ليبيريا
تقع جمهورية ليبريا على الساحل الغربي للقارة الإفريقية، وتعد ثانية أقدم دولة مستقلة يسكنها السود في العالم؛ إذ تتقدمها فقط هاييتي. أنشأ ليبريا، عام 1822، الأفارقة الذين تحرروا من الرق وأرسلتهم إلى هناك جمعية الاستعمار الأمريكية، التي تكونت عام 1816، بهدف إعادة المحررين إلى أفريقيا. وقد اشترت الجمعية مساحات واسعة من الأراضي على طول ساحل الجنوب، حيث بدأت التوطين. وقد سميت هذه المستوطنة مونروفيا، باسم الرئيس جيمس مونرو. وفي عام 1838، تكون كومنولث ليبريا بمشاركة مستوطني مونروفيا مع سكان المنطقة الأصليين، وظل الاتحاد خاضعاً لقبضة جمعية الاستعمار الأمريكية. وبحلول عام 1847، تم استقلال ليبريا، والاسم "ليبريا" مشتق من لفظة لاتينية تعني "الأرض الحرة". وكان الليبيريون العائدون من أمريكا قد تمكنوا من تأسيس الجمهورية. وقد بذل الرئيس وليام توبمان William TUBMAN (من 1944 – 1971) الكثير من أجل زيادة الاستثمارات الخارجية, من أجل أن يتغلب على الفجوة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين أحفاد المستعمرين الأصليين وبين سكان الداخل, وفي عام 1980, وعلى أثر الانقلاب العسكري، الذي قاده صامويل دوي Samuel DOE، خضعت البلاد لحكم شمولي لعقد من الزمن. وفى ديسمبر 1989، بدأ تشارلز تايلور Charles TAYLOR تمرداً ضد حكم صامويل دوي، مما أدى إلى حرب أهلية طويلة، قُتل فيها صامويل دوي. وسادت فترة من السلام النسبي في عام 1997، سمحت بإجراء انتخابات، جاء بسببها تايلور إلى السلطة, ولكن المعارك الرئيسية بدأت من جديد في عام 2000. ولم يتمكن تايلور من القضاء تماما على الجماعات المتمردة، التي كانت تسعى إلى خلعه بالقوة. وقد أدت هجمات المتمردين على العاصمة مونروفيا، فضلاً عن العقوبات التي فرضها الأمم المتحدة على البلاد، بسبب تدخل الرئيس الليبيري في الحرب الأهلية في سيراليون، إلى تخلي تايلور عن السلطة في أغسطس 2003. وقد تولت السلطة، في أكتوبر 2003، حكومة انتقالية، تتألف من جماعات المتمردين والحكومة السابقة وجماعات المجتمع المدني. ويرأسها جيود بريانت Gyude Bryant، لمدة سنتين، يشرف خلالهما على جهود إعادة بناء ليبريا، وتنصيب حكومة جديدة. وبعد سنتين حكمت فيهما حكومة انتقالية. جاء الرئيس إلين جونسون سيرليف Ellen JOHNSON SIRLEAF إلى السلطة، من طريق انتخابات ديموقراطية، وكان ذلك في نهاية عام 2005. وقد أدت سنوات القتال؛ إضافة إلى نزوح معظم الشركات والأعمال، إلى تعطيل عجلة النشاط الاقتصادي الرسمي. كما أدى الوضع الأمني، الذي لا يزال يفتقر إلى الاستقرار، إلى بطء عملية إعادة بناء البنية الاجتماعية والاقتصادية، لهذه الدولة التي مزقتها النزاعات والحروب. وتحتفظ الأمم المتحدة بقوات تنتشر في جميع أنحاء الدولة، تسمى "بعثة الأمم المتحدة في ليبريا" (UNMIL)، ولكن الوضع الأمني في البلاد لا يزال هشاً وقابلاً للانفجار, ومن المتوقع أن تستغرق إعادة بناء الهيكل الاقتصادي والاجتماعي سنوات عديدة, في هذا البلد الذي مزقته الحروب.