بقلم: موسى ديورا (*)
ترجمة: سيدي.م. ويدراوغو
قيادة مصير الدول هو منصب هام وفي غاية الخطورة ، لذلك دائما ما تتسلط الأضواء على رؤساء البلاد ، حيث تثير حياتهم الشخصية – (خارج إطار السياسة) ماضيهم ، حياتهم الأسرية ، مسيرتهم الأكاديمية – فضول مواطنيهم الذين يحرصون على التعرف على كل شيء عن قادة بلادهم.
وفي هذا السياق نتطرق إلى العالم المتميز للقادة الأفارقة – ربما تكون قد تساءلت من قبل عن المسيرة الأكاديمية لرئيس دولتك ومؤهلاته العلمية- لذلك نحن هنا نورد قائمة الرؤساء الأفارقة العشرة الأكثر تأهيلا بين بقية رؤساء القارة.
1- الحسن واتارا (كوت ديفوار)
الرئيس الحالي لجمهورية كوات ديفوار المشهور بلقب “أدو” (ADO) على سبيل الدعابة، وقد التحق بالمعهد التكنولوجي في دركسيل ثم بجامعة بنسلفانيا عن طريق منحة دراسية حيث نال ماجستير في الاقتصاد عام 1967م .
وعلى الرغم من وظيفته في صندوق النقد الدولي كخبير اقتصادي ، ظل يواصل مسيرته العلمية حتى حاز الدكتوراه في العلوم الاقتصادية عام 1972م، وهو الرئيس الإفريقي الوحيد الذي تولى منصب نائب مدير صندوق النقد الدولي (FMI).
2-ألفا كوندي (غينيا كوناكري)
ظل الرئيس الحالي لغينيا كوناكري يواصل مسيرته العلمية -على الرغم من السنين الطوال التي قضاها في المعارضة –حتى أن نال دبلوم الدراسات العليا (DES ) من كلية الحقوق بجامعة باريس الأولى( بانتيون السوربون) ثم حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية عام 1972م.
3- ياي بوني(بنين)
قضى عشر سنوات في رئاسة بنين ثم قام بتسليم السلطة بعد الانتخابات الرئاسية التي عقدت في وقت سابق خلال هذا العام ، وتخرج بوني من جامعة باريس دوفين حيث حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.
4- روك مارك كريستيان كبوري (بوركينافاسو)
الرئيس الحالي لبوركينافاسو ويتميز بحب الاطلاع والعلم وانجازاته الأكاديمية خير دليل على ذلك ، حيث حصل على دبلوم الدراسات الجامعية الأولى والثانية في الإدارة ثم بكالوريوس في الاقتصاد، وماجستير في الإدارة من جامعة ديجون عام 1979م، وحاز على دبلوم الدراسات العليا المتخصصة ، مما أهله إلى شهادة الكفاية في الإدارة وإدارة الأعمال…إنه يتسم بالكفاءة .
5- إلين جونسون سيرليف (ليبيريا)
مناضلة سياسية بالامتياز ومن النساء الإفريقيات اللاتي تولين منصب رئيس الجمهورية، وهي حاصلة على دبلوم في الاقتصاد من جامعة كولورادو عام 1970م ثم ماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفرد المرموقة وذلك في عام 1971م …إنها مثال حي للمرأة الناجحة.
6- إبراهيم أبوبكر كيتا(مالي)
وقد اشتهر بـ( IKB) ، الأحرف الثلاثة الأولى من اسمه، وهو رجل دولة ورئيس مالي منذ 4سبتمبر 2013م، ومسيرته الأكاديمية مشرفة حيث درس في كلية الآداب بجامعة دكار ثم التحق بجامعة بجامعة باريس الأولى( بانتيون السوربون) في معهد تاريخ العلاقات الدولية المعاصرة (IHRIC ) ، وهو حامل لدرجة الماجستير في التاريخ ودبلوم الدراسات المتعمقة في السياسات والعلاقات الدولية.
7- محمد السادس(المغرب)
إنه نموذج حي لالتحاق الملوك بالمدارس حيث إنه حصل على شهادة الدراسات العليا( CES ) في العلوم السياسية بتفوق وذلك بعد نيله بكالوريوس في الحقوق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية-وهو حاصل على دبلوم الدراسات العليا المتعمقة في قانون العام.
8- بول بيا(كاميرون)
الرئيس الكاميروني البالغ من العمر 82عاما قطع شوطا في مسيرته الأكاديمية داخل أسوار جامعة السوربون وذلك بعد المرحلة الثانوية في معهد الجنرال لي كليرك في ياهو ندي ثم التحق بمعهد لويس لي غراند (المشهور بمراحله التكوينية) إضافة إلى الفترة التي قضاها في معهد الدراسات السياسية حيث تحصل على بكالوريوس قانون العام عام 1961م.
وتجدر الإشارة إلى أنه حامل دبلوم في قانون العام من معهد الدراسات العليا فيما وراء البحار، وهو من الرؤساء الأفارقة النوادر الذين درسوا العلوم السياسية.
9- ماكي سال(السنغال)
الرئيس الحالي لدولة السنغال والذي تميز خلال مسيرته الأكاديمية بالتفوق انطلاقا من دراسته في الجيوفيزيائية في معهد علوم التربة(IST)ثم واصل تكوينه إلى أن تخرج مهندسا جيولوجيا في المعهد الوطني العالي للنفط والمحركات (ENSPM)، ومن المعهد الفرنسي للنفط (IFP) في باريس.
يذكر أن ماكي سال عضو في كثير من الجمعيات المحلية والدولية للجيولوجيين وجيوفيزيائيين، ولكفاءته تم اختياره من طرف عبد الله واد – الرئيس السنغالي الأسبق- لتولي منصب مدير عام شركة السنغال للنفط…مسيرة أكاديمية رائعة!
10- روبرت موجباي(زمبابوي)
هناك اعتقاد سائد عن روبرت موجباي أنه مولع بالثقافة وذاك الاعتقاد حقيقي حيث إن المخضرم البالغ من العمر 92سنة -أكبر الرؤساء الأفارقة سنا- تفرَّد بحيازة 7 مؤهلات علمية متنوعة بعد بكالوريوس حيث يحمل خمسة بكالوريوس في كل من الآداب، والإدارة، والتربية، والعلوم السياسية وفي الحقوق، ومن رصيده الأكاديمي ماجستير في الحقوق وآخر في العلوم الاقتصادية… يا لها من عبقرية!
إن من حق إفريقيا أن تفتخر على غرار الغرب لامتلاكها رؤساء تميزوا في مسيرتهم الأكاديمية …وعلى الرغم من عدم وجود مؤهل خاص للتولي منصب الرئاسة غير أن تلك الخلفيات تشكل مزايا في إدارة شئون الدول.
(*) يمكن الاطلاع على رابط المقال الأصلي من هنا