تستشرف الهند، التي ستخوض انتخابات عامة شبه محسومة لصالح الحكومة الحالية وحزب بهارتيا جاناتا الهندوسي يتوقع أن تنتهي مطلع يونيو المقبل؛ مقاربةً متوازنةً نحو إفريقيا وتعزيز علاقاتها بها عبر توظيف القدرة الاقتصادية المتصاعدة للهند (خامس أكبر اقتصاد في العالم حاليًّا بناتج محلي إجمالي في العام 2023 وصل عند 3.4 ترليون دولار بعد الولايات المتحدة (25.4 تريليون دولار)، والصين (18.1 تريليون دولار)، واليابان (4.2 تريليون دولار)، وألمانيا (4 تريليون دولار)، وذلك ضمن ما تُطلق عليه الميديا الغربية “القرن الآسيوي” (في إشارة إلى صعود الصين والهند اقتصاديًّا ليحتلا المركز الثاني والثالث كأكبر اقتصاد في العالم على التوالي خلف الولايات المتحدة الأمريكية)؛ وفي موازاة ذلك تدعم الهند صلاتها الإستراتيجية بالولايات المتحدة باعتبارها حليفًا لا يمكن الاستغناء عنه في جميع دوائر سياسات الهند الخارجية، ومن بينها القارة الإفريقية.
الهند قوة اقتصادية صاعدة:
ظهرت الهند وسط التحديات الراهنة أمام أغلب دول العالم كقوة اقتصادية صاعدة وذات دور جيوسياسي مهم بشكل لافت مع نسبة نموّ متوقعة مِن قِبَل البنك الدولي عند 6.7% في العام الجاري 2024، استمرارًا لإنجاز العام 2023 الذي تزامن مع تولّي نيودلهي رئاسة مجموعة العشرين. وتوقعت تقارير دولية أن تواصل الهند بدءًا من العام الجاري لعب أدوار بالغة الأهمية في الاقتصاد العالمي وصولًا إلى احتمالات مرجّحة بحلول الاقتصاد الهندي في غضون الأعوام الخمسة المقبلة المرتبة الثالثة عالميًّا كأكبر اقتصاد (بعد الولايات المتحدة والصين مباشرة) حال نجاح نيودلهي في تطبيق خطواتها الطموحة في هذا المسار بدءًا من العام 2025، وتوقعات أكثر تفاؤلًا بتحول الهند إلى “دولة متقدمة” developed country بحلول العام 2047([1])؛ إذ تستهدف نيودلهي الوصول لفئة الدول ذات الدخل المتوسط المرتفع في ذلك العام الذي يواكب مرور مائة عام على استقلال الهند، مع ضمان استمرار مسار النمو، فيما تُواجه بفاعلية تحديات التغير المناخي وتحقق هدف صفر انبعاثات بحلول العام 2070([2]).
ويحقق الاقتصاد الهندي تقدمًا ملموسًا بعد التراجع الأبرز له في العام المالي 2020-2021 (على خلفية جائحة كوفيد-19)، وبدأ هذ التقدم بقوة في العام المالي 2021-2022 بفضل سياسات نقدية ومالية وصحية شاملة وفعَّالة للغاية.
وظهرت الهند في العام 2022 كواحدة من أسرع الاقتصادات نموًّا في العالم رغم التغيرات التي شهدها بما في ذلك اضطراب خطوط الإمدادات عقب تصاعد التوتر الجيوسياسي وضغوط التضخم العالمية الكبيرة وتضييق السياسات النقدية العالمية بشكل متزايد. وفي العام المالي 2022-2023 اتسع الناتج المحلي الإجمالي للهند بنسبة نمو 6.9% بفضل تصاعد الطلب المحلي والنشاط الاستثماري القوي بفضل تحرُّك الحكومة الملحوظ في الاستثمارات في البنية الأساسية وقوة الاستهلاك الخاص لا سيما بين ذوي الدخول المرتفعة.
وبدت نيودلهي متفائلة للغاية إزاء نمو البلاد الاقتصادي في العام 2024، كما اتضح في تصريحات مهمة لوزيرة المالية نيرمالا سيثارامان (30 مارس 2024) بأن النمو الاقتصادي للهند خلال الربع الأول من العام الجاري (يناير- مارس 2024) سيفوق نسبة 8%؛ مما عزَّز توقعات أغلب هيئات التصنيف الدولية بتحقيق الهند أعلى معدل نموّ بين دول مجموعة العشرين عن العام الجاري، ودعمًا للمستويات القياسية التي شهدها هذا النمو في العام 2023؛ إذ بلغ 7.8% في الربع الأول منه، ثم 7.6% في الربع الثاني، و8.4% في الربع الثالث. كما أكد الوزير أن بلاده ستتبوأ المرتبة الثالثة كأكبر اقتصاد في العالم بحلول العام 2027 فيما تحتل حاليًّا المرتبة الخامسة بالفعل؛ مع توقعات لجهات تصنيف دولية رائدة بارتفاع نمو الناتج المحلي العام في الهند إلى 7.3% عن العام المالي 2024 بعد أن كانت توقعات تلك الجهات تقف عند 6.9%؛ مما يؤشر إلى تحسن الأداء الاقتصادي الهندي بشكل ملحوظ في الشهور الأولى من العام الجاري وتوقعات إيجابية للغاية([3]).
وفيما يتعلق بتوجُّه الهند الإفريقي؛ فإن هذه المؤشرات الاقتصادية الإيجابية تشير إلى آفاق توسع الهند حضورها الاقتصادي والتجاري في القارة الإفريقية على المستويات الثنائية والعمل الجماعي الإفريقي. ويؤشر إلى ذلك الضغط الهندي الكبير الذي بُذل في قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي عُقِدَت في نيودلهي (سبتمبر 2023) لضم الاتحاد الإفريقي للمجموعة، ونجاح هذا الضغط بشكل كامل وعلى نحوٍ يتسق مع وضع الهند إفريقيا أولوية قصوى في سياساتها الخارجية (حسب تصريحات رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي في القمة)؛ الأمر الذي يجد تقديرًا مستمرًّا مِن قِبَل المنظمة القارية، ويزيد من مقبولية الشراكة الهندية-الإفريقية؛ وحقيقة تطور العلاقات التجارية بين الهند والقارة والتي نمت بنسبة 18% سنويًّا منذ العام 2003 ووصل حجمها في العام الماضي (2023) إلى 103 بلايين دولار، مما يجعل الهند ثالث أكبر شريك تجاري لإفريقيا بعد الاتحاد الأوروبي والصين([4]).
الهند وإفريقيا والجنوب العالمي: علاقة معقدة
بدأت نيودلهي في الأعوام الأخيرة في تبنّي دبلوماسية “الجنوب العالمي” باعتبار الهند واحدة من أعمدة هذا الجنوب، وهي دبلوماسية ثبت نجاعتها في فتح أبواب كثيرة في القارة الإفريقية للاستثمارات الهندية من جهة أن الهند دولة نموذجية ومتفهمة لطبيعة المشكلات الاقتصادية والأمنية في دول القارة. كما تعوّل نيودلهي على تمتين علاقاتها في إفريقيا ضمن إستراتيجية الجنوب العالمي لاعتبارات نسبة النمو المرتفعة (نسبيًّا) عند 3.8% وبعدد سكان شباب؛ حيث تبلغ نسبة مَن هم أقل من 25 سنة حوالي 60%، ويُتوقع أن يصل عدد سكان القارة إلى 1.1 بليون نسمة في العام 2040 (فيما يصل عدد سكان الهند وحدها حاليًّا 1.44 بليون نسمة)([5]).
كما تربط الحكومة الهندية، التي ستخوض الانتخابات العامة مطلع يونيو 2024، بين تصورها للجنوب العالمي ودورها أو نفوذها في القارة الإفريقية بشكل منهجي. فقد أكد رئيس الوزراء مودي خلال فعاليات قمة العشرين المذكورة أن مفهوم “الجنوب العالمي” ليس مفهومًا دبلوماسيًّا فحسب، بل إنه ذو أبعاد تاريخية في ضوء مواجهة “هذا الجنوب” تاريخًا مشتركًا من الاستعمار والأبارتهيد. وأن إفريقيا كانت الأرض التي أطلق منها الزعيم الهندي ماهاتما غاندي وسائل قوية قامت عليها المقاومة غير العنيف والسلمية، وأن نيودلهي تطبّق مفهوم الجنوب العالمي وفق هذه الرؤية للتاريخ المشترك([6]).
ومن الواضح أن هذه الرؤية الهندية تعزّز بقوة مفهوم القوة الناعمة الذي ترى نيودلهي أنه مقاربتها الأثيرة تجاه دول القارة الإفريقية.
وفيما تعزّز نيودلهي مبادرتها نحو إفريقيا وفق العديد من الاعتبارات -تحت مظلة إستراتيجية الجنوب العالمي الفضفاضة-؛ أبرزها الشراكات الاقتصادية المحتملة بشكل شبه محسوم فإنها تواصل العمل مع أبرز مناهضي فكرة الجنوب العالمي في العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ فقد وصلت الاستثمارات الهندية في إفريقيا في العام 2023 إلى 98 بليون دولار (مع ملاحظة أن العديد من هذه الاستثمارات تتم بشكل تكتيكي في عمليات استحواذ بليونية لا تؤدي إلى أنشطة إنتاجية لعدة سنوات، ثم تتم عمليات إعادة بيعها بمكاسب خرافية فيما يمكن وصفه بنهب استثماري “بالوكالة”، كما تم في قطاع النسيج في العديد من الدول الإفريقية)، مع تجارة بلغ إجمالها 100 بليون دولار. كما لا يمكن فصل واقع أن هناك 42 دولة إفريقية تأتي كثاني أكبر متلقٍّ لجميع الائتمانات التي تُقدّمها الهند عن طبيعة خطوط الائتمانات التي تمر عبر مراكز أوروبية وأمريكية مهمة قبل وصولها إلى الدول الإفريقية. كما أن هناك نحو 200 مشروع تنموي اكتملت في الإقليم بدعم هندي وإسناد غربي واضح لا سيما في إفريقيا الجنوبية.
وتُصدّر الشركات والمنظمات غير الحكومية الهندية حلولًا منخفضة التكلفة للدول الإفريقية تتراوح بين منازل صديقة للبيئة ودعم المهندسات الريفيات المتخصصات في الطاقة الشمسية. كما يمثل نفوذ إفريقيا في المحافل الدولية عاملًا مهمًّا في رؤية الهند للحوكمة العالمية. وتأخذ نيودلهي في اعتبارها واقع ضم الجنوب العالمي ثلاثة أخماس سكان العالم وتحقيقه 39% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو ما يعزز دعاوى إصلاح الأبنية العالمية القائمة لتحقيق نظام أكثر شمولًا يركز على التنمية، وهو التوجه الذي اتضح بتأييد الهند فكرة ضم الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين([7]).
الهند في إفريقيا من باب الإستراتيجية الأمريكية:
تدفع نيودلهي بقوة نحو لعب دور عسكري وأمني في القارة الإفريقية، جنبًا إلى جنب مع مسار الإستراتيجية الأمريكية والغربية بشكل عام، كما اتضح في دورها الداعم للتحالف العسكري الأمريكي في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن منذ ديسمبر 2023. ويمثل اهتمام الهند بإفريقيا جانبًا مهمًّا من جوانب اهتمام القوى الدولية المتنوعة مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وغيرها. لكن الوجود الهندي في القارة تميَّز في أنه يتم تطبيقه بالأساس عبر مفهوم “القوة الناعمة” لجذب الدول الإفريقية خلافًا للمقاربة الأمريكية والصينية على سبيل المثال([8]).
ولا يمكن قراءة الموقف الهندي الداعم لإستراتيجيات واشنطن في المحيط الهندي، وصولًا إلى البحر الحمر وخليج عدن، وفي مناطق متفرقة من القارة الإفريقية (لا سيما في الجنوب)؛ بمعزل عن طبيعة العلاقات الهندية الأمريكية؛ حيث كانت واشنطن من أبرز منتقدي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل لازدواجية سياساته بمحاربة الفاشية في إيطاليا وممارسة الفاشية الاستعمارية في الهند على حد وصف الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وقتها. وظلت الولايات المتحدة صديقًا للهند بعد استقلال الأخيرة، وإن احتفظت بمسافة آمنة بعد تحول رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو نحو الاتحاد السوفييتي، واتباع سياسات اقتصادية اشتراكية ومساهمته في تكوين حركة عدم الانحياز. وتحوّل هذا “الفتور” إلى خلاف كبير في سبعينيات القرن الماضي مع تقارب الولايات المتحدة من باكستان والصين، وبعد فترة قطيعة استعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في العام 1985م لتأخذ العلاقة مسارًا إيجابيًّا اكتسب مزيدًا من القوة والتطور في مطلع الألفية الحالية([9]).
وإلى جانب النفوذ الهندي المتنامي في التجارة الدولية مع إفريقيا؛ فإن نيودلهي باتت تعول بشكل شبه كامل، وفي ظل تطورات التعاون العسكري الصيني الروسي مع دول مثل جنوب إفريقيا وإيران في سياق آخر، على توطيد شراكتها العسكرية مع الولايات المتحدة من أجل تعظيم نفوذها في القارة الإفريقية. وربما كان أحدث مثال على ذلك التوجه التنسيق الهندي-الأمريكي في جنوبي البحر الحمر وخليج عدن منذ إطلاق واشنطن مبادرة “حارس الازدهار” في ديسمبر 2023.
وفي مقابل هذا التعاون الهندي الذي وصل لمستويات جديدة تعهدت وزارة الدفاع الأمريكية نهاية مارس 2024 بالعمل على إتمام اتفاقات تزويد الهند بمحركات طائرات نفاثة ومسيّرات هجومية، فيما أعلنت واشنطن أن الهند شريك دفاعي أساسي ورفيع المستوى للغاية، وأن الشراكة العسكرية بين البلدين شهدت تطورًا لافتًا للغاية منذ عامين تقريبًا([10]). وكشفت تقارير عسكرية هندية مطلع أبريل الجاري عن إجراء الولايات المتحدة سلسلة تدريبات عسكرية منتظمة مع الهند (وغيرها من الدول الحليفة) لمواجهة أيّ تمدد “محتمل” للبحرية الصينية في المحيط الهندي بما في ذلك سواحله الغربية في قارة إفريقيا([11]).
ورغم ما يبدو من تناقض بين مساري تحيُّز الهند “للجنوب العالمي”، بل وقيادته، والتحالف الهندي الأمريكي العسكري؛ فإن نيودلهي تتطلع بالأساس للاصطفاف خلف واشنطن في التنافس الدولي الراهن لاعتبارات مفهومة مثل التنافس التقليدي مع الصين في آسيا وإفريقيا على حد السواء تقريبًا، وطبيعة توجهات باكستان الخارجية التي تتعمق صلاتها مع الصين بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة، وطبيعة الحضور العسكري الإيراني قرب سواحل القرن الإفريقي، وفي المقابل فإن نجاح الهند في تعظيم تجارتها مع الدول الإفريقية يرتبط بالتأكيد المستمر على رواية “الجنوب العالمي” ودور الهند في دينامياته.
خلاصة:
ستكشف الحكومة الهندية المتوقع إعادة تكوينها من الحزب الحاكم عقب الانتخابات العامة المقبلة (أبريل- يونيو 2024) عن دبلوماسية أكثر اهتمامًا بالقارة الإفريقية؛ استنادًا لنمو اقتصادي أجمعت أغلب مؤسسات التصنيف الدولية على ارتفاعه في الهند لمستويات قياسية في العام الجاري (2024)، وصلات شراكة إستراتيجية قائمة ومرشحة للتصاعد مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعوّل بدورها على توظيف الاقتصاد الهندي (ومقدراته من قوى عاملة رخيصة وتقديمه حلولًا اقتصادية ملائمة للاقتصادات الإفريقية) في مجمل الإستراتيجيات الأمريكية العسكرية والأمنية والاقتصادية في المحيط الهندي والقارة الإفريقية في السنوات المقبلة؛ وهو دور تتطلع له نيودلهي لاعتبارات التنافس الإقليمي والدولي الذي يزداد حدةً واستقطابًا بمرور الوقت.
………………………………..
الهوامش
[1] India could become the world’s 3rd largest economy in next 5 years. Here’s how, World Economic Forum, January 15, 2024 https://www.weforum.org/agenda/2024/01/how-india-can-seize-its-moment-to-become-the-world-s-third-largest-economy/
[2] The World Bank in India, The World Bank, September 27, 2023 https://www.worldbank.org/en/country/india/overview
[3] India to be fastest growing economy among G-20 nations in 2024, all big rating agencies revised country’s growth upwards, Asian News International, March 31, 2024 https://www.msn.com/en-xl/news/other/india-to-be-fastest-growing-economy-among-g-20-nations-in-2024-all-big-rating-agencies-revised-country-s-growth-upwards/ar-BB1kOZCq
[4] Paul Nantulya, Africa-India Cooperation Sets Benchmark for Partnership, Africa Center for Strategic Studies, December 12, 2023 https://africacenter.org/spotlight/africa-india-cooperation-benchmark-partnership/#:~:text=India%2DAfrica%20trade%20has%20grown,the%20European%20Union%20and%20China.
[5] Veda Vaidyanathan, Why India must put Africa at the heart of its Global South vision, Indian Express, March 30, 2024 https://indianexpress.com/article/opinion/columns/why-india-must-put-africa-at-the-heart-of-its-global-south-vision-9240875/
[6] Paul Nantulya, Africa-India Cooperation Sets Benchmark for Partnership, Africa Center for Strategic Studies, December 12, 2023 https://africacenter.org/spotlight/africa-india-cooperation-benchmark-partnership/#:~:text=India%2DAfrica%20trade%20has%20grown,the%20European%20Union%20and%20China.
[7] Veda Vaidyanathan, Why India must put Africa at the heart of its Global South vision, Indian Express, March 30, 2024 https://indianexpress.com/article/opinion/columns/why-india-must-put-africa-at-the-heart-of-its-global-south-vision-9240875/
[8] Mohammed Badrul Alam, India’s Africa Strategy and the Policy Trends, Indian Defence Review, March 25, 2016 https://www.indiandefencereview.com/indias-africa-strategy-and-the-policy-trends/
[9] Minhaz Merchant, Why India’s plurolateral global strategy irks United States, First Post, April 2, 2024 https://www.firstpost.com/opinion/head-on-why-indias-plurolateral-global-strategy-irks-united-states-13755094.html
[10] US, India looking for solutions together amid changing nature of warfare: Garcetti, Asian News International, April 1, 2024 https://www.msn.com/en-xl/news/other/us-india-looking-for-solutions-together-amid-changing-nature-of-warfare-garcetti/ar-BB1kPG7P
[11] India emerges as a major U.S. Training partner to frustrate ‘hostile’ China, Indian Defence Review, April 2, 2024
https://www.indiandefencereview.com/news/india-emerges-as-a-major-u-s-training-partner-to-frustrate-hostile-china/