د. ندا موزاني ما جوتو*
الموقع الجغرافي لبوروندي:
تقع جمهورية بوروندي Burundi في وسط قارة إفريقيا، وهي دولة حبيسة (أي داخلية)، لا سواحل لها، وتقع ضمن هضبة البحيرات في وسط إفريقيا[1] بين دول ثلاث، كلها جمهوريات، هي جمهورية رواندا في الشمال، وجمهورية تنـزانيا الاتحادية في الشرق والجنوب، وجمهورية الكنغو الديمقراطية (زائير سابقاً) في الغرب.
مساحتها:
تُـقدّر مساحة أرض بوروندي بحوالي: 10707ميل2 (ما يعادل: 27800كم2)، وتشرف أرضها على حافة أخدود شرقي إفريقيا، حيث الدول: تنـزانيا وأوغندا وكينيا، الدول السواحلية الناطقة باللغة السواحلية, ولهذا تعدّ بوروندي من الدول الواقعة شرق وسط إفريقيا بهذا الاعتبار.
سكان بوروندي:
تُعدّ بوروندي من أكثر مناطق إفريقيا ازدحاماً بالسكان، حيث يبلغ تعداد سكانها (7 ملايين نسمة) تقريباً، وهم منقسمون حسب الأعراق (أي القبائل) الآتية:
1 – مجموعة الهوتو Houtu: ينحدر أفرادها من قبائل البانتو التي جاءت مهاجرة من الجنوب، لتستقر قبل غيرها في أطراف منابع النيل والكونغو، وتعمل في زراعة الأرض، يؤلفون السواد الأعظم من السكان (85٪).
2 – مجموعة التوتسي Toutsi: ينحدر أفرادها عموماً من الرعاة النيليين الحاميين الذين تسللوا من رواندة على مدى طويل، وهي طبقة تحتل قمّة السّلم الاجتماعي، نسبتهم لا تتعدى 14٪ من مجموع السكان، يعمل أكثرهم في صفوف القوات المسلحة.
3 – مجموعة التوا Twa: لا تزيد نسبة أفرادها على 1٪ من مجموع السكان، ويتصفون بقاماتهم القصيرة (أقزام بوروندي)، وهم العنصر المتخلّف في المجتمع البوروندي، يظهر عليهم مظاهر التمسك بتقاليدهم القديمة، حيث يعيشون في حياة بدائية جدّاً منغلقين على أنفسهم[2]، وينحصر عملهم في الصيد وصناعة الخزف.
وقد زرع المستعمر الحقد بين هذه القبائل، ما أدى إلى حروب وفتن، وقد استقرت الأوضاع الآن نسبياً.
يضاف إلى ما سبق جماعات مهاجرة تشكّل أقلية من الأوروبيين والآسيويين، من مالي والسنغال وغنيا والهند وباكستان وبلجيكا، وهناك الجالية العربية.
يؤكد الاختلاف الذي مازال قائماً حول أصول السكان الحاليين في بوروندي، أن اختلاطاً كبيراً كان قد جرى فيها بين قبائل البانتو[ر] الذين قَدموا من الجنوب هرباً من الجفاف، وبين الحاميين النيليين الذين قَدموا فيما بعد من الشمال، من أطراف منابع النيل. إلا أن هذا الاختلاط لم يحقق الاندماج التام، وبقي تعدد العناصر سبباً رئيساً للمنازعات العرقية المستمرة في المنطقة حتى اليوم. وقد استغل المستعمرون هذه النزاعات لإطالة مدة بقائهم في المنطقة، كما أن القوى الوطنية لم تتمكن بعد الاستقلال من وضع حد لها. ويتألف السكان حالياً من المجموعات العرقية التالية:
1ـ مجموعة الهوتو Houtu: وينحدر أفرادها من قبائل البانتو التي جاءت مهاجرة من الجنوب، لتستقر قبل غيرها في أطراف منابع النيل والكونغو، وتعمل في زراعة الارض ومع أنهم يؤلفون السواد الأعظم من السكان (85٪)، فقد أُجبروا على الخضوع لسيطرة فئة التوتسي، الرعاة الذين جاؤوا بعدهم وأمسكوا بالسلطة، ولتعسف طبقة ملاك الأراضي الأرستقراطيين.
2ـ مجموعة التوتسي Toutsi: وهي طبقة مُسيطرة، تحتل قمة السلم الاجتماعي. ينحدر أفرادها عموماً من الرعاة النيليين الحاميين الذين تسللوا من رواندة على مدى طويل ليمسكوا بزمام السلطة، ويفرضوا سيطرتهم على الجميع مع أن نسبتهم لا تتعدى 14٪ من مجموع السكان. وهم يأنفون من العمل في الأرض، ومهنتهم الأساسية الحرب والقتال، لذلك يعمل أكثرهم في صفوف القوات المسلحة.
3ـ مجموعة التوا Twa: التي لا تزيد نسبة أفرادها على 1٪ من مجموع السكان، ويتصفون بقاماتهم القصيرة، وهم العنصر المتخلف في المجتمع البوروندي، وينحصر عملهم في الصيد وصناعة الخزف. وفي البلاد قلة من الأوربيين والآسيويين، أغلبهم بلجيك وهنود.
يؤكد الاختلاف الذي مازال قائماً حول أصول السكان الحاليين في بوروندي، أن اختلاطاً كبيراً كان قد جرى فيها بين قبائل البانتو[ر] الذين قَدموا من الجنوب هرباً من الجفاف، وبين الحاميين النيليين الذين قَدموا فيما بعد من الشمال، من أطراف منابع النيل. إلا أن هذا الاختلاط لم يحقق الاندماج التام، وبقي تعدد العناصر سبباً رئيساً للمنازعات العرقية المستمرة في المنطقة حتى اليوم. وقد استغل المستعمرون هذه النزاعات لإطالة مدة بقائهم في المنطقة، كما أن القوى الوطنية لم تتمكن بعد الاستقلال من وضع حد لها. ويتألف السكان حالياً من المجموعات العرقية التالية:
1ـ مجموعة الهوتو Houtu: وينحدر أفرادها من قبائل البانتو التي جاءت مهاجرة من الجنوب، لتستقر قبل غيرها في أطراف منابع النيل والكونغو، وتعمل في زراعة الارض. ومع أنهم يؤلفون السواد الأعظم من السكان (85٪)، فقد أُجبروا على الخضوع لسيطرة فئة التوتسي، الرعاة الذين جاؤوا بعدهم وأمسكوا بالسلطة، ولتعسف طبقة ملاك الأراضي الأرستقراطيين.
2ـ مجموعة التوتسي Toutsi: وهي طبقة مُسيطرة، تحتل قمة السلم الاجتماعي. ينحدر أفرادها عموماً من الرعاة النيليين الحاميين الذين تسللوا من رواندة على مدى طويل ليمسكوا بزمام السلطة، ويفرضوا سيطرتهم على الجميع مع أن نسبتهم لا تتعدى 14٪ من مجموع السكان. وهم يأنفون من العمل في الأرض، ومهنتهم الأساسية الحرب والقتال، لذلك يعمل أكثرهم في صفوف القوات المسلحة.
3ـ مجموعة التوا Twa: التي لا تزيد نسبة أفرادها على 1٪ من مجموع السكان، ويتصفون بقاماتهم القصيرة، وهم العنصر المتخلف في المجتمع البوروندي، وينحصر عملهم في الصيد وصناعة الخزف. وفي البلاد قلة من الأوربيين والآسيويين، أغلبهم بلجيك وهنود.
الديانات في بوروندي:
الديانات الموجودة في بوروندي هي: الإسلام، والنصرانية بفرقها ومذاهبها المختلفة، والوثنية.
نسبة المسلمين:
وهناك تعمّد بارز في بعض المصادر الغربية لتقليل نسبة المسلمين في بوروندي، تقول بعض مصادرهم بأنّ نسبة المسلمين: 1%، وهذه مغالطة كبيرة ومتعمّدة، الهدف منها الوضع من شأن مسلمي بوروندي؛ كما هي عادتهم في كثير من الدول ذات الأقلية المسلمة، إذ يعمدون إلى تقليل نسبة المسلمين ورفع نسبة غيرهم من النصارى وغيرهم.
لكن المنصفين من الكتّاب يقولون بأنّ المسلمين في هذا البلد يشكّلون ربع السكان من غير الجنسيات الأخرى، أما مع الجنسيات غير البوروندية، فتشير بعض المصادر الإسلامية إلى أن نسبتهم تصل إلى 80%، وهذه مبالغة كبيرة جدّاً ولا تستند إلى دليل.
والصواب في هذه القضية هو أنّ نسبة المسلمين في بوروندي هي: 20%[3]، وهم في ازدياد مع انتشار الإسلام في هذه الأيام.
يوجد المسلمون في عاصمة بوروندي (بوجمبورا) أو (سومبورا) سابقاً، كما ينتشرون في مناطق قبائل الهوتو، فحوالي ربع هذه القبائل التي تشكل غالبية السكان من المسلمين، كما يوجدون في مناطق قبائل التوتسي، وإلى جانب هذا يشكّل المسلمون أغلب العناصر المهاجرة إلى بوروندي، وهم من مالي والسنغال ومن الهنود والباكستانيين والعرب، وينتشر هؤلاء في معظم مدن بوروندي.
اللغات:
اللغة الرسمية هي الكيروندية (لغة البانتو)، واللغة الفرنسية، ثم اللغة السواحلية التي يتخاطب بها المسلمون، وتعد السواحلية لغة التجارة في بوروندي، ويلم بها معظم السكان، فإذا كنت مثلاً تتجول في السوق ستجد عبارة (قريبو) – تعني (تفضل) بالعربية – على لسان الباعة أصحاب المحلات، وهي تدل على مدى الارتباط اللغوي والثقافي العربي الموجود في دول شرق إفريقيا، وتتضمن السواحلية 60% من المفردات العربية.
وهناك لغات محلية أخرى.
بوروندي ونيل الاستقلال:
خضعت بوروندي للاستعمار الألماني في نهاية القرن الماضي 1897م، حيث أضيفت للمستعمرة الألمانية تنجانيقا (حالياً تنزانيا)، وبعد الحرب العالمية الأولى في عام1923 م أصبحت (رواندا أوروندي) إقلیماً تحت الانتداب تدیره بلجیكا، وفي عام1946 م أصبحت (رواندا أوروندي) مملكة بوروندي المستقلة، واقترعت بعد ذلك رواندا لتصبح جمهوریة رواندا، ونالت بوروندي استقلالها في عام 1382ه / 1962م[4]، ثم تحولت إلى جمهورية بوروندي.
دخول الإسلام إلى بوروندي:
اتفقت المصادر والمراجع التي كتبت عن تاريخ الدعوة الإسلامية في هذا البلد على أنّ الإسلام دخل عن طريق شرقي إفريقيا على أيدي بعض تجار من العرب، قدموا من زنجبار في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي، في عهد دولة السلطان سعيد بن سلطان (إمام مسقط)، وكان السلطان سعيد قد نقل مقر حكمه من مسقط بسلطنة عمان إلى زنجبار منذ سنة 1832م[5].
ثم انتشر الإسلام على مراحل، وهي:
المرحلة الأولى: مرحلة الانتشار أيام الاحتلال البرتغالي للساحل الشرقي لإفريقيا:
في هذه المرحلة كان انتشار الإسلام في بوروندي محدوداً؛ لأنّ المسلمين كانوا يلزَمون المدن الواقعة على السواحل، ولا يتعدونها إلى المدن الداخلية؛ بسبب الأوضاع القبلية والغابية والمناخية الخاصّة، وكانت المدن التي انطلق منها الإسلام تعيش في حياة منتظمة، إلى أن جاء المحتل البرتغالي فأفسدها.
المرحلة الثانية: زوال الحكم البرتغالي ودخول المحتل الجديد (ألمانيا):
خرج البرتغاليون من المنطقة مهزومين على أيدي القوات العربية المدعومة من سلطنة عمان، بدأ الإسلام ينتشر في المناطق الداخلية التي دخلها البرتغاليون، ومهّدوا الطرق، وفي هذا يقول الشيخ محمود شاكر: «وبزوال النفوذ البرتغالي من شرق إفريقيا؛ بدأت المدن تستعيد قوتها، وتسترجع مجدها، وكان المسلمون قبل الاحتلال البرتغالي يلزَمون الساحل ولا يتعدونه».
وكانت سياسة الألمانيين أقلّ صرامة على المسلمين من السياسة البرتغالية والبلجيكية – كما سيأتي بيانه -.
تـمَّ تقسيم المنطقة في (مؤتمر برلين) و (مؤتمر بروكسل) بين الدول الغربية، وهي: فرنسا وبريطانيا (إنجلترا) وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا، في عامي: 1303هـ / 1885م، 1306هـ / 1888م، يقول الشيخ محمود شاكر: «تسلّمت ألمانيا حكم مستعمراتها بما في ذلك بوروندي، ومنعت تجارة الرقيق، وتلا ذلك توسّع كبير في نشاط الدعوة الإسلامية، وتوطّد السلام والنظام في الجهات الداخلية، ومدّت السكك الحديدية، وأنشئت الطرق، وحينئذ استطاع التاجر المسلم أن يشقّ طريقه في مناطق كانت مغلقة في وجهه حتى ذلك الحين، واختار المستعمر لإدارة هذه البلاد موظفين مسلمين من بين السكان؛ لأنّ أهل البلاد من غير المسلمين كانوا لا يستطيعون أن يمارسوا أي عمل إداري لحياتهم القبلية، وعدم انتشار العلم بينهم، كما أنّ الألمان كانوا قلّة في البلاد، بحيث لا يستطيعون القيام بأكثر من عملية الإشراف على الجهاز الإداري، ولهذا اضطرت ألمانيا أن تُسند إلى المسلمين آلاف الوظائف التي أنشأتها، وقد استفاد هؤلاء الموظفون من مراكزهم التي شغلوها في إدخال قرى بأجمعها في الإسلام، وكان معلمو مدارس الدولة مسلمين كذلك؛ لأنه لا يوجد مَن يشغل هذه الوظائف غيرهم»[6].
يقول د. عبدالرحمن زكي: «ونلاحظ أنه بالرغم مما جلبه الاستعمار معه في القرن التاسع عشر؛ فقد انتشر الإسلام منذ ذلك الحين بين الأهالي في المناطق الداخلية، وذلك في أثناء الاحتلال الألماني لتنجانيقا منذ أواخر التاسع عشر، وفي أيام الحرب العالمية الأولى، ويعود ذلك إلى أنّ غالبية المدرسين كانوا من المسلمين، وكذلك التجار، فانتشر الإسلام في مراكز كثيرة»[7].
هذا الانتشار للإسلام في أيام الاحتلال الألمان للبلاد، والصمت الألماني الطويل، لا يدل على رضاهم بذلك، فقد كان سكوتهم عن ذلك حماية لمصالحهم، يقول الشيخ محمود شاكر: «نشاط هذه الحركة الجديدة في نشر الدعوة أصبح يستدعي النظر إلى حدٍّ كبير في الجهات الداخلية في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، حيث ظهر أنّ دوافعها إسلامية، ومحركيها وقادتها من المسلمين أيضاً، إذ مع انتشار الإسلام تتسع فكرة المقاومة، إذ إنّ ولاية الكافر غير واردة في نظر الإسلام، وإن ساعد وجوده، أو اضطرته الظروف للعمل مع المسلمين أو السكوت المؤقت عن نشاطهم».
المرحلة الثالثة: انتشار الإسلام في بوروندي أيام الاحتلال البلجيكي:
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى عام 1333هـ؛ دخلت جيوش الإنجليز إفريقيا الشرقية التي كانت تحت سيطرة ألمانيا، في هذه الأثناء وضعت مملكة بلجيكا يدها على الأجزاء الغربية للمنطقة، وكانت منها (مملكة بوروندي).
في هذه الأثناء خشيت بلجيكا من وجود المسلمين في المناطق التي تسيطر عليها، فوضع البلجيكيون عقبات أمام انتشار الإسلام في بوروندي[8]، وحظرت على المسلمين الإقامة في منطقة واحدة، لدرجة أن الاحتلال البلجيكي كان يمنع أن تسكن ثلاث أسر مسلمة متجاورة، ومَن يخالف يُعاقب بتدمير بيته أو قتله أو تشريده، كما سلب الاحتلال البلجيكي بعض أملاك المسلمين لبناء الكنائس.
المرحلة الرابعة: انتشار الإسلام بعد استقلال البلاد إلى الوقت الحاضر:
حصلت بوروندي على الاستقلال عام 1382ه / 1962م، وتسلّم الحكم الملك (مواميموامبوسا)، لكن على الرغم من خروج الجيوش البلجيكية من بوروندي؛ فإنّ أفكارها هي التي بقيت مسيطرة، وبقيت الكنيسة وإرساليتها هي الفعالة بكلّ شيء، وكما حاربت الإسلام في أثناء الاستعمار حاربته بعده وبكلّ عنف، وبقيت فتن بلجيكا هي التي تعمل، ودسائسها هي التي تحرك الأحزاب الموجودة، وقُتل ابن الملك، وفي عام 1386ه / 1966م تغير الحكم وأصبح جمهورياً، وكانت تُعرف باسم (أورندي)، وعندما فصلت بعد الاستقلال عن رواندا عُرفت باسم (بوروندي).
عندما تولى (ميكوبيرو) الحكم، وهو قائد عسكري، اعترف بالدين الإسلامي بالرغم مما كان عليه، وأعطى المسلمين شيئاً من الحرية تقديراً لدورهم[9]، وقد أعطى هذا الإجراء الدعوة الإسلامية دفعة قوية بعدما كانت الدعوة الإسلامية قد تراجع سيرها، مع أنّ الجمعية الإسلامية التي كانت السلطات الاستعمارية قد رفضت تسجيلها كانت قد أعادت نشاطها، وأقامت بعض المساجد في بعض المحافظات، منها: مورامفيا Muramvya وجيتيجا GitegaونجوزيNgozi [10]، وأخذ الإسلام ينتشر في جميع مناطق بوروندي بعد هذا الاعتراف من رئيس الدولة، وازداد انتشار الإسلام بعد جهود مكثفة من الدعاة، حيث قاموا بجولات دعوية في المدن والقرى، فانتشر الإسلام انتشاراً واسعاً[11].
ومما يدل على أيضاً انتشار الإسلام في السنوات الأخيرة وصول شخصيات مرموقة مسلمة إلى الحكومة، وكذلك اعتماد عيد الفطر وعيد الأضحى إجازة رسمية لكلّ الدوائر الحكومية، كما هو معمول به في الأعياد النصرانية، حصل هذا التطور مع كون رئيس الدولة نصرانياً، وذلك بسبب وجود عدد من الشخصيات المسلمة المؤثرة في الحكومة، من بينها رئيس الحزب الحاكم سعادة الأستاذ حسين رجب، ووزير الإعلام، وكذلك وزير التربية والتعليم، وأمراء بعض المحافظات، وبعض الشخصيات البارزة في الجيش والشرطة والدوائر الحكومية الأخرى، إضافة إلى التطوّر الذي حصل بعد استقالة النائبة الثانية لرئيس الدولة في الشهر التاسع من العام 1427ه / 2006م، حيث عينت الحكومة فور هذه الاستقالة امرأة مسلمة في منصب النائبة الثانية للرئيس، وهي من الأسرة المسلمة المعروفة لدى المسلمين في بوروندي، وهي: (مارينا بارامبام)[12]، وهذا أعطى انتشار الإسلام قوة ودَفعة أخرى إلى الأمام، في ظل الحكومة التي يرأسها حزب CNDD/FDD (المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية – الجبهة من أجل الدفاع عن الديمقراطية).
والإسلام في بوروندي الآن أقوى مقارنة بالفترات السابقة[13]، فالانتشار الآن واسع وكبير، وما زال ركب الدعوة سائراً ماضياً في طريقه برغم التحديات والعقبات التي تعترضه في كلّ منعطف.
أسباب انتشار الإسلام في بوروندي:
السبب الأول: ذاتية الإسلام نفسها؛ أي طبيعة هذا الدين:
ويسمّي بعض المنصّرين هذه الطبيعة باسم (الجاذبية الطبيعية من قِبَل الإفريقيين نحو الإسلام)، يقول د. عبدالرحمن عبدالله الشيخ – نقلاً عن بعض الباحثين الأوروبيين -: «ويذكر بعض الباحثين الأوروبيين أنّ عملية نشر الإسلام في شرق القارة لم تكن تتبع خطة، بل إنّ العرب لم يبذلوا مالاً من أجل تحويل الإفريقيين إلى الإسلام، ولم يكونوا إيجابيين في ذلك، ورغم هذا فبعد سنة 1885م – وهي فترة السيطرة الأوروبية – تسرّب الإسلام إلى بقاع جديدة في تنجانيقا، خاصة في غربها ووسطها، ونخرج من هذا بجملة نتائج، منها: ذاتية الإسلام»[14].
ويقول المؤرخ محمد أحمد مشهور الحداد: «والوضع الثالث الذي أثار الاهتمام الكبير هو انتشار الإسلام في إفريقيا، لقد كُتب الكثير عما يُسمّى بـ (الجاذبية الطبيعية من قِبَل الإفريقيين نحو الإسلام)، ولقد اعتبر البعض هذا الاتجاه مرغوباً وحتمياً؛ لأنّ الإسلام يلائم الزنوج جدّاً، وهو يحسّن من أوضاعهم، ولا أمل للمسيحية في منافسة الإسلام»[15].
«لقد انتشر الإسلام في إفريقيا انتشاراً سريعاً؛ وذلك لأنّ الإسلام دين فطرة بطبيعته، ليس به تعقيد، فهو سهل التطبيق والتناول، فإذا أراد الإنسان أن يعلن إسلامه فما عليه إلا أن ينطق بالشهادتين، فالإفريقيون كان لهم السبق في الدخول في الإسلام لسهولته، ولعدم التفرقة بين الناس، فهو دين يسر وسهولة»[16].
وكان الوثنيون يرون الدخول في الإسلام دليلاً على الترقي إلى حضارة وشرف، يقول الشيخ محمود شاكر: «وينظر الوثنيون هناك (أي في بوروندي) إلى قبول الإسلام على أنه دليل على الترقي إلى حضارة ومنزلة اجتماعية أرفع مما هم فيها، ويقال إنّ الازدراء الذي كان ينظر به المسلمون إلى الوثنيين طالما كان عاملاً حاسماً في تحولّهم إلى الإسلام»[17].
السبب الثاني: إظهار محاسن الإسلام:
من أسباب انتشار الإسلام في بوروندي: القدوة الحسنة والتعامل الحسن:
يقول د. عبدالرحمن عبدالله الشيخ: «دور القدوة في انتشار الإسلام، والقدوة تبدو في ظاهرها عملية سلبية، ولكن الأحداث التاريخية أثبتت أنّ للقدوة دوراً أساسياً في انتشار الإسلام، ولقد كان للتجار بالذات دور أساسي في نشر الدين الحنيف، من خلال ظهورهم بمظهر مشرّف في تعاملهم؛ من حيث الأمانة، والوفاء بالوعد، والملبس النظيف، والإيمان الذي يبدو في تصرفاتهم»[18].
فالقدوة من الأسباب ذات التأثير القوي في انتشار الإسلام في بوروندي، والمعاملة الحسنة قديماً وحديثاً، وما زال الناس في بوروندي يدخلون في دين الله أفواجاً؛ بسبب ما يلقون من التعامل الحسن، وما يرون لدى المسلمين من القدوة الحسنة، والصدق، والأمانة، والتعاون، والتسامح.. وغير ذلك.
وكان تعامل العرب الذين دخلوا بالإسلام إلى بوروندي تعاملاً حسناً، يقول الباحث عبد المنعم محقّق كتاب (جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار): «ولم يتعرض العرب العمانيون للأهالي الوطنيين بشيء من الأذى أو القهر، ولم يفرضوا عليهم ذلاً أو هواناً واستعباداً، بل إنهم عملوا جاهدين على تخليصهم من بطش أبناء جنسهم، الذين استرقوهم وصيروهم كالأنعام أو أضل سبيلاً، فعلّموهم الحرف والزراعات، وأشركوهم معهم في شؤون الحياة، وأعطوهم الأملاك والمزارع، يتبايعونها ويتوارثونها في حرية تامّة، كما هو ثابت ومسجّل في عديد من الصكوك التي يحويها كتاب (جهينة الأخبار)» [19].
وقد اعترف أعداء الإسلام بأنّ من أسباب انتشار الإسلام في بوروندي التعامل الحسن، نقل المؤرخ محمد أحمد مشهور الحداد تساؤلات النصارى[20] عن أسباب انتشار الإسلام في إفريقيا بشكل كبير، وذكر منها (بوروندي) فقال: «لماذا انتشر الإسلام في إفريقيا بشكل كبير وأكثر من المسيحية (أي النصرانية)؟»، فكان من الإجابات ما يأتي:
– لأنّ الاتصال الإسلامي كان أكثر.
– التجار المسلمون والمعلمون المسلمون (المحليون) كانوا يبدون إلى الزنوج أنهم متفوقون، وأنهم ليسوا بعيدين من الإفريقيين جميعاً.
– رسالة الإسلام إيجابية وسهلة الفهم، وليست مغالية جداً في متطلباتها:
– فالإسلام يعطي رؤية محددة تجلب الشعور بالراحة.
– والمتحول إلى الإسلام يصلي بجانب أستاذه، كما أنه بمجرد تكوين مجتمع إسلامي؛ فإنّ صلاة المسجد والواجبات الدينية الأخرى تعطيه الشعور بالوحدة الاجتماعية.
– والأخوة في الإسلام ليست دينية فقط، وإنما اجتماعية أيضاً.
– والمسلم لا يرسم خطاً لونياً بين الأبيض والأسود[21].
هذا ما قاله عميد الدراسة التبشيرية عن حسن التعامل الذي في الإسلام، وهذا حقّ، وقد اعترف به الأعداء، يقول د. عبدالرحمن زكي في محاضراته في معهد الدراسات الإسلامية في مصر: «وهكذا رأينا أنّ الإسلام قد انتشر في منطقة فسيحة من القارة الإفريقية، ليس بفضل السلاح كما يقال، بل بفضل مُثله العليا والدعوة الحكيمة الهادفة»[22].
السبب الثالث: نشاط دعاة الإسلام:
من أسباب انتشار الإسلام في بوروندي نشاط الدعاة، من الموظفين وغير الموظفين، من طلبة العلم الذين تحمسوا لنشر هذا الحقّ بين الناس، من حين دخول الإسلام هذا البلد وهذه الأنشطة مستمرة، يتوارثها جيل عن جيل بفضل الله تعالى؛ لهذا قال أهل العلم بأنّ الإسلام له ذاتية خاصة، وله جاذبية طبيعية ينتشر بها، ولا يرتبط بالأشخاص، مع قيام بعض الناس بالدعوة إليه، وهذا من أسباب انتشار الإسلام في بوروندي، هذا النشاط الدعوي الحيّ منذ عهد الاستعمار إلى الوقت الحاضر[23].
السبب الرابع: التعليم:
التعليم من الأسباب التي أدت إلى انتشار الإسلام في بوروندي بشكل كبير، يقول الشيخ محمود شاكر: «وقد لوحظ أنّ معلمي المدارس من السواحلية يقومون بنشاط حيّ وناجح في نشر الدعوة بين الأهالي»[24]؛ حماية لأبناء المسلمين من المدّ التنصيري، ولمّا كانت الدعوة الإسلامية لا تقوم إلا على بصيرة وعلم، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف : 108]، كان التعليم من الأسباب الرئيسة في انتشار الإسلام في بوروندي، من تاريخ دخول الإسلام إلى الوقت الحاضر، حيث كانت الكتاتيب منتشرة في البلد.
السبب الخامس: حركة التوسع العمراني:
حركة التوسع العمراني تعدّ من الأسباب التي ساعدت على انتشار الإسلام في بوروندي، فكم من مناطق كان دعاة الإسلام لا يستطيعون الوصول إليها، وفي هذا يقول المؤرخ فضيلة الشيخ محمود شاكر: «وقد سايرت حركة التوسع في نشر الدعوة هذه – بصفة خاصة – السكك الحديدية، والطرق التجارية الكبيرة، والمشروعات الاستصلاحية التي قامت، فانتشرت في خط مستقيم عبر إفريقية الشرقية الألمانية، حتى حدودها الغربية على بحيرة (تنجانيكا) وبلاد (رواندا) و (بوروندي)، وكان الذين قاموا بنشر هذه الدعوة من التجار، وبخاصة أهالي الساحل والجنود وموظفو الحكومة» [25].
وقد ساعدت حركة التوسع العمراني على نشر الدعوة الإسلامية في جميع مدن بوروندي، حيث يمكن الجزم الآن بأنه لا توجد مدينة من مدن بوروندي إلا وقد وصل دعاة الإسلام إليها؛ لدعوة أهلها إلى الإسلام، قبل أهلها الإسلام أو لم يقبلوا، أمّا القرى فهي بحاجة إلى جهود مضاعفة.
السبب السادس: التزاوج:
كان للتزاوج دور كبير في انتشار الإسلام في بوروندي في بداية دخول الإسلام، يقول د. عبدالرحمن زكي في كلمته التي ألقاها في معهد الدراسات الإسلامية في مصر، حول التأثير العربي على أفارقة شرق إفريقيا وما حولها، قال: «تطورت أحوال أهالي الساحل، فقد أخذ العرب بأيديهم في مسالك الحضارة، وأضفى الإسلام على حياة الذين اعتنقوه طابعاً اجتماعياً واضحاً، وكان التزاوج المستمر سبباً في ظهور جماعات كثيرة، خلطت دماؤهم العربية بالدماء الزنجية»[26]، وما زال هذا الدور قائماً حتى وقتنا الحاضر، حيث يأتي الزواج سبباً في دخول بعض أفراد أسر من النصارى أو كلها في الإسلام، واستغل كثير من شباب بوروندي هذا السبب في الزواج من الأسر ذات الأغلبية النصرانية، حيث يشترطون على الفتاة النصرانية أن تدخل في الإسلام، ثم يتزوجها شاب مسلم، وهذا يحصل بكثرة، وينتشر الإسلام في تلك الأسرة بسبب هذا الزواج[27].
السبب السابع: الانفتاح السياسي الجديد:
من أسباب انتشار الإسلام في بوروندي الانفتاح السياسي الجديد، يعيش شعب بوروندي في السنوات الأخيرة في أمن واستقرار نسبي، بعد فترة طويلة عاشت فيها البلاد في الحروب القبلية، ثم تحولت إلى الحروب السياسية، ونتجت عنها ظهور الأحزاب السياسية الكثيرة، كلها تتنافس على رئاسة البلاد، وأدى فوز حزب CNDD/FDD – الذي يضم في عضويته شخصيات إسلامية مرموقة – إلى نجاح كبير في انتشار الإسلام في بوروندي، حيث تولى رئاسة هذا الحزب أحد أفراد العائلة المسلمة المشهورة في البلاد، وانضم إلى ذلك اختياره لمساعديه في الحكومة التي رأسها حزبه، واختياره لوزيرين مسلمين في حكومته، وهما: وزير التربية والتعليم ووزير الإعلام، وغيرهما، وعدد من أمراء المناطق من المسلمين، كما دخل كثير من المجندين النصرانيين في الإسلام[28].
هذه هي بعض الأسباب وإلا فالأسباب كثيرة.
الخاتمة ونتائج هذا البحث:
من أهم نتائج هذا البحث: قوة الإسلام في تعاليمه، وحسن تعامل المسلمين مع الآخرين، وهذا ما كان سبباً في جذب غير المسلمين إلى هذا الدين الحنيف، وأثّر في البورونديين حتى دخلوا في الإسلام.
والحاجة قائمة الآن في بوروندي لإظهار مزيد من القدوة الحسنة، وتكثيف الجهود من قِبَل المهتمين بالدعوة إلى الله تعالى، بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، إذ ما زال المسلمون هم الأقلية في البلاد بالرغم من الانتشار الكبير للإسلام فيها.
* باحث متخصّص في الدراسات الإفريقية.
[1] انظر: البلدان الإسلامية والأقليات المسلمة في العالم المعاصر، د. محمد السيد غلاب وآخرون، مراجعة د. محمد فتحي عثمان، ص 684، والأقليات المسلمة في إفريقيا، سيد عبد المجيد بكر، ص 240، والمسلمون في بوروندي: مواطن الشعوب الإسلامية في إفريقيا 13، للشيخ محمود شاكر، ص 51.
[2] المسلمون في بوروندي, للشيخ محمود شاكر، ص 42، والبلدان الإسلامية والأقليات المسلمة في العالم المعاصر، د. محمد السيد غلاب وآخرون، ص 184، والأقليات المسلمة في إفريقيا, سلسلة دعوة الحق من رابطة العالم الإسلامي، ص 240، والعالمي: (بوروندي) 1999م، (fatbok. page 5 – of 10)، وبحث ملتقى خادم الحرمين الشريفين لخريجي جامعات السعودية من إفريقيا 1427هـ، إعداد الشيخ شعبان علي، ص 1.
[3] انظر: العالمي (بوروندي) 1999م، ص 3، والإسلام والمسلمون في جمهورية بوروندي، ص 57، والأقليات المسلمة في إفريقيا، ص 241، وتاريخ الأقليات المسلمة في العالم، د. السر سيد أحمد العراقي وآخرون، ص (153 – 154)، في إفريقيا الخضراء، مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الإسلام والمسلمين، لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبود، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، ص 495، المملكة العربية السعودية ودعم الأقليات المسلمة في العالم، ص 134.
[4] انظر: البلدان الإسلامية والأقليات المسلمة في العالم المعاصر، ص 687، والمسلمون في بوروندي، ص (34 ، 38 ، 41).
[5] انظر: دراسات… ( sengera). وانظر: مقالة بعنوان: العلاقة بين عمان وزنجبار (1277ه – 1308هـ / 1861م – 1891م)، مجلة الدارة: تصدر عن دارة الملك عبد العزيز، الرياض – العدد الثاني، السنة الخامسة والعشرون، 1420هـ، ص 181 وما بعدها، وتاريخ دخول الإسلام إلى بوروندي، بجيج سالم، ص 4 وما بعدها.
[6] المسلمون في بوروندي، محمود شاكر، ص (35 – 36).
[7] الإسلام والمسلمون في شرق إفريقيا، د. عبدالرحمن زكي، ص (91 – 92)، وانظر: حقائق تاريخية عن العرب والإسلام في إفريقيا الشرقية، محمد أحمد مشهود الحداد، ص (161 – 162).
[8] انظر: المسلمون في بوروندي، ص (38 – 39).
[9] المسلمون في بوروندي، محمود شاكر، ص 41، ومقابلة مع أبناء الذين شارك آبائهم في مطالبة الاستقلال في مدينة (رومنج)، وفي العاصمة (بوجمبورا)، 10/8/2006م.
[10] المسلمون في بوروندي، ص 41.
[11] انظر: مذكرة الداعية، عبد الجبار، ص (3 – 5).
[12] انظر: صحيفة: (intumwa, no: 106, 15-30/9/2006. p:1) صحيفة تصدر في بوروندي.
[13] انظر: تقرير لجنة اتحاد شباب رومنج لعام 1427ه / 2006م، ص (4 – 10)، ومجلة السلام، مجلة شهرية، كانت تصدر من مكتب الرابطة في بوروندي، رقم 1، بدون سنة، ص 4، و (جريدة نيتوموا) التي تصدر من الحزب الحاكم في البلاد، رقم 106 / 2006م، ص 1، والمسلمون في بوروندي، ص (41 – 42).
[14] دول الإسلام وحضارته في إفريقيا بحوث في التاريخ الحديث، د. عبدالرحمن عبدالله الشيخ، ص 32، ط 1 – 1403ه / 1983م، دار اللواء، الرياض، المملكة العربية السعودية.
[15] حقائق تاريخية عن العرب والإسلام في شرق إفريقيا، ص 169.
[16] انظر: الإسلام في شرق إفريقيا، صبحية عبد المحسن الزيد، تعليق: محمد أديب غالب، ص 31.
[17] المسلمون في بوروندي، محمود شاكر، ص (37 – 38)، نقلاً عن: الدعوة الإسلامية بحث في تاريخ نشر العقيدة الإسلامية، توماس أرنولد، الترجمة والتعليق: د. حسن إبراهيم حسن، د. عبد المجيد عابدين، وإسماعيل النحراوي، ص (382 – 383).
[18] دول الإسلام وحضارته في إفريقيا، بحوث في التاريخ الحديث، ص 33.
[19] جهينة الأخبار من تاريخ زنجبار، سعيد بن علي المغيري، تحقيق: عبد المنعم عامر، ص: ل، وانظر: دول الإسلام وحضارته في إفريقيا بحوث في تاريخ الحديث، د. عبدالرحمن عبدالله الشيخ، ص (56 – 57).
[20] نقل هذا التساؤل من عميد الدراسة التبشيرة في الولايات المتحدة، وهو سايللر، في كتابه: (المسلم يواجه المستقبل)، وتحت فقرة: لماذا يجذب الإسلام الزنوج؟، انظر: حقائق تاريخية عن العرب والإسلام في شرق إفريقيا، محمد أحمد مشهور الحداد، ص 169، ط 1، 1393ه / 1973م، دار الفكر.
[21] حقائق تاريخية عن العرب والإسلام في شرق إفريقيا، محمد أحمد مشهور الحداد، ص (169 – 170)، وانظر: هكذا دخل الإسلام 36 دولة، أحمد حامد، ص 151، ط 1 – 1401هـ / 1981م، دار مكتبة هلال، بيروت.
[22] الإسلام والمسلمون في شرق إفريقيا، د. عبد الرحمن زكي، مجموعة محاضرات ألقيت في معهد الدراسات الإسلامية، ص 93، طبعة مطبعة يوسف بالقاهرة.
[23] انظر: المسلمون في بوروندي، محمود شاكر، ص (35 – 36).
[24] المسلمون في بوروندي، ص 36.
[25] المسلمون في بوروندي، محمود شاكر، ص 37، وانظر: مذكرة الداعية: كنياتا محمود إسماعيل، ص (3 – 6).
[26] الإسلام والمسلمون في شرق إفريقيا، مرجع سابق، ص 91.
[27] من مشاهدات الباحث: مقابلات مع الشباب أصحاب هذا الشأن في بوروندي.
[28] انظر: تقرير مكتب الدعوة لعام 1426هـ / 2006م، حول زيارة الدكتور عبدالمحسن الزكري وزميله لبوروندي، ومقابلتهما لرئيس الحزب سعادة الأستاذ حسين رجب، وانظر كذلك التقرير الصادر عن: اتحاد شباب رومنج (UVIRU) لعام 2006م.