د.كونى صواليحو
أستاذ مشارك في كلية اللغة العربية والعلوم الإنسانية
في الجامعة الإسلامية بالنيجر
تقديم:
يمكن البحث عن جذور احتكاك غرب إفريقيا باللغة العربيّة منذ القرن الأول الهجري، وبالتحديد في الفترة التاريخية لإمبراطورية غانه الإسلاميّة، “وكانوا في صدر الإسلام من أعظم أمم السودان أسلموا قديمًا”[1].
وقد وصل الإسلام إلى منطقة جنوب الصحراء في وقت مبكر جدًّا؛ أي: القرن الأول للهجرة (السابع للميلاد)[2]. واكتست تجربة التعامل باللغة العربيّة في غرب إفريقيا قداسة بسبب كونها لغة رسالة الإسلام ونظرًا لعالميتها، وكونها بعيدةً عن أيّ حدود جغرافيّة أو قوميّة عربيّة.
وتعتبر الماندى بفروعها الثّلاث (المانكة، والبمباراه، والجولا) من الشّعوب الإسلاميّة التّي تأثرت باللغة العربيّة كثيرًا في المنطقة.
وتتحدث باللغة العربية قبائل الجولا وهي قبائل مسلمة عاشت منذ زمن قديم مع قبائل المالينكى في حركة تجاريّة قويّة في مناطق جنوب فلتا (بوركينا فاسو وشمال كوت ديفوار حاليًا)، وهي مناطق كانت على الخريطة الجغرافيّة لإمبراطورية غانه الإسلاميّة وتحت حكمها.
وكانت قبائل الجولا والمالينكى أول من فتحوا طرق القوافل التجاريّة الموسميّة من الشمال نحو الجنوب، وأسَّسوا مُدنًا إسلاميّة تجاريّة، في شمال كوت ديفوار، تطورت بعضها فيما بعد إلى ممالك صغيرة، ومن هذه المدن: كونغ وبوندوكو، وأودينى وكورو، وطوبا وسيغيلا، ومانكونو وساماتيكيلا.
ظلت اللغة العربيّة الفصحى محتكَرَة في فئة تدعى كراموغو[3]، واقتصرت مهمتها على إقامة الشعائر الدينيّة، وتدوين بعض السّجلات والوثائق العلميّة والسياسيّة، فكانت اللغة تُتداول مكتوبةً لا منطوقةً. وكانت الحاجة قائمة إلى استعمال الحرف العربي لكتابة لغة الجولا السائدة، وسط صراع اللغات واللهجات المحليّة المتداولة بالمشافهة.
وفي العام 1885م تسرّب الاستعمار إلى جنوب البلاد، ثم امتد نفوذه حتى سيطر على المنطقة كلها في العام 1893م. وقد ركز الاستعمار كثيرًا على عنصر اللغة؛ لأنه هو العنصر المضمون لنقل بضاعته الثقافية إلى هذه الأراضي المستعمَرَة، وعليه تقوم أسس مشروع “فرنسة” الشعوب الإفريقيّة المستعمرة؛ لخدمة فرنسا الأم في أوروبا.
كان السعي حثيثًا للقضاء على اللغة العربيّة من حيّز الوجود، وقد مرّ هذا السعي في مساره التاريخي بمرحلتين مختلفتين من حيث الطريقة، إلا أنهما متفقتان من حيث الهدف؛ وهما كالتالي:
1- مرحلة استعمال القوة والعنف: وهي مرحلة الاستعمار (السجن، التعذيب، القتل).
2- مرحلة استعمال الغزو الفكري: وهي مرحلة الاستقلال (دعم الحلفاء، اندماج متعلّم اللغة الفرنسيّة، تسيير الإعلام الوطني نحو اللغة الفرنسيّة، فصل التعليم العربي الإسلامي عن التعليم الرسمي العلماني).
وفيما يلي وقفات مع مسيرة اللغة العربية في كوت ديفوار ومراحل تطوُّرها وانحسارها.
1- جامعة كونغKong المنكوبة وتأصيل اللغة العربيّة:
تقع مدينة كونغ في شمال كوت ديفوار على حدود بوركينا فاسو، وهي مدينة تجارية تاريخية إسلاميّة قديمة، ومن المدن التي كانت على خريطة إمبراطوريّة غانه الإسلاميّة، ومن هذه الإمبراطورية يمكن البحث عن جذور الإسلام واللغة العربيّة في كوت ديفوار قبل إمبراطورية مالي، تلك الحلقة التاريخيّة المفقودة لدى كثير من الباحثين الذين اهتموا بهذه المسألة، وتناولوها في ضوء آراء مختلفة لم تسبر الغور التاريخي الدقيق للمسألة، ولم يفرّقوا بين دخول الإسلام وانتشاره في المنطقة.
وقد أكد كونى عبد الرحمن أن “الإسلام دخل شمال البلاد في وقت مبكر جدًّا في حوالي القرن الرابع عشر، معاصرًا لامتداد إمبراطورية مالي، بواسطة تجار مالينكى وجولا…”.[4] بينما يرى البعض أن الإمام ساموري تورى هو الذي نشر الإسلام بهذه المنطقة؛ بَيْد أن مجيئه لم يكن إلا في العام 1881م.[5]
وقد نشأت اللغة العربيّة في شمال كوت ديفوار، على يد قبائل الجولا والمالينكى، ونمت ونضجت واكتملت منذ زمن تاريخي سحيق، تمتدّ جذوره إلى تاريخ الإسلام وانتشاره في إمبراطورية غانه قبل إمبراطورية مالي. فالخريطة التي رسمها الدكتور إبراهيم علي طرخان للتحديد الجغرافي لمساحة إمبراطورية غانه الإسلاميّة في القرن الحادي عشر الميلادي، تشمل أراضي مدينتي بوندوكوBondoukou وكونغkong ، وبعض المناطق الشمالية التي سكنت فيها قبائل الجولا والمالينكى.[6]
كما أن الروابط التجارية القوية بين مختلف بقاع إمبراطورية غانه لم تنقطع في أيّ زمن من الأزمنة، بل شهدت تطورًا مرموقًا بفضل الإسلام، خصوصًا في فترة ما بين القرن الثالث والخامس الهجري، حيث أحصى أبو عبيد البكري في إمبراطورية غانه اثني عشر مسجدًا.[7]
ويذكر الدكتور محمد عبد الله اسم مدينتي كونغ وبوندوكو في ثنايا حديثه عن إمبراطورية غانه حيث يقول: “وانتشرت قبائل السوننك في اتجاه (ديارا) و(غلمGalam ) و(مسيناMasina ) واتجهوا – بخاصة- إلى (دياDya )، ومنها تحركت مجموعات من قبائل (الديولاDyula ) التي اعتنقت الإسلام، واتجهت إلى الحدود الشمالية لمنطقة الغابات، وأنشأت مراكز إسلاميَّة مثل: (بيجوBego ) بالقرب من جنوب نهر فولتا الأسود، وانتشرت المدن التجارية هناك (بوندوكو) و(كونغ)”.[8]
وبعد سقوط إمبراطورية غانه، خضعت المدينتان لإمبراطورية مالي الإسلاميّة التي سقطت في بداية القرن السادس عشر، فتفرقت عنها ممالك صغيرة.
وقد شهدت منطقة شمال كوت ديفوار في الفترة ما بين القرن السابع عشر والقرن التاسع عشر الميلادي قيام ممالك صغيرة مسلمة أو متأثرة بالإسلام على يد الجولا والمالينكى، وقد أدت هذه الممالك دورًا كبيرًا في الحفاظ على الثقافة الإسلاميّة، واستعملت اللغة العربيّة لتدوين جميع وثائقها، ومن أهم هذه الممالك:
1- مملكة بوناBouna : في أوائل القرن السابع عشر جاءت سلالة داغومباDagomba من فولتا (بوركينافاسو)، ونزلت إلى منطقة بونا، وأسست فيها مملكتها، وقوي نفوذها مما أدَّى إلى أن تتخذ لنفسها تسمية أخرى (كولنكوKoulango ) بمعنى الذين لا يخافون الموت. ولم تكن هذه المملكة إسلاميّة، ولكن الإسلام ترك فيها آثاره؛ بسبب موقعها على طريق من أهم الطرق التجارية التي كانت قبيلة الجولا المسلمة تتردد عليها.
وفي أوائل القرن التاسع عشر سقطت مملكتهم على يد مملكة أبرونAbron التي كانت تجاورها في منطقة بوندوكوBondoukou ، وبعد ذلك دخلها الإمام ساموري تورى.[9]
2- مملكة أبرونAbron في منطقة بوندوكو: نشأت في منتصف القرن السابع عشر، وكانت كأختها من حيث النشاط التجاري، وقد ورثت الإسلام من تجار الجولا، وسقطت بدورها على يد جيرانها أشانتAchanti في غانا، وبعدها استولى على المنطقة الإمام ساموري تورى.[10]
3- مملكة كونغKong : قامت على يد سيكو وتارا في القرن الثامن عشر، وكانت من أكبر المراكز التجارية والثقافية الإسلاميّة في غرب إفريقيا، ثم سقطت على يد الإمام ساموري تورى بعد قرنين من تأسيسها.[11]
4- مملكة كابادوكوKabadougou : في أوائل القرن التاسع عشر جاء مقاتلون مسلمون من مالي وغينيا، وأسَّسوا مملكة كابادوكو في منطقة أوجينى، وكانت تحت قيادة مختار تورى، وكان لها دور كبير في الحفاظ على الإسلام.[12]
5- مملكة طوباTouba : قامت على يد فاكورو بامبا في منطقة طوبا الإسلاميّة، واحتلها الإمام ساموري تورى.
6- مملكة زيرماZerma : في منطقتي مانكونوMankono وكاتيولاKatiola ، وقامت بدور فعَّال في رفع راية الثقافة الإسلاميّة، ثم احتلها الإمام ساموري تورى.[13]
7- مملكة الإمام ساموري تورى الإسلاميّة: وضمت كل الأراضي التي عاشت عليها الممالك السابقة، بعد أن دخلها في العام 1881م، كما ضمَّ بعض الأراضي من مالي وفلتا (بوركينافاسو) وغانا وغينيا، بفضل جنوده الذين أُطلِق عليهم “صوفاSo fa “[14]. وسقطت مملكته على يد المستعمرين الفرنسيين الذين أسروه عام 1898م.
ويلاحظ أن الممالك الثلاثة؛ مملكة كونغ، ومملكة كابادوكو، ومملكة طوبا، قد قامت على يد المالينكى والجولا. وهناك ممالك أخرى لم تكن مسلمة ولم تتأثر بالإسلام، وهي مملكة سينوفوSénoufo ، ومملكة أنيAgni وباولىBaoulé ، وعاشت كلها في القرن الثامن عشر.[15]
وكانت مملكة كونغ أشهر هذه الممالك بفضل موقعها الاستراتيجي على طرق القوافل التجارية، وكثرة علمائها، وحلقاتها العلمية، وكانت من أكبر المراكز التجارية والثقافية المشهورة في غرب إفريقيا.
وذكر بعض الباحثين أنه في القرن الثامن عشر الميلادي عرف الإسلام أوسع انتشاره؛ وذلك بعد تأسيس مملكة كونغ الإسلاميّة بقيادة السلطان سيكو وتارا، وابنه كومبى وتارا. وقد استدعى هذا السلطان عالمًا مسلمًا يسمى العباس سيتافا سانوغو وجعله إمامًا للمسجدٍ الذي بناه في العام 1756م.
وكان العباس هو أول من قسّم التعليم العربي في كونغ إلى ثلاث مراحل، وسمّاها تسمية محلية:
1- دوكومان: التعليم الأساسي.
2- ساندو: التعليم المتقدّم.
3- لونيبا: التعليم الكبير أي العالي.
وكان مجموع السنوات لاجتياز هذه المراحل الثلاثة خمسة وثلاثين عامًا. وكان يُضَافُ إلى الطلاب المنتظمين طلابٌ آخرون منتسبون جاءوا ليكملوا دراساتهم من مختلف أنحاء غرب إفريقيا؛ مثل: كانكان، كانكانبا، ساماتيكيلا، كاي، كورو، بورو، وبوندوكو، بونا.
وبعد هذا التكوين العلمي يُمْنَح الطالب إجازة، ويكون على مستوى جيد من معرفة اللغة العربيّة، والقرآن الكريم.
ولقد أصبحت جامعة كونغ في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من أهم جامعات غرب إفريقيا، التي تُخَرِّج العلماء والفقهاء والقضاة، وكانت لها شهرة واسعة ومكانة مرموقة خارج مملكة كونغ.
وكان خريجو جامعة كونغ يهاجرون إلى أغلب بلدان غرب إفريقيا لنشر الإسلام.. وكان الإسلام وتعليم اللغة العربيّة يُسهمان في تكوين مجموعة من الناس يدعون (كراموغو)؛ أي: العلماء.[16]
لم تكن جامعة كونغ محظوظة؛ فقد مرّت في مسارها التاريخي بكارثتين عظيمتين نكبتاها ومسحتاها من خريطة جامعات غرب إفريقيا العتيقة:
تمثلت الكارثة الأولى في حملة الإمام ساموري تورى الذي احتلّ جميع الممالك الشمالية لكوت ديفوار، وشكّل منها مملكة كبيرة. وقد هلك كثير من كبار علماء كونغ في هذه الحملة. وكان الإمام ساموري تورى يهدف إلى تأسيس مملكة إسلاميّة قوية، تقوم بحماية الشعب من بطش الاستعمار الفرنسي، وكان إذا فتح مدينة يُؤسِّس فيها مسجدًا، ويعيّن له إمامًا، وكان لا يقبل من أي مملكة أخرى في المنطقة أن تنافس مملكته، إسلاميّة كانت أو غير إسلاميّة. ومن الروايات الشفهية في أسباب سقوط كونغ على يد الإمام: أن الاستعمار الفرنسي كان قد أرغم ملك كونغ على توقيع معاهدات بينه وبينهم، الهُدنة القومية أو القبلية التي قد تؤدي إلى شقّ قوة اتحاد المنطقة إزاء الاستعمار، وهو أمر لا يقبله الإمام في مبادئه الأممية الإسلاميّة.
وتجدر الإشارة إلى أن غزو الإمام لمملكة كونغ وغيرها من الممالك من الأحداث التاريخية التي عبثت بها يد الاستعمار الفرنسي، وزيّفته بغية الطعن في حركة الإمام القومية والإسلاميّة، وقد أعادوا إخراج شخصية الإمام الإسلاميّة على صفحات التاريخ بصورة ملطخة بالدم والطغيان والأنانية وحبّ الزعامة.
وقد وصف محمد جلال عباس حركة الإمام بأنها حركة إسلاميّة حيث قال: “وكان ملك ساموري تورى من 1870م إلى 1888م هو آخر ممالك الماندى الإسلاميّة؛ حيث استطاع الفرنسيون في زحفهم على بلاد غرب إفريقية أن يقضوا على حركته الإسلاميّة التي حاول بها توحيد البلاد في مواجهة الهجوم الفرنسي الزاحف عليها”.[17]
وتمثلت الكارثة الأخرى في غزو الاستعمار الذي بدأ منذ 1885م في الجنوب الذي سقط بكل سهولة في يد الاستعمار، بخلاف الشمال المؤسَّس على بنية تحتية قوية، تحت سيادة عسكرية وعلمية وثقافية إسلاميّة منظمة، وقد تأخرت السيطرة عليه.
ولما استقر الأمر لدى المستعمرين، وجدوا أن اللغة العربيّة هي اللغة الرسمية في الشمال، وأن مدينة كونغ هي عاصمة الثقافة الإسلاميّة واللغة العربيّة. ومن ثم أقاموا حملة عنيفة على مدينة كونغ، فسقطت مرة أخرى، وشرعوا في تعذيب الفقهاء والعلماء وقتلهم، وكل الذين يعصون أوامرهم وتعليماتهم، ونهبوا أكثر المخطوطات.
ثم لملمت جامعة كونغ أجزاءها بعد هذه الكارثة المؤلمة، وحاولت استرجاع بعض نشاطها التجاري والعلمي، ولكنَّ الفرصة كانت سانحة لنشأة مراكز إسلاميّة أخرى في المنطقة على حساب جامعة كونغ المنكوبة، ومن ثم “تحوّلت مدينة بوندوكو إلى مدينة مقدّسة بجوامعها ومدارسها القرآنية، وبدأ ثراؤها يتجلَّى بسرعة، كما بدأت الثقافة الإسلاميّة تنتشر عند الأهالي، وظهرت مدن كثيرة منها: أوجني، سيغيلا، طوبا، مانكونو، بونجالي، بينكى… تتنافس في جذب طلاب العلم والتجار، وبدأت التجارة تروج، ويبدو الغنى في كل مكان”.[18]
2- اللغة العربيّة في ميزان السياسة التقدمية:
منذ تاريخ 8 مايو 1911م أعلنت فرنسا القطيعة النهائية مع اللغة العربيّة.[19] وقد ركَّزت استراتيجية الاستعمار على عنصر القضاء على اللغة العربية بالدرجة الأولى للوصول إلى أهدافها؛ فاللغة أخطر جهاز وأضمنه لخلق جسر تواصل بين مختلف الثقافات، وبهذا الجهاز تمكن فرنسا من تمرير ثقافتها ودينها وعاداتها وتقاليدها إلى الشعوب المستعمرة. ولو اكتفينا باللجوء إلى القاموس لوجدنا أنّ الفرانكفونية هي أن يتحدث المرء بالفرنسيّة بشكل طبيعي؛ ذلك ما يقوله قاموس روبير”.[20]
إنّ ميزان السياسة التقدمية لـ”كوت ديفوار” ميزان رأسمالي علماني، يتمحور حول مفهوم الإنسان -كما في تصوُّر الغرب- بمعزل عن دين الله -تعالى-، وقد عملت فرنسا على “فرنسة” مستعمراتها لتؤمِّن تبعيتها الفرانكفونية لفرنسا الأم سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا… وهو ميزان غير شرعي في إفريقيا، لا ينسجم مع طبيعة الإنسان الإفريقي المجبول على فطرة روحية كبيرة، وظّفها في الوثنية والمسيحية والإسلام.
وقد عاشت جمهورية كوت ديفوار في عهد الرؤساء الأربعة السابقين هَوَس هذا الحلم العلماني؛ كما هيأتها لذلك فرنسا، إلا أنّها فشلت تمامًا؛ فطبقت علمانية مشوّهة بمقوّمات مسيحية، وأخرى محلية إفريقية أصيلة.
وتمثّلت الخطة السياسية التقدميّة الأولى في فصل التعليم الديني عن الدولة، سواء كان تعليمًا إسلاميًّا أو مسيحيًّا. فبما أنّ الأول هو المعني أكثر فقد تمّ إلحاقه بوزارة الداخلية؛ ليبقى تحت مراقبة شديدة، ووضعوا في الدستور العلماني للبلاد بنودًا أكاديمية علمانية، تُقْصِي في الظاهر كلّ تعليم ديني عن الدولة، وقد ورد فيها ما نصه:
L’arrêté N° 2541/ AP Du 20 Août 1945
Dit :
Article 1 : Les écoles Coraniques et les écoles Catéchistes sont des établissements ayant uniquement pour but de donner une éducation et une instruction religieuse.
Article 2 : Les écoles Coraniques et les écoles Catéchistes ne sont pas considérées comme des établissements d’enseignement.[21]
ترجمة النص:
قرار رقم 2541/ AP بتاريخ 20 أغسطس 1945م
يقول:
المادة 1: إنّ المدارس القرآنية ومدارس التعليم المسيحي هي مؤسسات تهدف فحسب إلى التربية والتعليم الديني.
المادة 2: إنّ المدارس القرآنية ومدارس التعليم المسيحي غير معتبرة كمؤسسات تعليمية.
وكان من الطبيعي أن تنعكس آثار استقلال كوت ديفوار في العام 1960م على التعليم العربي، ولكن الذي حدث هو إغراء أنصار التعليم العربي واللغة العربيّة بجو جديد أشبه ما يكون بـ”ليبيرالية التعليم”؛ وتعني “لكم تعليمكم، وللدولة تعليمها”. وتحت هذا الجو الذي فصل التعليم العربي والإسلامي عن الدولة تمّ تغيير استراتيجية الحرب ضدّ التعليم العربي من أسلوب القمع إلى أسلوب إقناع وتوعية؛ يلصق تهمة التخلف باللغة العربيّة في أذهان الجيل الأول المُفرّنس. وقد ربطوا تقدّم البلاد بالمؤسسات التعليمية الحكومية، ودعموا المؤسسات التعليمية المسيحية، وتركوا المؤسسات التعليمية العربيّة بلا بنية تحتية تتخبّط إداريًّا ومنهجيًّا، وهكذا أصبح للاستعمار علماؤه ورسله من الشعب، اجتهدوا في تبرير الخطة السياسية، ودافعوا عنها باسم التقدميَّة، وهي الأغنية التي كانت تعزف بها جميع وسائل الإعلام التابعة للدولة.
اقتصرت مهمة التعليم العربي منذ البداية على الميتافيزيقيات (العبادة، الشعوذة، الطب التقليدي المُشعوذ…). وكان هذا التعليم محتكرًا لدى المسلمين تحت هيمنة عقلية التقديس، ولم تسمح له الظروف المنهجية والسياسية والاجتماعية والثقافية والدينية عبر مساره التاريخي بأن ينهض بالشعب من هامش الميتافيزيقيات نحو تطلعات علمية تجريبية تضمن اندماج المتعلّم المواطن في الحضارة العالمية المعاصرة.
وعند هذه النقطة بالضبط يمكن أن نسجّل إصرار النخبة العلمانية على التقليل من شأن اللغة العربيّة بالنسبة للشعب الإيفواري؛ حيث وُضِع الإسلام واللغة العربيّة في ميزان التخلُّف، ووُضِعَتْ المسيحية واللغة الفرنسيّة في ميزان الحضارة والتقدّم.
وأصبح المواطن الشمالي المسلم رمزًا للثنائيّة الأولى (التخلف والرجعية)، والجنوبي المسيحي رمزًا للثنائيّة الأخيرة (الحضارة والتقدّم)، وتمخَّض عن هذا التقسيم المتعصّب كلمة “الإيفواريةIvoirité “، بمفهوم متعسّف وحسّاس يفرز المواطن الحقيقي من غيره، وأسفرت النتائج عن انفجار أزمة سوسيو سياسية، بدأت بانقلاب عسكري ناجح بتاريخ 24/12/ 1999م، وتفاقمت بنشأة حركة التمرد إثر انقلاب فاشل بتاريخ 19/09/ 2002م.
وتعتبر كوت ديفوار أكبر دولة فرانكفونية -بمعنها القاموسي- في غرب إفريقيا، وقد أصبحت اللغة الفرنسيّة فيها لغة تواصل بالدرجة الأولى، فهي في الميزان السياسي والجهاز الأيديولوجي للدولة رمز التقدمية إزاء اللغات المحلية التي باتت في تصور بعض العقول المفَرْنسة رمزًا للتخلف، وهو الخطر الذي بات يُهدد جميع اللغات المحلية، فأصبحت بعضها مهجورة حتى على مستوى التواصل داخل البيت.
وصل الأمر إلى أن يخلق الشعب فرنسية إيفوارية، مبسطة للتواصل اليومي بين مختلف الفئات. وهي فرنسية مكسّرة لا تخضع لجميع القوانين الصوتيّة والصرفيّة والنحويّة والمعجميّة للغة الفرنسيّة. وقد اشتهرت هذه الفرنسية بـ”نُوشِي”، وهي متجددة دائمًا على مستوى الكلمات التي تسقط فيها من مختلف اللغات المحلية. والأدهى في الأمر هو ربط اللغة الفرنسيّة بقضية الإيفوارية بشكل أو بآخر، ومن ثمّ فهي من الرموز التقدمية التي تجعل الإيفواري يشعر بانتمائه الوطني المتقدّم.
وقد أسهمت في هيمنة اللغة الفرنسيّة أزمة التواصل لممارسة طقوس الحياة اليومية، نتيجة تعدد اللغات المحليّة التي تبلغ حوالي ستين لغة ولهجة، وعن التنافس والصراع العصبي بين اللغات الكبرى مثل جولا Dioula وباولىBaoulé وسينوفو Sénoufo ولوبي Lobby وبيتىBété . فكانت هناك حاجة إلى وجود لغة تواصلية مشتركة، لم تهيئ الظروف السوسيو سياسية، والسوسيو ثقافية للغة الجولا فرصة متاحة لحلّها، رغم سيادتها بقوّتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، وقد وضع الاستعمارُ وأذنابه كلّ العراقيل لِلَجْم سيادتها. وكان التركيز عليها باعتبارها أقوى لغة تهدّد انتشار اللغة الفرنسيّة وسيادتها، إضافة إلى أنّها لغة المسلمين، فهي مرتبطة بالدين الإسلامي والتعليم العربي.
وهكذا كان حتمًا أن تسود اللغة الفرنسيّة، وأن تنتشر بهذه الصورة الغريبة؛ لتخلق وحدة لغوية لتسهيل التواصل اليومي، وسقطت مفرداتها في جميع اللغات واللهجات المحلية. وكان للغة الفرنسيّة إسهام كبير مع اللغات واللهجات الكبرى في اضمحلال بعض اللغات واللهجات الضعيفة، فماتت بعضها أو كادت تموت.
3- أزمة اللغة العربيّة وقضية الاندماج في الوظائف الحكومية:
لئن كان هناك مبرر بالنسبة لفصل التعليم الإسلامي عن الدولة بحكم اعتبارها دولة علمانيّة، فما المبرر للتعاطف مع التعليم المسيحي ودعمه؟ وما المبرر لعدم إدراج تعليم اللغة العربيّة كلغة حضارية حيّة فحسب ضمن قائمة اللغات الحية التي تعترف بها الدولة رسميًّا كالإنجليزية والإسبانية والألمانية وغيرها، مع أنّ الحاجة إلى اللغة العربيّة تاريخيًّا ودبلوماسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا أكبر بكثير من الحاجة إلى بعض هذه اللغات الغربية المعترف بها رسميًّا في الأكاديمية الإيفوارية؟!
يبقى هذا السؤال المحرج على صلب قضية اندماج اللغة العربيّة في آفاق المستقبل رغم الاعتراف الحالي الرسمي الخجول ببعض مدارس التعليم العربي.
كانت الفكرة السائدة في المجتمع قبل الاستقلال وبعده أنّ المنهجيّة التعليميّة التّي يقوم عليها نظام الخلاوي القرآنيّة وحلقاتها، والكتاتيب كلّها لا تُخَرِّج إلا أجيالاً تعمل في إمامة المساجد، أو للشعوذة والدّجل، وأنّ المهام الحقيقية للغة العربيّة تختزل في قوّتها الروحيّة لعبادة الله أو لتغيير مجرى القضاء والقدر إلى ما يريده البشر عن طريق علم الأسرار والشعوذة. وكانت هناك أدلة ملموسة أمام المجتمع، حيث وُجد جماعة من العرافين يدعون بـ”موري” يستعملون القرآن الكريم وعلم الأسرار[22] المكتوبة باللغة العربيّة لصنع التمائم والكتابة على الألواح الخشبيّة والحديديّة لقضاء حوائج الناس من خير وشرّ، ويطردون الجان والشياطين من البشر، بمقابل أشكال مختلفة من الكولا، أو الذبائح، أو الأجور النقدية أو أي شيء آخر.
شوّهت هذه الظاهرة صورة التراث العربي القَيِّم الذي تَزْخَر به مراكز التعليم العربي في شمال كوت ديفوار، خصوصًا في كونغ وبوندوغو وسيغيلا وغيرها، ولا تزال في كلّ منها مخطوطات قَيِّمة في الدين والشعر مكتوبة بلغة عربيّة فصحى لم تُقدّر بقدرها.
وقد استطاع نظام التعليم في المدارس الحديثة أن يُطهِّر تعليم اللغة العربيّة والقرآن الكريم من دنس الشعوذة، غير أنّ بديله الحديث لم يتجاوز تخريج معلمين وأئمة، مهامهم التدريس في تلك المدارس المتخلفة بمقابل رواتب زهيدة وغير مضمونة، وإمامة المساجد، وقراءة الفاتحة والأدعية في الجنازات والولائم وحفلات الزواج والعقيقة، بمقابل هدايا نقدية ضئيلة تقبض هنا في الدنيا، والتتمة في ميزان الحسنات عند الله تعالى.
وقد يحتضن غَنِيّ مُحْسِن أحدهم لحلاوة إمامته وجودة خطبه المنسجمة مع تياره العقدي أو المذهبي، فيزوّجه إحدى بناته، وقد يوفّر له سكنًا وسيارة، ويتحمّل كامل أو جُلّ تكاليف حياته، وهي السعادة التي أصبحت جلّ المنافسات فوق المنابر مشدودة إليها، رغم أنّها سعادة غير مُشرِّفة، وظرفية تنتهي في الغالب بإفلاس المحسن أو بموته.
وتجدر الإشارة إلى فشل نموذج التعليم المزدوج في المدارس العربيّة الإسلاميّة الذي جاء كبديل إصلاحي للخروج من تِيه المستقبل القدري اللاهوتي إلى مستقبل واقعي ملموس. لقد فهم خطأ أنّ مشكلة تهميش دارسي اللغة العربيّة برمتها كامنة في عدم إتقانهم اللغة الفرنسيّة، ومن ثمّ، كرّست بعض هذه المدارس جهودها لتدريس اللغة الفرنسيّة كمادة وكلغة ثانوية، وأتقن بعض أبنائها اللغة الفرنسيّة أكثر من اللغة العربيّة، ولكن نتائج الاندماج ظلت سلبية؛ لأن المسألة ليست مسألة حاجز لغوي فحسب، بل هي مسألة صراع سياسي وثقافي وديني، وهي كذلك مسألة تكوين علمي ومعرفي ومهني من المتطلبات التي رسمتها الدولة لتأمين اندماجها في الحضارة العالمية المعاصرة. فاللغة الفرنسيّة في كوت ديفوار قد نزلت من المستوى الرسمي إلى المستوى الثقافي والاجتماعي، فهي منتشرة حتى في أوساط الجهلة، يتحدثون بها بالطلاقة والعفويّة لممارسة نشاط الحياة اليومية، ولا يتحوّلون إلى موظفين حكوميين.
وعلى الرغم من ذلك الاعتراف الخجول للحكومة ببعض المدارس التي تسير على برنامج التعليم المزدوج، وعلى الرغم من طلب الشعب المُلِحّ من الحكومة للاعتراف باللغة العربيّة كلغة حية وفتح قسمها في الجامعات، وعلى الرغم من المرونة والتعاطف الدبلوماسي من طرف الحكومة الحالية باللغة العربيّة، وعلى الرغم من كل ذلك فإنّ سؤال المستقبل وقضية اندماج دارسي اللغة العربيّة مازال يثير حيرة كبيرة في كوت ديفوار.
وقد حقق دارسو اللغة العربيّة من أبناء كوت ديفوار في الجامعات العربيّة نجاحًا فائقًا، ونالوا بتفوّق درجات علمية عالية من الماجستير والدكتوراه، وحاجة الدولة إليهم قائمة وواضحة؛ إلا أنّ سؤال الاندماج بهذه الدرجات العلمية في الوظائف الحكومية ما يزال مطروحًا. فشرط الانخراط في سلك الوظيفة الحكوميّة يستوجب نيل شهادة ثانوية معترف بها لدى الحكومة، وبهذا الشرط يتمّ إقصاء حَمَلَة الماجستير والدكتوراه من الجيل الحالي؛ لأنهم أخذوا شهاداتهم المدرسية من مدارس عربية غير معترف بها داخل البلاد في تلك الفترة، ولا تُسعفهم درجاتهم العلمية العالية التي يحملونها من الجامعات العربيّة المحترمة عالميًّا.
وهكذا صيرّوا دارس اللغة العربيّة بدرجاته العلمية العالية جاهلاً بطالاً لا فائدة منه. مع أنه -إن كانت هناك نية الاهتمام بهم- يمكن إعادة تأهيل بعضهم بأقلّ جهد وأقلّ تكلفة، وبعضهم مؤهلون لا يحتاجون إلى أيّ تكوين آخر لا في الإدارة ولا في اللغة الفرنسيّة.
والغريب أنك لا تجد سفيرًا من سفراء كوت ديفوار أو ممثليها في الدول العربيّة، أو في العلاقات الدبلوماسيّة الخارجيّة يفهم اللغة العربيّة. فلكلّ منهم مترجمون محترفون يساعدونهم، لأداء مهامهم مع العرب. وهذه ليست من سمات الدول المتقدمة التي تحترم نفسها، وتوظّف الإنسان المناسب في المكان المناسب.
وأيّهما أسهل وأدل على التقدّم: توظيف سفير ومعه مترجمون، أم توظيف سفير يفهم اللغتين الرسميتين؛ لغة دولته ولغة الدولة التي يمثّل فيها دولته؟
خاتمة:
ضاع جذر تراث الإسلام واللغة العربيّة في كوت ديفوار بسقوط جامعة كونغ العريقة التي كانت على صلة قوية مع أختها جامعة تومبكتو في مالي.
وبطمس جامعة كونغ عن خريطة الجامعات العتيقة، واختزال خبرها في المصادر التاريخية للبلاد بشكل ضئيل وسطحي جدًّا؛ أصبحت جامعة مجهولة عند الباحثين في تاريخ المنطقة، وهو نجاح كبير حققه الاستعمار الفرنسي في شأن هذه البلاد التي يهتم بها كثيرًا في غرب إفريقيا. ومعلوم أن “فرنسا تجعل من لغتها وثقافتها عنصرًا ثابتًا من بين العناصر الأساسية والثابتة في سياستها الخارجية، إن لم يكن العنصر الأهم الذي يعتمد عليه في خدمة مصالحها الاقتصادية والسياسية”.[23]
لقد مضى أكثر من نصف قرن ولم يستطع التعليم في المدارس العربيّة الإسلاميّة الحديثة في كوت ديفوار أن يحقق اندماج أبنائه لا في الحياة الخاصة ولا في الحياة الحكوميّة؛ لأنّ هذه المدارس لم تحسن استغلال الحريّة التعليميّة المطلقة التي نالتها في عزلتها عن الدولة، فهي مازالت تعيش في كهف غربة مأساويّة داخل الوطن. ولو أنّ هذه المدارس زوّدت مناهجها ببرامج التعليم المهني كالنجارة والبناء والتبريد والكهرباء والصباغة والخياطة وغيرها.. لخرّجت دعاة وأئمة يحققون اندماجًا مُشرّفًا بين طبقات الحرفيين في المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التعليم نجح لحدٍّ بعيد في نشر الثقافة الإسلاميّة واللغة العربيّة، وعجز في المقابل عن خلق نموذج مواطن مندمج، يستجيب لمتطلبات المجتمع المهنيّة أو متطلبات الدولة الرسميّة وحاجياتها.
ولا يمكن لهذه المدارس أن تحقق نتائج جيدة ما لم تدعم الرؤية الميتافيزيقية بالعلم والمعرفة المندمجة، وتصلح مناهجها، وتعيد صياغتها لتكون رهن إشارة حاجة المجتمع، والتعليم الرسمي، والدين الإسلامي على حدٍّ سواء.
تمخض عن الأزمة السوسيو سياسية التي عايشتها الدولة في السنوات الماضية اعتراف خجول ببعض المدارس العربيّة. ومع أنّه اعتراف يدخل في إطار تأمين العدالة والمساواة في كوت ديفوار الجديدة فإنّه يُقصي الجيل الحالي من دارسي اللغة العربيّة؛ فدرجاتهم العلميّة الجامعيّة العالية المعترف بها عالميًّا لا تفيدهم ما داموا يملكون شهادات ثانوية غير معترَف بها لدى الحكومة! فهل سيظلّ هؤلاء المواطنون على هامش الحياة مع هذه الثقافة والمعرفة الكبيرتين؟! وهل عجزت الحكومة الحالية عن احتضانهم وإعادة تأهيلهم إذا لزم الأمر لاندماجهم، وهي أزكى حكومة مرت بتاريخ كوت ديفوار في خلق فرص العمل؟ وهل سيكون لدارس اللغة العربيّة مكانة في الخطة المرسومة لكوت ديفوار “دولة بارزة Un pays emergence” في أفق العام 2020م؟ وهل سيتم اندماج الجيل الجديد الذي تمّ الاعتراف بمدارسهم؟ وما هي الوظائف التي ستُخْلَق لهم؟ يا لها من تطلعات رائعة لمستقبل مجهول!!
……………………………….
قائمة المصادر والمراجع
1- باللغة العربيّة:
إبراهيم علي طرخان: إمبراطورية غانه الإسلاميّة، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1390هـ، 1970م.
أبو عبيد البكري: المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
أحمد بن خالد الناصري السلاوي: الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، ج2، ص. 458 (من المكتبة الشاملة).
جلال عباس محمد: المد الإسلامي في إفريقيا، المختار الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 1398هـ، 1978م.
عبد العلي الودغيري: الفرانكفونية والسياسة اللغوية والتعليمية الفرنسيّة بالمغرب، ترجمة وتقديم وتعليق، الشركة المغربية للطباعة والنشر، الرباط، ط. 1، سنة 1993م.
عبد العلي الودغيري: اللغة العربيّة في منطقة جنوب الصحراء الماضي والحاضر والمستقبل، حوليات الجامعة الإسلاميّة بالنيجر، العدد الثامن، عام 2002م، ص11.
عبد العلي الودغيري: هو الذي رأى، نحو سياسة ثقافية جديدة، منشورات عكاظ، ط 1، 1988م.
كونى عبد الرحمن: الإسلام والمسلمون في ساحل العاج، دار الكتب المصرية.
محمد عبد الشافي القوصي: الإسلام والمسلمون في ساحل العاج، مجلة الرابطة، العدد 352، السنة 31، صفر 1415هـ، يوليو أغسطس 1994م.
محمد عبد الله النقيرة: التأثير الإسلامي في غرب إفريقيا، مطابع الفرزدق التجارية، الرياض، ط 11، 1408ه، 1988م.
2- باللغة الفرنسيّة:
Philippe Touzard et les autre, Mémorial de la Côte d’Ivoire, édition Ami Abidjan, Tome/1.
Statue de Côte d’Ivoire : L’arrêté N° 2541/AP du 20 Août 1945.
Un groupe d’enseignants : Histoire de la Côte d’Ivoire, Cour élémentaires CEDA 1971, Isbn 2- 218- 01452-8.
[1]– أحمد بن خالد الناصري السلاوي: الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، ج2، ص. 458 (من المكتبة الشاملة).
[2]– د. عبد العلي الودغيري: اللغة العربية في منطقة جنوب الصحراء الماضي والحاضر والمستقبل، حوليات الجامعة الإسلامية بالنيجر، العدد الثامن، عام 2002م، ص11.
[3]– كلمة باللغة المحلية، وتطلق على العالم والمُعلِّم.
[4] – كونى عبد الرحمن: الإسلام والمسلمون في ساحل العاج، دار الكتب المصرية، ص50.
[5] – انظر: محمد عبد الشافي القوصي: الإسلام والمسلمون في ساحل العاج، الرابطة/ العدد 352، السنة 31، صفر 1415هـ، يوليو أغسطس 1994م.
[6] – انظر إبراهيم علي طرخان: إمبراطورية غانه الإسلامية، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1390هـ- 1970م، ص33.
[7] – انظر أبو عبيد البكري: المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، ص175.
[8] – محمد عبد الله النقيرة، التأثير الإسلامي في غرب إفريقيا، مطابع الفرزدق التجارية، الرياض، ط 11، 1408هـ، 1988م، ص120.
[9] – Un groupe d’enseignants : Histoire de la Cote d’Ivoire, Cour élémentaires CEDA 1971, Isbn 2 − 218 − 01452− 8, P. 38 − 39
[10] – Ibid. P. 39
[11] – Ibid. P. 40- 41
[12] – Ibid. P. 41
[13] – Ibid. P. 41
[14] – يعني الفارس أو (أبو الفرس) في الترجمة الحرفية.
[15] – Un groupe d’enseignants : Histoire de la Cote d’Ivoire, Cour élémentaires CEDA 1971, Isbn 2 − 218 − 01452− 8, P. 41
[16] – Philippe Touzard et les autre, Mémorial de la Côte d’Ivoire, édition Ami Abidjan, Tome ∕ 1, P. 122 – 123
[17]– جلال عباس محمد: المد الإسلامي في إفريقيا، المختار الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 1398هـ، 1978م، ص58.
[18]– محمد عبد الشافي القوصي: الإسلام والمسلمون في ساحل العاج، مرجع سابق.
[19]– د. عبد العلي الودغيري: الفرانكفونية والسياسة اللغوية والتعليمية الفرنسية بالمغرب، ترجمة وتقديم وتعليق، الشركة المغربية للطباعة والنشر، الرباط، ط. 1، سنة 1993م، ص76.
[20] – د. عبد العلي الودغيري: الفرنكفونية والسياسة اللغوية والتعليمية الفرنسية بالمغرب، مرجع سابق، ص18.
[21] – Statu de Cote d’Ivoire : L’arrêté N° 2541 / AP Du 20 Aout 1945.
[22]– على حدّ تسمية أصحابه.
[23] – د. عبد العلي الودغيري: هو الذي رأى، نحو سياسة ثقافية جديدة، منشورات عكاظ، ط 1، 1988م، ص65.