Abstract: According to the African Union's documents, African Agenda 2063 represents a road map guiding the African development schemes for the next 50 years after the adoption of Agenda (2013-20163). More specifically, the Agenda treated the important issue of African Identity as a cornerstone of its structure and in the context of ideas such as African Renaissance, Pan- Africanism, and integration of African cultures. It was remarkable that the Agenda orientations was based on general and traditional concepts such as facing the globalization side effects, supporting good governance, respecting the culture of human rights, enabling peace for empowered development, and integration across the whole African continent. Meanwhile the agenda neglected a very important component of Africa's cultural identity which is represented in the Arab-Islamic identity and relied completely, or maybe exclusively, on the pan-Africanism perceptions of the African cultural identity. The article tended to deconstruct the Agenda's approach to these issues, and paid its much part to reconstruct a proposed vision of putting the Arab-Islamic identity in the context of the wide African cultural identity as been set by the AU. In addition, the article provides a critic review to the Arab contributions in the African collective work. It also recommended several actions to be taken to reinforce the Arab role inside the African cultural policies and agendas.
الملخص: تمثّل خطة تنمية إفريقيا (أجندة 2063) خريطة طريق لإفريقيا، مدتها خمسون عاماً، اقترحها وتبناها القادة الأفارقة بهدف توجيه التنمية الإفريقية. وتهدف الأجندة إلى تحقيق التطلعات الإفريقية السبعة، ومن بينها التطلع الخامس الخاص بالهوية الإفريقية، بحلول العام 2063، ويمكن إجمال هذه التطلعات في جعل إفريقيا قارة متكاملة وموحدة سياسياً وقائمة على أفكار الوحدة الإفريقية. لكنّ أجندة 2063 صاغت مفهوم "الوحدة الإفريقية" وفق تصورات الآباء المؤسسين لهذه الحركة (رغم الانتقادات والمراجعات التي تمت لمفهوم الوحدة الإفريقية)، دون تعميق لتشمل مكونات الثقافة العربية الإسلامية في أجزاء كبيرة من القارة الإفريقية. وبالرغم من الانخراط العربي في حركة التحرر الإفريقي؛ فإنه يمكن ملاحظة وجود استبعاد، ربما غير شعوري، "لإفريقيا العربية" من حركة الوحدة الإفريقية الفكرية، وفق الاعتقاد السائد-الكولونيالي بطبيعة الحال- لعقود طويلة بأنه ثمّة حاجز بين شمال إفريقيا وجنوبها يتمثل في الصحراء الكبرى، وأن القسمين يتمايزان ثقافيّاً ومن غير الممكن دمجهما معاً بفاعلية. مع ملاحظة أن انتشار الإسلام والثقافة العربية عبر أجزاء ممتدة جنوب الصحراء الكبرى وفّر عامل ربطٍ ضروري بين "إفريقيا العربية" و"إفريقيا الزنجية". وخرجت الوثيقة الإطارية لأجندة 2063 دون وجود إسهامٍ عربي واضح في صياغتها، وهو ما عكس خللاً في وضع الهوية الثقافية العربية (التي تمثّل الارتباط الأوثق والممتد زمنيّاً بشكلٍ أعمق بالثقافات الإفريقية التقليدية). تطرح هذه الورقة نقداً لمقاربة الأجندة لمشروعات النهضة الإفريقية والوحدة الإفريقية على الصعيد الثقافي وموقع الثقافة العربية الإسلامية منها، كما تفند قصور الإسهام العربي في رسم سياسات الأجندة على الصعيد الثقافي، وتقدّم مقترحات للإسهام العربي في هذه الأجندة الإطارية المهمة؛ من أجل تعزيز أهداف الأجندة وجعلها أكثر واقعية وتفهُّماً لأهمية الثقافة العربية الإسلامية في السياق الإفريقي، والخروج من فكرة عزلها عن محيطها الإفريقي.