Abstract: The article examines the issue of decision-making in African systems and treats the problematic of to what level it can emulate the new model of state ruling that was imported either from European countries or from other developed countries in general. In this context, the study examines the most important features and characteristics of African decision-making since the formation of national states after independence, through the line of evolution of its institutions from one hand, and the tense relationship between the traditional institutions and the modernization process highly affected by external condition from another hand. This paper argues that African systems are moving towards institutional mechanisms in their decision-making, and are giving out their traditional practices, while it acknowledges that this process does know an uneven relapses that vary from one country to another due to the resistance of the elites, which are losing privileges and seeks to stop it by all means.
الملخص: يكتنف عملية صنع القرار عموماً قدرٌ كبيرٌ من الغموض؛ لأنها غالباً ما تحصل ضمن دوائر ضيقة جدّاً، تتجاوز الأطر الرسمية في مؤسسات الدولة إلى فواعل غير رسمية وعوامل ومؤثرات من البيئتَيْن الداخلية والخارجية، تتضاعف هذه الحالة في الأنظمة الإفريقية كونها لم تبلغ بعد مرحلة النضج المؤسسي. مرّت الأنظمة الإفريقية منذ الاستقلال بالعديد من التحولات التي تركت آثارها على صنع القرار فيها، حيث تتداخل الفواعل المؤثرة في عملية صنع قرار الأنظمة الإفريقية بين المؤسّسات الرسمية وغير الرسمية، وفي الكثير من الحالات تتغلب البنى التقليدية على المؤسسات الرسمية. فقد تربعت المؤسسة العسكرية على دوائر صنع القرار في الأنظمة الإفريقية لعقودٍ طويلة، وعلى الرغم مما تعرفه من تراجعٍ في هذا الإطار فإنّ دَورها لا يزال حاسماً. وتتكئ النُّخب والقيادات السياسية الإفريقية على انتماءاتها القبيلة، أو الإثنيّة، التي تضمن بقاءها في السُّلطة مقابل تمكينها من السيطرة على مؤسّسات الدولة ومراكز القيادة بعيداً عن عنصر الكفاءة، أو الولاء للوطن. وتمتلك البئية الخارجية قدرة كبيرة على التأثير في صنع القرار داخل مؤسّسات الحكم الإفريقية؛ بالنظر للاعتبارات التاريخية ممثلة في الظاهرة الاستعمارية، وما ترتب عليها من نتائج، كتبعية النُّخب السياسية، ثم ما تلاها من تحولاتٍ في النسق الدولي، جعلت القارة السمراء رهينةً في بناء أنظمتها للقوى الدولية الداعمة لها. وقد قامت المنظمات غير الحكومية وتطوّر وسائل الإعلام بدَورٍ كبير ورئيسي في رفع مستوى الوعي بضرورة إيجاد نُظم رشيدة للقيادة على شاكلة أنماط الحكم الراشد، والتحوّل نحو نُظمٍ أكثر ديمقراطية تخضع للأطر المؤسّسية أكثر منه للقيادة الفردية، وتتمتع ثقافتها السياسية بالانتماء إلى النظام الكلي الجامع لكافة البنى الفرعية (قبلية، دينية عرقية، أو ثقافية)، وأكثر انفتاحاً على المعارضة السياسية. ومع كلّ الإخفاقات التي عرفتها في بناء مؤسّسات الدولة؛ فإنها حقّقت إنجازات مهمّة مقارنةً بما كانت عليه سابقاً، حيث باتت آليات صناعة القرار أكثر وضوحاً بفعل التطوّرات التي تعيشها المجتمعات والشعوب الإفريقية، دون إغفال- في الوقت نفسه- بعض المعضلات التي ما زالت تواجهها.