Abstract: The Rwandan genocide was a milestone in increasing international awareness and academic interest in the transformation of conflict patterns in Africa. The end of the Cold War was a milestone in the transition of the focus of analysis in African conflicts from the state to the level of society and the individual at the theoretical level. It also brought to the surface the problems of colonialism, and the theory of nation-building, and the resulting ethnic and racial conflicts and the difficulties between achieving social and national integration at the level of African reality. Through a major theoretical effort in international relations theory, this article seeks to understand the state of transformation of conflict patterns in Africa by focusing on factors and influences. The study starts from a theoretical problem that manifests itself in the many and varied theoretical approaches that explain the phenomenon of conflict in Africa, a theoretical momentum that tried to study the characteristics and causes of the conflict and conflict phenomenon within the state in Africa as one of the distinctive features that characterized the African state after the Cold War. Within this context, emphasis has been placed on major theories in the field of international relations to explain the phenomenon of African conflicts. The article reviews the transformation of conflict patterns in Africa and argues that conflict in Africa stems from the remnants of colonialism, crises of national governance, and the failure of governments institutions in African countries to mediate conflicts and conflicts, as well as the heterogeneous ethnic composition of African countries, and the sustainability of the fragile economics, ineffective mediation, negative roles of the external factor and third parties in feeding conflict. The article argues that an effective response to African conflicts must begin to understand and address their causes. The article concludes with an analysis of three levels of conflict: state, society, and the individual.
الملخص: شكلت معضلة الاضطرابات البنيوية، في مسار تشكيل الدولة في إفريقيا، أحد تعقيدات بناء السلم والاستقرار في هذه القارة، ولعلّ ذلك يرجع إلى التراكم التاريخي في إنتاج الوحدات السياسية والاجتماعية، باعتبارها المكوّن الأساسي في هذه العملية، فبالرغم من محاولة المساقات العلمية إيجاد حيّزٍ نظري يستوعب هذا التحول على مستوى الأنماط والآليات المرتبطة بتكوينية الدولة في إفريقيا؛ فإنّ تراكمية بناء الدولة يكشف عن سياقاتٍ ارتدادية مرتبطة في مجملها بإفرازات الحقبة الاستعمارية، التي أنتجت أوضاعاً وتشوهات مزمنة وغير محددة الانتشار، وما زالت ترعاها في كثيرٍ من الدول، يعود أهمها إلى الجانب السياسي المرتبط بطبيعة البنى المؤسسية والنخبوية، والجانب الاقتصادي المتعثر تنمويّاً، وجانب اجتماعي يتغذى من الاحتراب المجتمعي الممتد، مما خلق حركيةً غير منضبطة إزاء هذه التفاعلات التي تتغذى من معضلة التشابك والتعقيد التي تنتقل عبر تفاعل هذه المساقات والأنساق الأمنية، مبرزةً بذلك واقعاً مأزوماً، يشترك في مسببات الاضطراب وقدرة التمدد عبر حدودٍ طالما شكلت خطوط التماس الجيوسياسي فيها مصدراً لإنتاج النزاعات وتعقدها. وتتعدد وتتنوع المداخل النظرية المفسّرة لظاهرة النزاع في إفريقيا، ففي حين تركز الواقعية على قدرات الدولة ينصب تركيز الليبيرالية على أداء الدولة وعلى سياقها الداخلي والخارجي الذي يحيط بها، وحاول البنائيون التشديد على ضرورة أخذ القيم والمعتقدات بعين الاعتبار في تحليل السياسات، بالتركيز على متغيّر الهوية، في فهم الأشكال الجديدة من النزاعات، وبخاصّة الداخلية منها (النزاعات التي شهدتها القارة الإفريقية بعد الحرب الباردة)، باعتبار أنّ أغلبها نزاعات يضبطها ويغذيها عنصر الهُويّة. ولعلّ حتمية المواجهة في تجاوز الدولة الإفريقية لهشاشتها تنبع من التعاطي مع خصوصية النزاع في إفريقيا، فعلى الرغم من أنّ العديد من النزاعات قد تلاشت، إما بشكلٍ كامل أو جزئي في اتجاهٍ كامن، نظير الجهود المبذولة في إدارة الصراع قاريّاً، فإنّ وضعية النزاع في إفريقيا لا تنفك تزيد من إنهاك القارة وإضعاف مقدرة هذه الدول في النهوض الاقتصادي، باعتبار أنها أصبحت فضاءً مزمناً للفشل في بناء السّلْم والأمن بأبعاده المختلفة. علاوةً على ذلك؛ فإنّ مرحلة ما بعد الحرب الباردة أفرزت تحولاً جديداً في أنماط النزاعات في القارة الإفريقية، والتي تميّزت بالطابع الإثني والعرقي، وهي نزاعاتٌ داخل الدول، ترتبط بشكلٍ كبير بتعقيدات الواقع السوسيو-ثقافي/ اجتماعي، وبناء اقتصادي يعاني الهشاشة وضعف الأداء، ولم يتكيف مع إرث الدولة الوطنية الإفريقية.