بقلم: كريستينا أوكيلو
ترجمة: سيدي.م.ويدراوغو
إفريقيا ليست في معزل عن السباق المحتدم بين كل من فايزر وموديرنا واسترازينيكا في التسارع إلى إنتاج اللقاحات ضد كوفيد-19، وعلى الرغم من عدم الوصول إلى مرحلة التطعيم حاليًا؛ إلا أن العديد من البلدان الإفريقية بدأت في اختبار اللقاحات المرشَّحة لحملة تحصين شاملة على غرار المغرب وغينيا مرورًا بجنوب إفريقيا.
وفي انتظار بدء التطعيم وسدّ الطريق على كوفيد-19؛ تشمّر البلدان الإفريقية عن ساعديها؛ حيث تقوم المغرب، التي لم تتحقق بعدُ من تسويق لقاحين محتملين، بحملات توعية بين سكانه منذ أربعة أشهر.
وفي هذا السياق أشار علال عمراوي الجراح والنائب بفاس شرقي الرباط إلى “أن الهيئة الطبية أجمعت على أهمية التطعيم.. إنه تقليدٌ؛ فالمغربيّ لن يكتشف اللقاح وإنما سيقوم بتطعيم أبنائه، وقد تلقينا -أنا وأبنائي- عشرات اللقاحات”؛ على حد قول الطبيب الذي يرأس أيضًا مركز أبحاث حول السياسات الصحية.
استرازينيكا في الصدارة:
طلب المغرب 25 مليون جرعة من لقاح استرازينيكا البريطاني، و40 مليون جرعة من اللقاح الصيني سينوفارم، وهما لقاحان -وفقًا لعمراوي- أكثر انسجامًا مع الواقع المغربي وأكثر إفريقيةً، مشيرًا إلى أن “هذه لقاحات كلاسيكية يعرفها المغرب، ويمكن تخزينها في درجات حرارة من 2 إلى 8 درجات، ولدينا الوسائل لنشرها في كل مكان تقريبًا حتى في أقاصي البلاد“.
كما فرضت هذه المشكلات اللوجستية أيضًا اختيار أوغندا للقاح استرازينيكا الذي تم ترخيصه مؤخرًا مِن قِبَل المملكة المتحدة.
آلية كوفاكس:
ولتمويل اقتناء الجرعات تعتمد كمبالا على آلية كوفاكس التي يديرها التحالف الدولي GAVI، وتهدف هذه الآلية التي أنشأتها منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى تطعيم 20٪ من الأشخاص الأكثر ضعفًا في 92 دولة منخفضة الدخل.
ونظرًا إلى أن سعر اللقاح يتراوح بين 20 و30 دولارًا للأكثر تطورًا، وبمعدل جرعتين لكل شخص، أصبح مكلفًا للغاية غير أن التكلفة تكون مخفَّفة نسبيًّا بواسطة آلية كوفاكس.
وقد أشار ميساكي وينيجرا، رئيس اللجنة الاستشارية العلمية بوزارة الصحة في أوغندا إلى أن “آلية كوفاكس توفّر ما يقرب من 136 مليون دولار، وتساهم الدولة الأوغندية بمبلغ 10 ملايين دولار“، مضيفًا أن “هذه الأموال ستُستخدم في المرحلة الأولى لتحصين 9 ملايين أوغندي، بينما المرحلة الثانية سيكون الأمر متروكًا للحكومة لتقديم 136 مليون دولار، ولهذا فإننا نعتمد على دعم القطاع الخاص”؛ على حد قوله.
التأخير الملحوظ والاتفاقيات الثنائية:
كان من المتوقع توفير ملياري جرعة، وانتظارًا للتسليم المقرّر في مارس المقبل لا تتحرج بعض الدول من التفاوض مباشرة مع كبريات الشركات المصنّعة للحصول على جرعات اللقاح بشكل أسرع، مما أدَّى إلى اندلاع حرب نفوذ بين القوى العالمية.
ومن جانبه أشار مامادي تراوري، الطبيب والمراجع للتحصين والاستجابة للأوبئة داخل منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، إلى أن “بعض البلدان الإفريقية تُعيد توجيه نفسها نحو الصين وروسيا للحصول على لقاحات من خلال اللعب على ورقة الجيوسياسية”.
ودخلت غينيا السباق مؤخرًا بالحصول على 60 جرعة من اللقاح الروسي سبوتنيك 5 في الوقت الذي تقوم فيه جنوب إفريقيا، التي تضررت بشدة من الوباء، بإجراء تجارب سريرية مع اللقاح الأمريكي جونسون &جونسون و“اليوم، هناك حوالي 40 دولة عملت على إعداد اللقاحات وخطط إدخالها وهي الآن جاهزة لتكون قادرة على تلقيح سكانها بمجرد توفُّر اللقاحات الأولى لإفريقيا”؛ على حد قول مامادي تراوري.
عملية الاعتماد:
تبدأ الخطوة الأولى من عملية الاعتماد من طرف الوكالات الصحية في البلد المعني وWHO (منظمة الصحة العالمية)، ومن كيغالي أوضح الدكتور ريتشارد ميهيجو، المسؤول عن حالات الطوارئ واللقاحات في مكتب منظمة الصحة العالمية بإفريقيا في الكونغو برازافيل بأن “المعايير الرئيسية تظل بلا شك سلامة اللقاح من الضرر وفعاليته، لذا فإننا نتأكد أولاً لمعرفة ما إذا كان اللقاح غير ضارّ”، مضيفًا أن “الهدف هو الحصول على لقاح يقي ولا يسبّب مشاكل أخرى. “
وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بلقاح فايزر بيونتيك Pfizer / BioNTech المستخدم بالفعل في العديد من البلدان، لكن ريتشارد ميهيجو صرَح بأنه “بالنسبة لما سوى ذلك؛ سواء اللقاح الروسي أو الصيني، أو جميع اللقاحات التي في المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية؛ فإننا لا نملك بيانات كافية للتصديق على فعاليتها وسلامتها“؛ على حد تعبيره.
تباطؤ في نقل التكنولوجيا:
على الرغم من أن بعض البلدان تقوم في الوقع بتكييف اللقاح غير أنه لا يوجد حتى الآن نقل للتكنولوجيا؛ حيث لا تزال تركيبة الإنتاج طيّ الكتمان مِن قِبَل الصينيين والروس ودول صناعية أخرى، وقد اشتكى من ذلك السيد تراوري من منظمة أطباء بلا حدود بقوله: “لا توجد شفافية عندما يتعلق الأمر بالاتفاقيات الثنائية بين الدول وشركات الأدوية”، داعيًا الدول الإفريقية إلى تعزيز تخفيف قواعد المِلْكِيَّة الفكرية. كما يرى أن تسهيل عملية الوصول إلى الأدوية والمعدات واختبارات كوفيد-19 هو المنفذ إلى إنقاذ المزيد من الأرواح، «وعندئذ يمكن لإفريقيا أن تؤمّل في الحصول على لقاح خاصّ بها”؛ على حد تعبيره.
___________
رابط المقال: https://www.rfi.fr/fr/afrique/20210106-covid-19-quid-des-vaccins-en-afrique