بقلم: ريستيل ثوناند
ترجمة: سيدي .م. ويدراوغو
اهتم البنك الدولي بالإصلاحات التي قام بها 190 اقتصادًا حول العالم؛ لتحسين مناخ أعمالهم، وذلك في الإصدار 17 من تقرير ممارسة أنشطة الأعمال، والذي نُشر الخميس 24 أكتوبر الماضي.
وفي هذا السياق، تميّزت موريشيوس بشكل خاص بقفزتها النوعية إلى المرتبة 13 في العالم، بالإضافة إلى 20 نظامًا اقتصاديًّا آخر في القارة اقتدت برواندا في سباق الأداء التجاري في إفريقيا.
نظرة عامة:
من المستحيل تصفح تقرير ممارسة أنشطة الأعمال دون الوقوف على القفزة النوعية التي حققتها موريشيوس، ومن الآن فصاعدًا يُعتبر أرخبيل شرق إفريقيا ثالث عشر اقتصادًا ملائمًا للأعمال التجارية حول العالم، متقدمًا بفارق كبير على فرنسا وألمانيا وكندا واليابان والصين.
هذا هي المرة الأولى التي تحظى دولة إفريقية بمثل هذا الموقع المتميز في آخر إصدارات تقرير البنك الدولي، والذي يركز على الإصلاحات التي بدأتها الدول وتأثيرها على مناخ الأعمال في 190 اقتصادًا حول العالم.
يشير الباحثون في البنك الدولي إلى أن هذه القفزة ذات السبعة نقاط، مقارنة بالإصدار السابق، مرهونة بالإصلاحات المنهجية التي قامت بها هذه الدولة الإفريقية لتحسين بيئة أعمالها على مدار العقد الماضي.
وخلال نفس الفترة، حسب إفادة المصدر نفسه، أقدم الأرخبيل على “القيام بإصلاح في جميع المجالات تقريبًا، مما أدَّى إلى التقليل بشكل كبير من الوقت اللازم لإنشاء شركة تجارية أو الوقت اللازم لتسجيل الممتلكات.
توغو “تستلهم برواندا” وتقفز 40 مكانًا:
وفي هذا السياق، يُذكر أن 20 اقتصادًا آخر من القارة من بين الذين يتقدمون على المسار الاقتصادي، وأكثرها إثارة هو التقدم الذي أحرزته توغو التي قفزت من المركز 137 إلى المركز 97 في غضون عام واحد؛ أي بكسب 40 مرتبة.
كما أن القائمة المختصرة للاقتصادات العشرين الأكثر إصلاحًا في العالم التي تم نشرها في سبتمبر الماضي قد أعلنت بالفعل عن التوقعات؛ حيث تربعت توغو في وضعية مشرفة، ووفقًا للتقرير؛ فإن الطفرة الرواندية هي الحافز الذي شجَّع توغو.
فالتقدم الذي أحرزته رواندا على مدار السنوات العشر الماضية ألهمَ السلطات التوغولية، التي زارها عدد من الوفود التوغولية في كيغالي للتعرُّف على نجاح الإصلاحات.
قائمة بـ21 اقتصادًا إفريقيًّا أحرزت التقدم في تقرير دووينغ بزنس 2020م |
|||
النقاط المحرَزة خلال عام واحد |
الترتيب 2020 |
الترتيب 2019 |
الدولة |
7 |
13 |
20 |
موريشيوس |
7 |
53 |
60 |
المغرب |
5 |
56 |
61 |
كينيا |
2 |
78 |
80 |
تونس |
2 |
97 |
87 |
زامبيا |
40 |
104 |
137 |
توغو |
3 |
109 |
107 |
ناميبيا |
2 |
110 |
111 |
ملاوي |
12 |
114 |
122 |
كوت ديفوار |
6 |
116 |
120 |
مصر |
11 |
123 |
127 |
أوغندا |
18 |
131 |
141 |
السنغال |
15 |
132 |
146 |
نيجيريا |
11 |
140 |
143 |
النيجر |
15 |
141 |
155 |
زمبابوي |
3 |
149 |
144 |
تانزانيا |
4 |
160 |
153 |
بنين |
4 |
166 |
164 |
كمورس |
2 |
174 |
168 |
بورندي |
1 |
183 |
175 |
غينيا بيشاو |
1 |
183 |
184 |
جمهورية الكونغو الديمقراطية |
وقد أشار التقرير إلى أن الإصلاحات الخمسة التي شكَّلت قوة هذا البلد المطل على البحر قد تمت لصالح إنشاء الأعمال التجارية، وتسجيل العقارات، والحصول على ائتمانات.
القواسم المشتركة:
تميزت كل من السنغال ونيجيريا وزيمبابوي وساحل العاج وأوغندا والنيجر بتقدمها هذا العام؛ لأنها فازت بأكثر من 10 مراكز للبعض أو 15، وأكثر للبعض الآخر، لكن القواسم المشتركة بين هذه الاقتصادات تكمن في الإصلاحات التي تم إجراؤها لتسهيل الوصول إلى الائتمان، وتحسين معدل تغطيتها، ورقمنة أنظمة دفع الضرائب، ممَّا قلَّل من تكاليف الشركات وغالبًا ما يقلل من مدة الاستيراد والتصدير، وتسهيلات الإجراءات القانونية المعتمَدة لتبسيط تنفيذ العقود أو التدابير المتَّخذة لتسهيل حلّ قضايا الإعسار.
رواندا لا تزال مثالاً بين 40 دولة أعلى تصنيفًا:
وجدير بالذكر أن رواندا ذات الاقتصاد الأيقوني للقارة؛ لكونه تم إعادة بنائه ببراعة على مدار العشرين عامًا الماضية، مما سمح للأخيرة أن تُذْهِل العالم العام الماضي لقفزتها النوعية للانضمام إلى أعلى 30 تصنيفًا هذا العام.
وبمركزها 38 لعام 2020 فإن “سويسرا الإفريقية” ستُشكل مع موريشيوس ثنائيًّا للبلدان الإفريقية في قائمة أفضل 40 بلدًا. وعليه فهي تمثل، في هذا الاختيار من قِبل تيربين أفريك، أحد الاقتصادات الـ22 التي تعزّز الأعمال على مستوى القارة.
في الواقع، يبدو أن رواندا قد تفوَّقت قليلاً على الجهود الضخمة في جميع أنحاء العالم من أجل أداء تقرير دوينغ بزنس. لكنَّ التقرير يشير إلى أن بلد “بول كاغامي” يواصل تحسين مناخ الأعمال، لا سيما من خلال إعفاء الشركات الصغيرة والمتوسطة الناشئة حديثًا من الضرائب لمدة عامين، إلى جانب تحسين مراقبة الجودة للمباني، وإدارة تصاريح البناء، عطفًا على موثوقية إمدادات الكهرباء وحقوق الموظفين.
غانا تخطئ هدفها:
غانا، التي نشطت منذ نهاية عام 2018م للانضمام إلى قائمة 100 أفضل مركز تراجعت قليلاً إلى المركز 118. في حين أن إثيوبيا ومدغشقر وسيراليون والكونغو برازافيل، التي تحدث عنها الكثير من الناحية الاقتصادية منذ العام الماضي حول اكتشافات النفط والديناميكية الاقتصادية تظل تعاني من الركود.
عمومًا، فإن مناخ الأعمال في تطور كامل في إفريقيا؛ فإلى جانب الأفضل على المستوى العالمي هناك من تحسنت وضعيته على المستوى الإقليمي بما فيه الكفاية، عطفًا على من في مستوى مقبول، بينما الأخرى مدعوّة بدورها، ربما مثل توجو، للاستلهام من نجاحات جيرانها في الأداء. على كل حال هناك تحرُّك في إفريقيا.
رابط أصل المقال: