بات من المهم التذكير بأمور ربما طواها النسيان، فيما يتعلق بقارة الإسلام (أفريقيا)، من حيث تاريخها وكفاحها ، وحقوقها وحاجاتها وبخاصة في زمن تداعت أمم الكفر على القارة من جديد، في الوقت الذي شغل فيه أهل الإسلام بأنفسهم، وغلب العجز على كثير منهم اختياراً أو اضطراراً.
ولعل حديثاً حول ذلك ينتظم في عدة محاور ، والمصلحين والمجاهدين المجددين الذين صنعوا تاريخ تفصح عن أهمية هذه القارة المهملة ، وتكشف عن القارة ، وبنوا مجدها، أمثال : عثمان بن فودي، موقعها من التاريخ والواقع الدولي، وعبد الله بن ياسين ، وساموري توري، والحاج عمر وابنه أحمد ، والقائد رباح ، وعبد القادر الجزائري، وماء العينين ، وعبد الكريم الخطابي.
أولاً : أمة.. وتاريخ
لم تكن أفريقيا وثنية .. بل كانت على التوحيد المختار .. وغيرهم، رحمة الله عليهم . الذي هو الأصل في البشرية، قبل طروء الشرك عرفت أفريقيا حضارة الدولة منذ أمد ، وقامت والكفر ، ثم دخلها الإسلام منذ قرنه الأول ، لما وطئت لأهلها ممالك في القرن الثاني الهجري . القارة أقدام مهاجري الحبشة رضي الله عنهم ، ثم ومن أبرز الممالك الأفريقية في غرب أفريقيا مثلاً : استقر الإسلام في بعض بلدانها إبان فتوحات مملكة غانا التي زارها وهب بن منبه عام ١٣٧هـ ، المسلمين ، ولم يلبث الأمر حتى انساح المسلمون والفزاري عام ٢٠٠هـ ، وسماها : أرض الذهب ، وقد بتجارتهم ، ودعوتهم في عمق أفريقيا.