(نيلسون مانديلا Nelson Mandela).. أحد أهمّ رموز القارة الإفريقية عبر تاريخها الحديث والمعاصر، ليس فقط نتيجة جهوده وكفاحه في مواجهة سياسات التمييز العنصري وممارساته التي عانتها دولته (جنوب إفريقيا) لنحو أربعين عاماً، ولكن لأنّه شكّل نموذجاً اقتدت به معظم التجارب التحرّرية في القارة الإفريقية، وفي دول العالم الثالث، بل إنه ما زال يمثّل نموذجاً وقدوة حتى اليوم لما يمكن أن تشهده المنطقة العربية من تحولات في ظلّ موجة الثورات والانتفاضات الشعبية التي حرّكت سواكنها ضد قوى وتيارات الفساد والاستبداد.
حتى يمكن الوقوف على طبيعة هذا النموذج وأبعاده، والخبرة التي يقدّمها الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا للثورات العربية، تمّ تقسيم هذه الدراسة إلى عدة محاور، وذلك على النحو الآتي:
أولاً: محدّدات دور نيلسون مانديلا في التحرّر الإفريقي.
ثانياً: طبيعة دور نيلسون مانديلا في التحرّر الإفريقي.
ثالثاً: الخبرات المستفادة من كفاح نيلسون مانديلا.
المطلب الأول: محدّدات دور نيلسون مانديلا في التحرّر الإفريقي:
تعدّدت العوامل والاعتبارات التي كان لها تأثيرها في المسيرة الكفاحية للزعيم نيلسون مانديلا، ويمكن في إطار هذه العوامل التمييز بين:
أولاً: البيئة الاجتماعية:
(نيلسون مانديلا) أحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة «التمييزالعنصري» التي كانت متّبعة في «جنوب إفريقيا»، وُلد في قرية صغيرة تُدعى «مفيزو Mvezo» في منطقة «ترانسكاي» (18 يوليو 1918م)، كان والده رئيس قبيلة، توفّي ونيلسون لا يزال صغيراً، وانتُخب مكان والده، وبدأ إعداده لتولّي المنصب.
وفي سنّ السابعة كان مانديلا أول عضو في عائلته يذهب إلى المدرسة، وأُرسل مانديلا إلى المدرسة التبشيرية التي كانت بجوار قصر الحاكم، وتابع دراسته في «معهد كلاركبوري Clarkebury»، ثم انتقل إلى مدينة «هيلدتاون»، و «كلّية ويسليان» في «فورت بيوفورت».
وعاش في فترة دراسية مضطربة، وتنقل بين العديد من الجامعات، وتابع الدراسة بالمراسلة من مدينة «جوهانسبرج»، وحصل على الإجازة، ثمّ سجّل لدراسة الحقوق في جامعة ويتواترسراند ( (1.
وخلال هذه الفترة كانت جنوب إفريقيا خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري الشامل، إذ لم يكن يحقّ للسود الانتخاب ولا المشاركة في الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد، وكان يحقّ لحكومة الأقلية البيضاء أن تجردهم من ممتلكاتهم، أو أن تنقلهم من مقاطعة إلى مقاطعة(2).
ثانياً: البيئة الثقافية:
في عام 1960م انتقل مانديلا إلى الكلية الجامعية في «فورت هير Fort Hare » في «بلدية أليس Alice» التي كانت المركز الوحيد للتعليم العالي المخصّص للسود في جنوب إفريقيا، وكانت منارة لطلاب العلم الإفريقيين من جميع مناطق القارة الإفريقية الجنوبية والوسطى والشرقية.
وفيها خاض أول تجربة نضالية، ووجد نفسه أمام أول اختبار أخلاقي، ففي انتخابات مجلس الطلاب كانت هناك مطالب للطلبة تتعلق بنوعية الطعام وصلاحيات المجلس الطلابي، وقرّر أغلبية الطلاب مقاطعة الانتخابات، ولكن الإدارة قرّرت إجراء الانتخابات في موعدها، ولم يشارك في التصويت إلا سدس عدد طلاب الكلية، وانتخبوا ستة ممثلين، كان مانديلا واحداً منهم، وكان موقف مانديلا أنه ما دام أغلبية الطلاب لم يدلوا بأصواتهم فإنه ليس من الصحيح أخلاقياً الادعاء بشرعية الانتخابات، ولذلك قدّم استقالته من المجلس، وفي اليوم التالي استدعاه مدير الجامعة وطلب منه الرجوع عن الاستقالة أو مغادرة الكلية، فغادرها، وسافر مانديلا إلى «جوهانسبرج»، والتحق بمكتب للمحاماة بتوصية من المناضل الإفريقي الكبير «وولتر سيسولو»(3).
ثالثاً: البيئة السياسية وقوانين «التمييز العنصري»:
بعد حصول مانديلا على الإجازة في القانون اشتغل في مكتب «اتش إم بزنر HM Basner»، الذي كان «من طليعة أعضاء الحزب الشيوعي، ومن أقوى المناصرين لحقوق الإفريقيين»، فاكتسب خبرة كافية ليفتح مكتبه، واستدعى صديقه «أوليفر تامبو» للعمل معاً، وصار المكتب باسم «مانديلا وتامبو»، ونال مكانة كبيرة عند الإفريقيين، وكسب العديد من القضايا، باستثناء تلك التي تتعلق بتجاوزات الشرطة، لأنه من الصعوبة إثبات اعتداءاتهم على الأفراد.
وقاد مانديلا مظاهرات «المؤتمر الوطني الإفريقي African National Congress» في ميدان الحرية «فريدام سكوير» في مدينة «صوفياتاون»، وتجاوز في خطابه النضال السلمي إلى المواجهة الثورية، وكلفه ذلك بموجب «قانون مكافحة الشيوعية» الاستقالة من «الحزب الوطني الإفريقي» وتحديد إقامته في «جوهانسبرج».
وفي عام 1950م أصدرت الحكومة قانونَيْن يشكّلان ركيزة سياسة «التمييز العنصري»:
الأول: قانون السكان والتسجيل: والذي يقرّ تصنيف السكان على أساس عرقي، وبطريقة عشوائية، مما نتج عنه أحياناً التفريق بين أعضاء الأسرة الواحدة اعتماداً على لون البشرة، وتجاعيد الشعر، وسمك الشفتين.
الثاني: قانون المناطق الجماعية: وبناءً عليه إذا أراد البيض تملّك الأراضي أو المساكن التي يمتلكها الأفارقة أو الهنود فما عليهم إلا أن يعلنوا المنطقة «بيضاء»، وبناءً عليه بدأت حركة نقل جماعية للسكان بالقوة في حالة قرب المناطق التي يعيش فيها الأفارقة من مناطق سكان البيض.
وفي عام 1953م أقرّ البرلمان قانون «تعليم البانتو»، وبمقتضاه يُضاف طابع «التمييز العنصري» إلى التعليم، وثار مانديلا ضد القانون الجديد وضد وزير التعليم، وشارك في وضع ميثاق ودستور للحرية لجنوب إفريقيا، وعُرض الميثاق على مجلس الشعب فرفضه، لكن الميثاق أصبح علامة مضيئة لمعركة التحرير في إفريقيا كلها(4).
وكان «ميثاق الحرية» شأنه شأن «إعلان الاستقلال الأمريكي» و «إعلان حقوق الإنسان الفرنسي» و «الإعلان الشيوعي»، حيث يسعى لقهر التمييز العنصري وتحقيق المساواة في الحقوق بين الجميع، ويرحب بجهود جميع أنصار الحرية للمشاركة في بناء مجتمع ديمقراطي لا عنصري في جنوب إفريقيا(5).
رابعاً: الاضطهاد والسجن:
وفي مارس عام 1956م صدر قرار الحظر ضد مانديلا، وحُدّدت إقامته في «جوهانسبرج» لمدة خمس سنوات، ومُنع من حضور أي اجتماعات، وأصبح أحد وجوه النضال ضدّ (نظام التمييز العنصري)، وتحوّل إلى مطلوب لدى السلطات(6).
وبعد مرحلة من التخفّي، والخروج سرّاً من البلاد والعودة إليها، ومطاردة المخابرات، تمّ إلقاء القبض عليه، واتُّهم بالتخريب وقيادة منظمة سرية، واعتُقل معه معظم قادة «حزب المؤتمر الإفريقي» و «حركة إمكا MK» و «رابطة الشباب ANCYL»، وحُكم عليهم بالسجن مدى الحياة، ونُقلوا إلى جزيرة «روبن».
وفي السجن خاض مانديلا ورفاقه نضالاً طويلاً لتحسين أحوال السجناء، والتثقيف المتبادل، وفي السجن مارس مانديلا القراءة والكتابة، وواصل دراسته القانونية بالمراسلة، وكتب معظم فصول مذكراته الشخصية(7).
المطلب الثاني: طبيعة دور نيلسون مانديلا في التحرّر الإفريقي:
يمكن التمييز في إطار دور نيلسون مانديلا بين عدة مستويات، الأول الكفاح السلمي، الثاني الكفاح المسلّح، الثالث قيادة الدولة.
أولاً: الكفاح السّلمي:
في العام 1943م التحق مانديلا بـ «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي» الذي كان يخوض نضالاً سياسياً سلمياً منذ عام 1918م، وفي العام نفسه ذهب مانديلا في وفد إلى الدكتور «زوما» رئيس «حزب المؤتمر»، وعرضوا عليه فكرة تأسيس رابطة للشباب تقوم بحشد التأييد للحزب، وبالفعل تمّ تشكيل الرابطة، وحضر أعضاؤها المؤتمر السنوي للحزب (ديسمبر 1943م)، وانتُخب مانديلا عضواً في اللجنة التنفيذية لها.
وفي العام 1948م خسر الحزب المتحد بزعامة الجنرال «سماتس» في انتخابات البيض، وتولّى السلطة «الحزب الوطني الأفريكاني» بزعامة «دانيال مالان»، وتبنّى الحزب الوطني سياسة الفصل العنصري (أبارتهايد Apartheid)، فتصاعد نضال «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي» ضد هذه السياسة، ولكنه وُوجه بالقمع، واتُّهم بالوقوع تحت تأثير «الحزب الشيوعي»، وتمّ تقديم قيادته للمحاكمة.
وكان «حزب المؤتمر» قد نظّم حملة للتحدّي، على غرار حركة «اللاعنف» الهندية التي نهجها «المهاتما غاندي»، وتتضمّن القيام بتحدي القوانين العنصرية، وارتكاب المخالفات، من قِبل أعداد كبيرة وفي مناطق متعددة في وقتٍ واحد، لإجبار السلطات على سجن الجميع، ومن ثمّ توجيه أنظار الرأي العام العالمي والداخلي إلى القوانين العنصرية.
وبعد انتهاء فترة قانون الطوارئ كانت الحكومة قد حظرت نشاط «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي»، فقرّر الحزب التحول إلى العمل السري، ووضع مانديلا خطة للتحوّل إلى العمل السري عرفت باسم «خطة مانديلا»(8).
واستطاعت «رابطة الشباب» أنّ تحوّل الحزب القومي إلى حركة شعبية برئاسة الدكتور «دجيه اس موروكا»؛ لأنّ «الحزب الوطني» الحاكم تجاهل المطالب التي تدعو إلى إلغاء القوانين العنصرية، فنظّم الدكتور «موروكا» تجمّعاً في «ميدان الحرية» للتحضير للتحرك الجماهيري، وتحدّث مانديلا لنقابة عمال النسيج لمواجهة عنف السلطات بـ «غير العنف» لضمان نجاح العمل السياسي على طريقة «المهاتما غاندي»، وهو المنهج الذي يسعى لتحقيق النصر من خلال الإقناع.
وهذا الأسلوب يتحرك بثقافة التحدي؛ لأنّ – كما يقول مانديلا -: «قوة الدولة في مثل هذه الحالة تفوق بكثير قوتنا، وأي محاولة من طرفنا في استخدام العنف ستُقابَل بالسّحق، وعليه أصبح اللاعنف ضرورة عملية أكثر منه خياراً نفضّله»(9).
وانطلقت «حملة التحدي» في المرحلة الأولى، على مستوى الأفراد، بعدم احترام القوانين العنصرية، مثل دخول المناطق المحظورة دون رخص، كمقصورات القطارات وقاعات الانتظار ومكاتب البريد المخصّصة للبيض، وفي المرحلة الثانية، على مستوى الجماعات، بتنظيم الاحتجاجات الوطنية والإضرابات، ونجحت لأنّ قادتها كانوا في الصفوف الأولى، وارتفعت عضوية «المؤتمر الوطني الإفريقي» من عشرين ألف إلى مائة ألف عضو، وخصوصاً بعد اعتقال مانديلا ورفاقه في 30 يوليو 1952م.
وصار السجن بعد «حملة التحدي» وسام شرف يفتخر به الإفريقيون، بعدما كان وصمة عار في أذهانهم، وهذا ما عجّل بالتغييرات في قيادة «الحزب الوطني الإفريقي» في ديسمبر 1952م، فالزعيم القبلي «ألبرت لوتولي» صار رئيساً للحزب الوطني الإفريقي، وأصبح مانديلا نائباً له من بين النواب الأربعة، لأنهم أدركوا أنّ أخطر لحظات الحظر أن يصل المرء إلى الإيمان بأنّ مصدر الظلم لم يعد في الخارج؛ بل في داخله هو نفسه.
وعندما شعروا بتهديد الحكومة العنصرية، بأنّ حظر الأفراد من الاجتماعات سينتقل إلى حظر الأحزاب، بما فيها الإفريقي والهندي، مثلما فعلت مع «الحزب الشيوعي»، اقترح مانديلا خطة عمل سُمّيت باسمه، وكذلك عُرفت باسم «الخطة الميمية»، وتقوم على تبليغ قرارات الحزب للقاعدة دون عقد اجتماعات من خلال الخلية (تضم عشرة بيوت)، والوحدة (تشمل أكثر من عشرة بيوت)، والمنطقة (تمثّل جميع البيوت)، وشرع في تطبيقها بتنظيم سلسلة من المحاضرات، مثل: (عالم اليوم)، و (كيف نحكم؟) و (حاجتنا للتغيير)(10).
ثانياً: الكفاح المسلّح:
بعد صدور قرار البراءة من تهمة الخيانة اختار مانديلا العمل السري، وانتقل في جميع أنحاء جنوب إفريقيا، وأقام مع مسلمين في «كيب تاون»، وعمال السكر في «ناتال»، وعمال المصانع في «بورت إليزابيث»، وشارك في اجتماعات سرية تُعقد ليلاً في مدن مختلفة، للتخطيط لـ «حملة الاعتصام» في المنازل، وبالرغم من نجاح هذا الاحتجاج في يومه الأول فإنّ مانديلا أُصيب بخيبة أمل في يومه الثاني، وأدرك أنّ زمن النضال السلمي ولّى، لكن هذه الرؤية اعترض عليها «موسى كوتاني» سكرتير «الحزب الشيوعي» وأحد أقوى أعضاء «الحزب الوطني الإفريقي»، فردّ عليه مانديلا بأنّ «موقفه شبيه بموقف الحزب الشيوعي في كوبا بقيادة «باتيستا» الذي ظلّ يصرّ بأنّ الوقت المناسب للانتفاضة لم يحن، وتمسّك بحرفية ما قاله لينين وستالين، ولكن كاسترو لم ينتظر فتحرك وانتصر»(11).
وبهذا التوضيح أقنع مانديلا كلّ معارضي النضال المسلّح، فوافقت اللجنة التنفيذية في «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي» على هذا الاختيار، وكُلّف مانديلا بالشروع في تشكيل تنظيم عسكري منفصل عن «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي»، على أن تظل السياسة الرسمية للحزب هي النضال السلمي.
واختار مانديلا ورفاقه للتنظيم المسلح اسم «اومكونتو وي سيزوي» ومعناه «رمح الأمة»، ويرمز له باسم (إمكا MK)، واختير الرمح لأنّه السلاح الذي واجه به الإفريقيون أعداءهم البيض الغزاة لعدة قرون، وتكونت المنظمة الجديدة من أفارقة وشيوعيين بيض لديهم خبرة في العمليات المسلّحة.
وقد حرص مانديلا على تثقيف نفسه، فقرأ تقرير «بلاس روكا» سكرتير عام الحزب الشيوعي في كوبا عن سنواته التي قضاها عاملاً في منظمة محظورة إبّان حكم «باتيستا»، وقرأ في كتاب (كوماندو) لـ «دينيس رايتز» عن وسائل الحرب غير النظامية التي خاضها «جنرالات البوير» خلال حربهم ضد بريطانيا، وأيضاً قرأ كتابات «تشي جيفارا» و «ماوتسي تونغ» و «فيدل كاسترو» وما كُتب عنهم، ولقد كان «حريصاً على التعرف على تفاصيل الكفاح المسلّح الذي خاضه شعب الحبشة ضد موسوليني، وعلى نشاط الجماعات الفدائية التي حاربت في كينيا والجزائر والكاميرون».
وبعد صدور الأمر بالقبض عليه صار مانديلا مطارداً، فلم يعد يظهر إلا متنكراً، وفي ضوء هذا الأسلوب النضالي كان يشارك في عملية التدريب على المتفجرات وفق التخطيط الذي تسلكه منظمة (إمكا MK) من أجل عرقلة القدرة العسكرية للدولة، وإثارة الرعب في صفوف «الحزب الوطني» الحاكم.
وفي 16 ديسمبر 1960م أعلن عن التأسيس الرسمي لحركته المسلّحة بإصدار أوامر بتفجير محطات توليد الطاقة ومكاتب حكومية في كلٍّ من «جوهانسبرج» و «بورت إليزابيث» و «ديربان»، لأنّ هذا التاريخ يحتفل فيه البيض بذكرى «دينغاني» (أي هزيمة قائد الزولو دينغاني في معركة «نهر بلود» (نهر الدم) عام 1838م)، لتخليد انتصارهم على الإفريقيين.
ولكن هذا الوقت تزامن مع حصول «لوتولي» رئيس «الحزب الوطني الإفريقي» على جائزة نوبل للسلام، وهو اعتراف من الغرب بشرعية نضالهم الذي تجاهلته الدول العظمى لسنوات، فكان الجميع سعداء بهذا الحدث، بالرغم من هذا التحوّل في استراتيجية الحزب من المقاومة السلمية إلى الرمح القوي، الذي صار يهدّد حكم البيض، خصوصاً بعد انتقال مانديلا إلى «أديس أبابا» في فبراير 1962م لحضور مؤتمر «الحركة القومية لتحرير إفريقيا الوسطى والجنوبية» التي أصبحت فيما بعد تُعرف باسم «منظمة الوحدة الإفريقية»، وللحصول على الدعم المالي والسياسي لقواته العسكرية.
لقد وقف مانديلا بعد كلمة الإمبراطور «هيلاسيلاسي» ليتحدث في بداية المؤتمر عن تاريخ النضال الوطني في جنوب إفريقيا، وعن المذابح التي تعرّض لها شعبه، وشكر دول غانا ونيجيريا وتانجانيقا (تنزانيا) على دعوتهم لطرد حكومة جنوب إفريقيا من «منظمة الكومنولث»، واستعرض خلفيات تكوين منظمة (إمكا MK) (الجناح العسكري للحزب الوطني الإفريقي) بعد استنفاد طرق النضال السلمي(12).
وفي عام 1962م غادر مانديلا إلى الجزائر للتدرب العسكري ولترتيب دورات تدريبية لأفراد الجناح العسكري في الحزب، وعند عودته إلى جنوب إفريقيا (1962م) أٌلقي القبض عليه بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف، وقد تولّى الدفاع عن نفسه بنفسه، ولكن المحكمة أدانته بالتّهم الموجهة إليه، وحكمت عليه بالسجن مدة 5 سنوات، وفيما هو يمضي عقوبته بدأت «محاكمة ريفونيا Rivonia trial» التي ورد اسمه فيها، فحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة القيام بأعمال التخريب، وتحولت «جزيرة روبن Robben Island » التي سُجن فيها مانديلا إلى مركز للتعليم، وصار هو الرمز في سائر صفوف التربية السياسية التي انتشرت في طول البلاد وعرضها، ولم يغيّر مانديلا مواقفه وهو داخل السجن، بل ثبت عليها، وكان مصدراً لتقوية عزائم المسجونين وتشديد هممهم(13).
ثالثاً: الوحدة الإفريقية:
تحوّل مانديلا في مسيرة النضال للوصول إلى الحرية إلى مناضل عنيد، يرى في انتمائه الإفريقي حلاً لأزمات العنصرية التي تعانيها بلاده، واستطاع الهروب من جنوب إفريقيا، وتواصل مع زعماء عدد من الدول الإفريقية التي تجاهد في سبيل التحرّر والنهوض، وزار العديد منها، فزار إثيوبيا والسودان، واطلع على تجارب المقاومة في الجزائر، والتقى ثواراً في المغرب(14).
في عام 1962م وصلت إلى «حزب المؤتمر الإفريقي»، في ديسمبر من ذلك العام، دعوة لحضور «مؤتمر الحركة القومية لتحرير إفريقيا الوسطى والجنوبية» الذي عُرف فيما بعد باسم «منظمة الوحدة الإفريقية»، والتي عُقد مؤتمرها الأول في العاصمة الإثيوبية «أديس أبابا» في فبراير 1960م، حيث رأى «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي» أنّ تلبية الدعوة من شأنها أن توفر للحزب فرصة جادة للاتصال بالقوى الإفريقية، والحصول على الدعم والتدريب لأعضاء حركة (إمكا MK)، وعليه فقد أوكل الحزب إلى اللجنة التنفيذية السرية بقيادة مانديلا رئاسة وفد الحزب إلى المؤتمر، وسافر مانديلا مع «أوليفر تامبو» وآخرين، وساعدهما فى ترتيبات السفر السرية رفيقهم في الحركة والحزب «أحمد كاثرادا»، وألقى مانديلا خطاب الحزب في المؤتمر(15).
رابعاً: قيادة الدولة:
خرج مانديلا من السجن فى 11 فبراير 1990م، عندما تكلّلت جهود المجلس الإفريقي القومي وكفاحاته والضغوط الدولية بإطلاق سراحه، بأمر من رئيس الجمهورية آنذاك «فريدريك ويليام دي كليرك» الذي أعلن إيقاف الحظر الذي كان مفروضاً على «المجلس الإفريقي»، وقد حصل نيلسون مانديلا مع الرئيس «فريدريك دي كليرك» في عام 1993م على جائزة نوبل للسلام.
وبدأ مانديلا سلسلة مفاوضات مع الأقلية البيضاء، أدت إلى إقرار دستور جديد للبلاد في البرلمان في نهاية 1993م، معتمداً مبدأ حكم الأكثرية، وسمح للسود بالتصويت، وجرت أول انتخابات في 27 أبريل 1994م، وأدت إلى فوز مانديلا برئاسة البلاد، فأقسم اليمين الدستورية في 10 مايو متولياً الحكم(16).
وشغل مانديلا منصب رئيس المجلس الإفريقي (من يونيو 1991م – إلى ديسمبر 1997م)، وأصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا (من مايو 1994م – إلى يونيو 1999م).
وخلال فترة حكمه شهدت جنوب إفريقيا انتقالاً كبيراً من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية، ولكن ذلك لم يمنع البعض من انتقاد فترة حكمه لعدم اتخاذ سياسات صارمة لمكافحة الإيدز من جانب، ولعلاقاته القوية – كما يدعي البعض – بزعماء دول يعتبرها الغرب والولايات المتحدة مارقة، كالعقيد معمر القذافي في ليبيا وفيدل كاسترو في كوبا، وقد تخلّى مانديلا عن رئاسة الحزب عام 1997م، ورفض ترشيح نفسه مرة ثانية لرئاسة البلاد عام 1999م.
ومثلما كان نيلسون مانديلا عظيماً في سجنه كان أعظم عندما خرج منه وتحرّر، فلم يخرج ليعلن الثأر من البيض الذين أكلوا خيرات بلاده واستعبدوا أهلها، لم يطردههم وينتزع أراضيهم كما كانت الممارسات تتم ضد الأفارقة تحت رئاسة الأقلية البيضاء، بل كفل لهم حرية العيش والعمل، وأعلن التسامح والعفو.
ووضع الأسس القوية لبناء نهضة جنوب إفريقيا، فشهدت نماءً اقتصادياً واستقراراً سياسياً لم يُعرف من قبل، وترسخت مبادئ العدالة الاجتماعية، وزاد المهاجرون البيض إنتاجهم، وعرف السود أنّ الوطن وطنهم، وأنهم لم يعودوا عبيداً مسخرين بل مواطنين منتجين، وبعدما كانت جنوب إفريقيا تعاني العزلة الدولية بسبب نظامها العنصري؛ أصبحت من أكبر الدول الداعية لتحرّر الشعوب، وتقدّمت بمعدلات كبيرة في مختلف مجالات التنمية لتصبح أشبه بالمارد القادم من الجنوب ليقود حركة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية في معظم دول القارة الإفريقية.
ونظراً للمكانة الكبيرة التي تمتع بها مانديلا، ليس فقط داخل القارة الإفريقية، ولكن في مختلف قارات العالم، فقد استخدم مكانته في تشجيع التنمية والحفاظ على الاستقرار السياسي في جنوب إفريقيا، وقام بالوساطة في العديد من النزاعات ومناطق التوتر عبر العالم، مستهدفاً إحلال السلام ونشر الاستقرار وتحفيز التنمية فيها.
المطلب الثالث: الخبرات المستفادة من كفاح نيلسون مانديلا:
ختم الزعيم نيلسون مانديلا مذكراته بسطور تلخّص مسيرة حياته قائلاّ: «لم أُولد وعندي فَهْم للحرية، فلقد ولدتُ حرّاً قدر معرفتي عن الحرية، كنتُ حرّاً أن أجري في الحقول قرب كوخ والدتي، وحرّاً في أن أسبح في القناة الصافية في قريتي، وأمارس النشاطات الصبيانية الأخرى، لكن في جوهانسبرج رأيتُ ببطء ليس فقط أنني لستُ حرّاً، بل إنّ جميع من هم على لوني لا يتمتعون بالحرية، والتحقتُ بالمؤتمر الوطني الإفريقي، وعند ذلك تبدّل فهمي لحريتي بفهم أكبر لحرية شعبي.
وخلال تلك السنوات الطويلة تحوّل فهمي لحرية كلّ الناس، بيضاً وسوداً، فقد كنتُ أعلم أنه لا بد من تحرير الظالم من الكراهية والتحيّز وضيق الأفق.
وحينما خرجتُ من السجن كانت مهمتي هي تحرير الظالم والمظلوم، وقد يقول البعض إنه تمّ إنجاز ذلك، لكني أعلم أنّ هذا غير صحيح، فقد خطونا الخطوة الأولى فقط على طريق أطول وأصعب، فلأن تكون حرّاً لا يعني فقط أن تلقي بقيدك، لكن أيضاً أن تعيش بطريقة تحترم وتعلي من حريات الآخرين.
ولقد سرتُ في ذلك الطريق الطويل نحو الحرية، وحاولتُ ألا أتعثر، لكنني اتخذتُ خطوات خاطئة على الطريق، وقد اكتشفتُ السرّ؛ أنه بعد أن يكمل الإنسان تسلّق تلٍّ يكتشف أنّ هناك تلالاً أخرى كثيرة عليه تسلقها، لقد أخذتُ لحظة هنا للراحة لأسترق النظر إلى ذلك المشهد المجيد الذي يحيط بي، وأنظر خلفي إلى المسافة التي قطعتُها، لكنني لا أستطيع التوقف سوى لحظة، لأنّ الحرية تأتي بمسؤوليات، ولا أستطيع الإطالة، لأنّ مسيرتي لم تنته بعد»(17).
ومن واقع هذه الكلمات؛ يمكن الوقوف على بعض الدروس والخبرات التي يمكن أن تستفيد منها القوى الثورية والتحررية في المنطقة العربية، في مواجهتها لقوى الفساد والاستبداد:
1 – طبيعة الروح الثورية لدى مانديلا: التي ظلّت تتحرك في إطار القومية الإفريقية؛ لأنه لم يكن يثق في اليسار الأبيض، ويعترف قائلاً: «ورغم صداقتي للعديد من الشيوعيين البيض كنتُ مرتاباً من نفوذهم داخل المؤتمر الوطني الإفريقي»، وهذا التحفّظ يصدق أيضاً بالنسبة للمقاومة السلمية التي شنّها الهنود عام 1936م، والتي بدا معجباً بها، وفي الوقت نفسه كان يعتقد أنها تسعى للسيطرة على «المؤتمر الوطني الإفريقي».
2 – الالتزام السياسي: في 1947م تولّى مانديلا أول مسؤولية سياسية رسمية عندما انتُخب عضواً في اللجنة التنفيذية لـ «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي»، فصار جزءاً منه «قلباً وروحاً، مرتبطاً به ارتباطاً مصيرياً: آماله ويأسه، نجاحه وإخفاقاته»، ولعلّ هذا الالتزام السياسي ساهم في انفتاحه بعد وفاة «لمبيدي» زعيم «رابطة الشباب» وتولّي «بيتر إمدا Peter Mda» شؤونها؛ لأنه كان أكثر اعتدالاً في قوميته من سلفه.
وفي هذه الرؤية انتقل الوعي السياسي في جنوب إفريقيا من التفكير القبلي إلى النزعة القومية المغلقة، ثم تطور إلى النزعة الإفريقية المنفتحة التي أثمرت «ميثاق الدكاتره» الذي وحّد جهود الدكتور «زوما» رئيس المؤتمر الوطني الإفريقي، والدكتور «دادو» رئيس المؤتمر الهندي في ترانسفال، والدكتور «نايكر» المؤتمر الهندي في نتال، ثم التحقت المنظمة الشعبية الإفريقية التي تمثّل الملونين بهذا الاتفاق لمواجهة العدو المشترك (أي سياسة الرجل الأبيض)، سواء كانت الحزب المتحد أو الحزب الوطني، ولكن هذا الأخير فاز في انتخابات 1948م برغم تعاطفه الصريح مع ألمانيا النازية(18).
3 – شكّل مانديلا لجنة الحقيقة والمصالحة: التي تولّى رئاستها «ديزموند توتو»، وأصبحت نموذجاً يطبّق في الدول التي تشهد أعمال عنف، برغم الانتقادات بأنها غير مثالية لدى نشر تقريرها في 1998م بعد المئات من جلسات الاستماع، وبموازاة كونه رجل مصالحة وحوار وتسامح؛ فإنه بالمقابل رجل عنيد في حقّه، ويعترف سجّانوه من «النظام العنصري» أنّ مانديلا لم يقدّم أي تنازلات في سبيل كفاحه الطويل ضد «التفرقة العنصرية»، سواء في بلاده أو خارجها.
4 – كان مانديلا مؤمناً أشدّ الإيمان بما يفعل: وفي مذكراته يقول: «لم يدر في خلدي قطّ أنني لن أخرج من السجن يوماً من الأيام، وكنتُ أعلم بأنه سيجيء اليوم الذي أسير فيه رجلاً حرّاً تحت أشعة الشمس والعشب تحت قدمي، فإنني أصلاً إنسان متفائل، وجزء من هذا التفاؤل هو أن يبقي الإنسان جزءاً من رأسه في اتجاه الشمس، وأن يحرك قدميه إلى الأمام».
5 – تقديس الحرية: يقول مانديلا عن الطموح للحرية: «إنّ اشتداد الأزمة علامة على قرب الفرج.. ولحظات الإحباط هي أنسب اللحظات للمبادرات الشجاعة.. فهي اللحظات التي يبحث فيها الجميع عن مخرج للأزمة».
إنّ أمانة الكلمة والموقف, وصحة التوجّه والقصد, تلزم الشرفاء المخلصين وزعماء الأمّة ودعاة الحقّ أن ينادوا بحرية الأمّة وزرع أخلاق العزة والاستقلال وكرامة الأنفس والحرمات والأعراض والبيوت من أن تكون نهباً مستباحاً, فلم يستبح الغزاة دول المسلمين وأقطارهم وحرماتهم وأعراضهم وثروتهم وحدودهم إلا لأنهم قد قبلوا قبل ذلك بمستبيح مستبدٍّ صغير, لا يرعى لهم حرمة, ولا يقدّر لهم قدراً ولا ديناً, ولأنهم سكتوا عن طلب العدل والحرية والمساواة, فلن يعرفوها ولن يروها ولن يذوقوها حتى يدفعوا ثمنها(19).
6 – التسامح: أكد مانديلا أنّ الكراهية لا تُعالَج بالكراهية الأخرى، بل يستوجب استدعاء لغة التسامح والصفح عن الآخر، واستلال طاولة الحوار مع المخطئ لمنحه فرصة كي يعدّل فيها سلوكه، لأنه بإمكان أي مجتمع أن ينتقل ويتحرك نحو الديمقراطية السليمة، وبصورة أنجح مما هي عليه الآن، بدليل أنّ بلداً مثل جنوب إفريقيا وصل إلى مستوى متدنٍّ في التعامل الإنساني، إلا أنها خرجت بسلام من دائرة الصراعات الأهلية التي كانت تعانيها، بفضل سياسة التسامح ونسيان الماضي، وحينها كان مانديلا قد واجه أكبر تحدٍّ قبيل خروجه من السجن، ألا وهو قطاع واسع من السود أرادوا محاكمة كلّ ما له صلة بالنظام السابق، لكن مانديلا لم يأبه بذلك، فأسّس «لجنة الحقيقة والمصالحة»، ولولاه لانجرفت جنوب إفريقيا إلى حرب أهلية وإلى ديكتاتوريات جديدة(20).
خاتمة: تكريم الزعيم:
على الرغم من أنّ حياة الزعيم الإفريقي الكبير (نيلسون مانديلا) كانت حافلة بالأحداث الجسام، ومليئة بالأيام الخالدة، فإنّ عام 2010م شهد يومين مميزين، احتفى بهما العالم مع الزعيم الإفريقي الحائز جائزة نوبل للسلام في عام 1993م، ففي 11 فبراير 2010م أحيت جنوب إفريقيا الذكرى السنوية الـ 20 لإطلاق سراح زعيمها وباني نهضتها الحديثة من المعتقل، وهو الحدث الذي مثّل خطوة مهمة نحو إنهاء نظام «الفصل العنصري» في البلاد.
من جانبها؛ وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على جعل يوم الثامن عشر من يوليو «يوم مانديلا»، للاحتفاء بما قدّمه الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا لقضية الحرية في العالم، وكان مندوب جنوب إفريقيا «باسو سانجقو» قد تقدّم بمشروع القرار الذي وصف فيه الرئيس السابق لبلاده بأنه علامة بارزة ورمزاً للأمل، عكست حياته مبادئ الأمم المتحدة، وقد اختير يوم 18 يوليو لأنه يوافق يوم ميلاد نيلسون مانديلا(21).
وجاء القرار بإجماع أعضاء الجمعية العامّة (192 عضواً)، ليكون هذا اليوم يوماً عالمياً للاحتفال بمساهمة نيلسون مانديلا في «نشر ثقافة السلام»، وذلك اعتباراً من 2010م، وأشار القرار إلى إخلاص مانديلا طوال حياته لقضايا تدافع عنها الأمم المتحدة، مثل «حلّ النزاعات، والعلاقات بين الأعراق، ونشر حقوق الإنسان، والمصالحة، والمساواة بين الجنسين».
ويبقى الإسهام الأكبر لمانديلا ليس فقط في قضائه على سياسة «التمييز العنصري» في جنوب إفريقيا، أو في قيادته لبلاده في وضع أُسس نهضتها وتقدّمها، أو في نجاحه بوساطته الشخصية في تسوية العديد من الأزمات والصراعات السياسية داخل القارة الإفريقية وخارجها، ولكن في النموذج الذي أرساه للتحوّل الديمقراطي في مراحل ما بعد الثورات والنضالات الشعبية، وتبنّيه فلسفة التسامح مع كلّ القوى والتيارات، حتى أقساها عنفاً ودموية واضطهاداً ضد ثورته ونضاله الطويل، وهو ما جنّب جنوب إفريقيا الدخول في مستنقع الحروب الأهلية التي تعانيها معظم دول القارة الإفريقية.
الاحالات والهوامش:
(*) أستاذ مشارك- معهد البحوث والدراسات الإفريقية- جامعة القاهرة.
(1) نادية عبد الله: حياة نيلسون مانديلا، الأحد 4 نوفمبر 2012م، النص متاح على الرابط الآتي: http://nadiaabdellah.blogspot.com/2012/11/18-1918.html
(2) سارة عبد العليم: مسيرة طويله نحو الحرية.. ملحمة مانديلا مع الحرية والعيش المشترك، صحيفة الأهرام المصرية، السنة 137 العدد 46246، الجمعة 19 يوليو 2013م.
(3) أحمد الفقيه: نيلسون مانديلا.. زهرة الربيع السوداء، سيرة ذاتية ومراحل نضاله السياسي والكفاح المسلح، وفاق برس، 27/6/2013م، الرابط: http://wefaqpress.net/news_details.php?sid=5985
(4) د. سمير محمود: أبرز عمالقة الإرادة في القرن العشرين: نيلسون مانديلا المشاغب..، وكالة الأهرام للصحافة، 13 يناير 2008م.
(5) د. صايم عبد الحكيم: رمز إفريقيا في كل العصور، حلقة 4، الاثنين, 19 أغسطس 2013م. الرابط: http://www.djazairnews.info/trace/37-trace/60442——-4—.html
(6) محمد إسماعيل: نيلسون مانديلا.. مسيرة حياة مع الحرية، الإمارات اليوم، 12 يونيو 2013م، الرابط: http://www.emaratalyoum.com/life/culture/2013-06-12-1.582748
(7) أحمد الفقيه: نيلسون مانديلا زهرة الربيع السوداء، مرجع سابق.
(8) أحمد الفقيه: نيلسون مانديلا زهرة الربيع السوداء، مرجع سابق.
(9) د. صايم عبد الحكيم: رمز إفريقيا في كل العصور، حلقة 4، مرجع سابق.
(10) د. صايم عبد الحكيم: رمز إفريقيا في كل العصور، حلقة 4، مرجع سابق.
(11) د. صايم عبد الحكيم: رمز إفريقيا في كل العصور، حلقة 4، مرجع سابق.
(12) د. صايم عبد الحكيم: رمز إفريقيا في كل العصور، حلقة 5، الاثنين, 26 أغسطس 2013م، الرابط: http://www.djazairnews.info/trace/37-trace/60442——-5—.html
(13) نائلي دواودة عبد الغني: كان بالأمس رئيساً: الرئيس نيلسون مانديلا أيقونة الحرية والتسامح، 31 أغسطس 2012م، الرابط: http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=29041
(14) محمد إسماعيل: نيلسون مانديلا.. مسيرة حياة مع الحرية، مرجع سابق.
(15) أحمد الفقيه: نيلسون مانديلا زهرة الربيع السوداء، مرجع سابق.
(16) نائلي دواودة عبد الغني: كان بالأمس رئيساً، مرجع سابق.
(17) محمد إسماعيل: نيلسون مانديلا.. مسيرة حياة مع الحرية، مرجع سابق.
(18) د. صايم عبد الحكيم: رمز إفريقيا في كل العصور، حلقة 3، الاثنين, 12 أغسطس 2013م، الرابط: http://www.djazairnews.info/trace/37-trace/60442——-3—.html
(19) سارة عبد العليم: مسيرة طويله نحو الحرية.. ملحمة مانديلا، مرجع سابق.
(20) حداد بلال: رسالة من مانديلا إلى دول الربيع العربي، صحيفة القدس العربي، 17/7/2013م، نسخة إلكترونية، الرابط: http://www.alquds.co.uk/?p=64022
(21) علاء الفروخ: يوم نيلسون مانديلا.. يوم تكريم الإنسانية، الرابط: http://mandeladay.wordpress.com/