“سيدي, نحن نقف جميعا أمام التأريخ. أنا رجل السلام، رجل الأفكار, الذي روعه الفقر المشوّه لقومي الذين يعيشون على أرض غنية، مفجوعين بما يواجهونه من التهميش السياسي والخنق الاقتصادي، غاضبين عن تدمير أراضيهم..تراثهم الأساسي، حريصين للحفاظ على حقهم للحياة والعيش الكريم، عازمين على قيادة هذا البلاد ككل إلى نظام عادل وديمقراطي يحمي الجميع ويحمي كل جماعة عرقية ويعطينا جميعا أحقية صحيحة في الحضارة الإنسانية، ولقد كرستُ مواردي الفكرية، وحياتي بالذات، لقضيةٍ لديّ فيها اعتقاد كلي والتي بسببها لا يمكن أن أخضع للابتزاز أو الترهيب. ليس لدي أي شك إطلاقا في النجاح النهائي لقضيتي، بغض النظر عن التجارب والمحن التي قد أواجهها أنا والذين آمنوا معي في رحلتنا. لا السجن ولا الموت يمكن أن يوقف نصرنا النهائي.”
تلك هي فقرة من ترجمتي لبيان “كين سرو ويوا” الأخير الذي لم تسمعه المحكمة ولم تعطه الفرصة لقراءته قبل إعدامه هو وثمانية أشخاص آخرين, بسبب اتهامات يرى خبراء أنها مصطنعة مزيفة لكي تتمكن الحكومة العسكرية من تصفيته, لكونه زعيم النشطاء المتظاهرين والمناضلين ضد الدمار الهائل الشامل الذي ارتكبته شركة “شل” النفطية الألمانية بمساعدة من السلطة العسكرية في أرض “أوغوني” أو “أوغوني لاند”.
ولادة المناضل وبداية النشاطات
كينولي “كين” بيسون سرو ويوا (Kenule “Ken” Beeson Saro Wiwa) ؛ كاتب نيجيري ومنتج برامج تلفزيونية. أشهر النشطاء الأفارقة في مجال الحقوق البيئية، والحائز على جائزة “المعيشة الصحيحة” وجائزة غولدمان للبيئة.
ولد “كين سرو ويوا” في أكتوبر عام 1941 في “بوري” بمنطقة دلتا النيجر، وهو الابن الأكبر لعائلة بارزة من شعب “أوغوني” – أقلية عرقية تقطن في منطقة “أوغوني لاند”، التي تقع اليوم في ولاية “ريفرز” في نيجيريا. أمضى طفولته في كنيسة أو منزل للانجليكانية. والتحق بالمدرسة الثانوية في “كلية الحكومة – أومو آهيا” وعند الانتهاء حصل على منحة لدراسة اللغة الإنجليزية في جامعة “إيبادان”. ولفترة وجيزة, أصبح مساعد التدريس في جامعة لاغوس, وبعد أن ترك الجامعة تابع ممارسة العمل الأكاديمي.
خلال حرب بيافرا بين عامي 1967 و 1970, كان مسئولا مدنيا لميناء بوني، بالقرب من “أوغوني” في دلتا النيجر. وواصل مسيرته إلى أن أصبح رجل أعمال, وروائيا ومنتجا تلفزيونيا. وكانت مسلسلاته التلفزيونية الطويلة “باسيل وشركاه” من 1985 إلى 1990 هي مسلسلات الصابون الأكثر مشاهدة في أفريقيا.
كان اثنان من أفضل أعماله المعروفة عبارة عن ملاحظاته وتجاربه في حرب بيافرا. وكان عمله الأكثر شهرة “Sozaboy”: رواية بالإنجليزية الفاسدة (الإنجليزية العامية)، هو حكاية مروعة عن صبي قروي ساذج جُنّد في الجيش. والعمل الثاني “Darkling Plain”، هو مذكراته لتجاربه خلال الحرب.
بسبب قلقه الدائم حول المعاملة “غير العادلة” لشعب “أوغوني” في نيجيريا الاتحادية, أقيل “كين سرو ويوا” في عام 1973 من منصبه كمفوض إقليمي للتعليم والتربية في حكومة ولاية ريفرز, لمناصرته للحكم الذاتي لمنطقة “أوغوني”. وخلال السبعينات, طوّر شركاته في العقارات وتجارة التجزئة, وركّز في الثمانينات على كتاباته الأدبية والصحافة والإنتاج التلفزيوني.
كان في جميع أعماله يشير كثيرا إلى الاستغلال والظلم الذي يشاهده حوله, حيث سحبت صناعة النفط والغاز بساط الثروات من تحت أقدام المزارعين في أرض “أوغوني” الفقراء، وفي المقابل تترك هذه الصناعة وشركاتها أراضيهم ملوثة وهم محرومون من جميع الحقوق.
جنة فريدة وأرض غنية
كان الأوغونيون من السكان الأصليين في منطقة جنوب شرق نيجيريا. وبحسب الروايات التقليدية, فإن شعب أوغوني هاجروا إلى هناك من غانا القديمة, ويبلغ عددهم نحو 1.5 مليون نسمة مع تقدير مساحة أراضيهم بحوالي 404 ميل مربع والتي يشار إليها بـ”أوغوني” أو “أوغونيلاند”. وكانوا يشتركون في معاناتهم ومشاكلهم البيئية المتعلقة بالنفط مع شعب “إيجاو” من دلتا النيجر. كما أن صيت شعب “أوغوني” صار مرتفعا دوليا بعد حملتهم الاحتجاجية الضخمة ضد شركة “شل” ، بقيادة حركة (MOSOP).
عندما اكتشفت شركة “رويال داتش شل” النفط في منطقة دلتا النيجر في عام 1956، كان شعب “أوغوني” حينها يعيشون في أرض اعتبرت جنة للرعي والزراعة وصيد الأسماك.. أرض خضراء خصبة التربة والتي توفر لأصحابها محاصيل وافرة من اليام والكسافا والخضروات. وكانت المياه والبحار نقية طبيعية, مليئة بالأسماك وغيرها من المأكولات البحرية.
بدأت “شل” استخراج النفط في عام 1958. وخلال التسعينات تم استخرام ما يساوي أكثر من 100 مليون دولار من النفط والغاز من الأرض إلى أمكنة أخرى، وفي المقابل – كما صرّح “سرو ويوا” للأمم المتحدة في عام 1992 “لم يتلق الشعب الأوغوني أي شيء”. وصاروا يعيشون في فقر متزايد وهم يرون بأم أعينهم حجم الثروات التي تضخ من أراضيهم، بالإضافة إلى تحوّل الجنة بسبب تسرب النفط وحرق الغاز إلى تربة ملوثة ومدمرة.
في عام 1996, اعترف “بوب فان ديسل” ، الرئيس السابق للدراسات البيئية في شركة “شل” في نيجيريا، بأن “شل” تجاهلت التحذيرات المتكررة نتيجة عملياتها في نيجيريا وتسببت بأضرار بيئية واسعة النطاق. “كانوا لا يستوفون معاييرهم الخاصة؛ كانوا لا يستوفون المعايير الدولية. كان أي موقع شركة “شل” التي رأيتها ملوثة. وكانت أي محطة رأيتها ملوثة. ومن الواضح بالنسبة لي أن “شل” تدمرة المنطقة”, وفق قوله.
تلويث الأراضي وتدميرها: مظاهرات واعتقالات
ليس الأوغونيون فقط الشعب الوحيد في دلتا النيجر الذي يعاني من ظلم وجشع شركات النفط بمساعدة من الحكومة العسكرية. إذ مع استمرار الدمار البيئي في الثمانينات، تم استفزاز الشعوب الأخرى في منطقة الدلتا مما دعاهم إلى الاحتجاج السلمي ضد الشركة, ولم يقابلهم أي رد سوى العنف من الشرطة.
تجمّع زعماء “أوغوني” في عام 1990 لبحث حل لما يواجههم, واتفقوا على وضع ما سموه “إعلان أوغوني” للحقوق وذلك للدعوة إلى سيطرة أوغوني السياسية للموارد الاقتصادية و”الحق في حماية بيئة أوغوني وحيواناتها ومحيطها من مزيد من التدهور”. وفي العام نفسه تم تشكيل حركة إنقاذ شعب أوغوني (MOSOP), والتي كان “سرو ويوا” ضمن مؤسسيها، معلنا أن من أخلاقيات الحركة الاحتجاج غير العنيف.
في يناير عام 1993, شارك حوالي 300 ألف شخص في مسيرة تظاهرية نظمتها حركة إنقاذ شعب أوغوني ضد عمليات “شل” في أراضيهم. وكما يقول أحد زعماء أوغوني أمام الحشد: “لقد استيقظنا لنجد أراضينا التي دمرها وكلاء الموت المدعوين بشركات النفط. وكانت أجواؤنا ملوثة تماما، وأراضينا متدهورة، ومياهنا مدنسة، وأشجارنا مسممة، لدرجة أن نباتاتنا وحيواناتنا في الواقع قد اختفت”.
أقادت عدة تقارير أن تلك المظاهرة تمت في سلمية، لكن آثارها نبهت المسئولين والتنفيذيين في “شل”, مما أدى إلى اعتقال وسجن قادة حركة (MOSOP) – بما في ذلك “سرو ويوا” مرتين. تم قمع المظاهرات الأوغونية بعنف، واتهمت الحركة شركة النفط بالتعاون والتشارك في أعمال القمع والعنف ضد المتظاهرين.
جاء الجنرال “ثاني أباشا” إلى السلطة في نوفمبر عام 1993 بعد “استقالة” الرئيس “إرنست شونيكان” ، وأنشأ فرقة الأمن الداخلي الخاصة بولاية ريفرز باختيار “داؤدا موسى كومو” كالحاكم العسكري, والرائد “بول أوكونتيمو” كقائد العمليات. وهناك كتّاب تطرقوا إلى أن عدة اتصالات سرية بين “كومو” و “أوكزنتيمو” تشير إلى أن إحدى مهام فرقة الأمن هي جعل “أوغونيلاند” آمنة لإجراء “المشاريع التجارية”, لإعادة فتح عمليات الحفر لشركة شل، التي عُلّقت في وقت سابق من العام.
في 21 مايو 1994، قتل أربعة رؤساء من حركة إنقاذ شعب أوغوني – وقد وقع في وقت سابق بين هؤلاء الرؤساء وآخرين في الحركة اختلاف حول استراتيجية تتعلق بأوعوني مما أدى إلى انقسام بينهم. فكان رد فعل الأجهزة الأمنية على الجريمة يتسم بالبطء، مما أثار ريبة الكثيرين, لأن الفترات بين حدوث الجريمة واستجابة الأمن تكفي لهروب أو تحديد القتلة الحقيقيين.
كان “سرو ويوا”، رئيس كتلة المعارضة للاستراتيجية، منفيّ وممنوع عن دخول أرض “أوغوني” في اليوم الذي حدثت جرائم القتل، ولكنه اُعتقل هو وآخرون بسببها. قام “سرو ويوا” بنفي الاتهام مبرّئا نفسه في بيان مقدّم إلى المحكمة العسكرية, مشيرا إلى أن اثنين من القتلى من أصهاره ولا يمكنه قتل أقربائه, موضحا أنه لم تكن هناك خلافات خطيرة بين أعضاء الحركة والرجال المقتولين.
شهدت تقارير من الشهود في وقت لاحق إلى وجود حشد كبير من العسكر في جميع أنحاء أرض “أوغوني” في يوم الحادثة قبل وقوعها، وكأنه كان تحسبا منهم. ومع ذلك, هناك العديد في مجتمع أوغوني يلقون لوم عمليات القتل على “سرو ويوا”. فقد ذهبت “دونو كوبارا” في عام 2011 – وهي الآن صحفية بارزة في إحدى أهمّ الصحف النيجيرية بالإضافة إلى معرفتها لـ”سرو ويوا” إبان نشأته بشكل جيد – إلى أن “سرو ويوا” استثنى أولئك الذين توخوا الحذر، و”وفقا لشهود عيان الذين قابلتهم، أمر (سرو ويوا) المتهورين الذين أحاطوا به إلى اتخاذ إجراءات قاسية ضدهم”.
وأوضحت الكاتبة بأنها تؤيد حملة “سرو ويوا” ضد تدمير الأراضي كما أنها أيضا ضدّ إعدامه، رافضة فكرة كونه مساهما في عمليات القتل، لكنه – حسب قولها – كان لديه “جانب مظلم متعطش للسلطة، مثير للمشاكل – التي أدت إلى وفاة أربعة معتدلين من أوغوني”.
ومهما تكن الاتهامات والمشاركون في القتل، اتخذت الأجهزة الأمنية تلك الحادثة ذريعة للقيام بعمليات ترويع متعمد لشعب ومجتمع أوغوني، معتدية علىيهم “بالضرب والقتل دون تمييز” وفقا لمنظمة العفو الدولية. فقد قتل المئات، واُغتصبت النساء، ودُمرت القرى و شُرد الآلاف من الناس في جميع أنحاء “أوغونيلاند”.
العمل كالمعتاد: مواصلة الشركة لأعمالها.. الإعدام
حافظت شركة “شل” على موقفها بادعاء البراءة التامة وعدم المشاركة في كل ما يحدث, وما زالت الشركة حتى يومنا هذا تلتزم بهذا الموقف, لأنها – في نظرها – لا تتحمل أية مسؤولية عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومات العسكرية النيجيرية المتعاقبة. غير أن هناك مؤشرات على خلاف ذلك, فقد اتُهمت الشركة بتمويل وتوريد السيارات للعمليات العسكرية. بل زعم بعضهم أن قائد العمليات “أوكونتيمو” اعترف لناشط بيئي بريطاني معتقل لفترة قصيرة بأن ” كل ما يقوم به هو لشركة شل … لكنه لم يكن سعيدا لأن آخر مرة طلب من شل أن تدفع لرجاله لعملياتهم خارج مراكزهم رفضت الطلب والذي ليس من الإجراء المعتاد”.
هذا, وكما تدعي الشركة عدم مشاركتها في العمليات السابقة, فهي أيضا تصرّ على أنها لا تملك أي قوة لإطلاق سراح الأوغونيين المعتقلين الذين من بينهم “سرو ويوا”. بل بدلا من ذلك, فهي تقول بأنها ناشدت الحكومة النيجيرية للعفو عن الرجال.
اجتمع “أوينز ويوا” شقيق “سرو ويوا” بين مايو ويوليو عام 1995 بـ”ريان أندرسون” مدير إدارة شركة شل نيجيريا, عدة مرات في محاولة لإيجاد وسيلة لتأمين الإفراج عن أخيه. وكما يقول “أوينز”, فقد كان مصدوما عندما قيل له في إحدى الجلسات أن “أندرسون” سيقوم كوسيط لدى الحكومة النيجيرية إذا تعهد “أوينز” بوقف جميع الحملات والمظاهرات وطنيا ودوليا ضد شركة شل, الأمر الذي قابله “أوينز” بالرفض قائلا بأنه لا يقدر على التعهد بذلك.
مع بداية المحاكمة في فبراير عام 1995، كانت – المحاكمة – في نظر معظم المراقبين معيبة على محمل الجد. وادعى اثنين من الشهود الرئيسيين للادعاء العام في وقت لاحق أنهما قبلا الرشوة من قبل شركة شل للإدلاء بشهادة ضد قادة حركة أوغوني المعتقلين. وبعد رفض محامي الدفاع مواصلة دفاعه عن المتهمين ، ليبقي خمسة عشر متهما دون تمثيل قانوني.
في أكتوبر حكم على تسعة أشخاص من الخمسة عشر متهما بالموت – من بينهم “سرو ويوا” -, من قبل محكمة عسكرية مكونة من ثلاثة أعضاء فقط مختارين من قبل الديكتاتور العسكري الجنرال “ثاني أباتشا”, وأعدم “كين سرو ويوا” والثمانية الآخرون شنقا في سجن “بورت هاركورت” في 10 نوفمبر عام 1995, مع إطلاق سراح الستة الباقين لنقص الأدلة على إدانتهم.
انفجرت سلسلة من الاحتجاجات الدولية والتي أعقبها قطع بعض العلاقات مع شركة شل. ووصف “نيلسون مانديلا” عمليات الإعدام هذه بـ”العمل الشنيع” ، وأدت إلى تعليق عضوية نيجيريا لمدة ثلاث سنوات في دول الكومنولث ، وفرضت العقوبات الاقتصادية على البلاد من قيل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي العام التالي حاولت الشركة استئناف عمليات النفط في أرض “أوغوني” بعد أن دعاها شيوخ وكبراء أوغوني للعودة لـ”تنظيف التلوث في المنطقة” و”البدء في مشاريع لمساعدة المجتمع”.
في بيانه أمام المحكمة التي أدانته بالإعدام، كتب “سرو ويوا” : “إن شركة شل والدكتاتورية العسكرية النيجيرية مؤسستان عنيفتان وكلاهما تعتمد اعتمادا كبيرا على العنف للسيطرة على تلك المناطق من نيجيريا التي يتم فيها اكتشاف النفط”. وأضاف: “الجيش لا يعمل وحده. إنهم مدعومون من قبل زمرة من السياسيين والمحامين والقضاة والأكاديميين ورجال الأعمال، وجميعهم يختبئون تحت ادعاء أنهم يقومون فقط بواجبهم، والرجال والنساء خائفون جدا لغسل سراويلهم من البول”.
ومن الجدير بالذكر أن “سرو ويوا” في مقالته الساخرة بعنوان: أفريقيا تقتل شمسها، والتي نشرت لأول مرة في عام 1989، تنبأ -بمزاج سوداوي – بإعدامه في المستقيل.
المصادر والمراجع:
– ملف بي دي اف:The Life & Death of Ken Saro-Wiwa: a history of the struggle for justice in the Niger Delta
للتحميل: http://ratical.org/corporations/KSWlife+death.pdf
– A Writer’s Violent End, and His Activist Legacy
– Kenule Beeson Saro-Wiwa: Statement Before Execution :
http://www.colorado.edu/journals/standards/V5N2/ESSAYS/wiwa.html
– Africa Kills Her Sun Summary: Ken Saro-Wiwa
http://www.enotes.com/topics/africa-kills-her-sun
– Brief facts on Ken Saro-Wiwa’s murder, Ogoniland
http://www.premiumtimesng.com/news/113150-brief-facts-on-ken-saro-wiwas-murder-ogoniland.html
– مرئيات وثائقية عن “كين سرو ويوا” على يوتيوب:
1: https://www.youtube.com/watch?v=I9Gwf8UcgS0
2: https://www.youtube.com/watch?v=FcJIaSw8-98