Abstract: From many aspects, Africa's history is correlated closely with the Near East region and its consequent civilizations and traditions. In this context, the theme of the Jewish perceptions of "Africa" since the early biblical times through the recent periods is gaining a gradual importance. This article is trying to trace the above mentioned argument throughout various sources and a vast range of related literature in order to explore how originally the argument is. While affirming that the article is only providing a preliminary reading, the author tended to discuss many aspects as much as possible. First, the article reviewed the rich and complicated interpretations of what had been established as the "Ham Curse", and its relation to the racial identity of "Africans" or blacks in view of the biblical text and related insights. Second, the article provided a very brief review of some historical contexts that the Jewish perceptions on Africa gain significant interest. In order to touch another important aspect, the article paid its attention to reviewing the development of criticizing Jewish thought’s perception toward Africa, with a special focus on the 19th century sources. Finally, the article provided few African responses to these Jewish perceptions on Africa, ranging from a traditional and conciliation-oriented point of views, such as the famous case of Edward Wilmot Blyden, to other much critical views.
الملخص: يبدو تاريخ إفريقيا متشابكاً مع عالم «الشرق الأدنى» وحضاراته المتعاقبة؛ ولعلّ مقاربة الفكر اليهودي لإفريقيا من أهمّ المسائل المتعلقة بهذا التشابك لأسبابٍ تاريخية، وكذا لوفرة أدبياتها، كما يمثّل تتبعها إثراءً لجدلٍ مرغوب حول مدى دقّة تأسيس الفكر اليهودي لأحد أبرز أعمدة الاستغلال الغربي للقارة الإفريقية– بشكلٍ مباشر أو عبر وسطاء حضاريين- منذ القرن 15 وفق تقديراتٍ متعددة، وهو ما يمكن وصفه بشَرْعَنة تجارة العبيد الأطلسية، وتبريرها بحُجة لَعْن نسل حام بن نوح- وفق تفسيراتٍ متعاقبة في «إفريقيا». كما لا يخفى ما يمثّله العنوان من بذرة مشروعٍ طموح لاستكشاف موقع إفريقيا في الفكر اليهودي عبر مساراتٍ بالغة التعقيد والتمدّد تاريخيّاً؛ وتقديم مقاربات لاستجلاء جوانب شتّى. ويمكن تحقيق هذه الرؤية من خلال عدة محاور، أولها محور التوراة والهوية العرقية «السوداء» التفسيرات والتداعيات، حيث شكل النّص الوارد بسفر التكوين (20-27) (وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُمْ)، وهو ما يُطلق عليه «لعنة حام» أو «الأسطورة الحامية»، مرتكزاً لجدلٍ استمر طوال قرون حول «لعنة حام»، وشغلت حيّزاً كبيراً من رؤية الفكر الديني اليهودي لإفريقيا، وفي تسويغ استرقاق العبيد السود من قِبَل الغزاة الأوروبيين، وتوظيفها في المجتمع الأمريكي في القرن 19 لتسويغ استرقاق السود، باعتباره ظاهرةً مقبولة. ويأتي المحور الثاني حول السياقات التاريخية للوجود اليهودي في إفريقيا: جدل الفكر والتجربة، حيث شغلت مسألة «إفريقيا» و «اليهود السود» و «المستوطنون» حيّزاً كبيراً في الفكر اليهودي (القائم بشكلٍ أساسي على نصوص الكتاب المقدس). وفي المحور الثالث عرض لتطور نقد الرؤية اليهودية لإفريقيا، فقد تزايدت الدراسات في العقود الأخيرة، التي وضعها مؤرخون يهود (أغلبهم أمريكيون)، حول مسألة مواقف اليهود والحاخامات من الشعوب السوداء. ويعرض المحور الرابع ردود الفعل الإفريقية على التصوُّر اليهودي لوجود تأثيرات يهودية عميقة وممتدة تاريخيّاً في غرب إفريقيا، من أبرزها آراء مثالَيْن بارزين، وهُما إدوارد ويلموت بلايدن والشيخ أنتاديوب، بالإضافة إلى الكاتب الكاميروني ألكسندر بييدي أوالا، وامتداد التأثير إلى رواد الحركات القومية الإفريقية، ومساعي «دولة إسرائيل» في ترويج نموذجها كـ«دولة تحررية» لدى دول إفريقيا وبقية دول العالم الثالث.