مقدمة:
شهدت فترة الحجز الصحي جراء تفشي جائحة كورونا المتجدد على مستوى العالم تحولات اجتماعية واقتصادية عام 2020م، لم يشهدها العالم مثلها قط، ومن أهمها حظر التجوال والتباعد الجسدي ووضع الكمامة، نتيجة لذلك تم تهجير آلاف طلاب الكتاتيب إلى ولاياتهم بعموم شمال نيجيريا، واتُّهِموا بنشر هذا الوباء، ومع استغلال هذه التُّهم السافرة وتحويلها ورقة ضغط وخنق نظام الكتاتيب بالحق وبالباطل، تم اتخاذ قرار منع وتحريم النظام قنونيا في إحدى جلسات الولاة الشماليين خلال الفترة وعلى رأسهم والي ولاية كدونا وكبّ مع فرض أشد العقوبات وهي لا تقل عن عقوبات التحريب، من أجل هذا قام العقلاء من علماء الدين وبعض من الموظفين الحكوميين وقادة بعض المؤسسات الأهلية برفض هذا القرار، مع محاولة إرجاع الولاة المتطرفين ضد الكتاتيب إلى رشدهم، وتذكيرهم بمسئولياتهم تجاه شعبهم نظرا إلى عجزهم عن توفير مقاعد الدراسة الابتدائية والثانوية الحكومية في ولاياتهم، متزامنا مع ازدياد عدد الأطفال المشردين عن المدارس، وأن ما يجب عليهم هو إصلاح النظام والاعتراف به وتزويده بكل متطلباته وتحديثه حتى يواكب التحديات والمستجدات الراهنة ليسد الثغرات الشاغرة داخل المجتمعات الشمالية التي لا ينفك تاريخها عنه.
تعليم الكتاتيب في نيجيريا مفهوما ونشأة:
يُعرف النظام الكتاتيبي في نيجيريا بنظام (أَلْمَاجِرِ) وهي كلمة مقترضة من كلمة (المهاجر) تستند إلى مفهوم هجرة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من مكة إلى المدينة المنورة فرارا بدينهم وتعليمه السمح، ويتوسّع هذا المفهوم ليشمل تعلّم القرآن وحفظه وكل ما يتعلق بالعلوم الإسلامية من خلال حلقاتها العلمية[1]، بل أصبح علما على مفهوم طالب العلم الديني عموما، لكن الباحث هنا يقتصر فقط على نظام الكتاتيب، حيث يحظى هذا النظام بتسميات متعددة كما هو الواضح حتى من الدول العربية، وفي مصر يقال الكُتَّاب وفي المغرب التعليم العتيق وكذلك الحال في إفريقيا السمراء منها: ودودَ، ومَكَرَنْتَ، وظَنْغَيَا، وغيرها.[2] ولم تكن هذه المدارس سوى امتداد لنظام تعليم القرآن الكريم منذ فجر الإسلام، لكنها تتطور حسب العصور والأماكن التي تمر بها إلى أن وصل النظام إلى أدغال إفريقيا بدخول الإسلام فيها.
استُورد هذا النظام بحذافيره من دول المغرب العربي بفضل المجاورة بالإضافة إلى مصر والسودان، حيث وصلت إلينا هذه المدارس من قديم الزمان على أنها ” مؤسسة تعليمية يقودها عالم في فن واحد أو عدة فنون يسهر عليها وعلى طلابها أخلاقيا وأدبيا وماديا لوجه الله”[3] والهدف منها تعليم القرآن والعلوم الدينية وتلقي التربية الإسلامية الصحيحة لتخريج المثقفين بالثقافة الإسلامية الرصينة لحفظ المجتمع من الموروث المخالف لتعاليم الإسلام، وعلى هذا الغرار تنوعت هذه المدارس حسب أطوارها إلى أنواع متعددة ومن أهمها كتاتيب الأطفال المهاجرين و الكتاتيب النقالة وكتاتيب أطفال البلد وكتاتيب قريبة من المدارس الحديثة[4]، نظرا لهذه الأنواع يَعتبر الباحث رَوْث المسيحي أن هذا النظام تراث تليد ينقسم إلى ثلاثة: نظام داخلي وخارجي وإسلامية، وأنه حق لمواطن نيجيري يجب على الحكومة وضعه على إطار يتسنى لطلابه المشاركة الفاعلة في الوطن[5].
إن بذور هذا النظام عرفت طريقها مع دخول الإسلام منذ القرن الأول الهجري[6]، إلا أن أغلب المصادر الموثوق بها تُرجع ذلك إلى القرن الرابع الهجري حيث استغلظ الإسلام واستوى على سوقه وتأسست الممالك الإسلامية، وقامت المعاهد العلمية الفتية تخرّج الطلاب في كافة الفنون العلمية[7]، وتتفق المصادر التاريخية بأن هذا النظام انطلق من مملكة كانم برنو الواقعة بالشمال الشرقي لنيجيريا[8]، ثم زحف إلى كنو وكشنا وزاريا وسكتو وغيرها، حيث اعتمد النظام ماديا على صناديق الزكوات تحت إمارات المناطق بالإضافة إلى التبرعات والتعاون المجتمعي، و كما أن الطلاب يزجّون أنفسهم في الزراعة والتجارة و الحرف الصغيرة كالنجارة والحياطة وغيرها للإنفاق على أنفسهم وعلى النظام، حيث أسهم النظام مباشرة في إيجاد علماء الدين والقضاة والمثقفين الذين تعاون المستعمر البريطاني معهم فور هيمنته المنطقة إذ يحفظون القرآن عن ظهر القلب ويكتبون دون النظر إليه[9]. ويؤكد الإلورن هذه الحقيقة بأن طلاب الكتاتيب هم طبقة مثقة يكتبون ويقرءون بالحرف العربي فاستعان بهم المستعمر قبل تكوين نخبة حاملة للتعليم الإنجليزي شيئا فشيئا والاستغناء عنهم تدريجيا[10].
استعلى المستعمر البريطاني عام 1904م على مقاليد الحكم في الشمال النيجيري عصر الأمير محمد الطاهر سكتو والأمير علي كنو حيث بدأ ينهار النظام بتسلّم المستعمر خزانة الإمارات وتهميشه لصالح التعليم الحديث بل سعى خفية وعلنا لقلعه من جذوره، بل أخذ يزداد ضعفا لتغييب الدعم من الأثرياء وقلة احترام الشعب له وتقاعس النظام عن صناعة العلماء القائمين بأمور الدين لولا وقوف بعض القادة الشماليين ضده، مما جعل النظام أخيرا يعتمد على الجهود الفردية، بعيدا عن دعم المجتمع والحكومة فأخذ علماء النظام يبتكرون وسائل لديمومته منها توسيع الأراضي الزراعية إذ يقوم بحراثتها الطلاب وتأجيرهم لجلب القوت والطعام وغيرهما بالإضافة إلى رسوم الأربعاء من كل أسبوع يدفعه الطالب للمعلم، ومع غياب دور آباء الطلاب عن الإسهام، جعلت إدارة الكتاتيب من أصعب الأمور فتخلى عنها كثير من علمائها وانصرفوا إلى أشياء أخرى وخلى الجو لغير الأكفاء فانصرفت جزئية بسيطة للنظام إلى التسوّل المقيت واستغلال الطلاب استغلالا بشعا.
انتعاش نظام الكتاتيب واستغلاله:
كانت هناك مجهودات حثيثة لإنعاش الأنظمة التعليمية الدينية بما فيها نظام الكتاتيب فور مُضِيّ المستعمر تحت إدارة أحمد سَرْدَوْنَا سكتو، مما أدى إلى إدخال إصلاحات إدارية من خلال تأسيس وحدة منفصلة لتقوم بمسؤولية إدارة المدارس القرآنية وإعداد مناهجها الدراسية تحت مركز الشمال النيجيري، أخذ هذا المركز مهام مراقبة المدارس والمدرسين وعمداء المدارس القرآنية[11] لكنه بدأ يضعف بحلول عام 1967م باختراع بعض الولايات حيث تم تحويل نشاطات هذا المركز إلى جامعة أحمد بلو زاريا بمعهد التربية، فعُرف بوحدة المدارس العربية والإسلامية التي تحولت فيما بعد إلى المجلس الوطني للدراسات العربية والإسلامية، فتركزت أنشطة المجلس على هذه المدارس دون القرآنية وخاصة تلك التي تعتني بالقرآن وحفظه ذات طابع أهلي صرف، مما جعل الكتاتيب تعيش بين المطرقة والسندان، وبدأت محاربتها تحت مسميات متعددة منها الاشمئزاز منها لانتساب قليل من طلابه إلى التسول، وأنه لا يأهّل كوادر تعتمد على نفسها ولا تعدّ في قائمة مستحقي الوظيفة الحكومية، وبالمقابل انجرف بعض علماء نظام الكتاتيب ضد من يطعنه وصدوا آذانهم دون أن يصغوا من غيرهم شيئا لإصلاحه.
وفي عام 1999م عادت الديمقراطية من جديد إلى نيجيريا مما جعل والي ولاية زنفرا محمد ثاني يريمن بكورا يستغل بعض بنود الدستور النيجيري لإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية بولايته مما أذن لكثير من الولايات الشمالية أن تحذى حذوها برغبة شديدة من الشعب المسلم مع الضغط على القادة[12]، ورغم الخلل الذي لحق بتطبيق الشريعة الإسلامية إلا أنها خلّفت آثارا إيجابية منها عودة قضية مدارس الكتاتيب إلى الطاولة، مما فرض على كثير من ولاة الولايات الشمالية أن يلبوا رغبة الشعب في دعم النظام وإنعاشه من جديد، حيث تتصدر ولاية برنو وكنو وزمفرا بين قائمة الولايات التي أدخلت إصلاحات جادة وتبعتها ولاية كدونا وسكتو وغيرهما، ولقد تم إعداد مقرر لتدريس القرآن الكريم ومواد الدراسات العربية والإسلامية برئاسة الشيخ أحمد المقري سعيد من ولاية كدونا مع التعاون بالمجلس الوطني للدراسات العربية والإسلامية قبل أن يستقل عن معهد التربية، جامعة أحمد بلو.[13] وفي هذه الظروف تسارع وابل الدعم الخارجي والمساعدات من قبل المنظمات الدولية ومن بعض الحكومات العربية منها الأمم المتحدة والبنك الدولي وبنك جدة الإسلامي، ولما فتحت عيون القادة السياسيين على هذه المبالغ الضخمة أخذوا يسهرون من أجل مدارس الكتاتيب وألحقها بعضهم بنظام الابتدائية الحكومية Basic Education، مع هذا لم تنل هذه المدارس ما يحب أن تنالها من الرعاية والدعم من قبل الحكومات للاهتمام بمصادر تمويلها وتحويلها لصالح مشاريع أخرى، وظلت الكتاتيب معلقة وعادت التهم إلى الطاولة من جديد.
نظام الكتاتيب بين طراز المباني وغياب المعاني:
وبفضل الأعمال التي نهض بها الشيخ أحمد المقري سعيد تحت لجنة المدارس الإسلامية بولاية كدونا فترة الوالي أحمد مقرفي، حاول بعض الأكاديميين استقطاب تجاربه وخبراته من خلال تداولها في إحدى جلسات إمارة ززو بمدينة زاريا تحت مجهود الدكتور أمين لادن شريح،[14] حيث نالت إعجاب الجميع فتمت صياغتها باللغة الإنجليزية ورفعها إلى والي الولاية محمد نَمَدِي سمبو آن ذاك، من أجل تطوير ما خلّفه الوالي السابق أحمد مقرفي، ولم يمكث نمدي في الولاية فترة طويلة إلى أن أصبح نائب رئيس نيجيريا للرئيس جونتان بعد وفاة الرئيس عمر شيخو أَرْأَدُوَا، استغل نمدي منصبه هذا من خلال مكتب استشاري للشئون الدينية لتنفيذ ذاك المشروع وبعد إقناع جونتان عليه، انطلق مشروع بناء المدارس القرآنية من بداية 2009م، حيث تم تصنيف هذه المدارس إلى ثلاثة نماذج على النحو التالي:
يحتوي النموذج الأول على 101 مدرسة، في كل منها فصلان للدراسة ومبنى الإدارة والخزانة والمراخيض والداخليات، ويأتي النموذج الثاني البالغ عدده 18 بالإضافة 36 مدرسة مبنية من قبل مؤسسة Trust Fund ليشمل في كل منها ستة فصول والإدارة وخمسة مكاتب، والمكتبة والمراخيض، وقاعة الحاسوب والمعامل والداخليات، ويتكون النموذج الثالث من 138 مدرسة بالتعاون مع مؤسسات داخلية وخارجية فهي خصيصة بمدارس إسلامية دون الكتاتيب.[15] ويؤكد الرئيس جوتنان هذه الحقيقة في بعض تصريحاته بأنه بنى أكثر من 165 مدرسة قرآنية ما عدا مدارس الدراسات الإسلامية فقط، يذكر ذلك وهو يعترف باهتمامه بالعلم وتضامنه مع الولايات الشمالية التي تعاني من ارتفاع نسب الأمية حيث يعيش 15 مليون طفل خارج المدرسة[16].
استطاع عبد الصمد آمُو ذكر عدد هذه المدارس في كل الولايات تقريبا من خلال الجدول التالي:
الرقم | الولاية | عدد المدارس | ملاحظة |
---|---|---|---|
1 | Adamawa | 8 | ولاية شمالية |
2 | Bauchi | 9 | “” |
3 | Barno | 9 | “” |
4 | Yobe | 6 | “” |
5 | Gwambe | 5 | “” |
6 | Jigawa | 7 | “” |
7 | Kaduna | 11 | “” |
8 | Kano | 12 | “” |
9 | Katsina | 10 | “” |
10 | Kebi | 6 | “” |
11 | Sokoto | 10 | “” |
12 | Zamfara | 12 | “” |
13 | Nasarawa | 6 | “” |
14 | Niger | 8 | “” |
15 | Kogi | 5 | “” |
16 | Biniwe | 1 | “” |
17 | Kwara | 7 | “” |
18 | Taraba | 3 | “” |
19 | Jos | 1 | “” |
20 | Abuja | 2 | العاصمة |
21 | Lagos | 1 | ولاية في الجنوب الغربي |
22 | Ogun | 3 | “” |
23 | Ondo | 2 | “” |
24 | Ekiti | 1 | “” |
25 | Osun | 4 | “” |
26 | Oyo | 5 | “” |
27 | Revers | 1 | في الجنوب الشرقي |
28 | Edo | 2 | الجنوب الغربي |
الجملة: 157 |
يُفهم من خلال الجدول أعلاه بأن هذا العمل ضخم جدا، نظرا لأنه مبادرة فريدة من نوعها وردت من رئيس جنوبي مسيحي، لكن من يتابع واقع هذه المدارس من تأسيسها إلى اليوم يدرك أنها مبان تفتقر إلى المعاني، وأن عليه أن يتسائل، لما لم تُنْجز هذه المدارس إلى حد اليوم، ولم تعالج مشاكل الكاتيب، ولم ترد أطفالا متسولين إلى جدرانها المبنية على الطراز الحديث؟ من أجل هذا أخذ يجيب كثير من الباحثين بأن هذه المدراس ابْتنِيَتْ من أجل جلب الدعم الخارجي الوارد من منظمة الأمم المتحدة وبنك جدة الإسلامي وبعض المنظمات الدولية وبعض الدول العربية، يذكر زميل للباحث وهو مدرس في إحدى هذه المدارس الناجحة نسبيا بولاية كدونا، أن والي ولايتها فَتْرِيكْ ياكُووَا المسيحي يزور المدرسة الواقعة على طريق الشارع إلى كنو من زاريا مرات[17]، رغم أن نظام المدرسة ضعيف جد.
ومن المؤسف جدا أن كثيرا من هذه المباني معطلة فضلا أن تُجرى فيها الدراسة، وليس هناك نظام معتمد يُسَيّر به هذه المدارس، ولم تُقدر خبرات المنتمين إليها والقائمين على إدارتها من قبل،حتى اختيار الطلاب تم عشوائيا وغاية القول أن الحكومة تدير هذه المدارس بعيدة عن بيئات أنظمة الكتاتيب جملة وتفصيلا، ومع هذا قدمت بعض الحكومات على مستوى الولايات بعض الإنجازات التي ما زالت قائمة منها كنو وبرنو ويوبي وكدونا.
الكتاتيب قبل وفترة الحجز الصحي في نيجيريا:
عادت التهم السافرة إلى نظام الكتاتيب، من قبل بعض المسلمين أنفسهم ومن غيرهم حتى وُجد من يطلق عليها بيت الرعب، وأنها انحطت من التعليم إلى التعذيب والاغتصاب[18]، أنها نظام متخلف يعلم التسول ويسيئ أخلاق الأطفال، وأن التعليم في العصر الحديث في غنى عنها، يظهر هذا جليا من تصريح أمير غندو ورئيس هيئة إمارة كُفِّي بأن النظام عيب على الشمال النيجيري[19]. وفي الحقيقة لا يمكن تعميم هذه التصرفات على هذه المدارس شأنها شأن كثير من الأنظمة الدراسية، ومن أجل هذا كان هناك ضغوطات شديدة جدا على هذه المدارس قبل كورونا حيث تم القبض على بعض معلميها بتهم التعذيب وباسم حرية الأطفال من خلال المنظمات الحقوقية وتسجينهم وإهانتهم، كما تم إلصاق النظام بجماعة بوكو حرام الإرهابية من قبل من ينتسب إلى العلم الشرعي[20]، هذا، وقد صرح والي ولاية كدونا الحالي قائلا: يجب انتشال النظام من جذوره لأن طلابه لا يقدمون أي دور تجاه تقدم نيجيريا ولا وظيفة لهم حكوميا، وكدونا فرصنة سانحة لمنعه [21]. وقد فنّد كل هذا مدير جهاز المخابرات النيجيرية الحالي عندما يعمل في الأمم المتحدة، ومن أجل إنهاء هذه الطنطنة أدلى رئيس مجلس الشيوخ الأسبق أحمد لول بتصريحاته أنه يجب مراجعة المدارس التي بُنِيَتْ من قبل الرئيس الأسبق جونتان[22]، على الرغم من وجود بعض الولايات القائمة على إصلاح النظام منها برنو وكنو، وفي كنو وحدها تم إنشاء هيئة إدارة مدارس القرآن الكريم تحت المقرئ يهوذا طن زرغا وصرح قائلا بأن كنو أنشئت 52 مدرسة تحت التعليم المجاني في محلياتها المتعددة[23].
وفي فترة الحجز الصحي لوباء كورونا المتجدد اجتمع ولاة الشمال فاتفق أكثرهم على منع نظام الكتاتيب من خلال إرجاع الطلاب إلى أسرهم لأنه نظام يولد الفقر والجهل وعدم الاستقرار وكما يسبب اضطراب النظام الاجتماعي وأنه يحتضن الغرباء من دول الجوار، ومن المتحمسين لهذا القرار عتيق باغدو والى ولاية كَبّي، ووالي ولاية كدونا.[24] رغم أن هذه التهم ليست جديدة لكنها تخرج من قبل القادة الذين مااستطاعوا توفير فرص الدراسة في المدارس الحكومية، ويعلمون جيدا أن هناك 15 مليون طفل في الشوارع وأغلبهم من الشمال النيجيري[25]، مع سوء استخدام الدعم الذي لم يعد نافعا للكتاتيب.
وقد أخذ والي ولاية كدونا زمام المبادرة لاتخاذ قرار منع وتحريم الكتاتيب قانونيا حيث تم صياغة قانون وبنوده ورفعه إلى مجلس البرلمان الولائي لدراسة بنود القانون مما أوقد الخلاف والمشاجرات بين أعضاء البرلمان وأدى إلى إطاحة برئيسه الذي يساند الوالي في إنهاء النظام، ومما ورد في هذا القانون ما يلي: يحتوي القانون على ثمانية بنود وتحته أفرعة حيث قام بتعريف الماجري والطالب المنتسب له، شاملا المدراس الإسلامية الأهلية، وأنه لا يحق لأحد الالتحاق بهذه المدارس إلا بعد التخرج من الثانوية الحديثة بعد سن 18 بعدها للطالب أن يحفظ القرآن الكريم إن كان يرغب ذلك، وعلى كل مدرس وأب ومعاون لإقامة هذه المدارس تلزمه عقوبة سنتين في السجن مع غرامة 100,000نيرا ما يساوي قرابة مئتين دولار ونصف، حسب عدد الطلاب مع ترحيلهم إلى بلادهم[26].
أدرك العقلاء بأن هذا القانون يشي بمنع كافة التعليم الديني بأي طرق، وتحويل الشعب إلى التعليم الحديث على الرغم من قلة فرص الدراسة فيه، منها تزايد العدد المقبل عليه مع غياب الفصول والجودة الدراسية، وكذلك قلة الأساتذة به وخاصة في كدونا، وغياب المنظومة الأخلاقية الدينية. وقد جاءت الردود إليه من كل حدب وصوب من اتحاد حفاظ القرآن الكريم النيجيري من الولاية، ومن المجلس الاسلامي النيجيري تحت رئاسة الشيخ الشريف إبراهيم صالح الحسيني[27]، وانعقدت مؤتمرات ضد هذا القانون مما جعل البرلمان والوالي يتراجعان عن سن هذا القانون، ومع ذلك لم يزل والي الولاية يطارد مدراس الكتاتيب باسم قانون كورونا، وقد داهم في هذه الأيام كثيرا منها داخل كدونا وزاريا بشكل فظيع جدا، من قبل رجال الأمن مدججين بالأسلحة ليلا مع استخدام غازات للدموع والقبض على الطلاب[28].
مجهودات مؤسسة حكومية وأخرى أهلية:
أشار المقال إشارة طفيفة إلى إنشاء المجلس الوطني للدراسات العربية والإسلامية والتطورات التي لحق به، والجدير بالذكر هنا أن هذا المجلس الذي كان تحت معهد التربية بجامعة أحمد بلو نال استقلاليته حيث تحول إلى مجلس معترف بشهاداته في كل ربوع البلاد والجامعات ودخل في ميزانية الدولة مثله مثل أي مجلس معتني بالامتحانات الوطينة بفضل وزيرة التعليم الأستاذة الدكتورة رقية فترة حكم جوتنان ودعمت حكومة بخاري تحت وزير التعليم الحالي آدم آدم،[29] أنشأ هذا المجلس قسما خاصا بنظام الكتاتيب بمقره الرئيس بولاية كدونا وتم بنائه على طبقتين، وله مدير ومنسق وطني وسائر المكاتب، لكن لم تنطلق نشاطاته رسميا اللهم إلا بعض الندوات التي بدأ يقيمها في بعض الولايات منها كنو وبوثي وكورا نتيجة ضغط الواقع والمجتمع جراء الأحداث التي تتوالى ضد الكتاتيب، ويكمن القول بأن هذه المؤسسة بحاجة إلى عقول أكفاء وتضحية منقطعة النظير لرسم معالم الطريق وتحقيق أهداف وغايات إصلاح نظام الكتاتيب وفق سياسة الدولة[30].
وبالمقابل فإن مؤسسة الآفاق النيجيرية الأهلية قامت بمجهود كبير في محاولة إيجاد أنظمة الكتاتيب وفق سياسة الدولة حيث أنشاءت أربع لجان وهي التمويلية والإعلامية والتنسيقية والمناهج والمقررات، وطافت لجنة المناهج والمقررات في أهم كتاتيب بالولايات الشمالية ووقفت على أنظمتها واستصاغت فيما بعد في ضوئها مناهج ومقررات موحدة، ثم عقدت هذه المؤسسة قمة ليومين فانتدبت رئساء وقادة ومنظري الكاتيب لتُطلعهم على المبادرات التي قامت بها وما يمكن أن يلاحظوها لتكون المبادارت ملبية لرغبات النظام وفق سياسة الدولة حتى يتسنى لها تقديمها إلى الحكومة الوطنية لتنفيذها كنظام معترف به على مستوى الوطن، ولقد صرح رئيس لجنة المناهج والمقررات الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد مقري قائلا: بأن عمل اللجنة لم يكن سوى جمع شتات أنظمة الكتاتيب الموجودة في أكثر الكتاتيب الشمالية ومقارنة بعضها ببعض ودمجها في نسق موحد ثم إخراجها وفق سياسة التعليم في نيجيريا[31]، لقد تمت مدارسة أربعة مناهج ومقررات للكتاتيب عبر الندوة خلال مجموعات أربعة وِقف المناهج والمقررات المقترحة على النحو التالي:
المقترح الأول: نظام داخلي وخارجي يشمل تدريس القرآن الكريم حفظا مع إرسال الطلاب إلى المدارس الابتدائية الحكومية ليتلقوا التعليم الحديث فيها من خلال ست سنوات فقط.
المقترح الثاني: نظام داخلي يشمل تدريس القرآن حفظا 70 في المئة، مع تدريس المواد العربية والإسلامية 30 في المئة، خلال ست سنوات.
المقترح الثالث: نظام داخلي يشمل تدريس القرآن حفظا 60 في المئة، وتدريس المواد العربية والإسلامية واللغة الإنجليزية والرياضيات 40 في المئة، بالإضافة إلى تعليم الحرف البسيطة، خلال ست سنوات.
المقترح الرابع: نظام داخلي، يشمل تدريس القرآن حفظا، مع تدريس المواد العربية والإسلامية والإنجليزية والعلوم ومجموعة من الحرف من خلال 12 سنة، وهو النظام الذي عرف في نيجيريا بنظام دمجي بالإضافة إلى تعليم الحرف حيث تقوم جهة حكومية بمنح الطلاب شهادة الحرف والصناعات يمكنهم من فتح الورش والمصانع بعد التخرج من النظام، ويمكن لطلابه الالتحاق بالجامعات ودراسة العلوم والعلوم الصناعية.[32]
والجدير بالذكر أن هذا النظام يقوم على فلسفة التعليم وسياسته في نيجيريا مع نظام الراتب الذي يستحقه المدرسون الحفظة وفق تسمياتهم[33].
بالنظر إلى المجهوديْن يُدرك تماما غياب التنسيق العملي بين المؤسسة الحكومية والأهلية كليهما، كان من المفروض أن تكون مجهوداتهما موحدة، لكن كليهما يعمل بمنعزل عن الآخر، هذا ما دعى كاتب هذا المقال أن يسأل في قمة مؤسسة الآفاق: لما لم يتم انتداب قسم الكتاتيب بالمجلس الوطني للدراسات العربية والإسلامية فأجيب بأنه تم إيصال الدعوة إليه دون معرفة أسباب غيابه، ويجب أن يُسأل القادة السياسيون أيضا أين المباني التي بنتها حكومة الرئيس الأسبق جونتا؟، والتمويل الوارد من المؤسسات والمنظمات الدولية؟ وحقوق المواطن المسلم في تعلم دينه وقيمه؟. وإلى الآن ما زالت المنظمات الدولية تدفق الدعم المادي وقبيل كورونا كان هناك نظام تعاوني بين الحكومة النيجيرية والبنك الدولي في تدريس طلاب الكتاتيب مواد التعليم الحديث في كتاتيبهم فقد تم توظيف الأساتذة والمشرفين عليه، لكن الولاة الشماليين ما زالوا يلجئون وراء كورونا دون تنفيذ النظام.
نظام الكتاتيب وما يحتاج إليه:
قبل كل شيء يجب أن يُعرف بأن تعليم الكتاتيب نظام وفد إلى المنطقة بدخول الإسلام إليها وأنه تراث تليد قدّم الكثير والكثير وما زال يقدم إلى يومنا هذا، وأن محاولة إقصائه عن الساحة محاولة إقصاء أنظمة التعليم الديني كما بدى من بعض القادة السياسيين، ومن الأدوار التي يقوم بها بعد تعليم القرآن الكريم تربية الطلاب المنحرفين أخلاقيا فقد قام بدور طليعي لم تقم بها كثير من السجون والزنزانات الحكومية في رد الشبان إلى نصابهم، ومما يدعو كثيرا من الآباء لإلحاق أطفالهم بها سبب انحراف سلوكهم، وهذا عثمان في عمر 45 يعمل مدرسا في إحدى المدارس، يقول” أُلحقت لأني مدمن للمخدرات، و في هذه المدارس يُضرب الأطفال إذا كان سلوكم سيئا، وهذا ما سمح لنا بتغيير سلوكنا والبقاء على الصراط المستقيم ونجحتُ في تعلّم الدين والأخلاق والاحترام والتخلص من إدمان المخدرات في آخر المطاف[34].
ولعل قضية التسوّل وما يترتب عليه من الانحراف من الأشياء التي تجعل الهجوم كثيرا على النظام، وبالنظر إلى عدد المتسولين من طلاب الكتاتيب ضئيل نظرا للطلاب الذين لا يتسولون، كما أن أكثر المتسولين يتحدد تسوّلهم في البحث عما يقتاتون عليه صباحا مساء، فالتسوّل أمر طارئ نتيجة إجحاف الحكومة للنظام وتحويل جميع تمويله إلى مدراسها فقط، مع نهب كثير من تمويل المنظمات والمؤسسات الدولية كما تقدم الكلام عن ذلك، بالإضافة إلى عجز المجتمع لسد هذه الظاهرة من خلال توفير الغذاء لهؤلاء الطلاب كما هو الحال في بعض الدول الإسلامية كالسودان والمغرب العربي وغيرهما، مع تيقّن المجتمع بأن النظام ينتج حفظة القرآن الراسخين فيه.
وأنه يُسهم مباشرة وغير مباشرة في احتواء أطفال الأرياف إلى التعليم سواء التعليم الديني والتعليم الحديث، ينزح أطفال الأرياف إلى المدن فيؤدي ذلك إلى التحاقهم بالمدارس الحكومية فيجمع كثير منهم بين النظامين، لأن كثيرا من القادة السياسيين لا يهتمون بتعمير الأرياف، ومع الضغط على نظام الكتاتيب وغياب تعمير القرى والأرياف قامت عملية الاختطاف التي تعاني منها الولايات الشمالية بصورة فزيعة، وإصلاح النظام كفيل بإيقاف هذه الظاهرة، هذا ما جعل العقلاء يستردون حيوية النظام من خلال تأسيس المدارس القرآنية في الأرياف[35]، وبدعوى أن طلاب الكتاتيب لا يصلحون للعمل حكوميا حسب تصريح والي ولاية كدونا، مع اعتراف الحكومة بأنها لا تستطيع أن توفر فرص العمل لجميع مستحقي الوظيفة الحكومية وعليهم البحث عن الوظائف الأخري غير الحكومية، بهذا المنطق تتوفر فرص العمل لطلاب الكتاتيب نظرا إلى عدد نسبية المسلمين في نيجيريا قرابة 70 في المئة بحاجة إلى من يدرّس أطفالهم القرآن والعلوم الإسلامية، مع هذا يمكن لهم أن يدرسوا كأي مواطن ليحصلوا على شهادات عالية كما يحدث بالفعل، فهم المتفوقون في المدراس الحكومية والجامعات وفي تخصصات العلوم والتكنولوجيا.
ومن أجل الوصول إلى هذه الغاية عموما يجب توحيد جهود المؤسسات الحكومية والأهلية والعمل معا لاسترداد حقوق هذه المدارس وإعطائها واجباتها حتى لا تكون بقرة حلوبا اليوم ومذبوحة غدا، وعلى هذه المؤسسات العمل باللياقة والمرونة فى تطويرها والضغط على القادة السياسيين ليوفروا لها ما يجب توفيرها، كما قام كثير من الأنظمة الأخرى بذلك، هذا يشي بأن النظام بحاجة ماسة إلى من يدافع عن حقوقه، ويسهر من النهوض به بعيدا عن تهمه بالإرهاب والتطرف.
الخاتمة:
دخل التعليم الكتاتيبي مناطق نيجيريا قديما بدخول الإسلام فيها وذلك بالقرن الرابع الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي حيث لعب دورا كبيرا في تعليم أبناء المسلمين القرآن والعلوم الإسلامية مع غرس القيم الدينية النبيلة، مما جعل شريحة المسلمين شريحة مثقة، وجعل المستعمر البريطاني يستعين بها فور عبوره وهيمنته شمال نيجيريا بداية القرن العشرين، قبيل إيجاد كوادره، تراجع النظام الكتاتيبي فور هيمنة المستعمر حيث تسلّم خزانة الإمارات وحولها لصالح أنظمته ضد التعليم الديني مما جعل النظام يتراجع ويتصاعد نظام التعليم الحديث، استطاع بعض قادة الشمال النيجيري الضغط على المستعمر مما جعله يعيد حسابه مع النظام وفور خروجه من نيجيريا تم إدخال بعض الإصلاحات التي لم تمض طويلا بسبب ازدياد الولايات النيجيرية مما فرض على نظام التعليم الديني أن تعود إدارته تحت جامعة أحمد بلو زاريا مع تغافل نظام الكتاتيب في هذا السياق، مما جعله ضعيفا لغياب الإدارة وتقوقع أصحابه بعيدا عن الواقع فأفرز عادات سيئة منها التسول وصعود مستغلي الطلاب من مدرسيه، وأدى ذلك إلى إلصاق التهم بالنظام من كل حدب وصوب حتى جاء عام 1999م عام الدمقراطية من جديد فقامت إصلاحات في بعض الولايات، فتدفقت المساعدات والدعم من المنظمات الدولية فاستُغلّ هذه المساعدات في أمور أخرى، ورغم كل هذا، عادت التهم على النظام مما جعل بعض ولاة الولايات الشمالية يسنون قوانين ضده رغم أنهم ما استطاعوا توفير فرص الدراسة لكثير من المواطنين، حيث قامت ردود فعل من المؤسسات الجادة التي تسهر من أجلها دون تنسيق مثمر بينها، على هذا المسار إن نظام الكتاتيب بإمكانه سد الثغرات الشاغرة في بناء الوطن المعتز بموروثاته الثقافية وقيمه الدينية، هذا وقد توصل المقال إلى نتائج منها:
أن نظام الكتاتيب بحاجة إلى إدارة قائمة سواء من قبل المؤسسات الحكومية أو الأهلية ليقوم بدوره على وجه أكمل
أن التهم التي تُلصق به تفقد الموضوعية، لأن حقوق النظام مُختَلسَة من قبل الأنظمة الحكومية التي لا تحترم التنوّع ولا المحاسبة العادلة، ولا تسيير سياسة الوطن القائمة على مصلحة المواطنين
للنظام مبان على المستوى الفدرالي والولائي فهو يحتاج لاستخدامها لصالحه وإناطتها بأصحابها حتى ينهض لينافس أي نظام تعليمي
وهو بإمكانه احتواء عدد كبير من الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس، حتى يتسنى لهم حياة كمواطنين معترفين بفضل وطنهم
وأن جهود المؤسسات الحكومية والأهلية بحاجة إلى تنسيق مثمر ولا يعمل كل على حدة.
الهوامش والمراجع:
[1] انظر مجلة إلكترونية :
History of Almajiri system in Nigeria, Cheta Nwanze29, may,2019.guardian.ng
[2] . انظر: سالو حسن وأيوب والي، المدارس القرآنية في النيجر وظاهرة التسول، المجلة الثقافية الجزائرية بتاريخ 4-1-2013م ، على موقع thakafamag.com
[3] . الموقع نفسه
[4] . الشيخ ِأحمد المقري سعيد Hukuncin bara da sadaka a musulunci, 2019, Pg 17
[5] . انظر: بحث الماجستير مقدم إلى المعهد الدولي للدراسات الاجتماعية، انجلترا عام: 2013م ص:10و 2013
Basic Education and the Rights of the Almajiri child, The Rhetoric of Universalism in Nigeria, Ruth Eguono Okugbeni.
[6] . انظر: الشيخ قريب الله محمد ناصر كبر(1993) الرسالة الجليلة لمكانة نيجيريا العلمية قبل كيان دولة سوكوتو، المكتبة القادرية، كنو: ص: 23
[7] . انظر: الإلوري، آدم عبد الله، موجز تاريخ نيجيريا، مكتبة وهبة ص: 84
[8] . انظر: الإلوري، آدم عبد الله، الإسلام في نيجيريا والشيخ عثمان بن فودي، ص: 98
[9] . AMB Al-Amin, The Almajiri phenomenon in Northen Nigeria and burden on
society, (MDG.UPF) www. Dailytrust.com
[10] . انظر: لمحات البلور في تاريخ الإلورن للشيخ آدم إلورن، ص: 25
[11] . انظر خطاب خاص لوسم التأييد وتجهيز لجنة الزيارة في ،حاء الدولة، للمجلس الوطني للدراسات العربية والاسلامية من 11إلى 21 يوليو 2011
[12] . انظر: مقال ثالث بشير عن تطبيق الشريعة الإسلامية بولاية زنفرا: 2007م ص: 9
[13] . انظر مقدمة مقرر المدارس القرآنية والإسلامية، إعداد لجنة المدارس القرآنية والإسلامية ولاية كدونا، 2016م
[14] مذكرة الدكتور أمين لادن شريح، عام 2012م
[15] . Abdussomod Amoo, List of Tsangaya (Almajiri) model schools, under
Jonathan across Nigeria, (www.education.com )
[16] . انظر موقع: www.pulse.ng, 9-9-2018
[17] . الأخ هرون عبد الله من كدونا
[18] . https.arabic euronews.com, 2-10-2019
[19] . انظر: www.guardian.org , 5/October/2019
[20] . انظر كتات الشيخ ثاني يحي جنغر عن بوكو حرام بلغة الهوسا
[21] . انظر: www.saharareporters.com, 2020
[22] . انظر: businessday.ng, 10/March/2020
[23] . www.guardian.ng.5/october/2019
[24] . انظر:, 1/may/2020 Northern State’s ban of Almajiri system, punching.com
[25] . انظر تقرير يونسيف. The Almajiri situation, Nextier SPD, https//reliefweb.int
[26] . انظر: A Bill for a low to prohibit itinerant pupil (ALMAJIRI) system of
education in Kaduna State and other related matters, 2020
[27] . انظر: رسالة إلى رئيس البرلمان الحاج يوسف زيلان بتاريخ 19-6-2020م بلغة الهوسا. ورسالة المجلس الإسلامي النيجيري إلى رئيس الجمهورية النيجيرية محمد بخاري بتاريخ: 2020م
[28] . www.bbchausa.com
[29] . خطاب خاص لوسم التأييد وتجهيز لجنة الزيارة في ،حاء الدولة، للمجلس الوطني للدراسات العربية والاسلامية من 11إلى 21 يوليو 2011
[30] . مقابلة شخصية مع المنسق الوطني للكتاتيب الأستاذ إبراهيم لول قورا بتاريخ 18/01/2021م
[31] . من كلمة الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد مقري اليوم الثاني لقمة ألماجري الوطنية عن نظام الكتاتيب بتاريخ 22/11/2020م
[32] . راجع المقترحات كاملة Pure Tsangaya Mode, Skills Based Tsangaya(SBT),
[33] . انظر: Salary Grade Level For Alammas, under Philosophy Tsangaya Models Curriculum
[34] . انظر: https/www.unicef.org
[35] . ما تقوم به جماعة فتيان الإسلام وأفراد من جماعة إزالة البدعة