Abstract: Numerous recent historical studies have confirmed the importance of new Fiqh-related cases (al-Nawazil) books in helping to identify the conditions of societies and nations in different eras. The books of al-Nawazil are a record of all aspects of life with its social, economic, intellectual, legislative, urban and political minutes, hence, the historian can benefit from the richness of its materials in revealing what historical books were unable to reveal. The need for books of (al-Nawazil) is even more important in writing the history of the countries of western Sudan, as the lack of news material was a real obstacle when searching in the depth of the original traditional sources circulating on the countries of western Sudan, that has burdened Muslim historians and modern researchers as well who work in the field of Islamic national history for the region. That pushed many of them to rely on the late writings of Western researchers dating back to the two centuries (the twelfth and thirteenth AH / eighteenth and nineteenth centuries AD), and also pushed many of them to rely on local oral accounts which is not recorded in the books of the predecessors. Therefore, the search for original sources other than these late references became a necessity to enrich the material of historical research on western Sudan.
الملخص: أكدت العديد من الدراسات التاريخية الحديثة أهمية كتب النوازل في المساعدة على التعرف أحوال المجتمعات والأمم في العصور المتباينة، حيث تُعدّ كتب النوازل سجلاً حافلاً لسائر مناحي الحياة، بدقائقها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والتشريعية والعمرانية والسياسية، ومن ثمّ يمكن للمؤرخ أن يستفيد من غنى مادتها في الكشف عمّا عجزت عن كشفه الأسفار التاريخية. وتزداد الحاجة لكتب النوازل في كتابة تواريخ بلدان السودان الغربي، حيث تمثّل قلّة المادّة الإخبارية الموجودة في بطون المصادر الأصليّة التقليدية المتداولة عن بلاد السودان الغربي وفقرها عقبةً حقيقية أرهقت المؤرّخين المسلمين والباحثين المحدثين؛ الذين يعملون في حقل التاريخ القومي الإسلامي للمنطقة، ودفعت بالكثيرين منهم إلى الاعتماد على كتابات متأخرة لباحثين غربيّين ترجع للقرنين: الثاني عشر والثالث عشر الهجريين/ الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد، كما دفعت بالكثيرين منهم إلى الاعتماد على الروايات الشفوية المحلية غير المدوّنة في كتب المتقدّمين، ولذلك صار البحث عن مصادر أصلية أخرى غير هذه المراجع المتأخرة أمراً ضروريّاً لإغناء وإثراء مادّة البحث التاريخي حول بلاد السودان الغربي. بناءً على ما تقدّم من بيان أهميّة استخدام كتب الفتاوى والنوازل كمصدر من مصادر تدوين التاريخ السوداني؛ تمّ اختيار أربعة كتب منها في هذه المقالة كنماذج للبيان والتمثيل، ودراسة معطياتها وحدود إسهاماتها في التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والدّيني لمنطقة السودان الغربي.
