منذ فجر التاريخ والحرب حدثٌ لازَمَ البشرية في جميع العصور، فقد حدثت حروبٌ طاحنةٌ قاست ويلاتها البشريةُ على مرّ الأعوام والقرون، وكانت هذه الحروب- ولا تزال- تجتاح البلدان، وتؤلم الشعوب، وتدّمر معالم الحضارات والثروات الوطنية، وتزداد قسوتها جيلاً بعد جيل؛ بالنظر إلى التطور العظيم في أسلحة الدمار ومعداته .
كما أنه، نتيجةً لاستعمال الأسلحة نصف الأوتوماتيكية على نطاقٍ واسع؛ أصبح من السهل على الأطفال أن يحملوا السلاح، وهو ما يؤدي إلى تزايد عدد الأطفال الذين يتمّ تجنيدهم بشكلٍ غير قانوني ، إذ يشير تقريرٌ صادرٌ عن منظمة العفو الدولية إلى اشتراك صبيان وصبايا دون الثامنة عشرة من العمر في القتال، في أكثر من عشرين من الصراعات الكبرى في العالم منذ عام 2000م، قاتل بعض هؤلاء في صفوف الجماعات المسلحة، والبعض الآخر في صفوف القوات الحكومية، وكان الأطفال في طليعة المقاتلين في جبهات القتال في كلٍّ من: (بوروندي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وميانمار (بورما) )، وفي بلدان أخرى مثل: (إسرائيل، وإندونيسيا، ونيبال)، كما عمدت حكوماتٌ إلى استخدام الأطفال بصورةٍ غير مباشرةٍ في أعمال: مخبرين أو جواسيس أو متعاونين .
انطلاقاً من ذلك؛ سعت معظم الدول- على المستوى الإفريقي- إلى الحدّ من انتشار ظاهرة استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة، ومحاولة القضاء عليها، ولعلّ هذا ما يدفعنا إلى التساؤل حول أبرز الجهود الإفريقية المبذولة من طرف الدول الإفريقية للحدّ من الانتهاكات الصارخة ضدّ الأطفال في النزاعات المسلحة؟ وأهمّ نصوص الاتفاقيات أو المواثيق، وأبرز الآليات المعتمدة في هذا المجال؟ (للمزيد أنظر مجلة قراءات إفريقية العدد 29)