قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    انقسام حكومة جنوب إفريقيا بشأن اتفاقية تأشيرة أوكرانيا

    التوغُّل الأوكراني في إفريقيا: أدواته وتداعياته على منظومة الأمن والاستقرار في القارة

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    المعارضة الأوغندية: استقبال مرحّلي أميركا تفوح منه رائحة الفساد

    تدخُّل أوغندا في جنوب السودان وفرض حالة اللادولة

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    مقارنة في مسارات الانتقال السياسي بدول الساحل: النيجر دراسة حالة

    أسطول بحري للجيش الصيني يقوم بزيارة نادرة لـ نيجيريا

    هل تتَّجه الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في إريتريا؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

    البنك الدولي يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء

    التضخم في إفريقيا: أحدث توصيات البنك الدولي تحت المجهر

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    منظمة حقوقية تتهم شرطة أنجولا بارتكاب أعمال قتل وانتهاكات

    تصاعد الاحتجاجات في أنغولا تعكس تراجعًا تاريخيًّا في تأييد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    هل يحقّ للولايات المتحدة ترحيل المجرمين الأجانب إلى إفريقيا؟

    هل يحقّ للولايات المتحدة ترحيل المجرمين الأجانب إلى إفريقيا؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

    رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا يقيل رئيس الوزراء ويحل الحكومة

    انتخابات بلا معارضة: كوت ديفوار على شفير العنف

    الأمم المتحدة: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة مثيرة للقلق

    صراع الفيلة..العوامل الهيكلية والاقتصادية للصراع في جنوب السودان

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    اقتصاديات السجون في إفريقيا جنوب الصحراء

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    التجارة الرقمية في إفريقيا بين الطموحات والتحديات: (القرن الإفريقي نموذجًا)

    انقسام حكومة جنوب إفريقيا بشأن اتفاقية تأشيرة أوكرانيا

    التوغُّل الأوكراني في إفريقيا: أدواته وتداعياته على منظومة الأمن والاستقرار في القارة

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    تعزيز دبلوماسية الفضاء: دوافع السنغال للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس” التابعة لوكالة ناسا

    المعارضة الأوغندية: استقبال مرحّلي أميركا تفوح منه رائحة الفساد

    تدخُّل أوغندا في جنوب السودان وفرض حالة اللادولة

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    الكونغو الديمقراطية تستعين بمستثمرين سعوديين في مجال التعدين

    زاما زاما: الوجه الخفي للتعدين غير القانوني في جنوب إفريقيا

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    الانتخابات الرئاسية في مالاوي 2025م: تحليل للمشهد السياسي، والسيناريوهات المحتملة

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    رواندا والسيادة الرقمية: من مشروع وطني إلى نفوذ إقليمي

    بوروندي تعلن الانسحاب من عملية الاتحاد الإفريقي المرتقبة في الصومال

    تداعيات رَفْض إدارة “ترامب” دعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على الأمن الإقليمي

    3 أحزاب سياسية تتنافس على منصب الرئيس في إقليم أرض الصومال الانفصالي

    انعكاسات الاتفاق البحري بين تايوان وأرض الصومال على التوازنات في القرن الإفريقي

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    ما بعد فرنسا: مَلامح النظام الأمني الجديد في إفريقيا جنوب الصحراء

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    إسبانيا تبحث عن نفوذ إفريقي: أهداف وتحديات قمة مدريد 2025م

    مالي وبوركينا فاسو والنيجر تعفي مواطني “إكواس” من تأشيرة الدخول

    مقارنة في مسارات الانتقال السياسي بدول الساحل: النيجر دراسة حالة

    أسطول بحري للجيش الصيني يقوم بزيارة نادرة لـ نيجيريا

    هل تتَّجه الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في إريتريا؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    الفيدرالية والتعدُّدية العِرْقية… مآلات وآفاق التجربتين النيجيرية والإثيوبية في بيئة إفريقية متغيّرة

    طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

    فاعلية الخطاب الإعلامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: غرب إفريقيا نموذجًا

    مطالبات بزيادة أمن الطاقة النووية في إفريقيا وسط السعي إلى امتلاكها

    الطاقة النووية في إفريقيا بين الطموح والتحديات: دراسة في تجربة كلّ مِن نيجيريا وجنوب إفريقيا

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    توسّع جماعة شرق إفريقيا: بين الطموحات والتحديات

    هيئة حقوقية رسمية تتهم القوات الإثيوبية بمقتل 45 مدنيًا في ولاية أمهرة

    المُصالَحة الوطنية والسياسية في شرق إفريقيا: دراسة مقارنة بين إثيوبيا وتنزانيا

    الصومال يطبق لوائح بحرية جديدة لتعزيز مراقبة الأنشطة على سواحله

    الانتخابات في الصومال: جدلية “صوت واحد لكل مواطن” بين الطموح السياسي وتحديات الواقع

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    بين التسوية والانفجار: دراسة مقارنة في إدارة النزاعات الأهلية في إثيوبيا ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تحديات العودة إلى النظام الدستوري في غينيا

    تقرير: دول الخليج تعزز موقعها في إفريقيا باستثمارات تتجاوز 100مليار دولار

    الشراكة الإستراتيجية في قطاع المواد الخام بين الاتحاد الأوروبي وزامبيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    التحدّيات المتنامية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا

    جنوب إفريقيا تتحرك بشكل حاسم لمعالجة الجريمة وسط مخاوف من وحشية الشرطة

    قرار تاريخي ضد جرائم حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

    البنك الدولي يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء

    التضخم في إفريقيا: أحدث توصيات البنك الدولي تحت المجهر

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    المساعدات الأمنية لإفريقيا: حرب باردة جديدة أم مصالح عامة محسّنة؟

    منظمة حقوقية تتهم شرطة أنجولا بارتكاب أعمال قتل وانتهاكات

    تصاعد الاحتجاجات في أنغولا تعكس تراجعًا تاريخيًّا في تأييد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    من هو رو موالد واداجني؟ ولماذا تم اختياره مرشحًا للرئاسة في بنين؟

    هل يحقّ للولايات المتحدة ترحيل المجرمين الأجانب إلى إفريقيا؟

    هل يحقّ للولايات المتحدة ترحيل المجرمين الأجانب إلى إفريقيا؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

إشكالية اللغة في آداب ما بعد الاستعمار في القارة الإفريقية

أبريل 27, 2017
في ثقافة وأدب
A A
إشكالية اللغة في آداب ما بعد الاستعمار في القارة الإفريقية

د. مصطفى عطية جمعة جودة (*)

هناك إشكالية كبرى تثيرها كتابات ما بعد الاستعمار ، ألا وهي تدوينها بلغة المستعمِر . فالكاتب – ما بعد الكولونيالي – يترك لغته الأم في بلده ، ومن ثم يبدع بالإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية أو البرتغالية ، وكلها -كما هو معلوم -لغات منتشرة عالميا . وتكمن المأساة في استعانة الكاتب نفسه بمن يترجم إبداعه إلى لغته الأصلية ، وندر في المقابل مَن يكتب الإبداع بنفسه بلغتين : لغته الأصلية الموجهة لمواطنيه ، ثم اللغة التي يتقنها وتحقق له الانتشار في العالم أو التي اشتهر بها .

 ولاشك أن كثيرا من المبدعين تعمدوا الكتابة بغير لغاتهم الأصلية لأغراض عديدة ، بعضها نفعي يتعلق بالانتشار السريع و الشهرة ، وبعضها ضروري عندما تكون لغته الأصلية شفاهية أو مدونة وليس لها رصيد كبير من الإبداعات والتأليف العلمي مثل اللغة الأمازيغية في بلاد المغرب ، أو لغات القبائل وسط أفريقيا ، أوتكون محدودة الانتشار مثل اللغة السواحلية في الصومال أو اللغة الأمهرية في إثيوبيا ، أو شفاهية غير مدونة مثل اللغة النوبية و لغة أهل سيوة في مصر . ساعتها سيكون الإبداع منغلقا ، مقتصرا على دائرة الناطقين بها .

   فيكون السؤال : لمن يتوجه المبدع هنا في كتابته وهو يكتب بلغة المستعمر أو بغير لغته القومية وهو يبدع عن وطنه ؟ أهو يخاطب الآخر الغربي المستعمِر بلغته ، متحدثا عن مأساة وطنه بنفس لغة المحتِل ؟ أم يخاطب بني قومه بشكل غير مباشر بعد ترجمة الكتاب إلى لغته الأصلية ، إن تُرجم ؟

هذه الأسئلة وغيرها تجرنا إلى مناقشة الواقع نفسه ، فالواقع الإبداعي كائن ومترسخ من خلال عشرات النماذج لمبدعين من بلدان عديدة ، بعضهم ينتمي للعالم المتقدم ، وأكثرهم ينتمي إلى دول العالم الثالث ، وهم مشتركون في الكتابة باللغات الأكثر انتشارا في العالم ، والتجربة ممتدة منذ عقود ، وصارت ذات مصطلحات ومفاهيم تخصها ، وعملية نقدية تواكبها ، وكانت سببا في تغيير استراتيجية التأريخ الغربي ذاته ، وإعادة طرح الأسئلة على العقلية الغربية بمركزيتها المفرطة في الذاتية. فالتجربة في حد ذاتها ، أدت إلى انقلاب في التصورات المعرفية والقناعات الفكرية، بجانب الاشتغالات الاجتماعية ، وتوابعها السياسية والاقتصادية .

إن المحدد الأول في نقاش هذه القضية هو الأصل في عملية الكتابة ، قبل الحديث عن الفرع ، فالأصل التزام الكاتب بالإبداع بلغته الأم لأسباب عديدة ، أولها أنها اللغة التي تعلمها منذ طفولته ، وأنه يفكر بها يفكر من خلالها طيلة سنوات عمره ، وهي الحاضرة في وعيه إذا أراد التعبير أو التخيّل ، مستخدما ألفاظها وتراكيبها ، كما أن الأرض وعلاماتها وأيقونات الثقافة متعلقة بالألفاظ المنطوقة . ومثلما يقال فإن الإنسان يفكر ويتخيل بلغته الأم ثم يأتي الإبداع مبنيا على ذلك .

 أيضا فإن التحدث باللغة الأم يرتبط بشكل وثيق بإحساس متحدثها بالاستقلالية والكرامة ، وهما يتلاشيان عندما يستبعد الإنسان لغته  الأصلية ويتكلم بغيرها . ذلك أن نسق القيم الذي تملكه أية لغة يعني : فرضياتها وقناعاتها الفكرية ، وجغرافيتها ونظرتها إلى التاريخ ودرجات تمييزها للأشياء ، فاللغة نظام تتأسس عليه الخطابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشعوب الناطقة بها(1).

وهذا لا يعني أن اللغة الأم هي اللغة المحلية فقط ، ولكننا نقصد اللغة القومية المعتمدة في بلاد المبدع ، وبها تلقى العلم والثقافة . فكثيرون في أقطار آسيا وأفريقيا يتحدثون لغات محلية ، أو لهجات من لغات شفاهية ، فإذا تلقوا العلم فإنهم يتعلمون بلغات معروفة عالميا ، مثل الإنجليزية أو الفرنسية .. ، وكان هذا الوضع قديما في اللغة العربية ، عندما كانت لغة الحضارة الإسلامية ، وترك سكان البلاد الأصليين التي فتحها المسلمون لغات بلادهم الأولى ، وكتبوا بالعربية وألّفوا من خلالها ، وكان ذلك خيارا دينيا وثقافيا وتعميقا لانتمائهم . فالقضية ليست مدانة بهذه الحدة . وهذا يمتد إلى الشعوب التي دخلت في فيئ الحضارة الإسلامية ، وكتبت لغاتها الأصلية بالأحرف العربية ( مثل اللغة التركية والباكستانية والفارسية .. ) ، وصاغوا مؤلفاتهم العلمية باللغة العربية فهي لغة الحضارة الأساسية ، ولغة الإسلام قبل أي شيء.

إن ما يعنينا في هذه القضية ؛ تلك الفئة من الكتّاب الذين يتحولون إلى الكتابة بلغة أخرى غير لغتهم الأولى حصرا ، والمشكلة كامنة في تبنيهم لغة المحتل الأجنبي بكل ما في الأمر من تداعيات سلبية تذكر بالتجربة الأليمة للاستعمار الأجنبي وما اقترفه من آثام في بلادهم ، فالاستخدام في حد ذاته له آثار نفسية .

هؤلاء الكتّاب تتنازعهم رغبات وتوجهات عديدة ، منها الوصول إلى قاعدة أكبر ودائرة أوسع من القراء والمتلقين ، وأن يثبتوا للآخرين من أصحاب اللغة التي يتبنون الكتابة بها أنهم قادرون على الكتابة والتميز بلغتهم بل وربما التفوق عليهم  . وأيضا، تكون سبيلا لدى الأفراد المنتمين إلى جماعات وإثنيات مهمشة ومستلبة الحقوق وربما خاضعة للهيمنة والاستعمار من قبل قوى وقوميات أكثر قوة وأظهر سلطة ،  فتأتي الكتابة بلغة الآخر المهيمن في هذه الحالة أشبه بالانتقام أو الغزو الثقافي المعاكس والانتصار الرمزي للذات . ويرتبط الأمر- أيضا- بهامش الحرية الأوسع الذي ينشده الكاتب حين يكتب بلغة غير لغته حيث يتخفف إلى حد كبير وربما يتخلص تماما من قيود المحرمات والمحظورات التي تفرضها عليه لغة قومه التي قد ترتبط بقيم وأعراف ومنظومة ثقافية ، لا تتسامح مع التعبير الذي يذهب إلى المدى الأبعد في ممارسة حريته دون أن يحد من ذلك أو يقف في طريقه المعوقات والرقابة القسرية التي لا يتمكن الكاتب من مقاومتها عندما يكتب بلغته الأم (2).

وبالعودة إلى التاريخ في الحالة الهندية ، كان تنامي الإمبراطورية البريطانية يواكب مناخا فكريا واحدا  أساسه أن تطور الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس؛ مرتهن في جوهره بتطور الآخر المحتَل ، على مستوى دعائي يبرز الوحشية والبدائية في الشعوب المستعمرة بوصفها ها قيماً تستدعي الإصلاح ، من قبل المستعمِر الأبيض . فكان فرض اللغة على الذوات المستعمَرة Colonised جزءا من المشروع الإمبريالي ، في سعي حثيث للسيطرة على هذه الذوات بشكل كامل ، والنظر إلى اللغة المحلية بوصفها لغة بذيئة أو أحقر من لغة المستعمِر . فالخطوة الأولى في تدمير ثقافة ما هي منع السكان الأصليين من التحدث بلغاتهم ، مثلما هو حادث في استراليا مع السكان الأصليين ، لأنه يؤدي إلى فقد التاريخ الشفاهي ، والأسماء ، والارتباط مع الأرض . وكان يتم انتزاع الأبناء الاستراليين من أحضان آبائهم وتربيتهم وتلقينهم ثقافة الإنجليز ، ومعاقبتهم إذا استخدموا اللغة المحلية (3).

وهنا نرصد أمرا مهما يتعلق باللغة الإنجليزية نفسها في بريطانيا ، حيث بدأوا في النظر إليها بوصفها لغة عالمية : لغة الرقي والعلم والحضارة والمدنية ، ومن ثم تم تسويقها إلى شعوب الأرض بهذه الصورة ، في تلاحم مع الدعاية الاستعمارية . فهناك ربط واضح ما بين المرحلة التاريخية التي شهدت ظهور الإنجليزية علماً أكاديمياً وتلك التي أنتجت الشكل الاستعماري من الإمبريالية بدءا من القرن التاسع عشر، فالإدارة الاستعمارية البريطانية بمساندة البعثات التبشيرية اكتشفت في الأدب الإنجليزي حليفاً يعينها على قمع التمرد، وعلى السيطرة على الشعوب الأصلية، وذلك تحت مسمى التعليم الليبرالي (4) .فأصبحت اللغة والأدب حليفين أو جناحين لحركة الاستعمار ، وتلك ردة بلا شك للأدب ، الذي يرنو إلى السمو الإنساني .

مبدعو ما بعد الكولونيالية يؤكدون أن الانفتاح على الكتابة باللغات العالمية لا يقلل من محلياتهم ، خاصة أنهم لم يتخلوا عن قضايا أوطانهم ، بل يساعد على وضعها ضمن خارطة التفكير والإبداعي العالمي . فـــالأديب المغربي ” الطاهر بن جلون ” مثلا يرى أن الانفتاح على الثقافة الفرنسية لا يعني فقداناً للهوية ، وهو ما يقرّه الأديب الإسباني “خوان غويتسولو ” موضحا أن الكتّاب المغاربة الذين يكتبون بالفرنسية، يعملون على صعيد المعنى بمعزل عن روح اللغة الفرنسية التي يكتبون بها . بينما تذهب ” إنيتا ديساي” الأديبة الهندية التي تكتب بالإنجليزية ، إلى فكرة مثيرة للجدل، فتنظر إلى التعدد اللغوي الهائل في بلادها فتجعل من الإنجليزية المحلية / المنطوقة على ألسنة عشرات الملايين من الهنود ؛ تجعلها لغة أخرى تضاف إلى اللغات الهندية (5). أي ضمن النسيج اللغوي للهند.

كما أن الكتّاب أنفسهم يرون أن اللغات العالمية المنتشرة الآن ؛ باتت ذات صيغة أممية ، بمعنى أنها سهلة التلقي لدى سكان العالم ، بوصفها لغات  يلزم تعلّمها في المنظومة العلمية الحديثة فكثير من العلوم والفنون والآداب تُبدع من خلال الإنجليزية ثم الفرنسية ، إذن ، الكتابة من خلالها لا يعني ترك اللغة المحلية أو الاستعلاء عليها أو إقصاءها وإنما يعني المزيد من التمدد والانتشار القرائي .

إذن ، الرؤية المشتركة بين هؤلاء ، أن قضايا أوطانهم تعيش في أعماقهم ، وأن الإشكالية أنهم ينتمون إلى أوطان متفاوتة في لغاتها ، فالهند بها مئات اللغات المكتوبة وغير المكتوبة ( أكثر من 300 لغة )، وتكاد تكون الإنجليزية هي اللغة الأولى في الانتشار بين سكان الهند الذين يقاربون من المليار نسمة ، بحكم الاحتلال البريطاني لمدة قرون في الهند ، وظهور أجيال متتابعة من الهنود متقني الإنجليزية ، كما أن منظومة التعليم تعتمد الإنجليزية لغة للعلم بجانب اللغة الهندية ، لذا فقد باتت لغة تجمع حولها فسيفساء اللغات الهندية المتعددة ، فلا عجب من الكتابة بها ، جنبا إلى جنب مع اللغة الهندية ذاتها التي حققت انتشارا عبر السينما.

 في المقابل نرى من يخالف هذا التوجه ، مفضلا أن تكون مناقشة كتابة ما بعد الاستعمار  بشكل عام إزاء العملية التي يتم بها تحريف اللغة موضع الإبداع بما لها من قوة، وتحريف الكتابة بما تحتويه من دلالة على السلطة، وإبعادها عن الثقافة الأوروبية المهيمنة . وذلك ، بالنظر إلى اللغة بوصفها وعاء يحمل الأفكار والرسائل، أي يمكن تطويعها لنقل مآسي الشعوب الفقيرة . فالقضية – في نظرهم – لا تنحصر في إلغاء مكانة الإنجليزية أو التنكر لها، بما يشتمل على ذلك من رفض لسيطرة القوة الإمبريالية، ولجمالياتها ومقاييسها المفترضة ، وإنما تكون اللغة ضمن ما يطلق عليه” عملية الاستحواذ” وهي العملية التي يتم بها أخذ لغة الإبداع ونصوصها وتهيئتها لكي تحمل حمولة التجربة الثقافية الخاصة لشخص ما، وبالتالي نكون أمام لحظة حيوية لنزع الطابع الاستعماري عن اللغة والكتابة الأجنبية (6).

فالكتّاب الذي يستخدمون اللغة الإنجليزية مثلا لا يصادقون ولا يقرّون بالضرورة السلطة البريطانية ، أو هم مؤيدون للاحتلال البريطاني ، وإنما تكون المسألة أكثر وظيفية بالنسبة إليهم ، بمعنى أن الإنجليزية تكون أداة للانتشار في العالم الخارجي من ناحية ، وعلى مستوى الداخل أيضا ، ويحضرنا هنا مثال آخر لتجربة الهند، ألا وهو دولة جنوب إفريقيا ، فاللغات الرسمية المعتمدة فيها هي إحدى عشرة لغة ، وكلها لغات محلية مكتوبة ومنطوقة ويتم التأليف بها ، ولكنها في واقع الأمر لا يتحدث بها كثير من السكان ، لدواع عرقية وقومية . فيتم اللجوء إلى اللغة الإنجليزية بوصفها اللغة الأكثر شيوعا ، بالرغم من أن نظام الفصل العنصري هو الذي فرضها على السكان ، وهو ما ترك تجربة مريرة في نفوسهم (7).

والحقيقة أن الكتابات المهاجرة سعت لخلخلة ثقافة المركزية الغربية عبر طرحها مجموعة من التساؤلات المثيرة ـ  ومن خلال محاولتها نزع صفة النقاء الثقافي الذي فرضته الهيمنة الاستعمارية . فسارت في دربين / تصورين / مشروعين / ثقافتين ؛ أدى إلى ميلاد فضاء جديد سمي بفضاء الهجنة أو التهجين – الذي تطرقنا إليه آنفا – حيث تتعايش أو تتصارع ثقافة المركز وثقافة المهاجر في مكان واحد ألا وهو بلد المركز ، والبلاد التي تدور في فلكها الثقافي , فليس الهدف هو إقصاء ثقافة المركز لتحل محلها الذاكرة التاريخية المهمشة , بل تفكيك تلك المركزية وإضافة تلك الذاكرة التاريخية المهمشة ، وثقافتها إليها ومن ثم النظر إلى المساحة الهجينة التي يخلقها ذلك على أنها فضاء ثالث لابد من النظر إليه ، بوصفه حقائق لابد من التعامل معها واحترامها . فكانت المحصلة في النهاية ، وجود نصوص كثيرة ، تنتمي إلى أدب ما بعد الاستعمار ، قدمت للنقاد حالات أدبية جديدة ، بإشكاليات وبنى جديدة مختلفة تتمثل في : نصوص مكتوب بلغة المستعمِر ، تعبر عن ثقافة الشعوب المستعمَرَة ، وتتبنى قضاياها ، وتعرض سرديات مختلفة عن هذه البلدان ، تخالف القناعات الغربية ، بل وتهزها ، وتطالب بمراجعتها جذريا .

كما أن هذه النصوص أوجدت تعبيرات من ثقافاتها الشفاهية أو المحلية أو القومية كما استخدمت تقنيات بلاغية ومقولات سياسية جديدة ، وصاغت مصطلحات ذات حمولة دلالية مختلفة ، أي أنها أضافت إلى الإنجليزية من موروثها الشفاهي ، بما جعل الإنجليزية أكثر ثراء في مصطلحاتها ، وصارت نصوصا تفيض بما هو مختلف عن دلالات لغة المستعمر الأصلية ، بما يمكن تسميته المقاومة باللغة(8).

وهو مصطلح مهم ، فعندما يقرأ سكان الشعوب أدبا مقاوما للاستعمار ، بلغة المستعمر نفسها ، أو يشاهده ممسرحا أو متلفزا ، أو يستمع إليه إذاعة ، فإن الرهبة تزول من نفسه إزاء المستعمر السامي المتعالي ، مما ينزع القيمة عن المعيار الاستعماري ، ويضعها في إطارها المحلي ، وهو ما يؤدي في النهاية إلى إزاحة المركزية المهيمنة لفكرة المعيار ذاتها (9).

بل إن استخدام لغة المستعمر أدبيا ، وإعادة تدوير وتحوير مفرداتها ، وتكوين شفرات جديدة لها ، وتقديم كل ذلك إلى القارئ الغربي أو المحلي الذي يعرف اللغة الأجنبية ؛ يؤدي في النهاية إلى إدراك الفروقات بين الدلالات ، وكثير ما تكون مفارقات ساخرة، وبعض المفردات تحمل معاني مزدوجة مما يثري النصوص (10).

وقد تم وضع مداخل نقدية تستجيب لما تطرحه هذه النصوص الإبداعية ، وقد حصرها مؤلفو كتاب “الإمبراطورية ترد بالكتابة ” في  أربعة مداخل أساسية :

– المدخل القومي أو الإقليمي : الذي يسلط الضوء  على سمات محددة لثقافة قومية أو إقليمية معينة . وتلك تنظر إلى أن النصوص بوصفها معبرة عن الثقافة القومية ، على مستوى اللغة والعادات والتقاليد والروابط المشتركة التي تجمع شعبا في إطار قومية واحدة ، ناطقة بلسان واحد ، على قدر كبير من التجانس الثقافي .

– المدخل العرقي : الذي يرصد سمات معينة تشترك فيها آداب قومية متنوعة كما هو الحال في الميراث العرقي المشترك في آداب الأفارقة وهو المدخل المسمى “الكتابة السوداء ” . وهنا نلاحظ أن هذا اللون من الكتابة جاء صدى ورد فعل لكتابة معادية تتمثل في الكتابة التي تعلي الجنس الأبيض ، وتنتصر لثقافته ، وتحتقر الأعراق الملونة . فالمصطلح هنا يكرس لمعارضة هذا الاستعلاء اللاإنساني، وهو يجمع في طياته أشكالا أدبية عدة ( شعر، وسرد ، ودراما ، وبحوث) ، مثلما يعبر عن العرق الأسود ، الذي هو متنوع في قومياته ومكوناته الثقافية أيضا .

– المدخل المقارن : الذي يسعى لدرس خصائص لغوية وتاريخية وثقافية معينة يشترك فيها أدبان أو أكثر من آداب ما بعد الاستعمار . وهو نابع من الآداب المقارنة ، والتي تناقش ظواهر لغوية أو ثقافية أو أدبية داخل جنس أدبي واحد، عبر لغتين مختلفتين أو بلغة واحدة مع اختلاف التوجهات ، كأن يناقش صورة المستعمر المقدمة في الروايات الإنجليزية في حقبة الاستعمار مع مثيلاتها في حقبة ما بعد الاستعمار . أو مناقشة استخدام اللغة جماليا بين الأدباء المهجر والأدباء الأصليين.

– مدخل مقارن ولكنه أكثر شمولية إذ يؤكد خصائص من قبيل الهجنة والتوفيقية بوصفهما من الخصائص المكونة لكل آداب ما بعد الاستعمار (11) .

ويمكن الجمع بين هذه المداخل أو بين بعضها أو الاكتفاء بواحد . كما يمكن تحليل النص الأدبي أو عدة نصوص لأديب واحد ضمن المناهج الشكلانية الأدبية: البنيوية والسرد ، والتأويل ، والسيموطيقا ، بجانب النقد الثقافي والاجتماعي والنفسي. فالقضية هي كيف يكون المنهج كاشفا للنص ، مجليا ما فيه من إشارات وشفرات ؟ خاصة النصوص المعبرة عن حياة الشعوب المهمشة ، المجهولة للقارئ الغربي والشرقي على السواء ، تلك الشعوب الذي مات تاريخها ، وخمد ذكرها ، بسبب آفتين: آفة الاحتلال الأجنبي في الماضي ، ونظرته إلى هؤلاء على أنهم ليسوا بشرا أو هم يعيشون في حياة بدائية لا تستحق يهتم بها كثيرا الرجل الأبيض المتحضر مثلما رأينا تعامل المحتل الأجنبي مع الهنود الحمر في أمريكا الشمالية أو السكان الأصليين في استراليا وأمريكا الجنوبية . والآفة الثانية تأخر هذه الشعوب وسقوطها بعد الاستقلال تحت براثن حكم متسلط فاسد ، على نحو ما نجد في البلدان الإفريقية التي تنازع فيها العسكر الحكم وتسابقوا على الانقلابات ، وأثقلوا البلاد بالديون، وتسببوا في مجاعات عظيمة وفاقة شديدة .

الإحالات والهوامش:

(*) أكاديمي مصري ، ومحاضر بكلية التربيةالأساسية (قسم اللغة العربية) الكويت.

(1) الدراما ما بعد الكولونيالية : النظرية والممارسة ، هيلين جلبرت ، جوان توميكنز ، ترجمة سامح فكري ، منشورات : مركز اللغات والترجمة ، أكاديمية الفنون ، القاهرة ، 2000م ، ص230

اقرأ أيضا

اللغة العربية في إريتريا… صراع هوية ووجود!

تشكّل المشهد اللغويّ وقضاياه في ناميبيا في مرحلتي الاستعمار والاستقلال

شِعْر المرأة الإفريقية المكتوب باللغة العربية…أسماء بنت الشيخ عثمان بن فودي أنموذجًا

(2) الكتابة بلغة الآخر ، عبد الوهاب أبو زيد ، صحيفة اليوم السعودية ، 13 أكتوبر 2005 العدد 11808 . http://www.alyaum.com/article/1320080

(3) الدراما ما بعد الكولونيالية : النظرية والممارسة ، ص229

(4) الإمبراطورية ترد بالكتابة، بيل أشكروفت، بيل وآخرون: ترجمة وتقديم د. خيري دومة، عمان، دار أزمنة للنشر، 2005، ص26 ، 27

(5) الكتابة بلغة الآخر، حميد سعيد ، جريدة الرأي الثقافي الأردنية ، الجمعة 23 مايو 2008م

(6) الإمبراطورية ترد بالكتابة ، ص31 ، وأيضا ص67 .

(7) الدراما ما بعد الكولونيالية : النظرية والممارسة ، ص234

(8) الدراما ما بعد الكولونيالية : النظرية والممارسة ،ص : 234 ، 235

(9) السابق ، ص237

(10) السابق ، ص241

(11) الإمبراطورية ترد بالكتابة، ص41 . بتصرف وشرح من جانبنا .

كلمات مفتاحية: الأدبالاستعمارالكولونياليةاللغة
ShareTweetSend

مواد ذات صلة

طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

اللغة العربية ودورها في الاتصال الثقافيّ ثُنائيّ الاتجاه بين الشعوب -(غينيا نموذجًا)

سبتمبر 23, 2024
قراءة نقدية في سردية زوارق الموت للكاتب والروائي: عمر لي

قراءة نقدية في سردية زوارق الموت للكاتب والروائي: عمر لي

يوليو 28, 2024
استثمار التناص في “خادم الوطن” للحامد محمود الهجري

استثمار التناص في “خادم الوطن” للحامد محمود الهجري

يوليو 9, 2024
مليون طفل خارج المدرسة بسبب انعدام الأمن في بوركينا فاسو

التعليم في سيشيل: ما وراء التصدّر إفريقيًّا ودوليًّا

يوليو 2, 2024
الفرنكفونيَّة وتحدياتها للغة العربية في بلاد غرب إفريقيا

التعليم ثنائي اللغة كسياسة لغوية-تعليمية في موزمبيق: نحو تطبيق أشمل للُّغات الإفريقية المحلية في التعليم

يونيو 25, 2024
طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو

فبراير 21, 2024

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

صناعة الطباعة في إفريقيا جنوب الصحراء وعوامل دَفْعها

صناعة الطباعة في إفريقيا جنوب الصحراء وعوامل دَفْعها

أكتوبر 6, 2024

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

صمود الأبطال: ثورة الشيمورنجا الأولى ضد الاستعمار البريطاني في زيمبابوي خلال القرن التاسع عشر

أكتوبر 20, 2024

الانتخابات التشريعية في السنغال: الرهانات في مبارزة عن بُعْد بين عثمان سونكو وماكي سال

أكتوبر 21, 2024

الاتحاد الإفريقي والشراكات في مجال إصلاح قطاع الأمن

أكتوبر 22, 2024

إعلان نيويورك وحلّ الدولتين: هل فشلت إفريقيا في صياغة موقف مُوحَّد؟

سبتمبر 22, 2025

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.