يحاول هذا المقال تتبُّع مسيرة أوضاع اللغة العربية في جمهورية تشاد على مستوى التعليم وإدارة الدولة والإعلام؛ بغيةَ الوقوف على الفُرَص المتاحة لها، والتحديات التي تُواجه مسارات استخدامها؛ استشرافًا لمستقبل اللغة العربية في هذا البلد، الذي ينص دستوره حاليًا على الثنائية اللغوية، التي تتقاسمها اللغتان الفرنسية العربية.
مدخل:
للغة العربية قصة ممتدة في هذا البلد الإفريقي العريق. منهجيًّا، يمكن تقسيم المراحل التي مرّ بها تاريخ اللغة العربية في تشاد إلى أربع مراحل أساسية، توحي بقدرٍ من التجانس والانسجام، أولها مرحلة وضع اللغة العربية في عهد الممالك الإسلامية، التي شهدتها منطقة حوض بحيرة تشاد، وثانيها مرحلة وضع اللغة العربية في عهد الاستعمار الفرنسي، وثالثها مرحلة وضع اللغة العربية في عهد ما بعد الاستقلال حتى عام 1990م، والمرحلة الرابعة الأخيرة وضع اللغة العربية في العقود الثلاثة الأخيرة (1991- 2021م).
وبما أن تناول هذه المراحل الأربع، وما تحتويه من إحداثيات مهمة، مسألة صعبة، وأن كل مرحلة تستحق دراسة مستقلة؛ رأينا أن نركّز على المرحلة الرابعة الأخيرة، وهي المرحلة، التي حكمها خلال الجمهورية الرئيس إدريس ديبي إتنو، الذي رحل في 20 أبريل 2021م.
مسيرة اللغة العربية في التعليم وإدارة الدولة والإعلام:
لقد ورثت اللغة العربية من حقبة الاستعمار الفرنسي، والعقود الثلاثة التي تلت مغادرته للبلاد، عددًا من المشكلات، على مستوى التعليم (على الأخص الجامعي الأهلي)، وإدارة دولاب الدولة، والإعلام.
على مستوى التعليم العالي، لتجاوز مشكلة لغة التدريس، التي كانت تسيطر عليها اللغة الفرنسية- طرحت جهات عديدة فتح مؤسسات للتعلم الجامعي باللغة العربية، فكان إنشاء جامعة الملك فيصل في العام الدراسي 1991- 1992م، كامتداد لمركز الملك فيصل الإسلامي.
ومما لا شك فيه أن هذا الحدث عُدّ آنذاك بأنه أهم تطوُّر في تاريخ التعليم العربي الأهلي في تشاد، فجامعة الملك فيصل، بالإضافة إلى أنها تُعدّ أول تجربة في التعليم الجامعي الأهلي، فهي تعدّ بحق الحلقة المفقودة في سلم التعليم العربي في تشاد، والذي يميل في أساسه إلى السلم العربي، مما يجعلها في انسجام تام مع الأرضية اللغوية العربية في تشاد([1]). وبعد ذلك تم إنشاء كلية الدراسات العربية والإسلامية التابعة لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية عام 1998م، والمعهد العالي لإعداد المعلمين، التابع للجماهيرية العظمى عام 1999م([2]). وبذا تكون أكبر عقبة في وجه اللغة العربية قد حلت، أو كادت، وأبطلت شائعة روّج لها المستعمر الفرنسي بعدم قدرة اللغة العربية على استيعاب برامج التعليم العالي كلغة تدريس.
وفي مجال تقدّم اللغة العربية، على الأقل نظريًّا، في العقود الثلاثة الأخيرة؛ برزت خطوات مهمة، يجب في مقدمتها أن نشير إلى أن المؤتمر الوطني المستقل -الذي عُقِدَ لأول مرة في تاريخ البلاد (تشاد) عام 1993- أكَّد على أهمية اللغة العربية، ودورها الطليعي الذي لعبته في تاريخ البلاد قديمًا وحديثا، إضافة إلى أن البند التاسع من الدستور التشادي -الذي تم الاستفتاء عليه عام 1996م- نصّ أيضًا على أن اللغتين الرسميتين للبلاد هما الفرنسية والعربية([3]).
لقد ساوى هذا الدستور بين اللغتين (العربية والفرنسية) كلغتين متساويتين أمام القانون، ومع ذلك لم تقم، وقتها، أي وزارة من الوزارات بتطبيق الثنائية اللغوية المنصوص عليها في الدستور، ولا يمكن القول بأن المجلس الأعلى الانتقالي، أي المجلس التشريعي للفترة الانتقالية (1993- 1996م) قد مارَس بعض الضغوطات على الحكومة آنذاك؛ لتقوم ببعض المحاولات، التي أكثر ما توصف بها أنها كانت محاولات رمزية. وإثر ذلك لم تحاول أيّ حكومة من الحكومات التالية بالشروع في تطبيق الثنائية اللغوية، التي ينص عليها الدستور، بل بقيت حبرًا على ورق، وإن كانت هناك محاولات نوعًا ما فردية لدعم المؤسسات التعليمية العربية([4]).
على العموم -كما سنعرف لاحقًا- فإن هذه الثنائية لها قيمتها الرمزية، كما أن ربطها بهذا الدستور يعد ربطًا على قدر من الأهمية؛ حيث إن الدستور يُمثّل سياسية لغوية عليا، متى ما أشير إلى هذا الأمر في بنوده.
وفي ما يخصّ مجال تطبيق هذه الثنائية، ليس بخافٍ على الجميع ما ظل يعانيه الخريجون باللغة العربية في الإدارات الحكومية، وبالأخص وزارة الوظيفة العامة عند تقديم ملفاتهم للتوظيف، من تعقيد إداري، وطلب ترجمة الشهادات، ومعادلتها على النمط الإداري الفرنسي؛ لكي يتسنَّى لهم الالتحاق بالسُّلم الإداري دون مراعاة لنص الدستور، الذي كفل لهم حقهم باعتبار اللغة العربية مساوية للغة الفرنسية([5]).
وبالرغم من تحسن وضع المثقفين بالعربية شيئًا ما في السنوات الأخيرة بحكم نضالهم، وتدفقهم بمختلف التخصصات، وإثبات كفاءتهم والوعي المتزايد بأهمية اللغة العربية في المجتمع، إلا أن هناك الكثير من العوائق والمثبطات في طريق اللغة العربية ومثقفيها؛ حيث يسير تطبيق الثنائية اللغوية ببطء شديد، فلا تكاد ترى أثرًا يُذْكَر للغة العربية في وثائق وملفات ومراسلات الإدارة العامة، فليس هناك إرادة سياسية واضحة في تنزيل مبدأ الثنائية اللغوية في مرافق الدولة، بل لا توجد إمكانيات تقنية وفنية، ولا مخصَّصات مالية لهذا الأمر([6]). وكل هذا يَشِي بأن الثنائية اللغوية ظلت حبيسة التنظير، وهذا أمرٌ متوقَّع بحكم العادة، فالتدرُّج والتدرج وحده، الذي يكفل للغة العربية العودة.
ولعل من المفاهيم الخاطئة، التي غرسها المستعمر الفرنسي، وظلت سائدة بعد رحيله بعقود، أن كل دارس باللغة العربية لا بد له من الإلمام بالفرنسية، لكي يتمكَّن من العمل في دولاب الدولة.
لقد ساد هذا المفهوم في ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث كانت الدولة تبعث خريجي المعاهد والجامعات العربية إلى فرنسا لتعلُّم اللغة الفرنسية لمدة سنة، وهي تجربة غير ناجحة وفق استقراء الواقع، ومصير هؤلاء المبعوثين. وهناك من المثقفين بالعربية من ذهب إلى فرنسا على نفقاته الخاصة لدراسة الفرنسية، أو حاول جاهدًا؛ حيث هو للتمكن من لغة موليير وحل إشكالية اللغة عند توظيفه([7]).
وإذا تركنا مجال التعليم ومجال إدارة دولاب الدولة؛ فإن العربية قد استطاعت أن تطرق مجالاً حيويًّا، كانت تحول عن ارتياده عقبات وعوائق، أعني بذلك مجال الإعلام بوسائطه المختلفة من إذاعة وتلفزيون وصحافة، ولا يخفي ما يقوم به الإعلام من أدوار جليلة في حياتنا المعاصرة.
وفي مجال الإعلام، تاريخيًّا، كان للخريجين العائدين مساهمات كبيرة، ففي الإذاعة مثلاً ساهموا في إعادة فتح القسم العربي الفصيح بالإذاعة الوطنية التشادية بقرار وزاري عام 1986م، وهو القسم الذي كان وجوده مصاحبًا لافتتاح الإذاعة الوطنية التشادية عام 1955م، وقدمت أول نشرة إخبارية بالفصحى بعد إعادتها يوم 15/5/1986م([8]).
وابتداء من العام 2001م شهدت تشاد بروز 4 إذاعات تبث برامجها من العاصمة أنجمينا، باللغة العربية، هي: إذاعة النصر المستقلة، التي تأسست عام 2001م، وهي من أوائل الإذاعات التي تبث برامج باللغة العربية الفصحى في تشاد. وإذاعة القرآن الكريم، وهي إذاعة تتبع للمجلس الأعلى للشؤون الدينية، وإذاعة البيان، وهي الإذاعة التشادية العربية، التي تتميز بأطول ساعات بث بالعربية، وإذاعة الهدى، وهي إذاعة ناشئة انطلق بثها في أبريل 2011م([9]).
أما مساهمات الخريجين العائدين في مجال التلفزيون فكثيرة ومتنوعة، منها القسم العربي بالتلفزيون، الذي كان يقدّم برامجه باللهجة العامية منذ بداية البث التلفزيوني في دولة تشاد بتاريخ 10/12/1987م. وبعد فترة وجيزة تم تطوير هذا القسم بإدخال الفصحى فيه، دون حاجة لقرارات وزارية، حيث تم توظيف بعض الخريجين العائدين من البلاد العربية بالتلفزيون([10]).
وكذلك ساهم الخريجون في مجال الصحافة العربية بتأسيس بعض الصحف، أو بالمشاركة في تحريرها؛ حيث تأسست صحيفة الوطن عام 1980م، ثم تتابع إصدار الصحف بعد ذلك فصدرت صحف مثل: “الحوار”، و”الحرية”، و”المستقبل”، و”الاستقلال”، و”البحيرة”؛ إلا إن جميع هذه الصحف توقف إصدارها بسبب العجز عن تمويل طباعتها، بينما واصلت صحف أخرى مسيرتها على الرغم من الصعوبات والمعوقات الكثيرة التي تعترض مسيرتها. ومن هذه الصحف ما يلي: صحيفة “إنجمينا اليوم”، التي صدر منها العدد الأول في شهر يناير 1999م، وهي صحيفة أسبوعية سياسية مستقلة، وصحيفة “النصر”، التي صدر منها العدد الأول في يوم 25/10/1993م، وهي صحيفة أسبوعية سياسية مستقلة، وصحيفة “المزارع”، وهي صحيفة شهرية صدر العدد الأول منها في شهر نوفمبر1999م، وتعنى بالتنمية الريفية والحضرية([11]).
ومن الصحف التي ما تزال تصدر حتى اليوم: الأضواء (2002م)، والأيام (2006م)، والرأي (2007م)، والبطحا (2007م)، والنهضة (2007م)، والخبر (2011م)([12]).
مجمل القول: حظيت اللغة العربية في تشاد خلال السنوات الأخيرة بحضور معتبر على مستوى الإعلام، فصدرت مزيد من الصحف، التي تتخذ من العربية لغة في العاصمة إنجمينا، وزادت ساعات البث باللغة العربية في الإذاعة الرسمية والتلفزيون الرسمي، بل أصبح للغة العربية حضور مميز في فضائية تشاد، التي دشنت في السنوات الماضية.
وبحسب قول عباس محمود طاهر: “إنه في هذه المرحلة شهدت اللغة العربية تطورًا ملحوظًا؛ حيث ازداد عدد المؤسسات التي تهتم باللغة العربية؛ من مدارس، وجامعات، ومراكز ثقافية، ومؤسسات مدنية؛ مما عزَّز من مكانة اللغة العربية في البلاد”([13]).
اللغة العربية: التحديات والفرص:
أولا: التحديات:
بحسب اطلاع الباحث على بعض ما كُتب عن التحديات التي تواجه اللغة العربية في تشاد في الوقت الحاضر، فإن هناك عددًا معينًا منها يستحق الوقوف عنده، وذلك لما لهذا الوقوف من علاقة باستشراف المستقبل لهذه اللغة، بغضِّ النظر عن الفُرَص المتاحة لها.
لخَّص الباحث “الطيب إدريس حلولو” أهم التحديات، التي تواجه اللغة العربية في تشاد فيما يلي[14]:
أولاً: تحديات ترجع إلى الفترة الاستعمارية، والتي ركَّزت جُلّ اهتمامها في محاربة اللغة العربية، والتشكيك بها وبدورها، واتجهت جهوده في ذلك في تحقيق هدفين أساسيين، هما:
1- محاربة الثقافة العربية الإسلامية القائمة آنذاك في تشاد، والتشكيك بدورها.
2- العمل على نشر وتعميم الثقافة الفرنسية في تشاد، وإلغاء التعامل الرسمي باللغة العربية.
ثانيًا: تحديات ترجع إلى تناول قضية الثقافة العربية في دول جنوب الصحراء الإفريقية، وقضية اللغة العربية في تشاد على وجه الخصوص. وذلك أن معظم الذين كتبوا عن تاريخ تشاد؛ فضّلوا النقل عن الكتب الأجنبية دون تمحيص أو تدقيق، ودون فَهْم لحقائق الواقع التاريخي لتشاد، الذي إن لم تكن عروبته أكثر من دول عربية، لما كانت أقل منها.
ثالثًا: تحديات تنبع من الواقع السياسي والثقافي لتشاد، ويمكن إجمالها في الآتي:
1- العمل على تهميش الدور الحضاري والثقافي للغة العربية في تشاد.
2- تأكيد الاستعمار الفرنسي في مختلف الأوساط الوطنية على أن اللغة العربية لغة وافدة، مثلها مثل اللغة الفرنسية.
3- تشجيع اللغات المحلية، والعمل على تطويرها في مواجهة اللغة العربية في تشاد.
4- العمل على الترويج لفكرة اعتماد اللغة العربية التشادية الدارجة كلغة رسمية، يمكن قبولها باعتبارها لغة وطنية بدل اللغة العربية الفصحى.
5- قلة الدراسات والبحوث العلمية، التي توضّح البعد التاريخي والحضاري للغة العربية في تشاد.
6- تغييب اللغة العربية عن المؤتمرات الرسمية والبيانات والقرارات الوطنية بالدولة التشادية.
7- إثارة الشبهات والمخاوف عن المثقفين باللغة العربية، واعتبارهم متشددين، هدفهم أولاً وأخيرًا “أسلمة وعربنة تشاد”.
8- العمل على إبعاد المثقفين باللغة العربية عن الكادر الوظيفي للدولة التشادية (أقصد المراكز القيادية للدولة).
9- انعدام الإعلام الموجّه، الذي يسعى إلى رفع شأن اللغة العربية والدفاع عنها داخل تشاد وخارجها.
رابعًا: تحديات ترجع لمثقفي اللغة العربية في تشاد، وتتمثل هذه التحديات في:
1- عامل الخوف والشعور بالدونية اللذان يسيطران على كيان المثقفين باللغة العربية.
2- انعدام الثقة فيما بين المثقفين باللغة العربية.
3- انعدام روح المبادرة مِن قِبَل المثقفين باللغة العربية.
4- القبلية والتعصُّب، الذي يسيطر على كيان الإنسان التشادي، عمومًا وانعكاساته السلبية على المصلحة القومية العليا.
5- عدم وجدود كيان موحّد يجمع المثقفين باللغة العربية، ويدافع عن حقوقهم بكل موضوعية وأمانة.
والحق أن الباحث الطيب إدريس حلولو -من خلال المقتبس الطويل الذي أوردناه- لخّص التحديات، التي تواجه اللغة العربية على نحو يعكس حجم المعاناة التي كانت، وما تزال تكبّل إلى حد كبير مسيرة هذه اللغة، فالتحدّي الأول الخاص بالفترة الاستعمارية، وإن كان يبدو أنه انتهى؛ إلا أنه في الحقيقة ما يزال مستمرًّا، فالمستعمر على الرغم من أن شمسه قد أفلت، إلا أنه خلّف جيلاً من المتفرنسين الذين حملوا رايته.
إن هؤلاء المتفرنسين التشاديين -وفقًا لعلي قضاي الدخر- يلعبون دورًا خفيًّا في محاربة اللغة العربية بشتى أنواع الطرق المشروعة وغير المشروعة، وفي شتى المجالات، وهؤلاء للأسف الشديد يوجد منهم مسلمون، لكن قد تم التغرير بهم مِن قِبَل بعض الجهات المغرضة، التي تدعمهم للعمل على عدم منح اللغة العربية الفرصة. والعمل كذلك على إظهار اللغات الأجنبية المختلفة بأنها تمثل لغات الحضارة والتقدم والرقي لتشاد بأسرها([15]).
أما التحدي الثاني الذي أشار إليه الطيب حلولو، والخاص بتناول قضية الثقافة العربية في دول جنوب الصحراء الإفريقية، وإن كان يبدو أقل شأنًا، إلا أنه نبَّه إلى قضية على قدر من الأهمية، وهي النقل من الكتب، التي ألّفها علماء الفرنجة عن دولنا دول العالم الثالث، وأننا نقبل ما جاء فيها على أنه مُسلَّمَات لا تقبل النقاش.
وأما التَّحدِّي الثالث الخاص بالواقع السياسي والثقافي لتشاد؛ فيُفْهَم في إطار الصراع بين الثنائيات، التي تحفل بها تشاد من صراع بين الفرنسية والعربية، وبين أصحاب كل منها، وما بين ثقافة فرنسية، وأخرى عربية، وما بين تعليم عربي وآخر فرنسي.. إلخ من هذه الثنائيات، التي تحاول كل واحدة منها تهميش الأخرى وتحقيرها وتقليل دورها، ولعله من حُسْن الحظ أن هذا الواقع في السنوات الأخيرة تغيَّر كثيرًا.
وأما التحدي الرابع، والذي يخصُّ مثقفي اللغة العربية في تشاد؛ فيمكن تفسيره بحياة الإحباط التي بذر بذورها المستعمر وسط هؤلاء المثقفين، ورعاها مَن شايعوه، وقد ترتَّب على ذلك أن فقد المثقف بالعربية ثقته في كل شيء، لأنه فقد الأمل في هذه الحياة، التي لا تُتاح له فيها فرصة، ولا يهتم أهل الحل والعقد فيها بمكوناته الثقافية والاجتماعية، فضاقت بهم السُّبُل، ولم تجمعهم جماعة لنيل حقوقهم إلا في السنوات الأخيرة.
ومن جهة أخرى، وفي مضمار التحديات التي تواجه اللغة العربية؛ يضيف علي محمد قمر للتحديات التي تواجه العربية في تشاد، التي طرحها الطيب إدريس حلولو تحديات تتمثل في[16]:
أولاً: كتابة اللغات الوطنية بالحرف اللاتيني، وذلك بغرض ترجمة الإنجيل إليها.
ثانيًا: الدعوة إلى العامية، وقد كتبت بالحروف اللاتينية وأُلِّف لها قاموس، وأصحاب هذه الدعوة يسعون لنشر العامية التشادية، ومن أهدافهم الحدّ من انتشار اللغة العربية الفصحى، والتقليل من شأنها، وإبعاد المواطنين عنها.
ثالثًا: التحديات التي تواجه التعليم العربي، والتي منها، عدم وجود منهج وطني، يُعبّر عن البيئة التشادية، وعن قيمها وتقاليدها وأخلاقها السمحة، ولا توجد سياسة تعليمية واضحة لصالح التعليم العربي، وضعف مُعلّم اللغة العربية، وقلة المؤسسات التعليمية العربية الوطنية وندرتها.
لا شك أن ما طرحه عليّ محمد قمر من تحديات يُعدّ من الأهمية بمكان، لا سيما التحدّي الأخير، الذي يبين إهمال الخصوصية التشادية في مجال التعليم، الذي يُمثّل جوهر قضية الشعب التشادي، التي تمسّ هويته الحضارية والثقافية والاجتماعية.
ثانيًا: الفرص:
إن واقع اللغة العربية في تشاد يُبشّر بأن كثيرًا من العقبات، التي وضعها المستعمر الفرنسي، ومن شايَعَه للحيلولة دون أن تتبوأ اللغة العربية المكانة اللائقة في المجتمع التشادية؛ أخذت بمرور الزمن تتسهل بصورة تدريجية. ويمكن القول: إنه وعلى الرغم من التحديات، التي ظلت تواجه هذه اللغة إلا أن هناك العديد من الفرص المتاحة حاليًا لهذه اللغة لكي تستعيد ماضيها التليد، وتصبح لغة المستقبل لهذا البلد العريق.
ومن جملة الفرص المتاحة للغة العربية ما يلي:
أولاً: دستورية اللغة العربية:
ونعني بذلك أن الدستور التشادي أشار في بعض نصوصه إلى هذه اللغة، وإذا كان القانون الدستوري رقم (18) بتاريخ 18 نوفمبر 1960م أعطى مكانة خاصة للغة العربية، فإن الميثاق الانتقالي للجمهورية في عام 1978م نُصَّ فيه على أن اللغتين الرسميتين هما الفرنسية والعربية. واستمر الحال هكذا في الميثاق الانتقالي للجمهورية في عام 1982م، ودستور عام 1989م، والميثاق الوطني بتاريخ 1991م، مرورًا بدستور جمهورية تشاد لعام 1996م، وانتهاء بالتعديل الدستوري لعام 2005م الذي احتفظت فيه هذه اللغة بهذه المكانة.
ثانيًا: الثنائية اللغوية:
إقرار الدستور التشادي للثنائية اللغوية المتمثلة في اللغتين الفرنسية والعربية؛ إذ نص على أنهما لغتان رسميتان لجمهورية تشاد. ولا يخفى ما في هذا الإقرار من إنصاف للغة العربية، ومن رمزية مهمة.
ومهما يقال عن أن تطبيق هذه الثنائية يسير ببطء، وأنه لا تكاد ترى أثرًا يُذْكَر للغة العربية في وثائق وملفات ومراسلات الإدارة العامة، وأنه ليس هناك إرادة سياسية واضحة في تنزيل مبدأ هذه الثنائية في مرافق الدولة، وأنه لا توجد إمكانيات تقنية وفنية ولا مخصصات مالية لهذا الأمر([17]).
ومهما يقال عن أنه كلما ذكرت هذه الثنائية يتبادر إلى الذهن مشكلة تهميش اللغة العربية ومثقفيها في الإدارة العامة في جمهورية تشاد، إلا أن هذه الثنائية أتاحت فرصة مهمة للعربية تحتاج إلى تفعيلها بابتداع آليَّات تنفيذية. كما أنه بمرور الوقت سوف تزداد رقعة استخدام اللغة العربية بازدياد الوظائف التي يتم إسنادها إليها. وقد دلت العشرين سنة الأخيرة على أن الدولة التشادية ممثلة في قيادتها العليا، تُولي اللغة العربية عنايةً خاصةً.
ثالثًا: التعليم العربي والحكومي:
يعد التعليم العربي من الفرص الأساسية التي تخدم اللغة العربية في تشاد؛ لأنه يعتبر من الحاضنات المهمة لهذه اللغة. ويشكل التوسُّع في مؤسساته من مدارس وغيرها؛ ضمانًا لمستقبل هذه اللغة.
ومن حُسْن الحظ أن مدارس التعليم العربي والإسلامي في تشاد أخذت في التزايد بصورة جيدة، ففي عام الاستقلال في 1960م لم يتجاوز عدد هذه المدارس أربعًا، بينما بلغ عددها في عام 1995م، أي بعد خمسة وثلاثين عامًا، 310 مدارس، منها خمس مدارس ثانوية؛ حيث ارتفع العدد بمعدل ثماني مدارس في السنة، وهذه المدارس تستقبل عددًا من التلاميذ يصل إلى 25830 تلميذًا([18]). ومن المتوقع أن يكون عدد هذه المدارس قد زاد بعد مرور ما يقارب العقدين ونصف من الزمن من ذلك التاريخ.
ومن الفرص التي أُتيحت للغة العربية في مجال التعليم العربي والحكومي أيضًا، الاعتراف بالشهادة الثانوية العربية عام 1986م، وتنظيمها على قدم المساواة مع الشهادة الثانوية الفرنسية مِن قِبَل مكتب البكالوريا بجامعة إنجمينا، ويبلغ عدد الذين يؤدونها حاليًا أكثر من ثلاثة آلاف سنويًّا([19]).
وافتتاح الكليات والأقسام العربية في الجامعات الحكومية، فجامعة إنجمينا افتتح فيها قسم للغة العربية بعد افتتاحها عام 1971م ضمن مكونات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ثم افتتح قسم التاريخ باللغة العربية عام 1995م، وقسم الجغرافيا عام 2008م، وافتتح قسم البيولوجيا بكلية العلوم التطبيقية عام 1996م، وأتبع بعد ذلك بافتتاح قسم الرياضيات. وجامعة آدم بركة في مدينة أبشه أنشئت فيها أقسام اللغة العربية والتاريخ والحقوق باللغة العربية منذ افتتاحها، كما يضم المعهد العالي لإعداد المعلمين عددًا من الأقسام العربية. وجعل اللغة العربية لغة إجبارية في مدارس التعليم الحكومية من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية. وتوظيف الآلاف من معلمي اللغة العربية لتدريسها، وتشهد هذه السياسة تسارعًا ملحوظًا ومطردًا منذ عشرة أعوام([20]). وكل ذلك من شأنه أن يدعم مسيرة اللغة العربية في تشاد.
رابعًا: الانفتاح على العالم العربي والإسلامي:
يقول يوسف بريمة سليمان: إن تشاد دولة عربية مجهولة، فإذا كانت العروبة تُقاس بالأصول والجذور؛ فإن الشعب التشادي شعب عربيّ تجري في عروقه الدماء العربية، وإذا كانت العروبة تُقاس باللسان فإن 95% من سكان تشاد يتحدثون اللغة العربية، وتشاد أكثر عروبة من بعض الدول المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية كالصومال وجيبوتي وجزر القمر، ففي هذه الدول يحتاج المرء لمترجم ليفهم لغة المعاملات التجارية، بينما في تشاد يستطيع أي عربي الدخول إلى الأسواق، وأن يبيع ويشتري باللغة العربية، ويتعامل بالريال التشادي الذي يساوي خمسة فرنكات فرنسية([21]).
ويشير يوسف بريمة سليمان في موضع آخر إلى أن تشاد كانت وما تزال مرتبطة بالعالم العربي، وهذا الارتباط ترك آثاره الإيجابية على حياة الشعب التشادي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولقد كان للسودان وليبيا ومصر والسعودية بصمات واضحة على مجريات الحياة في تشاد([22]).
وتشهد مجريات الأحداث حاليًا أن جمهورية تشاد تزداد قربًا من العالم العربي والإسلامي بصورة واضحة، وآية ذلك وجود سفارات لدول عربية وإسلامية عديدة، ومراكز ثقافية عربية عديدة، وانفتاح على الدول العربية بغرض التعليم، وتحسين الوضع الاقتصادي، وغير ذلك مما يدل على توسُّع هذه العلاقة. هذا إلى جانب العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تحتاج إلى رصد تفاصيلها.
خامسًا: الإعلام بوسائطه المختلفة:
تم استخدام اللغة العربية في الإذاعة الوطنية والتلفزيون التشادي منذ افتتاحهما لتقديم الأخبار والبرامج والإعلانات، كما كانت تصدر صحيفة الوطن شبه الرسمية باللغة العربية خلال الثمانينيات من القرن الماضي. وفي العشرين سنة الأخيرة ازداد عدد الصحف الصادرة باللغة العربية، وزيدت ساعات البث باللغة العربية في الإذاعة الرسمية، ودشنت قبل أعوام الفضائية التشادية التي تجد فيها العربية حظًّا وافرًا. وقد تمت الإشارة مِن قبل إلى عدد معتبَر من الصحف والإذاعات، التي تتخذ اللغة العربية لغة إصدار وبث، على التوالي.
سادسًا: اهتمام الدولة ورئيس الدولة:
من الملاحَظ بوضوح، أن الدولة التشادية في السنوات الأخيرة ظلت تُولِي اللغة العربية عنايةً خاصةً، ممثلة في رئيسها الراحل إدريس دبي إتنو، الذي عبَّر صراحةً في كثير من المناسبات العامة، منها خطابه الشهير للشعب التشادي في مدينة سار بجنوب البلاد، بمناسبة مطلع العام 2010م، الذي نادى فيه بضرورة إدخال تدريس اللغة العربية في جميع المدارس بصورة جادة، وأن ينال مثقفو اللغة العربية نفس الحقوق والامتيازات والمناصب التي يحظى بها المثقفون باللغة الفرنسية، كما نادى بأن يُتَاح للغة العربية قدرٌ مساوٍ للغة الفرنسية من ساعات البثّ في الإذاعة والتلفزيون الوطنيين([23]).
علاوةً على ذلك فإن الرئيس التشادي الراحل قد حضر ندوة اللغة العربية في تشاد: الواقع والمستقبل، في مقر البرلمان التشادي في إنجمينا بتاريخ 26 يناير 2001م، كما ألقى خطابًا باللغة العربية الفصحى في المؤتمر الدولي للديمقراطية والسلام بتشاد، في أكتوبر 2010م، الذي أقامته جامعة الملك فيصل، وغير ذلك من المناسبات، مما يدل على اهتمامه الشخصي -رحمه الله- بأمر هذه اللغة.
بحسب محمد فضل مدني فقد أصدر، وقتها، دولة الوزير الأول رئيس الحكومة الدكتور نور الدين دلوا كاسيري كوماكوي مذكرة بتاريخ 14/6/1994م موجهة إلى جميع الوزراء، يطلب منهم أن يأمروا بكتابة لافتات أبواب مكاتبهم وأبواب مختلف الأقسام التابعة لوزارتهم باللغتين الرسميتين (الفرنسية والعربية)، وأردف بمذكرة أخرى بتاريخ 9/11/1994م موجهة إلى جميع الوزراء ورؤساء المؤسسات العامة، يطلب منهم أن يدرجوا ضمن ميزانياتهم لعام 1995م آلات طباعة عربية فرنسية وطابعون ومترجمون باللغتين. وقد تم تعريب عدد كبير من الواجهات الرسمية للوزارات والإدارات والبلديات والجامعات وغيرها. وأصدرت بعض الوزارت والإدارات الحكومية أوراقها الرسمية وأختامها باللغتين العربية والفرنسية. كما أصدر جواز السفر والبطاقة الشخصية الوطنية باللغتين([24]).
مما يجب الإشارة إليه في هذا المضمار: أن الدولة التشادية بدأت في السنوات الأخيرة بتعيين وزراء من مثقفي اللغة العربية، باعتبارهم يمثلون هذه اللغة، إضافةً إلى عدد كبير من الأمناء العامين (وكلاء الوزارات) والمديرين ورؤساء القسام وكبار المسؤولين في مختلف الإدارات والوزارات. كما صدر المرسوم الرئاسي رقم: 1577/رج/رو/وت ع/2011م، بتاريخ 21/12/2011م بتعيين عميد لكلية علوم الصحة البشرية بجامعة إنجمينا، كأول مرسوم يصدر باللغتين العربية والفرنسية، وبدأت وزارة التعليم العالي بعد ذلك بإصدار قراراتها باللغتين. كما صدر أيضًا القرار الوزاري رقم 95/رج/رو/وت ع/أع/2012، بتاريخ 13/3/2012م، من معالي وزير التعليم العالي يوجه فيه كل الإدارات الفنية بالوزارة والمؤسسات، التابعة لها بإعداد المراسلات والوثائق باللغتين الرسميتين لجمهورية تشاد، وهما العربية والفرنسية([25]).
إن كل ما ذُكِرَ يقف دليلاً على أن الدولة التشادية ممثلة في رئاسة جمهوريتها، وكبار مسؤوليها تُولِي اللغة العربية عنايةً خاصةً، ليس فقط على مستوى التنظير، وإنما تقوم بإتْبَاع القول بالعمل.
إن هذا قليلٌ من كثير ساهمت به الدولة التشادية لنهضة بلدها، الذي تستعد فيه هذه اللغة للانطلاق نحو المستقبل، المستقبل الذي يرتكز على ما أشرنا إليه من فُرَص مواتية داعمة لمسيرة اللغة العربية.
مستقبل اللغة العربية في تشاد:
لا شك أن مستقبل اللغة العربية في تشاد يمكن استشرافه من خلال رصد التحديات التي تواجهها، ومدى قدرة هذه التحديات على تعطيل مسيرتها الآخذة في التطور المستمر. إن التحديات التي تواجه اللغة العربية في تشاد، في غالبيتها العظمى، في حالة تراجع، لا سيما في السنوات الأخيرة؛ وذلك بحكم الوعي بأهمية اللغة العربية كواحدة من مكونات الشعب التشادي الأساسية، وبحكم التعاطف معها لما لاقته من إهمال وتجاهل في فترات سابقة. كما أن تلك التحديات سيهون أمرها بفعل السياسات اللغوية، التي اتبعتها الدولة التشادية في الثلاثة عقود الأخيرة، والتي أعادت للغة العربية اعتبارها، كما سيهون أمرها بفعل التقارب الثقافي والاقتصادي والاجتماعي بين تشاد والعالم العربي والإسلامي.
هذا، من جانب آخر فإن الفرص المتاحة للغة العربية في تشاد في الثلاثة عقود الأخيرة؛ ساهمت في إبراز المستقبل الواعد لهذه اللغة بصورة جنينية. فقد عوَّضت هذه الفرص حاجة الانطلاق المكبوتة، ولكن هذه الفرص تحتاج للاغتنام بدراسة وتخطيط علميين.
المهم في الأمر أن هذه الفرص، والتي تم حصرها في دستورية اللغة العربية، والثنائية اللغوية (بعد وضع آلية أو آليات معينة لتنفيذها ومتابعتها)، وازدياد مساحة التعليم العربي والحكومي، والانفتاح الموسَّع على العالم العربي والإسلامي، والإعلام بوسائطه المختلفة، واهتمام رئيس الدولة وكبار مسؤوليها، المهم في الأمر أنها تحتاج إلى تضافر الجهود المؤمنة بأهمية اللغة العربية إيمانًا عمليًّا، ومؤمنة بدورها في المجتمع التشادي. ومن المعلوم أن هذه الفرص في مجملها نتاج سياسة لغوية بدأت في اتبعها الدولة التشادية، وما تزال (وبعضها نتاج بالإضافة إلى ذلك إلى سياسة تعليمية).
اللغة العربية إذًا يتوقع لها مستقبل واعد في تشاد، بحكم أن المعادلة بين التحديات، التي تواجهها والفرص المتاحة لها؛ بمثابة كفتي ميزان؛ كفة للتحديات، وهي في حالة نقصان وزن بمرور الوقت، وكفة للفرص المتاحة، وهي في حالة زيادة وزن، أيضًا بمرور الوقت.
مع الإشارة إلى أن السياسة اللغوية، التي تتبعها الدولة التشادية تدعم الكفة الثانية، لكن هذه السياسة تحتاج إلى إرادة وعزيمة من أهل الحل والعقد لمتابعة إجراءات تنفيذها، كما تحتاج إلى تنوير المجتمع التشادي بها، والصبر على معارضيها؛ لأن المعركة طويلة في هذا المضمار، خصوصًا وأن اللغة الفرنسية (غريم العربية، ومشاركتها في مجال اللغة الرسمية) تتحيّن الفرص للانقضاض ثانية، والانفراد في المجالات التي احتكرتها، إلا قليلاً، لعقود عديدة.
[1] – محمد الأمين حسين رماد (2001م): “انتشار التعليم العربي الأهلي في تشاد”، ندوة اللغة العربية في تشاد، الواقع والمستقبل، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية- ليبيا، بنغازي: دار الكتب الوطنية، ص566.
[2] – علي محمد قمر (2001م): “التحديات التي تواجه اللغة العربية في تشاد”، ندوة اللغة العربية… المرجع نفسه، ص728.
[3] – المرجع نفسه، والصفحة نفسها.
[4] – علي قضاي الدخر (2001م): “تباين اللغة العربية بين الشارع والدواوين الرسمية”، ندوة اللغة العربية…، المرجع نفسه، ص646.
[5] – علي قضاي الدخر (2001م): “تباين اللغة العربية بين الشارع والدواوين الرسمية”، ندوة اللغة العربية…، المرجع نفسه، ص 647.
[6] – محمد آدم كلبو (2001م): “الثنائية اللغوية في تشاد بين الواقع والمستقبل”، ندوة اللغة العربية…، المرجع نفسه، ص710.
[7] المرجع نفسه، ص713.
[8] – مرتضى الزين أحمد (2001م): “أثر الخريجين التشاديين العائدين من الدول العربية في المجتمع التشادي”، ندوة اللغة العربية…، مرجع سابق، ص.ص601- 602.
[9] – عباس محمود طاهر، مكانة اللغة العربية في وسائل الإعلام التشادية (إذاعة البيان أنموذجًا)، على الموقع: https://www.alarabiahconferences.org/
[10] – مرتضى الزين أحمد (2001م):” أثر الخريجين التشاديين العائدين من الدول العربية في المجتمع التشادي”، ندوة اللغة العربية…، مرجع سابق، ص 62.
[11] – المرجع نفسه، ص603.
[12] – عباس محمود طاهر، مكانة اللغة العربية في وسائل الإعلام التشادية (إذاعة البيان أنموذجا)، على الموقع: https://www.alarabiahconferences.org/
[13]– المرجع نفسه.
[14]– الطيب إدريس حلولو (2001م):”اللغة العربية في تشاد بين الرغبة الشعبية والرفض الرسمي”، ندوة اللغة العربية.. مرجع سابق، ص.ص658-660.
[15] – علي قضاي الدخر (2001م): “تباين اللغة العربية بين الشارع والدواوين الرسمية”، مرجع سابق، ص.ص649- 650.
[16] – علي محمد قمر (2001م): “التحديات التي تواجه اللغة العربية في تشاد”، مرجع سابق، ص.ص728-738.
[17] – محمد آدم كلبو (2001م): “الثنائية اللغوية في تشاد بين الواقع والمستقبل”، مرجع سابق، ص710.
[18]– انظر: حضور اللغة العربية في بلدان الفرانكوفونية الواقعة جنوب الصحراء، على الموقع:
http//mooltakha.blogspot.com
[19] – محمد فضل مدني (2012م): “رسمية اللغة العربية في تشاد: الأسس والمرتكزات، بحث مقدم للمشاركة في المؤتمر الجامع الثالث للغة العربية في تشاد، الذي أقامته جمعيات المجتمع المدني التشادية الداعمة للغة العربية بإنجمينا، 19- 22 مايو، غير منشور، ص. ص (7-8)، ص13.
[20] – المرجع نفسه، الصفحة نفسها. محمد فضل مدني (2012م): “رسمية اللغة العربية في تشاد- الأسس والمرتكزات”، مرجع سابق، ص13.
[21] – يوسف بريمة سليمان (2006م): “تشاد الدولة العربية المجهولة”، أعمال المؤتمر الدولي الإسلام في إفريقيا، مج 14، ص. ص (207- 413)، 26-27 نوفمبر، أقامته جامعة إفريقيا العالمية، بالتعاون مع جمعية الدعوة الإسلامية العالمية– ليبيا، ووزارة الإرشاد والأوقاف- السودان، الخرطوم: دار جامعة إفريقيا العالمية للطباعة، ص409.
[22] – المرجع نفسه، ص405.
[23] – محمد فضل مدني (2012): “رسمية اللغة العربية في تشاد: الأسس والمرتكزات”، مرجع سابق، ص13.
[24] – محمد فضل مدني (2012): “رسمية اللغة العربية في تشاد: الأسس والمرتكزات”، مرجع سابق، ص. ص 13- 15.
[25]– المرجع نفسه، الصفحات نفسها.