Abstract: To study the conflict phenomenon in its different levels and patterns, a multitude of theoretical tools that have a greater explanatory capacity are needed, to meet more the multiple dimensions of conflict. This paper seeks to explore the uncertain realities of African status and to determine the ways to manage it. Despite the fact that these theoretical approaches reflect a Western and different background to the African environment, they can still be adopted as a basis to understand the phenomenon of conflict in general, because the principle of common human societies still justifies the comparison. These Western theoretical tools should hinder us from understanding local African particularity, which differs from one case to another. Likewise, it is not a justification for generalisation nor is it a hindrance to understanding this reality, based on the theoretical stock related to this topic. The importance of applying these theoretical approaches does not end at the confirmation of the particularity of this African reality; rather it extends to applying them to every specific case. It also illustrates that generalising results is only to be done for an academic study, which is based on a number of hypothesis and opinions; much different from the reality. Subsequently, this should push African researchers to formulate the best theoretical methods, stemming from the African environment, in order to study the conflict phenomenon in the region.
الملخص: يُعدّ «الصراع» ظاهرةً إنسانية متأصّلة، وقد دأبت أغلب الدراسات السياسية في محاولة فَهْم هذه الظاهرة وتفسيرها، وبرزت بذلك العديد من المدارس التي استطاعت تقديم تصورات ساهمت في تفسيرها، غير أنها عانت من بعض أوجه القصور في الإحاطة بأسبابها كليّاً. ويغلب على المحاولات التنظيرية في تفسير ظاهرة الصراع– سواء التقليدية أو الحديثة-؛ انتماؤها إلى الفضاء المعرفي الغربي، ولكن ذلك لم يمنع من طرح معضلة «الخصوصية» في مدى قدرة تلك النماذج التنظيرية على تفسير الظاهرة في مجتمعاتٍ أخرى. وتأتي القارة الإفريقية في مقدمة المناطق التي سعى الباحثون لدراستها؛ كونها من أكثر مناطق العالم التي تشهد نزاعات- داخلية أو خارجية- مع تداخلٍ بينهما، إلا أنه تبقى للقارة بعض الخصوصيات التي تميزها– جزئيّاً على الأقل-، عن غيرها، تأسيساً على ذلك؛ تطرح هذه الدراسة الإشكالية الآتية: إلى أي مدًى تستجيب «مداخل تحليل النزاعات» لخصوصية الواقع الإفريقي غير المستقر نسبيّاً؟ ثمّة الكثيرُ من المداخل، وهي تتقاطع فيما بينها نظراً لتداخل المتغيرات المتسببة في حدوث النزاعات، وتتمثّل أهمّ المداخل التقليدية التي قدّمت أطروحةً متكاملةً في تحليل النزاعات في: «الواقعية» و«الماركسية» و«النسقية». وبعد الحرب الباردة؛ جاءت مناهج أخرى استقرأت الظاهرة من خلال التطورات التي طرأت على النظام الدولي والمجتمعات الإنسانية، والتي اصطلح عليها بـ«العولمة»، لكنها لم ترتق إلى مستوى المداخل الأخرى، في هذا السياق؛ ظهر مدخل «إدارة الصراعات»، الذي استعان هو الآخر- عند تطبيقه على القارة الإفريقية- بمداخل أخرى لفهمها والحدّ منها على حدٍّ سواء. لكن استمرار النزاعات في القارة الإفريقية يؤكد القصور الذي تعاني منه تلك المداخل، ولكنه لا ينفي إسهاماتها الكبيرة في فهمها. وستتواصل محاولات فهمها والحدّ منها، ومن ذلك الطرح الجديد الذي يحاول الخروج من المأزق التنظيري بتصوّرٍ يفترض أنّ الإحاطة بأبعاد الظاهرة المعقدة يفرض المنطق الذي طرحته «النظرية السياسية المركبة»، والذي يدعو إلى توظيف نتائج و/أو فرضيات جلّ مناهج تحليل الصراع؛ كون أنّ الظاهرة تتداخل أسبابُها وإن وجد عاملٌ رئيسي متحكّم في حدوثها.