يرى البعض أنّ الزعيم الكوبيّ «فيدل كاسترو» أيقونة عالمية للكفاح ضدّ المستعمر؛ إذ استطاع صناعة اسمٍ عالميٍّ له من خلال كفاحه ضدّ الاستعمار والإمبريالية، ولعلّ وجود بلاده على مرمى حجر من الولايات المتحدة، وصموده ضدّ كلّ مخططات اغتياله والمحاولات الانقلابية، ساهم في هذا الاعتقاد(1).
هذه الصورة لفيدل كاسترو الزعيم التحرريّ تقابلها صورة أخرى مناقضة لها؛ لا تختلف كثيراً عن نظرائه من زعماء العالم الثالث بشكلٍ خاص، والمعسكر الاشتراكيّ بشكلٍ عام، وهي صورة الحاكم المستبد المتسلّط، الذي مكث في أعلى هرم السلطة لفترةٍ طويلةٍ تجاوزت أربعة عقود، بنى خلالها مجداً عالميّاً له، لكن على حساب شعبه الذي ما زال يرزح تحت الفقر والتسلّط والديكتاتورية.
وبرغم المساحة الصغيرة لبلده؛ فإنّ رؤيته ونضاله، إلى جانب رفيقه «أرنستو تشي غيفارا Ernesto “Che” Guevara»(2), امتد إلى كلّ أمريكا اللاتينية، ومنها إلى آسيا وإفريقيا.
وفي القارة السمراء؛ شارك فيدل كاسترو في الكثير من أحداثها، وارتبط اسمه بكلّ زعمائها، وفي مقدمتهم الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون منديلا، غير أنّ دَوْر كوبا في النزاعات الإفريقية تعتريه سلبياتٌ كثيرة، ولم يكن بالصورة الطوبية (المثالية) التي يتمّ تداولها إعلاميّاً.
فيدل كاسترو.. الأيديولوجيا حتى الرمق الأخير:
وُلد الزعيم الكوبي «فيدل أليهاندرو كاسترو Fidel Alejandro Castro» بإقليم بيران، في المنطقة الشرقية من كوبا، يوم 13 أغسطس 1926م، لأسرةٍ ثريّة من ملاك الأراضي. تلقى تعليمه في المدارس الكاثوليكية، وكان مجدّاً في دراسته، ومُنح لقب «أفضل رياضي» وهو شابّ عام 1944م، ثم تخرّج في جامعة هافانا في 1950م؛ بعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون(3).
مارس كاسترو مهنة المحاماة لعامَيْن، وخطّط للترشح لمقعدٍ في البرلمان الكوبي عام 1952م، لكن الإطاحة بحكومة «كارلوس بريو ساكاراس» على يد «فولغنسيو باتيستا» أرغمته على عدم الترشح، وبعد1953 م حمل السلاح ضدّ نظام «باتيستا» بعد رفض دعواه القضائية التي اتهمه فيها بانتهاك الدستور، وقاد هجوماً فاشلاً على ثكنات «مونكادا» العسكرية في سانتياغو دي كوبا، وسُجن، ثمّ عُفي عنه بعد عامَيْن.
عاش في منفًى اختياريّ بالولايات المتحدة والمكسيك لمدة عامَيْن، ثمّ عاد لكوبا في1956 م على رأس مجموعةٍ قليلةٍ من المتمردين، أطلقت على نفسها: «حركة 26 يوليو»، وانضمّ إلى الزعيم الثوريّ «أرنست تشي غيفارا»، وأطاح في 1959م بحكم باتيستا الديكتاتوري (4).
تمسّك كاسترو خلال نضاله السياسيّ وحكمه بما اعتبره ثوابت متّسقة مع قناعاته الأيديولوجية والعقائدية، وإن عدَّل أحياناً في التكتيكات، وانحنى أحياناً أخرى للرياح العاصفة، ولكن بشكلٍ مؤقتٍ لا يلبث أن يعود بعده إلى المسار المحدد سلفاً، فصمد أمام ضغوطٍ كثيرة، متصاعدة أحياناً ومتنوعة أحياناً أخرى وخانقة أحياناً ثالثة، على مدار أكثر من ستة عقود من النضال والثورة ثمّ قيادة الدولة في كوبا، منذ بداية نضاله السياسي، وحتى اعتزاله العمل السياسي في مطلع 2008م(5).
ومع انتهاء الحرب الباردة لم تتخل كوبا عن توجهاتها الفكرية، كما لو أنّ التاريخ ثابتٌ لم يراوح مكانه(6)؛ إذ واجه كاسترو 45 عاماً من الحصار الاقتصاديّ الذي فرضته الولايات المتحدة على بلاده، واستمرّ نظامه حتى بعد أفول ثمّ سقوط الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية، حيث نجح الزعيم الكوبيّ في الحفاظ على الأعلام الحمراء ترفرف أمام أبواب عدوّه الأكبر: الولايات المتحدة الأمريكية(7).
وبينما أضحت أولوية «الاقتصاد» عن «الأيديولوجيا» إحدى مسلّمات السياسة الدولية في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، وحتى «روسيا» وريثة الاتحاد السوفييتي كيّفت محاولات إحياء إرثه والعودة إلى الساحة الدولية؛ من خلال ما اصطُلح عليه بـ«أيديولوجية المصالح الوطنية»، غير أنّ فيدل كاسترو استمرّ على نهجه؛ مخيَّباً التوقعات التي روَّج لها الكثيرون من أنّ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وتفككه؛ سيترتب عليه تلقائيّاً انهيار التجربة الاشتراكية في كوبا، لكن نجحت كوبا في إيجاد مصادر بديلة من الدخل القوميّ بعد توقّف المساعدات السوفييتية، كما نجحت في إيجاد مساراتٍ بديلة؛ لم تُبقِ فقط على حالة الصمود الكوبية، بل عززت وضع كوبا، وطنياً: بالاستثمار في قطاعَي السياحة والصناعات الصغيرة والمتوسطة، وإقليميّاً: باتساع رقعة اليسار الحاكم في القارة اللاتينية منذ مطلع الألفية الثالثة، وفي مقدّمها فنزويلا بمواردها الاقتصادية الضخمة وشراكتها مع كوبا، وهذا ما أدى إلى عزلٍ نسبيّ للولايات المتحدة عن تطورات القارة اللاتينية مقابل الإقرار بأهمية الدَّوْر الكوبي إقليميّاً. واستمر كاسترو في نضاله منذ منتصف القرن الماضي وحتى آخر نفَس، وفي الدفاع عن الشيوعية والاشتراكية، ومهاجمة الرأسمالية، حتى بعد خروجه من السلطة في كوبا.
البيدق.. الصغار في حلبة الصراع بين الكبار:
ينتمي فيدل كاسترو إلى جيل زعماء الحركة التحرّرية الذين خاضوا معارك كبيرة مع القوى الاستعمارية؛ متسلحين بإيمانهم بالمبادئ التي يدافعون عنها، دون امتلاك عناصر تمكنهم من مجابهة الآلة العسكرية لخصومهم، فانخرط كاسترو في الصراع بين القوتَيْن العالميتَيْن، واضعاً جزيرة كوبا المجهولة في البحر الكاريبي في قلب خريطة العالم(8), ساعده في ذلك جغرافيتها، حيث موقعها في المجال الحيويّ الأمريكي، ودخولها في قلب الحرب الباردة، حيث كانت مسرحاً لأزمةٍ كادت تنتهي بحربٍ عالميةٍ ثالثة (أزمة خليج الخنازير).
رأى كاسترو في الثورة الكوبية جزءاً أساسيّاً من ثورات الجنوب على الاستعمار الغربي، وأنّ مصير أمريكا اللاتينية مرتبطٌ بمصير كلّ الجنوب، فكان حليفاً لعبدالناصر العربيّ وسيكوتوري الغيني ومانديلا الإفريقي(9), وجعل من «الثورة الكوبية» مثالاً للعديد من ثوار أمريكا اللاتينية أو إفريقيا أو آسيا(10), لذلك قال عنه الزعيم السوفييتي السابق غورباتشوف: «في القرن العشرين فعل فيدل كاسترو كلّ شيء لتدمير النظام الاستعماري؛ من أجل إقامة علاقات مبنية على التعاون»(11).
وبرغم اعتماده على المساعدة الروسية؛ كان كاسترو أحد أعمدة حركة عدم الانحياز التي تأسست حديثاً في بدايات حكمه(12).
وعمل على نشر الثورات ودعمها في العالم الثالث، متحديّاً واشنطن، حتى الكرملين أحياناً، في وقتٍ غادره رفيق سلاحه غيفارا للقيام بمهمّةٍ مستحيلةٍ في بوليفيا، لكنه قُتل عام 1967م(13), كان فيدل يريد من رفيق سلاحه أن يكون بطل تصدير الثورة الماركسية في أمريكا اللاتينية، وفي إفريقيا، وخصوصاً في أنجولا، وفي 1975م؛ أرسل كاسترو قواته إلى ما وراء المحيط الأطلسي، في مغامرة إفريقية استمرت 15 عاماً، شاركت خلالها في معارك في أنجولا وإثيوبيا(14).
فيدل كاسترو وإفريقيا.. من الاستعمار إلى الإمبريالية:
تزامنت الثورة الكوبية سنة 1959م مع الموجة الثانية للاستقلال في إفريقيا، فحتى عام 1965م اطرد تقلّص الوجود الاستعماري، ووصل عدد الوحدات المستقلة إلى 35، ولم يعد في القارة إلا 13 وحدة خاضعة للاستعمار أي قرابة 14%.
ولقد ساهم في شرعنة الدَّور الكوبيّ في إفريقيا أنه جاء في مواجهة الاستعمار الخارجي، وبخاصّة البرتغالي الذي يعدّ أول استعمار أتى للقارة، وآخر مَن تأثّر بالتحرير؛ إذ لم تعترف البرتغال بأنّ لها مستعمرات في إفريقيا، وإنما كانت تؤكد أنّ تلك المستعمرات هي: «البرتغال ما وراء البحار»، ومن ثمّ رفضت مناقشة استقلال مستعمراتها الإفريقية في إطار الأمم المتحدة، وعندما سقط الحكم الديكتاتوري العسكريّ في البرتغال، الذي قاده «سالازار» في أبريل 1974م، وافقت الحكومة البرتغالية الجديدة على استقلال غينيا بيساو في 1 سبتمبر 1974م، ثمّ موزمبيق في 25 يونيو 1975م، وأنجولا في 11 نوفمبر 1975م، وتلا ذلك اندلاع حربٍ أهليةٍ طويلةٍ في أنجولا، ودخلت القوتان العظميان في هذا الصراع الذي تحوّل إلى «حرب بالوكالة»(15).
وقد بدأ الانخراط الكوبيّ في القضايا الإفريقية مع دعم النضال التحرّري الجزائري ضدّ فرنسا، ثمّ انتقل إلى الكونغو (زائير سابقاً)، وفي 1964م أرسل كاسترو مبعوثه الشخصيّ «تشي غيفارا» في زيارة لثلاثة أشهر لعددٍ من البلدان الإفريقية، حيث كان يعتقد الكوبيون بوجود حالةٍ ثوريةٍ في وسط إفريقيا، وأرادوا المساعدة في ذلك(16).
وبلغ الوجود العسكريّ الكوبيّ 46 ألف جندي وخبير، موزّعين على 14 دولة في إفريقيا، وترّكز معظمهم في كلٍّ من أنجولا غرباً وإثيوبيا شرقاً(17), ومع نهاية الحرب الباردة كان 381432 على الأقل من الجنود والضباط الكوبيين حاربوا جنباً إلى جنب مع الجنود الأفارقة من أجل الاستقلال الوطني أو ضدّ العدوان الأجنبي، وفقَدَ الكثير منهم حياتهم في هذه الحروب، ففي 1987م ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أنّ 10000 جندي كوبي قُتلوا في أنجولا منذ 1976م، وهذا أعلى بكثير من الوفيات الأمريكية في فيتنام(18).
واستمر وفاء فيدل كاسترو لإفريقيا حتى بعد نهاية الحرب الباردة، حيث واصل دعمها، بتدريب الأفارقة في الجامعات الكوبية، وعندما تفشّى مرض الإيبولا في ثلاث دول إفريقية غربية؛ اضطر منتقدو كوبا- الأمريكيون أنفسهم- إلى الإقرار بمساهمتها في التخفيف من الأزمة، ففي إحدى مراحلها، قدّمت كوبا، التي لا يتجاوز عدد سكانها 11 مليوناً، أكبر مجموعة من العمال الطبيّين الأجانب، مقارنةً بأيّ دولةٍ أخرى كانت تعمل إلى جانب الأطباء الأفارقة(19).
كوبا والتجاذبات القطبية في إفريقيا:
شكّلت أنجولا محور الوجود الكوبيّ في إفريقيا، ومنها امتدّ ليشمل كلّ إقليم جنوب إفريقيا، حيث ارتبط النزاع بمصير الأنظمة السياسية بالدول المجاورة، وبخاصّة نظام الفصل العنصريّ في جنوب إفريقيا الذي تدخّل في دول الإقليم لإعاقة الحركة الاستقلالية فيه، وضمان استمراريته في مواجهة «مقاومة الحزب الوطني» التي اتخذت من تلك الدول قواعد خلفية في حربها معه.
ففي ناميبيا: قرّرت الأمم المتحدة في 1966م إنهاء إدارة جنوب إفريقيا للإقليم، فرفضت الأخيرة القرار؛ ما أدى إلى تصعيد المقاومة التي قادتها المنظمة الشعبية لإفريقيا الجنوبية الغربية (سوابو)، وفي ديسمبر 1988م انسحبت جنوب إفريقيا من ناميبيا؛ بعد أن حصلت على تعهّدٍ بانسحاب القوات الكوبية من أنجولا(20), فقد سبق أن استحضرت ناميبيا قوات كوبية، ساعدت قواتها على مقاومة «سافيمبي» وجنوب إفريقيا(21).
وفي أنجولا: نشبت، فور انسحاب البرتغاليين في نوفمبر 1975م، حربٌ أهليةٌ بين الحركة الشعبية لتحرير أنجولا mpla بقيادة أغوسطينو نيتو، والجبهة الوطنية لتحرير أنجولا fnla بقيادة روبرتو هولدن، والوحدة الوطنية للاستقلال الكامل لأنجولا unita بقيادة جوناس سافيمبي، وبفضل تأييد منظمة الوحدة الإفريقية حظيت حكومة «الحركة الشعبية لتحرير أنجولا» بالاعتراف بها حكومةً شرعيةً لأنجولا.
وظلّ النزاع قائماً مع سيطرة قوى اليونيتا الثائرة بقيادة سافيمبي على أجزاء كبيرة من البلاد، إلى أن وقّع اتفاق وقف إطلاق النار في 31 ماي 1991م.
ولم يكن الاستعمار البرتغاليّ بمنأى عن تلك الصراعات، بل كان المحرك الأساسي لها، فقد تمثّلت المقاومة الحقيقة للاستعمار البرتغاليّ في الحركة الشعبية لتحرير أنجولا mpla، وعلى النقيض ظهر التحالف بين الإدارة الاستعمارية وبين قيادة جماعة أوفيمبوندو منذ بداية العمليات المسلحة لحركتَي التحرير، لتشارك الجماعة بقوة في العمليات العسكرية بجانب القوات البرتغالية، ويرجع هذا التحالف للسنوات الأولى لدخول البرتغاليين لأنجولا، حيث كانت الجماعة أحد أهمّ الشركاء في تجارة الرقيق(22).
وفي السياق نفسه؛ بدأ التدخل الجنوب إفريقي قبل خروج الاستعمار البرتغالي من المنطقة؛ حيث وطدت الإدارة البرتغالية في المستعمرات الإفريقية تحالفها مع النظام العنصريّ في كلٍّ من جنوب إفريقيا وزيمبابوي (روديسيا الجنوبية آنذاك).
وبذلك؛ كان الصراع مع جنوب إفريقيا امتداداً للصراع مع الاستعمار البرتغالي، فعشية استقلال أنجولا؛ انطلقت بعض القوّات العنصريّة من ناميبيا- المحتلّة من قِبل جنوب إفريقيا- مدعومة بدبابات خفيفة، واخترقت أكثر من ألف كم من ضواحي لواندا، لكنّ كتيبة من كتائب القوات الخاصّة الكوبية، تمّ إرسالها جويّاً، وبعض تشكيلات من الدبابات السوفييتية، استطاعت احتواء الأمر(23), وبررت كوبا تدخّلها بأنه كان ردّاً على جنوب إفريقيا.
وبدأ التدخل الكوبيّ في أنجولا، وتسارع عندما كانت المنظمة الشعبية mpla تكسب الأراضي، وكانت أول وفود الكوبيين تزيد عن 200 مستشار، وصلوا قبل ظهور الجنوب إفريقيين، وكان هدفهم تدريب قوات المنظمة الماركسية على التكتيكات والتجهيزات السوفييتية.
واقترح كاسترو توسيعاً كبيراً للتدخل على بريجنيف، وعندما تردد الزعيم السوفييتي تابع كاسترو التدخل بمفرده، فبدأت تصل وحدات كوبية متتالية، بلغت في النهاية مستوى يزيد بمقدار عشرين مرة عن الانتشار الجنوب إفريقي(24).
وما عزّز هذا الوضع الاصطفافات الدولية بين القوى المتصارعة لاحقاً، بوقوف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب جنوب إفريقيا، وحشدها دعم المستعمرين السابقين إلى جانبها.
القضاء على نظام التمييز العنصري: لم يبق الصراع «الكوبي-الجنوب إفريقي» محصوراً في أنجولا وناميبيا، بل امتد حتى للنظام الجنوب إفريقي نفسه، فمع الحصار الدوليّ والمقاطعة السياسية والاقتصادية للنظام العنصري؛ ازدادت حدّته، وأخذ يوغل في إجراءاته القمعية، وألقى في السجون بعددٍ كبيرٍ من رجال المقاومة، كان من بينهم نيلسون مانديلا، ما اضطر حركة المقاومة إلى حمل السلاح آخر الأمر.
وكانت كوبا رأس الحربة الأهمّ في القضاء على نظام التمييز العنصري، فكاسترو ورفاقه وأهل كوبا هُم مَن كسروا عموده الفقري؛ حين حاربوه مباشرة لسنوات ودون يأسٍ في أنجولا وناميبيا، حتى في جنوب إفريقيا نفسها، واستنزفوه(25), وكانت أهمّ محطاته مشاركة الكوبيين في معركة كويتو كوانافالي المفصلية عام 1988م.
وبعد انتصار الثورة، وإسقاط نظام التمييز العنصري (الأبارتهايد Apartheid) في 1991م، وخروج نيلسون مانديلا من السجن بعد 27 عاماً من الحبس الانفرادي، وانتخابه رئيساً لبلاده، اختار الزعيم الإفريقيّ هافانا محطةً أولى لجولته الخارجية، وقال مانديلا حينها: «صديقتنا كوبا، ساعدتنا على تدريب شعبنا، وزودتنا بسلاحٍ مكّننا من المضي في نضالنا»، وأضاف: «خلال السنين التي أمضيتها في السجن كان فيدل كاسترو مصدراً للإلهام والصمود»(26), وفي نهاية رحلته الكوبية أجاب مانديلا عن الانتقادات الأمريكية حول ولائه لكاسترو: «يجري نصحنا حول كوبا من قِبل الذين دعموا نظام الفصل العنصري الـ 40 سنة الأخيرة، لا رجل شريف أو امرأة على الإطلاق يمكن أن تقبل النصيحة من الذين لم يهتموا بنّا في أصعب الأوقات»(27).
من الصومال إلى إثيوبيا.. فيدل كاسترو والأنظمة العسكرية في إفريقيا:
الدَّوْر الكوبي- مرّة أخرى- في إثيوبيا:
برز الدَّوْر الكوبيّ في إثيوبيا مرةً أخرى، ولكن في سياقٍ مختلفٍ بشكلٍ كبيرٍ عن الحالة الأنغولية، فالوضع الإثيوبيّ لم تكن فيه قوة استعمارية، باعتبار أنّ إثيوبيا من أوائل البلدان الإفريقية التي حصلت على استقلالها، لكنها خاضت غمار أكثر من حربٍ أهليةٍ في الفترة من 1961م إلى 1991م(28). تمحور الصراع فيها حول انفصال الصومال وإريتريا عنها.
كان الاتحاد السوفييتي ضدّ سياسات الإمبراطورية الإثيوبية في كبت حرية الصوماليين والإريتريّين، وحرمانهم من حقّ تقرير مصيرهم، فساند حركة التحرّر الإريتري والكفاح الصومالي المطالبة باستعادة أراضيها الواقعة تحت الاحتلال الإثيوبي.
لكن حدث انقلابٌ في موازين التحالفات والصداقات منذ 1974م؛ عندما وقع الانقلاب العسكريّ ضدّ الإمبراطور هيلا سيلاسي، ورفع ضباط الثورة الإثيوبية شعاراتٍ اشتراكية، فتبدّل الحلفاء، وأعلن السوفييت دعمهم للنظام الجديد في أديس أبابا، برغم أنه ظلّ متمسكاً بمطالب ومزاعم الإمبراطور المخلوع في ملكية أراضي الصومال وإريتريا(29)!
يمكن فَهْم السلوك السوفييتي أنه جاء متّسقاً مع المصالح الجيوسياسية، والبحث عن مكاسب أكبر في إطار التنافس مع الولايات المتحدة.
ولكن السلوك الكوبيّ يتناقض مع القيم التي رفعها فيدل كاسترو وكان يدافع عنها في الوقت نفسه على الجبهة الجنوبية الغربية لإفريقيا، فقد تدفقت على إثيوبيا موجات كثيفة من الجنود الكوبيين والخبراء العسكريين السوفييت وخبراء الأمن الألمان الشرقيّين، وحسب التقديرات؛ فإنّ الكوبيين وصلوا إلى 25 ألف جندي، وبلغ عدد السوفييت بين 1500-2000 خبير، وكذلك جاء العدد نفسه تقريباً من ألمانيا الديمقراطية(30).
ومن أهمّ مظاهر نشاط السوفييت والكوبيين في إثيوبيا إعادة تكوين وتحديث وتطوير الجيش الإثيوبيّ الذي انهار في إريتريا مرّات كثيرة، وفشل في الصومال الغربي أمام ثوار الأوغادين، وأيضاً تدريب مائتي ألف من الميليشيات الإثيوبية وتسليحهم، وذلك بهدف تدعيم النظام العسكريّ الاشتراكيّ الحاكم ليكون بالفعل نقطة ارتكاز مهمّة، وبؤرة إشعاع تحقّق المصالح الواسعة للمعسكر الشرقيّ في القرن الإفريقيّ خاصّة، وإفريقيا كلها، ويشجّع تيارات الثورة ضدّ النفوذ الأوروبي الأمريكي(31).
وما يؤكد تناقض الموقف الكوبي، وأنه عبّر عن المصالح السوفييتية فقط، دون أن تكون له أيّ رسالةٍ نبيلةٍ يدافع عنها، أنّ الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا تحمل أيديولوجية «يسارية»، وكانت لها علاقات وطيدة مع موسكو وهافانا من قبل، وتحوّلت لاحقاً إلى أكثر المتشددين في اتهام العاصمتَيْن بمساندة الإثيوبيين، وبمشاركتهم في القتال ضدّ ثوار إريتريا، مستدلة بأنّ طلائع الجبهة رصدت، بميدان القتال، جنرالات سوفييت وضباطاً وجنوداً كوبيين يقاتلون جنباً إلى جنبٍ مع الإثيوبيين(32)!
وعلى الجانب الصومالي:
كان سياد بري، الذي وصل إلى السلطة بانقلابٍ عسكريٍّ عقب اغتيال الرئيس الصومالي في 1969م، حليفاً للاتحاد السوفييتي وكوبا، وصار يُطلق عليه: القمر الصناعي السوفييتي بالمنطقة، وبدأ يزور الدول الإفريقية ليقنع رؤساءها بالانضمام للمعسكر الشرقي، كما أنّ الشعارات الشيوعية والماركسية ملأت شوارع مقديشو(33).
غير أنّ كلّ ذلك لم يشفع لسياد بري عقب وصول «الرفاق الاشتراكيين العسكريين» للسلطة في إثيوبيا، وبرغم التحالف القوي بين سياد بري وفيدل كاسترو؛ في إطار الأيديولوجية التي جمعتهما.
وفيما بعد؛ فرَضَ المشروع القوميّ الصوماليّ على سياد بري الخلافَ مع فيدل كاسترو والمنظومة التي انتمى إليها، فمع إصرار بري على استعادة إقليم «أوغادين» من إثيوبيا؛ انحاز كاسترو إلى إثيوبيا لرفض مبادرته حول مشروع الكونفيدرالية بين عدة دول شملت: (الصومال، إثيوبيا، اليمن الجنوبي)، لخلق تكتّلٍ إقليميٍّ أيديولوجيٍّ يسيطر على البحر الأحمر، ودفع رفض بري للمقترح فيدل كاسترو لتهديده، ورحل بعد زيارة قصيرة له بمقديشو(34), وبعد شهرين؛ كانت الدبابات الصومالية تقصف مواقع الدفاع العسكرية الإثيوبية، وسيطرت القوات الصومالية على أوغادين، وانتقلت إلى وسط إثيوبيا، فأرسل الاتحاد السوفييتي مستشارين عسكريّين، وقدّم المساعدة التقنية إلى إثيوبيا، وبعث كاسترو آلاف الجنود أيضاً إلى إثيوبيا، وبحلول مارس 1978م عانت القوات الصومالية من هزائم ثقيلة، وطُرِدُوا- مرة أخرى- إلى حيث بدؤوا الهجوم ضدّ إثيوبيا(35).
يقود التعمّق في أبعاد السياسات الكوبية في القرن الإفريقيّ إلى ملاحظات مهمّة حول دَوْرها في إفرقيا بشكلٍ عامّ:
أولى تلك الملاحظات: تزامن التدخّل الكوبيّ في أنجولا وإثيوبيا برغم اختلاف السياقات؛ ما يدفع لإعادة النظر في حقيقة الدَّوْر الكوبي في إقليم جنوب غرب إفريقيا؛ إذا ما كان فعلاً بهدف القضاء على الاستعمار ونظام الفصل العنصري، أو السعي لنشر الماركسية في القارة؛ إذ أنّ الدعم الكوبي السوفييتي لإثيوبيا ضدّ الصومال وإريتريا ليس له أيّ مسوّغ أخلاقي مماثل لذلك الذي تدثّرَا به ضدّ الاستعمار البرتغالي أو نظام الفصل العنصري، وبذلك يتأكد أنّ الأسباب الحقيقة ارتبطت بالمصالح الجيوسياسية للاتحاد السوفييتي فقط.
ويتأكد هذا الاستنتاج بالملاحظة الثانية: وهي أنّ جميع أطراف النزاع في القرن الإفريقي (إثيوبيا – إريتريا – الصومال) كانت كلها تحت المظلة الأيديولوجية الشيوعية، وبرغم ذلك فإنّ الكوبيين والسوفييت تدخَّلا إلى جانب رفيق على حساب رفقاء آخرين يسبقونه في ولائهم للسوفييت.
والملاحظة الثالثة: التي ترجّح أكثر الاستنتاجات أعلاه: أنّ النظامَيْن الإثيوبيّ والصوماليّ لم تكن ممارساتهما التسلطية تختلف عن سياسات نظام الفصل العنصري، ومن جهة أخرى؛ فإنها لم تكن تمتلك شرعية؛ بوصفها أنظمة عسكرية انقلابية، وهي الظاهرة التي طالما ادعى كاسترو محاربتها.
تفسير التناقض بين شعارات كاسترو وممارساته في إفريقيا:
يحتاج تفسير التناقض بين شعارات فيدل كاسترو وممارساته في إفريقيا إلى العودة إلى تلك الجزيرة الصغيرة مرة أخرى، إذ تفترض مواجهة فيدل كاسترو للنظام الانقلابي لباتيستا وخوض حرب عصابات حتى إسقاطه: رفضه للانقلابات العسكرية، ويصبح ذلك ركيزة أيديولوجية ومبدأ لا يقلّ أهمية عن المبادئ الماركسية التي آمن بها، غير أنّ الممارسة السياسية للزعيم الثوريّ تختلف عن ذلك كليّاً، بداية من كوبا التي حكمها حكماً عسكريّاً مطلقاً لا يختلف عن أيّ نظام عسكري آخر.
فقد حوّل كاسترو بلده إلى بلدَيْن: بلد الفقر للكوبيّين، وبلد الجنّات السياحية المقصورة على الأجانب والممنوعة على المواطنين، تماماً مثلما كان الحال في وجود عملتَيْن، واحدة للمواطنين، والثانية لأثرياء السياحة.
ولم يكن كاسترو قديساً: فقد ساهم في «تطهير» صفوف «الثورة» من كلّ رجال العهود السالفة، تحديداً عهد الرئيس السابق فولخانسيو باتيستا، مقتنعاً بنصيحة غيفارا، الذي أسرّ له أنّ: «خطأ جاكوبو أربينز في غواتيمالا؛ حين لم يقم بتطهير صفوفه قبل الانقلاب العسكري عليه، عبر الإعدامات، لو فعلها لما قام عليه أحد»، فحسم موقفه، فوافق على تنفيذ الإعدامات «باسم الشعب الكوبي».
أما الديمقراطية: فلمّا سأل الرفاقُ فيدل عن الانتخابات التي خطّطوا لها، في الأيام الأولى للثورة، تمسّك برفضها؛ بحجّة أنها قد تهدّد الثورة، فالإمبرياليون والأعداء يتربصون بها من كلّ حدب وصوب.
كانت القرارات عسكرية وحاسمة، عُلّقت المشانق لـ«العملاء» في الشوارع، كانت تلك أيضاً مطالب الشعب الكوبي، وأُبعد رفاق الثورة الذين وقفوا عقبة أمام «إصلاحات وقوانين» فيدل، الذي توجّته زعيماً حمامةٌ بيضاء حطّت على كتفه أثناء إلقاء خطابه الأول إلى الجماهير، في مباركةٍ من «الآلهة»! (بحسب ديانة سانتيريا) للقائد الشيوعي(36).
يكفي حذف اسم «فيدل» في الفقرتَيْن أعلاه واستبدال أيّ حاكم إفريقي آخر به (سياد بري في الصومال، أو منجستو هيلا ماريام في إثيوبيا) ممن وصل إلى السلطة عن طريق انقلابٍ عسكري، وما أكثرهم، فجلّ الأنظمة الإفريقية بعد الاستقلال قام فيها العسكر بانقلاباتٍ رافعين شعارات العدالة والتنمية والتطور، ولتثبيت حكمهم الوليد، وشرعنة سلطتهم، وجدوا في الاشتراكية ومواجهة الإمبريالية أقرب المسالك إلى قلوب شعوبهم التي عانت لعقودٍ طويلة من الاستعمار، وانتظرت بعد استقلالها مرحلة أفضل ينعمون فيها بالاستقرار والرفاهية.
ففي الصومال: بعد استيلاء سياد بري على السلطة إثر انقلابٍ عسكريٍّ في 21/10/1969م؛ قام مباشرة بتعليق الدستور وإلغاء البرلمان، وبدأ حكم البلاد حكماً مطلقاً، وألقى برموز السلطة السابقة في السجون، وعمل على التخلّص من بعض الضباط البارزين في مجلس قيادة الثورة، وأعلن الاشتراكية العلمية منهجاً سياسيّاً وفكريّاً للبلاد، وبدأت الحكومة الصومالية بتنفيذ ما وُصف بأنه أكبر حملة ماركسية لينينية في إفريقيا، وفي 1991م اضطر سياد بري إلى الهرب من البلاد، مخلّفاً وراءه 20 مليار دولار من الديون، وعشرات الآلاف من ضحايا الحرب الأهلية التي لا تزال مستمرة(37).
وفي إثيوبيا: قرّر النظام العسكريّ الذي أسقط نظام هيلا سيلاسي 1974م تحويل إثيوبيا إلى دولة اشتراكية ذات نظامٍ ماركسيٍّ لينيني، واتبع نظاماً أوتوقراطياً عسكريّاً، الغلبة فيه للقومية الأمهرية، ما أدى إلى ازدياد نشاط المعارضة، وبخاصّة جبهات تحرير إريتريا وتغري وأورومو، وتكررت الهزيمة في إريتريا التي نالت استقلالها عام 1993م، كما سقط الحكم الشيوعي فيها وحكم منغستو هايله مريام، وصدر حكم استئنافي بالإعدام عليه مع ثمانية من كبار مسؤولي نظامه، وأقر بذنبه في 12 ديسمبر 2006م بالتطهير العرقي في الفترة المعروفة باسم: «الرعب الأحمر» (1977-1978)(38).
الخاتمة:
لا يمكن جحد الدَّوْر الكوبيّ في إفريقيا، وأحسن من عبّر عنه مانديلا حين قال: «هذه أول مرة يأتي فيها بلدٌ من قارٍة أخرى، ليس ليأخذ منّا أمراً ما، بل ليساعد الأفارقة في نيل حريتهم»(39), وفعلاً دعم كاسترو البلدان الإفريقية بالسلاح والرجال، حيث قاتل آلاف الكوبيين إلى جانب الأفارقة، فضلاً عن الدعم اللوجيستي؛ إذ أرسل عشرات الآلاف من الكوبيين في مختلف المجالات أطباء ومعلمين ومهندسين وغيرهم، وحين غادرها فإنه حمل توابيت جنوده وليس معها أي برميل نفط.
وأهمّ ما قام به الكوبيون في القارة السمراء كان في إقليم جنوب إفريقيا بشكلٍ عامّ، حيث شاركوا في دحر الاستعمار البرتغالي، والقضاء على نظام الفصل العنصري، ووقفوا سدّاً منيعاً دون التغلغل الأمريكي لملء الفراغ الاستراتيجيّ الذي تركه الاستعمار الأوروبي.
تداعيات هذا الدَّور في إفريقيا دفع ثمنها الشعب الكوبي، فقد أدّى إلى تعميق التوتر في العلاقات الأمريكية الكوبية، وهو ما كانت له آثارٌ سلبيةٌ كبيرةٌ سياسيّاً واقتصاديّاً، ويبقى الجدل في الموازنة بين قيم العزة والكرامة في مجابهة الهيمنة الأمريكية التي يتدثر بها النظام في كوبا، وبين ممارسته التسلط والاستبداد على شعبه.
هذه الجدلية على المستوى الكوبيّ الداخلي؛ تنسحب على دَوْر كوبا في إفريقيا أيضاً، فبينما وقف كاسترو ضدّ النظام الانقلابيّ في بلده، وعارض الأنظمة الانقلابية التي دعمتها المخابرات الأمريكية في أمريكا الجنوبية؛ فإنه وقف إلى جانب الأنظمة الانقلابية الإفريقية لكونها تشترك معه في الأيديولوجية الاشتراكية، ومنحازة للاتحاد السوفييتي، ومعارضة للولايات المتحدة، وهذا البعد شكّل المحدّد الأساسي لسياسات فيدل كاسترو في إفريقيا، فشعار معارضة الإمبريالية كافٍ لأنّ يصطف كاسترو إلى جانبه، ويدفع بآلاف الكوبيين للقتال في ساحاته، وليس من المهم طريقة وصول هذا النظام إلى السلطة، ولا ممارساته بحقّ شعبه، أو الأقليات والأمم الأخرى التي تريد إنشاء دولة خاصّة بها؛ على غرار الحالتَيْن الإريترية والصومالية مع إثيوبيا.
ومن جانب آخر؛ كرّس وشرعن فيدل كاسترو نظريّاً وعمليّاً أنظمة «الحزب الواحد» الاشتراكية في إفريقيا، فعلى مستوى الخطاب السياسي؛ استثمرت تلك الأنظمة في شعارات مواجهة الإمبريالية التي رفعها الزعماء الثوريون حينها، على غرار: الكفاح ضدّ نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، وبرغم قيمة نيلسون منديلا بوصفه زعيماً عالميّاً، وإشادته المستمرة بفيدل كاسترو، فإنّ سلوك الرجلَيْن في الحكم يختلف جذريّاً، فالأول لم يبق أكثر من فترةٍ واحدةٍ في السلطة، بينما استمر فيها الثاني حتى عَجْزه صحيّاً، ليخلفه أخوه! في توريثٍ للسلطة لا يختلف كثيراً عن الأنظمة الوراثية التي طالما ادعت الأحزاب الاشتراكية الثورة عليها، كما حصل في إثيوبيا، ودعمت هذا الخطاب عمليّاً؛ بالمشاركة الفعلية في تلك الحروب، ولفترةٍ زمنيةٍ تجاوزت ثلاثة عقود، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الكوبيين وغيرهم.
الهوامش والاحالات :
(*) أستاذ مساعد بكلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة سيدي بلعاس – الجزائر
(1) في مشروع كتاب، يحتوي على تحليلٍ مفصَّل للوثائق التي رُفعت السرية عنها، أعدّه مدير مكتب الشؤون التاريخية التابع لمجلس الدولة، بيدرو ألفاريز-تابيو، يذكر بأنه: حتى 1993م كانت هيئات أمن الدولة الكوبية قد اكتشفت وحيّدت ما مجموعه: 627 محاولة لاغتيال القائد العام فيدل كاسترو. انظر: فيدل كاسترو، الطغيان العالمي، موقع تأملات القائد العام، 07/07/2007م:
http://www.cuba.cu/gobierno/reflexiones/2007/ara/f070707b.html
(2) أرنستو تشي جيفارا: ثوري كوبي ماركسي، أرجنتيني المولد عام 1928م، وهو طبيب، وكاتب، وزعيم، وقائد عسكري، ورجل دولة عالمي، وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية.
(3) فيدل كاسترو، الجزيرة نت، 25/08/2007م:
http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/760e5769-7db6-422f-acf0-2d03bd06bd4e
(4) فيدل كاسترو، الجزيرة نت، المرجع السابق.
(5) وليد محمود عبد الناصر: فيديل كاسترو.. آخر الأساطير في عالمنا، جريدة الحياة، 02/12/2016م:
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/18849528/
(6) جورج فريدمان: الانفتاح المحكوم.. أي مسار محتمل للعلاقات الأمريكية–الكوبية؟، مجلة السياسة الدولية، 06/02/2015م:
http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/5081.aspx
(7) من هو فيدل كاسترو؟، بي بي سي عربي، 26/11/2016م:
http://www.bbc.com/arabic/world-38114876
(8) عبد الباري عطوان: رحل آخر رجال جيل العظماء، رأي اليوم، 26/11/2016م:
http://www.raialyoum.com/?p=570753
(9) سيف دعنا: فيدل كاسترو: الجنوبي الأخير، موقع قناة الميادين، 26/11/2016م:
http://www.almayadeen.net/articles/opinion/47189/
(10) وليد محمود عبد الناصر، المرجع السابق.
(11) هكذا نعى العالم فيدل كاسترو، الشرق الأوسط، العدد 13878، 26/11/2016م:
http://aawsat.com/home/article/793411/
(12) فيدل كاسترو، الجزيرة نت، المرجع السابق.
(13) فيدل كاسترو.. سيرة القرن العشرين، الجزيرة نت، 26/11/2016م:
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2016/11/26/
(14) فيدل كاسترو.. سيرة القرن العشرين، المرجع السابق.
(15) محمد سيد سليم: تطور السياسة الدولية في القرنين التاسع عشر والعشرين، القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع، ط1، 2002، ص 542.
(16) Sean Jacobs, To so many Africans, Fidel Castro is a hero. Here’s why, .theguardian, 30/11/2016, :
(17) صلاح الدين حافظ: صراع القوى العظمى حول القرن الإفريقي، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون، سلسلة عالم المعرفة، العدد 49، يناير 1982، ص 131.
(18) Sean Jacobs, Op.cit
(19) Sean Jacobs, Op.cit
(20) محمد سيد سليم، المرجع السابق، ص 542.
(21) علي المزروعي وآخرون: إفريقيا منذ عام 1935م، نيويورك: اليونيسكو، المجلد الثامن، ص 304.
(22) أحمد أمل محمد إمام: الإثنية والنظم الحزبية في إفريقيا، القاهرة: دار المكتب العربي للمعارف، ص 137.
(23) سمية ربيع: فيدل كاسترو يكتب عن الحدث في العلاقة بين كوبا وجنوب إفريقيا، أخبار الأدب، 28/12/2013م:
http://www.dar.akhbarelyom.com/issuse/detailze.asp?mag=a&field=news&id=7480
(24) هنري كيسنجر: سنوات التجديد، (ترجمة هشام الدجاني)، الرياض: مكتبة العبيكان، ط2، 2010م، ص 734.
(25) سيف دعنا، المرجع السابق.
(26) عمر ناشبة، المرجع السابق.
(27) Sean Jacobs,Op.cit
(28) علي المزروعي وآخرون، المرجع السابق، ص 495.
(29) صلاح الدين حافظ، المرجع السابق، ص 83.
(30) المرجع نفسه، ص 110.
(31) المرجع نفسه، ص 137.
(32) المرجع نفسه، ص 120.
(33) فهد ياسين: عودة العلاقات الصومالية-الروسية بعد عقود من القطيعة: أهدافها ومستقبلها، الدوحة: مركز الجزيرة للدراسات، 29/06/2016م، ص 03.
(34) خالد حسن يوسف: شجاعة سياد بري وكونفيدرالية فيدل كاسترو، الحوار المتمدن، العدد 5354، 27/11/2016م:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=539377
(35) هارون معروف: فيدل كاسترو ودوره في تمزيق الصومال، ترجمة عبد الحكيم نجم الدين، مجلة قراءات إفريقية، 2016-11-29م:
https://qiraatafrican.com/home/new/
(36) شهرة سلوم، كوكب فيدل.. حكاية الحلم الأحمر (01/09)، العربي الجديد، 10/05/2016م:
(37) أنور قاسم الخضري: أوضاع الصومال في القرن الإفريقي وأثرها على الأمن في إقليم البحر الأحمر، مجلة قراءات إفريقية، العدد 2، سبتمبر 2005م، ص (79-80).
(38) الحكم بالإعدام على الديكتاتور الإثيوبي السابق منغستو مع 8 من مسؤولي نظامه، الشرق الأوسط، العدد 10772، 26/05/2008م:
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=59&article=472369&issueno=10772#.WFPqO7kcYqE
(39) Sean Jacobs, Op.cit