المستخلص:
تناقش هذه الدّراسة حدود إسهامات الفلانيين في تدوين تاريخ منطقة غرب إفريقيا الذي يتعلّق بأحداث الفترة الزّمنيّة التي تمتدّ من مطلع القرن الثّاني عشر الهجريّ إلى القرن الرّابع عشر الهجريّ، ولم تكن هذه المناقشة لتكتمل بدون التّطرّق إلى بيان أسباب اهتمام العلماء الفلانيين بتاريخ المنطقة وبضبط أنساب القبائل السّودانية.
التّمهيد:
الفلانيّون شعب سودانيّ يتمتّع بسحنة البشرة وطول القامة ونحافة البنية الجسديّة، ويمتهن أساسًا تربية الأبقار والماشية ورعيها، وينتشر بنسب متفاوتة في مختلف دول إفريقيا([1])، ويتمركز بصفة كبيرة في غربها الذّي هو منشؤهم، ومع الثّورة الصّناعيّة الحديثة استوطن بعضهم في بعض دول الخليج العربيّ وتجنّسوا.
لقد اعتنق الفلانيّون الدّين الإسلاميّ منذ أزمنة سحيقة، ثمّ قاموا بدور كبير في نشر تعاليم الإسلام في مختلف مناطق غرب إفريقيا بحمـاس منقطع النّظير؛ حيث تولّوا تدريس العلوم الإسلاميّة للنّاس في حلقات المساجد ودور العلماء وقصور الحكّام، كما تولّوا خطّة القضاء والإمامة والخطابة والحسبة، وكما اضطلعوا بدور الاستشارة لكثير من ملوك الدّول والسّلطنات والإمارات التّي قامت في هذه المنطقة.
ولم يقتصر دور الشّعب الفلاني في المنطقة على الجانب الدّيني والثّقافي فحسب؛ بل انخرطوا في سلك الجنديّة والشّرطة والوزارة لتلك الدّول والسّلطنات والإمـارات، كمـا أنّهم أقاموا لأنفسهم سلطنات إسلامية مستقلّة عُرفت بتنظيم سياسيّ محكم وبحمـاية بَيْضة الإسلام، وهي: دولة الأئمة في سِيلُون بفُوتا تُورُو، ودولة آل فودي في سكتو، ودولة الأئمة في تِمْبو بفُوتا جالُون، ودولة آل باري في ماسينا، ودولة آل تال العمريّة في سيغو ونِيُورُو وباجَنْغارا ودِيغِينْبِري، بالإضافة إلى إمارات صغيرة لهم قامـت في مـنطقة فُولَدُو كازَماس بالسّنغال وفولدو غينيا بيساوو.
أصول الفلانيين:
لقد اختلف علمـاء التّاريخ والأنثروبولوجيا واللّغات في تحديد أصول الفلانيين اختلافًا كبيرًا يصل إلى حدّ التّناقض، ولم تُحسم نتائجه بعدُ. وتسهيلاً لبحث أصولهم يمكننا تقسيم مجمل النّظريّات التّي وردت فيها إلى مجموعتين هما: النّظريّة الفلانية، والنّظريّة الغربيّة.
فالنّظريّة الفلانية التّي اعتمدها كلّ من العلّامة عبدالله دَان فُودِي ومحمد بيلو بن عثمان دان فودي، وألفا هاشم الفوتيّ، وغيرهم تُرجِع أصول الفلانيين إلى العرب بطريقة ما من الطّرق؛ بحيث تذكر هذه الرّواية أنّ عقبة بن نافع الفهريّ، أو عقبة بن عامر، أو عقبة بن ياسر تزوّج بـجُمَع ابنة ملك التّوردب (في جهة حوض السّنغال)، فولدت له أربعة أولاد هم: دَعْت، ووَي، وإِنَاسِ، وأَعْرُب، ومن هؤلاء تناسل جمـيع العشائر الفلانية وأفخاذها([2])، فتوردب –حسب هذه الرّواية- هم أخوال الفلانيّين، وأبوهم عربيّ، وأمهم توردبيّة.
وأمّا الغربيّون فقد أوردوا أصولاً أخرى غير الأصل العربيّ، ولا يكادون يشيرون إلى العنصر العربيّ إلاّ لِمَامًا، فمن أبرز نظريّاتهم في هذه المسألة:
1- أصل رومانيّ: ذكرت المـصادر القديمة أنّ الامبراطوريّة الرّومانيّة بعثت جيشًا عظيمًا لمعرفة ما وراء الصّحراء، ولم يرجع أحدٌ من هذا الجيش، فانطلاقًا من هذه الرّواية افترض بعض الغربيّين أنّ بعض أفراد ذلك الجيش وصل إلى السّودان فعلاً، واندمج في سكّانها، فجاءت ذرّيتهم خليطًا على شكل الفلانيّين.
2- أصل بربريّ: يورد أصحاب هذا الرّأي أنّ الفلانيين خليط من البربر والوُلُوف والسِّيرِيرِ، ومـمّن قال بهذا الرّأي: فليكس ديبوFelix Dubois .
3- أصل ساميّ: يرى روّاد هذه النّظريّة أنّ الفلانيين ينحدرون من اليهود السّوريّين؛ الذّين هربوا من الاضطهاد، فلجأوا إلى الصّحراء، ومن ثمّة إلى الصّحراء، وأبرز مَـن قال بهذا الرّأي: موريس ديلافوس Mourice Delafosse.
4- أصل فرعونيّ (مصريّ): اعتمد أصحاب هذه النّظرية على التّشابه الكبير بين الفلانيين والمصريّين؛ من حيث اتّخاذ تربية الأبقار خاصّة مورد رزق لهم، والتّشابه اللّغوي والعقائديّ والبنية الأنثروبولوجية.
5- أصل حامي (إفريقيّ): يرى أصحاب هذه النّظريّة أنّ أصل الفلانيين إثيوبيّ، ومن قبائل جالا (Galla) خاصّة؛ وحُجّتهم: اتّحاد الملامح والقياس الأنثربولوجيّ الدّقيق؛ الذّي أجري على خمسين جمجمة فلانية وإثيوبيَّة، فكانت النّتيجة التّماثل الكليّ([3]).
6- أصل فارسيّ: يرى بعض المؤرّخين أنّ الفلانيين من أصل فارسيّ نزحوا من آسيا إلى منطقة غرب إفريقيا([4]).
أوّلا: دوافع إسهامات الفلانيين في كتابة تاريخ غرب إفريقيا
لقد أنجبت المـراكز العلميّة للفلانيين -على وجه النّدرة والقلّة- جهابذة من علمـائهم، الذّين أسهموا بإنتاجاتهم الفكريّة في بلورة تاريخ المنطقة؛ خاصةً عبر فترة تاريخية تمتدّ من مطلع القرن الثّاني عشر الهجريّ إلى القرن الرّابع عشر الهجريّ؛ بحيث يلاحظ أنّ مؤلّفاتهم أصبحت -في الحقيقة- تشكّل إطارًا مرجعيًّا أصيلاً لتلك الفترة، ولا يكاد يستغني عنها أيُّ باحث معاصر في تاريخ المنطقة، كما أنّها صارت مُنْتَجًا مهمًّا تبذل الأفراد والمؤسّسات البحثية الرّسمية وغير الرّسمية تارة من أجل الحصول عليه الكثير من الأموال، وتستبدله تارة أخرى بغيره من المصادر والمراجع الكائنة في دوائر البحث العلميّ والمكتبات العامّة والخاصة.
اهتمام الفلانيّين بضبط تاريخ المـنطقة، وحفظ سلاسل الأنساب يعود إلى أسباب كثيرة؛ يمكن أن نذكر من أهمـّها ما يلي:
أ- الرّغبة في إبراز دور صنّاع الأحداث من سلف الفلانيّين، وغيرهم في دورة التّاريخ، مع ذِكْر أنسابهم أحيانًا.
ب- أن تكون الكتابات التّاريخيَّة السّودانية وعاء (يحفظ الخبرات للأجيال الحاضرة والقادمة، وقنطرة بين تجارب الماضي وخطط الحاضر والمستقبل، وأن تسهم في بناء واقع دعويّ مشرق في إفريقيا بإذن الله)([5]).
ج- نشر الفكر والوعي التّاريخي لدى بني جلدتهم، ولفت انتباههم إلى ذلك؛ إذ لُوحِظ قلَّة عناية العلماء والفقهاء منهم في العهود المتأخرة بعلم التّاريخ بصفة عامّة، وبتدوين تاريخ المنطقة بصفة خاصّة؛ حيث اعتبر بعضهم التّاريخ علمًا لا يضرّ الجهل به، كما اعتبر آخرون منهم الاشتغال به في مقابل زخم العلوم الدّينيّة والأدبيّة وعلم الأسرار والحروف مضيعةً للوقت وعديم الجدوى، وكلّ ذلك تأثّرًا بالمغاربة في قلّة عنايتهم بتسجيل الجوانب التّاريخيّة والتّراجم في مقابل شدّة اعتنائهم بعلوم الدّراية.
د- ظاهرة الاعتناء بالتّصوّف من حيث مدح الطّريقة (القادريّة بشقّيها: الفاضليّة والكنتيّة، والتّيجانيّة بشقيها: العمريّة والحمليّة)، وترجمة سير أقطابها والدّفاع عنهما تعدّ أحد دوافع اهتمام الفلانيّين بتاريخ منطقة غرب إفريقيا.
هـ- يرى أحد الباحثين أنّ أحداث الهيمنة الفلانية وظروفها في منطقة غرب إفريقيا خلال القرنين الثّاني عشر والثّالث عشر الميلاديّ فرضت على المؤلّفين الفلانيين الاهتمام بتاريخهم وبتاريخ المنطقة([6]).
ثانيًا: من حصيلة الإنتاج الفلاني في تاريخ المنطقة
ليس غرضنا في هذا المقال تقديم تجريدة إحصائيّة لجميع الإنتاج العلميّ للفولانيّين في تاريخ المنطقة وتراجم أعيانها؛ فذلك مُتعذّر؛ لأنّ تراث القوم لا يزال معظمه مخطوطًا ومبثوثًا في رفوف مكتبات عامّة أو خاصّة لا يتيسّر لنا الوصول إليه لأسباب يَطول ذِكْرها في هذه العجالة([7])، وإنّما غرضنا هنا هو رَصْد بعض ما يمكن الوقوف عليه من إنتاجاتهم في تاريخ منطقة غرب إفريقيا، أو في التاريخ الفولاني، وفيما يلي بعضها:
1- كتاب (نجم الإخوان يهتدون به –بإذن الله- في أمور الزّمان) لعثمان دان فودي (ت1231ه): يعتبر هذا الكتاب مصدرًا مهمًّا في تاريخ الدّولة الصّكتية؛ بحيث لا يمكن لأيّ باحث أن يستغني عنه، فقد تناول المؤلّف في هذا الكتاب سبب القتال الذي دار بينه وبين سلاطين الهوسا وأتباعهم في القرن الثّالث عشر الهجريّ، والأمور التّي كفّر بها أولئك السّلاطين، والتّي ترتّب عليها جهاده لبلادهم، وأخذها منهم واسترقاقه لهم، وكذلك تناول دان فودي سبب القتال الذي وقع بينه وبين ملك برنو([8]).
2- كتاب (تزيين الورقات بجمـع بعض ما لي من الأبيات) لعبدالله دان فودي محمد (ت 1246ه): هو من أهمّ الكتب التّي تسجّل أحداث القرنين الثّاني عشر والثّالث عشر الهجريين في منطقة الهوسا؛ وهو مجموعة قصائد تبلغ سبع عشرة قصيدة مع بعض الشّروحات عليها، قِيلَت في أوقات متباينة متقاربة ومتباعدة، كان ينظمها الشّيخ عبدالله في شتّى المناسبات؛ من تسجيل لمـعارك حربيّة بنصرها أو هزيمتها، ومن تسجيل لأحداث الهجرة والجماعة للشّيخ عثمان دَانْ فُودِي محمد، وحديث عن الشّيوخ والأعوان([9]).
3- كتاب (إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التّكرور) لمحمد بيلو بن عثمان دان فودي (ت1253ه): يلقي هذا الكتاب الضّوء -بشكل مقتضب- على التّاريخ القديم لجزء من السّودان الغربيّ والأوسط، وهو بلاد الهوسا واليوربا وبرنو وآيير وباغرمي، كما يُلقي الكتاب الضَّوء على تراجم بعض أعيان علمائها، مع تركيزه الاهتمام بمملكة سكتو في عهد مؤسّسها عثمان دان فودي محمد؛ بذكر كراماته، وعقبه، ورحلاته العلميّة، وجهوده التّعليميَّة، ورجالات دولته، وغزواته، ومراسلاته مع بعض أعيان زمانه، ومؤلّفاته، وأوراده([10]).
ويعتبر هذا الكتاب هو المصدر الأوّل لدراسة حركة جهاد الشّيخ عثمان دان فودي محمد وقيام الدّولة السّكتيّة، ولا يستطيع أيّ باحث أن يُدوِّن معلومات كافية عن هذه الدّولة دون الرّجوع إلى هذا الكتاب([11]).
ممّا يزيد من أهميّة هذا الكتاب أنّ مؤلّفه شارك في جميع الأحداث التّاريخية التّي وقعت في زمن والده؛ فهو تسجيل مباشر.([12])
4- كتاب (تاريخ سكت) ([13]) لمؤلّف مجهول: تناول هذا الكتاب أخبار ثلاثة من سلاطين سلطنة سكتو العثمانيّة، وهم: محمد بيلو بن عثمان دان فوديو، وأبو بكر عتيق بن عثمان دان فوديو وعليّ بن محمد بيلو؛ صفاتهم الخَلقية وبعض مناقبهم، وكيفية تولّيهم الحكم، والثّورات التّي قامت في عهدهم، وجهود بعضهم في نشر التّعليم والثّقافة الإسلاميّة، وغزوات بعضهم مع الكُفّار المجاورين لهم، ووفاتهم.
5- كتاب (فتح الصّمد في ذِكْر شيء من أخلاق شيخنا) لمحمّد علي فييرج (ت1262هـ): تناول المؤلّف في هذا الكتاب سيرة حياة شيخه سيكو آمدو حمّاي لُبُّو باري (أحمد بن محمد بن أبي بكر الماسيني) مؤسّس دولة ماسينا الإسلامية؛ مناقبه، وأخلاقه، وعبادته، وبعض كراماته، وبعض آرائه الفقهيّة في قضايا عصره مثل الدّعاء الجمـاعي عقب الصّلوات المـكتوبة، وأداء الأذان بمقابل ماليّ، وغيرهما. كان شيخ المؤلّف يسند إليه بعض أعماله الخاصّة؛ لذلك يُعتبر ما كتبه عن شيخه من أصحّ ما كُتِبَ عنه؛ ليس لأنّه تلميذه ومعاصره فحسب، بل لتأليفه لهذا الكتاب بعد وفاة شيخه مباشرة؛ إذ أنجزه في غضون خمسة وأربعين يومًا بعد وفاته([14]).
6- كتاب (بيان ما وقع بيننا وبين أحمد بن أحمد) للحاج عمر بن سعيد الفوتي (ت1278هـ): شرح المؤلّف في هذا الكتاب حقيقة ما جرى بينه وبين الإمام أحمد بن أحمد بن أحمد لبّو باري أمير ماسينا من سوء تفاهم عريض؛ بخصوص تنازعهما على أرض كارتا وباغن وسنسندي وسيقو؛ التّي ادّعى أحمد تبعيّتها لدولته، في حين اعتبر عمر الفوتي تلك المناطق أراضي سائبة ليس لها أمير أو دولة، فيحقّ له امتلاكها بحدّ السّيف.
كما شرح عمر الفوتيّ في هذه الرّسالة مدى تساهل أحمد بن أحمد الماسنيّ في إقامة شعائر الدّين الإسلاميّ في ربوع مملكته؛ وذلك على ضوء رسالة سيدي أحمد البكاي الّتي بعثها إلى أحمد بن أحمد، وبالإضافة إلى قيامه بإيواء اللّاجئ: علو دامونزو جارا ملك مملكة سيغو الوثنيّة وموالاته له وتعاونه معه في قتال مسلم بريء، وما أعقب ذلك من وقائع وغزوات بين الأطراف الثّلاثة.
ودافع المؤلّف عن موقفه في أحقيّته لامتلاك تلك المناطق الأربعة بالحجج والقواعد الشّرعيّة، وبأقوال بعض العلماء السّابقين وبالوثائق التّي كتبها بعض شيوخ أحمد بن أحمد المعاصرين له، كلّ ذلك من خلال خمس رسائل بعثها ردًّا على رسائل لأمير ماسينا، وموضحًا في الوقت نفسه ما نتج عن تلك الغزوات من سفك للدّماء وإباحة للأموال وهتك للأعراض وتخريب للبلاد.
وكما صوّر المؤلّف طبيعة قتال جيشه لأحمد بن أحمد الماسنيّ -على مدار سنة وسبعة أشهر- من وجهة نظر الشّرع بما قال خليل الجنديّ في مختصره: ((كزاحفة على دافعة))([15])؛ أي: القتال دفاعًا عن النّفس.
يلاحظ قارئ هذه الرّسالة أمرين كان من الأحرى أن يترفّع عنهما المؤلّف ويضبط نفسه مهما بلغ به الغضب والضيق بسبب تصرّفات نظيره الماسنيّ:
أحدهما: تكفير المؤلّف وتفسيقه لأحمد بن أحمد الماسني في مسائل اجتهاديّة تختلف فيها أبعاد النظر، وتتباين فيها زوايا الحكم؛ حيث قال ما نصّه: ((فإنّه كافر؛ جعل الشّرك إسلامًا، وجعل المشركين مسلمين))([16])، وقال في موضع آخر: ((فإذا فهمت هذا ظهر لك أنّ أحمد بن أحمد هذا خَلع رِبْقة الإسلام من عنقه، وامتطى ذروة سبيل الكفر، وبمـجموع ما قدّمناه يظهر لك ما هو عليه، وأنّه ما بقي وجه من وجوه الضّلال ولا حال من أحوال الإضلال إلاّ ووقع فيه…))([17])، وقال في موضع آخر: ((وعاشرها: أنّه نادى على نفسه بأنّه ليس من أهل الملّة الإسلاميّة، بل من الذّين ينافقون الذّين لا يؤمنون بالله ولا برسوله، ولا يرضون بنفوذ إشاءة قدرته))([18]).
الثّاني: تضمن كتاب الفوتيّ الشيء الكثير من السبّ الصّريح والشّتم وذكر المثالب والمعائب لنظيره الماسني؛ كقوله: ((لكنّه جاهل قرّب جهالاً، واستكتب جاهلاً أجهل من الجميع، واتّخذ معلّمًا أجهل، ورسلاً جهلة، فهو في غاية الجهل ما خرج منها ولا تخلّف عنها))([19])، وكقوله: ((… أرسلوا إلى الفاهم عمر أنّ الكفّار تابوا إلى الله، ودخلوا تحت بيعة أحمد بن أحمد، وهو كذب محض))([20])، وكما نقل الفوتي نصّ رسالة أحمد البكاي التّي فيها تشنيع شديد وتهكُّم بأحمد بن أحمد مقرًّا بمضمونها غير معترض عليها([21]).
7- كتاب (بيان ما جرى بين أحمد بن أحمد والحاج عمر الفوتيّ) لمحمد بن أحمد بن أحمد: إن كان الكتاب السّابق يعبر –في الحقيقة- عن وجهة نظر الفوتيّين لأحداث الصّراع الذّي جرى بينهم وبين إخوانهم الفلانيين الماسنيّين وأسبابها ومسبّباتها؛ فإنّ هذا الكتاب يُعتبر الرّواية الماسينيّة لأحداث ذلك الصّراع؛ حيث اعتبر صاحبه الحاج عمر بن سعيد الفوتيّ هو الصّائل على مملكة ماسينا بجيشه لا المدافع عن نفسه في الواقع؛ إذ أرسل أوّلاً رسولاً إلى أهل ماسينا بوثيقة يطلب فيها منهم الانضمام إلى حركته الجهاديّة قائلا لهم: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}([22])، ثمّ لم يلبث يقاتل الكفّار المجاورين إلى أن دخل في حدود مملكة ماسينا وهي كارتا وباغن، فاحتلّها وسجن عمّالها، ورفض إطلاق سراحهم وإخلاء أرضهم([23]).
يتّفق المؤلّف مع ما أورده الحاج عمر الفوتي في كتابه السّابق في تفاصيل بعض الأحداث ومحتويات الرّسائل المتبادلة بين الفوتيين والمـاسنيين، غير أنّه يضيف معلومات تاريخيّة أخرى لم يتطرّق إليها الحاج عمر؛ كذكر كسر أحمد بن أحمد لأصنام سيغو وإهداره للخمور فيها وبنائه مسجدًا لملكهم ورعاياه قبل أن يحتلّها الحاج عمر الفوتيّ، وأخبار المعسكرات التّي أسّسها الحاج عمر الفوتي في كلّ من صُفَارَا وموبتي وجنّي استعدادًا لاحتلال “حمد الله” عاصمة مملكة ماسينا، وأخبار معركة تياتول التّي درات خمسة أيّام بين الفوتيّين والماسنيّين، وأخبار مقتل أحمد بن أحمد الماسنيّ وبعض أفراد أسرته ووزرائه وعلو دامونزو على يدي الجند الفوتي، وأخبار معركة مَان مَان التّي وقعت بين أنصار سيدي أحمد البكائي مع حلفائه الماسنيّين وبين الجند الفوتيّ، والتي فتح الطّريق أمامهم إلى استرداد مدينة “حمد الله”، وخبر اختفاء الحاج عمر في كهف ديغنبيري ومقتله فيه مع بعض زوجاته وثلاثة من أولاده، وخبر قيام تجان بن أحمد بالحكم بعد وفاة الحاج عمر الفوتيّ وطرده للماسنيّين إلى كُنَارِي.
8- مخطوط (رسالة في شأن ظهور الخليفة الثّاني عشر في ماسنة) لألفا نوح بن طاهر (ت1277ه): رسالة بعثها نوح بن الطّاهر بن أبي بكر بن موسى إلى كلٍّ من حكّام المغرب وتونس والجزائر ومصر؛ إعلامًا لهم بأنّ الأمير أحمد بن محمد بن أبي بكر الماسنيّ هو الثّاني عشر من الخلفاء المهديين المجدّدين لدين الله في بلاد السّودان، يلي في رتبة التّجديد والإصلاح آسكيا الحاج محمد بن أبي بكر، وأنّه قام بفريضة الجهاد في أرض ماسينا وما والاها شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالاً، ثمَّ شرع المؤلّف في إقامة الأدلة على هذه الدّعوى؛ وذلك من خلال شهادات بعض أعيان العلماء التي نقلها محمود كعت في كتابه “تاريخ الفتّاش” في حقّ الماسنيّ.
9- كتاب (ما وقع في التّكرور السّودانيّة ممّا بين تنبكت وجني وما والاهما) للمختار بن إسماعيل بن وديعة الله: ألّف المؤلّف هذا الكتاب استجابةً لطلب بعض مريديه ليكون سجلاً ضابطًا لبعض الوقائع والأحداث البشريّة والطّبيعيّة التّي وقعت في القرن الثّالث عشر الهجريّ في الشّريط الفضائيّ الذّي يمتدّ ما بين تنبكت إلى جني وما حواليهما من القرى والمدن، وتبدأ سلسلة الأحداث الواردة فيه من سنة 1201ه/1786م، وتنتهي إلى سنة 1300ه/1882م.
ويمكن تصنيف موضوعات هذا الكتاب إلى خمسة أمور:
– وفيات الأعيان من قبائل المنطقة.
– الكوارث الطّبيعيّة كالمجاعات والأوبئة.
– الوقائع الدّمويّة والانتهازيّة التّي سببها السّعي إلى الحصول على السّلطة أو النّزاع على موارد المياه أو إعلاء كلمـة الله، مثل حروب الماسنيين ضدّ دولة الرّماة، وحروبهم ضدّ مملكة سيغو، وحروبهم ضدّ الفوتيّين، وحروب كلنتصر ضدّ الكنتيّين.
– الأحداث السّياسيّة كتوليّ حاكم سياسيّ أو عزله من منصبه، أو ظهور دولة جديدة في المنطقة؛ مثل دولة دينا الإسلاميّة وإماميّة الحاج عمر الفوتيّ.
– الظّواهر الكونيّة مثل كسوف الشّمس، وظهور بعض النّجوم غير العاديّة في كبد السّماء.
10- مخطوط (تاريخ قبائل الفلان في فوتا) لسعيد بن مود باكر السَّيْلَوِي: يتناول هذا المخطوط مناطق توزّع العشائر الفلانيّة في فوتا جالون، وأصولها البعيدة، كما تناول تاريخ هجرة تلك العشائر إلى تلك المنطقة عبر فترات متعاقبة، وأخبار جهاد اتّحاد العلماء والأولياء الماسنيين العشرة وأنصارهم ضدّ ملوك المنطقة الوثنيّين، وقيامهم سنة 1140ه/1743م بتأسيس “دولة الأئمة” فيها بقيادة الفقيه: إبراهيم بن نوح الشّهير بـ”كرمك ألفا”، وسير حياة الأئمة الذّين تولّوا الحكم فيها بعد كرمك ألفا إلى آخرهم ألفا إبراهيم الصّغير، ونظام الحكم والتّقسيم الإداريّ لتلك الدّولة.
11- كتاب (تاريخ فوتا جلّو) لتشرنو عليّ بوبو ديم: لم أقف على هذا الكتاب ولا على معلومات كافية عنه، سوى إشارة عابرة ذكَرها أحد الباحثين، وهي أنّ هذا الكتاب يعتبر من المصادر المحليّة التّي اعتمد عليها الحاج موسى كمارا (ت1365هـ) في تحرير كتابه (المجموع النّفيس سرًّا وعلانيّة في ذكر بعض السّادات البيضانيّة والفلانية) ([24]).
12- كتاب (زهور البساتين في تاريخ السوادين): لا يكاد أحد من الباحثين المعاصرين يستغني عن هذا الكتاب؛ باعتباره مدوّنة جامعة تذخر بمعلومات تاريخيّة مهمّة لا وجود لها في غيره، وتتعلق تلك المعلومات بتاريخ الحياة السّياسيّة والاجتماعيّة والنّشاط الاقتصاديّ والتّفاعل الثّقافي لمعظم مناطق وادي حوض السّنغال والنّيجر، وبأوصاف جغرافيّة لها، وذلك منذ فترة انتشار الإسلام بين أهاليها حتّى فترة تمكّن الأوروبيين من القضاء على نفوذ الحكّام التَّقليديّين في تلك المنطقة([25])، وقد عرض المؤلّف تلك المعلومات التّاريخيّة بحياديّة وإنصاف وموضوعيّة، وبتدقيق فيها؛ حيث يلاحظ أنّه يشكّ حين يقتضي الموضع الشكّ، ويؤيّد حيث يستدعي الموقف التّأييد.
ويمكن تصنيف المعطيات التّاريخيّة التّي استعرضها المؤلّف في كتابه إلى ما يلي:
– بيان هوان الجنس السّوداني على البيضان.
– جغرافيّة أهمّ أقاليم السّودان الغربيّ ومدنها العريقة.
– بيان أنساب وأصول عدد من قبائل منطقة حوض السّنغال والنّيجر وبعض عاداتهم الاجتماعيّة.
– مسألة استرقاق أهل السّودان للنّاس، وبيان حكم ذلك من وجهة نظر الشّرع.
– مسألة ارتباط أهل السّودان الغربيّ بألقابهم ومهنهم، وشرح أصول بعض تلك الألقاب.
– ظاهرة ادّعاء الشّرافة النّبويّة في السّودان الغربيّ بغير إثبات صحيح، واستغلال بعض البيضان ذلك في استمالة النّاس البسطاء والاكتساب به، وتحذير المؤلّف من مغبة ذلك.
– الممالك والسّلطنات والحركات الإصلاحيّة التّي تعاقبت على المنطقة في فترات متباينة، وهي: مملكة غانة “وَكَدُ”، ومملكة زافون، ومملكة دينيكوبي، ومملكة مالي، ومملكة سنغاي، وإماميّة سليمان راسن بَالُ وعبدالقادر كَان، وسلطنة سكت، وسلطنة ماسينا، وإماميّة فوتا جالون، ومملكتا سيغو وكارتا الوثنيّتان، والحركة العمريّة، وإماميّة ساموري توري، وسلطنة لوق (لُوغُ)، وحركة الحاج مالك سِي الثّقافية، وممالك جلف وكجور وبوول ووله وبُونْدُو وفولدو.
– الوجود الفرنسيّ في المنطقة، والحركات الجهاديّة التّي تصدّت له؛ مثل حركة الشّيخ محمد الأمين درامي، وحركة مابا جاخوبا، وحركة جَغَه عَيش (مختار عائشة) مؤسّس كُكِّ وأحد قوّاد جيش الإمام المهدي، كما تضمّن الكتاب موقف المؤلّف من تلك الحركات ومن فرنسا.
– بيان الصّفات الحقيقيّة للمهدي المنتظر، وظاهرة ادّعاء بعض العلماء للمهديّة في المنطقة.
ومن المثير للانتباه أنّ المؤلّف أهمل الحديث عن بعض الممالك والحركات الإسلامية التّي كان لها دور حضاريّ في منطقة غينيا العليا والوسطى؛ مثل مملكة بونا، ومملكة كونغ، ومملكة كبادوغو.
13- كتاب (تعريف العشائر والخلّان بشعوب وقبائل الفلّان) لألفا هاشم الفلّاني (ت1350ه): يتناول هذا الكتاب بشكل كبير أصول الفلانيين، وأنساب بعضهم؛ فقد استهلّه المؤلّف بالحديث عن مفهوم “العرب” و”العجم”، ثمّ ثنَّى الكلام بتحديد مفهوم “الفلّاتة” و”التّكرور”، ثمَّ عرّج على ذكر أصل الفلانيين حسب النّظرية التّي تربطهم بالعرب عن طريق عقبة بن نافع الفهريّ، وأولاده الأربعة الّذين تناسل منهم جميع قبائل الفلان، وكما تناول المؤلّف كيفيّة تقرّق العشائر الفلانيّة وانتشارها في كلّ من فوتا تورو وفوتا جالون وفوتا مللو وبلاد الهوسا، والمؤلّف في كلّ ذلك يقتفي آثار العلّامة عبدالله دان فودي محمد والأمير محمد بيلو وينسج على منوالهما، ثمّ استطرد المؤلّف إلى تناول نسب عثمان دان فودي والموطن الأصليّ الذّي انحدر منه جدّه الأعلى موسى جكل وهو فوتا طورو، كما استطرد المؤلّف إلى التّأكيد على قرشية الحاج عمر الفوتي من خلال وثيقة له ومن خلال إفادة أحمد ابن الشّيخ بدّا العلويّ في كتاب “الدّرع والمـغفر في الردّ عن الشّيخ عمر”.
14- كتاب (تنبيه الإخوان على أحوال الشّيوخ) لمحمد الأمين بن عمر بن مالك الفوتيّ التّجانيّ: هو كتاب ترجمة ألّفه صاحبه للتّعريف بحياة ألفا هاشم الفولاّني شيخه ومقدّمه في الطّريقة التّيجانية في أرض الحجاز.
15- كتاب (ضبط الملتقطات من الأخبار المتفرّقات في المؤلّفات) للوزير جنيد بن محمد البخاريّ: يعتبر هذا الكتاب مصدرًا مهمًّا في تاريخ الدّولة الصّكتية في أيّام مجدها وقوّتها وأيّام ضعفها، وكذلك عندما وقعت الدّولة في قبضة الاستعمار الفرنسيّ، وقد راعى المؤلّف في عرض الأحداث وسردها ترتيب فترة حكم أمراء تلك الدّولة؛ بدءًا بفترة حكم عثمان دان فودي محمد، وانتهاء بأيّام حكم أبي بكر بن عثمان بن معاذ بن محمد بلّ بن عثمان دان فودي([26]).
16- كتاب (تاريخ نوب) لمحمود بن محمد الوالي الفلاني: ينصبُّ موضوع هذا الكتاب على أحوال المنطقة الواقعة شرق النّيجر عند اتّصاله بفرعه بنوي زمن حكم الفلانيّين فيها، ويحتمل أنّ مؤلّفه وضعه سنة 1890م([27]).
الخاتمة:
رأينا في هذه المقالة كيف كانت للفلانيين إسهامات مبكّرة ومحدودة في كتابة تاريخ غرب إفريقيا المتعلق بالفترة الزّمنيّة التّي تمتدّ من مطلع القرن الثّاني عشر الهجريّ إلى القرن الرّابع عشر الهجريّ؛ وذلك بواسطة الكتب والرّسائل التّي ألّفوها، والتّي كان لها قيمة علمية ونقدية لدى المؤسّسات العلمية ودوائر البحث العلمي؛ بحيث أصبحت تشكّل إطارًا مرجعيًّا أصيلاً لتلك الفترة الزّمنيّة التّي سبقت الإشارة إليها، ولا يكاد يستغني عنها أيّ باحث معاصر في تاريخ المنطقة، وحتى أصبحت مُنتَجًا مهمًّا يُبذل تارةً من أجل الحصول عليه الكثيرُ من الأموال، ويُستبدل تارةً أخرى بغيره من المصادر والمراجع الكائنة في دوائر البحث العلميّ والمكتبات العامّة والخاصَّة.
كما سلّطت هذه المقالة الضّوء على العوامل التي دفعت المثقفين الفلانيين ومؤرّخيهم إلى الاهتمام بتسجيل الأحداث والوقائع التّاريخيّة التّي تتعلّق بتلك المنطقة، والاهتمام بضبط أنساب القبائل السّودانيّة، أو ما يسمّى بـ”بيئة التّاريخ”.
ويبقى سؤالان تطرحهما هذه الخاتمة، ولعلّ الإجابة عنهما تدفع الباحثين الأفارقة إلى البحث والكتابة فيهما هو: هل ثمة إنتاجات في تاريخ المنطقة باللّغة الأعجميَّة الفلانيّة دُوِّنت بغير الحرف القرآني قبل مجيء الاستعمار الأوروبي؟ وهل تكتسي قيمة علمية مثل نظيراتها المدوّنة باللّغة العربيّة؟
([1]) حول إحصائيات تقريبيّة لوجود الشّعب الفلاني في كلّ دولة مــن دول غرب إفريقيا ووسطها وشرقها، انظر: Jean Gallais, Les Peul en question,p.1.
([2]) محمد بن أحمد الشّهير بألفا هاشم الفوتي، تعريف العشائر والخلّان بشعوب وقبائل الفلان، المـطبعة المـاجديَّة بمـكة، 1354هــ، صـ صــ 5-6.
([3]) محمد جاكايتي، الفلانيّون وإسهامهم في الحضارة الإسلاميّة بمالي خلال القرنين (12-13هــ/18-19)، بحث لنيل شهادة الدّكتوراه في اختصاص الحضارة الإسلاميّة، المعهد الأعلى لأصول الدّين بجامعة الزّيتونة، تونس، 2006-2007م، ص ص 28-29.
([4]) محمد فاضل عليّ باري وسعيد إبراهيم كريديّة، المــسلمون في غرب إفريقيا- تاريخ وحضارة، دار الكتب العلميّة، بيروت- لبنان، ط/1، 1428هــ/2007م، صـــ24.
([5]) قراءات وتوريث الخبرات، مجلّة (قراءات إفريقية)، العدد: 3، ذو القعدة 1429هــ/ ديسمبر 2008م، صــ3.
([6]) المــسلمون في غرب إفريقيا- تاريخ وحضارة، مرجع سابق صـ 130.
([7]) بهدف الاختصار تركت تسليط الضّوء على بعض مؤلّفات الفلانيّين مثل بعض مؤلّفات الحاج موسى كمرا التّاريخية: المجموع النّفيس سرًّا وعلانية في ذكر السّادات البيضان والفلانيّة، وأكثر الرّاغبين في الجهاد بعد نبيّنا مَن يختار الظّهور وملك البلاد ولا يبالي بمن هلك في جهاده من العباد، وأشهى العلوم وأطيب الخبر في سيرة الحاج عمر، والجواب السّهل السّائغ عن سؤال موسى برالدي عمّا عندي من أخبار أهل زاغ، وتبشير الخائف الحيران في ذكر رحمــة ربّه المــنّان، تاريخ داره في زغاوة، وكتاب (أخبار بلاد الهوسا والسّودان) لعبدالقادر دان تافا بنت عثمـان دان فودي، وكتاب (سرد الكلام فيمــا جرى بيننا وبين عبدالسّلام) لمــحمد بيلّو، وكتاب (تأنيس الإخوان بذكر الخلفاء العظام في السّودان) لعبدالقادر بن محمد البخاريّ، وكتاب (كنز الأولاد والذّراري) لمحمد ثنب بن أحمد بن مجيل، ومخطوط (مكتوب في نسب الفلان ومدّة إمارتهم) لمـؤلّف مجهول.
([8]) محمد بن عليّ بن محمد السّكاكر، محمد بلّ والدّولة الصّكتيّة في عهده 1232هــ- 1253هــ/ 1817م- 1837م، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، 1421ه/2001م، صــ 10.
([9]) د. حسن عيسى عبد الطاهر، الدّعوة الإسلاميّة في غرب إفريقية، الزّهراء للإعلام العربيّ، ط/1، 1412هــ/1991م، ص ـص 360-361.
([10]) عبدالرّحمن خليفة سادو جالو، التّدوين التّاريخيّ لمملكة سنغاي من القرن 10هــ إلى القرن 15هــ- دراسة نقديّة موضوعيّة، رسالة علميّة مقدّمة لنيل درجة الماجستير بقسم التّاريخ الإسلاميّ، الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنوّرة، 1438هــ-1439، صــ237.
([11]) محمد بلّ والدّولة الصّكتيّة في عهده 1232هــ- 1253هــ/ 1817م- 1837م، مصدر سابق، صــ 239.
([12]) الدّعوة الإسلاميّة في غرب إفريقية، الزّهراء للإعلام العربيّ، مرجع سابق، صـــ44.
([13]) طُبِعَ هذا الكتاب بذيل كتاب (تذكرة النّسيان بأخبار ملوك السّودان) سنة 1966م.
([14]) الفلانيّون وإسهامهم في الحضارة الإسلاميّة بمالي خلال القرنين (12-13هــ/18-19)، مرجع سابق، صـصــ133-134. Hamadou Boly, Le soufisme au Mali du xxx eme siècle à nos jours, thèse doctorat présentée par: 2013,p.96.
([15]) مختصر العلامة خليل: خليل بن إسحاق بن موسى، تحقيق: أحمد جاد، دار الحديث/ القاهرة، ط/1، 1426هـ/2005مـ، ص 325.
([16]) سيف الحقّ المعتمد فيما وقع بين عمر بن سعيد الفوتي وأحمد بن أحمد بن أحمد لبّو الماسني: عمر بن سعيد الفوتيّ، ويليه: بيان ما جرى بين أحمد بن أحمد بن أحمد لبو، والحاج عمر بن سعيد الفوتي: محمد بن أحمد بن أحمد، تحقيق: د. محمد جاكايتي وآخرون، معهد أحمد بابا للدّراسات العليا والبحوث الإسلاميّة، 2019م، صـــ95.
([17]) المصدر نفسه، صـــ140.
([18]) المصدر نفسه، صـــ154.
([19]) المصدر نفسه، صـــ55.
([20]) المصدر نفسه، صـــ23.
([21]) انظر: المصدر نفسه، صــ صــ44-51.
([22]) سورة الأحقاف: 31.
([23]) انظر: سيف الحقّ المعتمد فيما وقع بين عمر بن سعيد الفوتي وأحمد بن أحمد بن أحمد لبّو الماسني: عمر بن سعيد الفوتيّ، ويليه: بيان ما جرى بين أحمد بن أحمد بن أحمد لبو والحاج عمر بن سعيد الفوتي: محمد بن أحمد بن أحمد، ص ـصــ 163-164.
([24]) الشّيخ موسى كمارا-مؤرّخ غرب إفريقيا في العصر الحديث: د. عليّ يعقوب، مجلّة (قراءات إفريقيّة)، العدد:29، رجب-رمضان 1437هـ/يوليو-سبتمبر 2016م، صــ 121.
([25]) التّدوين التّاريخي لمملكة سنغاي من القرن 10هـ إلى القرن 15 هـ – دراسة نقدية موضوعية، مرجع سابق، صــ241.
([26]) محمد بلّ والدّولة الصّكتيّة في عهده 1232هــ- 1253هــ/ 1817م- 1837م، مصدر سابق، صــ 11.
([27]) د. إبراهيم علي طرخان، دولة مالي الإسلاميّة- دراسات في التّاريخ القوميّ الإفريقيّ، الهيئة المــصريّة العامّة للكتاب، 1972م، صـ صـــ14-15.