا من أشخاص أُميين يُطلِق عليهم التوغوليين بسخرية “جيش أبناء العم”، وفي رسالة مفتوحة مُوجَّهة بتاريخ 10 يوليو 1991م إلى الرئيس أياديما احتج الضباط المتعلمون قائلين له: لقد شكلتم جيشًا على صورتكم؛ صورة أمي كبير”[13].

هندس نظام أياديما هوية قبلية وإقليمية محددة للجيش التوغولي تستند إلى إقليم الشمال وقبيلة الكابيي. بحسب آخر الإحصائيات يُوفّر إقليم الشمال 80 بالمائة من الجنود، منهم 90 بالمائة من قرية العائلة الحاكمة بيا Pya. وتحتكر عائلة أياديما وأصهاره المراكز القيادية في الجيش وتمَّت صياغة عرف متداول يتمثل في منع أبناء الجنوب من تبوؤ مناصب قيادية في الجيش أو الحرس الرئاسي.

يبرز الجيش في توغو فاعلًا رئيسيًّا في السياق السياسي كمليشيا قبلية مبدأ عقيدتها العسكرية حماية عائلة الرئيس أياديما وضمان ديمومتها في الحكم وحراسة معبد الحزب الواحد الحاكم. حافَظ الجيش التوغولي على أصوله الاستعمارية كقوة قمع رهيبة؛ حيث يحظى بدعم فرنسا عتادًا وتدريبًا؛ حيث يشرف عليه لليوم خبراء عسكريين فرنسيين وجنرالات متقاعدين يُؤطّرون القبعات الحمراء والخضراء وقوى البوليس والحرس الرئاسي.

في بلد صغير ومجتمع مسالم لكنّه فقير ومحيط إقليمي غير مُعادٍ؛ رصدت الدولة ميزانية ضخمة وامتيازات هامة للجيش دفَع بالتوغوليين للقول: إن الجيش في حالة حرب مع المجتمع لإخماد الثورات، مما جعله عقبة شديدة أمام تحوُّل ديمقراطي في توغو، لكنَّ هذا الجيش تشقه صراعات وانقسامات مهمة وتطاحن في عهد فوري غناسيمبي مثل اغتيال أحد أبرز قادته الكولونيل توسانت مدجولبا Toussaint Madjoulba عشية تنصيب فوري رئيسًا يوم 4 مايو 2020م، واتهام قائد أركان الجيش الجنرال كادنغا Kadangha Abalo بتصفيته.

حكم قبيلة الكابيي والعائلات الوصولية:

عزَّز الجنرال أياديما طيلة 38 سنة مركزية عرقية مناطقية لحُكمه، وجعل من قريته بيا ونُخَب الشمال من الكابيي قاعدة حُكمه ولمزيد من إضفاء شرعية تاريخية روَّج النظام أسطورة تم تداولها عشرات السنين تتمثل في أن “الكابيي هاجروا من السماء لتعمير توغو”، وهي خرافة رُدِّدت في الخطاب الرسمي منذ سنة 1974م ترسخ في الأذهان والمخيال أن “المجموعة العرقية للرئيس صادرت الملكية التاريخية للبلاد، وهو ما يُؤهِّلها لحكمه”.

وظَّف الجنرال أياديما المظالم التاريخية في العهد الاستعماري من تهميش وعبودية وأشغال شاقة التي عانت منها قبائل الشمال لدعم حُكمه، والانتقام من قبائل الجنوبيين الإيوي سكان السواحل الذين حظوا بعناية المستعمر الألماني. كقائد ميكيافيلي حصيف نصَّب غناسيمبي نفسه المُوزّع الحصري للثروات والمداخيل؛ حيث أحاط نفسه بنُخْبة الشماليين وتحلَّقت حول بلاطه البورجوازية الساحلية وعائلات انتهازية من جنوب البلاد، وخرجت من حكمه وعطاءاته طبقة من رجال الأعمال والعسكريين من عائلته وأبناء قرية بيا وقلة من الوجهاء من الساحل والجنوب أطلق أياديهم للسيطرة على الثروات.

يذكر الباحث كومي تولابور أن “جميع شركات الدولة في أيدي الكابيي؛ حيث يسيطرون على الفوسفات وميناء لومي والمطار واليانصيب، وشركة القطن والمنطقة الصناعية والسفارات”[14] لكننا نشير إلى أن بعض العائلات الجنوبية فاحشة الثراء استفادت أيضًا من نظام أياديما. وراكمت الطبقة البورجوازية المتحالفة مع الاستبداد الجاه والثروات واحترفت نهب الموارد واستنزافها وشجَّع الجنرال على تفشي الفساد المالي والرشاوي، واعتمد المال والإذلال والإهانة والنساء كمنوال للتحكم بالرقاب. تتصف هذه الطبقة الضيقة المتخمة بالثراء في بلد شديد الفقر بالارتباط الوثيق بعالم المال والأعمال في باريس والحفاظ على مصالح فرنسا. ويلوح نظام عائلة غناسيمبي بخطر اندلاع حرب أهلية بين الشمال والجنوب كلما اشتد خناق المطالب الشعبية بالتنحي والحريات مقدمًا نظامه صمام أمان لوحدة التوغو.

وعلى الرغم من ذلك، فهناك وجهة نظر أخرى ترى أن القول بأن الحكم والثروة تتركز في قبيلة كابيي هو مخاتلة وخدعة نظامية؛ حيث لم تستفد قبيلة الكاببي من الحكم؛ حيث لا تتوفر بقرى الشمال طرقات مُعبَّدة ولا مياه صالحة للشراب، ولا كهرباء، ولم يشيّد الجنرال في قريته سوى قصور فخمة لعائلته وحاشيته ومحميات طبيعية لممارسة هوايته بالصيد رفقة الرؤساء والسفراء الفرنسيين.

لم يَعُد نظام فوري غناسيمبي موحدًا في مواجهة الشعب؛ حيث برزت انقسامات حادة داخل صفوف العائلة الحاكمة وحتى الجيش؛ حيث أثبتت الاحتجاجات الأخيرة أن توغو أصبح موحدة ضد الاستبداد؛ إذ تعالت أصوات عديدة من الكابييي الشماليين مثل وزير الداخلية الأسبق فرانسوا بوكو François Boko وأخرى مقربة من عائلة أياديما منادية بحتمية إجراء إصلاحات، ومطالبة بمزيد من الحريات، ورحيل فوري على غرار وزيرة الدفاع السابقة مرغريت غناكادي Marguerite Gnakadé أرملة آرنست أحد أبرز أبناء أياديما.

دعم فرنسي:

عاقبت فرنسا النزعة السيادية لسيلفانوس أولمبيو الذي قام بتصفيته جنود فرنسيين سابقين أبرزهم إيتيان أياديما الذي وطَّد طيلة حكمه علاقاته مع فرنسا. طيلة 58 سنة من حكم الأب وابنه لم تقم باريس بإدانة قمع الحريات والتعذيب والمجازر الدموية وانتهاكات حقوق الإنسان، بل إنها عارضت سنة 1993م العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد توغو بسبب تزوير الانتخابات. ولمدة 38 سنة ظل غناسيمبي الصديق الشخصي للرئيس الفرنسي جاك شيراك وجيسكار ديستان ووزير الداخلية شارل باسكوا ورئيس الاستخبارات جاك فوكار، محافظًا على مصالح فرنسا؛ حيث “نجح نظامه في الحفاظ على مصالح طبقة رجال الأعمال الفرنسيين؛ إذ تتمتع معظم الشركات الكبرى والصغرى والمتوسطة بحضور لافت لا سيما في قطاعات الأشغال العامة والفوسفات”[15].

يحظى نظام عائلة أياديما بدعم الخبراء والمحامين والأكاديميين الفرنسيين الذين يتحلقون حول الرئيس كمستشارين. لم تقم فرنسا بإدانة توريث السلطة إلى فوري غناسيمبي الذي صاغ له المحامي الفرنسي شارل ديباش خطة قانونية للبقاء في الحكم، وهو مهندس معظم التعديلات الدستورية في توغو، ومستشار مقرب من الرئيس الأسبق وابنه حتى اليوم.

ورغم عنف الاحتجاجات والقمع الذي جُوبِهَت به مظاهرات يونيو 2025م؛ اكتفت فرنسا ببيان يدعو إلى الحوار، ولم يُشِر إلى الانتهاكات، واكتفى الإعلام الفرنسي بتغطية مقتضبة للمظاهرات. لكنَّ فرنسا التي تُعيد انتشارها العسكري والجيوسياسي في إفريقيا جنوب الصحراء، وتسعى إلى الحد من انحسار نفوذها في مواجهة نزعات سيادية وسباق محموم مع روسيا والصين وتركيا والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية؛ لا ترغب في فقدان حلفائها المميزين.

إن سيناريو مشابهًا للغابون يُعيد إنتاج منظومة الفرانسفريك Françafrique، ويُوفّر طوق نجاة لوكلائها، ويضمن مصالحها في توغو غير مستبعَد؛ حيث برزت بعض التحاليل التي تشير إلى دور فرنسا في تأجيج الأزمة بتوغو كعقاب لنظام فوري غناسيمبي لرفضه المشاركة في حصار الدول الحبيسة؛ حيث مثل ميناء لومي شريانًا حيويًّا لها؛ فهل ستُشجّع فرنسا على طريقة أوليغي نغيما في الغابون انقلابًا يُطيح بفوري عقابًا له لتقاربه مع دول الساحل، وخاصةً نظام إبراهيم تراوري ببوركينا فاسو التي سلك سياسة معادية لفرنسا.

معارضة منهكة وضعيفة:

يقاوم المجتمع التوغولي نظامًا مستبدًّا منذ بداية الثمانينيات، ومثلت فترة التسعينيات ذروة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتعددية ورحيل أياديما؛ واجهها الجيش بقمع عنيف أدَّى إلى سقوط مئات الضحايا. فشلت المظاهرات والإضرابات في تغيير النظام الذي اكتفى مكرهًا بإصلاحات شكلية وتعددية صورية وحافظ على جوهره القمعي، وواصل تزييف الانتخابات واعتقال وقمع واغتيال معارضيه، لعل أبرزهم اغتيال المعارض السياسي تافيو أمورين Tavio Amorin في ملابسات تليق بأفلام المافيا في 23 يوليو 1992.

لقد أنهك القمع المفرط وشلّ الخوف من المافيا الحاكمة، رموز المعارضة خاصة بعد توالي الاغتيالات في عهد فوري. فقد برع نظام أياديما في ثنائية القمع والفساد، وفي شراء الذمم والرشاوي والتلاعب وإثارة المطامع والابتزاز؛ حيث استقطب بالإغداق المالي والرشاوي والمناصب المعارضين والصحفيين والمفكرين والزعماء التقليديين ورجال الدين والأئمة؛ حيث انتهى رموز المعارضة جُلّهم في ركاب حُكمه وزراء وسفراء ومستشارين. إن أهم تعليق متداول في توغو هو: “لقد باعوا القضية”.

حوَّلت دينامية القهر الوحشي والمال الفاسد وتفشّي الخيانات، المعارضة إلى ظاهرة صوتية لا مشروع لها، وبثَّت الفُرقة وانعدام الثقة بين مكوناتها، وصارت علاقتها معطوبة مع الشعب. غذَّت ثقافة الفساد والأجهزة الصلبة والرقابة التخوين والانقسامات داخل صفوف المعارضة المشتتة بين الداعين للحوار مع النظام والمطالبين برحيله. في كتابه حول الانتقال الديمقراطي يرى الباحث التوغولي فيلبار ساسو اتيزو أن “المعارضة لا يمكن أن تنتصر على طبقة سياسية تسيطر على جميع مفاصل الدولة، إلا في إطار تسوية تشمل جميع الأطراف الفاعلة بما فيها الجيش”[16]. فالجيش هو الوحيد القادر على الإطاحة بنظام سلالة غناسيمبي أياديما الذي يعاني من متلازمة الهيبريس (Hubris Syndrome) بحسب المعارض الجراح دافيد دوسيه David Dosse[17]. ومن أهم أعراضها: الغطرسة، وفقدان الارتباط بالواقع، والإصرار على مواصلة منوال حكم معين رغم تعدُّد مظاهر فشله، وهو ما يُهدّد وحدة البلد الذي يُواجه الجماعات المسلحة الإرهابية في الشمال.

…………………………………………………………

[1] Tété (Godwin), « Histoire du Togo : Le coup de force permanent », Etudes africaines, Le Harmattan, 2012.

[2] نفس المرجع السابق صفحة 11 و12.

[3] Toulabor (Comi), « Le dinosaure et le syndrome ivoirien », Le Monde Diplomatique, mars 2003, page 27.

[4]Dontui (Honoré), « Faure Gnassingbé, le culte de la personnalité jusqu’où ? » متوفر في : https://lecorrecteur.tg/singlepost-faure-gnassingb-le-culte-de-la-personnal-20-2279

[5] Kpelly (David), « Ces togolais aux bras croisés et le super-homme qu’ils attendent, attendent et attendent depuis une éternité »,

نشر في 16 يوليو 2025م متوفر في: 

https://www.27avril.com/blog/opinion/ces-togolais-aux-bras-croises-et-le-super-homme-quils-attendent-attendent-et-attendent-depuis-une-eternite

[6] Kourouma (Ahmadou), « En attendant le vote des bêtes sauvages », Editions du seuil, 2000.

[7] Souayah (Khalifa), « La politique française en Afrique subsaharienne : Punir la Guinée », Edition l’Harmattan, 2023, page 315.

[8] Toulabor(Comi), « La bataille finale du général Eyadéma au Togo », Le Monde Diplomatique, mars 1993, pages 18 et 19.

[9] Godwin (Tété), « Histoire du Togo : La longue nuit de terreur », Editions A.J.Presse, 2006, page 96.

[10] Toulabor (Comi), « Au Togo, …», op.cit., page 27.

[11] Kohnert (Dirk) , « Togo : Thorny transition and misguided aid at the roots of economic misery», GIGA, Institute of African affairs, Hamburg, 8 October 2007. Online at https://mpra.ub.uni-muenchen.de/9060/
MPRA Paper No. 9060, posted 13 Jun 2008 10:14 UTC

[12] Toulabor (Comi), « Au togo, …», op.cit., page 27.

[13] Toulabor (Comi), La “bataille finale…. », op.cit., pages 18 et 19.

[14] Toulabor (Comi), « Le dinosaure … », op.cit., page 27.

[15] Toulabor (Comi), « Election à hauts risques dans un Togo déchiré », Le Monde Diplomatique, avril 2005, page 21.

[16] Sasso Attiso (Fulbbert), « La problématique de l’alternance politique au Togo », Le Harmattan, coll. Etudes africaines, 2001, 176 pages.

[17] Akpa (Godefry), « Togo- Prof. David Dosseh: « Le pays est malade et il faut que la population se lève », 6 mai 2024.Available in :

كلمات مفتاحية: الاحتجاجاتالانتفاضات الشعبيةالانقلاباتعائلة أياديما
ShareTweetSend

مواد ذات صلة

التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

أكتوبر 8, 2025
عين على إفريقيا (18-27 ديسمبر 2023م): إفريقيا بين التطلع لدور دوليّ والأزمة الاقتصادية وحلول الشراكات

التأشيرات الذهبية في إفريقيا جنوب الصحراء: آلية جديدة لجذب الاستثمار

أكتوبر 6, 2025
إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

سبتمبر 22, 2025
رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

سبتمبر 21, 2025
الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

سبتمبر 16, 2025
اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

سبتمبر 15, 2025

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

أكتوبر 13, 2025

الأذرع الروسية الثلاثة: التنافس على ترويكا الساحل

أكتوبر 15, 2025

الانتخابات التشريعية في السنغال: الرهانات في مبارزة عن بُعْد بين عثمان سونكو وماكي سال

أكتوبر 21, 2024

الاتحاد الإفريقي والشراكات في مجال إصلاح قطاع الأمن

أكتوبر 22, 2024

صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

أكتوبر 20, 2024

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.