فاز المرشح الرئاسي محمد عبد الله فرماجو برئاسة جمهورية الصومال بعد حصوله على ١٨٤ صوتا في الجولة الثانية من الانتخابات ، فمن هو الرئيس الصومالي الجديد..؟
النشأة
ولد محمد عبد الله فرماجو في مقديشو عام 1962 ، وينحدر من منطقة غيدو جنوب غرب الصومال ، كان والده يعمل كموظف حكومي في وزارة النقل الوطنية ، وهو متزوج من السيدة زينب معلم، ولديه أربعة أبناء . ابنان وابنتان، تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 25 عاما في عام 2016م ، ويحمل محمد عبد الله الجنسية الأميركية بالإضافة لجنسيته الصومالية.
دراسته
وتلقى تعليمه الأساسي في مدرستي 1 يوليو ومدرسة محمود حربي بمقديشو وتعليمه الثانوي في مدرسة لفولي الثانوية المهنية، وبدأ عمله في الوزارة الخارجية الصومالية عام 1982 . وفي عام 1985 عين سكرتيرا في سفارة الصومالية بواشنطن منذ ذلك اليوم يقيم في الولايات المتحدة.
درس الرئيس الجديد فرماجو التاريخ في جامعة بافالو، هي جامعة عامة لها فروع متعددة تقع في بافالو وأمهرست بولاية نيويورك، الولايات المتحدة. تأسست الجامعة في عام 1846 ككلية خاصة، ولكن في عام 1962 تم دمجها في جامعة ولاية نيويورك وحصل من نفس الجامعة على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وكان عنوان أطروحته: “المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية في الصومال: من فترة الحرب الباردة إلى فترة الحرب على الإرهاب” .
وقام بتدريس تدرس مادة المهارات القيادية وحل النزاعات في كلية إيري (ECC)، والتي هي جزء من نظام جامعة ولاية نيويورك.
أهم المناصب التي تقلدها
عمل محمد في وزارة الشؤون الخارجية في الصومال قبل انهيار الحكومة الاتحادية في عام 1991 بين عامي 1985 و 1988، كما شغل أيضا منصب وزير أول في السفارة الصومالية في واشنطن، وعمل مع مختلف منظمات حقوق الإنسان.
كما عمل فرماجو خلال السنوات التي كان يقيم بالولايات المتحدة في بلدية مدينة بافالو ، وشغل منصباً إداريًّا. وعين عام 2000 منسقا بين إدارة البلدية ورجال الأعمال من الأقليات التي تعيش في المدينة.
وفي الرابع عشر من أكتوبر من عام 2010 عين عبدالله فرماجو رئيسا للوزراء خلفا للرئيس الوزراء الحالي عمر عبد الرشيد ، وقام فرماجو بتشكيل حكومة ضمت عددا من عددا من التكنوقراط الصوماليين الذين يعيشون في الشتات، ووافق البرلمان على حكومته في 27 نوفمبر 2010م.
الا أنه لم يبق في منصبة سوى عدة أشهر- من نوفمبر 2010 حتى يونيو – بسبب ما عرف بـ”إتفاقية كمبالا” لحل الخلافات بين الرئيس الصومالي آنذاك شيخ شريف ورئيس البرلمان شريف حسن، حيث طالب شريف حسن بإقالته وتعين رئيس وزراء جديد لمدة عام .
تأسيسه حزب تايو
في أوائل عام 2012 م قام فرماجو وعدد من السياسيين الصوماليين بتأسيس حزب باسم تايو ” TAYO” معتمدا في الترويج لحزبه على السمعة الجيدة التي حققها خلال الفترة الوجيزة التي تولي فيها رئاسة الوزراء.
ووفقا لفرماجو فإن جدول الأعمال الأساسي للحزب يدور حول تقديم الخدمات لعامة السكان في الصومال وتشجيع إعادة الصوماليين المتفرقين في الشتات وذلك للمساعدة في عملية إعادة إعمار البلاد بعد انتهاء الصراع الجاري.
وقد نظم العديد من الحملات لمختلف الوجهات العالمية لجمع الدعم لحزبه الجديد ولتحقيق هذا الهدف حيث زار كل من ، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا والسويد.
ويرتكز الحزب على عشرة مبادئ :
– العمل على وحدة الدولة الصومالية
– الحفاظ على سيادة وسلامة أراضي الصومال
– تحقيق العدالة والمساواة للجميع والحقوق الكاملة للنساء والأقليات
-تحقيق نظام أمني فعال وسيادة القانون
– العمل على بناء مؤسسات الدولة وحكومة ذكية
– اعتماد نظام السوق الحر
– تقديم المساعدة للضعفاء والمستضعفين في مجتمعنا
– تحقيق دولة مسالمة داخل حدودنا ومع دول الجوار
– الحرص على التعاون مع المجتمع الدولي على أساس من الاحترام المتبادل
– الحفاظ على البيئة
وسبق أن رشح فرماجو نفسه في انتخابات عام 2012م لكنه لم يتمكن في الفوز في الانتخابات ، وهو ما دفع عدد من المراقبين إلا استبعاد فوزه في الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء 8 فبراير لكنه خالف كل التوقعات وتمكن من الفوز بالرئاسة بعد حصوله على ١٨٤ صوتا في الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت في مجمع مطار مقديشو الذي يخضع لإجراءات أمن مشددة. وأقر الرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ محمود بالهزيمة .
رؤيته ونهجه:
يعد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو مرشح شعبوي طموح يعتمد على سياسات واضحة تجاه إعادة بناء المؤسسات الخدمية، والأمن والجيش، ومكافحة الفساد، ويحظى بشعبية واسعة في أوساط الطبقة المتوسطة والفقراء، واكتسب شهرة كبيرة خلال المدة التي شغلها منصب رئيس الوزارء ، وكان لديه برنامج انتخابي قوي يمس حياة المواطنين الصوماليين ويلبي احتياجاتهم للأمن والاستقرار والعيش الكريم.
واتسم نهجه خلال رئاسته للوزراء بالعمل على تحقيق الشفافية من خلال الكشف عن الأصول التي يملكها الوزراء قبل تولي مناصبهم كما أصدر مدونة تحدد سلوك الوزراء وشكل لجنة لمكافحة الفساد ، وعلاوة على ذلك، تم حظر الرحلات غير الضرورية لأعضاء الحكومة خارج البلاد وجميع رحلات الوزراء لا بد أولا من موافقة رئيس مجلس الوزراء .
يعد فرماجو صاحب فكرة خروج قوات الاتحاد الإفريقي من ثكناتها لمواجهة وملاحقة مقاتلي حركة الشباب الصومالية، ويحسب له العديد من الإصلاحات في نظم صرف مخصصات ومستحقات أفراد القوات الوطنية، وإعادة تأهيل هذه القوات في فترة رئاسته الوزراء. مما جعله بحق رجل الإنجازات الفعلية التي يلمسها رجل الشارع، فتعلقت به قلوب الشعب في مقديشو والصومال، الذين خرجوا متظاهرين ضدّ استقالته 2011، ونظم الآلاف من المدنيين و أفراد الجيش احتجاجات في مختلف المدن الصومالية طالبوا بإقالة الرئيس ورئيس مجلس النواب والبرلمان وعودة فرماجو إلى منصبه وعرف بنهجه السياسي الصريح والجاد وعدم المجاملة مما أدى لمصادمته مع جهات سياسية محلية ودولية والتي أدت إلى استقالته تحت ضغط دولي من رئاسة الوزراء ، ثم سدت عليه المسالك إلى تقلد المناصب السياسية بعد ذلك .
المصادر:
1-Mohamed Abdullahi Mohamed على الرابط : https://en.wikipedia.org/wiki/Mohamed_Abdullahi_Mohamed
2- مركز مقديشو للبحوث والدراسات ، على الرابط : http://mogadishucenter.com/2017/02/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%9F/
3- الصفحة الشخصية للرئيس محمد عبد الله فرماجو ، على الفيس بوك ، على الرابط : https://www.facebook.com/MudaneFarmaajo/
4- Tayo political party ، على الرابط : https://en.wikipedia.org/wiki/Tayo_(political_party)