قد يكون مصطلح «المستعربون الأفارقة» جديداً بعض الشيء في الأوساط الثقافية والأكاديمية العربية، لكن المفهوم الذي يشير إليه قديم، بل متجذّر في عمق التاريخ ، فمما لا شك فيه أنّ الكثير من الشعوب والقوميات دخلوا في إطار اللغة العربية، وانصهروا في البوتقة الثقافية العربية تماماً، على الرغم من وجود حواجز واعتبارات إثنية جغرافية وسياسية.. وغيرها.
وتُعدّ إفريقيا واحدة من أبرز المناطق التي شهدت حضوراً ملموساً ومكثّفاً للثقافة العربية، والتي تجذّرت في أرجائها، وترعرعت على أراضيها، حتى أصبحت تمثّل عنصراً مهمّاً في حياة الشعوب الإفريقية المسلمة، وغَدَا للتعليم العربيّ قيمة اجتماعية كبيرة، ودلالة ثقافية عميقة في الساحة الإفريقية؛ لأنّ اللغة العربية هي وعاء الثقافة الإسلامية، وهي الأداة المثلى لمعرفة مبادئ الدين الحنيف، وهي اللغة الوحيدة في العالم التي ترتبط بالدين ارتباطاً لا انفصام له ، (للمزيد انظر مجلة قراءات إفريقية العدد 32).