بقلم: فيليب راندريانرمانانا
ترجمة: سيدي.م. ويدراوغو
ليس بمقدور الجنرال موهوزي كاينيروغابا، البالغ من العمر 49 عامًا، الوقوف مكتوفي الأيدي بعد أن أعرب مرارًا وتكرارًا عن نفاد صبره لتحقيق تطلعاته في خلافة والده يويري موسيفيني كرئيس لأوغندا. في غضون ذلك، يزيد من تصريحاته المثيرة للجدل على تويتر، مثل إرسال قوات للدفاع عن موسكو!
وإذا كان قد أعلن مؤخرًا في 30 مارس 2023م عن إنشاء قناته التليفزيونية والراديو الخاص به الذي يحمل الأحرف الأولى من اسمهMK ؛ فإن حساب تويتر للجنرال الأوغندي موهوزي كاينيروغابا هو المَنْفذ المفضل لديه.
لا يتردد هذا القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوغندية في التعبير عما يفكّر فيه، وفي تغريدة له على حسابه “يجب أن ترسل أوغندا جنودًا للدفاع عن موسكو إذا هددهم الإمبرياليون في أي وقت.”
أظهر هذا المعجب الكبير بفلاديمير بوتين دعمه لغزو أوكرانيا في فبراير 2022م؛ من خلال تغريدة “غالبية البشرية (وهم ليسوا من البيض) يدعمون موقف روسيا في أوكرانيا. بوتين على حقّ تمامًا!” في تصويت الأمم المتحدة على الصراع الأوكراني امتنعت أوغندا عن التصويت.
المرشّح المبكّر لخلافة والده:
وفقاً للأوغنديين ليس هناك أدنى شك في أن الجنرال موهوزي كاينرغابا، النجل الوحيد للرئيس يوري موسيفيني -أب لثلاث بنات-، أنه من المقرر أن يتولى المنصب خلفًا لوالده على المدى الطويل على الأقل إذا تحلى بالصبر، لا سيما أن يوري موسيفيني، الذي حكم أوغندا بقبضة من حديد منذ عام 1986م، كسّر الأرقام القياسية في البقاء في السلطة بعد فوزه بفترة رئاسية سادسة في عام 2021م.
وفي منتصف شهر مارس، أصدر موهوزي كاينيروغابا -المتزوج من سيدة أعمال والأب لثلاثة أطفال- إعلانًا كبيرًا في تغريدة على تويتر “باسم يسوع المسيح إلهي، وباسم كل شباب أوغندا والعالم وباسم ثورتنا العظيمة، سأترشح للرئاسة في عام 2026م”؛ قبل أن يقوم بحذف التغريدة من شبكات التواصل الاجتماعية؛ لسبب وجيه؛ حيث إنه يمكن للأب يوري موسيفيني، البالغ من العمر 78 عامًا، أن يقوم بترشيح نفسه مرة أخرى في انتخابات عام 2026م.
لكنَّ الابن المتهور نشر في نفس اليوم تغريدة أخرى لم يحذفها؛ حيث انتقد والده فيها، فقال: “كم منكم يتفقون معي على أن وقتنا قد حان؟ كفى مِن حُكْم وهيمنة كبار السنّ علينا، وآن الأوان لجيلنا للتألق. أعيدوا التغريد وأبدوا بإعجابكم”؛ على حد تغريدة نجل الرئيس الأوغندي.
هفوات موهوزي الفادحة على تويتر:
شابت العلاقات بين الأب والابن عدة خلافات عامة، لا سيما بعد تصريحات مدوية من الابن تسببت في أزمة دبلوماسية كبيرة بين كينيا وأوغندا؛ ففي أوائل أكتوبر 2022م، أثار موهوزي كينيروغابا ضجَّة عندما غرّد على تويتر بأنه مستعد لغزو كينيا، وذلك في تغريدة له “لن يستغرق الأمر مني وجيشي أسبوعين للاستيلاء على نيروبي”، مضيفًا “لن أهزم الجيش الكيني أبدًا؛ لأن والدي قال لي ألا أحاول أبدًا! لذا يجب على شعبنا في كينيا الاسترخاء”، قبل التراجع عنها لاحقًا بشكل متأخر جدًّا.
وعلى الرغم من تراجعه إلا أن ذلك جاء بعد وقوع الضرر الذي أدى بالرئيس موسيفيني إلى الاعتذار لـ “إخوته وأخواته الكينيين”؛ كما لم يفلت موهوزي كينيروغابا من العقوبة؛ حيث فقد منصبه كرئيس للجيش الأوغندي، الذي شغله منذ يونيو 2021م، ولتخفيف وطأة عزله تمت ترقيته إلى رتبة جنرال.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيونية أوغندية محلية، يتصرّف الرئيس موسيفيني كرجل أسرة طيب “سيغادر نجلي تويتر، وقد تم إجراء مناقشة بهذا الخصوص بيننا. وفي الواقع ليست الإشكالية في تويتر ذاتها، وإنما المشكلة هي ما تغرده”، وأضاف موسيفيني عن موهوزي: “الحديث عن الدول الأخرى والسياسة الأوغندية أمر لا يجب عليه فعله، ولن يفعله”.
وفقًا للرئيس، كان بإمكان نجله ذي الأربعة نجوم التعبير عن نفسه على الشبكات الاجتماعية شريطة الاقتصار على التعليقات على الرياضة، على سبيل المثال… فجاء الرد في اليوم التالي عقب إعلان موهوزي على تويتر: “أنا شخص بالغ، ولا يستطيع أحد أن يحرمني من أي شيء”؛ على حد تغريدته.
وللتذكير، فقد أثارت سلسلة من تعليقات موهوزي كينيروغابا، في عام 2022م، على تويتر غضب أديس أبابا؛ حيث كانت تحتوي على تأييد متمردي منطقة تيغراي الإثيوبية أثناء حربها مع السلطات الفيدرالية الإثيوبية.
مهنة عسكرية مخطط لها:
بصرف النظر عن مغامراته على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر؛ كانت المهنة العسكرية بالنسبة للجنرال موهوزي كينيروغابا مصمَّمة خصيصًا؛ حيث كان على رأس القوات الخاصة الأوغندية القوية قبل أن يتولى قيادة الجيش، ويشغل أيضًا منصب “مستشار رئاسي كبير مسؤول عن العمليات الخاصة”، والذي يمتد نطاقه إلى ما هو أبعد من المجال العسكري.
يُنْسَب إليه دور رئيسي في التقارب بين أوغندا ورواندا المجاورة؛ حيث ذهب للقاء الرئيس بول كاغامي في نهاية يناير 2022م، وكذلك شارك في عملية عسكرية مشتركة للقوات الأوغندية والكونغولية انطلقت في عام 2021م ضد قوات الحلفاء، وهي جماعة متمردة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وشارك في دعم جهود إحلال السلام في جنوب السودان والصومال مع الوحدات الأوغندية التي تدعم الحكومات المحلية، وشارك أيضًا في حملات ضد الجماعات المتمردة في جيش الرب وغيرها.
أين وصل مشروع موهوزي في أوغندا؟
تظل الحقيقة أن أولئك الذين ينتقدونه أو يرفضون خلافته لوالده قد تعرضوا للملاحقة أو السجن أو النفي. وقد هرب الكاتب كاكوينزا روكيراباشايجا إلى ألمانيا بشكل غير قانوني في فبراير 2022م بعد اعتقاله وتعرضه للتعذيب؛ بتهمة إهانة موسيفيني وكينيروغابا، اللذين وصفهما بـ “السمنة” و”الغاضبين” و”المتنمر الرضيع”.
فيما أغلقت الشرطة، في عام 2013م، صحيفتين ومحطتين إذاعيتين لمدة 10 أيام لنشرهما مذكرة سرية تزعم وجود “مشروع موهوزي” يخطط لخلافة موسيفيني. علمًا بأن محرر الصحيفة، مدير المخابرات السابق ديفيد سيوسا، الذي هرب إلى المملكة المتحدة، ثم ادّعى أن مصير أيّ معارض لهذا المشروع هو القتل.
وقد اختلف العديد من حلفاء موسيفيني السابقين، بمن فيهم طبيبه الشخصي كيزا بيسيجي الذي تحوّل إلى شخصية معارضة، مع الرئيس بشأن صعود نجله، لكن الجنرال لم يَعُد يُخْفي نفاد صبره لتحقيق طموحاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط المقال: