ليس أكثر من خيرات القارة الإفريقية وثرواتها الطبيعية والبشرية إلا صراعاتها المسلّحة، تلك الصراعات التي تتوالد بشكلٍ جعل من إفريقيا البؤرة الأكثر التهاباً على خريطة الصراعات الداخلية (ما دون الدولية) في العالم، وفقاً لتقديرات معهد هيدلبيرج لأبحاث الصراع الدولي The Heidelberg Institute for International Conflict Research للعام 2015م، حيث احتل إقليم «إفريقيا جنوب الصحراء» المرتبة الأولى دوليّاً؛ متفوقاً على إقليم الشرق الأوسط والمغرب العربي، والذي يضمّ بدَوْره دول الشمال الإفريقي، الأمر الذي يعني أنّ القارة الإفريقية هي أكثر القارات من حيث كثافة الصراعات الداخلية على اتساع رقعتها الجغرافية.
وتُعنى هذه الورقة بتقديم إطلالةٍ مفصّلةٍ على إحدى أبرز الآثار السلبية لتوطّن الصراعات المسلّحة الداخلية وتغلغلها في الدول والمجتمعات الإفريقية، وهي ظاهرة «تجنيد الأطفال»، أو «الأطفال المجنّدون»، والتي تمثّل معضلةً حقيقيةً أمام حاضر التنمية في القارة السمراء ومستقبلها؛ بالنظر إلى تأثيراتها الممتدة على الأفراد والمجتمعات الإفريقية على حدٍّ سواء (للمزيد انظر مجلة قراءات إفريقية العدد 32).