أثر الانتقال من الريف إلى الحضر وأثره على التماسك الاجتماعي في الدول الإفريقية

الناشر: مجلة قراءات

الترقيم الدولية (ISSN) : 2634-131X

الصفحات: 84 – 99

الكاتب: أ. محمد زكريا فضل

Abstract:
This study highlights the nature of the rural-urban relationship, clarifying concepts related to rural and urban communities, internal migration and its causes, as well as the concept of social cohesion. The paper then examined the implications of social cohesion due to internal migration in sub-Saharan Africa. The results have shown that the transition from rural to urban or so-called internal migration has an impact on both communities. There are problems that arose in the civilized society due to the movement of the rural people to urban areas, namely the social, cultural, security and economic aspects. The expansion of cities is often at the expense of the countryside, and some villages may merge into cities or disappear from existence for natural environmental reasons or the movement of their people. Africa continent is one of the most densely populated continents. Sub-Saharan Africa, which accounts for the bulk of this rapid growth, lacks development plans, rehabilitation and economic programs to improve and control the situation. Despite the efforts of governments, the African Union (AU) institutions and the United Nations (UN), the reality has not changed much. Furthermore, the study found that urbanization has many characteristics in which the cities of the world share. However, the cities in sub-Saharan Africa has four common characteristics which are; unregulated overcrowding, lack of contact with each other (disconnection), the high cost of living for individuals, families and businesses alike, as well as its isolation from the world. Ultimately, the study provided some suggestions for the governments, academicians, and business practitioners.

الملخص:
تُصنّف منطقة إفريقيا جنوب الصحراء من أسرع المناطق تحضّراً حول العالم، إلا أنها ما زالت تُصنّف كأقلّ منطقة حضرية، حيث تشترك مدنها في ثلاث سمات: الازدحام الشديد غير المنظم، عدم اتصال المدن فيما بينها، ارتفاع تكاليف الحياة، وتفتقر عموماً إلى خططٍ تنموية وبرامج تأهيلية واقتصادية لتحسين الأوضاع وضبطها. 
وتشير التوقعات إلى أنّ سكان الحضر في إفريقيا جنوب الصحراء، بحلول عام 2050م، سوف تبلغ نسبتهم حوالي 55% من إجمالي السكان، وأنّ الانتقال من الريف إلى الحضر (الهجرة الداخلية) خلال العقود القادمة سيشكّل نسبة 90% من تحركات السكان في آسيا وإفريقيا.  
لقد أجبرت الأزمات الاقتصادية والسياسية المختلفة، التي شهدتها أكثر الدول الإفريقية، كثيراً من سكان الريف على الانتقال إلى المدن والعواصم، التي تتميز بخصوصية الأفراد، والحرية والبحث عن الذات، وتتمتع بكثرة فرص العمل والمؤسّسات التعليميّة والخدمات الطبية، وتوفّر طرق المواصلات بشكلٍ ممتاز.
لكن التحضر السريع غير المُتحكَّم فيه يُشكّل تحديات عديدة، كالطابع غير الرسمي للسكن، ضعف الصرف الصحي، غياب شبكة المواصلات وغيرها، تلك التحديات تؤثر على جميع الأصعدة في الدولة، وبخاصّة التماسك الاجتماعي، حيث يصبح المجتمع غير متجانس، ومن ثَم يتعَزّز فيه النظام الطبقي، وتنشتر الأحياء الفقيرة التي تعمها الفوضى، والانحلال الأخلاقي، وانعدام الأمن السكني وغيرها. كما تُهْمِل الحكومات المناطق الريفية إهمالاً شبه كُلّي في برامجها التنموية والمعمارية، وتُركّز فقط على المدن الرئيسة والعواصم، وهذا ما يجعل تلك الدول تعيش في حالةٍ من الفوضى والهشاشة في بنيتها التحتية، سواء كانت عسكرية، سياسية، اقتصادية، واجتماعية.
هذه الإشكاليات تستدعي أن تتصرف الحكومات الإفريقية بسرعة لإنقاذ مدنها من الانزلاق في الفوضى الخلاقة، وعدم إهمال الأرياف والقرى في الخطط التنموية السنوية.