د. سيسي أحَانَدو
كاتبٌ وباحثٌ في السّياسات التّربويَّة من كوت ديفوار
لم يَعُد خافيًا أنَّ للتعليم بمفهومه الواسع ومضامينه العريضة الأثرَ الواضحَ في حياة الفرد والمجتمع، وهو ليس هاجسًا إلهاميًّا كما يتخيله البعض، كما أنَّه ليس العصا السّحرية التي يمكن أن تحقّق بلمسة واحدة معجزات الإصلاح الاجتماعيّ والثّقافيّ.
ولعل ما يجعل التّعليم ضرورة مهمَّة من ضروريات الحياة في هذا الوقت أكثر من غيره؛ تردّي الجوانب الثّقافيَّة لدى الأفراد، سواء أكان على مستوى عالميّ؛ حيث العولمة الثّقافيَّة، أم على مستوى إفريقي؛ حيث اضطراب المعايير الاجتماعيَّة والثّقافيَّة.
أهمِّيَّة المؤسسات التّعليميَّة:
وتتَّضح أهمِّيَّة المؤسسات التّعليميَّة ودورها الفاعل من خلال النَّظر إلى أساليب حياة المجتمعات الإفريقية، وأنماط تفكيرها وقيمها، وعاداتها ومعارفها، فهي لا تنتقل من جيل لآخر بيولوجيًّا، وإنّما تكتسبها الأجيال المتلاحقة عن طريق التّربية والتّعليم والمشاركة في الخبرات، وهذا يعني ضرورة تطوير المناهج سعيًا منها لربط المتعلِّم الإفريقي ببيئته وثقافته.
كما تبرز أهميتها في تحقيق التَّواصل الحضاريّ في دول إفريقيا من خلال بيان مفهوم المواطنة العالميَّة وقيمها؛ وذلك لتعزيز التَّفاهم والتَّعاون الدّوليّ بين الشُّعوب الإفريقية على اختلافها.
كما أنها تُعَدّ أحد سبل مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وكذلك التّأكيد على التَّقدير واحترام التَّباين والتَّنوُّع الثَّقافيّ بين تلك الشُّعوب بغضّ النَّظر عن الجنس واللون في محتوى المناهج، وأنشطة التَّعليم والتّعلُّم.
بالإضافة إلى تأهيل الإنسان الإفريقي القادر على التَّعامل مع المتغيِّرات العولمية دون انغلاق على الذَّات أو رفض الآخر، ودون انفتاح أو تبعية، بل تأهيلها في إطار أصيل ينطلق من الثّوابت والقيم الأصيلة، وفي نفس الوقت يتوافق مع المتغيِّرات المعاصرة بالإفادة من ثمارها.
وتتزايد الأدوار المتوقعة للمؤسسات التَّعليميَّة كونها القاعدة الأساسية التي تبني عليها الشُّعوب مشروعاتها الاجتماعيَّة والثَّقافيَّة والسّياسيَّة والاقتصاديَّة، وتُحقِّق من خلالها مستقبلها الذي تتطلع إليه، ومن خلالها يتم غرس القيم المعرفيَّة والخُلقيَّة، الأمر الذي يُسهم في تشكيل المتعلِّم الإفريقي في مراحل عمره المختلفة.
وانطلاقًا من مقولة عالم الاجتماع الفرنسيّ دروكايم: “إنَّ المؤسسات التّعليميَّة هي وحدها القادرة على أن توحّد البشر في مستوى تصوراتهم ومشاعرهم وعاداتهم”، على هذا الأساس، فالمؤسسات والمراكز التَّعليميَّة الإفريقية تحمل على عاتقها الإحاطة الاجتماعيَّة بالأفراد والمجتمعات على اختلاف مجالاتها التّداوليَّة (التَّربية، اللغة، العادات، التَّقاليد، والدّين).
ولها في العصر الحديث أهمِّيَّة خاصَّة في تهيئة الرّأي العام، وتمهيد الطَّريق لتحقيق الأجندة الإفريقية، ويكمن تأثيرها في فاعلية الرّسالة إلى الجمهور المعني بها، ومدى عمق الدّور الذي تنهض به في تعزيز قيم المجتمعات الإفريقية وتراثها وتقاليدها.
المؤسسات التَّعليميَّة ودورها في بناء الشَّخصية الإفريقية:
إنَّ التَّعليم هو اللبنة الأولى في تشكيل شخصية الإنسان الإفريقي وصقلها، ووضعها على الطّريق الصَّحيح، لتساهم في عملية التَّنمية، ومن ثم تعد المؤسسة التَّعليميَّة هي المصنع الأهم في تشكيل الشخصية وصناعتها وإخراجها إخراجًا حسنًا.
فكلّ عنصر من عناصر العمليَّة التّعليميَّة له دوره في تشكيل شخصية وهويّة المتعلِّم الإفريقي، وينبغي لهذه العناصر أن تتكامل، لاَ أنْ تتضارب أو تتناقص، كما ينبغي عليها أن تتسم بالمرونة والانفتاح؛ لا الانغلاق والتّشدد، فإلغاء الذَّات الإفريقي، يساويه تمامًا تضخيمه؛ بحيث لا تُرَى نواقصه.
والحكمة التّعليميَّة –مُمثلة في السّياسات وتطبيقها- يجب لها أن تعي جيدًا مسارها، وهو مسار قد لا يسير بشكل أحادي أو مستقيم، وقد لا يكون مسارًا واحدًا ثابتًا جامدًا، إنَّها الفلسفة التي يجب أن تدير العمليَّة التّعليميَّة برؤية تستلهم الماضي والحاضر والمستقبل في نفوس المتعلّمين.
وإذا كان المنهج التَّعليميّ برمته لا يراعي هذه الحقائق من خلال التّأكيد على قيم ومقوِّمات الانتماء، والاعتزاز باللغة الأم كمفتاح للوعي النّقدي البنَّاء، فإنَّ هذا المنهج يصبح عاملاً غير معززٍ للشخصية.
المؤسسات التَّعليميَّة ودورها في تعزيز الثقافة الإفريقية:
إنَّ تعاظم القلق من الأخطار التي تحيط بالثقافة الإفريقية، لا يأتي من فراغ، خاصَّة في ظلّ التّحوُّلات السّياسيَّة والاقتصاديّة والاجتماعيَّة التي تشهدها المجتمعات الإفريقية؛ فالفلسفة الاجتماعيّة التي تعدّ الوسيط الذي تتحرك العمليّة التّعليميّة في إطاره مُشوّشةٌ وهشّةٌ، كما أنَّ الفلسفة السّياسيَّة منقسمة على ذاتها، وتتناحر على مكتسبات تحول دون تطوُّر التّعليم – وإن طالت- عابرة([1]).
وممّا يؤيِّد علاقة المؤسسات التَّعليميَّة بالثقافة الإفريقية، ودورها في الحفاظ عليها، ما نصت عليه المادَّة الأولى من إعلان مبادئ التَّعاون الثَّقافيّ الدّوليّ: “لكلّ ثقافة كرامةٌ وقيمةٌ يجب احترامهما والمحافظة عليهما من خلال المدارس والجامعات، ومن حقّ كلّ شعب –ومنه شعوب إفريقيا- ومن واجبه أن ينمّي هويَّته الثَّقافيَّة، كما تشكّل جميع الثّقافات -بما فيها من تنوُّع خصبٍ، وتباينٍ وتأثيرٍ متبادلٍ- جزءًا من التّراث الذي يشترك في ملكيته البشر جميعًا“([2]).
ويُعزّز ذلك قرار ميثاق النَّهضة الثّقافيَّة الإفريقية على أنَّه “من الضّروري إنشاء نظمٍ تعليميَّة، تتجسد في الحفاظ على القيم الإفريقية، التي تمكّنهم من الوصول إلى مساهمات مثرية من الحضارات الأخرى، وتعبئة القوى الاجتماعيَّة في سياق التّنمية المحلية المستدامة المنفتحة على العالم، كما أنَّه من الضّروري ضمان تعزيز اللغات الإفريقية بكلّ تصميم وأساس ووسائل التّراث الثّقافيّ الماديّ وغير الماديّ في أكثر الأشكال أصالة وشعبية وكعامل للتنمية”([3]).
المؤسسات التَّعليميَّة ودورها في مواجهة العولمة ومخاطرها:
لقد أصبح من الضّروريّ على المؤسسات التَّعليميّة أنْ تتحمَّل المسؤولية الملقاة على عاتقها للدفاع عن الثوابت الثَّقافية الإفريقية، وعناصرها التي تشكّل خطوط دفاع لمواجهة العولمة ومخاطرها.
فسياسات العولمة ومآربها التي تستهدف الثَّقافة القارية والقومية، ومقوِّماتها الرّئيسة (اللغة، الدّين، السّمات التّاريخية، أنماط العيش، السّلوك، والعادات والتّقاليد)، ومعطيات الاختلاف والتّمايز بين المجتمعات، تضع أمام دول إفريقيا وحكوماتها ومؤسساتها التّعليميّة المسؤوليَّةَ المادِّيَّة والمعنويَّة والرّوحيَّة والجوهريَّة في الحياة البشريَّة، من أجل الحفاظ على مكتسبات شعوبها أمام محاولات العولمة، ومجابهة أيّ تهديدٍ يؤدّي إلى التّغيير الجبري.
وعلى الرّغم من أنَّ القارة الإفريقية لا تملك أن تتحرَّر في الوقت الرّاهن من ضغوط العولمة؛ نظرًا إلى حاجتها الشّديدة إلى مسايرة النّظام العالميّ الجديد في اتجاهاته الاقتصاديَّة والعلمية والتَّكنولوجية، ولكنَّها تستطيع إيجاد تيار ثقافيّ مضادّ يقف في مواجهة روح الهيمنة التي تنطوي عليها هذه العولمة فكرةً ونظامًا، وتطبيقًا وممارسةً، وفي التّعامل مع الآثار المترتبة عليها، في انتظار بروز قوى عالمية جديدة ستكون مناوئةً للقوة المتحكمة حاليًا في مقاليد النّظام العالميّ، أو على الأقل منافسةً لها منافسة النِّد للند.
وهذا لن يتحقَّق إلاَّ من خلال تفعيل دور المؤسسات التّعليميّة متمثلةً بمناهجها في مجابهة الهجمة الشّرسة التي تقودها العولمة لتهميش الدّور الإفريقي، وإخراج إفريقيا من دائرة التّاريخ الإنسانيّ، وذلك عبر المدارس والجامعات الإفريقية لتأكيد واجبها حيال أهم القضايا، ويمكن ذلك من خلال إعطاء صورة حقيقيّة عن القضايا التّربوية والتّعليميّة في إفريقيا، والتّحدّيات وآفاق المستقبل، والاهتمام بالتّأصيل التّاريخيّ لقضايا القارة السّمراء، وكذلك العمل على تحسين البنية الأساسيّة للمؤسسات التّعليميّة([4]).
المؤسسات التَّعليميَّة ودورها في ترسيخ قيم المواطنة، وحقوق الإنسان الإفريقي:
كما ينبغي ألا يغيب عن الأذهان أنَّ المؤسسات التّعليميَّة هي المجال الحقيقيّ لترسيخ قيم المواطنة، وحقوق الإنسان الإفريقي، وممارسة الحياة الدّيمقراطية، وتحصين أبناء إفريقيا من الانجرار نحو تغليب النِّزعات الوطنيَّة والقبليَّة والحزبيَّة حمايةً للسّلم الاجتماعيّ.
وممَّا يُعظم الدّور الفاعل للمؤسسات التَّعليميَّة، ما يعيشه الشَّباب الأفارقة من اغتراب نفسي، وخلل قيميّ؛ ناتج عن الأثر السّلبي للثَّقافية الغربية الوافدة، وقد يبدو ذلك واضحًا في الأفكار التي ينادون بها، وينافحون عنها، كما تتجسد في المظهر العام واللباس، وفي العادات والتّقاليد التي تظهر بشكل واضح في ممارستهم السّلوكية، ولقد زادت تلك المظاهر يومًا بعد يومٍ، كمًّا ونوعًا بشكل يبعث على القلق؛ ممَّا يحفّز الذّهن على معالجة تلك المشكلات، ووضع الحلول الملائمة للحدّ من انتشارها.
وتسعى المؤسسات التّعليميَّة إلى تحقيقها، من خلال تهيئة المناخ التَّربوي المناسب، والتَّأكيد على هذه القيم الأخلاقيّة، بحيث تترجم عمليًّا في سلوكيات النَّاشئة، وتصير ضمن نسيج شخصياتهم، بالإضافة إلى قدرة هذه المؤسسات على التَّعامل مع متغيِّرات العصر بإيجابية ووعي وعقلانية.
ويمكن تنمية البناء القيميّ والأخلاقيّ كذلك من خلال اهتمام المناهج الدّراسيَّة وأنشطتها اليوميَّة داخل الصَّف بتأصيل القيم الدَّاعمة للثَّقافية الإفريقية، ومواجهة التَّداعيات السَّلبية للعولمة، إلى جانب إيجاد بعض المقررات التي تدرس في المؤسسات؛ لتدعيم تلك القيم والأخلاقيات، ويكون لها دورٌ في التَّأكيد على الانتماء لدى المتعلّمين؛ بحيث تكون نابعة من القِيَم الأصيلة المرتبطة بعقيدتهم الرّاسخة وثقافتهم الوطنيَّة.
التَّحدّيات التي قد تواجهها المؤسسات التّعليميّة:
إن تطوُّر وسائل الإعلام وتأثيرها الكبير الذي عوَّض عن السُّلطة الأبويَّة، أثَّر في اتجاهات المعنيين بالعمليَّة التّعليميَّة، وأضعف المؤسسات التّعليميَّة، ممَّا يستدعي إعادة النّظر في الدّور الذي تقوم به هذه المؤسسات بما تشتمل عليه من معلّمين، ومديرين، ومخططين للمناهج، ومحتوى هذه المناهج، ومراجعة الأهداف التي تسعى إلى الوصول إليها، والطُّرق والاستراتيجيات التي تتبعها لتحقيق هذه الأهداف([5]).
ومن التَّحدّيات التي قد تواجهها المؤسسات التّعليميّة أيضًا: عدم الاستقرار في الطّبيعة الطّبقية للمجتمعات الإفريقية، حتَّى في داخل الدولة الواحدة، فمعظم البلاد الإفريقية مقسمة على أُسس عرقية وعنصرية.
تفعيل دور المؤسسات التعليمية في إفريقيا:
ويمكن تفعيل دور المؤسسات التعليمية في إفريقيا من خلال دعوة المفكرين والكُتَّاب والمثقفين إلى إعادة قراءة دول إفريقيا من حيث ثقافتها وحضارتها، وفك عزلة المدرسة عن محيطها ممارسةً وفكرًا.
وكذلك العناية باللغات المحليّة في المؤسسات التّعليميَّة الحكوميَّة والأهليَّة، وتسهيل تدريسها وتحبيبها للمتعلّمين، ومن العناية باللغات المحليّة: تفعيل التّرجمة والتّقليص من التّعلق باللغات الأخرى؛ إلاَّ في حدود الحاجة اللازمة.
إضافة إلى التّنسيق والتّعاون بصورة متكاملة في وزارات التّربية والتّعليم، والتّعليم العالي، والثّقافة والإعلام وإدخال المفاهيم والمعلومات المتعلقة بظاهرة العولمة في المناهج الدّراسيَّة كافَّة، بحيث تراعي المستوى العمريّ والعقليّ للمتعلّمين حسب مستوى مرحلتهم التّعليميَّة، وذلك بهدف إثارة الاهتمام وزيادة الوعي بظاهرة العولمة على مستوى النّاشئة، وزيادة الأنشطة المتعلقة بها، وآثارها في المؤسسات التّربوية والتّعليميَّة، من خلال المسرحيات والمسابقات، وإصدار المنشورات والمطويات التّعريفية، وإقامة المعارض.
كما يمكن تفعيل دور المؤسسات التعليمية في إفريقيا من خلال تطوير محتويات المناهج التَّعليميَّة لتكون موافقةً لطبيعة الأهداف التي تنشدها المجتمعات الإفريقية، والتي يفرضها الواقع المعاصر؛ وهذا ما يمكن تحقيقه عن طريق إعادة النّظر في محتوى المناهج الدّراسيَّة التي تحتاج –في جميع المراحل الدّراسيّة– إلى مراجعةٍ علميَّةٍ عميقةٍ، وتطويرٍ حصيفٍ دقيقٍ، وتجديدٍ حساسٍ مناسبٍ مع ظروف العصر ومعطياته، ويتواءم مع ما فيه من مستجداتٍ ومتغيّراتٍ، ولا يتنافى أو يتعارض بأيّ حالٍ مع ثوابت الأمة الإفريقية ومبادئها.
ومن الأساليب التَّربويَّة التي يمكن تفعيلها في المؤسسات التّعليميَّة؛ ممّا قد يزيد وعي متعلّمي التّعليم الأساسيّ بشخصيتهم، منها ما يأتي([6]):
1-التَّربية الأُسريَّة: وتُعنَى بتعليم المتعلّمين الخصائص الأُسريَّة، وواجبات وحقوق إعطاء الأسرة، وتنمية اتّجاهات وأساليب التَّعاون، والتّكافل بين أعضاء الأسرة وتنظيمها.
2-التَّربية البيئيَّة: ويُقْصَد بها تعليم المتعلّمين خصائص البيئة ومشكلاتها، والأخطار التي تهدّدها بسبب السّلوك البشريّ الخاطئ، كما تُعْنَى بتوجيه المتعلّمين للعناية ببيئتهم، والمحافظة عليها وتحسينها.
3-التّربية الدّينية: وتهتم بالشّؤون الدّينية، فتعلُّم النَّاشئة المعتقدات والعبادات والشّرائع الدّينيّة، ينمّي فيهم الإيمان والقيام بالواجبات الدِّينيّة.
4-التّربية المدنيّة: وتُعنى بتعليم المتعلّمين خصائص المجتمع المدنيّ المتطور، ودور الأفراد في بنائه، وتنمية الاتّجاهات والسّلوكيات الديمقراطية والحضاريَّة التي ينبغي القيام بها في المجتمع المدنيّ.
5-التّربية الوطنيّة: وترتكز على تعليم المتعلّمين بواجبات المواطن وحقوقه، وتنمية دوافع حبّ الوطن، والاعتزاز به، والدّفاع عنه، وتنميته وتطويره.
6-التّربية القوميّة: وتهتم بتنمية الاتّجاهات الإيجابيّة نحو الأمة، كالاعتزاز بها، والعمل على رفعتها ووحدتها.
7-التّربية السّياسية: وهي تهتم بتنمية المعارف والمعتقدات والاتّجاهات السّياسيّة لدى المتعلّمين.
وتتخلص بعض العمليات التي قد تساعد المؤسسات التّعليميَّة في أداء دورها في الآتي:
1-إسهام المؤسسات التّعليميّة بالشّراكة مع وسائل الإعلام في التَّحذير من القيم السَّلبية وثقافة الاستهلاك والهيمنة الفكريَّة، وتنمية مهارات الاتصال والتَّفاهم مع الثَّقافات الأخرى؛ من خلال إتقان بعض اللغات الأجنبية، وإتقان مهارات التَّعامل مع التكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب عصرنة الإعلام، وذلك بأن تصير الرّسالة الإعلامية ذات طابع إفريقي علميّ، يتخطى الحدود إلى العالم، بحيث تبرز فيه أصالة دول إفريقيا وماضيها العريق.
2-مساعدة المتعلِّمين على تقدير إسهامات كافة الشُّعوب الإفريقية نحو المجتمعات الدَّولية، وإكسابهم قدرًا أكبر من الرُّؤية الواقعية لبعض المشكلات الدّولية الرئيسية، الأمر الذي يؤدّي إلى اهتمامهم بالشّؤون الجارية على مستوى الصّعيد القاريّ والعالميّ.
3-الاهتمام بالتربية الخُلقيَّة التي تستند على المعايير الدّينيَّة والاجتماعيَّة والثَّقافيَّة، والمأخوذة من عقيدة المجتمع وثقافته، والتركيز علي تدريس مقرر التَّربية الخُلقية بشكلٍ مكثّف في كليات التربية ومعاهدها؛ نظرًا للدور الكبير الذي يقوم به خريجوها في تنشئة المتعلّمين وبناء شخصياتهم([7]).
( ([1]دنيا الأمل، إسماعيل. (2016م). دور التّعليم في تعزيز الهوية الوطنية. أوراق فلسطينية. العدد (12). ص106.
(([2] التويجري، عبد العزيز عثمان. (2015م). الهوية والعولمة من منظور التّنوع الثّقافيّ. ط2. منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. إيسيسكو. ص17.
(([3] ميثاق النهضة الثقافية الإفريقية. مؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية المنعقد في دورته العادية السّادسة في الخرطوم، جمهورية السودان من 23 -24 يناير 2006م. ص4-5.
(([4] تيتاوي، محيي الدين. (2006م). دور الجامعات الإسلامية في مواجهة الغزو الإعلامي والاختراق الثّقافي في إفريقيا. مجلة بحوث ودراسات العالم الإسلاميّ. ص22-23.
(([5] دنيا الأمل، إسماعيل. مرجع سابق. ص36-37.
(([6] الشيخ، أمل . (2017م). درجة توافر معايير الهوية الثّقافية في منهج الدّراسات الاجتماعية للتعليم الأساسي من وجهة نظر المعلمين. مجلة جامعة البعث. ص49-50.
(([7] الهوية بين واجب المؤسسات التربوية وعجز المناهج. نقلاً من الرّابط: (https://www.albayan.ae/our-homes/2009-12-10-1.500461). بتاريخ: 4/9/2019م.