قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    الأذرع الروسية الثلاثة: التنافس على ترويكا الساحل

    جنوب إفريقيا تتواصل مع “حماس” وتبحث توصيل المساعدات الإنسانية إلى فلسطين

    هل يجب على إفريقيا أن تتوقف عن الاستعانة بمصادر خارجية لتغيير مستقبلها؟

    شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

    شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    عين على إفريقيا (18-27 ديسمبر 2023م): إفريقيا بين التطلع لدور دوليّ والأزمة الاقتصادية وحلول الشراكات

    التأشيرات الذهبية في إفريقيا جنوب الصحراء: آلية جديدة لجذب الاستثمار

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

    مدغشقر ما بعد راجولينا: ولادة نظام أم عودة الفوضى؟

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    تصدُّع التكامل الإقليمي: دلالات وتحوُّلات قمة “الإيكاس” الاستثنائية السابعة

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    لماذا تتنافس شركات الأسلحة الأوروبية على السوق الإفريقية؟

    تحليل اتجاهات الإنفاق العسكري في إفريقيا جنوب الصحراء وأثره على الأمن الإقليمي

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    رئيس مدغشقر يخطط لـ”حوار وطني” مع إعلان المحتجين عن إنذار نهائي

    مدغشقر.. مرآة جيل متمرد على النخب السياسية الفاسدة

    رئيس وزراء إثيوبيا يتعهد مجددا بتفكيك كل القوات الإقليمية

    بعد محاولتين فاشلتين… هل تنجح إثيوبيا في تحقيق الديمقراطية؟

    من يشكل التحدي الأكبر لـ”بيا” في الانتخابات الرئاسية بالكاميرون؟

    من يشكل التحدي الأكبر لـ”بيا” في الانتخابات الرئاسية بالكاميرون؟

    الجنايات الدولية تعتزم إغلاق مكتبها في الكوت ديفوار خلال 2025

    انسحاب دول الساحل من المحكمة الجنائية الدولية: ما أسباب الجدل المستمر حول دورها وشرعيتها؟

    البحرية السنغالية توقف قاربين للمهاجرين يحملان 272 شخصا

    ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    الأذرع الروسية الثلاثة: التنافس على ترويكا الساحل

    جنوب إفريقيا تتواصل مع “حماس” وتبحث توصيل المساعدات الإنسانية إلى فلسطين

    هل يجب على إفريقيا أن تتوقف عن الاستعانة بمصادر خارجية لتغيير مستقبلها؟

    شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

    شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    التنافس الصيني–الياباني في إفريقيا بعد قمة (تيكاد-9): قراءة تحليلية في أدوات النفوذ وفرص القارة

    عين على إفريقيا (18-27 ديسمبر 2023م): إفريقيا بين التطلع لدور دوليّ والأزمة الاقتصادية وحلول الشراكات

    التأشيرات الذهبية في إفريقيا جنوب الصحراء: آلية جديدة لجذب الاستثمار

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

    مدغشقر ما بعد راجولينا: ولادة نظام أم عودة الفوضى؟

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    تصدُّع التكامل الإقليمي: دلالات وتحوُّلات قمة “الإيكاس” الاستثنائية السابعة

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    احتجاجات جيل “زد” في مدغشقر… قراءة في الأسباب والانعكاسات والتحولات

    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    لماذا تتنافس شركات الأسلحة الأوروبية على السوق الإفريقية؟

    تحليل اتجاهات الإنفاق العسكري في إفريقيا جنوب الصحراء وأثره على الأمن الإقليمي

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    رئيس مدغشقر يخطط لـ”حوار وطني” مع إعلان المحتجين عن إنذار نهائي

    مدغشقر.. مرآة جيل متمرد على النخب السياسية الفاسدة

    رئيس وزراء إثيوبيا يتعهد مجددا بتفكيك كل القوات الإقليمية

    بعد محاولتين فاشلتين… هل تنجح إثيوبيا في تحقيق الديمقراطية؟

    من يشكل التحدي الأكبر لـ”بيا” في الانتخابات الرئاسية بالكاميرون؟

    من يشكل التحدي الأكبر لـ”بيا” في الانتخابات الرئاسية بالكاميرون؟

    الجنايات الدولية تعتزم إغلاق مكتبها في الكوت ديفوار خلال 2025

    انسحاب دول الساحل من المحكمة الجنائية الدولية: ما أسباب الجدل المستمر حول دورها وشرعيتها؟

    البحرية السنغالية توقف قاربين للمهاجرين يحملان 272 شخصا

    ثلاث ركائز أساسية لتعزيز الأمن البحري في إفريقيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

عالم متعدد الأقطاب – إفريقيا: المساهمات والتوقعات

نوفمبر 19, 2024
في ترجمات, سياسية, مميزات
A A
نظرية ما بعد الاستعمار في ظل تداعيات العولمة: دراسة فلسفية تحليلية من منظور إفريقي

الكاتب: Ибраим Диань

ترجمة: مروة أحمد عبدالعليم

تاريخ النشر: 20-9-2024م

نشر موقع المنتدى الروسي “فالداى Валдай” للمناقشة؛ تقريرًا من جزأين كتبه Ибраим Диань إبراهيم ديان، تناول فيه تأملاته حول تشكيل التعددية القطبية، ودور القارة الإفريقية في هذه العملية، وأشار إلى أن إفريقيا ليست في حاجة إلى الصدقات والتعاليم، فهي تحرَّكت وتتقدَّم، قد تخطئ نعم، ولكنها تتقدم بثبات، وهكذا يتعلم الانسان من الأخطاء، ويصبح أقوى بعد المرض، فإفريقيا تحتضن التنوع من خلال العودة إلى جذورها.

مقدمة:

يُعدّ عام 2022م مثل الأعوام 1917 و1945 و1991م، لحظة حاسمة في تاريخ البشرية. ومع ذلك، فعلى عكس القرن الماضي، عندما نمت الأيديولوجية الاشتراكية/الشيوعية، وتوسَّعت وانهارت كبديل للهيمنة الغربية؛ فإن العاصفة الجيوسياسية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين تضرب أساس الهيمنة الغربية.

إحياء عالم مُتعدِّد الأقطاب:

“مهما طال الليل فإن الفجر قادم” – مثل إفريقي.

أكثر من أيّ وقتٍ مضى خلال القرون الخمسة الماضية، تتحدَّى الأغلبية العالمية الهيمنة الغربية في عدة مجالات في وقت واحد؛ بما يشمل المجالات الاقتصادية والروحية والعسكرية والاجتماعية والتكنولوجية، وغيرها.

إن نموذج التنمية في العالم الغربي، القائم على المقاربة الطفيلية لجميع موارد العالم (البشرية والمالية والمواد الخام، وغيرها)، غير قادر على التكيُّف مع المقاربة التكافلية التي يجب على جميع الأطراف المساومة فيها (وفق مبدأ “أنت لي، وأنا لك”، وليس على الإطلاق “الكل بالنسبة لي، وبقايا الطعام لك”)، ونتيجةً لهذا فإن الغرب يُواجه خيارًا وجوديًّا؛ فإما أن يُحافظ على هيمنته الحالية بأيّ ثمن، أو أن يتحول إلى تكتل “نظامي” من البلدان التي يتعين عليها أن تتاجر مع بقية البشرية على أساس أكثر عدالة.

قد يبدو السلوك الغربي غير عقلاني؛ حيث يتَّخذ الاتحاد الأوروبي خطوات من شأنها أن تُقوِّض اقتصاده، وتتخلَّى البلدان عن سياسات الحياد التي خَدَمتها لعقودٍ أو حتى قرون، وتستخدم الولايات المتحدة الدولار سلاحًا اقتصاديًّا، على الرغم من أن هذا يُقوِّض بشكل خطير الثقة في أصولها الرئيسية.

لماذا؟ ألا يرون الأضرار التي لحقت باقتصادهم وبالرفاهية الاجتماعية لشعبهم؟ بالطبع يفعلون ذلك، لكن بالنسبة للطبقة الحاكمة الغربية نحن نتحدَّث عن معركة من أجل الحياة والموت. الأقنعة معطلة. يجب سحق روسيا، ويجب تحييد الصين، وبعد ذلك ستعود الأغلبية العالمية إلى النظام السابق، وستبقى الهيمنة الغربية لقرن آخر على الأقل.

هذا ويدرك الأفارقة المخاطر في هذه اللعبة. تاريخيًّا، هم أحد الشعوب القليلة التي واجهت التجريد الكامل من إنسانيتهم؛ فقد تم تبرير العبودية بحقيقة أن الأفارقة ليس لديهم روح، وهذا جعل من الممكن اعتبارها “سلعة” على الرغم من أن العبودية لم تكن تُمارَس حصريًّا على الأوروبيين، إلا أن تجارة الرقيق الأوروبية، التي استمرت لأكثر من 400 عام، وصلت إلى أبعاد صناعية وأثَّرت بعمق على الاقتصادات والثقافات والسكان في إفريقيا.

علاوةً على ذلك، فخلال 100 عام من الاستعمار، حُرِمَ الأفارقة من أراضيهم وثقافاتهم، وتعرَّض بعضهم للإبادة وبعضهم للطرد، كما أدَّى الجشع الأوروبي إلى إبادة جماعية مماثلة لإبادة السكان الأصليين في أمريكا. ومن حُسْن الحظ أن إفريقيا احتفظت بالقدر الكافي من سكانها الأصليين وثقافتها الأصلية حتى تظل إفريقية، حتى لو لم تسترد بعدُ حصّتها من سكان العالم التي كانت تحتفظ بها قبل تجارة الرقيق الأوروبية.

مساهمة إفريقيا في تاريخ البشرية:

“إلى أن يتعلم الأسد الكتابة، سيظل التاريخ يُمجّد الصياد” – مثل إفريقي.

على الرغم من المحاولات المنتظمة لتحدّي هذا الإجماع العلمي، فإن إفريقيا تعتبر اليوم مَهْد الإنسانية، إن بعض مشاكل الإجماع سببها فرضيات علمية، وهو أمر مفهوم؛ لأن العلم يتطوَّر من خلال مواجهة “الحقائق المقبولة بشكل عام”، ورفضها أحيانًا، وتأكيدها أحيانًا، كليًّا أو جزئيًّا. لكنّ الأفكار التي تتحدى الاعتراف بإفريقيا تعتمد في كثير من الأحيان على أيديولوجية التفوق: “هؤلاء الأفارقة البدائيون لا يمكن أن يكونوا أسلافنا، نحن مختلفون، نحن أعلى! وإذا كان الأمر كذلك، فلنا الحق في الاستيلاء على أيّ موارد إفريقية (السكان، الأراضي، المعادن، المياه، وما إلى ذلك).

إن السياسات التي تُمجِّد استعباد الشعوب الإفريقية، واستعمار إفريقيا، تبرّر الآن أيضًا نَهْب موارد إفريقيا بفرضية مفادها أن هذه القارة، التي أنجبت الإنسانية، عالقة بطريقة أو بأخرى في الماضي، وغير قادرة على تطوير نفسها، وليس لديها القدرة على الابتكار، ناهيك عن نظامها المُتخلّف للقيم الروحية. وبسبب سيطرة الغرب الجماعي على المعلومات، انتشر الخداع والافتراءات في جميع أنحاء العالم على مدى القرون الماضية، مما أدَّى إلى خلق وتعزيز والحفاظ على الانقسام بين الدول المضطهدة والتقليل من أهمية المشاكل الداخلية للمجتمعات الغربية.

بينما تزامنت إعادة اكتشاف مصر القديمة مع تأسيس الهيمنة العسكرية الغربية العالمية وإعلان “واجبها الحضاري” لتبرير الإبادة الجماعية لعشرات الملايين من البشر حول العالم. ولذلك تم تعريف مصر القديمة على أنها حضارة يونانية رومانية في إفريقيا. ومع مرور الوقت، تراكمت الأدلة العلمية التي تثبت أنها كانت حضارة إفريقية أصلية أثَّرت في الحضارتين اليونانية الرومانية والعربية، ولكنها تفاعلت أيضًا مع الثقافات الأخرى، وأثرتها مساهمات الشعوب من مختلف أنحاء العالم.

اقرأ أيضا

بين النفوذ الأجنبي وحُلم الدولة الوطنيّة… قراءة في كتاب “جيبوتي: تاريخ سياسي”

مظاهر الحداثة في الشعر العربي النيجيري

الأذرع الروسية الثلاثة: التنافس على ترويكا الساحل

إن مساهمات مصر القديمة في العلوم والهندسة والطب والفلسفة والدين والجوانب الأخرى للتطور العام للحضارة الإنسانية هائلة، وتستمر في التأثير على الإنسانية حتى اليوم.

بالإضافة إلى حقيقة أن إفريقيا هي مهد الحضارة المصرية القديمة، فقد تم أيضًا وضع أُسُس الزراعة والمعادن في إفريقيا.

ففي الوقت الذي تفتخر فرنسا بإعلان حقوق الإنسان في القرن الثامن عشر، أصبح هذا الإعلان عاملًا مهمًّا في التنظيم الحديث للتفاعلات الاجتماعية في المجتمعات الغربية، وبمثابة مساهمة كبيرة في الحضارة الإنسانية.

ومع ذلك، فقبل أكثر من خمسة قرون في غرب إفريقيا، أُعلن ميثاق ماندين عام 1236م، والذي لم يشمل حقوق الرجال والنساء فقط (الإعلان الفرنسي الأصلي لحقوق الإنسان لم يشمل النساء)، بل أيضًا حقوق الحيوانات والطبيعة، وبالتالي توسيع نطاق القانون. وهكذا، قبل خمسمائة عام من ظهور أوروبا، كانت حقوق الإنسان والمبادئ البيئية والاقتصاد المسؤول قد ترسخت بالفعل في إفريقيا.

إذا تحدثنا عن الاقتصاد والمالية؛ فإن أغنى رجل على الإطلاق هو “كانكان مانسا موسى”، الذي حكم إمبراطورية مالي من عام 1312 إلى 1337م، وقُدِّرت ثروته الشخصية بأموال اليوم بأكثر من 400 مليار دولار، وفي عهده أصبحت إمبراطورية مالي من أغنى الدول في العالم. كما قام “مانسا موسى” بتوسيع مسجد سانكور، الذي بُنِيَ عام 988م، مما أدَّى إلى إنشاء ثاني أقدم جامعة في تمبكتو في العالم، كما تأسست أول جامعة في العالم في إفريقيا عام 857-859م في مدينة القرويين بفاس (المغرب).

وفي بداية القرن الرابع عشر، أرسل حاكم مالي رحلة استكشافية لاكتشاف أمريكا، وهناك جدل حول ما إذا كانت البعثة قد وصلت إلى الأمريكتين، لكنّ الحدث يُسلِّط الضوء على مساهمات إفريقيا في التراث العلمي والتكنولوجي والاقتصادي والثقافي للإنسانية.

لذا فمن الضروري ليس فقط تبديد المفاهيم الخاطئة حول التاريخ الإفريقي، بل وأيضًا العمل بنشاط على فَضْح التشوهات السلبية المتعلقة بالدول ذات الأغلبية العالمية، ونقوم في الوقت نفسه بتصحيح مساهمة أوروبا الغربية في التنمية البشرية إلى نسبتها الحقيقية.

إن هذه الخطوة ضرورية للتوفيق بين الدول التي كانت تابعة ذات يوم، ولضمان تفاعل أكثر صحة بين شعوب العالم، فبدون الاحترام المتبادل والتفاهم بين الناس، سيكون من الصعب بناء إنسانية أكثر شمولًا وإنصافًا.

“أنت اليوم تجلس في الظل؛ لأن شخصًا آخر زرع شجرة ذات يوم” – مثل إفريقي.

من الماضي إلى المستقبل: إفريقيا تتطور وتعود إلى جذورها

الماضي لا يمكن تغييره، ولكن يمكننا أن نتعلم منه، إن ما تتوقعه إفريقيا، وخاصة جيل الشباب الصاعد، هو أن تُعامَل باحترامٍ وعدلٍ.

“لا تنظر أين سقطت، بل أين انزلقت” – مثل إفريقي.

عندما يتعلق الأمر بمساهمات إفريقيا الحالية، فإن أول ما يتبادر إلى ذهن معظم الناس هو الثروة المعدنية التي تتمتع بها القارة، وهناك موضوع مشترك آخر هو إمكانات الأراضي الصالحة للزراعة، ولكن لا يقال سوى القليل جدًّا من الإيجابيات عن الأفارقة، وبدلًا من ذلك، فمثل الأسطوانة المكسورة، هناك انتقادات مستمرة: الأفارقة فاسدون، والأفارقة ليس لديهم إحساس بالدولة، والقبلية، والمهاجرون، والأفارقة ينجبون عددًا كبيرًا جدًّا من الأطفال، وأغبياء، وغير مسؤولين، وما إلى ذلك.

هذه الاتهامات التي يتم تداولها منذ ستين عامًا، يستخدمها المسؤولون والعسكريون الغربيون مُبرِّرًا لنشر وجود عسكري في إفريقيا؛ من أجل إنقاذ الأفارقة من عدم كفاءة قادتهم، وحماية الحدود الأوروبية من الهجرة “المتوحشة” وهمجية الجماعات الإرهابية من القارة الإفريقية!

قبل 400 عام، في بلدان أوروبا الغربية، كان من “الأخلاق الدينية” قتل وأَسْر وترحيل وبيع الأطفال والنساء والرجال من إفريقيا؛ لأنه كان يُعتَقد أنهم بلا روح، وبالتالي ليسوا أكثر من مجرد سلع تجارية وبعد 200 عام، ارتقى الأفارقة إلى مرتبة “المتوحشين” الذين يجب “تنويرهم” بالحضارة الأوروبية ولذلك كان من المُبرَّر الاستيلاء على موارد إفريقيا والسيطرة على سكانها.

لذا قبل مناقشة مساهمة إفريقيا في العالم الناشئ متعدد الأقطاب، من الضروري أن نفضح بعض الأساطير. فعلى الرغم من أن إفريقيا لا تزال تعاني من الفقر، إلا أن القارة تتمتع بالمرونة، ومن منظور تاريخي، فإن وتيرة التقدم الاجتماعي في إفريقيا لم يَسْبق لها مثيل.

لماذا إذن الفقر والعنف والفساد؟

لأن نقطة البداية منخفضة للغاية. على سبيل المثال، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد قرن من “التنوير” على يد بلجيكا الاستعمارية التي ذبحت الملايين من الكونغوليين من أجل الربح، لم يكن لديها أكثر من عشرة خريجين جامعيين عند الاستقلال. وفي الوقت نفسه، كانت لديها حدود إشكالية للغاية أنشأتها القوة الاستعمارية، وكان سكانها يتحدثون 242 لغة مختلفة، وينتمون إلى العديد من المجموعات العرقية المختلطة بشكلٍ مُصطَنع.

إننا لا نتغاضى عن افتراس النخبة، وعدم كفاءة القيادة التي كانت وما زالت موجودة في القارة الإفريقية، ولكن يجب على الطفل أن يتحمَّل أمراض الطفولة حتى يكبر قويًّا. وفي إفريقيا، لم تكتمل بعدُ عملية إعادة بناء الدول، ولكنها تسير في الاتجاه الصحيح، على الرغم من أن وسائل الإعلام الغربية تتعمد تصويرها على أنها قارة العنف، والتعصب “القَبَلي”، ومعدلات المواليد غير المسؤولة، والفساد الشامل.

ما الذي يمكن أن تُقدّمه إفريقيا للعالم الناشئ مُتعدّد الأقطاب؟

“المعرفة بدون حكمة كالماء في الرمل” – مثل إفريقي.

لأولئك المستعدين للاستماع وطرح الأسئلة: إن إفريقيا قادرة على أن تتقاسم مع الإنسانية الحديثة ثروة من الخبرة، التي أثبتت جدواها على مدى آلاف السنين، بما في ذلك المفاهيم الفلسفية، والأساليب الثقافية، والمعرفة المنهجية، وخطط التحكيم العامة.

وتعتمد الفلسفات الأساسية لإفريقيا على التوازن بين المجتمع والبيئة والفرد. تقليديًّا، تعتبر الطبيعة على قيد الحياة وتتطلب أرواح البحيرات والبحار والغابات الاهتمام والحذر؛ وممثلو العشيرة أو المجموعات القبلية ملزمون بحماية الطواطم الخاصة بهم (الحيوانات والأشجار والحشرات).

وتؤكد هذه المفاهيم الفلسفية على التفاعل الاجتماعي، وتوزيع الثروة، والأمن الجماعي، وقدسية الحياة بجميع أشكالها، كما ترفض المعتقدات الإفريقية الأساسية المبادئ الغربية الحديثة المتمثلة في التراكم الطائش والجشع الجامح واستغلال الناس والطبيعة.

علاوةً على ذلك، فإنهم يستبدلون البحث عن الإجماع بدكتاتورية الأغلبية “الديمقراطية”؛ حيث تفرض نسبة 50% من الأصوات +1 إرادتها على النصف الآخر من المجتمع.

إن شجرة البالافيرا، التي استخفت بها القوى الاستعمارية كثيرًا، هي في الواقع آلية اجتماعية لضمان أن الأقلية التي تختلف مع الأغلبية حول أيّ قضية لن تعارض العملية، في حين أن الأغلبية ستؤكد للأقلية أن آراءها ستُؤخَذ بعين الاعتبار.. والهدف من هذا المفهوم هو ضمان عدم وجود فائزين أو خاسرين والانتقال بسلاسة من قرارٍ إلى آخر.

كما تتمتع إفريقيا بأكبر تنوع ثقافي في العالم وثاني أكبر تجمُّع لغويّ بعد آسيا (30%، في حين أن أوروبا لديها 4%): إن العيش المتناغم معًا هو الدعامة الأساسية لمجتمعات غرب إفريقيا، ويتم الحفاظ على التسامح النشط من خلال “العلاقات المرحة” بين المجموعات العرقية، وهو ما يُسهِّله حقيقة أن الغالبية العظمى من الأفارقة يتحدثون لغتين على الأقل، وفي كثير من الأحيان ثلاث أو أربع لغات.

“القرابة المرحة” هي علاقة بين مجموعتين عرقيتين أو عشائريتين؛ حيث يُسمح لأفراد مجموعة واحدة -وفي بعض الحالات تشجيعهم- بمضايقة المجموعة الأخرى أو السخرية منها، والتي، من جانبها، لا ينبغي الإساءة إليها، وهذا يسمح، في حالة التوتر، بنزع فتيل المواقف التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

في السنغال، يُشكّل السلام أولوية اجتماعية “كل شيء ممكن في السلام”، “الرجل هو دواء الرجل” – تختلف الأمثال السنغالية بشكل حادّ عن أقوال أوروبا الغربية “فَرِّق تَسُد”، “الرجل ذئب للإنسان”.

لقد ساعدت مجموعة من المبادئ التقليدية العديد من البلدان الإفريقية في لحظات حرجة من تاريخها، مثل عملية المصالحة بعد الإبادة الجماعية في رواندا، أو بعد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وقد سمحت نفس القِيَم الأساسية لـOMVS (منظمة تنمية حوض نهر السنغال) بتطوير نموذج فريد لتقاسم موارد المياه على أساس الحاجة بدلًا من المساهمة المالية. ومن الممكن أن تكون هذه المبادئ بمثابة الأساس لنماذج اقتصادية بديلة تسمح لأغلبية العالم بالحصول على مستوى معين من الثروة مع الحفاظ على البيئة.

إنهم يمثلون بديلًا للنموذج الغربي الذي يقوم على منع الإنجاب في أغلب دول العالم من أجل السماح لـ “المليار الذهبي” بالحفاظ على امتيازاتهم وأسلوب حياتهم، على الرغم من أنهم المسؤولون الأولون عن الكوارث البيئية وعدم المساواة الاقتصادية في العالم.

“الصحة هي الثروة” – مثل إفريقي.

بعد العصور المظلمة، بدأت مجتمعات أوروبا الغربية في تغيير منهجيتها العلمية، والانتقال من النهج الشمولي إلى تجزئة الأشياء والحقائق والإجراءات التكنولوجية.

وقد حقَّقت هذه المنهجية، المطبَّقة على مختلف قطاعات اقتصاد أوروبا الغربية، نجاحًا ملموسًا، خاصةً في مجال الخدمات اللوجستية العسكرية والبحرية، مما سمح لأوروبا الغربية بالتفوق عسكريًّا على القوى الاقتصادية التقليدية في ذلك الوقت (الصين والإمبراطورية العثمانية، وغيرها)، ولذلك، على مدى عدة قرون، لفرض نظرتهم للعالم ومبادئهم الثقافية على بقية العالم.

في قطاع الصحة، أدَّى التقدم السريع والكبير (التطعيم والصرف الصحي) إلى ضمان النمو السريع لسكان أوروبا الغربية، فضلاً عن تحسين صحتهم.

ومع ذلك، ففي القرن الحادي والعشرين، وصلت الرعاية الصحية المستوحاة من أوروبا الغربية إلى حدودها القصوى بطريقتين؛ أحدها أساسي: الكل لا يكون دائمًا مجرد مجموع أجزائه. والثاني له طبيعة اجتماعية. وأصبحت الرعاية الصحية جزءًا من الصناعة المالية، وبالتالي فهي مدفوعة بشكل أساسي بالربح، وليس بأولويات صحة الإنسان.

وتُشكّل أزمة كوفيد-19 مثالًا مثاليًّا لهذا الانحراف الأخلاقي، لقد تم تطعيم السكان الغربيين بلقاحات غير مُختَبَرة بشكلٍ كافٍ، وفي بعض الحالات غير آمِنَة، ليس مرة واحدة، ولا مرتين، بل في بعض الأحيان ما يصل إلى أربع مرات، وتم الحصول على الموافقات من خلال “ممارسة الضغوط” بحجة حالة الطوارئ الاجتماعية (لو حدث هذا في إفريقيا لكان قد اعتُبِرَ فسادًا ورشوة).

وباسم الربح، تُرك سكان الجنوب العالمي (فقراء للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون شراء اللقاحات “الصحيحة”) ليموتوا، فقد مُنِعَ بيع اللقاحات غير الغربية، وتشوهت العلاجات البديلة مصداقيتها، ولم يتم تعليق حقوق الملكية الفكرية (ربما لأن حياة الملايين من الأغلبية العالمية لم تكن تفوق الاعتبارات المالية).

في ضوء هذه القيود، أصبح من الأهمية بمكان إعادة النظر في نموذج الرعاية الصحية للأغلبية العالمية، واستكشاف أنظمة طبية محلية بديلة.

لقد ظل دستور الأدوية الإفريقي يُنقذ حياة الأفارقة منذ آلاف السنين، ويعالج المرضى في جميع أنحاء العالم منذ القرن التاسع عشر ومنذ وصول المبشرين الأوائل المكرسين “لإنقاذ النفوس وتنوير الأفارقة”، ثم من خلال ما يسمى بالبحوث الأنثروبولوجية، جمَع المستعمرون وصناعة الأدوية الغربية معرفة السكان المحليين لتصنيع أدوية صيدلانية مماثلة، ونتيجةً لهذا فإننا نعتقد أن الطب الإفريقي، في أحسن الأحوال، عبارة عن مجموعة من وصفات الزوجات القدامى والمعتقدات المشكوك فيها.

في الوقت نفسه، يظل دستور الأدوية الإفريقي غنيًّا بمركبات علاج الالتهابات الفيروسية مثل فيروس نقص المناعة والتهاب الكبد والإيبولا وكوفيد، وغيرها الكثير، كما يحتوي أيضًا على مجموعة واسعة من علاجات البكتيريا والطفيليات والفطريات التي تم تجاهلها أو إخفاء خيارات علاجية عالية القيمة للحماية، أو لأن السوق لم يكن مربحًا بدرجة كافية، وعندما تقترن هذه المركبات الطبية ببروتوكولات السلامة وقدرات التصنيع في معظم الاقتصادات المتقدّمة في العالم، فيمكن إنتاجها بتكلفة معقولة لصالح الجميع.

وبعيدًا عن دستور الأدوية، فإن النهج الشامل الذي تتبناه إفريقيا في التعامل مع الصحة والمنهجية غير الجراحية من شأنه أن يؤدي إلى تحسين جودة الرعاية بشكل كبير. على سبيل المثال، يتم “معالجة” الاضطرابات العقلية في الطب الغربي الحديث إلى حدّ كبير كيميائيًّا، مع آثار جانبية مُنهكة في كثير من الأحيان، بينما يتم علاج المرضى في السنغال من خلال بعض العادات البدائية والتنويم (الغيبوبة العلاجية)، وكما أن تأثيرات الوخز بالإبر الصينية مُعترَف بها، ولكن لا يُفسِّرها الطب الغربي، فقد ثبت أن النشوة العلاجية السنغالية فعَّالة.

إن النظر في المفاهيم الطبية لما يسمى بمجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى جمع الإحصاءات، سيكشف عن منهجيات فعَّالة جديدة لصالح البشرية.

توقعات إفريقيا:

“الشمس لا تنسى القرية لمجرد أنها صغيرة” – مثل إفريقي.

الماضي هو الماضي، ولا يمكن تغييره، ولكن يمكننا أن نتعلم منه، إن ما تتوقعه إفريقيا، وخاصة جيل الشباب الصاعد، هو أن تعامل باحترام وعدل، فإفريقيا لا تحتاج إلى الصدقات والتعاليم، لقد تحركت وتتقدَّم للأمام، وترتكب الأخطاء، ولكنها تتقدَّم بثبات “الطفل يتعلم من الأخطاء، ويصبح أقوى بعد المرض”.

كما تحتضن إفريقيا التنوُّع من خلال العودة إلى جذورها، إنه مفتوح لأولئك الذين هم على استعداد لاحترام قيمها والتعاون بإخلاص، لقد تم استبعاد قارتنا منذ فترة طويلة، ولكن النموذج تغيَّر الآن.

“إذا كنت تعتقد أنك أصغر من أن تُحْدِث فرقًا، فحَاوِل تجاهل البعوض في الليل”- مثل إفريقي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رابط الجزء الأول: https://ru.valdaiclub.com/a/highlights/mnogopolyarnyy-mir-afrika-vklad-i-ozhidaniya

رابط الجزء الثاني: https://ru.valdaiclub.com/a/highlights/iz-proshlogo-v-budushchee-afrika/?sphrase_id=754538

المصدر: قراءات إفريقية
كلمات مفتاحية: الاستعمارالتنميةتاريخ البشريةمتعدد الأقطاب
ShareTweetSend

مواد ذات صلة

جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

مدغشقر ما بعد راجولينا: ولادة نظام أم عودة الفوضى؟

أكتوبر 15, 2025
رئيس مدغشقر يخطط لـ”حوار وطني” مع إعلان المحتجين عن إنذار نهائي

مدغشقر.. مرآة جيل متمرد على النخب السياسية الفاسدة

أكتوبر 15, 2025
رئيس وزراء إثيوبيا يتعهد مجددا بتفكيك كل القوات الإقليمية

بعد محاولتين فاشلتين… هل تنجح إثيوبيا في تحقيق الديمقراطية؟

أكتوبر 14, 2025
شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

شركات إفريقيا جنوب الصحراء وظاهرة “الوسط المفقود”

أكتوبر 13, 2025
دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

تصدُّع التكامل الإقليمي: دلالات وتحوُّلات قمة “الإيكاس” الاستثنائية السابعة

أكتوبر 13, 2025
تفسير القرآن الكريم في مدينة «كانو» النيجيرية وجهود أبرز أعلامه في العصر الحاضر

تفسير القرآن الكريم في مدينة «كانو» النيجيرية وجهود أبرز أعلامه في العصر الحاضر

أكتوبر 12, 2025

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

جيش مدغشقر يستولي على السلطة ويعلق عمل مؤسسات الدولة

أكتوبر 13, 2025

الانتخابات التشريعية في السنغال: الرهانات في مبارزة عن بُعْد بين عثمان سونكو وماكي سال

أكتوبر 21, 2024

الاتحاد الإفريقي والشراكات في مجال إصلاح قطاع الأمن

أكتوبر 22, 2024

صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

أكتوبر 20, 2024

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

صناعة الطباعة في إفريقيا جنوب الصحراء وعوامل دَفْعها

أكتوبر 6, 2024

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.