Abstract: This article attempts to study the influential states in sub-Saharan Africa by studying the model of South Africa, which has the political, economic and military components that push it to take this position in the southern region of the continent. The article deals with four basic points, the first related to the concept of the influential state, and then moves to the components of this impact and its scope, and finally the most important challenges that face this influence. The most important of these challenges are the internal challenges, the most important of which is the challenge of economic development and the lack of a just distribution of resources, which led to an increase in popular protests. The second is the lack of a charismatic leadership capable of playing an influential role in its regional context after Mandela and Mbeki. The third of these challenges is the external challenge of perpetuating the negative image of South Africa among Africans. Their leadership aspirations are still viewed with suspicion in African capitals, and Pretoria is often seen as an aggressive actor. The last challenge is the presence of promising regional competitors in southern Africa, most notably Angola, whose economy has been growing significantly recently. As well as at the continental level, there is a remarkable rise again for Nigeria and Ethiopia.
الملخص: يُعدّ موضوع الدول المؤثرة في إفريقيا من أبرز الموضوعات التي نالت اهتمام الباحثين الأجانب تحديداً، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، ومدى تأثير دولة في دولة أخرى، أو في إقليم معيّن، أو حتى على المستوى العالمي. وقد أفرز هذا الموضوع إشكاليات عدة، سواء في التعريفات، ومدى التداخل بين مفهوم التأثير ومفاهيم القوة والقيادة والهيمنة، أو في تحديد مقومات هذا التأثير، فبرزت العديد من المؤشرات، بعضها تقليدي يتضمّن القدرات الاقتصادية والعسكرية والسكانية كمقومات أساسية. وظهرت مؤشرات أخرى، كمؤشرHHMI الذي يضيف مقوم العلاقات الدبلوماسية بأدواتها المختلفة، فيما يضيف باحثون آخرون إليه مقوم الأمن الداخلي ومدى وجود استقرار داخلي، وهناك مؤشر القوة العالمي GPI، ومؤشرٌ الحكم terms of governance. ومن وجهة نظر الباحث؛ فإنّ مفهوم النفوذ يعني: قدرة الدولة على إقناع أو حتى إجبار دولة/دول أخرى، سواء في نطاقها الجغرافي أو حتى العالمي، على اتباع سياسية معيّنة عبر الإقناع أو حتى الإكراه، من خلال امتلاك هذه الدولة المؤثرة العديد من المحفزات والعقوبات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وتتمتع جنوب إفريقيا بالمقومات الجيواستيراتيجية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، التي تمكّنها من القيام بدَورٍ فاعلٍ في سياستها الخارجية على مختلف الأصعدة (الإقليمية، الفرعية، الثنائية). ويمكن القول بأن انتهاء نظام الفصل العنصري عام 1994م، ووصول نيلسون مانديلا للحكم، ساهم في أن تقوم جنوب إفريقيا بدورٍ فعّالٍ ونافذٍ على الأصعدة الثنائية والإقليمية والقارية والعالمية، مستخدمةً نمط القيادة الخيّرة التي تغلب ممارسة الإقناع، وفكرة العوائد والتكلفة المشتركة، ومنذ عام 1994م أصبحت جنوب إفريقيا الدولة الوحيدة في مجموعة الدول المؤثرة في إفريقيا (مصر، الجزائر، نيجيريا، إثيوبيا) التي تعيش في سلام مع منطقتها. وبالرغم من التأثير «الناعم» الذي تقوم به جنوب إفريقيا على مختلف الأصعدة الخارجية، فإنّ هناك تحديات قد تعرقل هذا النفوذ أو تحدّ منه، لعل أبرزها: عدم التوزيع العادل للموارد، وعدم تكافؤ الفرص في الحصول على الخدمات الأساسية، وافتقاد القيادة الكاريزمية الطموحة بعد مانديلا ومبيكي، ووجود منافسين إقليميّين واعدين في الجنوب الإفريقي، أبرزهم أنجولا ونيجيريا وإثيوبيا.