د. أشرف صالح محمد سيد (*)
كان (نظام الرّق) نظاماً معترفاً به منذ العصور القديمة، وكان موجوداً في غالبية المجتمعات، فقد اشتغلت المجتمعات الإفريقية منذ قرون بتجارة الرقيق عبر الصحراء الكبرى إلى أوروبا الرومانية والشرق الأوسط، ولكنه كان نشاطاً عارضاً غير منظّم، كان الهدف منه تزويد أمم البحر المتوسط التجارية بالجنود، وخدم المنزل، والعمالة الزراعية.
وبمرور الوقت بدأت (تجارة الرقيق الإفريقي) ما بين المشترين الأوروبيين والباعة الأفارقة، وكانت التجارة مقتصرة على المراكز التجارية الساحلية، حيث يتم جلب العبيد الأسرى من الداخل بواسطة الوكلاء الأفارقة، ويُباعون بالشروط المتفق عليها، ويتسلّم التجار الأسلحة الأوروبية وأسياخ الحديد والنحاس وأوعية القصدير والملابس والمشروبات الكحولية؛ في مقابل الذهب والعاج والعبيد.
ولكن حجم الرّق أخذ أبعاداً كبيرة بعد «حركة الكشوف الجغرافية» ووصول الأوروبيين إلى اكتشاف العالم الجديد، فقد أصبحت وقتها (تجارة العبيد واسترقاق ملايين البشر من الأفارقة) أمراً ذا أهمية كبيرة في بناء إمبراطوريات الدول الاستعمارية وإنتاج الثروات التي فجّرت الثورة الصناعية بها فيما بعد، ففي الوقت الذي اكُتشفت فيه أمريكا، ومع بداية تعميرها، ظهر أنّ الإفريقي هو الأكثر قوة ومقاومة، وقدرة على العمل الشاقّ، وتحمّل الظروف المناخية المتشابهة بين إفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، ومن ثمّ صار امتلاك العبيد من الزنوج مطلباً ملحّاً في النصف الغربي من القارة طوال مرحلة الاستعمار.
وموضوع هذا البحث من الموضوعات المعتبرة في تكوين إفريقيا الحديث؛ لأنه يُعنى بواحدة من أبشع الظواهر في تاريخ البشرية، وهي (تجارة الرقيق) التي استنزفت الطاقات البشرية للقارة الإفريقية على مدى عدة قرون في اتجاه أوروبا والقارة الأمريكية، في انتهاك غير مسبوق لقيم الإنسانية.
وانطلاقاً من هذا المدخل جاء هذا البحث الموجز، لعرض الجانب التاريخي لظاهرة (التجارة بالرقيق الإفريقي)، من خلال توضيح التنافس الاستعماري الأوروبي على نهب القارة الإفريقية وإفراغها من سكانها، مع بيان الإحصاءات المسجّلة لأعداد الأفارقة العبيد، وموقف الكنيسة في أوروبا في هذه التجارة، وصولاً إلى أثرها في القارة الإفريقية.
البرتغاليون والقارة الإفريقية:
بدأ الاحتكاك الأول بين البرتغاليين والقارة الإفريقية في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، بهدف الحصول على ما يلزم سفنهم من مياه ومؤن في أثناء محاولتها الوصول إلى الشرق الأقصى؛ ثم تطوّر الأمر إلى إنشاء (مراكز تجارية) برتغالية على الساحل الإفريقي الغربي في اتجاه الجنوب، ثم أصبحت بعد ذلك (مراكز لاستعمار القارة)، وكذلك (مراكز لصيد الأفارقة) بوصفهم عبيداً(1).
وقد وجدت (التجارة بالرقيق الإفريقي) رواجاً في أوروبا بعامّة، وفي البرتغال بخاصة، ولذلك حاولت الفئة المستفيدة من تلك التجارة في البرتغال احتكارها بدافع الأرباح التي حقّقتها، وإبعاد الدول الأوروبية عنها، وذلك بتأمين حاجة الأسواق منها، وهذا بدوره تطلّب منها جهداً إضافياً للحصول على المزيد من الرقيق، فعمدت إلى اتباع أساليب جديدة لتحقيق ذلك، وبأقلّ التكاليف.
وكبقية الدول الأوروبية؛ بدأت البرتغال تجني فوائد الإنتاج القائم على (سواعد السود وعقول البيض) (Black brawn, White brain) داخل أوروبا، وفي مستعمراتها التي أخذت تؤسّسها في إفريقيا والأمريكتين(2).
ومن بين الأساليب الجديدة التي اتبعتها البرتغال لزيادة حجم التجارة بالعبيد، حيث لم تعد ترضى بالوسائل التقليدية، والاكتفاء بما يؤمّنه زعماء القبائل الإفريقية الموالين لها ولوكلائها في السواحل مقابل بعض البضائع والسلع، كالأقمشة والخمور والأدوات المعدنية والأسلحة، أنها عمدت إلى زيادة عدد وكلائها المورّدين لها على الساحل الغربي(3) والجنوبي، وزيادة عدد القلاع والحصون تبعاً لذلك، حتى بلغ عددها في سنة 1642م خمس محطات، كان آخرها محطة المينا (El Mina) على «ساحل الذهب» في غانا، وقامت بشنّ غارات على بعض القبائل الآمنة، وحرق مزارعهم ومساكنهم، وأَسْرهم، حتى الذين تمكّنوا من الفرار كانوا طريدة سهلة للصيادين المتربصين للإمساك بهم، وكان للأسلحة النارية دور كبير في نجاح تلك العمليات(4).
وفي تطوّر آخر؛ بدأت تؤسّس (شركات) لتلك الغاية، وحصلت على احتكارات من البلاط البرتغالي في مناطق محددة لها على الساحل الإفريقي مقابل دفع مبالغ مالية سنوية، ما جعل تلك التجارة أكثر بشاعة، خصوصاً أنها أُوكلت إلى تجار لم يكن يهمّهم سوى الربح وزيادته(5).
ولم يكتف البرتغاليون بالعبيد المجلوبين من السواحل، بل توغّلوا إلى الداخل بحثاً عن العبيد، فوصلوا إلى الكونغو، وبرغم أنهم حاولوا عقد معاهدة تحالف وصداقة مع الزعيم «نزنجا Nzinga»، إلا أنّ اكتشاف الأمريكتين، وظهور الحاجة المّلحة للأيدي العاملة في مزارع قصب السكر والتبغ، حوّلت تلك الصداقة مع الكونغو (Congo) إلى عداء وحروب.
وامتدّ النفوذ البرتغالي إلى أنجولا (Angola) التي منحها التاج البرتغالي إقطاعاً للملاح باولو دياز (Baulo Dias)، والذي عوّض إخفاقه في العثور على الذهب في تلك المنطقة بأن أصبحت أنجولا المصدر الرئيس لتجارة العبيد البرتغالية إلى البرازيل، والتي باتت تُلقّب باسم «الأمّ السوداء»، إشارة لشهرتها في تجارة العبيد(6)، ومن ثَمَّ إلى نيجيريا (Nigeria) التي وصلها البرتغاليون في سنة 1444م، ومنذ ذلك التاريخ بدأت المراكب البرتغالية تُبحر من وإلى ساحل نيجيريا، والتي سُميت باسم «ساحل العبيد».
وبمساعدة من بعض (التجار اليهود) أصبحت جزيرة ساوتومي (Sao Tome) مركزاً لتجارة العبيد، ومنها انتقلوا إلى ساحل بنين (Benin)، حيث أنشأت البرتغال هناك ميناء جواتو (Gwato) ليصبح مركزاً لتجميع العبيد في سنة 1493م، إلى أن تمكّنت بريطانيا من كسر ذلك الاحتكار على يد التاجر البريطاني سير. جون هوكنز (John Hawkins Sir)(7) في منتصف القرن السابع عشر.
وفي أوائل القرن السادس عشر أدت الرحلات البحرية الاستكشافية البرتغالية بقيادة أمريكو فسيبوتشي (Amrico Vispocci)، والإسبانية بقيادة كريستوفر كولومبس (Christopher Columbus)، ورحلات ماجلان (Magellan) بتشجيع من الملك شارلز (Charles)، إلى الكشف عن جزر الهند الغربية، ما أضاف أسباباً جديدة للحاجة إلى الرقيق الإفريقي، وبدأ العبيد الإفريقيون يُشحنون إلى أمريكا، حيث وصلت شحنات منهم إلى هاييتي (Haiti) في سنة 1510م، وكوبا (Cuba) في سنة 1521م(8).
التنافس الاستعماري الأوروبي:
في النصف الثاني من القرن السادس عشر، ونتيجة لخضوع البرتغال للحكم الإسباني (1580م -1640م)، انتقلت التجارة بالعبيد إلى دول أوروبية أخرى، كإسبانيا وهولندا، وتبعهم الفرنسيون والإنجليز والدنماركيون(9)، ما جعل تجارة العبيد حقلاً للمنافسة الحادة بين تلك الدول الراغبة بالربح، وبتأمين مستعمراتها الجديدة بالأيدي العاملة.
وأصبحت تجارة العبيد ركناً مهمّاً في التجارة الدولية النشطة آنذاك، والتي عُرفت بالتجارة المثّلثة (Triangular Trade)، والمتمثلة بنقل البضائع والسلع من أوروبا إلى إفريقيا، واستبدال العبيد بها، والذين يتمّ شحنهم إلى أمريكا، وهناك تُستبدل بالعبيد البضائع والمنتجات الأمريكية، من سكّر وتبغ ونيلة وقطن، وغير ذلك، لتُنقل عبر المحيط الأطلسي إلى أوروبا مرّة أخرى(10).
ومن الشركات التي ساهمت في تجارة الرقيق:
1 – شركة إفريقيا الملكية.
2 – شركة غينيا الفرنسية.
3 – شركة وليام وماري الإنجليزية.
4 – شركة البحر الجنوبي البريطانية.
5 – الشركة الإفريقية.
6 – الشركة البريطانية لتجارة ونقل العبيد من غرب إفريقيا.
7 – شركة السنغال الفرنسية لنقل العبيد.
8 – شركة جزر الهند الغربية الهولندية.
نقلت هذه الشركات الرقيق من أنجولا والكونغو وغينيا (Guinea) وغانا (Ghana) وموزنبيق (Mozambiq)، إضافةً إلى التجار الباحثين عن الثروة بصفتهم الفردية(11).
وكانت أشهر قبيلتين إفريقيتين جنوب الصحراء هما الأشانتي (Ashanti) والفانتي (Fanti) (12)، وكانت لهما سيطرة واضحة على باقي القبائل في غرب إفريقيا، وقد استعانت بريطانيا وفرنسا بهما لجلب العبيد إلى الساحل، تفادياً لصعوبة وخطورة التوغّل داخل أراضي إفريقيا المجهولة، وعملتا على إذكاء الفتنة والخلافات بين تلك القبائل لضمان استمرار الحروب بينها، وتبعاً لذلك ضمان تدفق أسرى الحروب بواسطة «الجلاّبة»(13) إلى المراكز الساحلية.
وصوّرت بعض الدراسات الحديثة حول تجارة العبيد الوضع على أنّ الإفريقيين أنفسهم شاركوا بنصيب وافر من تلك التجارة، ولكن الحقيقة، كما وصفها رودني (Rodney) في بحثه حول (غرب إفريقيا وتجارة العبيد)، أنّ العديد من زعماء القبائل في غرب إفريقيا وجدوا أنفسهم أمام خيارين؛ فإمّا أن يتمّ أسرهم وأفراد عشيرتهم عبيداً، وإمّا أن يتعاونوا مع الأوروبيين بأسر أبناء القبائل الأخرى، حيث يتمّ تزويد القبائل المتعاونة بالأسلحة مقابل ما يتم جلبه من عبيد، وفي مقابل مزيد من العبيد يتمّ تزويد القبائل المتعاونة بمزيد من الأسلحة(14).
أعداد العبيد الأفارقة:
في خضّم هذا التنافس الأوروبي على نهب القارة الإفريقية وإفراغها من سكانها، واتساع دائرة الحروب بين القبائل الإفريقية بعضها مع بعضها الآخر من جهة، ومع المستعمرين الأوروبيين من جهة أخرى، ونتيجة لتعدد الجهات والشركات والدول، فإنه يصعب إعطاء رقم دقيق للأعداد الحقيقية للأفارقة الذين تمّ شحنهم على متن السفن الأوروبية، أو أولئك الذين قضوا في أثناء مرحلة الجلب، أو على متن السفن، وهذا يبدو واضحاً من خلال تباعد الإحصاءات والأرقام واختلافها حول تلك المسألة، فقد قدّر البعض عدد العبيد الذين تمّ نقلهم من القارة الإفريقية على متن السفن الأوروبية بـ (900,132,6) خلال الفترة (1701م – 1800م) موزّعة على النحو الآتي(15):
جدول رقم (1)
الدولة | العدد |
إنجلترا | 2,532,300 |
البرتغال | 1,796,300 |
فرنسا | 1,180,300 |
هولندا | 350,900 |
أمريكا الشمالية | 194,200 |
الدنمارك | 73,900 |
السويد ودول أخرى | 5,000 |
المجموع | 900,132,6 |
في حين قدّرت مصادر أخرى عددهم بـاثني عشرة مليوناً، بينما ذكر البعض الآخر أنّ مجموع ما تمّ نقله من عبيد بلغ (000,650,14) موزّعة على النحو الآتي (16):
جدول رقم (2)
التاريخ | العدد |
حتى بداية القرن السابع عشر | 900,000 |
القرن السابع عشر | 2,750,000 |
القرن الثامن عشر | 7,000,000 |
القرن التاسع عشر | 4,000,000 |
المجموع | 14,650,000 |
وفي كتاب وضعته اللجنة العلمية الدولية (The International Scientific Committee)، بدعوة من اليونسكو UNESCO، بعنوان (إفريقيا في أمريكا اللاتينية)، توصّلت اللجنة إلى اعتبار سنة 1518م هي بداية التجارة بالعبيد، وأنّ سنة 1873م هي تاريخ نهايتها، وقد جرت خلال هذه الفترة (1518م – 1873م) عمليات نقل وترحيل قسري للبشر، هي الأكبر من نوعها في التاريخ الإنساني، إذ قّدّر عدد العبيد الذين وصلوا إلى أمريكا بما لا يقّل عن تسعة ملايين ونصف المليون، للعمل في ستة قطاعات للإنتاج، هي: (السكّر، البّن، التبغ، القطن، الأرز، وقطاع المناجم والتعدين)(17).
كما أشار التقرير إلى أنّ هذا الرقم يعني أنّ القارة فقدت خلال (فترة التجارة) ما معدّله (50 مليون إنسان إفريقي)، على اعتبار أنّ أسيراً واحداً من بين كلّ خمسة أسرى كان يصل سالماً إلى أمريكا، أمّا الباقون فكانوا يموتون بسبب العنف والقتل والمرض والجوع(18)، ونلاحظ أنّ هذا الرقم يرتفع ليصل إلى (40 مليوناً) خلال القرن الثامن عشر عند بعض الباحثين(19)، وذهب البعض إلى أنّ مجموع ما خسرته القارة الإفريقية من ثروة بشرية بسبب تجارة العبيد يصل إلى (100 مليون إنسان إفريقي)(20).
ولا يبدو هذا التفاوت مستغرباً إذا أخذنا بعين الاعتبار عدة أمور:
1 – طول المدّة التي استغرقتها تلك التجارة، وتعدّد المناطق التي أُخذ منها العبيد، وتعدّد الدول المشاركة فيها، واشتراك الجهات غير الرسمية أو غير الحكومية فيها.
2 – القرصنة، وما نتج عنها من اختفاء أية سجلات خاصة بسفن نقل العبيد، بالإضافة إلى استمرار عمليات صيد العبيد ونقلهم إلى مناطق أخرى غير أوروبا وأمريكا، مثل آسيا الصغرى، ومصر، وشبه الجزيرة العربية والهند.
3 – تعّرض أعداد كبيرة من العبيد للموت خلال عملية اقتيادهم من داخل إفريقيا إلى الحصون والقلاع الساحلية، والصعوبات الناجمة عن قطع مسافة طويلة عبر المحيط الأطلسي إلى الأمريكتين، وما رافق ذلك من الموت بسبب المعاملة السيئة والأمراض والقتل في حالات التمرد.
4 – استمرار هذه التجارة بعد صدور القوانين في بريطانيا والعديد من الدول الأوروبية بتحريمها ابتداءً من سنة 1808م، وذلك على صور مختلفة وبطرق سّرية، حيث استمر العمل بهذه التجارة حتى سنة 1888م حين أعلنت البرازيل تحريمها لتلك التجارة؛ بعد أن سبقتها كوبا إلى ذلك الإعلان بعامين(21).
أمّا بالنسبة لنصيب أمريكا الشمالية من تلك التجارة، فهناك تفاوت واضح في الأرقام والإحصاءات حول أعداد العبيد الذين نُقلوا إليها، فقد قدّرها جورج بانكروفت (George Bancroft) بقرابة (000,530 عبد)، تم نقلهم إلى المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية حتى قيام الثورة في سنة 1775م، لكنّ آخرين، مثل كيري (H.C.Carey)، وجدوا أنّ هذا الرقم مبالغ فيه، حيث قدّروا أعداد أولئك العبيد الذين تمّ نقلهم إلى أمريكا الشمالية حتى سنة 1790 بقرابة (500,263)، مضافاً إليهم (000,70 عبد) للفترة ما بين (1791م – 1807م)، ليصبح المجموع الكلي قرابة (500,333 عبد)(22)، ويرتفع هذا الرقم عند كرتن (Curtin) ومعظم المؤرخين الأمريكيين ليصل إلى (000,400)، مؤكدين أنه لا أحد بإمكانه إعطاء رقم دقيق عن حجم تلك التجارة بعد سنة 1808م، وقدّروها بقرابة (000,250 – 000,270)(23).
وبالرجوع إلى إحصاءات السكان في الولايات المتحدة الأمريكية لسنة 1790م – وهو العام الذي سُجّل فيه أول إحصاء رسمي للسكان- نجد أنّ عدد العبيد في تلك السنة بلغ (208,757)، حتى أصبح سنة 1810م (808,377,1)، وهذا يجعلنا نشّكك في الأرقام التي قدّمها المؤرخون الأمريكيون حول حجم تلك التجارة، سواء بعد إلغائها قانونياً في سنة 1808م أو قبل ذلك التاريخ، خصوصاً أن الإحصاء نفسه يشير إلى أنّ عدد السود في الولايات المتحدة بلغ في سنة 1860م (830,441,4)(24)، ما يعني أنّ هناك فرقاً بين الأرقام المقدَّمة من قِبل الباحثين الأمريكيين وبين إحصاءات السكان الرسمية، وهو فارق لا تغطيه نسبة الزيادة الطبيعية للعبيد الناتجة عن زيادة عدد المواليد بينهم، نظراً للمشكلات الاجتماعية والظروف القاسية التي عانتها (الأسرة الزنجية) في المجتمع الأمريكي، والمؤكد أنّ هذه الأرقام المبيّنة قد أغفلت أولئك الذين ماتوا في أثناء النقل، أو بعد أن نزلوا على الأرض الأمريكية بسبب الظروف الصعبة والأمراض التي نقلها إليهم الأوروبيون.
وعلى ما يبدو فإنّ أمريكا، وبعد أن انتزعت استقلالها من بريطانيا في سنة 1783م، أنشأت تجارة رقيق خاصة بها، حتى إنها أدت الدور الأكبر في تلك التجارة منذ ذلك التاريخ وحتى خمسين سنة بعد استقلالها(25)، ويؤكد بورستن (Borston) أنّ العبيد المستوردين من جزر الهند الغربية وإفريقيا لم يتمّ تسجيلهم، لأنّ تجارة العبيد الخارجية أصبحت غير قانونية بعد سنة 1808م، وكانت الإحصائيات تخفي الحقائق المتعلقة بالسود(26).
ومهما يكن العدد الصحيح لتلك التجارة؛ فإنه من الملاحظ أنّ إنجلترا حازت نصيب الأسد فيها، وأنّ القرن الثامن عشر هو القرن الذي بلغت فيه هذه التجارة قمّة نشاطها، خصوصاً إذا علمنا أنّ بريطانيا تمكّنت من كسب حروب بحرية كثيرة ضد قراصنة سفن العبيد في البحر، وضد الدول الأوروبية الأخرى المنافسة لها، واحتكرت تجارة الرقيق لصالحها، ونالت شركاتها حقّ نقل العبيد إلى المستعمرات الإسبانية في أمريكا منذ سنة 1713م، وتحوّل الرأسماليون البريطانيون إلى أكبر تجّار للرقيق في العالم، واستخدمت لتلك الغاية حوالي (192) سفينة، نقلت قرابة (50) ألف زنجي في الرحلة الواحدة، وذلك بعد أن بدأت إنجلترا بتأسيس مستعمراتها في أمريكا الشمالية.
موقف الكنيسة من تجارة العبيد:
أمّا بالنسبة للكنيسة في أوروبا؛ فقد نظرت إلى إفريقيا على أنها أرض الوحوش، وأكلة لحوم البشر، ومعقل الوثنية، ولذلك أجازت التجارة بالعبيد على اعتبار أنها تخلّص أولئك الوثنيين من حياتهم القاسية المليئة بالأمراض والأوبئة، والأهمّ من ذلك أنها تعلّمهم مبادئ المسيحية، وتنتشلهم من حالة التدّني والتخلّف إلى الحضارة والتقدّم.
وليس أدّل على تلك النظرة مما ورد في مقالة لكاثرين جورج (Kathryn George) بعنوان (الغرب المتمدّن ينظر إلى إفريقيا)، حيث ورد فيه: «إفريقيا.. حيث الرجال المتوحشون والنساء المتوحشات.. لأكثرهم لون أسود، وأنوف مفلطحة، وشعر يشبه الصوف، أما طبيعتهم فمتوحشة تمام التوحش، وتشبه طبيعة الحيوانات الضارية، وهم بعيدون عن الرأفة الإنسانية فيما بينهم… لا يتخذون عادات الحياة المتمدنة كما هي عند بقية الجنس البشري، ويتناقضون تمام التناقض مع ما نحن عليه… إنها شعوب فوضوية متهتكة قاسية، تعيش حياة الحيوانات لا حياة البشر… أما عاداتهم في المأكل والملبس فهي عادات حيوانية لا إنسانية، وهم يمارسون الجنس كالحيوانات: الأب مع ابنته، والأخ مع أخته… وهم يأكلون اللحم البشري»(27)!!
ونجح المبشرون البرتغاليون في القرن الخامس عشر في تحويل بعض القبائل إلى المسيحية، إلا أنهم سرعان ما انغمسوا في تلك التجارة، وامتلكوا العبيد والجواري، وبدلاً من توجّيه الجمعيات التبشيرية نشاطها وجهودها لنشر المسيحية أصبح اهتمامها منصبّاً على تجارة العبيد، وهذا ما دفع ببعض القبائل التي اعتنقت المسيحية إلى الرجوع عن الدين الجديد نتيجة الممارسات الخاطئة للمبشّرين المسيحيين في بلادهم.
وقد علّل رودني والتر (Rodney Walter) الأسباب التي جعلت الكنيسة تغضّ الطرف عن تلك التجارة بأنها كانت تجني أموالاً ضخمة من تلك التجارة، ولذلك رفض رجال الدين المسيحيون الاستماع إلى ضمائرهم، برغم معرفتهم بالمعاناة التي يلاقيها العبيد، سواء خلال عملية الصيد أو خلال مرحلة النقل إلى الشواطئ، ومن ثَمَّ الشحن والرحلة البحرية عبر الأطلسي، وأخيراً المعاناة الأشد في واقعهم الجديد في مستعمرات أمريكا، وسمحت لقساوستها بالمشاركة في تلك التجارة، خصوصاً في أنجولا(28).
وقد ظهرت في أوروبا بعض الأصوات والجمعيات والطوائف الدينية التي احتجّت على التجارة بالبشر، ولكن الكنيسة اعتبرت تلك الأصوات نداءً لبقاء أولئك الإفريقيين أو المتوحشين (Savages) – على حدّ تعبير رجال الدين المسيحيين – على وثنيتهم وبمنأى عن التقدّم.
ومن الجمعيات والطوائف الدينية التي ظهرت في أوروبا وعارضت الرّق:
– طائفة الميثوديين (Methodist)(29).
– والكويكرز (Quakers)(30).
– وجمعية مناهضي الرّق (Antislavery Society).
– وجمعية أصدقاء السود (Society of the Friends of the Blacks) التي ظهرت في فرنسا في سنة 1788م.
حيث أدانت جميعها مؤسسة الرّق والقائمين عليها والمشجعين لها(31)، ولكن حماس تلك الطوائف والجمعيات لم يكن ليثني الجزويت (Jesuit)، والدومنيكان (Dominican)، والفرانسيسكان (Franciscan)، عن دعمهم لتلك التجارة، حيث انغمسوا في تجارة الرقيق وجمع الأموال بهدف دعم الكنيسة الكاثوليكية(32)، إضافة إلى تقاضي الكنيسة رسماً عن كلّ عبد يتم تنصيره، عُرف باسم «رسم التعميد»(33)، واعتبر بعض رجال الدين المسيحيين مسألة الرّق من صميم التوراة، وأنها لعنة حلّت بأبناء (حام) بن نوح (عليه السلام)(34)، فالمسألة قدر من الله، وما تلك التجارة بالعبيد إلا تنفيذ لإرادة الرّب!!
ودرست الكنيسة الأوروبية موضوع تجارة الرقيق ومشروعيتها، وخلصت إلى نتيجة جواز تلك التجارة وعدم معارضتها لمبادئ الكنيسة، ففي سنة 1610م أرسل قسّ كاثوليكي يُدعى الأب ساندوفال (Sandoval) خطاباً إلى أحد موظفي الكنيسة في روما يسأله إن كان أسر السود الأفارقة واستعبادهم شرعياً حسب مبادئ الكنيسة، وجاء الرد في خطاب مؤّرخ في 12 مارس (آذار) 1610م كالآتي: «من الأخ لويس براندون (Louis Brandon)… تقول في خطابك أنك تود معرفة ما إذا كان أسر الزنوج الذين يتمّ إرسالهم إليكم من إفريقيا شرعياً، وعن هذه القضية أقول إنني أعتقد أنه يجب أّلا يكون لديك أدنى شّك في ذلك، لأنّ هذا الأمر قد تمّت مناقشته من قبل في (مجلس الضمير) في لشبونة، وكلّ أعضاء هذا المجلس من أهل العلم والخلاص، ولا يرون أي خطأ في ذلك، ونحن نعمل هنا منذ أربعين عاماً، وبيننا آباء عالمون… لم ينظروا قطّ إلى هذا الأمر على أنه غير مشروع، وبالآتي فإننا وآباء آخرين في البرازيل نقتني هؤلاء العبيد لخدمتنا دون تردد أو حيرة»(35).
أثر تجارة العبيد في القارة الإفريقية:
وإذا كانت تجارة العبيد قد عادت بالفائدة على أوروبا ومستعمراتها، بما وفرّته من دفع قوي للرأسمالية الصاعدة، وقيام طبقة من الأثرياء الذين استطاعوا تمويل المشاريع الصناعية في أوروبا وأمريكا، وزيادة حجم الإنتاج ونوعيته، واتساع خطوط تجارتها مع العالم، فإنها كانت كارثة إنسانية حلّت بإفريقيا، يمكن إجمالها فيما يأتي:
– فقدت القارة عشرات الملايين من سكانها، ومن فئة الشباب تحديداً، على اعتبار أنهم كانوا الفئة المرغوبة لدى التجار الأوروبيين والأعلى ثمناً.
– تأخّر التطوّر والتقدّم في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، وذلك بسبب نقص الأيدي العاملة القادرة على استثمار موجودات القارة، واتباع سياسة تجارية مع سكان إفريقيا قامت على اعتبار إفريقيا سوقاً استهلاكية فقط.
– شيوع الفوضى وانعدام الأمن، ولفترات طويلة، وعلى امتداد مساحات واسعة من القارة، نتيجة للحروب التي دارت بسبب تلك التجارة بين الإفريقيين أنفسهم، وبين الإفريقيين والأوروبيين من جهة أخرى.
– قيام اقتصاد إفريقي ساحلي لصالح الدول الأوروبية، اعتمد بشكل رئيس على تجارة العبيد وما تدّره من أرباح، ولكن هذا الاقتصاد سرعان ما انهار وتلاشى بشكل مفاجئ بعد توقّف تجارة العبيد اعتباراً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ما سبّب فوضى كبيرة انعكست على كثير من الدول والممالك الإفريقية بشكل سلبي.
– مهّدت تجارة العبيد لاستعمار القارة الإفريقية من قِبل الدول الأوروبية، ذلك الاستعمار الذي دام حتى ستينيات القرن العشرين.
– انهيار النظام الاجتماعي والأُسري في إفريقيا، بسبب ما لاقته الأُسرة الإفريقية والنظام القبلي السائد آنذاك من تفكّك بفعل الحروب الدائرة بهدف أسر العبيد، وبسبب الأعداد الكبيرة التي تمّ شحنها خارج القارة(36).
– اختلال النظام السياسي الذي كان سائداً في علاقات الدول والممالك الإفريقية، وفي علاقات القبائل فيما بينها، وذلك بفعل الحروب والتحالفات التي قامت من أجل الحصول على العبيد، ما ترك أثراً واضحاً في علاقات الدول الإفريقية بعضها ببعض(37).
– الآثار النفسية العميقة في الكيان الإفريقي، والشخصية الإفريقية، وفي إعدادها وتربيتها وتكوين القناعات في داخلها، فالاسترقاق كانت له أبعاد أخطر مما في ظاهر الأمر، حيث انبثق عن فلسفة متكاملة من النظرة الدونية إلى الإفريقي وقيمته، والتي لا تعدل (في نظر تلك الفلسفة) قيمة الحيوان، وعن مبدأ التعامل معه بامتهان شخصيته، وإهدار كرامته، وتكوين الشعور بالنقص والدونية في داخله، وإفقاده الثقة في نفسه، وسلب إرادته، وتوريثه حالة من الضعف والعجز لضمان إذعانه واستسلامه وانقياده بوصفه عبداً لسيده، بل توريث ذلك لجيل الأبناء، فإنّ (تربية العبودية) كانت فلسفة لها منطلقاتها وأهدافها ومبادئها وأساليبها ووسائلها.
– معاناة الشتات الإفريقي، واغتيال أكثر من عشرة أجيال من (الأفرو – أمريكيين) ثقافياً، وسياسياً، واقتصادياً وإنسانياً، حيث حُرموا من أي نموٍّ اقتصاديٍّ أو ثقافيٍّ، ووُضعوا بإحكام في قاع السلّم الإنساني وخارج السلّم الاجتماعي.
خاتمة:
وبذلك ربطت المصلحة المشتركة بين الشركات الرأسمالية الأوروبية، والقوى المسيطرة داخل أوروبا والولايات المتحدة، والإرساليات التبشيرية، وأصحاب المزارع والمصانع والمناجم في أوروبا وأمريكا، وزعماء القبائل الأفارقة، وتجاّر العبيد، حيث وجدت هذه الجهات في (تجارة العبيد) مصدر ثروة وطاقة إنتاجية عظيمة، قادرة على العمل في ظروف مناخية وحياتية صعبة، فتنافس الجميع للحصول على أكبر قدر من هذه الثروة البشرية، وبأبشع الوسائل، ولعّل هذا ما يفسّر القسوة والوحشية التي لاقاها العبيد الذين تمّ أسرهم تمهيداً لنقلهم إلى الأمريكتين، في مشهد منظّم لجريمة ذات يد باطشة، ضربت القارة الإفريقية، وأوقفت نموّها الحضاري، وأفسدت نسيجها الاجتماعي!!
الاحالات والهوامش:
(*) عضو هيئة التدريس – جامعة ابن رشد – هولندا.
(1) جلال يحيى: تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر، الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1999م، ص 135.
(2) شوقي عطا الله الجمل، عبد الله عبد الرازق إبراهيم: تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر، ط 2 – الرياض: دار الزهراء للنشر والتوزيع، 2002م، ص 51.
(3) البرتغاليون: هم مؤسسو مدرسة (الرّق) بكلّ مساوئه في العصر الحديث، فقد تطوّر الأمر حتى أصبح الساحل الغربي لإفريقيا مورداً مهمّاً للأيدي العاملة التي احتاج إليها الغرب لتعمير العالم الجديد، راجع: جمال حمدان: استراتيجية الاستعمار والتحرير، القاهرة: دار الشروق، 1983م، ص 58.
(4) فقد انتشر استخدام البنادق في القارة، حتى أطلق بعض المؤرخين على (القرن السادس عشر) في إفريقيا تعبير (عصر البنادق)، راجع: شوقي الجمل، عبد الله عبد الرازق: تاريخ إفريقيا، ص 52.
(5) Francoise Latour, Portuguese Participation in the Slave Trade, Reports and Papers of the meeting of experts organized by UNSO 31 January to 4 February 1978.- Paris, 1979. P. 125 – 126.
(6) Basil Davidson, Kingdoms of the old Sudan: Black History. New York: Doubleday &company, Inc, 1966. P. 36 – 37.
(7) محمود متولي: إفريقيا والسيطرة الغربية: دراسة تحليلية للاستعمار البريطاني في نيجيريا حتى نهاية سنة 1945م، القاهرة: مكتبة المعارف الحديثة 1981م، ص 74 – 75.
(8) Davidson, Op. Cit, p. 38.
وراجع أيضاً: كولين ماكيفيدي: أطلس التاريخ الإفريقي، ترجمة: مختار السويفي، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1987م، ص 138.
(9) محمود صفي الدين: إفريقيا بين الدول الأوروبية، القاهرة: د.ن، 1959م، ص 79.
(10) Jeffrey Nash, The American People.- New York: Harper &Row Publishers, 1988. P. 10 – 11.
(11) مسعود ضاهر: دراسة بعنوان «موقف الرأسمالية من الرّق: دراسة في المنهج»، ضمن كتاب: مسألة الرق في إفريقيا: بحوث ودراسات، تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1989l، ص 144.
(12) لمزيد من المعلومات عن قبيلتي الفانتي والأشانتي؛ راجع: عايدة موسى: العبودية في إفريقيا والتاريخ المفقود، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2004م، ص 155 – 162.
(13) الجلاّبة: هي الطّبقة التجارية التي تبلورت عن مجتمع تجار الرّقيق، فالجلاّبي لغة في جالب الرّقيق، تعني جالب البشر، وهو شخص ذو عقليّة طفيلية يمارس نشاط متاجرته بالبشر بشكل اقتصادي تجاري بحت.
(14) Walter Rodney, The West African and the Atlantic Slave Trade.- Dar-es-salaam: The Historical Association of Tanzania, 1967. P.7.
(15) Philip D. Curtin, The Atlantic Slave Trade A Census.- Madison, Wisconsin: The University of Wisconsin Press, 1969. p. 268.
(16) Encyclopedia of American Ethnic Groups, E.B: Stephan Thernstorm.- Massachusetts: Harvard University Press, 1980. P. 6.
(17) Joseph E. Inikori, The Slave Trade and the Atlantic Economies (1451 – 1870), Reports and Papers of the meeting organized by UNECSO at Port-au- Prince, Haiti, 31 January to 4 February 1978. In: The African Slave Trade from the fifteenth to the nineteenth Century.- Paris: UN Educational, Scientific and Culture Organization, 1979. P. 56 – 59.
(18) Michèle Duchet, Reactions to the problem of the slave trade: an historical an ideological study, Reports and Papers of the meeting organized by UNECSO at Port-au- Prince, Haiti, 31 January to 4 February 1978. In: The African Slave Trade from the fifteenth to the nineteenth Century.- Paris: UN Educational, Scientific and Culture Organization, 1979. P. 31 – 43.
(19) شوقي الجمل، عبد الله عبد الرازق: تاريخ إفريقيا، ص 53.
(20) جمال زكريا قاسم: دراسة بعنوان «العرب والرّق في إفريقيا»، ضمن كتاب: مسألة الرّق في إفريقيا: بحوث ودراسات، تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1989م، ص 147.
(21) اعترافاً من الأسرة الدولية، وبخاصةً الدول الأوروبية التي ساهمت بشكل كبير في تجارة العبيد، فقد حدّدت الجمعية العامّة للأمم المتحدة يوم (2 ديسمبر) من كلّ عام للاحتفال بإلغاء تجارة الرقيق، كما حُدّد يوم (23 آب) يوماً عالمياً لتذكّر تجارة الرقيق والمأساة التي حلّت بضحاياها.
(22) H.C. Carey, The Slave Trade, Domestic and Foreign.- Philadelphia, 1872. P. 18.
(23) Ibid., p. 72
(24) Historical Census Statistics on Population Totals by Race, 1790 to 1990, and by Hispanic Origin, 1790 to 1990, for the United States, Regions, Divisions. and States. by: Campbell Gibson and Kay Jung. Working Paper No 56. US Census Bureau, Washington DC, September 2002. P. 29.
(25) Sayyid Sa’eed Akhtar Rizvi, Slavery: From Islam and Christian Perspectives .India, November 1987. Available in 24 June 2006 at: (http://www.al-islam.org/slavery/).
(26) دانيّل بورستن: الأمريكيون: التجربة الوطنية، ترجمة: فاروق منصور، عمان: مركز الكتاب الأردني، 1993م، ص 258.
(27) كاثرين جورج: الغرب المتمدن ينظر إلى إفريقيا، ترجمة: محمد عصفور، الكويت، 1982م، ص 259 – 284، (سلسلة عالم المعرفة: 35).
(28) Rodney, Walter, Op. Cit, p 22.
(29) الميثودية: حركة دينية إصلاحية ظهرت في أكسفورد سنة 1729م، وقادها تشارلز وجون وزلي، في محاولة للنهوض بالكنيسة وإصلاحها.
(30) الكويكرز: طائفة ظهرت في إنجلترا، نادت بالصداقة الإنسانية ومقاومة الحروب.
(31) Rodney, Walter, Op. Cit, p 18.
(32) Williams
Eric, Capitalism and Slavery.- London: Andre Deutsch, 1964. P. 42.
(33) زاهر رياض: الاستعمار الأوروبي لإفريقيا، القاهرة، د.ن، 1957م، ص 138.
(34) تستند هذه الفرضية إلى ما ورد في التوراة (المحرّفة) من أنّ نوحاً (عليه السلام) لعن ابنه (حام)، ودعا ربّه أن يجعله هو وأولاده عبيداً لأخويه (سام) و (يافث) ولأولادهم من بعدهم، ذلك أنّ نوحاً (عليه السلام) – كما تزعم الرواية – شرب الخمر فسكر وتعرّى داخل خيمته (!!)، فأبصر (حام) عورة أبيه، فأخبر أخويه بما رأى، فدخلا على أبيهما وسترا عورته، فلمّا استيقظ نوح (عليه السلام) وعلم بالأمر دعا على ابنه (حام) ولعنه تلك اللعنة، وبها حلّ استرقاق الزنوج. انظر: (سفر التكوين، إصحاح 9:20-27)، نقلاً عن: عبد السلام ترمانيني، بحث بعنوان «تنظيم تجارة الرق في أوروبا وأمريكا»، ضمن كتاب: مسألة الرّق في إفريقيا: بحوث ودراسات، تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1989م، ص 206.
(35) هوارد زن: التاريخ الشعبي للولايات المتحدة من 1492م حتى الآن، ترجمة: شعبان مكاوي، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2005م، (ج 1 / ص 67 – 68).
(36) عطية عبد الكامل: تجارة الرقيق الأوروبية وأثرها على شعوب غرب القارة الإفريقية خلال القرنين الخامس عشر والتاسع عشر الميلاديين، دورية (كان) التاريخية (علمية، مُحكَّمة، ربع سنوية) – العدد العشرون؛ يونيو 2013م، ص (97 – 102).
(37) محمود متولي: إفريقيا والسيطرة الغربية، ص 9.