د. كمال محمد جاه الله الخضر (*)
ظلّت جمهورية تنزانيا الاتحادية (1) مثالاً لسيطرة الأقليّة على الأغلبيّة على الحكم، وهيمنتها على مقدّرات البلاد المختلفة، حيث استطاعت الأقلية النصرانية – بدعم تاريخيّ مباشر من المستعمر البريطاني – الإمساك بإدراة الدولة، ومفاصل اقتصادها.
وقد ترتّب على ذلك تهميش الأغلبية المسلمة (2)، وإبعادها عن مراكز اتخاذ القرار، بإبعاد المجتمع المسلم عن التنمية والتعليم؛ فعاش ذلك المجتمع في حالات عوز وفقر وجهل، كانت كفيلة بتكبيله عن التطوّر ومجاراة روح العصر، في وقت تنعم فيه الأقلية النصرانية بكلّ ما من شأنه أن يجعلها ترتقي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
وللوقوف على مستقبل الوجود الإسلامي في هذا البلد الإفريقي المهم؛ نتناول في هذا المقال عدداً من المحاور التي تحتاج – مستقبلاً – إلى مزيد من التفصيل.
دخول الإسلام والنصرانية إلى تنزانيا (مدخل تاريخي):
وفَد الإسلام إلى الساحل الشرقي لإفريقيا مبكراً، وذلك بحكم قربه من جنوب الجزيرة العربية، فساحل إفريقيا الشرقي هو أول من احتضن الهجرات الإسلامية الأولى (3)، وتطوّرت العلاقات الاجتماعية بين العرب وشعوب شرق إفريقيا، ثم تتابعت الهجرات إليه، وانداحت جنوباً (4).
ثم هاجرت مجموعات أخرى من المسلمين إلى الساحل الشرقي لإفريقيا بعد ذلك فراراً من بطش الحجّاج بن يوسف الثقفي سنة 65ه، وكان لهذه الهجرات دور كبير في إنشاء مراكز تجارية على الساحل الشرقي لإفريقيا (5).
ومن هذه الهجرات الجماعية هجرة الجلنديين، والهجرات الشيرازية التي كوّنت مملكة كلوة الإسلامية، ثم جاءت هجرة البوسعيدية وغيرهم لتحمل الإسلام عبر الطرق التجارية إلى الداخل.
وكان لكلّ ما تقدّم الأثر الفعّال في تشكيل حضارة مناطق شرق إفريقيا ونسيجها الاجتماعي والديني، والذي جعل من المستحيل فصل تلك المعالم الحضارية لشعوب شرق إفريقيا عن الإسلام (6).
هذا، وقد ظلّ تاريخ نشأة الثقافة السواحلية في شرق إفريقيا موضع جدال، ومجال آراء مختلفة بين المؤرّخين، ولكن هذه الآراء تتفق على أن الحركة التجارية بين جنوب الجزيرة العربية والساحل الشرقي لإفريقيا ساعدت كثيراً في تكوين ثقافة بانتو إسلامية؛ حيث خلّفت هذه الهجرات مجتمعات عربية على الساحل الإفريقي.
وقد أدّى تدفّق اللاجئين السياسيين من الجزيرة العربية في عهد العباسيين والأيوبيين إلى استيطان أعداد كبيرة من المسلمين في منطقة زنجبار وممباسا (7)، حتى أصبح هذا الإقليم جزءاً من الثقافة الإسلامية التي بسطت سيطرتها عليه، حيث بدأ العلماء والأدباء في المجتمع السواحلي في حصر أنفسهم في التأليف باللغة السواحلية والعربية، ويُعَد ما أُلّف من الأعمال باللغة العربية مصادر ثرّة لدراسة الإسلام في شرق إفريقيا، ومنها دراسة المغيري، بالإضافة لدراسات أخرى، معظمها من تأليف علماء ذوي أصول عربية أو فارسية (8).
أما النصرانية، في نسختها الحديثة، والتي سبقتها نصرانية قديمة في بلاد الحبشة قبل الإسلام، فيرجع دخولها إلى شرق إفريقيا إلى عهد الكشوفات الجغرافية التي قام بها البرتغاليون الذين جاؤوا إلى هذه المنطقة لتأسيس الكاثوليكية في منطقة تنجانيقا، والتي منها تنزانيا الحالية، إلا أن تأثيرها لم يُحدث أثراً ذا بال، وجاء متأخراً في القرن السابع عشر تقريباً، وهو ما أدّى إلى عدم اندماج النصرانية مع المجتمع المحلي.
الحقّ؛ أن الخطوط العريضة لتاريخ النصرانية في شرق إفريقيا – طلباً للاختصار، ووفقاً للمصادر العديدة (9) التي أرّخت لهذه الديانة – يمكن حصرها في الآتي:
أولاً: أن هناك جهوداً تبشيرية عديدة تمّت في الفترة من (1498م – 1698م)، وتمثّل هذه الفترة مقدّمة نشر المسيحية التي اهتم بها الملوك البرتغاليون، وعملوا على ذلك من خلال وسائل مختلفة.
ثانياً: أن هناك عودة للمسيحية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1844م – 1884م)، وفي هذه المرحلة قامت مجموعة من الرواد المبشّرين، من خلال التطبيق العملي، باستخدام مناهج ثلاثة في التنصير: هي المنهج التعليمي، ومنهج الجوالة، والمنهج الاقتصادي.
ثالثاً: أن هناك جهوداً تبشيرية (تنصيرية) مهمّة في الحقبة الألمانية، التي كانت ألمانيا تحتل فيها تنزانيا، وقد تميزت هذه الفترة باندفاع المؤسسات والبعثات التبشيرية الألمانية للعمل في منطقة تنجانيقا، والتي من بينها جمعية التبشير الأنجليكانية لشرق إفريقيا (برلين ثلاثة Berlin III)، وبعثة بازل Bethel Mission ، وجمعية برلين التبشيرية Berlin Mission Society (برلين واحد Berlin I)، وغيرها.
رابعاً: أن هناك جهوداً تبشيرية (تنصيرية) ذات ثقل في الحقبة الإنجليزية، حينما كانت إنجلترا تستعمر تنزانيا، وفي هذه الحقبة برزت إرسالية الجامعات لوسط إفريقيا UMCA التي تعدّ من أكثر البعثات في شرق إفريقيا عراقة، وقد استطاعت التلاؤم مع الأوضاع السياسية المتعاقبة على المنطقة، ولم يضطرب عملها إلا في سنوات الحرب العالمية الأولى
كما شهدت عمل الجمعية التبشيرية الكنسية CMS التي تُعَد أول إرسالية مسيحية تطأ أقدامها أرض زنجبار في القرن التاسع عشر، كما شهدت أيضاً نشاط إرساليات كاثوليكية عديدة، وخصوصاً بعد الحرب العالمية الأولى.
خامساً: أن الفترة التي أعقبت استقلال تنزانيا شهدت، – وخصوصاً في عقد الستينيات من القرن الماضي – إنشاء العديد من المؤسسات والبعثات التبشيرية الجديدة، فاجتمع بذلك عدد كبير من المنظمات والمؤسسات والبعثات التبشيرية.
وانطلاقاً من ذلك؛ يتضح قِدَم حضور الإسلام إلى هذه البلاد، وقوة تأثيره، فهل ينعكس هذا على واقع المسلمين والمجتمع المسلم اليوم في هذه البلاد ذات الأغلبية المسلمة؟
واقع المسلمين في تنزانيا:
فطن الاستعمار الأوروبي الحديث لتنزانيا، بشقيّه الألماني والإنجليزي، إلى القوة الكامنة وسط الأغلبية المسلمة في البلاد، فسعى إلى فصلها عن روح العصر علماً وتقانة، وقطعها عن محيطها العربي والإسلامي، وقد تجلّى هذا الأمر في ذروته في عدم إقامة مشروعات تنموية في مناطق كثافة المسلمين، وعدم إنشاء مدارس على النّظم الحديثة فيها، وغير ذلك؛ ما ترتب عليه أن يكونوا – في بادئ الأمر – بعيدين عن عملية صنع القرار، فضلاً عن بعدهم عن الوصول لحكم بلدهم الذي تهيمن عليه النّخب النصرانية.
وإذا كان تاريخ تنزانيا، ولا سيما الزنجباري منه، يشهد على أن هذه البلاد كان يحكمها المسلمون ويديرون شؤونها في عدل ونزاهة، فإن فترة الاستعمار بشقيه الألماني والإنجليزي، بالإضافة إلى فترة العقود الأولى من الاستقلال، تشهد على تقزيم كلّ ما يمتّ إلى الإسلام بصلة وإقصائه، فانفسح المجال للنّخب النصرانية لتفعل في البلاد ما يحلو لها (مثلما فعل نيريري بالمسلمين)، وقد استمر هذا الحال إلى عهد قريب، حيث دبّت في المسلمين صحوة لاسترداد مكانتهم التاريخية، وتصحيح أوضاعهم مما اعتراها من فقر مدقع وتردّ بادٍ للعيان.
وإذا جاز لنا التركيز في أوضاع المسلمين في تنزانيا في العقدين الأخيرين؛ يمكننا أن نخلص إلى جملة من النقاط تعكس واقع المسلمين وإقصائهم من أيّ دور في البلاد، ومن أبرزها:
أولاً: أن أوضاع المسلمين الاقتصادية تبدو بالغة السوء، فالغالبية العظمى منهم من الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، كما تفتقر العديد من قرى المسلمين ومدنهم إلى الخدمات الأساسية، فعلى الدوام كان هناك تركيز واضح من الحكّام غير المسلمين في المناطق غير المسلمة، في الوقت الذي كان يتم فيه بصورة دائمة حرمان المسلمين من المناصب السياسية الكبرى والوظائف المرموقة (10).
ثانياً: يعاني المسلمون ندرة كبيرة في أعداد المدارس الإسلامية التي تهتم بالعلوم الإسلامية، مثل القرآن والسنّة النبوية، في الوقت الذي لا تهتم فيه المدارس الرسمية بالدراسات الإسلامية، وواكب هذا النقص في المدارس نقص شديد في أعداد المعلمين القادرين على الوفاء بمطلوبات الدعوة الإسلامية، وكلّ هذا أثّر بصورة واضحة على درجة وعي المسلمين بدينهم، إضافة إلى ذلك فإن 50% من المسلمين لا يقرؤون جيداً، أو لا يقرؤون نهائياً، ولهذا لا يتقنون قراءة القرآن الكريم والاستفادة منه (11).
ثالثاً: أن أوضاع المسلمين تأثّرات كثيراً بإغلاق مقار كثير من جماعات الإغاثة، ومنها مؤسسة الحرمين الخيرية التي أغلقت أبوابها في تنزانيا، وغيرها من المنظمات، لدرجة أنه لم يبق إلا الدعم الذي تقدّمه النّدوة العالمية للشباب الإسلامي، ولجنة مسلمي إفريقيا (جمعية العون المباشر حالياً)، فهي التي تقدّم الدعم الذي يذهب أغلبه إلى حفر الآبار وبناء المساجد والمدارس وكفالة الأيتام.
وقد أفسح هذا الغياب المجال للعديد من منظمات التنصير لتعيث فساداً في تنزانيا، وأغلبها منظمات بروتستانتية، وجماعات كاثوليكية، تستغل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وخصوصاً المناطق النائية، عبر إنشاء مستشفيات ومدارس وتقديم دعم مالي وملابس وأغطية للطلاب (12).
رابعاً: أن المسلمين، في زنجبار على وجه التحديد، يتعرضون لحملات تنصيرية تعتمد على عنصري السلاح والإغراء بالمال، وإجبار النساء المسلمات على الزواج من المسيحيين لكي تستطيع حملات التنصير الوصول إلى تنصير اجتماعي شامل، وقد تم توزيع الكتب المسيحية باللغة المحلية (السواحلية) والأجنبية (الإنجليزية والعربية)، وتشكّلت مكتبة ضخمة سُمّيت باسم «مجمع الكتب المسيحية» (13).
الخطر الشيعي:
يواجه الواقع الإسلامي اليوم ازدياد الخطر الشيعي، الذي أصبح ظاهرة عامة، ويتهدّد شرق إفريقيا، انطلاقاً من تنزانيا التي ظهر فيها قديماً، وقوي وجوده منذ أكثر من 100 عام، وذلك بهجرة بعض الهنود الشيعة (الخوجة) إلى تنزانيا، بالإضافة إلى الباكستانيين والإيرانيين، واليوم تتجاوز نسبة الشيعة بين المسلمين 10%، ويوجدون في دار السلام وليندي وتانغا وسنفيدي وتابورا ومتوارا ومبيا وعروشا وزنجبار.
وللشيعة العديد من المساجد والحسينيات الخاصة بهم والمراكز والمدارس والحوزات التي تضم المئات من الطلاب، ومن أهمّها: مركز دار الهدى (مركز ومدرسة لها فروع عديدة)، ومركز بلال مسلم، ومركز پياز، ومركز السيد الخوئي، ومدرسة أهل البيت، ومدرسة الزهراء في العاصمة، بالإضافة إلى مراكز أخرى موزّعة في البلاد، مثل حوزات أهل البيت، وحوزة ولي العصر في عروشا ويانكان ودار السلام.
وقد استطاعت إيران أن تقيم علاقات قوية، ووقّعت عدداً من اتفاقات التعاون مع الحكومة التنزانية، ومؤخّراً ضبطت سفينة إيرانية متجهة إلى سوريا وهي ترفع العلم التنزاني.
وتتلخص نشاطات الشيعة بإقامة المراسم الدينية الإسلامية، مع طباعة الكتب باللغات السواحلية والإنجليزية ونشرها، وإصدار المجلات، مثل لايت باللغة الإنجليزية، وصوت بلال باللغة السواحلية، وكذلك إقامة المؤتمرات لتعريف الشيعة ومذهب أهل البيت.
والجدير بالذكر؛ أن حركة اعتناق المذهب الشيعي أصبحت ظاهرة واضحة في أوساط التنزانيين، فقد دخل الكثير من المثقفين في هذا المذهب، وألّفوا كتباً كثيرة، مثل (تاريخ الإسلام) و (زواج المتعة صحيح) و (إرشاد المتعلمين) و (طاولة الاكتشاف) و (هل تعرف الصلاة) و (حقوق البشر في الإسلام) و (الخمس والزكاة) و (مسائل الإسلام) و (ما هو الإسلام) و (الشيعة)، وكتب أخرى عديدة تصدّى لتأليفها «المستبصرون» في هذا البلد.
إن الصورة المأساوية القاتمة التي تعكسها لنا النقاط السابقة، والتي حاولنا فيها توضيح أوضاع المسلمين في تنزانيا، أصبحت تأخذ طابعاً جديداً، يظهر تحسّنها إلى حدّ ما على الرغم من أن النّخب النصرانية في البلاد استثمرت حدثين مهمين للتضييق على المسلمين في الفترة الأخيرة، أولهما تفجير السفارة الأمريكية في دار السلام في عام 1998م، وثانيهما أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، بالإضافة إلى الطَّرْق بشدّة على باب قديم تربط فيه هذه النّخب بين الإسلام والعرب وتجارة الرقيق.
مهما يكن من أمر؛ فقد تحسّنت أوضاع المسلمين بعد انتخاب الرئيس أمريشيو كويتي، الذي بذل جهوداً كبيرة لإنهاء حالة الحرمان التي عاناها المسلمون لوقت طويل، فقد أصدر قرارات بإنشاء مدارس إسلامية، ومحاكم شرعية، وسعى في الوقت الحاضر إلى انضمام تنزانيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وهو الأمر الذي يواجه رفضاً شديداً من قِبَل النصارى الذين هدّدوا بمعارضة هذه الخطوة، الأمر الذي جعل الرئيس الجديد يحاول إقناعهم بأن يوغندا – مثلاً – دولة علمانية، وبالرغم من هذا فقد انضمت للمنظمة، وبأن تنزانيا تستفيد من هذه الخطوة بالحصول على منح ودعم اقتصادي وقروض من المنظمات الإسلامية (14).
كما حصل المسلمون في عهد الرئيس كويتي على مناصب وزارية كانت محرّمة عليهم لمدة طويلة، وعلى رأسها منصب وزير الدفاع، وكثير من المناصب السيادية، وهو الأمر الذي حاول النصارى استغلاله لتشويه صورة الرئيس، وحاولوا كذلك استعداء الغرب على الرئيس المنتخب، ويدّعون أن هذه التغييرات قد تجعل تنزانيا معقلاً لجماعات العنف، ويمكن أن تتكرر مأساة تفجير السفارة الأمريكية في دار السلام، التفجير الذي استغله النصارى في السابق للضغط على البرلمان لإقرار قانون مكافحة الإرهاب في عهد الرئيس السابق وليم ماكابا، ذلك القانون الذي تم استغلاله لطرد المنظمات الإغاثية الإسلامية التي كانت تعمل في البلاد، وحلّت محلّها منظمات مشبوهة تحظى بدعم الأمم المتحدة (15).
هذا، وفي عهد الرئيس كويتي، أصبح للمسلمين، بعد معاناة طويلة، جامعة خاصة بهم، يتوقع لها أن تقوم بدور متعاظم، يسدّ ثغرة مهمّة طالما عاناها المجتمع المسلم في البلاد، تلك هي جامعة موروغورو، التي خرّجت وما تزال تخرّج مجموعة مهمة ممن سيكون لهم شأن في قيادة تنزانيا، ذاك على مستوى تنزانيا بصفة كليّة.
أما زنجبار التي يمثّل فيها المسلمون 97% من تعداد سكانها؛ فقد حقّق فيها المسلمون نجاحات عديدة على الصعيد السياسي، إذ تمكنوا من لعب دور سياسي واسع في الانتخابات العامة التي جرت في عام 1995م وعام 2000م، كما نجحت المعارضة الإسلامية المتمثلة في «حزب الجبهة المدنية المتحدة» في تحقيق فرص واسعة في انتخابات 2005م.
ففي الانتخابات العامة التي جرت في تنزانيا في عام 1995 و 2000م نجحت المعارضة الإسلامية في صياغة برنامج سياسي واسع، لدرجة ألجأت حزب الحكومة «تشاماتشا ما بيندوزي» للتزوير في انتخابات 2000م لكي تتقدم على حزب المعارضة، وفي انتخابات 2005م حققوا كذلك نجاحات أكبر، كما نجحت مجموعة اللوبي العربي في منطقة زنجبار في الضغط على السلطات الحكومية لإصدار قانون يمنع تناول المشروبات الكحولية ولحوم الخنزير في الأماكن والتجمعات العامة حرصاً على مشاعر المسلمين في البلاد، كما نصّ القانون على منع تمويل شركات ومحلات الخمور للأندية والألعاب الرياضية وبخاصة كرة القدم (16).
وانطلاقاً من ذلك؛ يمكن القول بأن أوضاع المسلمين، ولا سيما السياسية، في طريقها إلى التحسّن المستمر، الذي يحتاج إلى مزيد من المناصرة، وهذا لا يعني أن عامة المسلمين في البلاد قد تحسّنت أوضاعهم تحسّناً يوجب لهم المنافسة الحقّة في إدارة دفّة البلاد، وإنما الذين تحسّنت أوضاعهم هم بعض النّخب القليلة التي عانت الأمرّين حتى تصل إلى هذه المرتبة، وأغلب الظنّ أن المسلمين عامتهم ونخبهم يحتاجون إلى الارتباط بالعالم الإسلامي والعربي للحصول على مزيد من الدعم الاقتصادي المالي، ولمزيد من الاستثمارات.
مستقبل الوجود الإسلامي في تنزانيا:
قبل تناول موضوع مستقبل الوجود الإسلامي في تنزانيا لا بدّ من التطرّق لموضوعين على قدر من الأهمية، ويمثلان أهم التحدّيات الجدّية الأساسية التي تواجه ذلك الوجود، ألا وهما: موضوع ظهور النّخب السياسية النصرانية، وموضوع مستقبل الوجود التنصيري في هذا البلد الإفريقي.
1 – ظهور النّخب السياسية النصرانية: إن القارئ المتفحّص للمؤلفات التي تناولت تاريخ تنزانيا الحديث والمعاصر يستنتج بسهولة أن النّخب التنزانية هم نتاج جهود الكنيسة بمختلف طوائفها، وقد وضعت الكنيسة في يدها مصادر القوة التي ظلّت تمتلكها تاريخياً، وهي القدرة على التأثير السياسي والاقتصادي والتعليمي، ودقّة التنسيق والتنظيم، وامتلاك وسائل الإعلام والاتصال.
وإمعاناً في صناعة نخب سياسية من غير المسلمين، وإبرازها في مختلف شؤون الحياة في تنزانيا، فقد عمل المستعمر على تحقيق ذلك بإقامة المدارس المختلفة في المراكز التي تمّ تنصيرها، كما ركّز مشروعات التنمية، وغيرها من المشروعات، في المناطق البعيدة عن المسلمين.
وقد ترتّب على ذلك أن نشأت نخب سياسية نصرانية تهيمن على إدارة دولاب الدولة، وتسيطر على عملية اتخاذ القرارات الجوهرية، وتقف حائلاً دون تحقيق الحدّ الأدنى من تطلعات المسلمين وآمالهم وهم الأغلبية.
وانطلاقاً من ذلك؛ لا نستغرب أن نسمع أن النّخب النصرانية التنزانية تقوم بممارسات عديدة ضد المسلمين في تنزانيا؛ بهدف إضعاف مكانتهم وإقصائهم عن مواقع السلطة والإدارة والقيادة في البلاد، ومن ذلك، أنها:
1 – قامت باضطهاد المسلمين وتمييزهم وحرمانهم من شغل المناصب المرموقة على الرغم من أنهم يشكّلون الأغلبية.
2 – حالت دون أن تتمتع مناطق المسلمين بالمشاريع التنموية والبنى التحتية والمدارس الخاصة بهم.
3 – عملت على تذويب هويّتهم الإسلامية، وقد بدأ هذه العملية الاستعمارُ، واستمرت فيها السلطة التنزانية في مرحلة ما بعد الاستقلال (17).
4 – ركزت في تهميش المسلمين بصورة واضحة؛ حيث يمتلك المسيحيون النفوذ السياسي والاقتصادي بصورة كاملة، وهو ما يعطيهم الفرصة لإدارة شؤون البلاد كما يحلو لهم؛ دون اعتبار أو مراعاة لمصالح الأغلبية العظمى من سكان البلاد من المسلمين (18).
5 – استعدت الغرب على الرئيس (المسلم) المنتخب، والذي حصل المسلمون في عهده على مناصب وزارية كانوا محرومين منها، وقد رأت النّخب النصرانية أن ذلك قد يجعل تنزانيا معقلاً لجماعات العنف، ويمكن أن تتكرر معه مأساة تفجير السفارة الأمريكية في دار السلام، ذلك التفجير الذي استغلته النّخب النصرانية في السابق للضغط على البرلمان لإقرار قانون مكافحة الإرهاب، كما استُغل لطرد المنظمات الإغاثية الإسلامية التي كانت تعمل في تنزانيا، وحلّت محلّها منظمات مشبوهة تحظى بدعم الأمم المتحدة ومنظماتها النوعية لتنفيذ الأجندات غير المرئية في تنزانيا (19).
الحق؛ أن النّخب النصرانية في تنزانيا استطاعت أن تفرض نفسها على واقع البلاد بما تمتعت به من ميزات وهبتها لها الكنيسة، فقد وفّرت لها الكنيسة الجوّ المناسب لكي تنمو وتزدهر، ففي مجال التعليم قامت المنظمات التبشيرية (التنصيرية) بإدخال نظام التعليم الغربي، وعززته بإمكاناتها الاقتصادية، وخبراتها الفنية، ليصبح حديثاً ومقتدراً، فيسيطر على المواقع الاستراتيجية من المجتمع.
وقد خرّج هذا التعليم نخباً أصبحت قادرة على القيام بمهام الإدارة الوسيطة، وعبر هذا التعليم أيضاً استطاعت النّخب النصرانية أن تصدر أكثر من 12 صحيفة في مقابل صحيفة واحدة للمسلمين غير منتظمة الصدور، بل إن أغلب الكتّاب في هذه الصحف من النصارى، وبذلك استطاعت النّخبة النصرانية في تنزانيا السيطرة على الحياة العامة، فأمدّتها بالإداريين والفنيين، وأمدّت رواده بالثقافة الدينية النصرانية (20).
وغير خاف على الكثيرين أن الكنيسة كانت تقوم بدور جوهري في إعداد سياسيي المستقبل من نخب النصارى، كما حدث مع جوليس نايريري الذي تبنّته الكنيسة منذ أن كان يافعاً.
ولا ينبغي أن يُفهم مما تمّ استعراضه أن قضية النّخب كانت وقفاً على النصارى دون غيرهم، ولكن على العكس فقد كانت هناك نخب من المسلمين، ولكنها كانت في البداية قليلة لا حول لها ولا قوة، بسبب ما كانت تعيش فيه الأغلبية المسلمة من تهميش وإبعاد عن المواقع الاستراتيجية، ولكن – كما أشرنا سابقاً – في العقدين الأخيرين ازدادت هذه النّخب، وأخذت تدريجياً تحظى بمواقع مهمّة؛ على الرغم من التضييق عليها من قبل النّخب النصرانية في البلاد.
2 – مستقبل الوجود التنصيري: أما فيما يخص مستقبل الوجود التنصيري في البلاد؛ فمع أن هناك بعض المنافسة أحياناً من قبل المسلمين فيما يخص التأثير السياسي والاقتصادي والتعليم، خصوصاً في السنوات القليلة الماضية، فقد أشرنا من قبل بأن الوجود التنصيري الممثل في النّخب التي تدعمها الكنيسة بمختلف طوائفها قد امتلكت مصادر القوة، وهي القدرة على التأثير السياسي والاقتصادي والتعليمي، بالإضافة إلى دقّة التنظيم، وامتلاك وسائل الإعلام والاتصال، حتى اليوم، وهذا يشي بأن مستقبل الوجود التنصيري عامر إذا استمر الوضع كما هو عليه دونما تغيير.
ويبرز هذا المستقبل في الحراك التنصيري النشط الذي تشهده في الآونة الأخيرة تنزانيا، حيث إن الإرساليات التنصيرية، وبخاصة الكاثوليكية، تعتمد على نقص عدد المدارس لتفرض نظاماً علمانياً يهيئ الساحة لمدّ تنصيري شرس جداً (21)، ولا شكّ أن هذا المدّ سيستغل نقاط ضعف المسلمين من فقر وعوز ووضع اجتماعي متردٍّ لإيصال رسالته.
وأما بالنسبة لمستقبل الوجود الإسلامي: من خلال استعراضنا لموضوعي ظهور النّخب السياسية في تنزانيا ومحاولات إقصاء المسلمين عن الوصول إلى الحكم، ومستقبل الوجود التنصيري، يمكن استشراف مستقبل الوجود الإسلامي في تنزانيا.
هنالك مؤشرات كثيرة، ربما يعطي التركيز فيها ملامح لرؤية استشرافية لمستقبل مشرق للوجود الإسلامي، من ذلك:
– صمود المسلمين واستمساكهم بدينهم بالرغم مما بُذل من جهود لطمس هويتهم.
– الوعي العام، والصحوة الإسلامية، ومشاركة المسلمين ومناصرتهم لدينهم ولإخوانهم المسلمين، من ذلك مثلاً: احتجاجاتهم ومظاهراتهم ضد الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.
– حرص المسلمين على تعليم أبنائهم وتنشئتهم التنشئة الإسلامية الصحيحة، يدلّ على ذلك الإقبال الشديد على المدارس العربية الإسلامية، وتضاعف أعداد حفظة القرآن الكريم.
– المكاسب التي حقّقوها في المجال السياسي.
– وصول قيادات إسلامية إلى بعض المناصب القيادية العليا في الدولة، والفوز بالرئاسة لأكثر من دورة.
– المكاسب القانونية والتشريعية، ومنها قيام المحاكم الشرعية، ورفض بعض القوانين المخالفة، ومنها قانون رفع سنّ الزواج الذي تقدّم به النصارى، وإقرار الاستفتاء على الانضمام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
– الإجراءات الإصلاحية التي تم إجراؤها لمعالجة قضايا التهميش والحقوق، وبخاصة في فترة الرئيس كويتي، وهي تتعلق بأوضاع المسلمين بصورة عامة.
– أغلبية المسلمين، وهو ما يساعد على إقرار مصالحهم، والحيلولة دون ما يسعى النصارى إلى فرضه، وبخاصة إذا ما أحسن المسلمون استغلال مناخ الحرية السياسية والتعدّدية الحزبية.
– التسامح القبلي، وانتشار المسلمين في أوساط عدد من القبائل.
– الإرث التاريخي بعد تنقيته مما لحقه من شوائب، وبخاصة تجارة الرقيق، وسعي الأعداء للإيقاع بين الأجناس العربية وغير العربية.
– العلاقات مع الساحل الشرقي للبحر الأحمر، والمصالح التي يمكن إحياؤها مع الجزيرة العربية.
– إمكانية الاستفادة من الثروات الموجودة في تنزانيا، وتمكين المسلمين بدعم قدراتهم المالية والاقتصادية.
– التحاق أعداد مقدّرة من أبناء المسلمين التنزانيين بالجامعات داخل تنزانيا وخارجها، كجامعة راف في كينيا، وإفريقيا العالمية في السودان، والأزهر في مصر، وبعض الجامعات السعودية.
وعلى الرغم من التحسّن الذي طرأ على بعض نخب المسلمين وأوضاعهم العامة، كما أشرنا من قبل، فإن أوضاع المسلمين الخاصة، إن لم يتم تطويرها ودعمها، ستقودهم إلى حياة لا يُحسدون عليها على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، هذا بالإضافة إلى تأثير الهجمة الشرسة التي تقوم بها النّخب النصرانية للنيل منهم، فهذه النخب النّصرانية تضيّق على المسلمين بما يُسَمّى في عالم اليوم «الحرب على الإرهاب».
وكما أشرنا؛ فإن أن الوجود الإسلامي في تنزانيا تأثّر كثيراً بإغلاق مقار كثير من جماعات الإغاثة الإسلامية التي كانت تقوم بدور مهمٍّ في خدمة الإسلام والمسلمين في البلاد، وليت الأمر توقّف عند هذا الحدّ، إذ تم استبدال تلك الجماعات بأخرى تنصيرية استغلت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد، والمسلمون على وجه الخصوص، فكان ما كان من حراك تنصيري لا حدود له.
وعلى الرغم من ذلك، ولله الحمد، استبعد سالم بارهيان رئيس مراكز شباب الأنصار الإسلامية في تنزانيا أن يعتنق المسلمون المسيحية؛ على الرغم من الجهود الدؤوبة لمنظمات التنصير التي يرى أن خطرها مستمر ومحدق بالمسلمين، بعد أن انتقد التجاهل العربي والإسلامي لمسلمي تنزانيا (22).
إن المسلمين في هذه البلاد لتأكيد وجودهم، واستشراف مستقبلهم، يحتاجون إلى مجهودات كبيرة في مضمار التعليم، كالتي يقوم بها مبعوثو الأزهر الشريف، وكالتي تقوم بها الكليات الجامعية التي تتبع إدارياً جامعة إفريقيا العالمية (في السودان)، والتي تقدّمها منظمة الدعوة الإسلامية (في السودان)، كما يحتاجون إلى الدعم والإعانات من الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بمؤسساتها الرائدة، حتى يعيشوا في صحوة إسلامية حقيقية.
والحق؛ أن المسلمين – ولتأكيد مستقبل الوجود الإسلامي في تنزانيا – يحتاجون في تلك البلاد إلى تدريب كوادر منهم في المجالات المختلفة، وإلى تشجيع الاستثمارات الاقتصادية في تلك البلاد، لا سيما الاستثمارات العربية والإسلامية، لمعالجة مسألة الفقر والعوز الاقتصادي التي تقف حجر عثرة في طريق مستقبل الغالبية المسلمة في تنزانيا؛ إذ إن الفقر والعوز والأميّة تُعَد جميعها من أهم التحدّيات التي تواجه المسلمين في تنزانيا.
خلاصة:
نخلص مما تمّ استعراضه في هذه الورقة إلى جملة من النقاط، لعل أهمها:
أولاً: أن النّخب السياسية النصرانية في تنزانيا استفادت من مصادر قوة النصرانية في البلاد، فاستطاعت أن تسيطر، ولا سيما في فترة ما بعد الاستقلال، على مراكز اتخاذ القرار، وعلى القطاعات العليا من المهن الفنية، كالأطباء والمحامين والمهندسين، بينما بقي المجتمع المسلم بلا نخب تُذكر، لما عاشه من اضطهاد وتمييز وحرمان من شغل المناصب المرموقة، ولكن العقدين الأخيرين شهدا، لا سيما بعد أن حكم البلاد أكثر من رئيس مسلم، تحسّناً في أوضاعهم، ونالوا وظائف قيادية كانوا محرومين منها، على الرغم من التضييق المستمر عليهم من قِبَل النّخب النصرانية المتحكّمة في إدارة دفّة البلد.
ثانياً: أن أهمّ التحدّيات التي تواجه الوجود الإسلامي في تنزانيا تتصدر قائمتها النّخب السياسية النصرانية، التي استطاعت أن تفرض نفسها على واقع البلد بما تمتعت به من ميزات وهبتها لها الكنيسة، إضافة إلى أوضاع المسلمين المتردية على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، وأيضاً الهجمة الشرسة التي تقوم بها النّخب النصرانية للنيل منهم، تحت بند يُسَمّى في عالم اليوم «الحرب على الإرهاب».
ثالثاً: أن مستقبل الوجود الإسلامي مرهون بتحسّن أوضاع المسلمين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كما أنه مرهون بتخفيف الحملات التنصيرية التي تستهدف وجودهم وهويتهم باستمرار، فهم لتأكيد مستقبلهم يحتاجون إلى مجهودات جبّارة في مجال التعليم، والدعم والإعانات من الدول العربية والإسلامية، ومنظماتها الخيرية، حتى يعيشوا في صحوة إسلامية حقيقية.
توصيات:
انطلاقاً مما خلص إليه عرض الموضوع نوصي بالآتي:
أولاً: وضع الآليات المناسبة لربط المجتمع المسلم في تنزانيا بالدول العربية والإسلامية، وتشجيع الاستثمار العربي والإسلامي بالبلاد لتوفير فرص عمل مناسبة، سريعة العائد، للحدّ من حالات الفقر والفاقة والعوز المستشرية وسط المسلمين.
ثانياً: فتح أبواب مزيد من الفرص الدراسية والمنح، ولا سيما ذات الصلة بالتخصصات العلمية، لمسلمي تنزانيا في جامعات العالم الإسلامي ومعاهده، ودعم جامعة المسلمين بالبلاد (جامعة موروغورو).
ثالثاً: دراسة أوضاع المسلمين في تنزانيا، وبحث الحراك التنصيري الذي يعيشون في كنفه، تمهيداً لإيجاد وعي بوجوب استعادة القيادة والريادة التي كانت السمة الغالبة لقدامى مسلمي البلد.
الإحالات والهوامش:
(*) نائب عميد الدراسات العليا – جامعة إفريقيا العالمية – السودان.
(1) تبلغ مساحة تنزانيا تسعمائة ألف وأربعين كيلومتر مربع، وتقع جنوب خط الاستواء بين خطي عرض 7 – 12، وخطي طول 29 – 40 شرق غرينتش، وتمتلك حدوداً مع ثماني دول إفريقية (تحدّها من الشمال كينيا، ومن الشمال الغربي يوغندا، ومن الغرب رواندا وبورندي والكنغو الديمقراطية، ومن الجنوب زامبيا مالاوي وموزمبيق).
(2) ليس هناك معلومات رسمية صادرة عن الحكومة التنزانية خاصة بالديانة بحسب المصادر التي اطلع عليها الباحث، غير أن هناك فرقاً شاسعاً بين المصادر الغربية والإسلامية في هذا المضمار، فالأولى تجعل نسبة المسلمين بين 24% و 35% من مجمل السكان، بينما تجعل الثانية نسبتهم بين 62,5% و 70%، ولكنهما تتفقان على جعل نسبتهم في زنجبار تصل إلى 99%، ومن هذا المنطلق إذا قمنا بعمل متوسط لما ذكر من نسب نستطيع أن نستنتج، باطمئنان، أن المسلمين أغلبية في البلاد.
(3) آدم بمبا (2005م): الفعل الحضاري للهجرات الإسلامية في إفريقيا، قراءات إفريقية، لندن، العدد 2 / سبتمبر.
(4) محمد بن عبد الله النقيرة (1982م): انتشار الإسلام في شرق إفريقيا ومناهضة الغرب له، الرياض – دار المريخ، ص 100.
(5) حسن محمود (1985م): الثقافة الإسلامية في إفريقيا، القاهرة – مكتبة دار النهضة، ص 28.
(6) عادل رفاعة خفاجة (د. ت): الأثر الحضاري للهجرات في شرق إفريقيا، مجلة الأزهر، القاهرة، مجمع البحوث الإسلامية، مجلد 889526، ص (760 – 763).
(7) عبد الرحمن أحمد عثمان (1987م): عرض كتاب قصة انتشار الإسلام في يوغندا، تأليف: عبده كازوزي، دراسات إفريقية، العدد (3)، أبريل، ص 109.
(8) الأمين أبومنقا محمد (2005م): التراث العربي الإسلامي في شرق إفريقيا وغربها، دراسة مقارنة، دراسات إفريقية، العدد (34)، ديسمبر، ص 43.
(9) انظر: مثلاً Justus Strandes (1971) The Portugues Period in East Africa, Translated by Wallwork, Nairobi: EALB, p.(17) ، وأرنولد توينبي (1967م): مختصر دراسة التاريخ، الجزء الثاني، القاهرة، ترجمة لجنة التأليف والترجمة والنشر بجامعة الدول العربية، ص 319. وCarl-Erik, Stahlberg (1986): From Krapf to Rugamb, A Church History of Tanzania , Nairobi: Evangelical Publishing House ,P.(13).
(10) انظر: مسلمو تنزانيا قابضون على النار، على الموقع: http:www.abnaaalqureen.maktoobblog.com
(11) الموقع نفسه.
(12) انظر: الإسلام في تنزانيا، على الموقع: http:www.homslife.com
(13) انظر: هل تنصف الانتخابات العامة المسلمين في تنزانيا، على الموقع: www.ikhwanonline.com
(14) انظر: الإسلام في تنزانيا، مرجع سابق.
(15) المرجع نفسه.
(16) انظر: هل تنصف الانتخابات العامة المسلمين في تنزانيا، مرجع سابق.
(17) انظر: سالم عبد الرحمن بارهيان على الموقع: http:www.deedat.wordpress.com
(18) انظر: http:www.abnaaalqureen.maktoobblog.com
(19) انظر: الإسلام في تنزانيا على الموقع: http:www.homslife.com
(20) لمزيد من التفاصيل انظر: عبد الرحمن أحمد عثمان (2001م): المؤثرات الإسلامية والمسيحية على الثقافة السواحيلية، مركز البحوث والدراسات الإفريقية، جامعة إفريقيا العالمية، إصدارة رقم (24)، الخرطوم – دار جامعة إفريقيا العالمية المؤثرات، ص (334 – 343).
(21) انظر: الإسلام في تنزانيا، مرجع سابق.
(22) انظر: مسلمو تنزانيا ضوء في نهاية النفق المظلم: http:www.deedat.world press.com/2007/02/05