Abstract: Europe has a very extensive network of the research centers that are specialized in African Affairs. It's not surprising that the field of African Studies has witnessed its most remarkable developments in Europe which maintained very close ties with its former African colonies and post-colonial states. Upon this long and well-established ties between Europe and Africa, this study aims to explore and survey the map of the specialized centers that reinvolved in studying various aspects of African affairs, while excluding the France-based centers which entails a separate study in view of its special policies and orientations. The present study aims to survey the most important centers of African research and studies in Europe through adopting a group of common criteria and standards such as: providing brief descriptions for the center, highlighting its vision and mission, its academic and research areas of study, and reviewing its products notably the periodicals. The study also tends to provide an initial critique to the European centers' varied roles across the continent. The study concludes that these centers represent the very basis of the African Affairs discipline across the worldwide, albeit the remarkable competition posed by counterpart centers from countries such as the USA, France, China, Japan and others. It also noted that the mentioned centers have relied heavily, since their establishment until the present time, on the accumulated knowledge from the early stages of European- African encounters, through the colonial periods, to the era of independent Africa. On the other hand, the African Affairs' centers in Europe have boosted the so-called "knowledge gap" among African and European specialists in the field for various reasons. These include the finance issues, academic freedoms, and the absent of well-established intra-African academic and research ties in favor of other European- African ones.
الملخص: تملك القارة الأوروبية شبكة موسعة للغاية من مراكز الأبحاث المتخصصة في الشئون الأفريقية التي تغطي بدورها أغلب مناحي هذه الشئون بشكل منهجي وعلمي دقيق للغاية وعبر مزج الخبرات العلمية بين الأوروبيين والأفارقة وغيرهم. وقد شهد حقل الدراسات الأفريقية تطوراته الأبرز في دول القارة الأوروبية التي ساهمت منذ مراحل مبكرة من العصور الحديثة في كشف القارة الأفريقية واستعمارها عبر عمليات تاريخية بالغة التعقيد والتشابك والاستمرارية. كما تغطي الاهتمامات الأوروبية بدراسة القارة كافة الأوجه تقريبًا. ويمكن استكشاف خريطة الدراسات الأفريقية في أوروبا عبر القيام بمسح أساسي لأهم المؤسسات العلمية المعنية بالشئون الأفريقية في هذه القارة، مع استثناء الحالة الفرنسية التي تتمتع بسمات مؤسساتية وشمول مميزين للغاية مما يصعب معه دمجها في السياق العام للتناول الراهن لحالة الدراسات الأفريقية في أوروبا. وتهدف الدراسة الحالية إلى استعراض أهم مراكز البحوث والدراسات الأفريقية في أوروبا عبر اعتماد مجموعة مشتركة من المعايير مثل تقديم وصف موجز للمركز، ورؤيته ورسالته، والمجالات الأكاديمية والبحثية التي يغطيها، واستعراض أهم منتجات هذه المراكز سواء في شكل دراسات أو بحوث أو دوريات، ونبذة عن موقع أيًا من هذه المراكز في السياسات الوطنية لدولة المقر، وتقديم تقييم لنقاط الضعف والقوة قدر الإمكان في حدود المساحة المتوفرة، مع استعراض تصورات هذه المراكز لأدوارها وموقعها في حقل "الشئون الأفريقية" وتقديم نقد أولي لها في مواضع متفرقة. وتمكن الدراسة الراهنة، عبر تبني مقاربة القيام بمسح شامل قدر الإمكان، من إبراز أهم ملامح حقل الدراسات الأفريقية في القارة الأوروبية ومدى تطوره منذ عقود بعيدة واستلهام خبرات وتجارب مهمة. وتمثل مخرجات هذه المراكز البناء الأساسي الذي يقوم عليه حقل "الشئون الأفريقية" عالميًا في ظل منافسة معقولة من دول مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وغيرها. وعولت هذه المراكز الأوروبية على عمق الصلات الأوروبية- الأفريقية منذ سنوات الاستكشاف الأولى حتى الوقت الراهن، كما استفادت من تراكم معرفي هائل حصلته الإدارات الأوروبية المختلفة خلال عصور الاستعمار داخل القارة الأفريقية، ثم ارتباطات "ما بعد استقلال أفريقيا" التي ظلت تحكم علاقات أفريقيا بدول القارة الأوروبية لأسباب تتعلق ببنية الدولة الأفريقية ذاتها، وحدوث فجوة معرفية هائلة بين الجانبين يصعب جسرها حتى في الوقت الراهن في ظل "السيولة المعلوماتية" عالميًا بالنظر إلى مشكلات عميقة في دول القارة الأفريقية مثل أزمة التمويل ومساحات الحريات الأكاديمية والبحثية وعدم تحقيق قفزة نوعية في العلاقات العلمية الأفريقية البينية منذ الاستقلال رغم أهمية هذا التوجه في تحقيق تنمية شاملة في القارة الأفريقية.